تساؤلات و اجوبتها حول عقيده صلب السيد المسيح _القمص مرقس عزيز

tamav maria

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
29 يونيو 2008
المشاركات
10,315
مستوى التفاعل
2,236
النقاط
0
كيف مات يهوذا ؟هل خنق نفسه أم سقط علي وجهه و انشق من الوسط ؟


قال المعترض: ورد في إنجيل متى 27: 5 أن يهوذا الاسخريوطي مضى وخنق نفسه ولكن ورد في أعمال 1: 18 وإذ سقط على وجهه انشق من الوسط، فانسكبت أحشاؤه كلها ,

وللرد نقول بنعمة الله : ذكر متى مجرد خبر انتحاره، فقال إنه شنق نفسه، واقتصر على ذلك لأن غايته هي مجرّد إفادة المطالع خبراً من الأخبار, أما في أعمال الرسل فالمقام كان مقام تنفير من ذلك العمل الوخيم، فأوضح أنه مات أشنع ميتة وأفظعها, فإذا طالع الإنسان حال المنتحرين، ونظر ما يؤول إليه الخائن المنتحر، عَدَل عن الانتحار ولم يَرْض لنفسه انشقاق البطن وخروج أمعائه منها,

ذكر متى مجرد انتحار يهوذا وشنق نفسه، وذكر أعمال الرسل الأمر بتفصيل، فإنه علق نفسه وشنقها على طرف هوة في وادي هنوم، فانقطع الحبل به فسقط,
 

tamav maria

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
29 يونيو 2008
المشاركات
10,315
مستوى التفاعل
2,236
النقاط
0

كل هذه المعجزات و لم يؤمن اليهود و الرومان !!


قال المعترض : ورد في متى 27: 51-53 وإذا حجاب الهيكل قد انشقّ إلى اثنين من فوق إلى أسفل، والأرض تزلزلت، والصخور تشققت، والقبور تفتحت، وقام كثير من أجساد القديسين الراقدين وخرجوا من القبور بعد قيامته، ودخلوا المدينة المقدسة وظهروا لكثيرين, فلو حدثت هذه فعلاً لآمن كثيرٌ من الرومان واليهود ,

وللرد نقول بنعمة الله : لو كان عمل المعجزات والآيات كافياً وحده في هداية الأنفس إلى الحق، لاهتدى فرعون وقومه إلى الحق وآمنوا بالإله الحي بسبب معجزات النبي موسى, ومع أن بني إسرائيل رأوا قوة الله القاهرة، إلا أنهم تركوه واتخذوا العجل إلهاً لهم, ومع أن المسيح كان يفتح أعين العميان ويشفي الأكمه ويقيم الموتى، إلا أن اليهود رفضوه وصلبوه,

ولا يخفى أن إقامة الموتى وتفتيح أعين العميان وشفاء المرضى بمجرد كلمة واحدة، وتسكين العواصف وغيرها من الآيات البينات، هي أعظم من انشقاق حجاب الهيكل وتشقيق الصخور وقيام الموتى من القبور, فالمعجزات ليست هي الواسطة الوحيدة في هداية الأنفس، بل الهدى هو هدى الله,

و في قصه الغني و لعازر طلب الغني من ابينا ابراهيم ان يرسل لعازر الذي كان انتقل من هذه الحياه الي اخوته لكي يؤمنوا و لكي لا يأتوا الي موضع العذاب , فقال له ابراهيم " عندهم موسي و الأنبياء ليسمعوا منهم ــ أي عندهم الكتاب المقدس ــ , فقال لا يا ابي ابراهيم , بل اذا مضي اليهم واحد من الأموات يتوبون . فقال له : ان كانوا لا يسمعون من موسي و الأنبياء و لا ان قام واحد من الأموات يصدقون . ( لوقا 16 : 27 ــ 31 ) .

 

tamav maria

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
29 يونيو 2008
المشاركات
10,315
مستوى التفاعل
2,236
النقاط
0
ثلاثة أيام وثلاث ليالٍ . كيف ؟​

قال المعترض : يوجد تناقض بين قول المسيح في متى 12: 4 إنه يمكث في القبر ثلاثة أيام وثلاث ليالٍ، وبين الحساب المعمول بين موته وقيامته على أساس الاعتقاد أنه صُلب بعد ظهر يوم الجمعة وأُقيم صباح الأحد, فإذا حسبنا مدة بقاء جسد المسيح في القبر على هذا الأساس، نحكم بوجوده في القبر ساعات قليلة من ظهر الجمعة، ثم السبت التالي بليلته، ثم جزءاً من يوم الأحد وهو الكائن بين غروب الشمس يوم السبت وبدء يوم القيامة, وعلى هذا يكون جسد المسيح قد بقي في القبر جزءاً من يوم الجمعة، وكل يوم السبت، وجزءاً من يوم الأحد ,

وللرد نقول بنعمة الله : نلفت النظر لثلاث حقائق:

(1) كان اليهود كسائر الشرقيين يعتبرون بدء اليوم من غروب الشمس,

(2) وكانت عادتهم أن يطلقوا الكل على الجزء، فيُطلق اليوم على جزئه,

(3) ومعنى اليوم عندهم هو المساء والصباح، أو الليل والنهار, فمقدار الزمان المعبَّر عنه هنا بثلاثة أيام وثلاث ليال (الذي كان في الحقيقة يوماً كاملاً، وجزءاً من يومين آخرين، وليلتين كاملتين) سُمِّي في أستير 4: 16 بثلاثة أيام وثلاث ليالٍ, لا تأكلوا ولا تشربوا ثلاثة أيام ليلاً ونهاراً

ثم ورد في 5: 1 وفي اليوم الثالث وقفت أستير في دار بيت الملك الداخلية وحصل الفرج في هذا اليوم, ومع ذلك فقيل عن هذه المدة ثلاثة أيام,

وورد في 1صموئيل 30: 2 لأنه لم يأكل خبزاً ولا شرب ماء في ثلاثة أيام وثلاث ليال , والحقيقة هي أن المدة لم تكن ثلاثة أيام بل أقل من ذلك، فإنه في اليوم الثالث أكل,

وكذلك ورد في 2أخبار 10: 5 ارجعوا إليّ بعد ثلاثة أيام ثم أورد في آية 12 فجاء الشعب إلى يربعام في اليوم الثالث فلم تمض ثلاثة أيام كاملة بل مضى جزء منها، وفهم السامعون قصده,

وورد في تكوين 42: 17 و18 إطلاق ثلاثة أيام على جزءٍ صغيرٍ منها، لأن يوسف كلّم إخوته في أواخر اليوم الأول، واعتُبر يوماً كاملاً، ثم مضى يوم واحد وكلمهم في اليوم الذي بعده، فاعتبروا ذلك ثلاثة أيام,

وإذا توفي إنسان قبل غروب الشمس بنصف ساعة حُسب له هذا اليوم كاملاً، مع أنه يكون قد مضى النهار بتمامه ولم يبق منه سوى نصف ساعة فقط, و هناك تفسير أخر سنورده فيما بعد
.
 

tamav maria

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
29 يونيو 2008
المشاركات
10,315
مستوى التفاعل
2,236
النقاط
0

عدة اختلافات في حادثه إنكار بطرس


قال المعترض: اختلف الإنجيليون الأربعة في إنكار بطرس عدة اختلافات,

ورد في إنجيل متى 26: 69-75 أما بطرس فكان جالساً خارجاً في الدار، فجاءت إليه جارية قائلة: وأنت كنت مع يسوع الجليلي, فأنكر قدام الجميع قائلاً: لست أدري ما تقولين, ثم إذ خرج إلى الدهليز رأته أخرى، فقالت للذين هناك: وهذا كان مع يسوع الناصري, فأنكر أيضاً بقَسَم: إني لستُ أعرف الرجل, وبعد قليل جاء القيام وقالوا لبطرس: حقاً أنت أيضاً منهم، فإن لغتك تظهرك, فابتدأ حينئذ يلعن ويحلف: إني لا أعرف الرجل, وللوقت صاح الديك، فتذكر بطرس كلام يسوع الذي قال له إنك قبل أن يصيح الديك تنكرني ثلاث مرات ,

وورد في مرقس 14: 66-72 وبينما كان بطرس في الدار أسفل، جاءت إحدى جواري رئيس الكهنة, فلما رأت بطرس يستدفئ نظرت إليه وقالت: وأنت كنت مع يسوع الناصري, فأنكر قائلاً: لست أدري ولا أفهم ما تقولين, وخرج خارجاً إلى الدهليز فصاح الديك، فرأته الجارية أيضاً وابتدأت تقول للحاضرين: إن هذا منهم، فأنكر أيضاً, وبعد قليل أيضاً قال الحاضرون لبطرس: حقاً أنت منهم لأنك جليلي أيضاً، ولغتك تشبه لغتهم, فابتدأ يلعن ويحلف: إني لا أعرف هذا الرجل الذي تقولون عنه, وصاح الديك ثانية، فتذكر بطرس القول الذي قاله يسوع: إنك قبل أن يصيح الديك تنكرني ثلاث مرات ,

وورد في لوقا 22: 54-61 وأما بطرس فتبعه من بعيد, ولما أضرموا ناراً في وسط الدار وجلسوا معاً، جلس بطرس بينهم، فرأته جارية جالسة عند النار، فتفرست فيه وقالت: وهذا كان معه، فأنكره قائلاً: لست أعرفه يا امرأة, وبعد قليل رآه آخر وقال: وأنت منهم, فقال بطرس: يا إنسان! لست أنا, ولما مضى نحو ساعة واحدة أكد آخر قائلاً: بالحق إن هذا أيضاً كان معه، لأنه جليلي أيضاً, فقال بطرس يا إنسان! لست أعرف ما تقول، وفي الحال بينما هو يتكلم صاح الديك، فالتفت الرب ونظر إلى بطرس، فتذكر بطرس كلام الرب: كيف قال له إنك قبل أن يصيح الديك تنكرني ثلاث مرات ,

وورد في يوحنا 18: 16 و17 أما بطرس فكان واقفاً خارجاً، فخرج التلميذ الآخرالذي كان معروفاً عند رئيس الكهنة وكلم البوَّابة فأدخل بطرس, فقالت الجارية البوَّابة لبطرس: ألست أنت أيضاً من تلاميذ هذا الإنسان؟ قال ذاك: لست أنا , وفي آية 25 وسمعان بطرس كان يصطلي، فقالوا له:ألست أنت أيضاً من تلاميذه؟ فأنكر ذاك وقال: لست أنا , فقال واحد من عبيد رئيس الكهنة: أما رأيتُك أنا معه في البستان؟ فأنكر بطرس أيضاً, وللوقت صاح الديك ,

وهذه الاختلافات هي:

(1) يُفهم من رواية متى ومرقس أن جاريتين والرجال القيام كلَّموا بطرس، أما لوقا فقال إنهم جارية ورجلان,

(2) كان بطرس وقت سؤال الجارية في ساحة الدار حسب رواية متى، وفي وسط الدار على رواية لوقا، وأسفل الدار على رواية مرقس، وداخل الدار على رواية يوحنا,

(3) اختلفوا في الأسئلة الموجَّهة لبطرس,

(4) كان صياح الديك بعد إنكار بطرس ثلاث مرات على رواية متى ولوقا ويوحنا، وكان صياحه مرة بعد إنكار بطرس الأول، ومرة أخرى بعد إنكاره مرتين، على رواية مرقس,

(5) قال متى ولوقا إن المسيح قال: قبل أن يصيح الديك تنكرني ثلاث مرات , وقال مرقس إنه قال: قبل أن يصيح الديك مرتين تنكرني ثلاث مرات ,

(6) جواب بطرس للجارية حسب رواية متى لست أدري ما تقولين وعلى رواية يوحنا أجاب بالسلب فقط، وعلى رواية مرقس لست أدري ما تقولين وعلى رواية لوقا لست أعرف يا امرأة ,

وللرد نقول بنعمة الله :

(1) اتفق الإنجيليون على عدد مرات إنكار بطرس لسيده، وأجمعوا على أن إنكاره كان قبل أن يصيح الديك, وتمت بذلك نبوة المسيح أن بطرس سينكره ثلاث مرات، وقبل صياح الديك,

لقد قال المسيح (له المجد) العبارتين: قال إن بطرس سينكره قبل أن يصيح ديك، وإنه ينكره قبل أن يصيح الديك مرتين, وذكر متى إحدى العبارتين، وذكر مرقس العبارة الأخرى, ومما يجدر ذكره أن لوقا ويوحنا أوردا قول المسيح بنفس الصيغة الواردة في متى, وقبل الجزم بأن أحد البشيرين يناقض البقية يجب أن نأتي بالدليل على أن المسيح لم يقل هذه العبارة إلا مرة واحدة، وإلا فلا تناقض,

فيصح أن نتصور ما يأتي: أنذر المسيح بطرس أنه قبل أن يصيح ديك تنكرني ثلاث مرات, ولما كان بطرس سريع التأثر ثار لما سمع هذا، وكأنه يقول: هل أنا أنكر سيدي؟ إن هذا مُحال! ولو اضطُررت أن أموت لا أنكرك , وعندئذ كرر المسيح الإنذار، وأضاف تفصيلاً آخر بقوله: يا بطرس، قبل أن يصيح الديك مرتين تنكرني ثلاث مرات, ويترجح جداً أنه قد تُبودلت عبارات كثيرة بين بطرس وسيده بصدد هذه النقطة الخطيرة, ولا شك أن المسيح قال لبطرس نفس العبارة الواردة في متى ولوقا ويوحنا، والعبارة الواردة في مرقس أيضاً,

ولنورد حلاً آخر، وهو أن متى ولوقا ويوحنا أوردوا إعلان المسيح لبطرس أنه سينكره بصيغة عامة، أما مرقس (فكما هي عادته) أورد العبارة بالتدقيق, وكما نراه في روايات أخرى يورد تفصيلات دقيقة لا نراها في بقية البشائر، هكذا أيضاً أورد في هذه القضية لفظة دقيقة لم يوردها غيره, وعلاوة على هذا يجب أن نتذكر أن بشارة مرقس (كما يفيد التقليد) كُتبت تحت إشراف بطرس, ولذا نرى فيها أسلوب بطرس ولهجته، وإذ ذاك لا نستغرب عندما نجد أن العبارة المقولة لبطرس واردة في هذه البشارة بدقة أكثر من سواها,

(2) اقتصر لوقا البشير على ذكر المرة التي أنكر فيها بطرس سيده صراحة وبشدة، لأنها كانت أهم من المرة الأولى, وهذا لا ينافي أن جاريتين سألتاه مرتين, أما متى ومرقس فذكرا الحالتين, وعليه فلا اختلاف، فإن الاختلاف لا يتحققإلا إذا نفى الواحد ما أثبته الآخر, وهنا اقتصر لوقا على ذكر الأهم، وأما الآخرون فذكروا كل شيء بالتفصيل,

(3) قال لوقا إن رجلين سألاه عن نسبته إلى سيده، وقال متى ومرقس إن الرجال سألوه، فعبارتهما تتضمن أن رجلين سألاه نيابةً عن باقي الجمهور، فلا نتصوَّر أن الجمهور سألوا بطرس مرة واحدة,

(4) قال متى: إنه كان خارجاً في الدار، وقال مرقس: في الدار أسفل، وقال لوقا: في وسط الدار، وقال يوحنا: إنه كان واقفاً عند الباب خارجاً، فخرج التلميذ وكلَّم البوَّابة فأدخل بطرس (آية 16), فلا يوجد اختلاف, بطرس كان حسب قول متى خارجاً في الدار، أي ليس في الدار الفوقاني الذي كان فيه المسيح والمجلس, ومما يدل على أنه كان في صحن الدار قول متى إنه لما ضايق اليهود بطرس خرج إلى الدهليز ، فهذا يدل على أنه كان في الدار, ولم يقل البشير إن بطرس كان خارج الدار، بل خارجاً في الدار أي خارجاً عن المخادع, وبما أنه كان في المحل التحتاني (أي صحن الدار) فيصح أن يُطلق عليه أسفل الدار, ولايخفى أن معنى صحن الدار هو أسفله، وهو لا ينافي أنه كان جالساً في وسطه يستدفيء على النار, وقصد الرسل أنه لم يكن في الدور المرتفع الفوقاني الذي كان فيه المجلس، بل كان في مكان الخدم، وهو الصحيح,

(5) من تأمل الأسئلة الموجَّهة لبطرس وجدها واحدة، ففي متى قالت الجارية: وأنت كنت مع يسوع الجليلي , ثم قالت أخرى: وهذا كان مع يسوع الناصري , وقال القيام (أي الحراس): أنت أيضاً منهم فإن لغتك تظهرك , هذه هي رواية متى

أما مرقس فذكر أن الجارية قالت: أنت كنت مع يسوع الناصري , ثم رأته ثانية وقالت للحاضرين: إن هذا منهم , وقال الحاضرون لبطرس: حقاً أنت منهم لأنك جليلي أيضاً ولغتك تشبه لغتهم , وقس على ذلك ماورد في إنجيل لوقا ويوحنا، فإنه لا يختلف عن ذلك في شيء ما,

(6) أنكر بطرس المسيح ثلاث مرات قبل صياح الديك، غير أن بعضهم ذكر أن الديك صاح مرتين واقتصر البعض الآخر على ذكر صياح الديك مرة، وسبب ذلك هو أن الديوك تصيح مرتين، مرة عند قدوم الصبح ومرة عند طلوع النهار, وبما أنه يندر من يسمع صياحه أول مرة، ضرب بعض البشيرين عنه صفحاً, والمهم هو الصياح الثاني وقد ذكره جميع البشيرين، وهذا لاينافي أنه صاح قبلها,

(7) إجابات بطرس واضحة متشابهة لا فرق بينها, وبما أن كثيرين من الخدم والحاضرين أخذوا يعنفونه ويضايقونه، فزع وتلعثم في الكلام، وهو يبرئ نفسه بأساليب متنوعة في الوضوح والخفاء، فتارة ينكر، وأخرى يحلف ليتخلّص من ظلم اليهود, وكان ينتقل من مكان لآخر ليواري نفسه ويتخلص من مأزقه,

(8) وهكذا يتضح عدم وجود اختلاف في أقوال البشيرين، فكل واحد منهم ذكر أقوال الوحي الإلهي بحسب روحه ونَفَسه، فإن الوحي لا يبتلع شخصية الإنسان, فالله يوحي للنبي أو الرسول المعاني والأحكام، ويكون في يد الله بمنزلة القلم في يد الكاتب، فتُحفظ شخصيته، ويظهر في كتابته ما اختص به من القوى العقلية وطرق الفكر والتصوّر, وهذا هو سبب تنوّع طرق تعبير الأنبياء, وكلامنا هنا هو عن الأنبياء أو الرسل بصيغة الجمع, أما إذا اختلف رسول أو نبي في أقواله وعباراته، فهذا هو الذي يُؤاخذ عليه، لأنه ناقض نفسه

 

tamav maria

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
29 يونيو 2008
المشاركات
10,315
مستوى التفاعل
2,236
النقاط
0

هل نسجنا من النبوات رداءا و البسناه للسيد المسيح ؟
سؤال : الكثير من النبوات تتحدث عن الخلاص و موت المسيح بالصليب هل تحدثت هذه النبوات عن الفداء بصفه عامه ام عن احداث معينه ام هل نحن المسيحيين نحمل نصوص الكتاب فوق ما تحتمل او كما قال البعض اننا نسجنا من هذه النبوات رداءا و البسناه للسيد المسيح ؟ كما أن اليهود يفسرون بعض هذه النبوات أنها تعنى إسرائيل وليس المسيح .

التعليق : حوى العهد القديم بضع مئات من النبوات عن المسيا المخلص الآتى، وقد تحققت هذه النبوات كلها فى يسوع المسيح،

منها 332 نبوة تحققت حرفياً فى رب المجد.

وهناك 29 نبوة تحققت عن خيانة يهوذا له ومحاكمته وموته..

وتحققت كلها فى أربع وعشرين ساعة من الزمان .

فإلأدعاء بأننا فصلنا قميصاً من الكتاب وألبسناه للسيد المسيح ادعاء كاذب باطل بلا سند. فنحن المسيحيين نري ان النبوات تشير إلى السيد المسيح، له المجد، واليهود يرون أنها تشير إلى المسيح (المسيا المنتظر ) .

هناك نبوات لها أكثر من إتمام واحد، ويُسمى ذلك (تعدد الإتمام) وهذا يختلف عما نسميه (تعدد المعانى). فتعدد الإتمام، يعنى أن النبوة قد يتكرر إتمام الفكرة الأساسية فيها، مثل (إش7 :14-16)، ولكن بتفاصيل قد تختلف فى كل مرة، فالطفل الأول الذى قيلت فيه هذه النبوة، تتحقق فيه تماماً كما قالها النبى، أى تتحقق حرفياً، والمسيح تممها ولكن بطريقة أخرى، مثل (دا8 :9-14). فقد تمت فى أنطيوخوس ابيفانس، وسوف تتحقق فى إنسان الخطية، كما يذكر القديس بولس الرسول فى (2تس2 :3-12 ) .

فى بعض النبوات فكرة رئيسية سوف تتم فقط؛ فمثلاً مز 22 لا يستطيع أن يقول أى مفسر إن كل التفاصيل تختص بالسيد المسيح، وكذلك النبوة الموجودة فى (2صم7) حيث يتكلم عن ابن داود، وهى نبوة عن المسيح. فى هذه النبوة نجد تفاصيل لا تنطبق على السيد المسيح، مثل (عدد14)، بل تنطبق على الشخص الذى تمت فيه النبوة لأول مرة وهو سليمان. وفى (إش7 :14-15)، نجد أن عددى 14-15 ينطبقان على المسيح، أما عدد 6 فلا ينطبق عليه، بل على الطفل الذى تمت فيه أولاً .

 

tamav maria

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
29 يونيو 2008
المشاركات
10,315
مستوى التفاعل
2,236
النقاط
0

سؤال : هل هناك نبوات أخري ؟

جوابنا : إنّها كثيرة جدّاً بحيث لا يتّسع المجال لذكرها فقد جاءت في الكتب المقدَّسة نبوّات كثيرة عن أحداث تقترن بموت المسيح الفدائيّ على الصليب، وتمّت كلّها بالحرف.

النبوّة : يُباع بثلاثين من الفضّة

" فَقُلْتُ لَهُمْ : إِنْ حَسُنَ فِي أَعْيُنِكُمْ فَأَعْطُونِي أُجْرَتِي,,. فَوَزَنُوا أُجْرَتِي ثَلَاثِينَ مِنَ الفِضَّةِ " ( زكريّا 11 :12).

إتمامها : حِينَئِذٍ ذَهَبَ وَاحِدٌ مِنَ الا ثْنَيْ عَشَرَ، الذِي يُدْعَى يَهُوذَا الإِسْخَرْيُوطِيَّ، إِلَى رُؤَسَاءِ الكَهَنَةِ وَقَالَ : مَاذَا تُرِيدُونَ أَنْ تُعْطُونِي وَأَنَا أُسَلِّمُهُ إِلَيْكُمْ؟ فَجَعَلُوالهُ ثَلَاثِينَ مِنَ الفِضَّةِ الإنجيل بحسب متّى 26 :14 و15.

النبوّة : يُشرى بثمنه حقل يُدعى حقل الفخّاري

َ" قَالَ لِي الرَّبُّ : أَلْقِهَا إِلَى الفَخَّارِيِّ، الثَّمَنَ الكَرِيمَ الذِي ثَمَّنُونِي بِهِ. فَأَخَذْتُ الثَّلَاثِينَ مِنَ الفِضَّةِ وَأَلْقَيْتُهَا إِلَى الفَخَّارِيِّ فِي بَيْتِ الرَّبِّ " (زكريّا 11 :13) .

إتمامها : حِينَئِذٍ لَمَّا رَأَى يَهُوذَا الذِي أَسْلَمَهُ أَنَّهُ قَدْ دِينَ، نَدِمَ وَرَدَّ الثَّلَاثِينَ مِنَ الفِضَّةِ إِلَى رُؤَسَاءِ الكَهَنَةِ وَالشُّيُوخِ قَائِلاً : قَدْ أَخْطَأْتُ إِذْ سَلَّمْتُ دَماً بَرِيئاً. فَقَالُوا : مَاذَا عَلَيْنَا؟ أَنْتَ أَبْصِرْ! فَطَرَحَ الفِضَّةَ فِي الهَيْكَلِ وَا نْصَرَفَ، ثُمَّ مَضَى وَخَنَقَ نَفْسَهُ. فَأَخَذَ رُؤَسَاءُ الكَهَنَةِ الفِضَّةَ وَقَالُوا : لَا يَحِلُّ أَنْ نُلْقِيَهَا فِي الخِزَانَةِ لِأَنَّهَا ثَمَنُ دَمٍ. فَتَشَاوَرُوا وَا شْتَرَوْا بِهَا حَقْلَ الفَخَّارِيِّ مَقْبَرَةً لِلْغُرَبَاءِ الإنجيل بحسب متّى 27 :3-8.

النبوّة : يُنكَّلُ به ويُصلَب

" أَحَاطَتْ بِي كِلَابٌ. جَمَاعَةٌ مِنَ الأَشْرَارِ اكْتَنَفَتْنِي. ثَقَبُوا يَدَيَّ وَرِجْلَيَّ. أُحْصِي كُلَّ عِظَامِي، وَهُمْ يَنْظُرُونَ وَيَتَفَرَّسُونَ فِيَّ " ( مزمور 22 :16-17) .

إتمامها : فَمَضَى بِهِ العَسْكَرُ إِلَى دَاخِلِ الدَّارِ,,, وَجَمَعُوا كُلَّ الكَتِيبَةِ. وَأَلْبَسُوهُ أُرْجُواناً، وَضَفَرُوا إِكْلِيلاً مِنْ شَوْكٍ وَوَضَعُوهُ عَلَيْهِ، وَابْتَدَأُوا يُسَلِّمُونَ عَلَيْهِ قَائِلِينَ : السَّلَامُ يَا مَلِكَ اليَهُودِ! وَكَانُوا يَضْرِبُونَهُ عَلَى رَأْسِهِ بِقَصَبَةٍ، وَيَبْصُقُونَ عَلَيْهِ، ثُمَّ يَسْجُدُونَ لَهُ جَاثِينَ عَلَى رُكَبِهِمْ. وَبَعْدَمَا اسْتَهْزَأُوا بِهِ، نَزَعُوا عَنْهُ الأُرْجُوانَ وَأَلْبَسُوهُ ثِيَابَهُ، ثُمَّ خَرَجُوا بِهِ لِيَصْلِبُوهُ الإنجيل بحسب مرقس 15 :16-20.

النبوّة : يُثخن بالجراح

" وَهُوَ مَجْرُوحٌ لِأَجْلِ مَعَاصِينَا، مَسْحُوقٌ لِأَجْلِ آثَامِنَا. تَأْدِيبُ سَلَامِنَا عَلَيْهِ، وَبِحُبُرِهِ شُفِينَا " ( إشعياء 53 :5 )... " عَلَى ظَهْرِي حَرَثَ الحُرَّاثُ. طَوَّلُوا أَتْلَامَهُمْ " ( مزمور 129 :3 ).

إتمامها : وَالرِّجَالُ الذِينَ كَانُوا ضَابِطِينَ يَسُوعَ كَانُوا يَسْتَهْزِئُونَ بِهِ وَهُمْ يَجْلِدُونَهُ، وَغَطَّوْهُ وَكَانُوا يَضْرِبُونَ وَجْهَهُ وَيَسْأَلُونَهُ : تَنَبَّأْ! مَنْ هُوَ الذِي ضَرَبَكَ؟" ( لوقا 22 :63-64 ).

النبوّة : - يتقبّل الآلام بصمت

" ظُلِمَ أَمَّا هُوَ فَتَذَلَّلَ وَلَمْ يَفْتَحْ فَاهُ، كَشَاةٍ تُسَاقُ إِلَى الذَّبْحِ، وَكَنَعْجَةٍ صَامِتَةٍ أَمَامَ جَازِّيهَا فَلَمْ يَفْتَحْ فَاهُ " ( إشعياء 53 : )7.

اتمامها : "الذِي إِذْ شُتِمَ لَمْ يَكُنْ يَشْتِمُ عِوَضاً وَإِذْ تَأَلَّمَ لَمْ يَكُنْ يُهَدِّدُ بَلْ كَانَ يُسَلِّمُ لِمَنْ يَقْضِي بِعَدْلٍ. الذِي حَمَلَ هُوَ نَفْسُهُ خَطَايَانَا فِي جَسَدِهِ " ( بطرس الأولى 2 :23 و24 ).

النبوّة : يُضرَب ويُبصَق في وجهه

" بَذَلْتُ ظَهْرِي لِلضَّارِبِينَ وَخَدَّيَّ لِلنَّاتِفِينَ. وَجْهِي لَمْ أَسْتُرْ عَنِ العَارِ وَالبَصْقِ " ( إشعياء 50 :6 ).

إتمامها : "وَكَانُوا يَضْرِبُونَهُ عَلَى رَأْسِهِ بِقَصَبَةٍ، وَيَبْصُقُونَ عَلَيْهِ، ثُمَّ يَسْجُدُونَ لَهُ جَاثِينَ عَلَى رُكَبِهِمْ,,, حِينَئِذٍ بَصَقُوا فِي وَجْهِهِ وَلَكَمُوهُ، وَآخَرُونَ لَطَمُوهُ " مرقس 15 :19، ومتّى 26 :67 ).

النبوّة : يُستهزأ به

" كُلُّ الذِينَ يَرُونَنِي يَسْتَهْزِئُونَ بِي. يَفْغَرُونَ الشِّفَاهَ وَيُنْغِضُونَ الرَّأْسَ قَائِلِينَ : ا تَّكَلَ عَلَى الرَّبِّ فَلْيُنَجِّهِ. لِيُنْقِذْهُ لِأَنَّهُ سُرَّ بِهِ " ( مزمور 22 :7-8 ) .

إتمامها : " وَكَانَ المُجْتَازُونَ يُجَدِّفُونَ عَلَيْهِ وَهُمْ يَهُزُّونَ رُؤُوسَهُمْ قَائِلِينَ : يَا نَاقِضَ الهَيْكَلِ وَبَانِيَهُ فِي ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ، خَلِّصْ نَفْسَكَ! إِنْ كُنْتَ ا بْنَ اللّهِ فَا نْزِلْ عَنِ الصَّلِيبِ!. وَكَذ لِكَ رُؤَسَاءُ الكَهَنَةِ أَيْضاً وَهُمْ يَسْتَهْزِئُونَ مَعَ الكَتَبَةِ وَالشُّيُوخِ قَالُوا : خَلَّصَ آخَرِينَ وَأَمَّا نَفْسُهُ فَمَا يَقْدِرُ أَنْ يُخَلِّصَهَ " ( متّى 27 :39-42) .

النبوّة : يتعجّب لماذا تركه الآب

" ِلهِي! إِلهِي، لِمَاذَا تَرَكْتَنِي، بَعِيداً عَنْ خَلَاصِي عَنْ كَلَامِ زَفِيرِي؟" (مزمور 22 :1) .

إتمامها : وَنَحْوَ السَّاعَةِ التَّاسِعَةِ صَرَخَ يَسُوعُ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ قَائِلاً : إِلهِي إِلهِي، لِمَاذَا تَرَكْتَنِي؟الإنجيل بحسب متّى 27 :46.

النبوّة : يُسقى خلاًّ

" وَيَجْعَلُونَ فِي طَعَامِي عَلْقَماً، وَفِي عَطَشِي يَسْقُونَنِي خَلاًّ " ( مزمور 69 :21) .

إتمامها : " بَعْدَ هذَا رَأَى يَسُوعُ أَنَّ كُلَّ شَيْءٍ قَدْ كَمَلَ، فَلِكَيْ يَتِمَّ الكِتَابُ قَالَ : أَنَا عَطْشَانُ. وَكَانَ إِنَاءٌ مَوْضُوعاً مَمْلُوّاً خَلاًّ، فَمَلَأُوا إِسْفِنْجَةً مِنَ الخَلِّ، وَوَضَعُوهَا عَلَى زُوفَا وَقَدَّمُوهَا إِلَى فَمِهِ " ( يوحنّا 19 :28 و29) .

النبوّة : يتقاسم الجند ثيابه بالقرعة

ي" َقْسِمُونَ ثِيَابِي بَيْنَهُمْ، وَعَلَى لِبَاسِي يَقْتَرِعُونَ " (مزمور 22 :18) .

إتمامها : " ثُمَّ إِنَّ العَسْكَرَ لَمَّا كَانُوا قَدْ صَلَبُوا يَسُوعَ، أَخَذُوا ثِيَابَهُ وَجَعَلُوهَا أَرْبَعَةَ أَقْسَامٍ، لِكُلِّ عَسْكَرِيٍّ قِسْماً. وَأَخَذُوا القَمِيصَ أَيْضاً. وَكَانَ القَمِيصُ بِغَيْرِ خِيَاطَةٍ، مَنْسُوجاً كُلُّهُ مِنْ فَوْقُ. فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ : لَا نَشُقُّهُ، بَلْ نَقْتَرِعُ عَلَيْهِ لِمَنْ يَكُونُ " ( يوحنّا 19 :23-24)

النبوّة : لا تُكسَر عظامه

" يَحْفَظُ جَمِيعَ عِظَامِهِ. وَاحِدٌ مِنْهَالا يَنْكَسِرُ " مزمور 34 :20 ).

إتمامها : "فَأَتَى العَسْكَرُ وَكَسَرُوا سَاقَيِ الأَوَّلِ وَالآخَرِ المَصْلُوبَيْنِ مَعَهُ. وَأَمَّا يَسُوعُ فَلَمَّا جَاءُوا إِلَيْهِ لَمْ يَكْسِرُوا سَاقَيْهِ، لِأَنَّهُمْ رَأَوْهُ قَدْ مَاتَ " (يوحنّا 19 :32-33) .

النبوّة : يُطعَن بحربة

َ" يَنْظُرُونَ إِلَيَّ، الذِي طَعَنُوهُ، وَيَنُوحُونَ عَلَيْهِ كَنَائِحٍ عَلَى وَحِيدٍ لَهُ، وَيَكُونُونَ فِي مَرَارَةٍ عَلَيْهِ " ( زكريّا 12 :10) .

إتمامها : " لكِنَّ وَاحِداً مِنَ العَسْكَرِ طَعَنَ جَنْبَهُ بِحَرْبَةٍ، وَلِلْوَقْتِ خَرَجَ دَمٌ وَمَاءٌ " ( يوحنّا 19 :34).

النبوّة : يموت بين أشرار ويُكرَم عند موته

" وَجُعِلَ مَعَ الأَشْرَارِ قَبْرُهُ، وَمَعَ غَنِيٍّ عِنْدَ مَوْتِهِ " ( إشعياء 53 :9) .

إتمامها :"حِينَئِذٍ صُلِبَ مَعَهُ لِصَّانِ، وَاحِدٌ عَنِ اليَمِينِ وَوَاحِدٌ عَنِ اليَسَارِ.,وَلَمَّا كَانَ المَسَاءُ، جَاءَرَجُلٌ غَنِيٌّ مِنَ الرَّامَةِ اسْمُهُ يُوسُفُ وَكَانَ هُوَ أَيْضاًتِلْمِيذا ليَسُوعَ. فَهذَا تَقَدَّمَ إِلَى بِيلَاطُسَ وَطَلَبَ جَسَدَ يَسُوعَ. فَأَمَرَ بِيلَاطُسُ حِينَئِذٍ أَنْ يُعْطَى الجَسَدُ. فَأَخَذَ يُوسُفُ الجَسَدَ وَلَفَّهُ بِكَتَّانٍ نَقِيٍّ وَوَضَعَهُ فِي قَبْرِهِ الجَدِيدِ الذِي كَانَ قَدْ نَحَتَهُ فِي الصَّخْرَةِ " متّى 27 :38، 57-60 ).
[/

 

tamav maria

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
29 يونيو 2008
المشاركات
10,315
مستوى التفاعل
2,236
النقاط
0

نبوه الثلاثين من الفضة هي من زكريا أم أرميا ؟


قال المعترض: ورد في متى 27: 9 حينئذ تم ما قيل بإرميا النبي القائل: وأخذوا الثلاثين من الفضة ثمن المثمَّن الذي ثمنوه من بني إسرائيل , ولفظ إرميا غلط، فإن العبارة المستشهَد بها هي من زكريا، والأغلب أن عبارة متى كانت بدون ذكر اسم النبي ,

وللرد نقول بنعمة الله :

(1) من اصطلاحات علماء اليهود القديمة أنهم كانوا يقسمون الكتب المقدسة إلى ثلاثة أقسام: القسم الأول شريعة موسى، وكانوا يسمونها الشريعة , والقسم الثاني المزامير ، والقسم الثالث قسم الأنبياء ويُسَمَّى إرميا، من إطلاق إسم سفر من الجزء على الكل, وسبب تسمية قسم الأنبياء إرميا أنهم ذكروا نبواته أول الأنبياء على هذا الترتيب: إرميا وحزقيال وإشعياء، ثم نبوات الأنبياء الصغار الإثنى عشر, فقول متى: تمّ ما قيل بإرميا النبي يشمل زكريا, والعبارة التي استشهد بها هي واردة في زكريا 11: 12 و13,

(2) قُرىء في هذا المكان زكريا لأنه جرت العادة أن يكتبوا كلمة إرميا باللغة اليونانية ايريو وكلمة زكريا زيريو ، وربما نشأ هذا الاختلاف عن ذلك,

(3) ذهب البعض إلى أن إرميا هو الذي تكلم بهذه الكلمات، وأن زكريا نقل عنه, فاستشهاد البشير متى بإرميا هو في محله على أي حالة كانت,

ومعنى عبارة زكريا هو أن الله أمره أن يتوجَّه إلى اليهود بشيراً ونذيراً، فنبذوا كلامه وازدروا به, وطلب منهم أن يعطوه ثمنه أي قيمة أتعابه، أو يلبوا دعوته، ولكنهم ازدروا به وبوظيفته وبالله الذي أرسله بأن أعطوه ثلاثين من الفضة (وهي ثمن العبد والرق), فأمره الله أن يلقي هذا الثمن إلى الفخاري, وعلى هذا المثال سلكوا مع المسيح، فإنه لما أتى رفضوه وأظهروا ازدراءهم به، بأن ثمَّنوه بثمن عبد، فألقى هذا الثمن في الهيكل, وأخذه الكهنة واشتروا به حقل الفخاري وهو لا قيمة له، وهذا يدل على استخفافهم به ورفضهم دعوته

 

tamav maria

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
29 يونيو 2008
المشاركات
10,315
مستوى التفاعل
2,236
النقاط
0
من هم الذين استهزأوا بالسيد المسيح وألبسوه اللباس اللامع ؟

قال المعترض: يُفهم من كلام متى ومرقس أن الذين استهزأوا بالمسيح وألبسوه اللباس كانوا جند بيلاطس لا هيرودس، ويُعلم من كلام لوقا خلاف ذلك, وورد في متى 27: 27 و28 أن عسكر الوالي ألبسوه رداءً قرمزياً، وفي مرقس 15: 16 و17 ألبسه العسكر أرجواناً، وفي لوقا 23: 11 فاحتقره هيرودس مع عسكره واستهزأوا به، وألبسه لباساً لامعاً ورده إلى بيلاطس ,

وللرد نقول بنعمة الله : احتقره عساكر بيلاطس، وكذلك هيرودس وعساكره، لأن حكمة المسيح اقتضت أن لا يشفي غليل هيرودس بعمل معجزة أمامه، لأن غايته كانت التفرّج، لا الوقوف على الحق, واقتصر لوقا على ذكر ما حصل له من الازدراء, وعلى كل حال فلا منافاة بين أقوال الرسل، لأنه لم يقل أحدهم إنه حصلت له إهانة وقال الآخر حصل له تبجيل وتكريم، بل أجمع جميعهم على حصول الإهانة له,

ويذكر متى أن لون رداء المسيح كان قرمزياً، ويذكر مرقس أنه كان من قماش الأرجوان، ويصف لوقا الرداء الأرجواني القرمزي بأنه كان لامعاً
,
 

tamav maria

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
29 يونيو 2008
المشاركات
10,315
مستوى التفاعل
2,236
النقاط
0

هل شرب السيد المسيح الخل أم لا ؟​


قال المعترض: ورد في متى 27: 34 أعطوه خلاً ممزوجاً بمرارة ليشرب، ولما ذاق لم يرد أن يشرب , وورد في آية 48 ركض واحد منهم وأخذ إسفنجة وملأها خلاً وجعلها على قصبة وسقاه , وورد في مرقس 15: 23 وأعطوه خمراً ممزوجاً بمرٍّ ليشرب فلم يقبل , وورد في آية 36 فركض واحد وملأ أسفنجة خلاً وجعلها على قصبة وسقاه، وفي لوقا 23: 36 والجند استهزأوا به، وهم يأتون ويقدمون له خلاً وفي يوحنا 19: 28-30 إن المسيح قال: أنا عطشان، وكان إناءٌ موضوعاًمملوءاً خلاً، فملأوا إسفنجة من الخل ووضعوها على زوفا وقدموها إلى فمه، فلما أخذ يسوع الخل قال: قد أُكمل ,



وللرد نقول بنعمة الله : قُدِّم الخل للمسيح مرتين، في الأولى قدموا له خلاً ممزوجاً بمر، فإنه كانت عادتهم أن يقدموا لمن حُكم عليه بالإعدام هذا الخل الممزوج بالمر ليغيّبه عن الوعي، لتخفيف آلامه, فالمسيح رفض ذلك، لأنه أراد أن يكون يقظاً، ينطق بكلماته السبع على الصليب، ولأنه أتى ليتألم ويحمل في جسده العقاب الذي كنا نستوجبه بسبب خطايانا, أما في المرة الثانية فعطش من شدة الألم على الصليب، فأعطوه خلاً من مشروب العساكر فشربه

 

tamav maria

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
29 يونيو 2008
المشاركات
10,315
مستوى التفاعل
2,236
النقاط
0

عنوان الصليب في الأناجيل الأربعة مختلف


قال المعترض : العنوان الذي كتبه بيلاطس ووضعه على الصليب في الأناجيل الأربعة مختلف، ففي متى 27: 37 يسوع ملك اليهود وفي مرقس 15: 26 ملك اليهود وفي لوقا 23: 38 هذا هو ملك اليهود وفي يوحنا 19: 19 يسوع الناصري ملك اليهود , وهذا تناقض ,

وللرد نقول بنعمة الله : ذكر جميع البشيرين كلمة ملك اليهود ، لأنه هو موضوع اتهام اليهود، فإنهم اتخذوا ذلك حجة في صلبه, أما كونه ناصرياً، أو أنه سُمي يسوع أي المخلص، فلم يتخذوه سبباً في صلب المسيح، ولكن الدعوة المهمة هي ادعاء المُلك, فلو ضرب أحد البشيرين عنه صفحاً لساغ الاعتراض,

وكان أول معترض بهذا الاعتراض شخص من الكفرة اسمه توماس بين، وهو أمريكي مؤلف كتاب حقوق الإنسان , فردّ عليه أحد العلماء قائلاً: إن الخلاف الموجود في الأناجيل لفظي، ناشيء عن كتابة هذا العنوان بالعبرية واليونانية واللاتينية, ومع أن معناها واحد إلا أن الترجمة لا تسلم من الاختلاف اللفظي, فإذا فرضنا أن المقادير قضت عليك بأن يشنقك روبسبير وكتب فوق المشنقة باللغات الفرنسية والإنكليزية والألمانية توماس بين الأمريكي مؤلف حقوق الإنسان , وشاهد أربعة أشخاص إنفاذ الحكم بالإعدام، ورووا هذه الحادثة، وكتبوا ملخص تاريخك بعد وفاتك بعشرين سنة، فقال أحدهم إن توماس شُنق، وكان عنوان المشنقة هذا هو توماس بين مؤلف حقوق الإنسان وقال الثاني كان عنوانها مؤلف حقوق الإنسان وقال الثالث كان عنوانها هذا هو مؤلف حقوق الإنسان وقال الرابع كان عنوانها توماس بين الأمريكي مؤلف حقوق الإنسان - فهل يرتاب أحد في صحة تأليفهم لتاريخك؟ لا نظن ذلك, فكذلك الحال هنا فإن الله يخاطبنا حسب الطرق المصطلح عليها بين الناس ,ومن هنا يتضح أن دأب المعترض نقل اعتراضات الكفرة وغض الطرف عن الردود عليها,
 

tamav maria

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
29 يونيو 2008
المشاركات
10,315
مستوى التفاعل
2,236
النقاط
0

اللصين اللذين صُلبا مع السيد المسيح هل كانا يعيّرانه ؟
قال المعترض: قال متى 27: 44 ومرقس 15: 32 إن اللصين اللذين صُلبا معه كانا يعيّرانه، وقال لوقا إن أحدهما عيّره وأما الآخر فزجر رفيقه وقال ليسوع: اذكرني يارب متى جئت في ملكوتك , فقال له يسوع: إنك اليوم تكون معي في الفردوس (لوقا 23: 42 و43), وهذا تناقض ,

وللرد نقول بنعمة الله : اشترك اللصان أول الأمر في التعيير، ولكن لما اقتنع أحدهما بما رآه في يسوع المسيح من الوداعة والحلم، وتذكر ما صنعه من المعجزات الباهرة، اعترف بذنبه وأقرّ بقوة المسيح له المجد, ولكن قال بعض العلماء: اشتهر في اللغة العبرية إقامة الجمع مقام المفرد، وجرى البشير متى على هذه الطريقة، فقال في موضع آخر كما هو مكتوب في الأنبياء، ومراده نبي واحد
 

tamav maria

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
29 يونيو 2008
المشاركات
10,315
مستوى التفاعل
2,236
النقاط
0
صرخ السيد المسيح على الصليب

قال المعترض
: ورد في متى 27: 46 ونحو الساعة التاسعة صرخ يسوع بصوت عظيم قائلاً: إيلي، إيلي، لما شبقتني، أي إلهي إلهي، لماذا تركتني؟

وفي مرقس 15: 34 إلُوي إلوي لما شبقتني، الذي تفسيره إلهي إلهي لماذا تركتني

وفي لوقا 23: 46 ونادى يسوع بصوت عظيم وقال: يا أبتاه في يديك أستودع روحي , وهذا تناقض ,

وللرد نقول بنعمة الله : لما كان المسيح على الصليب صرخ مرتين، المرة الأولى كان صراخ التوجع من آلام الصلب، والمرة الثانية صراخ تسليم الروح, ففي المرة الأولى ذكر الآية الواردة في مزمور22: 1 وهي إلهي إلهي لماذا تركتني؟ لأنه كان إنساناً مثلنا في كل شيء، ماعدا الخطية, فلما جلدوه وضربوه واستهزأوا به وعيّروه، تألم من ذلك كإنسان, ومما زاد توجّعه وتألمه أنه حمل خطايانا على جسده, قال إشعياء النبي في 53: 4 ، 5 لكن أحزاننا حملها وأوجاعنا تحمّلها، ونحن حسبناه مصاباً مضروباً من الله ومذلولاً، وهو مجروح لأجل معاصينا، مسحوق لأجل أثامنا, تأديب سلامنا عليه وبحُبُره شُفينا , وصار ذبيحة عن خطايانا كما في غلاطية 3: 13 وفي 2كورنثوس 5: 21 لأنه جعل الذي لم يعرف خطية خطيةً لأجلنا (أي ذبيحة خطية) لنصير نحن برّ الله فيه , فشدة آلام المسيح ناشئة عن وضع خطايانا عليه، فهذا هو صراخ التوجّع، وقد ذكره متى ومرقس، بل قالا أيضاً إنه صرخ مرة ثانية وأسلم الروح, أما لوقا فذكر توجّعه وتألمه (وهو لا ينافي أنه صرخ في أثناء ذلك) ثم قال لوقا إنه قبل أن أسلم الروح صرخ قائلاً: في يديك أستودع روحي
 

tamav maria

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
29 يونيو 2008
المشاركات
10,315
مستوى التفاعل
2,236
النقاط
0

خلص آخرين و اما نفسه فلم يقدر ان يخلصها ( مت 27 : 42 )​

سؤال : إذ كان هو المسيح فلماذا لم يخلص نفسه، حين كان الشعب واقفين ينظرون والرؤساء يسخرون منه معهم قائلين : قد خلص آخرين فيلخص نفسه إن كان هو مسيح الله المختار حقاً. فلماذا لم يخلص نفسه إذا كان إلهاً ؟.

التعليق : إن صلب السيد المسيح لم يكن مجرد غلطة رهيبة، أو إساءة للعدل شنيعة، أو مهزلة قضائية مروعة، فليس الرومان من قتلوا المسيح، ولا اليهود، بل أن المسيح هو من "وضع حياته" وقد أكد أن له سلطاناً أن يفعل ذلك وأن يسترد حياته أيضاً (يو10 :17-18) .. فلم يكن صلب المسيح حادثاً عرضياً ، بل إنه الحدث المركزى فى التاريخ كله. إنه المفتاح الذى لابد منه لفهم المسيحية على حقيقتها، كما أنه المفتاح للأجوبة على الأسئلة الاساسية "من أنا؟ من أين جئت؟ إلى أين أنا ذاهب؟ ولماذا؟ ".

"كان المجتازون يجدفون عليه وهم يهزون رؤوسهم قائلين : يا ناقض الهيكل وبانيه فى ثلاثة أيام خلص نفسك، أن كنت ابن الله فانزل عن الصليب. وكذلك رؤساء الكهنة أيضاً وهم يستهزئون مع الكتبة والشيوخ قالوا: خلص آخرين وأما نفسه فما يقدر أن يخلصها. إن كان هو ملك إسرائيل فلينزل الآن عن الصليب فنؤمن به. قد اتكل على الله فلينقذه الآن إن آراده. لأنه قال أنا ابن الله" (مت 27 :39-43)، و أيضاً (مر 15 :29-33 ، لو 23 :35 –40 ) .

إن هذا الادعاء ليس بجديد؛ فقد قاله المجدفون والمستهزئون للسيد المسيح نفسه، وقد قاله الشيطان للمسيح وقت التجربة (مت4 :3، 6 ) .

إن المدعين هنا "علقوا تصديقهم أن المسيح ابن الله على نزوله عن الصليب، ولكن إن كانت كل المعجزات التى أتاها لم تبرهن لهم على صحة تلك القضية، فكيف تثبتها هذه المعجزة الوحيدة. نعم إن المسيح لم يفعل لهم هذه المعجزة التى طلبوها، ولكن أتاهم بأعظم منها، وهى قيامته من القبر، لأن الانتصار على الموت بعد حدوثه هو أعظم من الهرب منه بنزوله عن الصليب، وأكثر الناس كهؤلاء المجدفين يرغبون فى مخلص لا صليب له .. ظنوا عدم تخليصه نفسه هو نتيجة عجزه واستنتجوا من هذا العجز أن كل ما أظهره من المعجزات هو خداع وسحر لم ينتفع بها فى أشد الحاجة إليهما. فما أبعد ظنهم عن الحقيقة، لأن علة عدم تخليص نفسه هو إرادته أن يخلص الآخرين " .والتساؤل هنا:هل لو خلص المسيح نفسه ونزل من على الصليب كان اليهود يؤمنون؟

أقول بكل تأكيد : لا. فلقد سبق أن أوضح السيد المسيح ذلك فى مثل الغنى ولعازر (لو 16 :19-31)؛ فعندما طلب الغنى من إبراهيم أن يرسل لعازر إلى إخوته الخمسة، حتى لا يأتوا إلى موضع العذاب، قال له : عندهم موسى والأنبياء ليسمعوا منهم. وعندما قال له : إذا مضى إليهم واحد من الأموات يتوبون، قال له : إن كانوا لا يسمعون من موسى والأنبياء ولا إن قام واحد من الأموات يصدقون .

بل إن قيامة لعازر من الموت كانت، سبباً فى تآمر الفريسيين على المسيح لا سبباً فى إيمانهم به، وعند موت السيد المسيح "القبور تفتحت وقام كثير من أجساد القديسين الراقدين وخرجوا من القبور بعد قيامته،ودخلوا المدينة المقدسة، وظهروا لكثيرين"(مت27 :52-53).

وليس فى الكتاب ما يفيد أن شخصاً واحداً آمن نتيجة لقيامتهم.

إن الأعمى لا ينفعه تغيير الألوان ما دام لا يقدر أن يرى، والذين يحكمون على أنفسهم بالعمى الروحى لا ينفعهم المزيد من الشهود ماداموا لا يريدون أن يؤمنوا " .

لقد قالوا، أو ربما وعدوا، أنهم سوف يؤمنون به لو نزل من على الصليب، لكننا نقول بكل إيمان نحن نؤمن به مسيحاً لأنه لم ينزل من على الصليب .

ثم نحن بدورنا نتساءل لماذا لم يخلص المسيح نفسه؟... ونجيب :

أ - لأنه لهذا قد جاء، وقد سبق وأخبر بذلك كثيراً (مت 16 :17 ،20 .. الخ ) .

ب
- لأن فى الصليب إعلاناً لمحبة الله المتجسدة (يو3 :16 ) .

جـ- لأنه مسيح بالصليب؛ فقد أتى ليبذل نفسه فدية عن الآخرين .

د - لأنه لا يفعل معجزاته إرضاء لرغبات الآخرين، وهو خاضع لأوامرهم وشهواتهم الكاذبة، بل يفعلها فى الوقت المناسب ولهدف معين .

 

tamav maria

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
29 يونيو 2008
المشاركات
10,315
مستوى التفاعل
2,236
النقاط
0
كما أننا نتسأل هل أراد االمسيح أن يخلص نفسه ولم يقدر ؟
سؤال : يعود البعض و يتساءلون : ماهى الوسيلة التى كان من الممكن أن يلجأ إليها المصلوب فى ذلك الوقت، والتى تتناسب مع عدله وعظمته للنجاه من الصليب ؟ وما هى النتيجة التى تعود على البشرية بعد ذلك ؟

التعليق : لو أراد السيد المسيح النجاة من الصلب والموت، لكان هناك آلاف الوسائل التى كان فى إمكانه استخدامها دون اللجوء للطرق التى لا تليق بعظمته وجلاله، والتى تؤدى بالبشرية إلى الضلال. فكان يرفع إلى السماء بصورة جلية واضحة أمام الجميع، كما فعل مع أخنوخ (تك5 :24)، وإيليا (2مل2 :5-11) .. فيتمجد الله أمام الجميع، ولا يقع الشعب فى ضلاله كبرى .. ولكن أرادة الله كانت أن يقدم المسيح ذاته فداء للبشرية .
 

tamav maria

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
29 يونيو 2008
المشاركات
10,315
مستوى التفاعل
2,236
النقاط
0

من هم شهود الصلب​
؟

سؤال : قال احد الكتاب : جاء فى إنجيل مرقس الإصحاح (14 :27) قال المسيح : "أن كلكم تشكون فى هذه الليلة".. ثم ذكر ما جاء فى مرقس الإصحاح (14 :50) "فتركه الجميع وهربوا " . ويضيف قائلاًً .. لقد خذله الحواريون؛ فمن كان شهود الصلب ؟ .

التعليق : لقد أعلن الوحى الإلهى أن "تقوم كل كلمه على فم شاهدين أو ثلاثة" (مت 18 :16) وأيضاً (2كو 13 :1). وفى إثباتنا لحقيقة أن المصلوب هو رب المجد يسوع المسيح نقدم شهود حوادث الصلب من ساعة القبض عليه وحتى قيامته من الأموات .

أ- شهود العيان أثناء القبض على السيد المسيح :

كان التلاميذ مع السيد المسيح فى البستان عندما جاء الجنود للقبض عليه (مت26 :45-50) وقدم السيد المسيح نفسه للجنود طالباً منهم أن يدعوا تلاميذه يذهبون (يو18 :8-9). ونرى فى المشهد القديس بطرس الرسول يستل سيفه ويقطع أذن عبد رئيس الكهنة (يو18 :10).

فالتلاميذ الذين سجلوا لنا فيما بعد فى الأناجيل والرسائل كانوا شهود عيان لعملية القبض على المسيح. فكيف نشكك فى شهادة شهود العيان ونصدق أقولاً تقال بغير دليل؟ ونجد فى المشهد أيضاً يهوذا، التلميذ الخائن، يقود شرذمة من الجنود للقبض على المسيح، ولست أدرى كيف تحول المرشد والدليل إلى شخص مقبوض عليه. إنه لشئ مستحيل أن يخطئ الجنود فيقبضوا على يهوذا السائر معهم بدلاً من السيد المسيح .

ب- شهود العيان أثناء المحاكمة :


التلاميذ : بعد القبض على السيد المسيح اقتادوه إلى دار رئيس الكهنة، وقد ذهب إلى هناك تلميذ كان محبوباً ومقرباً لدى المسيح، وهو يوحنا وكان معروفاً عند رئيس الكهنة (يو 18 :15). وأيضاً القديس بطرس، وقد تبعه من بعيد. فوجودهما يؤكد أن هذا الشخص هو المسيح .

وقد قال القديس يوحنا "الذى رأيناه بعيوننا، الذى شاهدناه ولمسته أيدينا" (1يو1 :1) وقد نظر السيد المسيح إلى القديس بطرس بعد أن أنكره نظرة عتاب، فخرج إلى خارج وبكى بكاء مراً (مت 26 :75). فلو أن المقبوض عليه كان شخصاً غير السيد المسيح، ما الذى يدفع بطرس إلى البكاء؟ وهل عندما التقت العيون، لم يكن فى إمكان بطرس أن يتعرف على هذا الشخص لو لم يكن هو المسيح، ولاسيما أن يهوذا شخص معروف لديه ؟

وهل لم يكن لدى يوحنا التلميذ المحبوب والذى كان قريباً جداً منه قدرة على تمييز شخصه.

2- رؤساء الكهنة والكتبة والشيوخ :

كان السيد المسيح فى الهيكل عديداً من المرات محاوراً ومعلماً وموبخاً . وهذا يؤكد أنه كان شخصية معروفة لدى الكثيرين منهم، وحيث أن السيد المسيح قد حوكم لفترة طويلة أمامهم، فلو أن هذا الشخص لم يكن السيد المسيح لأمكنهم اكتشاف ذلك بسهولة .

3- الشهود الذين شهدوا عليه زوراً :

عند محاكمة السيد المسيح "تقدم شاهدا زور وقالا : هذا قال إنى أقدر أن أنقض هيكل الله وفى ثلاثة أيام أبنيه" (مت 26 :60-61 ) .

ومما لا شك فيه أن هذين الشاهدين قد سمعا يسوع فى الهيكل عندما تفوه بهذا القول ولكنهما شوها هذا القول وقدماه بما يخدم الإتهام المطلوب. ورغم هذا فهما قد عرفا المسيح وسمعاه، فإذا لم يكن هو الماثل أمامهما لكانا قد عرفاه .

4- شهود عيان لأحداث ما قبل الصلب

بعد المحاكمة الدينية أمام حنان وقيافا والسنهدريم، ثم المحاكمة المدنية أمام بيلاطس، صدر الحكم بصلب المسيح. وهناك عدة أمور قد حدثت منها نستطيع أن نعرف شخص المصلوب :



طبقاً لقانون الجزاء الرومانى كان المصلوب يحمل آلة عذابه وموته، ويطاف به وهو حامل صليبه فى شوارع المدينة ليكون عبرة للآخرين. وقد أخذوا المسيح ومضوا به "فخرج وهو حامل صليبه إلى الموضع الذى يقاله له موضع الجمجمة ... حيث صلبوه .. وكتب بيلاطس عنوانا ووضعه على الصليب وكان مكتوباً: يسوع الناصرى ملك اليهود. فقرأ هذا العنوان كثيرون من اليهود، لأن المكان الذى صلب فيه يسوع كان قريباً من المدينة. وكان مكتوباً بالعبرانية واليونانية واللاتينية" (يو 19 :17-20 ) .

- من هنا نرى أن المسيح، وهو حامل صليبه إلى خارج المدينة (عب 13 :12 ) ، رآه الكثيرون ومن المؤكد أن بعضهم قد عرفه وتعرف عليه. ثم أن المكان الذى صلب فيه كان قريباً من المدينة. فهل عميت عيون الجميع فلم يعرفوا هل هذا يسوع المسيح أم يهوذا الإسخريوطى ؟

النسوة الباكيات على المصلوب:

"وتبعه جمهور كثير من الشعب والنساء اللواتى كن يلطمن أيضاً وينحن عليه، فإلتفت يسوع وقال: يا بنات أورشليم لا تبكين على بل ابكين على أنفسكن وعلى أولادكن .. لأنه إن كانوا بالعود الرطب يفعلون هذا فماذا يكون باليابس" (لو 23 :27 ،28 ،30 ) .

لقد تبع يسوع - وهو حامل صليبه - جمهور كثير من الشعب والنساء، فهل فى كل هذا الجمهور لم يوجد شخص يستطيع أن يعرف هل هذا هو المسيح أم شخص آخر غيره ؟

- وعندما تحدث إلى النسوة، هل لم يستطع الجمهور أن يميز صوته الذى قد سمع كثيراً من خلال عظاته وتعاليمه، وأعتقد أن يسوع كان له صوت مميز بدليل أن مريم المجدلية لم تتعرف عليه عند قيامته، ولكن عندما خاطبها يا مريم، عرفته من صوته (يو 20 :16 )

ما قاله الشخص المصلوب هنا هو نبوة عن خراب أورشليم بعد أربعين سنة. وكما كان الرومان آلة بيد اليهود لموت المسيح (العود الرطب)، سيكون الرومان أنفسهم أيضاً آلة بيد الله للانتقام وإحراق العود اليابس (اليهود ) .





5- شهود الصلب :

كان عند الصليب أحباء المسيح وأعداؤه، وهم شهود عيان لما حدث :

1- تلاميذه وأحباؤه :


" كانت واقفات عند صليب يسوع أمه وأخت أمه مريم زوجة كلوبا ومريم المجدلية، فلما رأى يسوع أمه والتلميذ الذى كان يحبه واقفاً، قال لأمه : يا امرأة هوذا ابنك ثم قال للتلميذ : هوذا أمك. ومن تلك الساعة أخذها التلميذ إلى خاصته" (يو 19 :25-27 ) .

فإذا جاز الخطأ والإشتباه على الغرباء، فهل يجوز على الأقارب والأحباء؟ هل يجوز الخطأ على العذراء مريم، فلا تتعرف على ابنها. اعتقد أن هذا مستحيل. ويوحنا، وقد كلمه المصلوب وسلمه أمه، يسجل لنا كشاهد عيان لموت المسيح على الصليب، هذا القول "والذى عاين شهد وشهادته حق وهو يعلم أنه يقول الحق لتؤمنوا أنتم" (يو 19 :35 ) .

2- الكهنة والكتبة والمارة والمجدفون :

" كان المجتازون يجدفون عليه وهم يهزون رؤوسهم قائلين: يا ناقض الهيكل وبانيه فى ثلاثة أيام خلص نفسك. إن كنت ابن الله فإنزل عن الصليب. وكذلك رؤساء الكهنة أيضاً وهم يستهزئون مع الكتبة والشيوخ قالوا: خلص آخرين وأما نفسه فما يقدر أن يخلصها. إن كان هو ملك إسرائيل فلينزل الآن عن الصليب فنؤمن به" (مت 27 :39-42) وأيضاً (مر 15 :29-31، لو 23 :35-37 ) .

فهل لم يتصادف أن يكون بين هؤلاء شخص واحد يستطيع أن يتعرف على المصلوب إذا لم يكن هو المسيح ؟

3- قائد المئة والذين معه من الجنود :

هل لم يكن أحد منهم عارفاً السيد بالمسيح؟ أن قائد المئة عندما رأى ما رافق الصلب من أحداث ارتبطت بشخص المسيح قال: "حقاً كان هذا ابن الله" (مت 27 :54). ثم أن رفض المصلوب أن يشرب المخدر يؤكد أنه هو المسيح . "ولما أتوا إلى موضع يقال له الجلجثة، وهو يسمى موضع الجمجمة، أعطوه خلاً ممزوجاً بمرارة ليشرب. ولما ذاقه لم يرد أن يشرب" (مت 27 :33-34 ) .

" كانت العادة عند اليهود،كما كانت عند سائر الشعوب القديمة، أن يعطى المحكوم عليه بالموت شراباً مخدراً، يلطف من ألمه، ذلك هو الشراب الذى ذكره متى، أن المسيح ذاق ولم يرد أن يشرب، لأنه أخذ على نفسه أن يشرب الكأس التى أرادها له الآب لتكون للفداء " .

6- شهود العيان لعملية الدفن :

بعد موت المسيح تقدم يوسف الرامى وطلب جسد المسيح لتكفيه ودفنه (مر15 :42-43). وكانت الشريعة الرومانية تبيح أن تعطى أجساد المحكوم عليهم لمن يطلبها ليقوم بدفنها. وأخذ يوسف الرامى ونيقوديموس جسد يسوع ولفاه فى أكفان مع أطياب وحنوط وتم دفن الجسد فى قبر يوسف الرامى (مت 27 :57-61، مر 15: 42-47، لو 23 :50-56، يو 19: 38-42 ) .

فهل هذان أيضاً عميت عيونهما فلم يفرقا بين المسيح ويهوذا؟ أم أنهما اشتركا فى الخدعة وقاما بتكفين جسد يهوذا على أنه هو المسيح؟ أن الصفات التى ذكرت عنهما فى الكتاب تجعلهما بمنأى عن هذه الشبهات. فيوسف الرامى، تلميذ ليسوع (مت 27 :57) وهو مشير شريف (مر 15: 43) وكان رجلاً صالحاً باراً (لو 23: 50)، أما نيقوديوس فهو فريسى رئيس لليهود ومعلم إسرائيل (يو3 :1 ،10 ) .

7- شهود العيان لظهورات المسيح بعد القيامة من الموت :


لو كان المصلوب هو يهوذا أو أى شخص آخر، لم يكن هناك قيامة من الموت إلا يوم البعث والحساب. ولكن لأن المصلوب هو السيد المسيح الذى سبق وأعلن لتلاميذه مرات أنه سوف يصلب وفى اليوم الثالث يقوم (متت 16 :21، 17 :9، 20: 17-19، يو2 :18-20)، فقد قام من الموت (مت 28 : 6-7، مر 16 :6، لو 24 :7، يو 20 :9). وقد شهد لحقيقة قيامته كثيرون؛ فقيامة المصلوب من الموت وظهوره لشهود عيان كثيرين يعرفونه تمام المعرفة يؤكد أن المصلوب هو السيد المسيح .

 
أعلى