بداية يجب ان تعلم ان الرسالة موجهة ل الكنيسة التي في مدينة كورنثس في جنوب بلاد اليونان وو ان الرسول بولس كتب في رسالته و صاية عامة و وصايا خاصة يعالج بها بعض المشاكل التي كانت تهدد الكنيسة في المدينة المذكورة .
كورنثوس مدينة قديمة جداً. في عام 146 ق.م تم تدميرها بالكامل بسبب قيادتها للمقاومة اليونانية ضد الجيوش الرومانية. وقد أعُيد بناءها بعد مئة سنة (عام 46 ق.م) على يد يوليوس قيصر، وأصبحت عاصمة مقاطعة (ولاية) أخائية باليونان.
وفد اشتهرت المدينة باقتصادها القوي لانها كانت في مكان استراتيجي في الجزء الجنوبي لليونان، ويربطها بالجزء الشمالي برزخ صغير لا يزيد عرضه على ستة كيلومترات. وموقعها هذا جعلها من أعظم المراكز التجارية في العالم القديم
بجانب شهرة مدينة كورنثوس الاقتصادية، اشتهرت بالفساد والشر، حتى أصبحت الكلمة اليونانية المترجمة " كورنثوسي" تعني حياة السكر والدعارة. كان بها هيكل أفروديت؛ إلهة الحب، الذي حوى (1000) من الكاهنات العاهرات، اللاتي كن يعرضن أجسادهن - كل مساء- لرجال كورنثوس في جميع طرقات المدينة.
وبسبب إنفتاحها صارت مثلاًً للفساد الخلقي والزنا، وصار مثلاً "عش كورنثياً" أي عش فاسداً، وكانت كلمة فتاة كورنثية تعنى فتاة داعرة.
لذلك وجب معرفة الاسباب التي جعلت بولس يكنب لكنيسة كورونثس !
اما عن موضوع المراءة و سلوكها في الكنيسة فاقتبس ارد التالي :
أولاً أن الترجمة العربية في هذا المقطع غير دقيقة أو حتى مغلوطة وذلك بمقارنتها مع النص اليوناني الأصلي الذي أعرفه جيداً ففي الترجمة العربي وردت هذه الآية بالشكل التالي
ولكن لست آذن للمرأة أن تعلّم ولا تتسلط على الرجل بل تكون في سكوت .
بينما الأصل اليوناني مكتوب بالشكل التالي
Εις γυναικα ομος γεν συγχωρω να ΛΑΛΕΙ,μηδε να αυθεντευη επι του ανδρος.αλλα να ησυχαζη.
فالأصل اليوناني لم يكتب فيه كلمة تعلّم بل كلمة تتكلم وهناك فرق بين الكلام الغوغائي والعشوائي بدون أي أذن أو سلطة وبين التعليم النابع من السلطة والموهبة المعطاة من الرب يسوع المسيح بالروح القدس.
كما يتابع النص اليوناني قائلاً أن المرأة لا يجب أن تترأس أو تتسلط على الرجل، عن أي رجل يتكلم هنا الرسول بولس؟
يتكلم عن زوج كل إمرأة على حدة، أي أن الرب لا يريد من المرأة أن تتسلط على رجلها- لأن هذا ما تفعله غير المؤمنات -بل أن تخضع له.
وهنا دعونا نرى ما تقوله كلمة الرب عن معنى خضوع المرأة لرجلها (ليس لأي رجل سلطان إلاّ على زوجته فقط. والرجل الذي يظن أنه يستطيع أن يأمر ويتسلط على أي إمرأة وواجبها أن تطيعه، هو بحاجة لأن يستيقظ من أحلامه.)
ففي تكوين 3 : 16
16 وقال للمرأة تكثيرا اكثر اتعاب حبلك.بالوجع تلدين اولادا.والى رجلك يكون اشتياقك وهو يسود عليك.
.يقول لحواء أن إشتياقها سيكون لرجلها وهو سيسود عليها أي أن رجلها وحده هو الذي سيسود عليها وليس أي رجل آخر أيّاً كان فقط لكونه رجل.
يوضح الرسول أنه إن كانت المرأة مؤمنة والرجل غير مؤمن بعد، فخضوعها له سيقوده للإيمان بدون وعظ من المرأة ولكن مع هذا الخضوع يجب أن تلاحظ المرأة أن تكون سيرتها أمام زوجها وأمام المجتمع طاهرة ومقدسة حسب تعليم الكتاب.
ومن ثم ففي كنيسة كورنثوس فقط كانت هناك الكثيرات من اللواتي كن زانيات وأختبرن الولادة الثانية والتجديد بواسطة دم الرب يسوع المسيح، ولكن بعض من عاداتهن التي اعتدن عليها في حياتهن السابقة تبعتهن الى الكنيسة. من ضمن هذه العادات الفوضى في الكلام وعدم الإنصات لمن يتكلم ومقاطعته والإنشغال عنه باحاديث جانبية جهراً وهمساً. هذه العادات سببت داخل الكنيسة نوعاً من الضوضاء وعدم الاٍحترام وفقدان النظام في صفوف المؤمنين ولهذا يقول الرسول بولس فيما بعد في
1 كورنثوس 14 : 33 لأن الرب ليس إله تشويش بل إله سلام.
وفي 1 كورنثوس 14 : 40 وليكن كل شيء بلياقة وبحسب ترتيب
متكلماً بهذا عن النبوّات وعن التكلم بالألسنة لأن من النساء من تنبأن في الكنيسة على أيام بولس الرسول. فبينما كانت الواحدة منهن تتنبأ، كانت الأخرى تقاطعها وتتنبأ فوقها أو كانت الأخرى تتسائل بصوت عال عن معنى هذه النبوّة! هذا سبب ضوضاءً وفوضى وقلة إحترام في الكنيسة .
و ايضا ان هذا الامر يبدو انه قد اقتصر على كنيسة كورنثس و الا لماذا لم يعطي الرسول بولس نفس الأمر لكنيسة أفسس ولكنيسة كولوسي ولكنيسة تسالونيكي؟ ولماذا لم يتكلم عنه بطرس في رسائله الثلاثة؟ وكذلك الرسول يوحنا في رسائله وفي رؤيا يوحنا لم يذكر أي شيء عن هذا الموضوع؟ كما أن الرب الاٍله لم يتكلم البتة عن هذا الأمر مع موسى عندما اعطاه الشريعة بتفاصيلها الدقيقة.
يقول القديس كيرلس الأورشليمي
- يطلب الطوباوي بولس من النساء تواضعًا عظيمًا وسلوكًا مقبولاً لدى الجماعة، ليس فقط من جهة ملابسهن ومظهرهن بل ويهتم بذلك حتى في نظام أحاديثهن.
اذا خلاصة القول هو :
هذه المدينة عانى فيها الرسول بولس كثيرا وكثيرا جدا لتعصبها للوثنية واندساس الوثنيين والزناة بين المؤمنين لإثارة الغرائز والحنين للديانة الوثنية لدرجة أن الرسول بولس بعث لكنيستها التي أسسها بثلاث رسائل فُقدت الأولى منها ووبخهم على ممارسات كالتعامل مع جسد الرب ودمه في الأصحاح 11 من الرسالة نفسها .
لذلك فعندما منع المرأة أن تُعلم في الكنيسة أو أن ترفع صوتها بالترتيل والصلاة كان هذا وضعا خاصا بمدينة كورنثوس وما شابهها من المدن .
ولو عممنا هذا الوضع على الجميع وبحرفية مطلقة نصل لنتيجة سخيفة فمثلا في أديرة الراهبات يجب منع الراهبات أن يرفعن أصواتهن بالترتيل والصلاة والردود على الكاهن المحتفل بالذبيحة الإلهية وهذا غير معقول .
في كنائسنا نحن لا نمنع النساء من المشاركة في القداس بمردات الشعب بل نفرح كثيرا بالمشاركة الجماعية ونفرح أكثر إن اكتشفنا صوتا رجاليا أو نسائيا جميلا يسبح الرب ويزيد الصلاة هيبة ووقارا لكن المنع الرسولي هو لمدينة كورنثوس بالتحديد في ذلك الظرف .
المصدر هو عدد من المقالات و التفاسير
نصيحة للاخ طارح الشبهة ان يقرلءة كل الرسالة الموجهة الى اهل كورنثس و ليس ما يقراءة ما موجود على المنتديات الاسلامية