Muneer قال:جميل انك طرحت هذا السؤال .. حتى لا تقول اني قرأة نصف النص وتركت الباقي أليك النص
إنجيل لوقا [20 : 42 ] ( قال الرب لربي: اجلس عن يميني حتى أجعل أعداءك موطئا لقدميك )
الحقيقة أن من يتأمل تلك الجملة التي استشهد بها السيد المسيح هي دليلاً واضحا على نفي ألوهيته المسيح لا على إثبات
ألوهيته !
اولا الشاهد الي ذكرته خطأ, لان اصحاح 20 لمتى لا يحتوي على اكثر من 34 عدد
الشاهد الصحيح للنص المذكور هو متى 22 العدد 44 فياريت تنتبه لذكر النصوص.
اتفقنا مسبقا ان يبقى الحوار عادل و منطقي, اي لا يحق لك تفسير النص بما تشتهي, بل الرجوع الى التفاسير, لكنك زغت في ردك هذا, و جع لي الامر في تقويمه:
إن كان قادة الفكر اليهودي قد قاوموا الملكوت بكل الطريق، فإن السيِّد أفحمهم بكشفه عن حقيقة شخصه كرب داود، إذ سأل الفرّيسيّين: "ماذا تظنّون في المسيح، ابن من هو؟ قالوا له: ابن داود. قال لهم: فكيف يدعوه داود بالروح ربًا، قائلاً: قال الرب لربِّي اِجلس عن يميني حتى أضع أعداءك موطئًا لقدميك. فإن كان داود يدعوه ربًا، فكيف يكون ابنه؟ فلم يستطع أحد أن يجيبه بكلمة" [42-46].
لم يستطع أحد أن يجيبه إذ كشف لهم أن المسيّا ابن داود إنّما هو ربُّه الذي يخضع مقاوموه تحت قدميه. وكأن السيِّد كان يُحذّرهم من المقاومة، إذ جاء ليُخلّص لا ليدين. إنه يفتح الباب لقبولهم حتى لا يوجدوا في يوم الرب العظيم كأعداء مقاومين.
لم يستطع أحد أن يجيبه إذ كشف لهم أن المسيّا ابن داود إنّما هو ربُّه الذي يخضع مقاوموه تحت قدميه. وكأن السيِّد كان يُحذّرهم من المقاومة، إذ جاء ليُخلّص لا ليدين. إنه يفتح الباب لقبولهم حتى لا يوجدوا في يوم الرب العظيم كأعداء مقاومين.
v
المسيح هو ابن داود وربُّه. إنه رب داود على الدوام وابنه حسب الزمن... هو رب داود المولود من الآب، وابن داود المولود ابنًا للعذراء مريم الذي حُبل به منها بالروح القدس. فلنتمسَّك بكليهما بشدة... فلو لم يهبنا ربّنا يسوع المسيح أن يصير إنسانًا لهلك الإنسان.
قَالَ الرَّبُّ لِرَبِّي: اجْلِسْ عَنْ يَمِينِي حَتَّى أَضَعَ أَعْدَاءَكَ مَوْطِئاً لِقَدَمَيْكَ * مزمور 110: 1 .
ونقول مكررين أن وجود هذه الآية في هذا المزمور تؤكد تأكيداً باتاً أن الكتاب المقدس لم يحرفه أو يعبث بمحتوياته أحد.. لأنه لو أن اليهود حرفوا العهد القديم لكانت أولى الآيات التي حذفوها هي هذه الآية. فداود النبي، وهو يهودي يؤمن بوحدانية الله، يكتب بوحي الروح القدس فيقول قال الرب لربي اجلس عن يميني حتى أضع أعداءك موطئاً لقدميك
كان داود النبي ملكاً ثيوقراطياً، لا تعلوه سلطة أرضية فعن من يقول قال الرب لربي ومن هو ذاك الذي يدعوه داود الملك ربي ؟
الجواب نجده في حوار المسيح مع الفريسيين:
وَفِيمَا كَانَ الْفَرِّيسِيُّونَ مُجْتَمِعِينَ سَأَلَهُمْ يَسُوعُ: مَاذَا تَظُنُّونَ فِي الْمَسِيحِ؟ ابْنُ مَنْ هُوَ؟ قَالُوا لَهُ: ابْنُ دَاوُدَ . قَالَ لَهُمْ: فَكَيْفَ يَدْعُوهُ دَاوُدُ بِالرُّوحِ رَبّاً قَائِلاً: قَالَ الرَّبُّ لِرَبِّي اجْلِسْ عَنْ يَمِينِي حَتَّى أَضَعَ أَعْدَاءَكَ مَوْطِئاً لِقَدَمَيْكَ؟ فَإِنْ كَانَ دَاوُدُ يَدْعُوهُ رَبّاً، فَكَيْفَ يَكُونُ ابنَهُ؟ * متى 22: 41-45 .
هذه الآيات المضيئة تعلن وحدانية الله الجامعة.. وتقرر أن المسيح ابن الله قد صَارَ مِنْ نَسْلِ دَاوُدَ مِنْ جِهَةِ الْجَسَدِ * رومية 1: 3 ومع أنه صار من نسل داود، لكنه أصل داود .. لأنه خالق داود... وقد قال المسيح عن نفسه:
أَنَا أَصْلُ وَذُرِّيَّةُ دَاوُدَ * رؤيا 22: 16 .
ولأنّ المسيح هو ابن الله الأزلي.. يدعوه داود بالروح القدس ربّي
قال الرب الآب الأزلي
لربي الابن الأزلي
والكلام نطق به داود النبي بالروح الأزلي .
هذه هي إعلانات كتاب العهد القديم عن الله.. لم يبتدعها اليهود أو المسيحيون، بل أوحى بها الروح القدس إلى أنبياء الله..
والمسيحيون يقبلون إعلان الله عن ذاته بكل إيمان ويقين.. ومن يتهم المسيحيين بالشرك جاهل.. لا يعرف المسيحيّة الحقيقية، ولا ما يقوله الكتاب المقدس الكريم - كتاب المسيحيين - عن الله الواحد في ثالوثه العظيم.
ونرى لزاماً علينا ونحن في ختام الحديث عن إعلان الله عن ذاته في العهد القديم أن نذكر هنا كلمتين وردتا باللغة العبرية في كتاب العهد القديم للتعبير عن الوحدة...
الكلمة الأولى هي كلمة يَحَد وهي تعني الواحد البحت.
الكلمة الثانية هي كلمة احَد وهي تعني الوحدانية الجامعة.
ففي سفر التكوين نقرأ:
وَكَانَ مَسَاءٌ وَكَانَ صَبَاحٌ يَوْماً وَاحِداً * تكوين 1: 5 .
وكلمة واحداً المذكورة في الآية هي كلمة احَد وهي تعني أن المساء والصباح وهما متميزان لكنهما يكونان يوماً واحداً.. فكلمة احَد لا تعني هنا الواحد البحت.. بل تعني الوحدانية الجامعة . وفي سفر التكوين نقرأ أيضاً:
لِذ لِكَ يَتْرُكُ الرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَيَلْتَصِقُ بِامْرَأَتِهِ وَيَكُونَانِ جَسَداً وَاحِداً * تكوين 2: 24 .
وكلمة واحداً هي هنا أيضاً كلمة احَد وهي ترينا بصورة بارزة أنها تعني وحدانية جامعة .. فالرجل والمرأة متميزان الواحد عن الآخر لكنهما بالزواج يكوّنان وحدة جامعة...
أما الواحد البحت يحَد فقد ذكر في سفر التكوين في هذه الكلمات:
فَقَالَ: خُذِ ابنَكَ وَحِيدَكَ الذِي تُحِبُّهُ إِسْحَاقَ وَاذْهَبْ إِلَى أَرْضِ الْمُرِيَّا، وَأَصْعِدْهُ هُنَاكَ مُحْرَقَةً عَلَى أَحَدِ الْجِبَالِ الذِي أَقُولُ لَكَ * تكوين 22: 2 .
وكلمة وحيدك في العبرية في هذه الآية هي كلمة يحَد التي تعني الواحد البحت.. كان اسحق هو الابن الوحيد الذي بقي مع إبراهيم بعد ذهاب إسماعيل.
عندما قال موسى لبني إسرائيل:
اِسْمَعْ يَا إِسْرَائِيلُ: الرَّبُّ إِلهُنَا رَبٌّ وَاحِدٌ * تثنية 6: 4 .
جاءت كلمة واحد في العبرية احَد التي تعني الوحدانية الجامعة..
ولعل القرآن حين ذكر في سورة الإخلاص قل هو الله أحد استعار ذات اللفظ العبري احَد .. فالأرقام في العربية تبدأ بواحد وليس بأحد.. وقد استعار القرآن لفظ التوراة وهي كلمة عبرية.. كما استعار كلمة الإنجيل وهي كلمة يونانية، وفي القرآن كلمات كثيرة ليست عربية.
عبارة المزامير تقول : قال الرب (أي الله) لربي (أي المسيح) اجلس عن يميني حتى أجعل أعداءك موطأً لقدميك ،
كلام متناقض, لان داود ذكر ان المسيح هو ربه , وقول قال الرب لربي يوضح ان وحدة الله شاملة جامعة
و بناء
على هذه الجملة لا يمكن أن يكون المقصود من كلمة ربي الثانية هو الله أيضا، و ذلك لأن المعنى سيصبح عندئذ : قال الله
لِلَّه اجلس عن يميني حتى أجعل أعداءك موطئا لقدميك !! و كيف يجلس الله عن يمين نفسه!؟
داود ذكر ان المسيح هو ربه, و ان الله ربه ايضا, اذ المقصود هو المسيح هو الله كما ذكرنا في الوحدة الشاملة الجامعة, و هذه اشارة الى الثالوث كما في النصوص الاخرى التي سبق ذكرها
إذا كان ربي الثانية إلهاً فإنه لا يحتاج لأحد حتى يجعل أعداءه موطئا لقدميه ، بل هو نفسه يسخر أعداءه بنفسه و لا يحتاج إلى
من يسخرهم له !
بالطبع لا, لانه هو اله واحد, و ليس اكثر من اله, فهمك للموضوع ناتج عن فهمك لوجود اكثر من اله, و هذا ما رفضناه و عللنا امره مسبقا
فتأمل …
أن مخاطبة الله لإلـه آخر تعني وجود إلهين اثنين و هذا يناقض عقيدة التوحيد التي هي أساس الرسالات السماوية ! فهذا كله
يؤكد أن ربي الثانية ليس الله و لا بإلـه ثان بل لا بد أن يكون معناها شيئا غير ذلك، فما هو؟
مخاطبة الله موجودة في نصوص اخرى في الكتاب المقدس, و هي لا تعني تعدد الالهة, بل بالعكس فهي تشير الى اللاهوت, اذ الله هو واحد ذو اقانيم فالكتاب المقدس كما اشرنا في ردودنا الاولى يقصد بالكلمة الجوهر الواحد
بالمناسبة ردك مقتبس من الموقع التالي
http://www.alhakekah.com/jesus/answers/5.htm
يتبع...