تأملات وحكم

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
327 - هل قرأت عن الساعة الغريبة التي صممها أحد علماء النبات ، هي ساعة بلا عقارب كما انها تختلف في فكرتها عن الساعة الرقمية الحديثة ، انها ساعة عجيبة تتحدث اليك عن طريق الزهور ، زهور مرتبة بنظام معين كل زهرة منها لها وقت معين من اليوم لتتفتح فيه بالتتابع واحدة وراء الاخرى فإذا نظرت اليها عرفت الوقت . الله اعد لك ساعة مثيلة من الزهور ، يفتح لك براعم بركاته ، بركة ً وراء الاخرى ليمتعك برحيق ارادته الصالحة الكاملة المرضية وبعسل محبته الرائع الحلاوة ، ايامنا تتتابع وتمتعنا ببركاته أكثر فاكثر ، هكذا تؤكد لنا كلمة الله قائلة : " أَمَّا سَبِيلُ الصِّدِّيقِينَ فَكَنُورٍ مُشْرِق ، يَتَزَايَدُ وَيُنِيرُ إِلَى النَّهَارِ الْكَامِلِ. " ( امثال 4 : 18 ) وساعة الله تسير بمنتهى الدقة والنظام كل برعم له وقت مناسب تماما ً يتفتح فيه فلا تنزعج من اية سحابة قاتمة تراها الآن في أفق حياتك فسوف تهطل منها امطار غزيرة من البركة في الوقت الخاص الذي حدده لها المصمم الاعظم وهو دائما ً الوقت المناسب لك . الوحي الالهي يقول : ان الله " صَنَعَ الْكُلَّ حَسَنًا " ( جامعة 3 : 11 ) هذه آية معبرة تؤكد اقتدار الله في عمله لكنها لو قُرأت هكذا بدون الكلمتين التاليتين لها فقدت الكثير من معناها ، فالآية كاملة ً تقول : ان الله " صَنَعَ الْكُلَّ حَسَنًا فِي وَقْتِهِ " . نعم الله يصنع كل شيء حسنا ً ولكن في وقته ، في الوقت المناسب . الله اعد لك بركات كثيرة لكل يوم لكن لا تستعين بحيل بشرية لكي تعجّل من تمتعك بها ، لا تفعل هكذا حتى لا تخسر الوقت والمجهود كليهما معا ً ، لا تكن قلقا ً، إهدأ امام الله فشجرهُ لا يعطي ثمرا ً الا في اوانه . ثق ان الله لا يتوقف لحظة واحدة عن الاهتمام بك ، ساعته لا تتعطل أبدا ً .
سيدي المسيح علمني ان اهدأ دائما ً عند قدميك واضع ثقتي كاملة ً فيك .


A-Igreja-Existe-Para-Ser-Missionaria.jpg
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
328 - لا يمكن ان يبقى القليل ُ قليلا ً عندما يوضع بين يدي الخالق . لا يمكن ان تبقى المشكلة بلا حل ٍ عندما تسلّم للمسيح . لا يمكن ان تبقى النفوس جائعة عندما تتلاقى مع خبز الحياة . تذكر ان الذي اشبع الآلاف من البشر بخمسة خبزات وسمكتين صغيرتين يستطيع وحده ان يشبعك وان يملأ كافة احتياجاتك عندما تلجأ اليه .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
329 - في العالم احزان ٌ ثقيلة ٌ جدا ً ينوء بحملها اقوى الناس واشجعهم . أمٌ ارملة ٌ تفقد وحيدها الشاب وهو على اول عتبات الحياة في ريعان شبابه . فنان ٌ مبدع أخرجت ريشته اجمل اللوحات واروعها يفقد بصره في حادثة . لاعبةُ العاب قوى مشهورة نضرة الجسد والروح تسقط وتصاب بشلل تام . صبي في ربيع حياته ، يسقط البيت ويُدفن تحته كل افراد اسرته ، كلهم . ماذا تقول لهؤلاء لتعزيهم ؟ كيف نخفف آلامهم ونحاول ابعاد احزانهم ؟ لا يستطيع ان يعزي الحزين الا حزين مر بتجربة قاسية ونال عزاء الرب أو متأمل في رحمة الله ومحبته . الله ينظر الى اولئك ويقترب منهم ويقول : " تَكْفِيكَ نِعْمَتِي ، لأَنَّ قُوَّتِي فِي الضَّعْفِ تُكْمَلُ " ( 2 كونثوس 12 : 9 ) . تكفيك ، تكفيك الآن . تكفيك الآن وانت في وسط الحزن وأنت في اعماق الالم ، وانت تمر بالتجربة . الله يتدخل حالا ً أسرع من أي نجدة ، يُسرع ويقف معك الآن . يُسرع اليك الآن لا في الماضي ولا في المستقبل بل في الحاضر . تكفيك نعمتي ، نعمته تكفيك ، كم حجمها ، ما مقاييسها ، نعمته هو . نعمة ٌ غير محدودة كما هو غير محدود . نعمته عظيمة كما هو عظيم وهي ملكه هذه النعمة له يعطيها لك لتكون ملكك ، نعمة الله ملكك وقت الحزن والالم والضيق والمشقة والتجربة ، وهو يوجه القول لك ، يوجه النعمة لك ، يرسلها اليك أنت . الله يعدك بأن نعمته تكفيك ، هل تصدّقه ؟ هل تصدّق الله ؟ هذه هي التعزية الوحيدة ، وعد الله بأن نعمته تكفيك ، لهذا فالمؤمن بهذا الوعد الذي يصدّق الله يتعزى في محنته ، والسلام يغزو قلب المجرّب اذا ما تمسك بهذا الوعد وصدّقه . أحيانا ً ننظر الى وعود الله وعهوده على انها آمال ٌ بعيدة المنال . وعود الله حقائق صادقة ، جرّب قوة الله وهو يحققها لك . الله يعدك بالنعمة ، نعمته تكفيك ، نعمة تفوق اعنف التجارب . الله يعدك بالرحمة ، رحمة ٌ تغطيك ، رحمته أقوى من أعتى الطعنات . نعمته تغّلف التجربة وتفقدها حدتها وعنفها وقسوتها وسطوتها ، نعمة الله تكفيك " تَكْفِيكَ نِعْمَتِي ، لأَنَّ قُوَّتِي فِي الضَّعْفِ تُكْمَلُ " .
إذا ما دهاك البلى والخطر
فيكفيك من نعمتي ما انسكب
ولا توقع النار فيك الضرر
فاني انقيك مثل الذهب
تمتع بنعمة الله ففيها الكفاية . تناول قوة الله فهي في الضعف تُكمل .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
330 - هل يتعلّم الانسان من الاحداث التي تحدث حوله ؟ او بصيغة اخرى هل نتعظ ؟ كثيرا ً ما نودع قريبا ً أو صديقا ً الى الحياة الابدية ونفكر في الموت ونتذكر فجأة ً وكأننا لم نعرف من قبل أن أيامنا معدودة وان الابدية مهما بعُدت فهي قريبة وانه يليق بنا ان نستعد لها استعدادا ً افضل ، ويتملكنا هذا الشعور بضعة ساعات او ايام ولكننا سريعا ً ما ننسى ونغمر انفسنا في ما كانت مغمورة فيه ناسين ما تأثرنا به عن قصر الحياة وقلة أهميتها إذا ما قيست بالابدية . نذهب الى الكنيسة ونستمع الى مواعظ مؤثرة ونقرر انه لا بد ان نبدأ عهدا ً جديدا ً مع الله يخلو من كل آثار الحياة القديمة ونسير في الطريق أياما ً ، الا ان احداث الحياة تنسينا كل ما اعتزمناه وإذا بنا نعود مرة ً أخرى الى الاركان الضعيفة التي كنا مستعبدين لها من قبل . ولسنا في هذا وحدنا بل يشاركنا فيه العالم كله . كم مرة ً تكلم الله لبني اسرائيل كلاما ً مباشرا ً أو عن طريق الملوك والانبياء وتابوا وندموا ثم عادوا الى الشر ، كم مرة ضربهم الله وادبهم وتابوا ولكن التوبة لم تستمر . كم مرة ادبنا الله في حياتنا الخاصة بانواع تأديبات ٍ ادركناها إذا لم يدركها أحد غيرنا وتبنا الى الله ثم عدنا واخطأنا اليه . كم مرة احسن الله الينا على غير استحقاق وادركنا محبته ثم نسيناها بعد قليل . الحقيقة ان كل احداث العالم التي تحدث معنا والتي تحدث في البيئة المحيطة بنا لا يمكن ان تؤثر في احدنا تأثيرا ً دائما ً ً. ان التغيير الحقيقي الوحيد هو الذي يعمله الروح القدس عندما نسمح له بأن يسكن فينا ويملأ حياتنا ويرشدنا ويسيطر على كل قوانا ويوجهها التوجيه الصحيح في كل وقت وكل مجال . قال المسيح : " أَنَا الْكَرْمَةُ وَأَنْتُمُ الأَغْصَانُ. الَّذِي يَثْبُتُ فِيَّ وَأَنَا فِيهِ هذَا يَأْتِي بِثَمَرٍ كَثِيرٍ ، لأَنَّكُمْ بِدُونِي لاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَفْعَلُوا شَيْئًا." ( يوحنا 15 : 5 ) . وقال بولس الرسول : " لأَنَّ اللهَ هُوَ الْعَامِلُ فِيكُمْ أَنْ تُرِيدُوا وَأَنْ تَعْمَلُوا مِنْ أَجْلِ الْمَسَرَّةِ. " ( فيلبي 2 : 13 ) . " سَتَنَالُونَ قُوَّةً مَتَى حَلَّ الرُّوحُ الْقُدُسُ عَلَيْكُمْ " ( اعمال الرسل 1 : 8 ) .
لا تقل أنا قوي ، لا تقل انا غني ، لا تقل انا مكتفي ولست محتاج . تأكد انك ضعيف لكنك قوي بالمسيح ، وانك لا شيء ولكنك ذا قيمة عظيمة متى كنت في المسيح ، المسيح يحبك كيفما انت لهذا يدعوك ان تأتي اليه وتطلب الامتلاء من روحه القدوس فيحيا فيك فتصبح بطلا ً في المسيح فيغيرك بالكامل متى طلبت ان يسكن روحه فيك فينقيك ويطهرك ويرشدك ويعينك ويلبسك الانسان الجديد بثياب البر الطاهرة . تقدم اليه انه بانتظارك ، لا تفكر كثيرا ً ، لم يبقى من الوقت الا القليل " لأَنَّ الأَيَّامَ شِرِّيرَةٌ " ( افسس 5 : 16 ) . سيأتي قريبا ً فاستعد للقائه لتحيا الى الابد معه .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
331 - لو شعرت ان كل الابواب مغلقة امامك فثق ان كل باب مغلق له مفتاح عند الله ، وإن احاطتك التجارب والضيقات من جميع الجهات فاعلم ان كل مشكلة لها الف حل عند الله ، وان كنت في حالة حزن ويأس فثق ان حزنك سيتحول الى فرح وكل سقوط لا بد ان يكون معه قيامة ونصرة وكل ظلمة سيأتي بعدها نور لأنه هناك رجاء . لا تيأس بل ثق أن هناك رجاء ، فما اجملها حياة الرجاء . مهما بدا لك ان جميع الابواب مغلقة ، لا تضعف ولا تخور . ومهما كان الامر عسير والتجارب محيطة بك من كل جانب اعلم ان عند الله للموت مخارج ، يقول لك الرب لن اتركك . تأكد ان هناك رجاء مهما تعقدت الامور فالله لا يتركك حتى ان تخلى عنك الجميع ، انه ينظر اليك في حنان الأب ويقول لك ثق يا ابني لن اتركك للفشل ، لن اتركك للضيق والحزن ، لن اتركك للعوز ، لن اتركك للظلم ، لن اتركك للتجارب والضيقات ، لن اتركك للسقطات فأنا اله المستحيلات . ثق انه سيأتي الوقت الذي سأحول فيه حزنك الى فرح . ثق يا أبني انني سانتهر الريح والعواصف واريحك في كل الأمور حتى وان شعرت ان الجميع تركوك في محنتك فأنا لن أتركك أبدا ً . لقد هلك يهوذا لأنه فقد رجاءه وشنق نفسه ، بينما رجاء القديس بطرس الرسول جعله يبكي مرا ً ويتوب عما فعله وبرجائه وتوبته أعاد له الرب رسوليته مرة اخرى في قوله : " أَتُحِبُّنِي ؟ " يا بطرس ثلاث مرات . فالرجاء يعطي القلب الفرح الدائم ، فلنصلي جميعا ً أن يعطينا الرب هذا الرجاء .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
332 - حين نزلت بايوب النوازل ، حين ضاع كل ما له ومات كل ابنائه ، حين فقد كل شيء وانطرح في التراب مضروبا ً مقروحا ً مريضا ً عاجزا ً وهو محطم الجسد ، مكسور القلب حزين ، التف حوله بعض اصحابه يحاولون ان يعزوه بكلام كثير تعب منه وتضجر ورفع قلبه بشكواه الى الله يتسائل ويتباكى ، يتمزق بين اليأس والأمل ، أجابه الله من العاصفة وقال : " اُشْدُدِ الآنَ حَقْوَيْكَ كَرَجُل ، فَإِنِّي أَسْأَلُكَ فَتُعَلِّمُنِي .أَيْنَ كُنْتَ حِينَ أَسَّسْتُ الأَرْضَ ؟ أَخْبِرْ إِنْ كَانَ عِنْدَكَ فَهْمٌ. مَنْ وَضَعَ قِيَاسَهَا " ( ايوب 38 : 3 – 5 ) . كلمات اعادت الى ايوب رشده ، من هو من اعمال الله الجبارة ؟ أين هو فيها ؟ وجه الله نظره الى الارض والبحر والنجوم ، جعله يمعن النظر ويرى ويتعلم . كان حديث ايوب واصحابه يتسم بالتشاؤم والاحباط والفشل والضياع واراد الله ان يرفعه من تلك الحمأة ، اراد ان يعيد اليه الرجاء والتفاؤل والاتكال فقال : " أَدَخَلْتَ إِلَى خَزَائِنِ الثَّلْجِ ، أَمْ أَبْصَرْتَ مَخَازِنَ الْبَرَدِ ، الَّتِي أَبْقَيْتَهَا لِوَقْتِ الضَّرِّ " ( ايوب 38 : 22 ، 23 ) الخزائن مملوءة بالثلج ، ثلج كثير لا حصر له ، المخازن عامرة بالبَرَد القاتل المهلك لكن الله لايخرج ما بها بلا وعي ٍ أو قصد أو حكمة ، يخرجها بقدر لنفعنا وصالحنا . التجارب والمشاكل والمتاعب التي تلم بنا أدوات في يد الله للبركة ، للرحمة ، للخير والمنفعة . لو نظرنا بعين الايمان للغيوم الداكنة السوداء لتحولت الى الوان قوس قزح جميل ، لو تأملنا في النوازل التي تنزل بنا بعين الاتكال على الله لاختبرنا فيها محبة الله ونعمته ، ولو استدعينا احداث الماضي القاسية التي اظلمت حياتنا ، لو تذكرنا ما مر بنا من الم وما احاط بنا من يأس وقنوط وخوف لكنا نرى كيف كانت يد الله معنا ، كيف التفت اصابعه حولنا تحمينا وتحفظنا ، كيف صار بجوارنا وامسك بايدينا الطريق كله ، يسمح بها ليهذب حياتنا ليشذبنا ، ليجذبنا اليه ، ليجعل منا ابناء صالحين له . حين نسقط في تجربة وسط اعماق الهاوية في الظلام نرى نوره يملا قلوبنا . حين تعتصرنا شدة ٌ وتضغط علينا وتبرك علينا بثقلها نجد يده ترفع وتحمل وتعين . نتصور حين نمر في ضيق ٍ ان كل ما في العالم من ضيق حل بنا ونزل ساحتنا . يخيل لنا حين نقع في مشكلة ان كل المشاكل تراكمت وتجمعت وهبت علينا . خزائن الله مملوءة ٌ وهو لا يسمح الا بما هو لصالحنا وخيرنا لبنائنا وصقلنا . مخازن الله عامرة وهو يحفظنا منها ويحفظها عنا ولا يمرر من بين اصابعه الا ما يريد . لا ترتعب حين يلم بك مرض ، لا تخف حين تسقط في فشل . الله يرفعك بكلتا يديه الى اعلى .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
333 - ثروة لا تخضع للضرائب

ذهب أحد مأموري الضرائب على احد خدام الرب ليحاسبه على ارباحه فقال له الخادم : اني رجل غني . فاسرع رجل الضرائب واخرج قلمه وابتدأ بسؤاله :
- حسنا ً وماذا تمتلك ؟
فأجابه الخادم : انا امتلك المخلّص الرب يسوع المسيح الذي احبني حتى الموت ووهب لي الحياة الابدية والذي اعد لي مكان في المدينة السماوية .
- وماذا أيضا ً ؟
- عندي الكتاب المقدس فيه لي كل مشورة الله .
- وماذا أيضا ً ؟
- عندي زوجة شجاعة وتقية وكما قال سليمان : " اِمْرَأَةٌ فَاضِلَةٌ مَنْ يَجِدُهَا؟ لأَنَّ ثَمَنَهَا يَفُوقُ اللآلِئَ." ( امثال 31 : 10 ) .
- وتابع مأمور الضرائب : وماذا ايضا ً ؟
- فقال الخادم : اولادي مطيعين اتقياء يحبون الله .
- وماذا أيضا ً ؟
- وقلب فرحان يساعدني على اجتياز مصاعب الحياة بسرور .
- وماذا أيضا ً ؟
- اخوة لي في المسيح يحبونني ويصلون لأجلي ، ينصحونني ويساعدونني يسترون ضعفاتي .
- وماذا بعد ؟
- هذا كل ما امتلكه .
وعنئذ ٍ نهض رجل الضرائب بعد ان أغلق دفتره وقال له : انك بالحقيقة رجل ٌ غني غير ان ممتلكاتك لا تخضع للضرائب .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
334 - اللؤلؤة الثمينة

في ايام الاعياد يكثر البيع والشراء وتعلن بعض المحلات عن فرص لكسب كبير . وكثيرا ً ما يكون الاعلان كذبا ً وخداعا ً ، ولعل اغلب الناس يتأثرون بالحركة التجارية وما يختلط بها من انفاق ٍ وأخذ ٍ وعطاء ولا يرون الى جانب الهدايا شيئا ً مثيرا ً في العيد . يحدثنا المسيح عن انسان من هذا القبيل كان تاجر مجوهرات وقد اشترى وباع الكثير واكتسب خبرة كبيرة في القيم الصحيحة للمقتنيات وذات يوم ٍ وجد لؤلؤة واحدة كانت تختلف عن كل اللآلئ لم يرى مثلها من قبل وادرك قيمتها ورأى انه لن يبلغ غايته كتاجر محنك حتى يستحوذ على هذه الجوهرة فابتدأ يحصي ما عنده من مال إذا باع هذا وذاك حتى يشتري هذه اللؤلؤة الثمينة وادرك بعد حساب قليل انه لكي يملك هذه الدرة لا بد له ان يبيع كل ما يملك ويدفعه ثمنا ً للجوهرة الواحدة وهاله الامر فكل جوهرة ٍ كانت عزيزة عليه ، كيف يتخلى عنها واعاد هذا التاجر التأمل فيها وكانت جواهره كلها براقة جذابة ثم تركها جانبا ً وتطلع الى اللؤلؤة الفريدة ورأى فيها ما لم يره في أي مما اقتناه من قبل فمضى وباع كل ما كان له واشترى الجوهرة الواحدة ولم يندم .
كلنا هذا التاجر تبهرنا أضواء كثيرة براقة في العالم حتى نأتي الى المسيح ونقارن بين ما يعطيه هو وما يعطيه العالم وإذا بكل المجوهرات التي تأخذ بالبابنا زجاج ٌ ملون تضغط عليه فينكسر ولا يصيبك منه الا جراح وآلام ، قارنه إذا شئت بجوهرة الحياة مع المسيح وما فيها من سلام وفرح وقوة وانتصار لا شك تندم على ما فاتك في جمع لآلئ مزيفة .
ايها الشاب الغني يقول لك المسيح : اِذْهَبْ بِعْ كُلَّ مَا لَكَ وَتَعَالَ اتْبَعْنِي . فهل انت قادر ايها الغالي على قلب الرب الذي اعطاك كل شيء ان تترك كل ما يبهرك في هذا العالم وتضعه عند اقدام يسوع ؟ هل تقدر ان تبيع كل جواهرك التي اسرت قلبك وتشتري سلام وفرح وانتصار يسوع ولا تتهاون أو تتأنى . قدم كل شيء للرب يسوع فلن تندم ستربح الحياة الابدية .


A-Igreja-Existe-Para-Ser-Missionaria.jpg
 
التعديل الأخير:

†السريانيه†

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
20 نوفمبر 2006
المشاركات
902
مستوى التفاعل
8
النقاط
0
الإقامة
في حمى العلي
تقول كلمة الله ان الايمان يطرح الخوف الى خارج .
أن كان أيمانك لا يحررك من المخاوف ولا يمنحك السلام ،
ليس هذا هو الايمان الصحيح الذي انت بحاجة اليه
امين ...​
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
تقول كلمة الله ان الايمان يطرح الخوف الى خارج .
أن كان أيمانك لا يحررك من المخاوف ولا يمنحك السلام ،
ليس هذا هو الايمان الصحيح الذي انت بحاجة اليه
امين ...​
شكرا ً السريانية
الرب يباركك
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
335 - يتحدثون هذه الايام عن جرائم قتل الاسرى وقت الحروب ، أسرى عاجزين يُقتلون ، والأسير عاجز مقيد اليدين والقدمين محجوز خلف جدران سميكة وقضبان حديدية ؟ الأسير غير السجين ، الأسير جندي يحارب انهزم وفقد سلاحه واقتنصه العدو . يخرج من صفوف الجيش ، يُلغى ، يُصبح بلا فائدة لا حول له ولا قوة ولا مكان . لا مكان له في جيشه أو في بلده أو في وطنه ، أسير ٌ حبيس ٌ في أرض الاعداء . يصوّر المزمور 137 حال الأسير في أرض أسره ، يقول : " عَلَى أَنْهَارِ بَابِلَ هُنَاكَ جَلَسْنَا ، بَكَيْنَا أَيْضًا عِنْدَمَا تَذَكَّرْنَا صِهْيَوْنَ .عَلَى الصَّفْصَافِ فِي وَسَطِهَا عَلَّقْنَا أَعْوَادَنَا........ كَيْفَ نُرَنِّمُ تَرْنِيمَةَ الرَّبِّ فِي أَرْضٍ غَرِيبَةٍ ؟ إِنْ نَسِيتُكِ يَا أُورُشَلِيمُ ، تَنْسَى يَمِينِي " . الأسر ليس أسر الجسد فقط . الجسد إن غاب وقتا ً يأتي يومٌ ويعود . أسير الجسد أسير القلب حزين منكسر عاجز عن الفرح والغناء والراحة ، يعلّق عوده على الصفصاف ، يصمت العود ويخرس ، أوتاره ساكتة ٌ مشلولة ، وينظر الأسير الى بلده وأرضه بشوق ويصلي كل يوم ٍ طالبا ً العودة ، وينفطر القلب وتدمع العين وترتجف الشفتان بالحزن واللوعة في الأرض الغريبة . ويقف المسيح ويعلن : " رُوحُ الرَّبِّ عَلَيَّ ، لأَنَّهُ مَسَحَنِي لأُبَشِّرَ الْمَسَاكِينَ ، أَرْسَلَنِي لأَشْفِيَ الْمُنْكَسِرِي الْقُلُوبِ ، لأُنَادِيَ لِلْمَأْسُورِينَ بِالإِطْلاَقِ ولِلْعُمْيِ بِالْبَصَرِ، وَأُرْسِلَ الْمُنْسَحِقِينَ فِي الْحُرِّيَّةِ ، وَأَكْرِزَ بِسَنَةِ الرَّبِّ الْمَقْبُولَةِ." ( لوقا 4 : 18 ، 19 ) . جاء المسيح الى العالم ليخلّص . اعلن ملاك الرب عن مولده للرعاة وللعالم : " فَهَا أَنَا أُبَشِّرُكُمْ بِفَرَحٍ عَظِيمٍ يَكُونُ لِجَمِيعِ الشَّعْبِ : أَنَّهُ وُلِدَ لَكُمُ الْيَوْمَ فِي مَدِينَةِ دَاوُدَ مُخَلِّصٌ هُوَ الْمَسِيحُ الرَّبُّ. " ( لوقا 2 : 10 ، 11 ) . المخلّص المسيح مجيئه فرح ، فرح الخلاص ، الخلاص من الأسر ، أسر الخطية " كُلَّ مَنْ يَعْمَلُ الْخَطِيَّةَ هُوَ عَبْدٌ لِلْخَطِيَّةِ " ( يوحنا 8 : 34 ) . منسحق ومنكسر القلب . الخطية تسلب الحرية . الخطية تسلب الكرامة . الخاطي مسلوب الارادة ، مسلوب الراحة والسلام ، والمسيح يعرض على هؤلاء عمله ، مهمته ، سلامه وخلاصه ، تحريره . جاء ليحرر ويخلّص ويطهّر ويبرر " فَإِنْ حَرَّرَكُمْ الابْنُ فَبِالْحَقِيقَةِ تَكُونُونَ أَحْرَارًا. " ( يوحنا 8 : 36 ) . لن يتحرر الاسير للخطية الا بالخلاص بدم يسوع المسيح ، هو وحده الذي يحرر . الخطية تقيد العقل والقلب والفكر والارادة . قيود الخطية ثقيلة ٌ قاسية ، لو حاولت التخلّص منها لن تقدر فليست لديك القدرة على كسر قيودها . واحد ٌ فقط هو الذي يقدر ، ذاك الذي حمل خطايانا على الصليب . كل خطايا البشر أخذها معه وعلقها معه ودخل القبر بها وقام تاركا ً إياها . المسيح يعرض عليك الحرية الحقيقية ، الحرية من الخطية ومن سلطانها . حين تأتي اليه يمد يده ويكسر قيودك ويحررك من عبودية الخطية .

 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
336 - فشل الاول وهو يندفع نحو اتباع المسيح دون تحسب للمستقبل وفشل الثاني وهو يتابطأ في اتباع المسيح لتحسبه واهتمامه بالمستقبل ، وجاء الثالث ولعله قد كان سمع ورأى ما تم لصاحبيه الاولين ، قال : " أَتْبَعُكَ يَا سَيِّدُ ، وَلكِنِ ائْذَنْ لِي أَوَّلاً أَنْ أُوَدِّعَ الَّذِينَ فِي بَيْتِي . " ( لوقا 9 : 61 ) لم يندفع فلا يرى الا تحت قدميه ولم يتدبر بحرص ليرى ما وراء الافق لكن فكر بقلبه وقلبه ُ يميل لاتباع المسيح وبعقله وعقلهُ متعلق بمن في بيته . ائْذَنْ لِي فانت من اليوم سيدي لكن اولا ً اودع أهل بيتي . أنت يا رب ، لكنهم هم أيضا ً يا سيد . قبل أن آتي ورائك أودعهم ، طريقان يجذبانه ، رأيان يأسرانه ، " رَجُلٌ ذُو رَأْيَيْنِ هُوَ مُتَقَلْقِلٌ فِي جَمِيعِ طُرُقِهِ." ( يعقوب 1 : 8 ) . قدمٌ تتجه يمينا ً والقدم الاخرى تتجه يسارا ً ، لا يمكن السير والاتباع هكذا . اتبعك يا رب ولكن ، كيف اعترف به ربا ً وأضع شروطا ً لاتباعه ، لكن الاعتذار أشرف ، التراجع أفضل أما امساك العصا من الوسط فهو خداع . وحينما نظرت امرأة لوط خلفها الى ما يجب ان تتركه ، تحولت الى عمود ملح . تمسكنا بما يجب ان نتركه يعوق تقدمه للامام في اتباع المسيح . نظرت امرأة لوط الى ما اراد الله ان يحرقه ويهلكه فتجمدت وهلكت .
حين ننظر الى ما يريد الله ان نتركه ونحمله معنا ونحن نتبعه ، نتثقل به . وإن تثقلنا بهموم العالم واهتمامه ، بأضواء العالم وكنوزه لا نستطيع التحرك . هل لديك ما تفضله عن اتباع المسيح ؟ هل يوجد ما يستحق أن تتشبث به ؟ ماذا يستحق أي مجد في العالم ، كل ما في العالم هالك زائل . اتباع المسيح مجدٌ باق ٍ أزلي . اتباع المسيح يقود الى الحياة الابدية . قد تبدو مطالب اتباع المسيح صعبة ، هي فعلا ً صعبة ، صعبة على من يتردد ويقارن ، صعبة على من لا يتحد بالمسيح ويرتبط به . التبعية مكلفة . التبعية قد تكلف كل شيء قد تكلفك كل ما لك في العالم . عدم التبعية لا يكلف شيئا ً ، قد لا يكلف شيئا ً الآن لكن فيما بعد يكلفك الحياة الابدية التي لا تنتهي وهذه تكلفة غالية ، غالية ٌ جدا ً . حين دعا الله النبي اليشع لكي يتبعه ذهب اليه ايليا النبي في حقله ، كان يحرث حقوله وابقاره ومواشيه أمامه وطرح ايليا ردائه عليه يدعوه للتبعية . طلب ان يقبّل اباه وامه لكن الدعوة أسَرتْه فترك الحقول والابقار وترك حقه في توديع والديه وأخذ البقر وذبحه للرب وتبع ايليا النبي . تكلفة ٌ كبيرة ثقيلة لكن مكافأة اتباع الله مجيدة عظيمة . وقال المسيح للرجل : " لَيْسَ أَحَدٌ يَضَعُ يَدَهُ عَلَى الْمِحْرَاثِ وَيَنْظُرُ إِلَى الْوَرَاءِ يَصْلُحُ لِمَلَكُوتِ اللهِ".( لوقا 9 : 62 ) .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
337 - أيا ً كنت وكيفما كنت واينما كنت أود ان اخبرك عن شيء واحد وهو انك لا بد وأن تقابل الله . كلنا نعلم علم اليقين انك تؤمن بذلك ولا نتصور انك تنكر هذه الحقيقة ولكن هل انت تثق حقا ً انك كخاطئ لا بد ان تتقابل مع اله قدوس ويا لها من مقابلة ، ان كل صغيرة وكبيرة صدرت منك سوف تُكشف وتستعلن حينئذ ٍ بصورتها ، كل خفي سيظهر وكل شيء سيكون عريانا ُ ومكشوفا ُ لعيني الله الفاحصتين ، والآن هل تشعر بقلق اذا تصورت مقابلة الله ؟ هل ترغب ان تتحاشى هذه المقابلة باية وسيلة ؟ وهل ترتبك ان علمت ان وقت المقابلة قريب ؟ أم انك تستطيع ان تفكر في هذا الامر بلا خوف ؟ ان حقيقة الامر هي انك اذا كنت غير مخلّص فما ارهب تلك المقابلة وطالما ان الخلاص ميسور لك وفي متناولك بواسطة الايمان بدم الحمل فانه من واجبك ان تمتلك هذا الخلاص لكي لا تدعى لمقابلة الله وانت غير مخلّص وغير مغفورة لك خطاياك . ان الله قد قرر امرا ً لا ينقض ابدا ً وهو ان كل واحد لا بد ان يعطي حسابا ً عن نفسه امام المسيح أما المؤمن بيسوع فهو الآن بعيد عن الموت الابدي وعن الدينونة ، يا له من مركز مجيد يحصل عليه المؤمن بالنعمة كثمرة لعمل المسيح على الصليب . لقد تألم المسيح مرة لاجل الخطايا ، فكر في كلمة مرة أنه لن يتألم مرةً اخرى مهما صليت أو طلبت فإنه لن يأتي ليموت مرة اخرى على الجلجثة ، كلا فانه لم تبقى بعد ذبيحة عن الخطايا . الا ترى ايها الشخص غير المؤمن ان العمل الذي به يمكن ان تخلص قد عُمل . ان صلواتك واصوامك واعمالك الصالحة لا يمكن لأي شيء منها أو جميعها مجتمعة أن تكمل ذلك العمل فأنه قد أُكمل . لقد سُر وشبع بمن اكمل هذا العمل ويسوع نفسه لك إن كنت تؤمن به . لقد أعطاك الله اياه فهل تقبل عطية الله التي لا يعبر عنها أم انت مُصر على رفضها .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
338 - متى نتكلم مع الله ومتى نصمت أمامه ؟ اختبر كثيرون الحديث مع الله الذي نسميه الصلاة ولكن لا أدري كم منا قد اختبروا الصمت أمام الله . قال سليمان في سفر الجامعة 5 : 2 " لاَ تَسْتَعْجِلْ فَمَكَ وَلاَ يُسْرِعْ قَلْبُكَ إِلَى نُطْقِ كَلاَمٍ قُدَّامَ اللهِ ، لأَنَّ اللهَ فِي السَّمَاوَاتِ وَأَنْتَ عَلَى الأَرْضِ ، فَلِذلِكَ لِتَكُنْ كَلِمَاتُكَ قَلِيلَةً." . عندما تركع أو تحني رأسك أمام الله لتصلي لا تتعجل ، اصمت قليلا ً ، تصور نفسك ساجدا ً أمام الاله القدير ورغم انه يحبك ويقبل منك أي كلام الا انه لا يليق بك أن تقول له كلاما ً تافها ً ، ثم من فينا يحسن الكلام أمام الله ؟ ولا واحد . اننا نحتاج الى الروح القدس الذي يرشدنا الى ما يجب أن نقوله في الصلاة . قال الرسول بولس في رسالته الى اهل رومية 8 : 26 " لأَنَّنَا لَسْنَا نَعْلَمُ مَا نُصَلِّي لأَجْلِهِ كَمَا يَنْبَغِي. وَلكِنَّ الرُّوحَ نَفْسَهُ يَشْفَعُ فِينَا بِأَنَّاتٍ لاَ يُنْطَقُ بِهَا." فقبل أن تبدأ في الصلاة انتظر ارشاد الروح القدس . ثم وانت تصلي لا ترص طلباتك رصا ً ، اسأل نفسك : هل فعلا ً تحتاج الى هذا الشيء الذي طلبته أم انك تطلب لمجرد الكلام ولا تنتظر ان يعطيك الله ما طلبت ؟. عندما تصلي من اجل مريض هل تعتقد فعلا ً ان الله يسمع صلاتك ويشفيه ؟ قال يسوع : " كُلُّ مَا تَطْلُبُونَهُ حِينَمَا تُصَلُّونَ ، فَآمِنُوا أَنْ تَنَالُوهُ ، فَيَكُونَ لَكُمْ " ( مرقس 11 : 24 ) . ليس هذا فقط ولكن بعد ان تنتهي من الصلاة اصمت قليلا ً واستمع الى صوت الرب . ان الصلاة ليست رسالة من طرف واحد فالطرف الآخر يريد أن يرد عليك فالله يريد ان يعطيك ما طلبت أو ان يخبرك كيف تحصل عليه أو ان يصحح لك خطأ في طلبك . لا تتعجل في الانصراف من أمام الله ، انتظر قليلا ً ، قال داود : " اِنْتِظَارًا انْتَظَرْتُ الرَّبَّ ، فَمَالَ إِلَيَّ وَسَمِعَ صُرَاخِي " ( مزمور 40 : 1 ) إن كنت محتاج الى طبيب وذهبت اليه وشرحت له حالتك وكل ما يؤلمك فهل تكتفي بذلك وتشكره وتخرج ؟ أم تصمت وتصغي لتعليماته وارشاده لك وكيف تستعمل الدواء الذي سيصفه لك لهذا فالصلاة هي حوار مع الله ، انت تتكلم وتصمت ليتكلم هو وهذا طبعا ً لا يحصل ان لم تكن مملوءا ً من الروح القدس ، لذلك اطلب كل يوم الامتلاء من روح الله القدوس لتقضي فترة ممتعة في حضرة الرب وتأكد انك ستتلذذ بالرب .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
339 - لا تجعل مركزك أو انشغالاتك تمنعك عن مساعدة الآخرين ، هذا العمل النبيل ، لا تتأخر عن تقديم المساعدة لكل محتاج وتذكّر مثلك الاعلى في ذلك . لقد قال الرب يسوع عن نفسه لتلاميذه : " أَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ لَمْ يَأْتِ لِيُخْدَمَ بَلْ لِيَخْدِمَ ، وَلِيَبْذِلَ نَفْسَهُ فِدْيَةً عَنْ كَثِيرِينَ " ( متى 20 : 28 ) . عندما اراد المسيح ان يعلّم تلاميذه عن الخدمة بتواضع حسب انجيل يوحنا 13 " أَخَذَ مِنْشَفَةً وَاتَّزَرَ بِهَا " ثم غسل أرجل جميعهم . إن كان هناك شخصا ً في الوجود يحق له أن لا يَخدم الناس بل أن يُخدم من الناس هو الرب يسوع المسيح ، لكنه فعل عكس ذلك وترك لنا اعظم وأنبل وارفع مثال ٍ لكي نقتدي ونقتفي آثاره المباركة .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
340 - ينتظر الانسان الرب ، يدعوه وينتظره حتى يحل ببركته عليه . عاش داود النبي يرنم بانتظاره الرب ويدعو الجميع لينتظروه مثله يقول " انْتَظَرْتُكَ يَا رَبُّ. انْتَظَرَتْ نَفْسِي " الرب . " نَفْسِي تَنْتَظِرُ الرَّبَّ أَكْثَرَ مِنَ الْمُرَاقِبِينَ الصُّبْحَ." ( مزمور 130 : 5 ، 4 ) . يرسل نظره ويصيغ بسمعه وينتظر الرب بخشوع ورجاء وأمل وايمان ودائما ً يأتي الرب ويكافئ منتظريه " اِنْتِظَارًا انْتَظَرْتُ الرَّبَّ ، فَمَالَ إِلَيَّ وَسَمِعَ صُرَاخِي وَأَصْعَدَنِي مِنْ جُبِّ الْهَلاَكِ ، مِنْ طِينِ الْحَمْأَةِ ، وَأَقَامَ عَلَى صَخْرَةٍ رِجْلَيَّ . ثَبَّتَ خُطُوَاتِي ، وَجَعَلَ فِي فَمِي تَرْنِيمَةً جَدِيدَةً ، تَسْبِيحَةً لإِلهِنَا .... طُوبَى لِلرَّجُلِ الَّذِي جَعَلَ الرَّبَّ مُتَّكَلَهُ " ( مزمور 40 : 1 – 4 ) . ويعد الوحي المقدس في سفراشعياء النبي منتظري الرب بالقوة والبأس " اَلْغِلْمَانُ يُعْيُونَ وَيَتْعَبُونَ ، وَالْفِتْيَانُ يَتَعَثَّرُونَ تَعَثُّرًا.وَأَمَّا مُنْتَظِرُو الرَّبِّ فَيُجَدِّدُونَ قُوَّةً. يَرْفَعُونَ أَجْنِحَةً كَالنُّسُورِ. يَرْكُضُونَ وَلاَ يَتْعَبُونَ . يَمْشُونَ وَلاَ يُعْيُونَ." (اشعياء 40 : 30 ، 31 ) . وليس نحن فقط الذين ننتظر ، الله نفسه أيضا ً ينتظر ، ينتظرنا ، الله ينتظر ليرحمنا ، الله ينتظر ليستجيب لنا ، الله ينتظر ليأتي الينا . يقول اشعياء النبي : " وَلِذلِكَ يَنْتَظِرُ الرَّبُّ لِيَتَرَاءَفَ عَلَيْكُمْ. وَلِذلِكَ يَقُومُ لِيَرْحَمَكُمْ ، لأَنَّ الرَّبَّ إِلهُ حَقّ. طُوبَى لِجَمِيعِ مُنْتَظِرِيهِ." ( اشعياء 30 : 18 ) ونتسائل إن كنا ننتظره نحن وإن كان ينتظرنا هو فلماذا تأجيل الاستجابة ، اذا كان انتظارنا محمودا ً فلماذا انتظاره وهو القادر على كل شيء ؟ لله قصد ، لله توقيت ، لله تخطيط وترتيب . الله ينفذ في وقته . الله يعد الفرصة السانحة ليرحم ويترأف ويستجيب ويأتي . في حكمته ينتظر حتى تنضج الثمرة وتصبح صالحة ً للأكل ويحين وقت قطافها . في رحمته ينتظر فلا يأتي قبل الأوان ولا ينفذ حتى يحل الزمان المناسب تماما ً . لو قدم لنا الثمر قبل نضجه لكان فجا ً مالحا ً مرا ً ضارا ً يمرضنا ويضرس اسناننا . لو جاء الينا قبل ان نستعد للقائه لأحرجنا واخجلنا وأربكنا وآلمنا . ينتظر الربُ حتى نمر في أيام مظلمة وتجارب معتمة واختبارات متنوعة فنتقوى وتتقوى سواعدنا وتشدد نفوسنا ويتزكى ايماننا وتتضاعف بركاته لنا . الله ينتظر منك أن تنتظره ، في انتظارك ينتظر هو حتى يحل ملء الزمان فيجيء . انتظرته الأجيال وترقبته الانظار آلاف السنين ، وحل الموعد وجاء ملء الزمان وارسل الله ابنه لخلاص العالم . في وقته ، في حينه ، بعد انتظارك وانتظاره يأتي ، يأتي اليك بالخير والرحمة ، بالرأفة والبركة .



 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
192
النقاط
63
341 - اختار الله جدعون لينقذ به شعبه من ظلم المديانيين واعتدائهم المتكرر عليهم ، وكان جدعون الأصغر في بيت ابيه وكانت عشيرته " هِيَ الذُّلَّى فِي مَنَسَّى " ( قضاة 6 : 15 ) . وداهمه الشك ولم يصدق كلام الله وتردد في طاعته . وفي مواجهته لله قال له : إِنْ كُنْتَ تُخَلِّصُ بِيَدِي شعبك كَمَا تَكَلَّمْتَ فها انا اضع جزة الصوف فان كان طل عليها وجفاف على الارض حولها أصدق وترك جزة الصوف امام الله وفي الصباح وجد الجزة مبتلة والارض جافة ، لكن ذلك لم يجعله يؤمن فعاد يقول لله : " لاَ يَحْمَ غَضَبُكَ عَلَيَّ فَأَتَكَلَّمَ هذِهِ الْمَرَّةَ فَقَطْ " وكانت المرة الثانية وطلب من الله ان تكون الجزة الصوفية جافة والارض مبتلة وفي الصباح وجد الارض مبتلة بالطل والجزة جافة فآمن واطاع الله . الايمان مراحل . ايمان جدعون كان ايمانا ً حسيا ً ، آمن بعد أن تحسس الجزة ، مرتان ينتظر علامة ً من الله ، مرتان يطلب أن يؤكد الله قوله حتى يؤمن . الايمان الحسي ، ايمان جدعون وايمان توما ايمان حقيقي ولكنه ناقص لذلك قال المسيح لتوما بعد ما صاح " رَبِّي وَإِلهِي ...لأَنَّكَ رَأَيْتَنِي يَا تُومَا آمَنْتَ طُوبَى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَرَوْا " . هذا هو الايمان غير الحسي ، الايمان المجرّد . ونراه عندما كان بولس الرسول في السفينة وهاجمتها العاصفة بعنف وشدة حتى رموا كل حمولة السفينة ثم آثاثها ، ويقول بولس الرسول : " وَإِذْ لَمْ تَكُنِ الشَّمْسُ وَلاَ النُّجُومُ تَظْهَرُ أَيَّامًا كَثِيرَةً ، وَاشْتَدَّ عَلَيْنَا نَوْءٌ لَيْسَ بِقَلِيل ، انْتُزِعَ أَخِيرًا كُلُّ رَجَاءٍ فِي نَجَاتِنَا." ( اعمال الرسل 27 : 20 ) . وسط ذلك اليأس كله لا ضوء من الشمس نهارا ً ولا تظهر النجوم ليلا ً ، وسط ذلك كله يقول بولس الرسول " سُرُّوا أَيُّهَا الرِّجَالُ ، لأَنِّي أُومِنُ بِاللهِ " ( اعمال الرسل 27 : 25 ) . يؤمن بالله الذي له والذي يعبده والذي وعده بأن يخلّصه . برغم الظروف يؤمن بولس بالله ، وسط الظلام والعاصفة ، وسط خطر الموت يؤمن بدون ان يرى بارقة أمل ولا طريق خلاص ، يؤمن ايمانا ً مطلقا ً ، يؤمن بالله الذي بيده السفينة والعاصفة والشمس والنجوم ، يؤمن به ، هذا هو الايمان الحقيقي المجرّد المطلق الذي لا تهزه عاصفة ٌ أو خطر ، ايمان ٌ راسخ قوي لا تهزه اهتزازات السفينة تحت ضربات الامواج ، ايمان شامخ ٌ سام ٍلا تحنيه ضربات الزوابع ولا صخب الرعد ، هو الله وسط العاصفة ، هو الله في اعماق الظلام .
حين تهاجمك مخاطر الحياة لا تفزع ، انظر اليه بايمان ٍ حقيقي . حين يتخلى عنك الجميع ، حين تتصور نفسك وحيدا ً مُد يدك له بثقة . تمسّك بايمانك ، تمسك بالله ، أمسك يده فيده ممدودة لك دائما ً ، يده دائما ً في متناولك .
 
أعلى