تساؤلات و اجوبتها حول عقيده صلب السيد المسيح _القمص مرقس عزيز

tamav maria

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
29 يونيو 2008
المشاركات
10,315
مستوى التفاعل
2,236
النقاط
0

تساؤلات و اجوبتها حول عقيده صلب السيد المسيح _القمص مرقس عزيز

سؤال : من المؤكد ان هناك أسانيد كتابية لعقيده الصلب فهل من الممكن نلقي الضوء عليها بايجاز ؟

جوابنا : هناك اسانيد كتابيه و منطقيّة تدعونا للإيمان بحقيقة الصلب والتّشبُّث بها . يتحتَّم علينا أن نعتمد نصوص كتابنا المقدس كمرجع أوّلي ولا سيما أن القرائن التاريخية والحفريات تدعم وثائق الأسفار.

أولاً: إن عقيدة الكفارة عن الخطايا لم تكن عقيدة مستحدثة

بل نراها جزءاً لا يتجزأ في جوهر كل الممارسات الدينية حتى في ممارسات الأديان الوثنية . والحقيقة الثابتة أن هذه الممارسات كانت في أساسها ممارسات سليمة سنَّ الله قانونها الأول بعد سقوط آدم وحواء في خطيئة العصيان. فبالرغم من عصيان آدم وعدم اعترافه بخطيئته? أخذ الله حيواناً وسلخ جلده وصنع لهما ثوبين ليستر عورتيهما (سفر التكوين 3: 21).

الدارس للفظة “كفارة” أو تكفير يكتشف أن معناها القاموسي هو الستر أو التغطية. وهكذا يلاحظ أن عملية التكفير هي عملية شرّعها الله منذ عهد آدم.

وظلت هذه الشعائر قائمة في ممارسة التعبد? فهذا قايين وهابيل يقدمان قرابين لله? فيتقبل الله قربان هابيل المؤسسٌ على الدم? ويرفض قربان قايين لأنه اعتمد فيه على أعمال يديه.

وكذلك كانت قرابين نوح? وإبراهيم? وإسحق ويعقوب قرابين دموية. ثم أصبحت هذه القرابين في عهد موسى? شريعة مكتوبة.

وكلها كما أثبت الدارسون كانت رموزاً للذبيحة الكبرى? أي صلب المسيح .

وقد أخذت الأمم الوثنية هذه الشعائر عن رجال الله المؤمنين وانتحلتها لآلهتها الوثنية? فشوَّهت معالمها وإن ظلت القرابين في جوهرها رمزاً للتكفير.



ثانياً: إن العهد القديم يكتظ بالنبوءات عن موت المسيح وقيامته.

ويكفي أن نلقي نظرة على سفر إشعياء? الأصحاح 53: 1-12

ثالثاً: إن المسيح نفسه قد تحدث عن موته وقيامته

الأناجيل مليئه بالآيات الواضحه التي نطق هو نفسه بها والتي تشير إلى صلبه وآلامه.

في هذه الحال إما أن يكون المسيح كاذباً عندما تحدث عن موته أو أن يكون مجنوناً اختلط عليه الأمر? أو صادقاً لا ينطق بغير الحق.

لم يوجد أحد قط ? حتى من بين أعدائه? من اتهم المسيح بالكذب. وبالطبع لا يجرؤ أي انسان أن يتهم المسيح بالكذب أو الجنون. بقي أن نقول إن المسيح كان صادقاً في كل ما بشر به وأخبر عن نفسه.

ولا مجال أن ندعي أن ما ورد من أخبار الإنجيل عن موت المسيح هو من انتحال التلاميذ أو سواهم من آباء الكنيسة الأولى ولا سيما أن أتباع المسيح هؤلاء مشهود لهم بالصدق والأمانة. وأكثر من ذلك نجد القديس يوحنا الحبيب الذي لازم السيد المسيح منذ صباه يقول في حديثه عن المسيح:

“اَلَّذِي كَانَ مِنَ الْبَدْءِ? الَّذِي سَمِعْنَاهُ? الَّذِي رَأَيْنَاهُ بِعُيُونِنَا? الَّذِي شَاهَدْنَاهُ? وَلَمَسَتْهُ أَيْدِينَا? مِنْ جِهَةِ كَلِمَةِ الْحَيَاةِ. فَإِنَّ الْحَيَاةَ أُظْهِرَتْ? وَقَدْ رَأَيْنَا وَنَشْهَدُ وَنُخْبِرُكُمْ بِالْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ الَّتِي كَانَتْ عِنْدَ الآبِ وَأُظْهِرَتْ لَنَا” (يوحنا الاولى 1: 1-2).

وقد ردد بقية التلاميذ مثل هذه الشهادة ولا سيما القديس بطرس? وهم جميعاً شهود عيان صادقون .

ولكن أعظم شهادة يمكن أن نقتبسها في سياق هذه الدراسة هي شهادة السيد المسيح لنفسه. فقد تناول السيد المسيح نبوّات العهد القديم وطبقها على نفسه? وعمد إلى تفسيرها تفسيراً لا يترك شائبة ريب في عقول مستمعيه? فنجد عبارات: “ لِيَتِمَّ الْكِتَابُ الْقَائِلُ... ” وهي مقتبسات مأخوذة كلها من العهد القديم? فجاء ذكرها في العهد الجديد? تطبيقاً عملياً للنبوءة الواردة في العهد القديم. وعلى سبيل المثال (راجع يوحنا 19: 24). وها هو المسيح يخاطب تلاميذه قائلاً لهم:

“هذَا هُوَ الْكَلامُ الَّذِي كَلَّمْتُكُمْ بِهِ وَأَنَا بَعْدُ مَعَكُمْ? أَنَّهُ لا بُدَّ أَنْ يَتِمَّ جَمِيعُ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ عَنِّي فِي نَامُوسِ مُوسَى وَالأَنْبِيَاءِ وَالْمَزَامِيرِ. حِينَئِذٍ فَتَحَ ذِهْنَهُمْ لِيَفْهَمُوا الْكُتُبَ. وَقَالَ لَهُمْ: هكَذَا هُوَ مَكْتُوبٌ? وَهكَذَا كَانَ يَنْبَغِي أَنَّ الْمَسِيحَ يَتَأَلَّمُ وَيَقُومُ مِنَ الأَمْوَاتِ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ” (لوقا 24: 44-46).
 

tamav maria

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
29 يونيو 2008
المشاركات
10,315
مستوى التفاعل
2,236
النقاط
0
اقوال السيد المسيح عن صلبه


سؤال:هل ممكن تستعرض معنا بعض اقوال المسيح عن صلبه والامه ؟

التعليق: في مناسبات عديدة،صرّح المسيح لتلاميذه بأنّ عمله الخلاصي يستلزم موته على الصليب. وأبرز تصريح جاء في خطابه الوداعيّ، الذي ألقاه على مسامعهم في الليلة التي أُسلِم فيها، والذي يعدّ بحقّ روعة الإنجيل. فيما يلي بعض إعلاناته الخاصّة بموته على الصليب لفداء الجنس البشريّ :

" مِنْ ذ لِكَ الوَقْتِ ابْتَدَأَ يَسُوعُ يُظْهِرُ لِتَلَامِيذِهِ أَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يَذْهَبَ إِلَى أُورُشَلِيمَ وَيَتَأَلَّمَ كَثِيراً مِنَ الشُّيُوخِ وَرُؤَسَاءِ الكَهَنَةِ وَالكَتَبَةِ، وَيُقْتَلَ، وَفِي اليَوْمِ الثَّالِثِ يَقُومَ " ( متّى 16 :21).

" فِيمَا هُمْ يَتَرَدَّدُونَ فِي الجَلِيلِ قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ : ا بْنُ الإِنْسَانِ سَوْفَ يُسَلَّمُ إِلَى أَيْدِي النَّاسِ فَيَقْتُلُونَهُ، وَفِي اليَوْمِ الثَّالِثِ يَقُومُ " ( متّى 17 :22 و23).

" وَلَمَّا أَكْمَلَ يَسُوعُ هذِهِ الأَقْوَالَ كُلَّهَا قَالَ لِتَلَامِيذِهِ : تَعْلَمُونَ أَنَّهُ بَعْدَ يَوْمَيْنِ يَكُونُ الفِصْحُ، وَا بْنُ الإِنْسَانِ يُسَلَّمُ لِيُصْلَبَ " ( متّى 26 :1 و2) .

" وَابْتَدَأَ يُعَلِّمُهُمْ أَنَّ ا بْنَ الإِنْسَانِ يَنْبَغِي أَنْ يَتَأَلَّمَ كَثِيراً، وَيُرْفَضَ مِنَ الشُّيُوخِ وَرُؤَسَاءِ الكَهَنَةِ وَالكَتَبَةِ، وَيُقْتَلَ، وَبَعْدَ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ يَقُومُ " ( مرقس 8 :31).

" كَانَ يُعَلِّمُ تَلَامِيذَهُ وَيَقُولُ لَهُمْ إِنَّ ا بْنَ الإِنْسَانِ يُسَلَّمُ إِلَى أَيْدِي النَّاسِ فَيَقْتُلُونَهُ، وَبَعْدَ أَنْ يُقْتَلَ يَقُومُ فِي اليَوْمِ الثَّالِثِ " ( مرقس 9 :31) .

" هَا نَحْنُ صَاعِدُونَ إِلَى أُورُشَلِيمَ، وَا بْنُ الإِنْسَانِ يُسَلَّمُ إِلَى رُؤَسَاءِ الكَهَنَةِ وَالكَتَبَةِ، فَيَحْكُمُونَ عَلَيْهِ بِالمَوْتِ، وَيُسَلِّمُونَهُ إِلَى الأُمَمِ، فَيَهْزَأُونَ بِهِ وَيَجْلِدُونَهُ وَيَتْفُلُونَ عَلَيْهِ وَيَقْتُلُونَهُ، وَفِي اليَوْمِ الثَّالِثِ يَقُومُ " ( مرقس 10 :33-34) .

" يَنْبَغِي أَنَّ ا بْنَ الإِنْسَانِ يَتَأَلَّمُ كَثِيراً، وَيُرْفَضُ مِنَ الشُّيُوخِ وَرُؤَسَاءِ الكَهَنَةِ وَالكَتَبَةِ، وَيُقْتَلُ، وَفِي اليَوْمِ الثَّالِثِ يَقُومُ " ( لوقا 9 :22) .

" وَكَمَا رَفَعَ مُوسَى الحَيَّةَ فِي البَرِّيَّةِ ه كَذَا يَنْبَغِي أَنْ يُرْفَعَ ا بْنُ الإِنْسَانِ، لِكَيْ لَا يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ بَلْ تَكُونُ لَهُ الحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ " ( يوحنّا 3 :14-15) .

إن هذه الأيات تشتمل علي حقيقه خطيره لا بد من الإشارة إليه و هي أن السيد المسيح في اقتباسه نبوّات العهد القديم? وقوله “إنه ينبغي أن يتم جميع ما هو مكتوب عني في ناموس موسى والأنبياء والمزامير” قد أكد أن العهد القديم بكامله (باستثناء الأسفار التاريخية) قد أنبأ بمجيئه و صلبه و الأمه و قيامته

 
التعديل الأخير:

tamav maria

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
29 يونيو 2008
المشاركات
10,315
مستوى التفاعل
2,236
النقاط
0
شهادة الرسل لصلب السيد المسيح


سؤال : هل شهد الرسل لصلب السيد المسيح ؟

التعليق : كلّ مَن يقرأ سفر أعمال الرسل ورسائلهم، يلاحظ أنّ التعاليم التي نشروها وبشّروا بها في كلّ العالَم قامت على المناداة بالمسيح مصلوباً من أجل خطايا العالَم. فيما يلي مقتطفات من أقوال الرسل التي بعد أن نادوا بها، كتبوها مسوقين بالروح القدس، لأجل تعليمنا.

قال القديس بطرس الرسول لليهود : " يَسُوعُ النَّاصِرِيُّ,, هذَا أَخَذْتُمُوهُ مُسَلَّماً بِمَشُورَةِ اللّهِ المَحْتُومَةِ وَعِلْمِهِ السَّابِقِ، وَبِأَيْدِي أَثَمَةٍ صَلَبْتُمُوهُ " (أعمال 2 :22-23) .

وقال القديس بولس " لكِنَّنَا نَتَكَلَّمُ بِحِكْمَةٍ بَيْنَ الكَامِلِينَ، وَل كِنْ بِحِكْمَةٍ لَيْسَتْ مِنْ هذَا الدَّهْرِ، وَلَا مِنْ عُظَمَاءِ هذَا الدَّهْرِ، الذِينَ يُبْطَلُونَ. بَلْ نَتَكَلَّمُ بِحِكْمَةِ اللّهِ فِي سِرٍّ : الحِكْمَةِ المَكْتُومَةِ، التِي سَبَقَ اللّهُ فَعَيَّنَهَا قَبْلَ الدُّهُورِ لِمَجْدِنَا، التِي لَمْ يَعْلَمْهَا أَحَدٌ مِنْ عُظَمَاءِ هذَا الدَّهْرِ لِأَنْ لَوْ عَرَفُوا لمَا صَلَبُوا رَبَّ المَجْدِ " ( كورنثوس الأولى 2 :6-8 ).

وقال القديس يوحنّا الرسول " وَلكِنْ إِنْ سَلَكْنَا فِي النُّورِ كَمَا هُوَ فِي النُّورِ، فَلَنَا شَرِكَةٌ بَعْضِنَا مَعَ بَعْضٍ، وَدَمُ يَسُوعَ المَسِيحِ ابْنِهِ يُطَهِّرُنَا مِنْ كُلِّ خَطِيَّةٍ " (يوحنّا الأولى 1 :7 ).

و للمزيد نقرأ اقرأ أيضاً أعمال 2 :36 ، رومية 6 :5-6 ، كورنثوس الأولى 1 :17-18، 1 :22-24، 2 :1-2، كورنثوس الثانية 13 :3-4، غلاطية 3 :13، فيلبّي 2 :5-8، عبرانيّين 12 :2.


العجائب التي رافقت موت المسيح

يخبرنا القديس متّى البشير أنّه حين سلم يسوع المسيح الروح

أظلمت الشمس وانشقّ حجاب الهيكل إلى اثنين، من فوق إلى أسفل.

والأرض تزلزلت، والقبور تفتّحت ( متّى 27 :50-54 ) .

لقد حدثت ظاهرة في الطبيعة، أثارت عناصرها. ونجم عن فعلها تأثير في النفس البشريّة، حتّى أنّ قائد المئة الرومانيّ الوثنيّ المكلّف بتنفيذ حكم الإعدام في المسيح ومَن معه، اندهشوا وآمنوا بالمصلوب. وقالوا : حقّاً كان هذا ابن الله لأنّ هذه الظاهرة الفريدة لم تحدث من قبل ولا من بعد عند موت إنسان.
 
التعديل الأخير:

tamav maria

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
29 يونيو 2008
المشاركات
10,315
مستوى التفاعل
2,236
النقاط
0
سؤال : هل توجد وثائق تاريخيه تؤكد حقيقه صلب السيد المسيح ؟

التعليق : نعم هناك العديد من الوثائق التاريخية و يمكننا ان نقسمها إلى أربعة أقسام:

(أ) الوثائق الوثنية:

تلعب الوثائق الوثنية دوراً بارزاً في قضية صلب المسيح لأن كُتَّابها

أولاً : لا ينتمون لأية طائفة مسيحية ,

ثانياً : لأن هؤلاء الكتّاب كانوا يضمرون العداء للمسيحيّة أو المسيح?

وكانوا أقرب إلى الهزء منه إلى المديح? ولا سيما في الحقبة الأولى من تاريخها.

ويحق لنا هنا أن نتناول شهادات هؤلاء المؤرخين والكتّاب السياسيين بكثير من الجدية ونحلّلها على ضوء معطيات العصر والعوامل السياسية الفاعلة فيه .

إن الوثائق الوثنية التي بين أيدينا يرجع تاريخ معظمها إلى القرنين الأول والثاني الميلاديين? وهي تشهد لكثير من الوقائع التي جرت في حياة المسيح . ومن أبرز مؤلفي تلك الوثائق القديمة:

(1)كورنيليوس تاسيتوس (55-125 م) وهو مؤلف روماني عرف بالدقة والنزاهة. عاصر تاسيتوس ستة أباطرة ولُقب بمؤرخ روما العظيم . من أشهر كتبه على الإطلاق مصنَّفيه “الحوليات والتواريخ”. يضم الأول نحو 18 مجلداً ? والثاني نحو 12 مجلداً.

أن تاسيتوس هذا كان بحكم علاقته بالحكومة الرومانية مطلعاً على تقارير حكام أقاليم الإمبراطورية وسجلات الدولة الرسمية. وقد وردت في مصنَّفيه ثلاث إشارات عن المسيح والمسيحيّة أبرزها ما جاء في حولياته:

“... وبالتالي لكي يتخلص نيرون من التهمة (أي حرق روما) ألصق هذه الجريمة بطبقة مكروهة معروفة باسم المسيحيّين? ونكَّل بها أشد تنكيل. فالمسيح الذي اشتق المسيحيون منه اسمهم? كان قد تعرض لأقصى عقاب في عهد طيباريوس على يد أحد ولاتنا المدعو بيلاطس البنطي. وقد راجت خرافة من أشد الخرافات إيذاء? وإن كانت قد شُكمت لفترة قصيرة? ولكنها عادت فشاعت ليس فقط في اليهودية المصدر الأول لكل شر? بل انتشرت أيضاً في روما التي أصبحت بؤرة لكل الأشياء الخبيثة والمخزية التي شرعت ترد إليها من جميع أقطار العالم” .

يتضح من هذه الوثيقة أن المسيحية قد اشتقت اسمها من المسيح? وأن بيلاطس البنطي هو الذي حكم عليه بالموت. أما الخرافة أو الإشاعة التي ألمح إليها فهي ولا شك القيامة.

شهادة الوالي بيلاطس

من المعلوم ان هذا الطاغية أرسل إلى طيباريوس قيصر تقريراً ضافياً، عن صلب المسيح ودفنه وقيامته. وقد حُفظ هذا التقرير في سجلاّت رومية. وكان من الوثائق، التي استند إليها العالِم المسيحيّ ترتليانوس في دفاعه المشهور عن المسيحيّين.

(2) ثللوس (توفي 52م) و هو من مؤرخي الرومان القدامى الذين كتبوا عن موت المسيح وقد عمد هذا إلى تصنيف تاريخ منطقة البحر الأبيض المتوسط منذ الحرب الطرواديّة حتى زمانه. بيد أن هذا المصنف قد فُقد ولم يبقَ منه سوى شذرات مبعثرة في مؤلفات الآخرين? ومن جملتهم يوليوس الإفريقي الذي كان مطلعاً? كما يبدو على هذا التاريخ. ففي سياق حديثه عن صلب المسيح والظلام الذي خيّم على الأرض عندما استودع المسيح روحه بين يدي الآب السماوي? أشار يوليوس إلى عبارة وردت في تاريخ ثللوس تدور حول هذه الحادثة قال:

“إن ثللوس في المجلد الثالث من تاريخه? يعلل ظاهرة الظلمة أنه كسوف الشمس? وهذا غير معقول كما يبدو لي” .

وقد رفض يوليوس الإفريقي هذا التعليل (سنة 221 م) بناء على أن الكسوف الكامل لا يمكن أن يحدث في أثناء اكتمال القمر? ولا سيما أن المسيح قد صُلب ومات في فصل الاحتفال بالفصح وفيه يكون القمر بدراً مكتملاً .

ولم يكن ثللوس وحده هو الذي نبَّر على حدوث هذا الظلام? فقد أشار إليه كثير من القدامى كمثل فليفون الفلكي في القرن الثاني فقال: “إن الظلام الذي حدث عند صلب المسيح لم يحدث في الكون مثله من قبل” كما أشار إليه الإمام الحافظ ابن كثير المؤرخ الإسلامي في القرن الرابع عشر في كتابه ·البداية والنهاية ج 1: 4182.

(3) لوسيان اليوناني: كان هذا أحد مؤرخي اليونان البارزين في مطلع القرن الثاني الميلادي. وقد علق في مقال نقدي ساخر على المسيحيين والمسيح . وإذ كان ينتمي إلى المذهب الأبيقوري فقد عجز عن استيعاب طبيعة الإيمان المسيحي واستعداد المسيحيين للاستشهاد في سبيل عقيدتهم? وحسبهم شعباً مخدوعاً يتعلق بأوهام عالم ما بعد الموت بدلاً من التمتع بمباهج العالم الحاضر وملذاته وأبرز ما قاله:

“إن المسيحيين? كما تعلم? ما زالوا إلى هذا اليوم يعبدون رجلاً - وهو شخصية متميزة? استنّ لهم طقوسهم الجديدة وصُلب من أجلها… ومنذ اللحظة التي اهتدوا فيها (إلى المسيحية) وأنكروا آلهة اليونان وعبدوا الحكيم المصلوب? استقرّ في عرفهم أنهم إخوة” .

(4) رقيم بيلاطس: وهو رقيم أشار إليه جاستنيان الشهيد عام 150 م في أثناء دفاعه الأول حيث أكد أن صلب المسيح يثبته تقرير بيلاطس? كما يلمح في نفس الدفاع إلى طائفة من العجائب وأعمال الشفاء? ثم يقول: “إنه حقاً قد صنع هذه ويمكنك التأكد منها من رقيم بيلاطس” وأشار ترتليان أيضاً إلى نفس هذا الرقيم .

(5) سيتونيوس (120 م) : ومن جملة الذين ذكروا في مؤلفاتهم ورسائلهم عن المسيح المصلوب? بصورة مباشرة أو غير مباشرة? سيتونيوس (120 م) الذي كان رئيس أمناء سر الأمبراطور الروماني هادريان (117-138 م) فأتاحت له وظيفته الإطلاع على سجلات الدولة الرسمية? فعلم بالأسباب التي أدت إلى اضطهاد المسيحيين ومن بينها إيمانهم بصلب المسيح وموته وقيامته.

(6) بليني الأصغر حاكم بيثينيا في آسيا الصغرى. وهو من رجالات الدولة الذين عنوا بشأن المسيحيين فقد ألمح في كتابه العاشر (112 م) إلى المسيح الذي يؤلّهه المسيحيون وموقفه منهم (المصدر السابق).

(7) كلسوس الفيلسوف الأبيقوري المولود سنة 140م الذي كان من ألد أعداء المسيحية? هذا أيَّد في كتابه (البحث الحقيقي) قضية صلب المسيح وإن سخر من الغرض منه وقال: “احتمل المسيح آلام الصلب لأجل خير البشرية” (قضية الغفران 109).

(8) مارا بار - سيرابيون? قال هذا في رسالة كتبها لابنه من السجن يعود تاريخها إلى بين القرنين الأول والثالث:... وأية فائدة جناها اليهود من قتل ملكهم الحكيم? لم يمت هذا الملك الحكيم إلى الأبد لأنه عاش من خلال تعاليمه التي علم بها7 ..

بطبيعة الحال إن مارا هذا ينظر إلى المسيح من خلال منظاره الوثني. فالمسيح في رأيه? هو حكيم من الحكماء كسقراط وأفلاطون كما نمّت عن ذلك بقية رسالته.

يتبين لنا من هذه الوثائق الوثنية أن كتّابها كانوا على ثقة تامة أن المصلوب هو المسيح وليس الشبيه كما يدّعي المسلمون. وهكذا سجل لنا التاريخ حقيقة دامغة على صدق الكتاب.

(ب) الوثائق اليهودية

أما الوثائق اليهودية فلها أهمية خاصة على الرغم من سلبيتها. فمن الطبيعي أن يتخذ رؤساء اليهود وقادتهم الدينيون موقفاً معادياً من المسيح? وهم الذين صلبوه إذ أدركوا أن تعاليمه الثورية تهدد معظم ما استنوه من تقاليد وطقوس فريسية تعزز من مكانتهم الدينية والسياسية. ومع ذلك فإن هذه الوثائق برهان ساطع على صحة ما ورد في الإنجيل من تفاصيل قصة الصلب. وفي هذا الجزء من دراستنا سنتناول أبرز هذه الوثائق وأولها:

يوسيفوس (37-97 م) هذا ذكر في كتابه “التواريخ” ما بين سنتي 90-95 م فقرة عن صلب المسيح. ويبدو أن هذه الفقرة قد أثارت حولها جدلاً بين علماء المخطوطات إذ اعتقد بعضهم أن هذه الفقرة قد تلاعبت بها أيدي بعض المسيحيين المتطرفين لما جاء فيها من تقريظ للمسيح لا يمكن أن يصدر عن يهودي. ولكن في عام 1972 نشرت مخطوطة عربية يرجح العلماء أنها ترجمة دقيقة للنص الأصلي وقد جاء فيها:

“وفي ذلك الوقت كان هناك رجل حكيم يُدعى يسوع اشتهر بحسن السلوك وبالتقوى? فتبعه عدد غفير من بين اليهود والأمم الأخرى. غير أن بيلاطس البنطي حكم عليه بالموت صلباً. أما الذين تبعوه فلم يتخلوا عن تلمذتهم له. وادعوا أنه قد ظهر لهم بعد ثلاثة أيام من صلبه وأنه حيّ . وبناء عليه فقد يكون هو المسيح الذي عزا إليه الأنبياء أشياء عجيبة” .

إن شهادة يوسيفوس هذه قد سبقت شهادة أغلبية المؤرخين الوثنيين. وإذا أخذنا بعين الاعتبار أن يوسيفوس قد اشتهر بين أقرانه بالموضوعية? وأنه عالج هذه الواقعة التاريخية من خلال المعطيات اليهودية? تبين لنا أن هذا النص هو نص تقريري جدير بالثقة.

(ج) التلمود اليهودي

التلمود كتاب مقدّس في نظر اليهود وقد جُمِع في مجلّدات ضخمة يستطيع أيّ باحث أن يطّلع عليها . يقسم التلمود إلى مجموعتين أساسيتين هما: المشنا والجمارة .

المشنا : هي التقاليد الشفوية القديمة التي توارثتها أجيال المجتمع اليهودي المتعاقبة ثم تمَّ تدوينها في القرن الثاني الميلادي.

الجمارة : هي حصيلة الشروحات والتعليقات على المشنا.

الحلقا : إن المواد التلمودية التي تدور حول قضايا تشريعية وأسئلة قانونية والتي أثارت جدلاً بين فقهاء اليهود وعلمائهم فتدعى الحلقا.

الهجَّادا : هو الجزء المختص بالأساطير والقصص والأقوال المأثورة التي استخدمت لإيضاح الأعراف التقليدية فتدعى الهجَّادا .

ونقرأ في النسخة التي نشرت في أمستردام عام 1943? وفي صفحة 42 ما يلي:

“ لقد صُلب يسوع قبل الفصح بيوم واحد. وقبل تنفيذ الحكم فيه? ولمدة أربعين يوماً خرج مناد ينادي: إن (يسوع) سيُقتل لأنه مارس السحر وأغرى إسرائيل على الإرتداد? فعلى من يشاء الدفاع عنه لمصلحته والاستعطاف من أجله أن يتقدم. وإذ لم يتقدم (أحد) للدفاع من أجله في مساء (ليلة) الفصح . وهل يجرؤ أحد عن الدفاع عنه? ألم يكن مفسداً? وقد قيل في الأنبياء إن شخصاً مثل هذا: لا تَسْمَعْ لَهُ وَلا تُشْفِقْ عَيْنُكَ عَلَيْهِ وَلا تَرِقَّ لَهُ وَلا تَسْتُرْهُ? بَلْ قَتْلاً تَقْتُلُهُ (تثنية 13: 8 و9)” .

من الواضحج أن التلمود يشهد أيضاً بأن المصلوب هو المسيح من غير أن نلمح في هذه الشهادة أي شائبة شك في شخصيته.

(2) مخطوطة يهودية عن خرافه جثه المسيح

وهناك مخطوطة أخرى تُدعى Toledoth Jesu وهي مخطوطة يهودية معادية للمسيحية لا تشير فقط إلى المسيح بل تروي لنا أيضاً قصة خيالية عما حدث لجسده بعد موته. فقد ادعى مؤلفها أن حواريي المسيح حاولوا أن يسرقوا جسده فعرف بذلك بستاني اسمه يهوذا. فجاء خفية ونقل جثمان المسيح من قبر يوسف الرامي إلى قبر جديد آخر حفره له. وعندما جاء الحواريون إلى القبر الأصلي وجدوه فارغاً فادعوا أنه قام من بين الأموات. ولكن حين أقبل رؤساء اليهود إلى الضريح وشاهدوه أيضاً فارغاً أخذهم البستاني إلى القبر الجديد وأراهم جثة يسوع . و هذا ما يروجون له هذه الأيام من اكتشاف قبر السيد المسيح و ابنه المزعوم !!

ومع أن هذا التقليد لم يُجمع قبل القرن الخامس الميلادي فإنه ولا شك يمثل تقليداً يهودياً سابقاً شاع بين الأوساط الإسرائيلية بعد قيامة المسيح (متى 28: 11-15) هذا من ناحية? ومن ناحية أخرى فإن هذه المخطوطة على ما فيها من عداء للمسيحية هي أكبر شاهد إثبات على صلب المسيح وموته وقيامته? لأنها شهادة من عدوّ موتور.

ــ قال أيضاً يوحنا بن زكا? تلميذ هليل المعلم الشهير في كتابه سيرة يسوع الناصري: “إن الملك وحاخامات اليهود قد حكموا على يسوع بالموت لأنه جدف حين ادعى أنه ابن الله... وأنه الله”. ثم قال بعد ذلك: “ولما كان المسيح في طريقه إلى الموت كان اليهود يصرخون أمامه: فلتهلك كل أعدائك يا رب” .

(4) الوثائق الغنوسيّة

الغنوسيّة كلمة معربة عن اللفظة اليونانية gnosis ومعناها المعرفة. والغنوسيّة حركة دينية فلسفية تجمع تحت مظلتها فرقاً شتى تتباين في بعض مبادئها? وتتفق في بعضها الآخر. وقد جعلت هذه الحركة المعرفة الأساس الذي بنت عليه عقائدها الدينية.

أن تعليم الشبه في الغنوسية كان يرمي إلى غرض يختلف عما كان يرمي إليه آخرون. فالغنوسية أو بعض فرقها على الأقل? رأت أن المسيح وهو إله متجسِّد? لا يمكن أن يتعرّض للصّلب لأن جسده يغاير أجساد البشر.

لهذا يتعذر أن يكون المصلوب هو جسد المسيح. بينما الآخرون فلا ينكرون عملية الصليب? ولكنهم ينكرون أن المصلوب كان المسيح , ليس على أساس طبيعة جسده إنما على أساس أن المسيح لم يصلب إطلاقاً بل رُفع إلى السماء بقدرة الله قبل أن يتمكن أعداؤه من القبض عليه? وأوقع الله شبهه على آخر فحلّ محله.

أن دراستنا للآثار الدينية والأدبية للحركة الغنوسية توفِّر لنا أدلة أخرى على صحة رواية الإنجيل عن صلب المسيح وقيامته? ولا سيما ما ورد في المؤلفات الغنوسية الأولى كمثل إنجيل الحق (135-160 م) وإنجيل يوحنا الأبوكريفي (120-130) وإنجيل توما (140-200 م) ومع أن هذه الأناجيل غير موحى بها من الله? فإنها كلها تتحدث عن الكلمة? وأن المسيح هو إله وإنسان.

ونجد هذه الفقرة في إنجيل الحق:

“كان يسوع صبوراً في تحمله للآلام... لأنه علم أن موته هو حياة للآخرين... سُمِّر على خشبة? وأعلن مرسوم الله على الصليب? هو جرّ نفسه إلى الموت بواسطة الحياة... سربلته الأبدية. وإذ جرّد نفسه من الخرق البالية فإنه اكتسى بما لا يبلى مما لا يستطيع أحد أن يجرده منه”.

ونطالع أيضاً في كتاب غنوسي The Secret Teaching of Christ وهو مؤلف من القرن الثاني ما ترجمته:

“ فأجاب الرب وقال: الحق أقول لكم: كل من لا يؤمن بصليبي فلن يخلص? لأن ملكوت الله من نصيب الذين يؤمنون بصليبي .

(ه) الوثائق المسيحية

الوثائق المسيحية دينية كانت أم أدبية أم تاريخية? هي سجل دقيق تعكس عمق إيمان آباء الكنيسة الأولى بكل ما تسلَّموه من التلاميذ من تعاليم وأخبار? إما عن طريق التواتر بالإسناد الموثق? أو عن طريق الكلمة المكتوبة. كذلك هي إثباتات قاطعة على صحّة ما ورد في الأناجيل من أحداث وعقائد ولا سيّما ما يختص بموت المسيح وقيامته. وكما أن هذين الحدثين يشغلان حيزاً كبيراً من العهد الجديد فإنهما أيضاً كانا المحور الأساسي في مؤلَّفات آباء الكنيسة الأولى.

يقول جوش مكدويل? وهو أحد كبار المختصين بالمخطوطات المسيحية:

“لا يوجد كتاب في الدنيا تدعمه المخطوطات الكتابية القديمة كما هو الحال مع الكتاب المقدس. وقد شاءت العناية الإلهية أن يتم العثور على مخطوطات البحر الميت التي أثبتت? بما لا يدع أي مجال للشك? صحة الكتاب المقدس وصدقه ولا سيما نصوص العهد القديم? وبالأخص سفر إشعياء”.

وبالطبع فإن هذه المخطوطات تنص على النبوّات المتعلقة بموت المسيح وقيامته كما هو الحال في الكتاب المقدس الذي بين أيدينا. وأكثر من ذلك? إذا رجعنا إلى مؤلفات آباء الكنيسة منذ العصر الاول الميلادي وجمعنا مقتبساتهم من العهد الجديد لوجدنا أنه يمكن إعادة كتابة العهد الجديد بكامل نصه باستثناء سبع عشرة آية فقط. وهذه النصوص لا تختلف عما لدينا من نصوص العهد الجديد الحالي? ومن جملتها كل ما جاء عن لاهوت المسيح وموته وقيامته.

أما مؤلفات آباء الكنيسة فهي:

(1) رسالتان من تأليف اكليمندس أسقف روما.

(2) رسائل قصيرة من تأليف أغناطيوس كان قد بعث بها إلى الأفراد والكنائس في أثناء رحلته من أنطاكية إلى روما حيث استشهد.

(3) رسالة بوليكارب تلميذ الحواري يوحنا إلى أهل فيلبي.

(4) الديداتشي أو تعليم الرسل? وهو كتيب مبكر يدور حول أمور عملية متعلقة بالقيم المسيحية ونظام الكنيسة.

(5) رسالة عامة منسوبة إلى برنابا وفيها يهاجم بعنف ناموسية الديانة اليهودية? ويبين أن المسيح هو تتمة شريعة العهد القديم.

(6) دفاعيات جاستنيان? وقد أورد فيها طائفة من الحقائق الإنجيلية? ولا سيما ما يختص بشخص المسيح وحياته الأرضية وصلبه وقيامته. هذا فضلاً عن مؤلفات أخرى وصلتنا مقتطفات منها كدفاع كوادراتوس الذي اقتبس منه يوسيبس الفقرة التالية:

“إن منجزات مخلصنا كانت دائماً أمام ناظريك لأنها كانت معجزات حقيقية? فالذين برئوا? والذين أقيموا من الأموات لم يشهدهم الناس عندما برئوا أو أقيموا فقط بل كانوا دائماً موجودين (معهم). لقد عاشوا زمناً طويلاً. ليس فقط في أثناء حياة المسيح الأرضية بل حتى بعد صعوده. إن بعضاً منهم بقوا على قيد الحياة إلى وقتنا الحاضر”.

وكذلك مخطوطة راعي هرمس وقد دعيت بهذا الاسم نسبة إلى أبرز شخصيات الكتاب. أما فحوى المؤلَّف فينطوي على مجموعة من الأمثال والأوامر المختصة بالعقيدة .

الرسوم و النقوش و شعار الصليب

يوفر لنا تاريخ الكنيسة أيضاً بيّنات هامة على اعتقاد مسيحيي القرون الأولى الوثيق بصلب المسيح وموته وقيامته?و هو شعار الصليب , و هذا دليل مادّيّ، لا يجوز لأحد أن ينكره، لأنّ لكلّ دين شعاره كالنجمة السداسيّة لليهود، والهلال للمسلمين. وإشارة الصليب عُرِفَت من أقدم عهود المسيحيّة، وقد نقشها المسيحيّون الأوائل على أضرحة الموتى وفي السراديب التي كانوا يجتمعون فيها سرا في زمن الاضطهاد خوفاً من جواسيس الحكومة الرومانية الوثنية.

لقد عمد المسيحيون إلى نقش شعار الصليب على أضرحة موتاهم تمييزاً لها عن أضرحة الوثنيين. فلو لم يكن هؤلاء المسيحيون على ثقة أكيدة من صلب المسيح لما أخذوا الصليب شعاراً لهم? ولا سيما أن الصليب كان رمز عار عند اليهود والرومان على حد سواء. أما الآن بعد صلب يسوع المسيح البار عليه أصبح رمز فخر وإيمان.

لو لم يكن الصليب حقيقة متأصلة في إيمان هؤلاء المسيحيين لما تحملوا من أجله كل اضطهاد واستشهدوا في سبيله. وبعض هؤلاء كانوا شهود عيان لصلب المسيح? والبعض الآخر تسلموا هذه الحقائق من الحواريين أو مما وصل إلى أيديهم من الأناجيل والرسائل المكتوبة التي أوحى بها الروح القدس.

الممارسات العقائديه

الممارسات العقائديه وبالأخص الأفخارستيا التي مارسها السيد المسيح في الليلة التي سلم فيها ذاته فقد احتلت مكانة مرموقة في ممارسات الكنيسة على مر العصور. وترجع أهمية هذه الممارسه العقيدية إلى أنها تعني سفك دم السيد المسيح و صلبه لأجل خلاصنا

ومن الملاحظ أيضاً أن سر المعموديه يمنحنا بركات موت المسيح فداءً عنا و يعطينا ميلادا جديدا من الماء و الروح و قد حض السيد المسيح تلاميذه على القيام به (إنجيل متى 28: 19) لنوال هذه النعمه , قد مارسه التلاميذ أنفسهم تطبيقاً لوصية المسيح بالذات. وما برحت الكنيسة تمارسه إلى هذا اليوم.

 
التعديل الأخير:

tamav maria

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
29 يونيو 2008
المشاركات
10,315
مستوى التفاعل
2,236
النقاط
0
سؤال : هناك من ينادون بأن موت السيد المسيح هو اسطوره لأنه لم يصلب بل ان الله رفعه الي السماء و ان الذي صلب بدلا منه هو تلميذه الخائن يهوذا و ان الله القي شبه المسيح علي يهوذا , ما رأيك؟

التعليق : في إلقاء شبه السيد المسيح علي الغير إشكالات

(إالاول) نه إن جاز أن يقال أن الله يلقي شبه إنسان علي إنسان آخر فهذا غير مقبول.

(الثاني) كان السيد المسيح قادراً علي إحياء الموتي فهل عجز عن حماية نفسه؟

(الثالث) إن الله تعالي كان قادراً علي تخليصه برفعه إلي السماء فما الفائدة في إلقاء شبهه علي غيره، وهل فيه إلا إلقاء مسكين في القتل من غير فائدة إليه؟

(الرابع) بإلقاء الشبه علي غيره صارت بلبله وهذا لا يليق بحكمة الله.

(الخامس) إن النصاري علي كثرتهم في كل الأرض وشدة محبتهم للمسيح وغلوهم في أمره أخبروا أنهم شاهدوه مقتولاً مصلوباً، فلو أنكرنا ذلك كان طعناً فيما ثبت بالتواتر والطعن في التواتر يوجب الطعن في نبوة محمد وعيسي وسائر الأنبياء.

(السادس) ألا يقدر المشبوه به أن يدافع عن نفسه أنه ليس بعيسي. ولو ذكر ذلك لاشتهر عند الناس . فلما لم يوجد شئ من ذلك علمنا أن الأمر ليس علي ما ذكرتم".

قصه الزوج و زوجته و الأبن و شبه الأبن هو انت مش بابا ؟

القاضى والمأذون والزوجين :

لو افترضنا أن أحد الأشخاص دخل إلى المحكمة الشرعية مثلاً يطعن فى صحة زواج "فلان" من "فلانه" وادعى بأن الزواج لم يقع يقيناً، بل شبه للمأذون أن الزوجين تراضيا أمامه وهما لم يتراضيا

ووقعا على العقد وهما لم يوقعا،

وشبه له أن الشهود شهدوا ووقعوا بتوقيعاتهم وهم لم يوقعوا،

كما شبه للزوجين أنهما تزوجا وهما لم يتزوجا،

وشبه لهما أنهما اجتمعا معاً وهما لم يجتمعا،

وأن ثمرة الزواج التى أخلفاها وقيداها فى دفتر المواليد وها هى تتكلم أمام القاضى ليست حقيقة إنما شبه لهما أنهما ولدا ولداً وأن عقد الزواج ليس يقيناً، إنما شبه للقاضى أن أمامه عقد زواج وهو ليس بموجود أمامه .

فهل يأخذ القاضى بهذا الادعاء ويحكم ببطلان الزواج وعدم وقوعه، معتبراً الدلائل المحسوسة وهما وتخيلات وتهيؤات، أم يصر لقاضى على رفض هذا الإدعاء ويحكم بصحة الزواج ووقوعه فعلاً ؟ .

ــ لو كان موت المسيح أسطورة من أساطير الأولين? فلماذا ضحَّى جميع حواريّي المسيح تقريباً بحياتهم ؟ هل من أجل أسطورة ?

قد يضحّي الإنسان بحياته من أجل غرض نبيل أو اقتناعاً منه بصدق ما يؤمن به? أما أن يضحي بحياته من أجل أكذوبة أو أسطورة فهذا يتعذر حدوثه? ولا سيما إن صدر عن قوم صالحين كمثل تلاميذ المسيح.

ــ لقد كرز الحواريون? منذ موت المسيح وقيامته وحتى آخر لحظة من حياتهم? بإنجيل الخلاص. وكانت كرازتهم? ولا سيما في السنوات الأولى من خدمتهم? بين الأوساط اليهودية التي شهدت مأساة صلب المسيح? وعرفت بقيامته? ولم يجرؤ واحد من اليهود أو حتى من رؤساء الكهنة والفريسيين الذين تآمروا على المسيح أن ينكر على التلاميذ حديثهم أو يتّهمهم بالكذب. فالقديس بطرس الرسول يقف في أورشليم ولم يكن قد مضى على صعود المسيح إلى السماء إلا عشرة أيام? وعلى بُعد أمتار قليلة من مكان صَلْب المسيح? ويجابه اليهود بقوة وإصرار قائلاً لهم:

· “وَلكِنْ أَنْتُمْ أَنْكَرْتُمُ الْقُدُّوسَ الْبَارَّ... وَرَئِيسُ الْحَيَاةِ قَتَلْتُمُوهُ? الَّذِي أَقَامَهُ اللّهُ مِنَ الأَمْوَاتِ? وَنَحْنُ شُهُودٌ لِذلِكَ” (أعمال الرسل 3: 14 و15).

وفي مكان آخر يقول القديس بطرس الرسول في يوم الخمسين مخاطباً اليهود:

· “هذَا (أي المسيح) أَخَذْتُمُوهُ مُسَلَّماً بِمَشُورَةِ اللّهِ الْمَحْتُومَةِ وَعِلْمِهِ السَّابِقِ? وَبِأَيْدِي أَثَمَةٍ صَلَبْتُمُوهُ وَقَتَلْتُمُوهُ” (أعمال الرسل 2: 23).

والحقيقة أن العهد الجديد مفعم بكثير من الشهادات المشابهة التي تؤكد على موت المسيح مصلوباً ? وأن اليهود المعاصرين للحواريين هم الذين قتلوه.

فلو كانت هذه الاتهامات باطلة لأنكرها اليهود إنكاراً كلياً ? ولما ضحّى التلاميذ بأنفسهم في سبيل أسطورة أو أكذوبة

ــ هناك أدلة منطقية أخرى لا يسع المرء أن يتجاهلها. ولعل أبرزها :

ــ تلك الوقائع الإنسانية التي حدثت في بلاط السنهدريم وبيلاطس وهيرودس?

ــ ايضا تلك التلة الرهيبة المعروفة في التاريخ بتلة الجلجثة.

ــ تناول الباحث البريطاني فرانك موريسون في كتابه: “ من دحرج الحجر?” قصة صلب المسيح وقيامته بعقلية القانوني المتضلع الذي استهدف أن يدحض مزاعم المسيحية? ولكن دراسته أسفرت عن نتائج لم يكن موريسون نفسه يتوقعها. فبدلاً من أن يكون الكتاب تفنيداً لأسطورة الصلب كما كان يعتقد? جاء البحث ليكون وثيقة إثبات صارخة في وجه الرافضين الساخرين .

يخلق من الشبه أربعين

سؤال : يقول البعض إن الله قادر أن يخلق من الشبه أربعين فلماذا الأعتراض علي موضوع الشبه?

جوابانا : أجل? إن الله قادر علي كل شيء و قادر أن يخلق من الشبه أربعين? كما يقول المثل العامي ولكن في حالة السيدالمسيح هذه لم تكن هناك حاجة لذلك. فالمسيح لم يكن متهرباً من الصلب بل قد جاء في الدرجة الأولى? لفداء الإنسان? وهي مهمة اختارها لنفسه بفعل إرادته الشخصية. فلو تهرّب المسيح من الصّلب حقاً يكون قد تهرّب من المسؤولية التي أخذها على عاتقه? إما جبناً أو لامبالاة. وهذا ليس من شأن يسوع المسيح الذي هو كلمة الله. فإذاً لم تكن هناك حاجة لمعجزة الشبه على الإطلاق.

 
التعديل الأخير:

tamav maria

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
29 يونيو 2008
المشاركات
10,315
مستوى التفاعل
2,236
النقاط
0

سؤال : يقول البعض إن الله ارسل ملاكه جبريل لينقذ المسيح من أيدي أعدائه

جوابناً : لم يكن المسيح في حاجة إلى الملاك جبرائيل لينقذه من أيدي أعدائه? لأن المسيح كان قادراً على إنقاذ نفسه من غير معونة أحد.

إن معجزاته التي أجراها قبل موته وقيامته كانت تفوق بقوتها عملية الإنقاذ? فيما لو حدثت حقاً. والواقع? كما دونه الإنجيل? لأكبر دليل على سلطانه اللامحدود. فعندما أقدم أعداؤه على الإحاطة به طرحهم أرضاً بكلمة منه? وكان بوسعه آنئذ أن يمضي في طريقه آمناً. ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي يتواطأ فيها اليهود عليه فينسل من بينهم من غير أن يجرؤ أحد منهم على إيذائه. ولكن عندما دنت ساعته سلم نفسه مختاراً لينجز ما جاء من أجله.

محاكمة المسيح استغرقت اكثر من ليلة

ــ علينا أن نشير هنا إلى أن الوثائق المتوافرة لدينا تنبر أن محاكمة المسيح استغرقت ليلة بكاملها وشطراً من النهار التالي . وكانت تلك في محضر رؤساء اليهود? ومجلس السنهدريم وهو أعلى سلطة دينية في زمن المسيح. لهذا فإن الاعتقاد بأن المصلوب لم يكن المسيح بالذات بل شخصاً آخر لعله يهوذا الإسخريوطي? اعتقاد خاطئ من أساسه لم تثبته الوقائع ولا يتفق مع طبيعة الأحداث.

ــ ألم يكن في وسع المصلوب البديل في أثناء محاكمته أن يحتج ولو احتجاج الضعيف نافياً أنه المسيح?

إن الوثائق التي بين أيدينا لم تسجل لنا احتجاجاً واحداً أو شبه احتجاج صدر عن هذا الشبيه ! ولا أعتقد أن يهوذا الإسخريوطي - إن كان حقاً هو المصلوب كما يدَّعي البعض - يهمل مثل هذه الفرصة الذهبية لإنقاذ نفسه من هذه الميتة الشنيعة.

المعلق على الصليب يصفح عن قاتليه فهل هو يهوذا ؟

ــ كذلك يسجل لنا الإنجيل موقفاً إنسانياً لا يمكن أن يصدر عن شخص غير المسيح بالذات. ففي الساعات الأخيرة من حياته? وهو ما برح معلقاً على الصليب? نراه بكل محبة يصفح عن قاتليه وأعدائه. وهذا فعل لا يمكن أن يأتيه شخص مثل يهوذا الإسخريوطي الخائن الذي سلم سيده إلى أيدي خصومه الألدّاء.

حوار المسيح علي الصليب مع امه و يوحنا الحبيب

ــ بالإضافة إلى ذلك? علينا أن لا ننسى دور مريم أم المسيح التي ظلت إلى جوار الصليب مع نساء أخريات ورد ذكرهن في الإنجيل? وكذلك شاهد العيان الحواريّ يوحنا الحبيب. هؤلاء شهدوا أحداث الصلب وخاطبهم المسيح في غمرة آلامه الهائلة قائلاً لأمه: “يا امرأة? هوذا ابنك? ثم قال ليوحنا: هوذا أمك”. ألم يكن في وسع مريم أم المسيح أن تميز صوت ابنها من صوت الشبيه?

هل أخفقت العذراء في اكتشاف الفارق بين جسد ابنها وجسد الشبيه?

ــ هناك قضية هامة وهي قضية جسد المسيح. لقد زعم البعض أن الشبه قد وقع على وجه المسيح ولم يقع على جسده فإن صح هذا القول الذي يستنكره العقل , فكيف أخفقت مريم أم المسيح في اكتشاف الفارق بين جسد ابنها وجسد الشبيه?

هل أخفق يوسف الرامي ونيقوديموس عضوي السنهدريم في اكتشاف الفارق بين جسد المسيح وجسد الشبيه?

ــ هناك دليل ماديّ يتعذر على أي باحث موضوعي تجاهله. فقد ورد في قصة صلب المسيح أن يوسف الرامي ونيقوديموس عضوي السنهدريم اللذين كانا قد آمنا سراً بالمسيح? قد حصلا على إذن رسمي من الحاكم الروماني بيلاطس البنطي بدفن المسيح في قبر كان قد أعده يوسف الرامي لنفسه. واستطاعا معاً - وربما بمساعدة خدمهما - أن يقوما بجميع مراسيم الدفن كما نصت عليها الشريعة اليهودية? فلو كان المصلوب هو الشبيه ? وليس المسيح? كيف لم يستطيعا أن يميّزا بين جسد المسيح وبين جسد الشبيه وهما اللذان قاما بغسله وتطييبه وتكفينه? أكان هذا الشبيه مماثلاً للمسيح في طوله? وحجمه ولون بشرته? وما قد يتميز به من خصائص جسدية شخصية?

ــ إن إيراد ذكر المواقف المخجلة التي ارتكبها تلاميذ السيد المسيح وما اعتراهم من خوف وجُبن وهربهم أمام أعدائه وتخليهم عنه? وقضية إنكار بطرس لسيده ثلاث مرات لأكبر دليل على صحة قصة الصلب? إذ كيف يمكن للحواريين متى ويوحنا أن يدوّنا هذه التفاصيل المزرية لو لم يكن ذلك بوحي إلهي أمين? وهو وحي لا يحابي ولا يتحيّز لأحد. وكيف يمكن لبطرس وسواه من الحواريين أن يقبلوا ما قيل عنهم بالأناجيل لو لم يكن ذلك حقاً وصدقاً ? إن من طبيعة كُتَّاب السِّير الذاتية أن يستروا معائبهم ويغالوا في إظهار مناقبهم. وهذا لا نراه إطلاقاً في قضية الصلب

 

tamav maria

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
29 يونيو 2008
المشاركات
10,315
مستوى التفاعل
2,236
النقاط
0

سؤال : هل عملية القاء الشبه هدفت إلى عقاب يهوذا الإسخريوطي ؟

يقول البعض إن عملية الشبه هدفت إلى عقاب يهوذا الإسخريوطي الذي غدر بالمسيح فما رأيك ؟

جوابناً : أكان الله حقاً في حاجة إلى إلقاء الشبه على يهوذا الإسخريوطي الذي غدر بالمسيح كعقاب له علي ما فعله? أن الإنجيل يقدم لنا تقريراً ضافياً عن مصير يهوذا هذا إذ أقدم على الانتحار ندماً على ما جنت يداه.

ــ لو فرضنا جدلاً أن قصّة الشَّبيه قد حدثت فعلاً فإن ذلك يضفي على الله صفتي الخداع والاحتيال. فالحواريون الذين بشروا بموت المسيح وقيامته يكونون في الواقع قد كرزوا بموت الشبيه وقيامته? وتبعتهم الكنيسة في ذلك على مدى ستة قرون.

هذا الموقف يثير طائفة من الأسئلة التي لا بد من الإجابة عنها? أهمها:

من هو مصدر هذا الخداع?

لماذا لم يكشف الله الحقيقة لتلاميذ السيد المسيح وتركهم مضَلّين ومضِلّين?

لماذا سمح الله للبشر أن يستمروا في ضلالهم طوال عده عصور? ولم يعلن لهم حقيقة المصلوب?

من هو المسؤول عن ضلال ملايين من النفوس التي آمنت بأكذوبة? وما هو ذنب هؤلاء الذين آمنوا بنيّة صادقة بناء على تعاليم الإنجيل الذي بشر به الرسل?

إن إصبع الاتهام في هذه الحالة يتجه نحو الله عزّ وجلّ.

الواقع أن الذين ينادون بقصة الشبيه يجعلون من الله إلهاً مشابهاً في صفاته لآلهة الأساطير اليونانية كزوس وهيرا وأبولو الذين كانوا يتآمرون ويحتالون على بعضهم البعض وعلى الناس أيضاً.

ولكننا نعلم يقيناً أن الله القدوس لا يمكن أن يكون مخادعاً محتالاً ? لأن ذلك يتناقض مع طبيعته الإلهية. حاشا لله أن يكون محتالاً.

هل يقبل العقل القول بالقاء شبه السيد المسيح علي آخر ؟

القول إن الذي صُلب هو غيره? هو شبيه به? مخالف للعقل والنقل.

أما كونه مخالفاً للعقل

فإن إلقاء شبه المسيح على يهوذا أو تهريب المسيح من اليهود يدل على عجز فاعل هذا? والله ليس بعاجز.

بل لو أراد الله أن يمنع قصد اليهود لأعجزهم وضربهم بالفشل والهلاك كما ضرب المصريين ومنعهم من أذى موسى وقومه فعبر هؤلاء البحر الأحمر سالمين وأغرق أولئك هم وملكهم كما في (خروج 15: 1)...

وأما مسألة التهريب فهي من حيل المجرمين واللصوص لا من فعل الإله العظيم الذي هو على كل شيء قدير .

كذلك في مسألة التهريب تضليل للحكومة التي قامت بالتنفيذ? ولليهود الذين اشتكوا عليه? وللتلاميذ الذين آمنوا به واتبعوه وعززوه ونصروه بإيمانهم وشهاداتهم? ولأمه مريم وبقية أقربائها الذين حزنوا عليه حزناً شديداً. وحاشا لله أن يكون مخادعاً مضللاً للملايين من أتباع المسيح في كل أجيال الكنيسة.

أما كونه مخالفاً للنقل

فالتاريخ الروماني سجل الحكم على المسيح وتنفيذه في سجلات الحكومة الرومانية القائمة يومئذ?

والتاريخ اليهودي أثبت هذه الحادثة بشهادة رؤساء الكهنة الذين كانوا من ضمن المشتكين عليه. والإنجيل نفسه قرر هذه الحقيقة بالتفصيل الكافي الوافي .

من الأمور التي تسترعي الانتباه في قصة الصلب? حادثة القيامة.

إن قيامة المسيح من بين الأموات لم تكن حدثاً عادياً لا أثر له في تاريخ الكنيسة وتطورها? بل على النقيض فإن القيامة هي سرّ استمرارية قوة الكنيسة ونموها المطرد.

فإن كان الصلب هو موضوع الخلاص وجوهره فإن القيامة هي سر انتصار الكنيسة وغلبتها الروحية. فالصلب من غير قيامة لا قيمة له? والقيامة من غير صلب لا معنى لها. لهذا رأى التلاميذ ومن بعدهم الكنيسة على مرّ العصور? في القيامة? الرمز الأبدي لاستمرارية الكنيسة وصمودها أمام الاضطهادات? والهرطقات وهجوم أصحاب الديانات الأخرى عليها.

لكن للقيامة بُعداً آخر في الشهادة لموت المسيح.

فالمسيح كما شهد الحواريون? بل كما شهد مئات من أتباع المسيح بعد قيامته مباشرة وفي خلال أربعين يوماً? قد ظهر لهم مؤكداً لهم أنه حقاً قد صُلب ثم قام من بين الأموات.

ولعل أبرز حدث نستشهد به هو موقف الحواري توما الذي اشتهر بواقعيته وعقلانيته التي تميَّزت بالشَّك. هذا أبى أن يصدّق ما رواه له بقية الحواريين عن ظهور المسيح لهم? وظن كما يبدو أن ما اعتراهم من ألم وحزن على صلب سيدهم وموته قد أثر على عقولهم? لهذا تحداهم قائلاً:

“إِنْ لَمْ أُبْصِرْ فِي يَدَيْهِ أَثَرَ الْمَسَامِيرِ? وَأَضَعْ إِصْبِعِي فِي أَثَرِ الْمَسَامِيرِ? وَأَضَعْ يَدِي فِي جَنْبِهِ? لا أُومِنْ” (يوحنا 20: 25).

وبعد ثمانية أيام فيما كان الحواريون جميعاً مجتمعين في العلِّيّة ومن جملتهم توما? وقد أحكموا إغلاق الأبواب خوفاً من اليهود? ظهر المسيح لهم فجأة ووقف في وسطهم وحيّاهم? ثم التفت نحو الحواري توما وقال له:

“هَاتِ إِصْبِعَكَ إِلَى هُنَا وَأَبْصِرْ يَدَيَّ? وَهَاتِ يَدَكَ وَضَعْهَا فِي جَنْبِي? وَلا تَكُنْ غَيْرَ مُؤْمِنٍ بَلْ مُؤْمِناً” (يوحنا 20: 27).

هذه الحادثة إن دلّت على شيء إنما تدلُّ على أن قصة صلب المسيح قد تعرضت حقاً للتحقيق والتمحيص حتى بين أوساط التلاميذ? وهم أقرب الناس إلى المسيح وأكثرهم ولاء له. فلا يجوز إذاً أن نستخف بما ورد عنها من نصوص كتابية وندّعي? من غير إثبات أو بيّنة? أن قصة صلب المسيح من نسيج تخيلات الأولين? أو نقتبس ما ردده الهراطقة وكأن أقوالهم آيات منزلات.

الظلام المظلوم : أثار البعض اعتراضاً بأن المسيح قبض عليه فى ظلام الليل، مما يؤدى إلى الالتباس وإمكانية القبض على شخص آخر .

التعليق : هذا بالطبع غير صحيح لما يلى :

السيد المسيح شخصية معروفة. وقد قال للذين أتوا للقبض عليه "كأنه على لص خرجتم بسيوف وعصى لتأخذونى. كل يوم كنت أجلس معكم فى الهيكل ولم تمسكونى"(مت26 :55) فالمسيح الذى صنع المعجزات وأطعم الآلاف الذين سمعوه فى وعظه والذى كان كثيراً فى الهيكل معلماً، لا يمكن أن يكن شخصية نكرة غير معروفة حتى يحدث الالتباس ويتم القبض على شبيه له .

أن يهوذا أيضاً شخصية معروفة، على الأقل للكهنة، وللجنود الذين قادهم للقبض على المسيح فحدوث الالتباس والخلط والخظأ أمر مستحيل .

هذه الليلة هى ليلة الفصح، ويحتفل بها فى منتصف شهر نيسان (شهر قمرى)، أى أن البدر فى كامل إضاءته. وإذا فرضنا أنهم قد جاءوا فى وقت متأخر فالكتاب يوضح أنهم "جاءوا إلى هناك بمشاعل ومصابيح"، أى أن دعوى القبض عليه فى ليلة مظلمة وأن هناك احتمال للقبض على آخر، ادعاء غير صحيح بالمرة، فإن أقوال وأعمال الشخص المقبوض عليه تؤكد أنه المسيح. هذا بالإضافة إلي شهود العيان.

 

tamav maria

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
29 يونيو 2008
المشاركات
10,315
مستوى التفاعل
2,236
النقاط
0
خلافات و تناقضات في موضوع صلب المسيح
سؤال : متي صلب السيد المسيح ؟ فقد ورد في مرقس 15: 25 أنهم صلبوا المسيح في الساعة الثالثة، وورد في يوحنا 19: 14 أنه كان عند بيلاطس في الساعة السادسة, ويُفهم أيضاً من الأناجيل الثلاثة الأولى أن المسيح كان في الساعة السادسة على الصليب، ويُفهم من إنجيل يوحنا أنه كان في هذا الوقت في حضور بيلاطس البنطي ,

وللرد نقول بنعمة الله :

(1) لم تقل الأناجيل الثلاثة الأولى ذلك، لكن جميعهم أجمعوا على أن الأرض أظلمت في الساعة السادسة,

(2) ورد في مرقس 15: 25 أنه صُلب نحو الساعة الثالثة، وفي يوحنا 19: 14 أنه كان في الساعة السادسة, وقال بعض المفسّرين إن مرقس يقصد أن الحكم بالصلب صدر في الساعة الثالثة، وتمَّ في الجلجثة، وهي خارج أورشليم, وبين المكان الذي حُوكم فيه المسيح والمكان الذي صُلب فيه مسافة طويلة يحتاج قطعها إلى ثلاث ساعات , ومما يدل على ذلك قوله إنه في الساعة السادسة أظلمت الدنيا , وهو يدل على أن الصلب تم فعلاً في الساعة السادسة, وإذ تقرر ذلك فلا منافاة بين قولي البشيرين,

(3) وقال بعض المفسرين إنه بما أن يوحنا الإنجيلي كان مقيماً في آسيا الصغرى، جرى في الحساب على الطريقة الرومانية الرسمية، فإنهم كانوا يحسبون اليوم من منتصف الليل, فالساعة السادسة التي أشار إليها هي بعد منتصف الليل (أي صباحاً) فصرف نحو ثلاث ساعات في إجراء ما يلزم للصلب، فيكون الصلب في الساعة التاسعة قبل الظهر، وهي الساعة الثالثة التي ذكرها البشير مرقس، وعليه فلا اختلاف مطلقاً,

 

tamav maria

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
29 يونيو 2008
المشاركات
10,315
مستوى التفاعل
2,236
النقاط
0

من هو قائل , يا أبتاه اغفر لهم ؟


قال المعترض: المصلوب هو يهوذا و ليس هو السيد المسيح لأنه قال: يا أبتاه اغفر لهم (لوقا 23: 34) و لم يقل: مغفورة لكم خطاياكم كما قالها السيد المسيح من قبل؟

وللرد نقول بنعمة الله : كان السيد المسيح على الصليب يمثل البشرية وينوب عنها في دفع ثمن الخطية للعدل الإلهي , كلنا كغنم ضللنا, مِلنا كل واحد عن طريقه, والرب وضع عليه إثم جميعنا (إشعياء 53: 6),

لذلك كان على الصليب محرقة سرور للرب (لاويين 1: 9), وكان ذبيحة خطية, وكان أيضاً فصحاً (1كورنثوس 5: 7),

كان يقدم للآب كفارة عن خطايانا, وإذ قدم هذه الكفارة كاملة، قال للآب: اغفر لهم , أي: أنا وفيت العدل الذي تطلبه أيها الآب، فاغفر لهم، فلم يعد هناك عائق للمغفرة,

كان يتكلم كشفيع وكنائب عن البشرية أمام الآب عن كل خاطئ منذ آدم إلى آخر الدهور,

كذلك في هذه الطلبة، كان يعلن تنازله عن حقه الخاص تجاه صالبيه الذين أهانوه بلا سبب، وحكموا عليه ظلماً، وألصقوا به تهماً باطلة، وأثاروا الشعب وهم لا يدرون ماذا يفعلون,

ولكن في مواضع أخرى قام بالغفران بنفسه كإله، كما قال للمفلوج: مغفورة لك خطاياك (مرقس 2: 5) مثبتاً بذلك لاهوته وسلطانه على مغفرة الخطايا,

وقال للخاطئة (في بيت سمعان الفريسي) مغفورة لك خطاياك (لوقا 7: 48),

وسلطانه هذا لم يفارقه على الصليب، فغفر للص التائب وقال له: اليوم تكون معي في الفردوس (لوقا 23: 43), وبهذا غفر خطاياه,

و هل يستطيع اي شخص بديل عن السيد المسيح مثل يهوذا كما يدعي البعض ان يقول لله الآب يا أبتاه اغفر لهم ؟
 
التعديل الأخير:

tamav maria

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
29 يونيو 2008
المشاركات
10,315
مستوى التفاعل
2,236
النقاط
0

من هو المصلوب يسوع المسيح أم سمعان القيرواني ؟



قال المعترض :

ورد في إنجيل لوقا 23: 26 ولما مضوا به أمسكوا سمعان، رجلاً قيروانياً كان آتياً من الحقل، ووضعوا عليه الصليب ,

وورد في يوحنا 19: 16 و17 فأخذوا يسوع ومضوا به، فخرج وهو حامل صليبه إلى الموضع الذي يُقال له موضع الجمجمة حيث صلبوه , فمن هو المصلوب يسوع المسيح أم سمعان القيرواني ؟

وللرد نقول بنعمة الله :

من قوانين الرومان أنه إذا حُكم على مذنب بالإعدام، ألزموه أن يحمل صليبه , وقد أشار المؤرخون إلى ذلك ، فقال احدهم: إن كل رذيلة تنتج شقاءً وعذاباً خاصاً، كما أنه إذا حُكم على إنسان بالإعدام حمل صليبه , فالمسيح بموجب هذا القانون حمل صليبه إلى محل الصلب,

وتفيد عبارة البشير لوقا ذلك، مثل عبارة يوحنا, فإنه قال: ولما مضوا به أمسكوا رجلاً قيروانياً كان آتياً من الحقل، ووضعوا عليه الصليب ليحمله خلف يسوع , يعني لما حمل المسيح الصليب على كتفه كالعادة وسار به مسافة، ضعفت قواه الجسدية وتعذّر عليه المشي, فوجدوا في الطريق سمعان القيرواني،

والأرجح أنه كان من العبيد، لأنهم لا يكلّفون الأحرار بمثل هذا العمل الذي كان يُعتبر أعظم هوان، وسخّروه في مساعدة السيد المسيح على حمل الصليب، لأنه قال: وضعوه عليه ليحمله خلف المسيح فقد حمله سمعان كما أن المسيح حمله أيضاً, فلا منافاة بين القولين,

لو كان المعترض امينا لذكر ما جاء في انجيل لوقا كاملا و لا يقتطع منه شيئا

ورد في إنجيل لوقا 23: 26 ولما مضوا به أمسكوا سمعان، رجلاً قيروانياً كان آتياً من الحقل، ووضعوا عليه الصليب ليحمله خلف يسوع , اي ان المصلوب هو يسوع المسيح و قد تم تسخير سمعان القيرواني ليساعده فقط حتي لا يموت قبل ان تتم عمليه الصلب و التعذيب .

 
التعديل الأخير:

tamav maria

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
29 يونيو 2008
المشاركات
10,315
مستوى التفاعل
2,236
النقاط
0

سؤال : هل مات المسيح من اجل أعداؤه ام أحباءه ؟ فقد جاء في يوحنا 10: 15 أن المسيح مات لأجل أحبائه وخرافه, ( نفس الفكرة جاءت في يوحنا 15: 13), ولكن في رومية 5: 8 و10 يقول إنه مات لأجل أعدائه ,

وللرد نقول بنعمة الله : هم قبل الإيمان به كانوا أعداؤه، ولكن عندما يؤمنون به يصبحون أحباءه, فهو مات لأجل جميع أعدائه، وحالما يقبلون خلاصه يتحوّلون إلى أصدقاء, الحب للجميع، والخلاص لمن يقبلون حبّه لهم,

المصلوب هو يهوذا لأن "الشرير يعلق بعمل يديه "


سؤال : جاء في المزمور" الشرير يعلق بعمل يديه" (مز9 :16 ) : و قال أحد الكتاب أن الآية السابقة تشير إلى يهوذا الإسخريوطى الذى يعرف الجميع عنه أنه شرير. وهو الوحيد الذى يكون قد علق بعمل يديه، وبالتالى فإن المصلوب هو يهوذا الإسخريوطى وليس السيد المسيح .

التعليق : فات الكاتب أن هذه الآية "الشرير يعلق بعمل يديه" هى كلمة مطلقة تدل على أن الشرير أعماله تتبعه وهو يتحمل ذنبه .فأبشالوم لما شق عصا الطاعة على والده داود وعمل خراباً ضده أنهزم وهرب بالبغلة وسط الأشجار، فاشتبك شعره الطويل بالفروع المتشابكة وهربت البغلة من تحته فإستمر معلقاً حتى قتله يوآب بالسهام. (2صم 18 :9-15 ) .

وأخيتوفل الذى انقلب عدواً لدوداً لما رآى أن مشورته لم يعمل بها شنق نفسه. (2صم 17 :23) وهذا هو اختبار داود مع أعدائه، مما أوحى إليه بهذه الآية .

وفى مجرى التاريخ، لما رأى يهوذا أنه بتسليمه المسيح للصلب قد دين، ندم ورد الثلاثين من الفضة ومضى وشنق نفسه. (مت 27 :5) وألوف الناس اليوم يعلقون على المشانق لأنهم قتلة .

فشنق يهوذا لم يعف المسيح من الصلب، بل جاء دليلاً على حدوثه، لأنه لولا تسليمه المسيح للصلب لما شنق نفسه. أما المسيح فانتصر بقيامته من الأموات .

 
التعديل الأخير:

tamav maria

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
29 يونيو 2008
المشاركات
10,315
مستوى التفاعل
2,236
النقاط
0
المسيح لم يصلب لأن المصلوب ملعون



سؤال : شهدت التوراة أن المصلوب ملعون من الله، وذلك بقولها "لأن المعلق ملعون من الله" (تث21 :23).. ومن الغريب أن المسيحيين يدعون أن المسيح هو الله. فهل يلعن الله نفسه؟ الا يعني هذا ان المعلق لاشك ليس هو الله. لقد كافأ الله إبراهيم على طاعته لأمر الله بذبح ابنه وفداه بذبح عظيم. كما جاء فى سفر التكوين الأصحاح 22 :13، فهل ابن ابراهيم أعز على الله من المسيح ؟

التعليق : جاء فى (تث21 :22) "وإذا كان على إنسان خطية حقها الموت فقتل وعلقته على خشبة، فلا تبت جثته على الخشبة بل تدفنه فى ذلك اليوم، لأن المعلق ملعون من الله. فلا تنجس أرضك التى يعطيك الرب إلهك نصيباً " .



وفى الشريعة اليهودية، من يعلق على الصليب كان يقتل أولاً رجماً بالحجارة أو بأى طريقة أخرى حسب نصوص الشريعة أو حكم القضاة، ثم تعلق جثته على عمود من الخشب أو على شجرة أو صليب تشهيراً بذنبه، ولكى يراه الكثيرون فيعتبرون. وقد قضت الشريعة أن الذى يقتل وتعلق جثته تنزل من على الخشبة فى نفس اليوم الذى علق فيه وتدفن، وذلك "لأن المعلق ملعون من الله"، أى واقع تحت غضبه ومحروم من بركته لأنه كسر ناموسه وتعدى عليه بعمله الفظيع الذى استحق عليه لا الموت فقط، بل التشهير أيضاً. أى أن : اللعنة ليست لأن الشخص معلق على الخشبة، لكن لأنه كسر الوصية فتم فيه حكم الموت حسب الشريعة، ثم علق على الخشبة .

كون المسيح علق على خشبة الصليب، فهذا لا يعنى أنه ملعون. ولكننا نؤمن أن "المسيح افتدانا من لعنة الناموس إذ صار لعنة لأجلنا، لأنه مكتوب ملعون كل من علق على خشبة، لتصير بركة إبراهيم للأمم فى المسيح يسوع" (غل3 :13-14).

فكيف صار المسيح لعنة من أجلنا ؟

المسيح قد افتدانا، بمعنى أنه دفع فدية ليستردنا من اللعنة الناتجة عن فشلنا في تتميم وصايا الناموس، وذلك بأن صار لعنة لأجلنا". والصيرورة هنا لا يمكن أن تكون فعلاً طبيعياً، يتم بتغيير في طبيعة الإنسان، لأن الوحي المقدس يشهد عن المسيح منزهاً اياه عن أي تغيير في طبيعته، فيعبر عنه الرسول بقوله عنه "لأنه كان يليق بنا رئيس كهنة مثل هذا قدوس بلا شر ولا دنس قد انفصل عن الخطاة وصار أعلي من السموات" (عب 7 :26 ) .

فهو القدوس الذي قال عنه الملاك المُبشر بولادته للعذراء المباركة " الروح القدس يحل عليك وقوة العلي تظللك، فلذلك أيضاً القدوس المولود منك يدعي ابن الله" (لو 1: 35) وقد كانت شهادة الفديس بطرس الرسول عنه بالوحي الإلهي "الذي لم يفعل خطية، ولا وجد في فمه مكر، الذي إذ شتم لم يكن يشتم عوضاً وإذ تألم لم يكن يهدد، بل كان يسلم لمن يقضي بعدل" (1 بط 22 – 23) .

ولكنه صار لعنة علي قياس قول الرسول: "لأنه جعل الذي لم يعرف خطية خطية" (2 كو 5 :21) بمقتضي النص النبوي "كلنا كغنم ضللنا، ملنا كل واحد الي طريقه والرب وضع عليه إثم جميعناً" (إش 53 :6)... هذا هو مبدأ النيابة العام الذي يعامل به الخالق القدوس جميع ابناء الجنس البشري .

لأنه مكتوب ملعون كل من علق علي خشبة: هنا بين الرسول كيف صار المسيح لعنة ؟

أولاً: بالنسبة لحكم الناموس (تث 21 : 22 – 23 ) .

ثانياً: بالنسبة لتنفيذ الحكم في وقوعه عليه

هكذا تم الأمر وعلق السيد المسيح علي خشبة إتماماً لما تنبأ به عن نفسه "مشيراً الي أية ميتة كان مزمعاً أن يموت" (يو 12 :13، 18 :32)، حيث قال "كما رفع موسي الحية في البرية هكذا ينبغي أن يرفع ابن الإنسان" (يو 3: 14). وبين ذلك لليهود في قوله: "متي رفعتم ابن الإنسان فحينئذ تفهمون أني أنا هو" (يو 18: 28)، "وأنا ان أرتفعت عن الأرض أجذب إليّ الجميع" (يو 12 :32). هذا الارتفاع الذى يشير إليه السيد المسيح هو التعليق علي الخشبة. كما عبر عنه القديس بطرس الرسول : قتلوه معلقين إياه علي خشبة" (أع 1: 38 - 39) وأوضحه القديس بولس الرسول قائلاً: "ولما تمموا كل ماكتب عنه، أنزلوه عن الخشبة" (أع 13 :29) التي علقوه عليها " .

فالسيد المسيح قد حمل خطايانا، ومات فداء عنا، تحمل اللعنة، لكي تتحقق لنا البركة، وقد فعل ذلك حباً وطواعية باختياره .

" إن ما بدا لناقدي المسيح أمراً مخزياً، بل بغيضاً، رآه أتباعه أمراً مجيداً للغاية... إلا أن أعداء الإنجيل لم يشاركوا هذه النظرة، ولا يشاركون فيها. وليس ثمة شرخ بين الإيمان وعدم الإيمان أعظم من الشرخ القائم بينهما من حيث موقف كل منهما تجاه الصليب0 فحيث يري الايمان مجداً، لا يري عدم الإيمان سوي الخزي .

" فإن كلمة الصليب عند الهالكين جهالة، وأما عندما نحن المخلصين فهي قوة الله" (1كو 1: 18).

" لأن اليهود يسألون آية واليونانيين يطلبون حكمة. ولكننا نحن نكرز بالمسيح مصلوباً، لليهود عثرة ولليونانين جهالة" (1كو 1: 22 ـ 23 ) .
 
التعديل الأخير:

tamav maria

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
29 يونيو 2008
المشاركات
10,315
مستوى التفاعل
2,236
النقاط
0
لذي يغمس يده معي في الصحفة أم الذي أغمس أنا اللقمة وأعطيه ؟


قال المعترض: يوجد اختلاف بين ما ورد في متى 26: 21-25 وما ورد في يوحنا 13: 21-27 , لقد ورد في متى إن واحداً منكم يسلّمني، فحزنوا جداً وابتدأ كل واحد منهم يقول: هل أنا هو يارب؟ فأجاب: الذي يغمس يده معي في الصحفة هو يسلمّني,,, فسأل: هل أنا هو يا سيدي؟ قال له: أنت قلت ,

وورد في يوحنا إن واحداً منكم يسلمني، فكان التلاميذ ينظرون بعضهم إلى بعض وهم محتارون فيمن قال عنه ,,, فاتكأ ذاك على صدر يسوع وقال له: ياسيد من هو؟ أجاب يسوع: هو ذاك الذي أغمس أنا اللقمة وأعطيه , فغمس اللقمة وأعطاها ليهوذا ,

وللرد نقول بنعمة الله :

(1) قال المسيح (له المجد) إن واحداً منكم يسلمّني,

(2) يُفهم من الروايتين أنهم انذهلوا وتحيروا، وأخذوا يتساءلون عن الشخص الذي يتجاسر على ذلك,

(3) تصريحه بأن يهوذا هو الذي أضمر له السوء,

(4) لما استفهم أحد التلاميذ من المسيح عن الشخص الذي قصد أن يسلّمه قال (بحيث لم يسمعه سوى السائل): الذي أغمس اللقمة وأعطيه , ثم غمس اللقمة وأعطاها له, وهو لا ينافي ما ذُكر في إنجيل متى من أن يهوذا استفهم منه بعد ذلك عن مسلّمه فقال له: أنت هو ,
 
التعديل الأخير:

tamav maria

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
29 يونيو 2008
المشاركات
10,315
مستوى التفاعل
2,236
النقاط
0

الدافع الذى دفع يهوذا لخيانه السيد المسيح



سؤال : ما هو الدافع الذى من أجله خان يهوذا سيده ؟

التعليق : تعددت الآراء فى هذا الشأن، ولكنها لا تخرج جميعها عن واحد من ثلاث احتمالات :

أ- فقد يكون الدافع حب المال. لقد تمت هذه الخيانة حالاً بعد حادثة سكب الطيب على يسوع فى بيت عنيا (مت 26 :6-16، مر 14 :1-11). وعندما يروى يوحنا هذه الحادثة يضيف شارحاً أن يهوذا اعترض على سكب الطيب، لأنه كان سارقاً. وكان يختلس من الصندوق الذى كان مودعاً لديه (يو 12 :6 ) .

ب- وقد يكون الدافع هو الحقد المرير الناتج عن زوال الوهم والأمل الكاذب. كان اليهود يحلمون بالقوة، لذلك كان بينهم عدد من الوطنيين المتعصبين الذين كانوا على استعداد لاستخدام جميع الوسائل، بما فيها الاغتيال للوصول إلى هدفهم، وهو طرد الرومانيين من فلسطين. وكان يطلق عليهم لقب "حملة الخناجر" لأنهم كانوا يستخدمون أسلوب القتل لتحقيق أهدافهم السياسية. وقد قيل إن يهوذا ربما كان واحداً من هؤلاء، وقد رأى فى يسوع قائداً وزعيماً أرسلته السماء ليقود ثورة شعبية وسياسية، مستخدماً قدرته المعجزية. لكنه بعد قليل تبين له أن طريق يسوع هو طريقاً آخر، يقود إلى الصليب. وفى قمة خيبة أمله، تحول حماسه ليسوع إلى حالة من زوال الوهم، انقلبت إلى كراهية مريرة دفعته أن يسعى لموت الرجل الذى كان قد علق عليه انتصاراته الخائبة وآماله الضائعة. لقد كره يهوذا يسوع لأنه لم يكن المسيح الذى أراده هو أن يكون .

جـ- وهناك رأى يقول إن يهوذا لم يكن يقصد موت السيد المسيح. فربما رأى يهوذا فى يسوع الموفد من السماء، لكنه لاحظ أنه يتقدم ببطء نحو أهدافه، لذلك فكر يهوذا أن يسلم يسوع ليد أعدائه ليضطر إزاء الأمر الواقع أن يظهر سلطانه، ويبطش بأعدائه. لقد أراد أن يتعجل يسوع فيما كان يظن أن يسعى إليه. أراد أن يجبره على العمل. ويبدو هذا الرأى مناسباً للأحداث والوقائع، وهو يفسر سبب انتحار يهوذا عندما رأى أن خطته لم تتحقق. ومهما يكن من أمر، فإن مأساة يهوذا كانت فى أنه رفض أن يقبل يسوع كما هو، وأراد أن يصنع من يسوع الشخصية التى يريدها هو .. إن مأساة يهوذا هى مأساة الرجل الذى ظن أنه يعرف أفضل من الله .

ومهما كان الدافع ،سواء كان سياسياً أو عيباً أخلاقياً، أى الطمع، فقد تآمر يهوذا على سيده وأسلمه إلى يد أعدائه .

 
التعديل الأخير:

tamav maria

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
29 يونيو 2008
المشاركات
10,315
مستوى التفاعل
2,236
النقاط
0
icon1.gif

يهوذا بشهادة المسيح طاهر . هل هذا صحيح ؟



سؤال : قال احد الكتاب ان السيد المسيح قال بعد أن غسل أرجل تلاميذه، بما فيهم يهوذا: " الذى اغتسل ليس له حاجة إلا إلى غسل رجليه. بل هو طاهر كله" (لو 13 :10 ) .إذن يهوذا بشهادة المسيح طاهر ولا يمكن أن يخون المسيح ويسلمه .

التعليق : لو أن الكاتب كان أميناً فى اقتباسه، لما كان هناك داع للرد على هذا الادعاء، حيث أن بقية النص يوضح الحق كاملاً .

فى (يو 13 :10-13) "قال له يسوع : الذى قد اغتسل ليس له حاجة إلا إلى غسل رجليه، بل هو طاهر كله ". والجزء الذى لم يذكره الكاتب "وأنتم طاهرون ولكن ليس كلكم، لأنه عرف مسلمه" لذلك قال : لستم كلكم طاهرين، إذن من الواضح أن المسيح استثنى يهوذا من هذه الشهادة. ولقبه فى موضع آخر "بابن الهلاك" (يو 17 :12). وقال مرة لتلاميذه "أليس أنى أنا أخترتكم الاثنى عشر وواحد منكم شيطان. قال هذا عن يهوذا سمعان الإسخريوطى، لأنه هذا كان مزمعاً أن يسلمه. وهو واحد من الاثنى عشر" (يو6 :70-71).

فهذا الاقتباس يؤكد أن يهوذا ليس بطاهر، ولذلك فالخيانة عنده ليست بشئ غريب .

 

tamav maria

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
29 يونيو 2008
المشاركات
10,315
مستوى التفاعل
2,236
النقاط
0

هل قام يهوذا بتقبيل السيد المسيح أم لا ؟


قال المعترض: ورد في متى 26: 48-50 أن يهوذا كان قد قال لليهود: الذي أُقَبِّله هو هو أمسكوه , فتقدم وقال: السلام يا سيدي , وقبّله, فأمسكوه, وورد في يوحنا 18: 2-8 وكان يهوذا مسلّمه يعرف الموضع، لأن يسوع اجتمع هناك كثيراً مع تلاميذه، فأخذ يهوذا الجند وخداماً من عند رؤساء الكهنة والفريسيين وجاء إلى هناك بمشاعل ومصابيح وسلاح، فخرج يسوع وهو عالم بكل ما يأتي عليه، وقال لهم: من تطلبون؟ أجابوه: يسوع الناصري, قال لهم يسوع: أنا هو, وكان يهوذا مسلّمه أيضاً واقفاً معهم, فلما قال لهم: إني أنا هو، رجعوا إلى الوراء وسقطوا على الأرض, فسألهم أيضاً: من تطلبون؟ فقالوا: يسوع الناصري, أجاب يسوع: قد قلت لكم إني أنا هو, فإن كنتم تطلبونني فدعوا هؤلاء يذهبون , وبين القصتين تناقض هل قبيل يهوذا السيد المسيح أم لا ؟



وللرد نقول بنعمة الله : (1) من تأمل القصتين رأى أن يوحنا الرسول لم يذكر تقبيل يهوذا لسيده، اعتماداً على فهم السامع ، لأنه لما كان يهوذا تلميذاً للمسيح كان لابد أن يسلّم عليه ويقبّله، ويؤدي له الاحترام الواجب على التلميذ نحو أستاذه, وهذا أمر معلوم، سواء ذكره يوحنا أم لا, وإنما المهم هو أنه غدر بسيده, ولما قبّله قال لهم المسيح: من تطلبون؟ فوقعت هيبته الإلهية، هيبة القداسة والحق والعدالة في أفئدتهم، وسقطوا على الأرض,

(2) إنه قال لهم: أنا هو، لئلا يمسّوا تلاميذه بضرر فإنه هو الحافظ, ولا يوجد أدنى اختلاف في رواية هذه الأخبار المهمة, نعم يكون هناك تناقض لو قال أحدهم إن يهوذا قبّل المسيح، ثم قال الآخر إنه لم يقبّله,وكذلك لو قال الآخر إنهم سقطوا من هيبته المقدسة، وقال الآخر لم يحصل شيء من ذلك, ولكن لم يحصل شيء من هذا، فالله أوحى إلى كل رسول أن يروي ما رآه، وألهم كل واحد أن يقول حسب طريقته، فإن لكل نبي نَفَساً وروحاً لا يشاركه فيه الآخر,

 

tamav maria

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
29 يونيو 2008
المشاركات
10,315
مستوى التفاعل
2,236
النقاط
0
كيف رد يهوذا الفضة إلى رؤساء الكهنة في الهيكل،


بينما كانوا في هذا الوقت عند بيلاطس ؟

قال المعترض : جاء في متى 27: 3 أن يهوذا ردّ الثلاثين من الفضة إلى رؤساء الكهنة والشيوخ في الهيكل، وهو غلط لأنهم كانوا في هذا الوقت عند بيلاطس يشتكون على المسيح ,

وللرد نقول بنعمة الله : ورد في متى 27: 5: فطرح الفضة في الهيكل وانصرف أي أنه أوردها في خزينة الهيكل باسم أئمة الدين، سواء كانوا حاضرين أم غائبين
 

tamav maria

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
29 يونيو 2008
المشاركات
10,315
مستوى التفاعل
2,236
النقاط
0
من الذي اشتري الحقل بالثلاثين من الفضة , رؤساء الكهنة أم يهوذا ؟


قال المعترض: يؤخذ من إنجيل متى 27: 3 أن رؤساء الكهنة اشتروا الحقل بالثلاثين من الفضة التي ردَّها يهوذا،

ويُعلم من أعمال الرسل 1: 18 أن يهوذا كان اشترى الحقل بها، فإنه قيل: وهذا معلوم في جميع سكان أورشليم ,

وللرد نقول بنعمة الله : نص أعمال 1: 18 فإن هذا اقتنى حقلاً من أجرة الظلم، وإذ سقط على وجهه انشق من الوسط ، فانسكبت أحشاؤه كلها، وصار ذلك معلوماً عند جميع سكان أورشليم , فنسب إليه الاقتناء لأنه كان السبب فيه, وكثيراً ما يُنسب إلى الإنسان الفعل لأنه السبب فيه، فنُسب إلى الملك بناء القصر مع أنه ليس هو الباني حقيقة، ولكنه يأمر به,
 

tamav maria

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
29 يونيو 2008
المشاركات
10,315
مستوى التفاعل
2,236
النقاط
0

من الذي أدان السيد المسيح , رؤساء الكهنة وشيوخ الشعب أم بيلاطس ؟


قال المعترض: ورد في إنجيل متى 27: 3 أنه حُكم على المسيح وأنه دين، وهو غلط ، لأن رؤساء الكهنة وشيوخ الشعب دفعوه إلى بيلاطس البنطي ,

وللرد نقول بنعمة الله : مَن طالع متى 27: 67 يرى أن الكهنة والشيوخ والرؤساء والمجمع أتوا بشهادات زور عليه ، حتى مزّق رئيس الكهنة ثيابه ، لأنه ادّعى على المسيح أنه مجدف, وبصقوا في وجهه ولكموه ولطموه، وحكموا عليه بالموت, فهم الذين حكموا عليه حتى تعذّر على الوالي إطلاق سبيله بعد ذلك ، مع أنه كان يميل إلى إطلاقه ، فوافقهم حسماً للدسائس والفتن، وطمعاً في محبتهم له
 
أعلى