قال لها مصطفى بجدّيّة كاذبة:
_إنّي أفكّر في الهجرة إلى أميركا.
سألته مندهشة:
_أميركا.. لماذا أميركا؟
_لأنّه، في استطلاع أخير، جاء أنّ الأميركي هو أكبر مستهلك لكلمة «أحبّك». تصوّري أنّه يلفظها بمعدّل ثلاث مرّات في اليوم، كأنه يتناولها مع وجباته الثلاث. أريد أن أهاجر كي أسمعها ولو مرّة في حياتي. هنا قد يموت المرء ولا يسمعها حتّى من أمّه برغم أنّ كلّ شيء يشي بحبّها له. لكنّها عندما تنطق تقول عكس ذلك!
واصل بنبرة مازحة:
_بإمكانك أن تجعليني أعدل عن الهجرة، يكفي أن تقولي إنّك تحبّينني!
ضحكت لابتزازه العاطفي، لكنّها طبعًا لم تقلها.
لو قالتها، لربّما كانت الآن في معسكرات الاعتقال العاطفي. وبدل أن تُرزق ألبومًا، لكانت هناك تخدم أمّه وتربّي أولاده!
هل أحبّته حقًّا؟
هي نفسها لا تدري. معظم الذين يعتقدون أنّهم يعيشون قصّة حبّ، هم في الواقع يعيشون وهم الحب.
" الأسود يليق بك "