تأملات وحكم

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
286 - النفس العطشانة

مِيَاهٌ بَارِدَةٌ لِنَفْسٍ عَطْشَانَةٍ ، الْخَبَرُ الطَّيِّبُ مِنْ أَرْضٍ بَعِيدَةٍ. ( أمثال 25-25 ). فعلى الرغم من خيبات الأمل الشخصية والشرور التي نشاهدها في هذا العالم ، ليست الحياة مجرد سلسلة من الصدف.
إن إلهنا ممسك كليا بزمام السيطرة، جاعلا حتى غضب الانسان يساهم في إتمام مقاصده الحكيمة والمحبة. فالإيمان بمن مات على صليب الجلجثة وقام حيا من القبر، إنما هو الترياق الشافي من اليأس القتّال والاحباط الفتّاك. ولنا في الايمان بربنا يسوع المسيح سبب واقعي للرجاء. فالرب يسوع المسيح حي ، هذا هو الخبر الطيب الذي علينا ان ننشره في العالم أجمع . وذلك هو الخبر الطيب الذي لنا أن نبتهج به ونحن نذيعه للأخرين. إنه الحل الصحيح لكل ألغاز الحياة. فهل تقوم بهذه المهمة الرائعة التي وكّلنا فيها رب المجد !!!
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
287 - غزا الانسان الجو واعتلى السحاب وصنع لنفسه اجنحة وطار في الهواء . حين بدأ يعد نفسه ليطير اختار اخف المواد لصناعة الاجنحة وفشل ثم تقدم في ابحاثه وصنع الالات الضخمة التي رفعته وطارت به . وكلما نظرنا الى الطائرات المصنوعة من الحديد والمعادن الثقيلة تعجبنا . كيف يطير الحديد ؟ كيف تطير الاطنان الثقيلة والاجنحة العريضة ؟ الذي يرفع الاثقال الى الفضاء اجنحة طويلة عريضة وثقيلة ايضا ً . العصفور صغير الحجم جناحاه صغيران ، النسور الضخمة اجنحتها ايضا ً ضخمة . يقول اشعياء النبي " وَأَمَّا مُنْتَظِرُو الرَّبِّ فَيُجَدِّدُونَ قُوَّةً. يَرْفَعُونَ أَجْنِحَةً كَالنُّسُورِ " ( اشعياء 40 : 31 ) . جناحا النسر يزنان مثل وزنه واحيانا ً يكونان اكثر ثقلا ً من كل وزنه ولانهما كبيران عريضان ممتلآن بالعضلات القوية والريش الكثيف فهما يحملان النسر الى الاجواء العالية وينقلانه الى قمم الجبال . ويعد الرب منتظريه بتجديد القوة ، ويعد الله اولاده باجنحة كالنسور . قد يضع الله على كتفيك اثقالا ً ومهام ومسؤوليات جسام وقد تتصور أن ذلك سوف يعيبك ويتعبك ويقيد حركتك . هذه الاثقال والاعمال والمسؤوليات والمهام مثل اجنحة النسور يضعها الله على كتفيك لترفعك الى اعلى وتطير بك في الفضاء . كلما زاد العمل ، زاد النشاط . كلما زادت الاعباء زادت القدرة على الانجاز . هكذا يعدنا الله ، يقوي ويعضد ويؤهل ويجدد . " يُعْطِي الْمُعْيِيَ قُدْرَةً ، وَلِعَدِيمِ الْقُوَّةِ يُكَثِّرُ شِدَّةً . اَلْغِلْمَانُ يُعْيُونَ وَيَتْعَبُونَ ، وَالْفِتْيَانُ يَتَعَثَّرُونَ تَعَثُّرًا . وَأَمَّا مُنْتَظِرُو الرَّبِّ فَيُجَدِّدُونَ قُوَّةً . يَرْفَعُونَ أَجْنِحَةً كَالنُّسُورِ . يَرْكُضُونَ وَلاَ يَتْعَبُونَ . يَمْشُونَ وَلاَ يُعْيُونَ ." ( اشعياء 40 : 29 – 31 ) . الاثقال التي يضعها الله على اكتافنا أجنحة نسور ترفعنا الى اجواء الشركة ، كلما زاد ثقلها علينا كلما زاد انجازنا لخطة الله لنا وعملنا لكي نمجّد الله أبانا . كلما ضممناها الى قلوبنا كما يضم الطير جناحيه ، كلما تحولت الى اجنحة ترفعنا .
عندما يثقل حملك ، حين يتعثر عليك رفعه ، ارفع عينيك نحو الله فيملأ جناحيك بالقوة فيهون الثقل ويخف وترفعه برضى ً وفرحة . كل ثقل يضعه الله عليك يخف وزنه ويسهل حمله . كل ثقل يحيك الله خيوطه حولك يؤول لك الى البركة .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
288 - يقول الله في سفر اشعياء النبي 48 : 10 " هأَنَذَا قَدْ نَقَّيْتُكَ وَلَيْسَ بِفِضَّةٍ . اخْتَرْتُكَ فِي كُورِ الْمَشَقَّةِ . (اخترتك ) ما اجملها من كلمة وما اروعها من حقيقة . هو ينظر ويختار وينتقي . ويقول المسيح " لَيْسَ أَنْتُمُ اخْتَرْتُمُونِي بَلْ أَنَا اخْتَرْتُكُمْ ، وَأَقَمْتُكُمْ لِتَذْهَبُوا وَتَأْتُوا بِثَمَرٍ ، وَيَدُومَ ثَمَرُكُمْ " ( يوحنا 15 : 16 ) . ( اخترتكم ) مرة اخرى نفس الكلمة ، ما اجملها واروعها ، ينظر ويختار وينتقي . وهو لا يختار الافضل والاحسن والاعظم . هو يختار ليجعل الافضل والاحسن والاعظم . بل هو يختار جهال العالم ليخزي الحكماء وضعفاء العالم ليخزي الاقوياء وادنياء العالم ليبطل الموجود ويجعل الجهال احكم الحكماء والضعفاء اقوى الاقوياء والادنياء اعظم العظماء . واختياره هذا لا يعتمد على فضل فينا ولا على عمل قمنا به في وقت من الاوقات . هو اختارنا فيه قبل تأسيس العالم ، قبل ان يكون هناك عدد يختار منهم ، اختارنا لنكون قديسين وبلا لوم قدامه في المحبة ، اختارنا ليقدسنا ويطهرنا ويبررنا " إِذْ سَبَقَ فَعَيَّنَنَا لِلتَّبَنِّي بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ لِنَفْسِهِ ، حَسَبَ مَسَرَّةِ مَشِيئَتِهِ ، لِمَدْحِ مَجْدِ نِعْمَتِهِ " ( افسس 1 : 5 ) . فاذا ما مررت في تجربة رهيبة حين تجد نفسك في وسط اتون الشدة والالم واذا ما حلت عليك الاحزان والمحن ، حين تتراكم عليك البلايا ، حين يربض عليك الكرب ، اعلم ان الله قد اختارك واطمأن انك ضمن مختاريه المقدسين المفروزين . تمسك بوعده ولا تعبأ بالحزن والبلوى ، لا تهتم بالتجارب ولا تهتز بالشدائد . ليحل الفقر ما شاء ، لتجف الارض ليتوقف المطر ، لتأتي الفاقة والعوز . انت مختار الله ، ومختار الله لا يحل به جوع ولا عطش ولا فقر . ليأتي المرض ان اراد ، ليهزل البدن ، ليعجز الجسد ، ليخر العود وينهار . انت مختار الله ، ومختار الله لا يخاف الوهن والمرض والعجز والموت . ربما يحوم الموت ويصول ويجول ، لتنهمر الدموع وترتجف القلوب . انت مختار الله ، ومختار الله ان سار في وادي ظل الموت لا يخاف شرا ً . إن خلا البيت من الطعام فلا تخشى شيئا ً ، الله اختار بيتك لسكناه . إن مس جسدك مرض لا تخشى شيئا ً ، الله اختار جسدك ليقدسه . إن هاجمك الموت لا تخشى شيئا ً ، الله الحي يحيا فيك ويحييك . هو معك ، هو يعزيك ، هو فيك ، هو يقويك ، هو حولك يحميك . اسمع صوته وهو يقول لك " لاَ تَخَفْ لأَنِّي مَعَكَ " .
 

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
كل تأملات حضرتك مليانة بالتعزيات والرجاء...
ربنا يعوضك يا أستاذنا
أذكرنى فى صلواتكم
آمين
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
كل تأملات حضرتك مليانة بالتعزيات والرجاء...
ربنا يعوضك يا أستاذنا
أذكرنى فى صلواتكم
آمين
شكرا ABOTARBO
الرب يباركك
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
289 - نجد انفسنا نهبط منزلقين نحو خطر مندفعين اتجاه مصير تعس ، ساقطين في هاوية ، او نرى حولنا السنة نار ترتفع ومتاعب تهاجم ومشقات وتجارب تضرب وتحاك . أويكون لدينا احتياج لشيء ينقصنا او عائق يعجزنا او نحيا في عناء وفقر وعوز او نتمنى ان نحصل على طلبة نهفو اليها او تتحقق لنا رغبة نحيا على امل الحصول عليها ونرفع قلوبنا وطلباتنا الى فوق الى من يقدر ان يحمينا ويشفينا ويسدد احتياجنا ويوفر رغباتنا ، وتصعد صلواتنا الى اعلى الى حيث مخازن الله عامرة بالخير والبركة والقدرة والقوة ، وننتظر ويطول انتظارنا ونتعجب ونتحير ثم نشك ونتألم ثم نشكو ونتذمر ، لماذا يا رب الا ترى الخطر يحيط بنا ؟ الا يهمك ان نسقط ونضيع ونهلك ؟ لماذا يا رب ؟ الا تسمع العاصفة تصخب حولنا ؟ الا يزعجك عذابنا ؟ الا ترحم معاناتنا ؟ لماذا يا رب الا تشاهد فقرنا ؟ الا تراقب فاقتنا ؟ الا تسد جوعنا وتروي عطشنا ؟ لماذا يا رب الا تلاحظ اشواقنا وتلمس انتظاراتنا ؟ الا تحب ان تحقق تطلعاتنا ؟ وإذا بالسماء ساكتة ، وإذا بصدى اصواتنا كأنه اصطدم بابواب النحاس موصدة ، ولا نرى وجه الله ، لا نحس بوجوده ، كأنه ابتعد عنا واختفى ، ادار رأسه بعيدا ً عنا . لماذا ؟ اين هو ؟ الا يسمع ؟ أو كما قال إرميا النبي " الْتَحَفْتَ بِالسَّحَابِ حَتَّى لاَ تَنْفُذَ الصَّلاَةُ. " ( مراثي إرميا 3 : 44 ) . هل هذا هو الهنا الذي نعرفه ؟ يلف نفسه وسط السحاب بعيدا ً ولا يجيبنا ؟ ام ذلك كله بسببنا نحن ؟ هل صلاتنا فاترة ؟ هل اصواتنا خفيفة خافتة ؟ او بسبب ايمان ضعيف عاجز ؟ هل لضعف ايماننا ؟ او لشر كامن ٍ في قلوبنا ؟ قد يكون ذلك بعض الاسباب لعدم سماع الله لنا وتحول نظره عنا ، وقد لا يكون غير ذلك ابدا ً ، قد يكون لأن ايماننا قوي ويريد الله ان يمتحنه . كان ايمان ايوب قويا ً وقبل الله ان يجعله يمر في تجارب عنيفة ليؤكده . حين يداهمك خطر وتصرخ ولا تجد لصراخك فائدة . حين تحيط بك آلام وتستنجد ولا تجد من منجدا ً او معينا ً . حين يلح عليك احتياج وتدعو ولا تجد من يسمع ويجيب . حين تهفو الى رغبة و بركة وتمد يدك وتبقى فارغة . لا تتصور ان الله لا يسمع ولا يبالي ، هو يسمع وهو يبالي . الله لا يرفض صلاة . الله لا يخيّب رجاء . قل له لتكن مشيئتك يا الله إذ يليق بك ان تتصرف بخليقتك كما تشاء .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
290 - الامبراطورية الرومانية كانت اقوى واعنف واقسى واعتى الامبراطوريات وروما عاصمتها كانت اشر مدينة ورجالها وسكانها وحكامها اشر البشر وكان في وسط روما يوجد الكولوزيم مكان استعراض قوة وشر الامبراطورية . هناك كان يجتمع الاباطرة والنبلاء والرعاع يتمتعون بمشاهدة ابشع الاعمال ، صراع للقتل وهتاف للقاتل ، اعدام للابرياء وافتراس الاسود للمسيحيين . وفي احدى غرف الكولوزيم كان بولس الرسول سجينا ً وقتا ً من الزمان ومن نافذة تلك الغرفة حين تنظر منها اليوم ترى صليبا ً كبيرا ً يعلو كنيسة . لم تكن الكنيسة ولا الصليب هناك وبولس مقيدا ً محبوسا ً في سجنه ذلك ، لكنه لا بد نظر من النافذة وارسل نظرات الايمان عبرها ورأى الصليب الكبير . رأى بولس الرسول بالايمان المسيحية تتغلب على الاضطهاد وتغزو العالم .
حين يشتد حولك الاضطهاد ، حين تكشر الوحوش عن انيابها ، حين يواجهك الظلم وتشتد عليك الضغوط تأكد واعلم انك ستغلب الشر ، ستغلب العالم كما يقول يوحنا الرسول ، هذه هي الغلبة التي تغلب العالم ، ايماننا . ايماننا يغلب القوة الغاشمة ، اية قوة . ايماننا يغلب الظلم الاسود ، اي ظلم . ايماننا يغلب الاضطهاد مهما امتد وانتشر . ايماننا يغلب العالم مهما افترى وتجبر .
عندما تحيط بك الذئاب . عندما تعوي وتحوم وتنقض لتقتل ، ايمانك القوي يصرخ فيها ويهاجمها ، يطردها ، ايمانك يغلب . عندما تتراكم عليك التجارب ، عندما تبرك فوقك وتضغط عليك ، ايمانك الصامد ينفضها عنك ويرفعها ويبعدها . ايمانك يغلب . عندما يصارعك ابليس ويحاربك ، عندما يعكر سلامك ويهدد حياتك ، ايمانك بالرب يقف قويا ً مقويا ً لك ، تقاومه فيهرب ، ايمانك يغلب . وكما نظر بولس الرسول من نافذة سجنه قديما ً فرأى بالايمان الصليب ، هكذا حين تنظر الى المستقبل بالايمان تجد ان النصرة من نصيبك ، هذه هي الغلبة التي تغلب العالم ، ايماننا . كن منتصرا ً فان ربك اقوى ممن قد قام ضدك ففي اعظم الحروب تغلب حتى اعدائك منك تهرب ، كن منتصرا ً واعلم علم اليقين كل صعب سهل للمؤمنين وبالنعمة لا شك نظفر على خصمنا الذي يزأر .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
291 - قال الله لابراهيم " أَجْعَلُكَ أَبًا لِجُمْهُورٍ مِنَ الأُمَمِ وَأُثْمِرُكَ كَثِيرًا جِدًّا، وَأَجْعَلُكَ أُمَمًا " ( تكوين 17 : 5 ، 6 )ً ، وتلفت ابراهيم حوله ، ليس له ابن ، سارة زوجته عاقر ومتقدمة في السن ، والايام تقدمت به ايضا ً ، كان شيخا ً بلا ولد لكن الله جعله ابا ً ، اطلق عليه الابوة وقبل ابراهيم كنية الاب قبل ان يكون له ابن . ورأى ابراهيم بعين الايمان انه اب ، اب لكل المؤمنين ، ابو المؤمنين . لم يرتب ابراهيم في وعد الله " بَلْ تَقَوَّى بِالإِيمَانِ مُعْطِيًا مَجْدًا للهِ وَتَيَقَّنَ أَنَّ مَا وَعَدَ بِهِ هُوَ قَادِرٌ أَنْ يَفْعَلَهُ أَيْضًا ً . لِذلِكَ أَيْضاً : حُسِبَ لَهُ بِرًّا " ( رومية 4 : 20 – 22 ) . آمن بالله ، الله " الَّذِي يُحْيِي الْمَوْتَى ، وَيَدْعُو الأَشْيَاءَ غَيْرَ الْمَوْجُودَةِ كَأَنَّهَا مَوْجُودَةٌ " ( رومية 4 : 7 ) . غير الموجود لنا ، غير الموجود امام اعيننا نحن موجود امام اعين الله لان الله يرى ما لا يُرى ، كل شيء مكشوف له ، الماضي والحاضر والمستقبل امامه . آمن بوعد الله قبل وقوعه . آمن فقط سيتم لك ما تشتهيه مهما استحال على البشر لان " غَيْرُ الْمُسْتَطَاعِ عِنْدَ النَّاسِ مُسْتَطَاعٌ عِنْدَ اللهِ ." كل شيء مستطاع لديه . لم يكن لابراهيم ابن . لم يكن الابن موجودا ً ، لكن الله وعده بابن . كان الله في علمه يعرف اسحق ابن الموعد الذي به سيكون ابراهيم ابا ً واصبح ابراهيم ابا ً لامم كثيرة اصبح ابراهيم اباً لنا جميعا ً ، ابا ً للمؤمنين .
حين يبدو كل ما حولك فراغ ، وحين يعد الله بان يصنع لك شيئا ً ولا ترى ذلك الشيء في الفراغ حولك ، يمكن ان تراه بالايمان . ضع يدك في يد الله . تفرس في نور وجهه الوضّاء . اغمض عينك عن كل نور سواه . في الظلام ، في السواد ، في الفراغ يضيء النور الالهي كل حياتك ، الله يعدك بان يسهر عليك ويحافظ عليك ويحيطك بساعديه . يقول لك ليتشدد وليتشجع فلبك ، وانتظر الرب ، أي خطر يهددك حينئذ ٍ ؟ أي خوف يغزو قلبك ويعطّل سلامك ؟ . قد لا ترى يديه تحوطان بك لكنك بالايمان ترى غير الموجود موجودا ً . الله يعدك بالنصرة والغلبة في النضال والصراع والكفاح حولك . يقول لك : " فِي الْعَالَمِ سَيَكُونُ لَكُمْ ضِيقٌ ، وَلكِنْ ثِقُوا: أَنَا قَدْ غَلَبْتُ الْعَالَمَ ." ( يوحنا 16 : 33 ) .أي خطر يهددك حينئذ ٍ ؟ أي خوف يغزو قلبك ويعطّل سلامك ؟ قد لا ترى الانتصار امامك لكنك بالايمان ترى غير الموجود موجودا ً . ثق بكل كلمة يقولها لك وكل وعد يعده . كلمته ثابتة ووعده صادق . استرح في ايمانك . تمسك به ، اطمئن بين ذراعيه ، " آمِنْ فَقَطْ ".
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
292 - " كَلِمَةَ ( رسالة ) الصَّلِيبِ عِنْدَ الْهَالِكِينَ جَهَالَةٌ ، وَأَمَّا عِنْدَنَا نَحْنُ الْمُخَلَّصِينَ فَهِيَ قُوَّةُ اللهِ " ( 1كورنثوس 1: 18) .
لقد جاء يسوع لكي يحرر الإنسان من الخطية وسلطانها وحتى لم يكن في ذهن الإنسان هذا الأمر...عندما سقط آدم في الخطية نجد أن آدم لم يبحث عن الله ، ولكن الله هو الذي بحث عنه بحب إلهي عجيب بالرغم من خطأ آدم قائلاً له: آدم .. آدم أين أنت ؟
لقد أشفق الله على آدم وحواء وكساهما . وقال لهما أن نسل المرأة يسحق رأس الحية وهذه كانت خطة الله لخلاص آدم وفعلاً أتم الله وعده وأرسل يسوع "مَوْلُودًا مِنِ امْرَأَةٍ، مَوْلُودًا تَحْتَ النَّامُوسِ لِيَفْتَدِيَ الَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ " (غلاطية 4 : 4 ، 5 ) .
"الْكَلِمَةُ صَارَ جَسَدًا وَحَلَّ بَيْنَنَا " (يوحنا 1: 14 )
أخذ جسد إنسان ليكون له حق فداء الإنسان لقد جاء يسوع كإنسان مع أنه الإله لقد أمعن الاتضاع " وَأَطَاعَ حَتَّى الْمَوْتَ مَوْتَ الصَّلِيبِ. " (فيلبي 2: 8 )
ولأن يسوع عاش كإنسان فكان لابد أن يصير مثل الإنسان في كل شئ يجوع ويعطش ويتعب وينام ليفتدي الإنسان .
لقد جال يسوع يصنع خيراً ويشفي جميع المتسلط عليهم إبليس إلى أن جاءت ساعة صلبه ، ساعة الظلمة ، ساعة القصاص التي كانت من المفترض أن تطبق على الإنسان نتيجة تعديه علي الله .
كان يسوع يعلم أن الصليب موضوع أمامه كان يعلم انه ذبيحة الخطية المقدمة لأجلنا .
يقول الكتاب أن يسوع هو " حَمَلُ اللهِ الَّذِي يَرْفَعُ خَطِيَّةَ الْعَالَمِ " (يوحنا 1 : 29 ) .
فكر معي في كم الخطايا التي إرتكبها الجنس البشري على مر العصور . يقول الكتاب أن يسوع جُعِلَ " خَطِيَّةً لأَجْلِنَا ، لِنَصِيرَ نَحْنُ بِرَّ اللهِ فِيهِ. "
(2كورنثوس 5 :21 )
عندما كان يسوع في بستان جثسيماني كان يعرف انه يجب أن يذهب للصليب ليحمل خطايا كل البشرية بأكملها وعقوبتها. وعندما اقترب لهذه الساعات الأخيرة " وَابْتَدَأَ يَحْزَنُ وَيَكْتَئِبُ." على الرغم انه كان يعلم أن موته الكفاري البديل للجنس البشرى هو سبب مجيئه لهذا العالم فظل يصارع مع تجربة التراجع عن المهمة التي جاء من أجلها فصلى إلى الاٌب " إِنْ أَمْكَنَ فَلْتَعْبُرْ عَنِّي هذِهِ الْكَأْسُ " و كان عرقه يتساقط كقطرات الدم بينما يصارع لم يكن سهلاً على يسوع أن يتمم خطة الآب كان ذهاب يسوع للصليب لأجل خطايا العالم بمثابة كأس مُرة عليه أن يشربها فأسلم نفسه للصلب .
يقول أشعياء النبى 53: 4-6 " أَحْزَانَنَا حَمَلَهَا ، وَأَوْجَاعَنَا تَحَمَّلَهَا. وَنَحْنُ حَسِبْنَاهُ مُصَابًا مَضْرُوبًا مِنَ اللهِ وَمَذْلُولاً. وَهُوَ مَجْرُوحٌ لأَجْلِ مَعَاصِينَا ، مَسْحُوقٌ لأَجْلِ آثَامِنَا. تَأْدِيبُ ( عقاب ) سَلاَمِنَا عَلَيْهِ ، وَبِحُبُرِهِ شُفِينَا. كُلُّنَا كَغَنَمٍ ضَلَلْنَا. مِلْنَا كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى طَرِيقِهِ، وَالرَّبُّ وَضَعَ عَلَيْهِ إِثْمَ جَمِيعِنَا." . لقد انفصل عن الآب فصرخ إلهي إلهي لماذا تركتني كان أصعب شئ على يسوع قبل الصلب انه عرف انه سوف ينفصل عن الله لأنه عومل كخاطئ ليأخذ مكاننا كخطاة.
لقد قضى يسوع 6 ساعات علي الصليب ثلاث ساعات والشمس تعطي نورها لكن 3 ساعات أظلمت فيها الشمس لقد أظلمت الشمس عندما بدأت آلام المسيح الكفارية.
لقد كانت الشمس مقدرة لآلام المسيح...فلم توافق الشمس أن تعطي نورها لأن الذي خلقها يُصلب.
الإنسان الخاطئ أقسى من الطبيعة لأنه لم يُقدر خلاص يسوع . فلقد سخر منه رؤساء الكهنة قائلين : " خَلَّصَ آخَرِينَ وَأَمَّا نَفْسُهُ فَمَا يَقْدِرُ أَنْ يُخَلِّصَهَا!" ( متى 27 : 42 ) .
لقد أخذ العدل الإلهي قصاص خطايانا ولم يتعامل مع يسوع بالرحمة فكانت عدالة الله تستوجب أن يسوع يحمل آثام جميعنا " الْجَمِيعُ زَاغُوا وَفَسَدُوا ... وَأَعْوَزَهُمْ مَجْدُ اللهِ " (رومية 3: 12، 23) ....وهذا لكي يجعل الذين " َأَعْوَزَهُمْ مَجْدُ اللهِ " يجعلهم ممجدين الآن (رومية 8 : 30 )
الإنسان لا يستطيع أن يدخل السماء بأعماله أو بأمواله وأنت كإنسان لا تستطيع أن تدفع الثمن الذي دفعه يسوع لأنه باهظ جداً وكان الثمن دمه الثمين هو نفسه.
لقد مات يسوع لينقض ويبطل أعمال إبليس لأن يسوع حمل خطايانا في جسده وأدان الله الخطية في جسد يسوع (1 بطرس 2: 24) فليس للخطية ونتائجها أي سلطة على المؤمن وبذلك أبطل يسوع سلطة إبليس ومملكة الظلمة لأن يسوع أخذ مكان الخاطئ على الصليب. وبقيامته جعلنا أبرار أحرار أصحاء ومنتصرين ومسددين الإحتياج بفيض ووفرة.
أمام هذا الحب الإلهي العجيب ماذا يكون موقفك؟ لماذا لا تقبل يسوع الذي صالحنا مع الآب بموته وقيامته وأعطاك أن تحيا الحياة المنتصرة بدلا من أن تعيش ضحية هذه الحياة وضمن الله لك قضاء الأبدية معه والتي في الواقع تبدأ منذ أن تقبل يسوع كمخلص شخصي وتجعله سيد على حياتك.
أنظر أية محبة أعطانا الله ، أنظر وتأمل في محبة الله الغير محدودة...فهي لها أبعاد...طول وعرض وعلو وعمق ( أفسس 3 : 18) .
أنظر وتأمل في طول محبة الله لك - أي طول أناة الله معك,
وعرضها - أي إتساع قلب الله,
وعلو - أي سمو محبة الله لك,
وعمق هذه المحبة - أي الله يحبك بعمق أعمق من محبة ألزق الناس إليك.
تأمل كيف أحبك الله وهو ينتظر رجوعك إلى حضنه المحب لا تنظر كم فعلت من خطايا فهو حملها جميعاً. فقط تعال إليه وارتمي في أحضانه وهو يقول لك : ' أن كل " مَنْ يُقْبِلْ إِلَيَّ لاَ أُخْرِجْهُ خَارِجًا." ( يوحنا 6 : 37 ) .
وأن كنت ولدت ولادة ثانية فأن الله يذكرك في هذه الأيام بما فعله ليهبك الحياة الأبدية التي تتمتع بها الآن كما يذكرك أن عليك مسئولية أنك صرت سفير يسوع
فنحن " إِذًا نَسْعَى كَسُفَرَاءَ عَنِ الْمَسِيحِ ، كَأَنَّ اللهَ يَعِظُ بِنَا … "( 2 كورنثوس 5: 20 ) .
هيا عرف المحيطين بك عن يسوع وقدم لهم خدمة المصالحة كلنا سفراء يسوع لا تعتمد على أحد ليقوم بهذه المهمة لأن كلمة الله واضحة كلنا سفراء عن يسوع .
تذكر: الله هو من يبحث عنك وهو قد بادر بدفع ثمنك وخلاصك وهو ينتظرك بأن تقبله .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
293 - تزحف نحونا جيوش ، يحاصرنا اعداء ، تضغط علينا تجارب ، تهاجمنا اعاصير ، والله في علاه يرى ويراقب ويعرف ، يرانا ويراقب الهجوم علينا ويعرف معاناتنا ، وكما هو مكتوب في سفر اشعياء النبي 18 : 4 " قَالَ لِيَ الرَّبُّ : إِنِّي أَهْدَأُ وَأَنْظُرُ فِي مَسْكَنِي " . الرب يرى ذلك ولا يهمل بل يهدأ ، لا يبتعد او يختفي بل ينظر من مسكنه السماوي . هدوء الله ليس موافقة عما يحدث او قبولا ً لما يواجهنا او تعزيزا ً لما يمر بنا . هدوء الله انتظار للحظة المناسبة للتدخل وللوقت المناسب للانقاذ .
في وسط العاصفة كان التلاميذ يواجهون ويصارعون ويكافحون طبيعة قوية عاتية . رياح تهب من كل اتجاه ، بروق تشق ظلمة السماء ، رعود تصخب وامواج تعلو وتتلاطم ، وكان المسيح فوق الجبل كان هادئا ً ينظر ، لم يغمض عينيه ويسد اذنيه ، ثم حلت اللحظة المناسبة وجاء الوقت وكان في الهزيع الرابع فاتى اليهم ، جاء في الهزيع الرابع اتى ماشيا ً يتخطى الموج ويخترق العاصفة ويلحق بهم وما ان دخل السفينة حتى هدأت العاصفة وصار هدوء عظيم حولها .
في بيت عنيا كان يرقد لعازر مريضا ً محموما ً وحوله مرثا واختها مريم ومرت الساعات ثقيلة والايام بطيئة وهما تراقبان اخاهما يصارع الموت ونشبت مخالب الموت القاسية بجسده وسار سمه فيه ومات لعازر الذي كان المسيح يحبه ، ضاع الامل في عودة المسيح لينقذه ، ودفنته اختاه ومرت الايام السوداء يوما ً بعد يوم ، اربعة ايام ، وكان المسيح يعرف ان لعازر مريض وانه مات ، كان هادئا ً ينتظر وبعد ان انتن الجسد جاء المسيح ، حلت اللحظة المناسبة وجاء الوقت اللازم لحضوره ووقف امام القبر وبكى وصلى وصرخ " لِعَازَرُ، هَلُمَّ خَارِجًا " وقام الميت .
الله دائما ً يأتي في اللحظة الحاسمة ، حين نتصور انه لن يجيء ، يتدخل وينجي . يتمادى الظالم في ظلمه ويزيد الشرير من شره ويتجبر الباغي ويتسلط وننزوي في مخابئنا نهرب من شر الشرير ومن جبروت الجبار ومن ظلم الظالم ويخرج الله عن هدوئه ويحل الوقت وتأتي الساعة للخلاص والنجاة . أترى الله هادئا ً بالنسبة لك ؟ أتظنه لا يبالي ؟ أتتصوره لا يحس بك ؟ هل تخشى ان لا يكون عارفا ًَ آلامك ؟ أتخاف ان يكون قد نسيك ؟ هو يرى ، يرى في مسكنه ، هو هادئ من مرحلة قصيرة ، وسيأتي اليك ليرفع الالم ويشفي ويقيم وينصر .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
294 - لقد قام المسيح ناقضًا أوجاع الموت ، ومحطمًا أختام الرومان ، ومؤكدًا أنه هو القيامة والحياة ، وأن الموت لا يقيّده ، والقبر لا يمسكه ، والحراس بحرابهم لا يعطلون موكب نصرته. لقد جاءت ساعة القيامة فقام بطل الجلجثة ومخلص البشر قائلاً : "أين شوكتك يا موت. أين غلبتكِ يا هاوية ؟"

avatar54083_2.gif
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
295 - يقول سليمان الحكيم " اَلْمَوْتُ وَالْحَيَاةُ فِي يَدِ اللِّسَانِ ، وَأَحِبَّاؤُهُ يَأْكُلُونَ ثَمَرَهُ." ( امثال 18 : 21 ) . اللسان اخطر عضو في الانسان ، صغير دقيق قصير لكنه هام جدا ً وخطير . كلمة منك قد تقودك الى المتاعب وتجلب عليك المشاكل وتجرك الى مواقف صعبة . كلمة في غير مكانها يُسرع اللسان بها ويرسلها ضد الآخرين توغر الصدور ضدك . لذلك يقول سليمان الحكيم " مَنْ يَحْفَظُ فَمَهُ وَلِسَانَهُ ، يَحْفَظُ مِنَ الضِّيقَاتِ نَفْسَهُ ." ( امثال 21 : 23 ) . وعلى الانسان العاقل ان يراقب لسانه ويحفظه فلا يدعه يتحرك برعونة . عليه ان يمسك بزمامه بقوة حتى لا يفلت ويجمح ويسبب المشاكل والمتاعب . قد تجد نفسك في موقف جاد جامد ممل فتريد ان تلطف الجو فتستظرف وينطق لسانك بكلمات الهذر وتسخر وتضحك وتستهزئ وترسل النكات ويتغير الجو لكنه قد يتكدر وترتفع الضحكات لكن البعض قد يُجرح فبعض الهذر جارح . يقول الحكيم : "يُوجَدُ مَنْ يَهْذُرُ مِثْلَ طَعْنِ السَّيْفِ " ( امثال 12 : 18 ) . وبدلا ً من أن تصفو الجلسة وتفرح القلوب ، إذا بالمرارة تتفشى والجروح تدمي ويؤكد سليمان ان : " أَمَّا لِسَانُ الْحُكَمَاءِ فَشِفَاءٌ " . بدلا ً من الجروح شفاء وهناء . الكلمة الرقيقة هادية وشافية . وقد تجد نفسك في موقف حرج تحتاج ان تخرج منه باستخدام لسانك ويترتب على كلامك نجاتك وترى في الكذب مخرجا ً سهلا ً ومهربا ً يسيرا ً ، ويتحرك لسانك داخل فمك ، يتأرجح يمنة نحو الصدق ويسرة نحو الكذب وقد تجد نفسك تكذب متصورا ً ان الكذب سوف يخرجك من المأزق نهائيا ً لكن " شَفَةُ الصِّدْقِ تَثْبُتُ إِلَى الأَبَدِ،، وَلِسَانُ الْكَذِبِ إِنَّمَا هُوَ إِلَى طَرْفَةِ الْعَيْنِ . " ( امثال 12 : 19 ) . لو اختفت الحقيقة فترة فلا بد ان تشرق الشمس فتظهرها وتكشفها وتدلو بها . لو نجوت بعض الوقت متسلقا ً كذبة فلا بد ان يأتي الوقت الذي ينفضح فيه كذبتك . واللسان هو مطيتك ، هو الذي يقودك الى المواقف الصعبة والضيقات . هو الذي يجعلك تجرح من حولك وتطعن مستمعيك فالكلام مثل طعن السيف وهو الذي يقودك الى السقوط في الكذب الذي ينكشف سريعا ً ويكشفك . لا تجعل اللسان يسيطر عليك ويجرك الى المشاكل . سيطر انت عليه ، اجعل زمامه في يدك وامسك زمامه بقوة وقدرة لتحركه كما تشاء ، ففي لسانك الموت وفيه ايضا ً الحياة . اجعله السبيل للحياة ولا تجعله سبيل الموت .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
296 - ملكوت الله

نقول الكلمة في انجيل مرقس 1 : 15 " قَدْ كَمَلَ الزَّمَانُ وَاقْتَرَبَ مَلَكُوتُ اللهِ ، فَتُوبُوا وَآمِنُوا بِالإِنْجِيلِ " . بسبب تسلط الشر في عالمنا الحاضر وروح العصيان الذي يملأ القلوب وتساقط القنابل يوميا ً في اماكن كثيرة على كرتنا الارضية ناشرة الرعب والموت والدمار ، وحتى اختراعات الانسان التقنية التي طورها للاستفادة منها كثيرا ً ما نتج منها الضرر والموت ونتيجة لانتشار الشر اقتربت دينونة الله وهذا لم يكن ليتم لو ان الناس حفظوا ناموس الله دستورا ً لحياتهم فمن يفتح قلبه اذا ً لهدى وصايا الله ومن يخاف من القاضي القدوس ؟ كل البشر مذنبون امام شريعة الله ، لا احد منهم يستحق الدخول الى الملكوت الازلي ، كلنا مرفوضون ويعرف الاتقياء آثامهم وينوحون تائبين منكسرين ولكن الحمدلله فقد اتى المسيح منذ الفي سنة الى عالمنا واعلن محبة الله . هل درست حياة المسيح في الانجيل ؟ انه كلمة الله المتجسدة والمولود من الروح القدس . لم يرتكب اي خطيئة بل ثبت طاهرا ً قدوسا ً حتى ان الابالسة ارتجفت منه وخرجت هاربة من المسكونين حسب امره وكذلك سكنت العاصفة المهلكة في البحر بكلمته . هو الذي منح للعمي البصر وحل لسان الاخرس واقام امواتا ً بسلطانه واشبع 5000 جائع ، ولما تراكضت الجماهير المندهشة اليه لتجعله ملكا ً تركها الى البرية لانه لم يريد ان يبني ملكوت الله بقلوب مشتهية بل بتائبين متغيرين ومتبررين لان المستعبد لشهوة الجسد والنفس الشريرة ليس له حق في رعوية ملكوت الله . وقد علّم المسيح ان ملكوت الله في زمنه لا يمكن ان يأتي الى ارضنا لأن الخطية مالكة في جميع الناس وتسبب الشر في عالمنا ورغم ذلك فقد كان يسوع الملك الالهي المستتر واعلن سلطانه في كلمات حقه واعمال محبته .
لم يبني رئيس السلام دولته على سلطة الاسلحة وجمع الجزية كما تعمل دول العالم الاخرى بل اسس ملكوت الله على برّه وقدرة الروح القدس وهكذا رفع بمحبته خطية كل الناس على كتفيه ومات عوضا ً عنا على الصليب في لهيب غضب الله ليصالحنا مع القاضي الازلي بموته الكفاري .
ما اعظم الملك الذي لا يستعبد شعبه بل يبذل نفسه فدية عن كثيرين ، فالملك الازلي قدّس اولا ً اعضاء مملكته لكي يستطيعوا الدخول الى ملكوته والثبات فيه الى الابد .
والمسيح لم يستكبر بمجده بل رحمنا نحن المساكين وحل بتلاميذه بالروح القدس حسب موعد الآب وملأهم بقوته ليحفظوا وصايا الله ويغفروا لاعدائهم ويعيشوا في طهارة وينطقوا بالصدق ، فتجديد القلوب هو اعظم انقلاب في تاريخ البشر لان به تحقق ملكوت الله على ارضنا ، والقرابة بين الملك الازلي واهل مملكته الروحية هي انهم جسده وهو رأسهم ، فيعلنون ارادته وهو يشعر بهم بكل ما يتحملونه من مصائب واحقاد ، فسر هذه الوحدة الالهية هي المحبة . هل فهمت كيف يبني المسيح اليوم ملكوت الله بين البشر ؟ هل تريد تطهير افكارك وتجديد قلبك ؟ تعال الى المسيح ملك المحبة واطلب منه تسامحا ً وغفرانا ً فيقدسك ويجعلك اهلا ً لمملكته . ان ملكوت الله اليوم حاضرا ً في العالم وجوهره حق وفرح وسلام ، صبر وقوة وتعفف ومحبة . تعال الى ملكوت الله فتعيش الى الابد بواسطة غفران المسيح وقوة روحه . والكثير من الناس وبكل اسف يسمعون كلمة المسيح ويبتسمون لها ولكنهم يرفضون دعوته فهم يفضلون المال والعنف والحرية على الحياة في الايمان والنتيجة هي الكبرياء والتعصب . هل ادركت انه الى جانب ملكوت الله تنتشر اليوم مملكة الشيطان بكل قذارتها ورجاستها وتجديفها ؟ افتح عينيك فترى دعايتها الوقحة في المجلات والافلام وكل وسائل الاعلام وروح الخراب يمتلك في كل اللذين لا يقبلون المسيح ربا ً ومخلصا ً فالى اي مملكة تنتمي انت ؟ هل انتسبت الى ملكوت محبة الله ؟ او اجتذبت الى مملكة خراب الشيطان ؟ هل قلبك يشتاق الى السلام مع الله ؟ تعال الى يسوع ربك ، انه ينتظرك ، يجعلك انسانا ً جديدا ً صالحا ً في ملكوت الله لانه " قَدْ كَمَلَ الزَّمَانُ وَاقْتَرَبَ مَلَكُوتُ اللهِ ، فَتُوبُوا وَآمِنُوا بِالإِنْجِيلِ " لتكونوا على استعداد عند رجوعه القريب .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
297 - يقول سليمان الحكيم " اَلْمَوْتُ وَالْحَيَاةُ فِي يَدِ اللِّسَانِ ، وَأَحِبَّاؤُهُ يَأْكُلُونَ ثَمَرَهُ " ( امثال 18 : 21 ) . اللسان اخطر عضو في الانسان صغير دقيق قصير لكنه هام جدا ً وخطير . الشرير يستخدم لسانه في الغش والخداع والمرائاة والادعاء الكاذب . يتكلم كلاما ً معسولا ً ممتزجا ً بالسم القاتل الذي يخرج من قلبه الشرير . يقول ارميا النبي 9 : 8 " لِسَانُهُمْ سَهْمٌ قَتَّالٌ يَتَكَلَّمُ بِالْغِشِّ . بِفَمِهِ يُكَلِّمُ صَاحِبَهُ بِسَلاَمٍ ، وَفِي قَلْبِهِ يَضَعُ لَهُ كَمِينًا." . اللسان المنغمس في الغش كالسهم المطلي بالسم ، طعنته تُهلك . ينخدع الانسان بالقول المخادع واللسان الكاذب فيسقط في الشبكة وحين يحاول النجاة يجد نفسه مقيدا ً لا يستطيع الخروج من الهاوية ، وما اكثر المخادعين حولنا ، عيون مرحّبة ، شفاه مبتسمة ، لسان معسول . وفجأة تتكدر العيون وتتقد النظرات وتلتوي الشفاه ويطعن اللسان . لكن الصدّيقون يحيطون بنا أيضا ً . الصدّيقون ايضا ً يملأون الارض ويقول الحكيم " لِسَانُ الصِّدِّيقِ فِضَّةٌ مُخْتَارَةٌ. " ( امثال 10 : 20 ) .فضة لامعة مختارة . حين تنظر الى لسان الصدّيق تجده صافيا ً صالحا ً طاهرا ً ناصع السطح ينطق بما في داخل القلب ، يلونه الصدق بلون الفضة ويجعله ثمينا ُ غاليا ً . تسمع كلام الصدّيق فتسعد وكلماته ترطّب نفسك ، تفرح وتستريح . وبرغم خداع الشرير وغشه ، برغم السم الخفي داخل عسل اللسان لكن الله يكشف الخداع حتما ً وبسرعة فلا يستمر الخداع ويستمرئ الشرير ، وخاتمة الخداع معروفة ونهاية الغش محتومة وشمس الحق لا بد ان تشرق . مثل عشب الحقل الكثيف الذي سرعان ما يجف ويحترق عند ظهور الحق . ويملأ الصدّيقون الارض وتتلألأ السنتهم وتنير ظلام الحياة وتلون الجو حولنا وتضيئه بلون فضي بهي ناصع البياض شديد الصفاء . الله يزيد من اعداد الصدّيقين حولنا ، يتكاثرون ويتزايدون فالصدق يثبت الى الابد والكذب يختفي حالا ً .إن واجهت مخادعا ً معسول الكلام دقق النظر في لسانه ، افحص ، هل يبدو كسهم قتّال . هو يتكلم بسلام وقلبه عامر بالشر ، واحرص ان يكون لسانك لسان الصدّيقين فضة مختارة ففي لسانك الموت وفيه ايضا ً الحياة . اجعله السبيل للحياة ولا تجعله سبيل الموت .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
298 - يقول سليمان الحكيم "اَلْمَوْتُ وَالْحَيَاةُ فِي يَدِ اللِّسَانِ ، وَأَحِبَّاؤُهُ يَأْكُلُونَ ثَمَرَهُ. "( امثال 18 : 21 ) . اللسان اخطر عضو في الانسان صغير دقيق قصير لكنه هام جدا ً وخطير . قد تواجه هجوما ً شرسا ً من عدو قاس ٍ يريد النيل منك والاعتداء عليك . لا تقاوم الهجوم بالهجوم ولا تقارع السلاح بالسلاح ولا تدفع الشر عنك بقبضة اليد . اللسان يستطيع ان يكون سلاح الدفاع ، اللسان اللين يكسر العظم ويوصيك الرب ان لا تغلب الشر بالشر بل ان تغلب الشر بالخير . الجواب اللين يصرف الغضب واللسان اللين أقوى من اجمد العظم . حين تواجه حربا ً او ضربا ً او صراعا ً أو قتالا ً استخدم لسانك واجعله لينا ً . ويقول سليمان الحكيم ان" شَفَتَا الصِّدِّيقِ تَهْدِيَانِ كَثِيرِينَ " ( امثال 10 : 21 ) . فاللسان وسيلة لهداية الضالين ودعوة للبعيدين وخلاص للهالكين . بعد ان تمم المسيح الفداء بموته الكفاري على الصليب بعد ان مات وقام وبعد ان ظهر لتلاميذه ، دربهم واعدهم ليحملوا رسالة الخلاص للعالم ، وفي آخر وصية له آخر لقاء معهم على الارض ، اعطاهم الارسالية العظمى ، قال لهم : «اذْهَبُوا إِلَى الْعَالَمِ أَجْمَعَ وَاكْرِزُوا بِالإِنْجِيلِ لِلْخَلِيقَةِ كُلِّهَا " ( مرقس 16 : 15 ) . كلفهم بالذهاب للعالم والكرازة بالانجيل . كلفهم بتبليغ رسالته للجميع . وانت وانا وانت ِ وجميعنا مكلفون بهذه المهمة ، حمل الرسالة الى العالم . نتحدث ونكرز ونبلغ ونتكلم بكلام الحياة ليرجع الخطاة الى رب الحياة " لأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ. " ( يوحنا 3 : 16 ) .وتلك الحياة الابدية هي في الايمان بابن الله ، فعلينا جميعا ً بعد ان نلنا تلك الحياة ان نذهب ونتحدث بكم صنع الله بنا . الرسالة التي نحفظها في قلوبنا لا بد ان نبلغها بافواهنا والسنتنا ولهذا فان شفتي الصديق تهديان كثيرين الى الحق الى المسيح الى طريق الخلاص . ما دام في قلبك محبة الله ، ما دمت قد نلت الحياة الجديدة واختبرت اتبّاع المسيح ، ما دمت تعرف طريق الحياة والهداية ، ما دام لسانك قادرا ً على نقل الكلام فلا بد ان تتكلم وتبشر . قال بولس الرسول : " فَوَيْلٌ لِي إِنْ كُنْتُ لاَ أُبَشِّرُ." ( 1 كورنثوس 9 : 16 ) . ويقول الرب :" فَقَدْ جَعَلْتُكَ رَقِيبًا ......َ فَتَسْمَعُ الْكَلاَمَ مِنْ فَمِي ، وَتُحَذِّرُهُمْ مِنْ قِبَلِي . " ( حزقيال 33 : 7 ) . انت مسؤول عن حمل رسالة الحياة للهالكين ولسانك يحمل اخبار الخلاص للاشرار والضالين . في لسانك الموت وفيه ايضا ً الحياة . اجعله سبيلا ً للحياة ولا تجعله سبيل الموت .
 
التعديل الأخير:

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
في لسانك الموت وفيه ايضا ً الحياة . اجعله سبيلا ً للحياة ولا تجعله سبيل الموت .

آميـــــــــن
ميرسى يا أستاذنا
ربنا يبارك خدمتكم
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
299 - هل تشعر اليوم بفرح وسعادة وبهجة ؟ هل كل ما حولك جميل ؟ هل السماء صافية أم مزينة بالغيوم ؟ هل في حرارة الشمس دفء يبعث الحياة ؟ هل برودة الجو منعشة رطبة ؟ هل يداعب الريح شعرك ويلهو بملابسك ؟ حين تكون فرحا ً مبتهجا ً يُصبح كل شيء جميلا ً رائعا ً ممتعا ً ، كل شيء حولك يضحك ، عصف الريح وسط فروع الشجر يعزف الحانا ً ، انهمار المطر موسيقى شجية ، حرارة الشمس تربض على الوجوه بمودة ، جفاف الجو يحتضن الاجساد في محبة ، الفرح الداخلي يشع فيلوّن كل ما حولنا بالوان الطيف الزاهية الجميلة . يقول سليمان الحكيم " الْقَلْبُ الْفَرْحَانُ يُطَيِّبُ الْجِسْمَ " ( امثال 17 : 22 ) . فكل ما يحل به طيب . ويوصي بولس الرسول فيقول " اِفْرَحُوا فِي الرَّبِّ كُلَّ حِينٍ ، وَأَقُولُ أَيْضًا : افْرَحُوا ". ( فيلبي 4 : 4 ) .
وحين يحل ينبوع الفرح بالقلب يتفجر الفرح داخل الانسان وخارجه . عندما تقبل المسيح وتؤمن به تبتهج بفرح لا ينطق به ومجيد . ونحن نبتهج ونفرح بالرب ، يفرح جميع المتكلين عليه الى لابد ويهتفون . والبهجة تحرك اوتار القلب وتُخرج منه انغاما ً عذبة شجية فيرنم داود النبي ويقول " هَلُمَّ نُرَنِّمُ لِلرَّبِّ ، نَهْتِفُ لِصَخْرَةِ خَلاَصِنَا . نَتَقَدَّمُ أَمَامَهُ بِحَمْدٍ ، وَبِتَرْنِيمَاتٍ نَهْتِفُ لَهُ. لأَنَّ الرَّبَّ إِلهٌ عَظِيمٌ " ( مزمور 95 : 1 – 3 ) ، نحن الذين اختارنا وفدانا وحررنا وخلصنا نفرح ونبتهج ونترنم . الفرحة تجعلنا نفرح ونغني ونرنم ونهتف ، البهجة تمس اجسادنا فنرقص . يطرد الله الذي يملأ قلوبنا بفرحه كل حزن والم وخوف ومرض . بغطي بخلاصه كل شعور بالذنب . يطرد عزائه الابدي كل وجع بالقلب . تعلو اصواتنا بالترتيل وتصدح قلوبنا بالغناء والتهليل ونبدأ نعزف الحان النصرة وندرب اصواتنا على انغام المجد الى ان نلتقي به وننضم الى جوقة المرنمين حول عرشه ونبقى الى الابد الحان بهجة فرحة ضمن معزوفة الخلود المجيدة . افرح اليوم ففرح اليوم يقودك الى الفرح الابدي في السماء . رنم اليوم فترنيمة اليوم اول السلم الموسيقي للحن الخلود . افرح ايها الصدّيق بالرب . افرح بالرب ، افرح كل حين . ابتهج ايها المؤمن بالمسيح ، ابتهج به هو بهجة خلاصك . فرحك بالرب وبهجتك بمسيحه تجعل حياتك ضحكة دائمة ." اِفْرَحُوا فِي الرَّبِّ كُلَّ حِينٍ ، وَأَقُولُ أَيْضًا : افْرَحُوا " .
 
أعلى