حاليا العالم يقسّم التاريخ إلى مرحلتين زمنيتين وهما، فترة ما قبل الميلاد وفترة ما بعد الميلاد (اي ميلاد السيد المسيح)
في الازمنة الموغلة في القدم ايضا قسّم سكان بلاد الرافدين التاريخ إلى مرحلتين زمنيتين وهما فترة ما قبل الطوفان العظيم وفترة ما بعد الطوفان
لان الطوفان العظيم كان حدث جلل لم يفارق ذاكرة الشعوب ولا ملاحمها وأساطيرها ولا أديانها لفترة زمنية طويلة جدا.
اذ وصف السومريون الطوفان العظيم في نصوصهم المسمارية بوصفه كارثة كونية أرسلها الاله لفناء البشر، بسبب ضجيجهم وكثرتهم التي أزعجت الاله، فكان الطوفان عقاباً إلهياً شاملاً
اذ أعلنت الالهة غضبها فأرسلت العواصف المدمرة والأمطار الغزيرة المتواصلة والفيضانات المهولة التي غمرت المدن والمعابد
فعمّت الفوضى في كل مكان، وساد ظلام دامس
حتى إن الآلهة نفسها ارتعبت من شدة الطوفان وهوله
إلا ان الاله قام مسبقا باختيار الملك السومري زيوسودرا المعروف بتقواه، واعطاه تعليمات ببناء سفينة النجاة، فكان زيسودرا هو المنقذ الذي اختاره الاله لينقذ ما يمكن انقاذه من البشرية والحيوانات والنباتات .
لذلك كان الطوفان في بلاد الرافدين رمزا لإعادة تنظيم الكون وتجديده.
فبدا تاريخ جديد عند سكان بلاد الرافدين بعد حادثة الطوفان العظيم.
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
المصدر : من ميثولوجيا بلاد الرافدين