إنّ أقصر طريق إلى الحبّ ، لا تقودك إليه نظراتك المفتوحة تماماً باتِّساع صحون " الدِّش " لالتقاط كلّ الذبذبات من حولك ، بل في إغماض عينيك وترك قلبك يسير بك.. حافياً نحو قدرك العشقيّ .
أنتَ لن تبلغ الحب إلاّ لحظة اصطدامك به ، كأعمى لا عصا له.
لقد سئمت ضباب الاوهام الذي أُغرق فيه نفسي .. وسئمت التظاهر بالتصديق , امنح نفسي لقاء كلمات حب اعرف انها كاذبة .. ولكني بحاجة اليها .. بحاجة ان احس ان انسانا حولي يعطف علي ,يشاركني في ضياعي فأنا امرأة متعبة ضائعة تبحث بعينين خابيتين عن يد حنون مضت ذات ليلة
وحين الصبر نفذ
بحثتُ عنك في قسم الأشياء المفقودة
طلب مني الموظف أن أصفك
أفضتُ في ذكر صفاتك
طلتك . . ضحكتك . . وكلماتك
قلت : لا مثلك أحد
فغاب الرجل ولم يعُد
قال زميله معتذراً :
" لا يؤخذ وصف العاشق على محمل الجد "
و أضاف " ثمّ يا سيدتي ..
بعد ثلاثة أشهر لا نحتفظ بالأمانات
تُعتبر الأشياء مفقودةً إلى الأبد " !
بدأت مشاكلها حين راحت تصرّح للصحافة الحرّة، بأنّ ثمّة جزائر للقلوب وأخرى للجيوب، وإرهابًا سافرًا وآخر ملثّمًا، وأن كبار اللصوص هم من أنجبوا للوطن القتلة، فالذين حملوا السلاح ما كانوا يطالبون بالديمقراطيّة، بل بديمقراطية الاختلاس ، وبحقّهم في النهب، إذ لا سارق اقتيد إلى السجن.
في ذلك الحين، بدأ الغربان ومتعهّدو الدماء يحومون حول صوتها النازف، ويشجّعونها على رفع النبرة، ويزوّدونها الأسماء.. وأعواد الكبريت!
كانوا يريدونها حطب المحرقة، لكنّ «جان دارك» التفتت ساعة المعركة فما رأت رجلًا. وجدت نفسها وحيدة مثل «حامل الفانوس في ليل الذئاب» في مواجهة وحوش جاهزة للانقضاض على أيّ أحد، دفاعًا عن غنيمتها. الكلّ أدرك فحوى الرسالة «كن صامتًا.. أو ميتًا». كلّ حكم يصنع وحوشه، ويربّي كلابه السمينة التي تطارد الفريسة نيابة عنه.. وتحرس الحقيقة باغتيال الحقّ.
" الأسود يليق بك "