هل تعلم؟
النار التي دمّرت نينوى ساعدت بشكل غير مقصود على حفظ التاريخ.
فعند سقوط نينوى نحو 612 ق.م أدّت الحرائق إلى حرق/خبز الألواح الطينية فازدادت صلابةً مثل الفخار، بينما احترقت المواد العضوية، فبقيت الألواح شاهدةً حتى اليوم.
في وسط أطلال أفسس القديمة تقف مكتبة سيلسوس كصورة حية لعظمة الماضي وروعة الهندسة الرومانية، هذه التحفة التي تروي قصة حب لا ينتهي للعلم والثقافة.
بُنيت المكتبة في القرن الثاني الميلادي تكريمًا لتيبيريوس يوليوس سيلسوس (Tiberius Julius Celsus)، السيناتور الروماني الذي ترك إرثًا خالدًا، وتتميز بواجهتها المزخرفة بالأعمدة والنقوش التي تخبئ بين جدرانها حوالي 12,000 لفافة.
المكتبة ليست مجرد مكان لتخزين الكتب، بل نصب تذكاري يعكس الازدهار الفكري لأفسس ويبرز أهمية العلم في ذلك الزمن.
اليوم، تُعد مكتبة سيلسوس رمزًا للتراث الروماني وكنزًا معماري لا يُنسى في آسيا الصغرى.
على أطراف العالم المعروف وتحديدا في جزيرة أوركني هووي Orkney Hoy شمال اسكتلندا Scotland تقبع صخرة غامضة تتحدى المنطق منذ أكثر من 5000 عام تُعرف باسم دوارفي ستون – Dwarfie Stane.
هذا البناء الفريد ليس كومة حجارة بل صخرة واحدة ضخمة من الحجر الرملي نُحِتت بالكامل من الداخل بدقة مذهلة.
يضم الداخل حجرتين صغيرتين يفصل بينهما ممر ضيق للغاية ولا يُعرف حتى اليوم سبب تصميمه أو وظيفته الحقيقية.
يرجح بعض علماء الآثار أنه كان مقبر ة حجرية، بينما يرى آخرون أنه ملجأ مؤقت للمسافرين أو مخبأ سري في أوقات الخط ر، والأكثر إثارة أن نحت هذا الفراغ المعقد تم دون أي أدوات معدنية معروفة في العصر الحجري الحديث Neolithic Age.
الوصول إلى الصخرة نفسها ليس سهلًا، فطرق جزيرة هووي وعرة ومتعرجة وتتطلب مجهودًا بدنيًا كبيرًا، ورغم مرور آلاف السنين ما زالت دوارفي ستون – Dwarfie Stane لغزًا مفتوحًا بلا إجابة حاسمة وشاهدًا صامتًا على عبقرية إنسان ما قبل #التاريخ.