القديس العظيم انبا انطونيوس اب جميع الرهبان

النهيسى

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
27 يوليو 2008
المشاركات
92,326
مستوى التفاعل
3,200
النقاط
113
الإقامة
I love you Jesus
القديس العظيم انبا انطونيوس اب جميع الرهبان




انطونيوس معناه فى اللاتينية : عوض

البابا أثناسيوس يفتخر لأنه حمل الماء للأنبا أنطونيوس

كتب البابا أثناسيوس الرسولى البطريرك الـ 20 سيرة الأنبا انطونيوس وأنتشر قصته فى العالم الغربى وكانت النتيجة أن بدا الغرب النظام الرهبانى نقلاً عن رهبان مصر , وكان البطريرك المصرى يفتخر بكونه عرف القديس أنطونيوس منذ حداثته , وأنه كان يستقى له الماء مراراً كثيرة ( أى يحمل له الماء من البئر إلى قلايته ) وقال عن الأنبا أنطونيوس ما خلاصته (1) : "

ولد القديس الأنبا انطونيوس أب الرهبان فى سنة 251 م فى مدينة أسمها كوما (2) من والدين مسيحيين أشتهرا بالغنى والمال والفضيلة فربياه تربية مسيحية على فعل البر والتقوى , وكان من طبيعته محباً للعزلة والأنفراد يقنع بالشئ البسيط من متطلبات المعيشة , ومع أن والدية لم ينظماه فى سلك التعليم بإحدى المدارس إلا أنهما هذباه بعلومهما ومعارفهما كما تدل كتابات القديس أنطونيوس الباقية إلى ألان التى تدل على مقدرته وتشهد له بالتضلع .

سمع صوت المسيح أثناء قراءة الأنجيل / أذهب وبع كل ما لك

وعندما بلغ الثامنة عشرة حتى فقد أبويه فإلتزم بتربية أخته الصغيرة ويدير حركة أملاكه الواسعة التى تركها له أبويه وكان ينفق منها كثيراً لأغاثة البائسين , وكانت الأفكار المقدسة متملكة عليه كثيراً , وكان معجب من شهادة ألاباء الرسل الذين تركوا كل شئ وتجندوا لخدمة الكلمة , وكيف كان كل مؤمن بواسطتهم يبيع املاكه ويضع ثمنها تحت أقدامهم , وأتفق ذات يوم أنه ذهب إلى الكنيسة كعادته هو وأخته وهذه الأفكار تشغل خاطره , وإذا كان فى الكنيسة يوما وإذا بفصل الأنجيل يقرأ فسمع السيد المسيح يقول لأحد الشبان اليهود الأغنياء : " إن أردت أن تكون كاملاً فإذهب وبع كل املاكك ولأعط للفقراء فيكون لك كنز فى السماء وتعال أتبعنى " ( مت 19 : 11) فحالما سمع هذه العبارة حسبها صوتاً إلهياً ينادبه من السماء فرضخ لهذه المشورة وقرر تنفيذها فقام وباع كل ماله 3000 فدان من أجود الأراضى وترك جزءاً لأخته , وفى اليوم التالى سمع قول الرب فى الكنيسة يقول لا تهتموا بالغد دع الغد يهتم بما لنفسه , وعندما عاد إلى منزلة قرر أن ينفذ ما سمعه فأعطى أخته نصيبها ثم توجه بها إلى دور العذارى التى كانت فى عصره , وعاش فى منزل تظلله جميزة (3) ولما لم يكن له مال على كد يديه بالعمل فقد كان يصنع قففاً وحصراً ويقتات بثمنها , وفى نفس الوقت كان يتقدم فى الفضائل ويروض جسده على طاعة روحه فى عيشة من الزهد والتقوى فكان ينموا فى القداسة يوماً بعد يوم

تابع
 
التعديل الأخير:

النهيسى

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
27 يوليو 2008
المشاركات
92,326
مستوى التفاعل
3,200
النقاط
113
الإقامة
I love you Jesus
بداية معرفة الطريق
ولم تكن الأديرة معروفة فى عصره بل كان الأتقياء الهائمون بحي العزلة والفقر الأختيارى يجتهدون حسب طاقتهم فى الأنفراد عن العالم والأبتعاد عن معاشرة الناس حباً فى العبادة والنسك والتلذذ بالروحيات , وكانوا يتخذون لأنفسهم مغائر وكهوف لا تبعد كثيراً عن المدن والقرى , وهناك ينعكفون على العبادة , فإجتمع حول أنطونيوس بعض من هؤلاء , فكان يمر عليهم ويخدمهم ويتعلم منهم الفضائئل التى أكتسبوها , فكان كالنحلة التى تجمع شهدها من أزهار متنوعة , فجمع الكثير من الفضائل من هؤلاء فمن واحد الصبر ومن آخر الأتضاع ومن غيره الصمت ومن رابع الطاعة .. ألخ حتى وصل إلى درجة عليا فى سلم الفضائل وشابه المتعبدين فى مغارة واحدة , وكان يقلدهم فى العبادة , وأتخذ منهم شيخاً معلما له , وكانت له ذاكره قوية فكان كلما يقرأ الكتاب المقدس يحفظ أجزاء كبيرة منه حتى ولو قرءه مرة واحدة , وكان يحفظ جميع من عرفهم ويعاملهم بمحبة شديدة حتى أعجب به المتوحدون فكانوا يجلون قدره ويقفون عند قدومه ويحيونه قائلين : " تعال يا حبيب الرب "

ثم عبر النهر إلى الناحية الشرقية, وهناك وجد جميزة كبيرة فسكن هناك ولازم النسك العظيم والعبادة وشغل اليد حتى جاءت إمرأة تستحم في النيل بالقرب من مكانه , فلما انتهرها بادرته قائلة: " لماذا تنظر إلى أنت مخلوق من تراب أنت يجب أن تنظر إلى المادة التى صنعت منها ؟ , إن هذا المكان لا يصلح لسكن الرهبان ولو كنت راهباً لسكنت البرية الداخلية "

غير أن الشيطان عدو الخير لم يرق له ان يرى شاباً كهذا متمسكاً بمحبة الرب يسوع فجمع كل جنوده الشريرة وقام بالهجوم عليه بسهام الندم والأغراء والتهديد والوعيد , فراودته الأفكار الرديئة , فكان مرة يدفعه ليأسف على توزيع ثروته ويقول له , كان يمكنك أن تبيعها وتتصرف أحسن مما تصرفت , فكان يمكنك توزيع دخلها على الفقراء وتعيش أيضاً فى خوف الرب ورضاه وكنت ستعول عائلات فقيرة كثيرة , وكان يهاجم بمسؤوليته على أخته : فيذكر له أنه الوحيد الذى يجب عليه رعايتها فكيف يتركها هكذا بلا عناية فى العالم , وتاره يصعب عليه مشقات طريق التعب والوحدة والأنفراد عن العالم , وفوق كل هذه الحروب كان يملأ مخيلته من ألأشباح والصور الجميلة التى تسوقه إلى الفساد أملاً فى أن يخلب لبه فيسقطة فى الخطيئة ويثنيه عن عزمه فيتغلب عليه ,وقد انهك هذا القتال الذى لا هوادة فيه ليل نهار القوى الجسدية لديه حتى كان ذات يوم أنه لم يستطع أن يقف ولا حتى أن يجلس بل ظل مستلقياً على الأرض فى شبه إغمائة بينما إنتهز الشرير هذه الفرصة فى مهاجمته فى قسوة (4) ليحطم معنوياته , فقال أنطونى : " أننى هنا أنا أنطونى .. ولن أنحنى تحت ضرباتك مهما قسوت فيها , لأننى لن أسمح لشئ فى الوجود أن يفصلنى عن محبة المسيح ربى وإلهى " وأحياناً كان يحاربه بالكسل والخمول فيتراخى عن حميته فيترك الطريق يوما بعد يوم .. وعندما عجز بهذه الطرق أتهاه بالكبرياء بالفخر والتباهى موسوساً له فى فكر : أنه أصبح افضل الناس قداسة وبر وفضيلة .. فمن من الناس وصل إلى ما وصلت له يا انطونيوس ؟ ..

ولكن كان الشاب أنطونيوس يتسلح بكلام الرب يسوع ووعده وإن كان الرب يسوع يعد فوعده أمين وصادق , فكان يرد جميع سهام الشرير الملتهبة بالزيادة فى معرفة كلمات الرب والنسك فتفانى فى قمع جسده وتذليله فتدرج فى الإنقطاع عن الأكل حتى أصبح يصوم يوماً كاملاً ويأكل مرة واحده بالليل , حتى وصل إلى الصيام الإنقطاعى ثلاثة ايام , وكان يلبس المسح ويرقد على الأرض أو على حصير,وهكذا كانت الحرب شديده فكان يطرد أفكار الشرير بالصوم والصلاة .

تابع
 

النهيسى

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
27 يوليو 2008
المشاركات
92,326
مستوى التفاعل
3,200
النقاط
113
الإقامة
I love you Jesus
الحروب الشيطانية

وفى أحد الأيام بينما كان سائراً تعثرت قدماه وسقط فى بئر وعثر على كنوز مصرية فى قبر لقدماء المصريين فظن فى بادئ الأمر أنها خيالات أو صور شكلها له الشيطان ولما تحقق من مناظر الذهب على الكفن الفرعونى أيقن أنها تجربة أخرى لكى يسهل له الشيطان طريق الرجوع إلى العالم بعد أن أضناه تعب النسك والزهد وقال فى نفسه هذا معدن من تراب أتفرح بالتراب يا انطونيوس !!! ماذا سينفعك التراب فى الصحراء ممن تبيع وممن تشترى ؟ لقد بعت العالم لتربح المسيح , وفى الحال تسلق إلى أعلى المدفن وفر هارباً من هذا المكان وقصد مكان آخر , وعقد العزم أن ينسى ما حدث .

ولجأ إلى أحدى المقابر الفارغة التى كان القدماء يعتنى بتشييدها وبها حجرات تصلح للسكن والتى لا تبعد عن منطقة الميمون (5) ومن هناك كان يرسل أحد أصحابه بما يصنعه من سلال ليبيعها ويحضر بثمنها ما يحتاجه من قوت وكان معظم طعامه الخبز والملح مع الماء , ويروى أنه عاش عمره كله لم يتناول لحماً أو يشرب خمراً .

وشاع خبر قداسته وأنتشر خبر تقواه فى ارجاء أرض مصر فأتجه له الناس كل له كلب البعض يريد الشفاء من أمراضهم , والبعض لسماع تعاليمه السامية , أما هو فلم يكن يريد الخروج من قصرة ويضيع وقتا بدون الصلاة والبعد عن الرب يسوع , ولكنهم أستمروا يطلبونه حتى كثر الناس الجالسين عند بابه وهو مغلق حتى كادوا يكسرون عليه الباب , ويقول الب متى المسكين عن هذه المرحلة : " وأستمر أنطونيوس عشرين سنة فى بسبير , وفى هذه المدة إلتجأ إليه جمع كثير من احبائه ومريدية وسكنوا حوله , وعاشوا عيشته , متمثلين بنسكه , أما هو فلم يلتفت إليهم ولم يهتم بوجودهم , بل ظل فى عزلته الشديدة وحياته البسيطة , دون أن يشعر فى ذاته أو يشعر أحداً أنه صار أباً أو مسئولاً عن أحد (6) ولما بلغ الضيق بمريدية مبلغاً صعباً بسبب تجاهلة إياهم 20 سنة , أقتحموا بابه عنوة وأجبروه أن يخرج إليهم , أما هو فبوداعته الشديدة رضى بعنفهم وقبل أقتحامهم وأذعن لمطلبهم , ولشدة لجاجتهم عندما وجدهم كقطيع غنم يحتاج لرعايته فبدأ يفتح الباب أحياناً ليصلى على المرضى ويلقى العظات على المسترشدين الذين كانوا يبغون سماع نصائحة الروحية , فتتلمذ له منهم كثيرون فقبلهم وبدأ يسن لهم قوانيين وأشتاق الكثيرون من الأقباط لحياة الرهبنه التى بدأ فى تكوينها الأنبا أنطونيوس فتجمع حوله المئات من المسيحيين ليس لهم هدف إلا تنمية علاقتهم مع الرب يسوع , وبدأوا يزدادون حول القصر ( الحصن) يوما بعد يوم وذلك فى سنة 305 م فوضع لهم الوانين , ولم يكن يظهر لهم إلا فى النادر إلى أن مضى نحو عشرين سنة وفى نهايتها أضطر للخروج للذين أرادوا السير على منواله .

وعندما بلغ الأنبا أنطونيوس من العمر الخمسة والخمسين , أمتلأت البقاع والبرارى الموجودة حوله من الشباب الذين جذبهم منطق قداسته وفضائلة وعاشوا فى عزلة , وكان منهم الأعنياء والفقراء , ولم يمضى وقت قصير حتى قامت الأديرة بجوار ممفيس وأرسينوى وبابليون وأفروديت وأماكن كثيرة , وأمتلأت من الرهبان الذين عاشوا تحت إشراف وتدبير القديس أنطونيوس الذى كان ينتقل من مكان إلى مكان آخر مرشداً وواعظاً

ولبث القديس أنطونيوس يعيش بين الرهبان الذين تجمعوا حولة فى تواضع وحب كملاك أرضى يحبب لهم الفضيلة بسيرته وقداسته يقلدونه وكان هذا أول جماعة رهبانية فى العالم كله

تابع


 

النهيسى

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
27 يوليو 2008
المشاركات
92,326
مستوى التفاعل
3,200
النقاط
113
الإقامة
I love you Jesus
الأنبا انطونيوس فى الفكر الغربى

وقد وصف مؤرخ غربى (7) فترة نضالة مع نفسه ضد قوى الشر وعلاقتة بمن ألتفوا حوله فى هذه الفترة فقال : " لقد تعرض القديس وهو فى خلوته الأولى لتلك المحاربات الشيطانية التى جعلت من حياته موضع السخرية للمتشككين , والشفقة للمتساهلين , والدهشة للمؤمنين المتيقنين , من وجود عدو يزأر كالأسد (1بط 5: 8) من قوة غير منظورة تنصر الكنيسة بلا أنقطاع , ومن يتشكك فى هذه المحاربات إنما ينكر كل حادث خارق للطبيعة ويزدرى بشهادة عدد كبير من الناس الذى لا يتطرق الشك إلى قداستهم , ولسنا هنا نحاول الدفاع عن هذه المحاربات الخارقة ولكن الذى لا يمكن الشك فيه مطلقاً هو أن العيشة التى قضاها أنطونى ورهبانه المصريين هى أنكار الذات والتحكم فى كل الغرائز والميول الطبيعية , وهذه الحياة الخارقة للطبيعة التى عاشها هؤلاء الرهبان فى خطر مستديم , وفى جوع وألم , هى أعجب ما عرفه الأنسان , وهم كانوا يتحملون كل هذه الضيقات والمخاطر من غير ان يمتدحهم أنسان , أى أنهم لم يطلبوا مجداً من الناس لأنهم عاشوا فى معزل من الناس , ومثل هذه الحياة التى يعترف بها الجميع بأن الرهبان المصريين قد عاشوها هى أعجب وأغرب بكثير من القصص التى يرويها الثقاة عن المحاربات التى خاضها الأنبا أنطونى "

الرهبنة الأنطونية ناتجة عن رؤيا إلهية :

وشعر القديس فى بداية رهبنته وإذ الملل قد تسرب إلى نفسه والضيق يحاصرة , فضاعف صلاتة طالباً الإرشاد الإلهى قائلاً : " يا سيدى أريد الن اكون كاملاً ولكن أفكارى تمنعنى " حينئذ سمع صوتاً يقول له : " أخرج خارجاً وأنظر " فخرج وإذ يرى ملاك الرب مرتدياً الإسكيم (8) وعلى رأسه طاقية وهو منشغل بتضفير الخوص ( الخوص هو فروع جديدة فى قلب النخل كان يصنع منها القفف وأشياء أخرى ) ووقف أنطونى مندهشاً لهذا المنظر الذى يراه ووقف يراقبه , ورأه يضفر قليلاً ثم يترك عمله اليدوى ليصلى , وبعدها يضفر ثانية ثم يقوم للصلاة , ثم يترك الصلاة للشغل , وأستمر الملاك يعمل ويصلى بالتتالى , ثم سمع أنطونى صوتاً يقول له : " أفعل هذا فتجد راحة فى نفسك " فأطاع القديس هذا ألأمر السمائى طيلة حياته , وبعد الملل عن نفسه , وجعلها قاعدة عامة سار عليها الرهبان المصريين حتى يومنا هذا .

الأنبا أنطونيوس يترك صومعتة لتشجيع الأقباط أيام الأضطهاد
وحدث أن أرمانيوس والي الإسكندرية (المعاصر لأريانوس والي أنصنا) أرسله -أي القديس أبيما البهنساوي- إلى الصعيد لكي يُعَذَّب ويموت, فأركبوه المركب وتوجهوا به إلى الصعيد, ولما وصلوا إلى قرية الميمون غربي النيل توقفت المركب عن السير لمدة 3 أيام لعدم هبوب الريح , وانتهز القائد المرافق للقديس أبيما هذه الفرصة فخرج إلى القرية وأمر أهلها بالسجود لأبوللو كبير الآلهة فرفضوا وتمسكوا بالمسيحية, فاستشهد منهم خمسة شهداء في اليوم الثامن من شهر أبيب وهذه أسماؤهم (9) :
1- أبا سرابامون قس الميمون (وكان اسمها وقتئذ فووه انيامرو).
2- أوريون قس بيدجرم انتي كيمين (كفر ابجيج - مركز الواسطى).
3- أبيون عمدة كيمين (قمن العروس بمركز الواسطى).
4- أوديمون من أهل فوويت (ناحية أفوه - مركز الواسطى).
5- بيتسيري من تيلوج (ناحية دالاص بمركز بوش).
وكان استشهادهم هو السبب الرئيسي لخروج القديس الأنبا أنطونيوس من صومعته بدير الميمون شرقي النيل والقريبة من مكان استشهادهم , وفى سنة 311 م ذهب إلى الإسكندرية عندما سمع عن نار الأضطهاد الشديد الذى أضرمه مكسيميان قيصر كما حث رهبانه على الذهاب إلى الثغر للمشاركة في تثبيت المؤمنين وتشجيع المسجونين ويشجعهم على بذل الدم من أجل فاديهم القدوس , وكان يشترك معهم فى الترتيل والصلاة أثناء ذهابهم إلى الأستشهاد , فتحولت السجون إلى كنائس والطريق إلى الأستشهاد أصبح هو الطريق إلى الملكوت الذى يقصر فيه أيام العالم وتنتهى رحلة الحياة القصيرة لتبدأ الحياة الأخرى الأبدية فالعالم سيزول وتنتهى أيامه وستبطل جميع امجاده , وكان دائم التعليم ومشجعاً بالكلام الروحى وكان هو نفسه يشتاق لنيل إكليل الاستشهاد, فكان يتوجه بجرأة شديدة إلى المحاكم ويحضر جلساتها ويقوم ويحامى عن المسيحيين المقبوض عليهم بجسارة قلب ويفند دعاوى وأتهامات أعدائهم , ولما كانت الغاية من الإضطهاد ليس هلاك جميع المسيحيين ولكن دفعهم لنكران السيد المسيح مخلص البشرية , فكان يطلب الإنفراد بالمتهمين ويثبت لهم إيمانهم ويصف لهم السعادة الأبدية التى تنتظرهم والتى أعدها الرب يسوع ذاته لجميع الصابرين على الضيقات .

وعلم الحاكم المضطهد حينئذ أن الرهبان لهم يد فى تشجيع المسيحيين فى مدينة السكندرية على قبول الموت , أمر بمنعهم من تواجدهم فى المحاكم .. أما القديس أنطونيوس فعزم على على متابعة تشجيعة للمسيحيين ولو أدى عمله هذا على أستشهاده فلبس ثوباً أبيض وأعتلى رابية كانت فى الطريق الذى يمر منه الحاكم , وظل يصلى إلى الرب بصوت عالى أثناء مرور الحاكم , وعندما شاهده الحاكم منظر الأنبا أنطونيوس بملابسه البيضاء ويطالب الرب بأن يستشهد على أسمه وهالته شجاعته ونظر إليه نظرة جندى يحترم شجاعة وشهامة خصمه لأنه لا يهاب الموت , فأوقف الأضطهادات ووجدها لا فائدة فى أثناء المسيحيين عن عبادتهم لإلههم , وعندما هدأت الأضطهادات عاد القديس إلى ديره وأستأنف عبادته بجد ونشاط كأنه يعرف الرب لأول مرة .

وهكذا حفظة الرب يسوع حتى يؤسس طريق الرهبنة الملائكي.

وكان يحب الإمتلاء والتأمل فى بهاء وعظمة الحضرة الإلهية وأعتاد أن يصرف الليل مصلياً راكعا غير متحرك , وكان يحب الصلاة فى الليل حيث يسكن الكون من حوله وعندما يبدأ فى مناجاة الرب يسوع تكون الشمس تغرب من ورائه وعندما يرى الشمس تشرق أمامه فى اليوم التالى يشكر الرب قائلاً : " أيتها الشمس لماذا تعدمينى بنورك أشعة النور الإلهى " لأنه توقف عن الصلاة .

وعندما بلغ من العمر 35 سنة أخذ يتوغل قليلاً قليلاً في البرية الداخلية إلى ناحية الشرق ورغب أن يصحب معه شيخه ومرشده فلما عرض عليه الأمر أعتذر لكبر سنه فتركه وتوجه إلى القفر وتعمق فى البرية وهو لا يدرى أين يلقى عصاه حتى عثر على قصر قديم عظيم البناية بنته أيدى ملوك مصر الفراعنة منذ زمن مديد كحصن لصد هجوم الأعداء وجعلوه كنقطه من النقط العسكرية , فأصلح القديس فيه مكاناً ورتبه وكان قد حمل مؤونة تكفى لستة شهور , وسر جداً لأن الرب أرشده إلى هذا المكان الذى يبعد عن العالم وينفرد مع حبيبه الرب يسوع , واستقر به المقام في المكان (10)

تقشفه وزهده

ومن كثرة الزهد والنسك والتقشف صار جسده نحيفاً كأنه غير مركب من لحم وعظام , ومع ذلك كان حليماً وديعاً يهتم بإطعام الآخرين , وكان كلامه ووجهه يبديان الهشاشة والبشاشة عند رؤيته الناس تحضر إليه , ولم يتغير حاله بتغيير الأمور الزمنية ولا المنكان الذى يتواجد فيه .

وعندما علمت الجموع أن الأنبا انطونيوس عاد من الأسكندرية عادت تتوافد على القصر ( الحصن ) وكان عددهم يتزايد فاضطر أن يزرع لهم بقولاً وبعض النباتات الأخرى , ولما نمت دخل حقله بعض وحوش البرية , وفى ذات يوما أمسك بأحدهم وهو يرعى فى حقله فقال له : " لماذا تضر بى أنا الذى لم أضرك بشئ أخرج من ههنا ولا تعد " وقيل أن الوحوش أمتنعت عن تخريب حقله ولم تعد بعد ذلك .... تابع
 

النهيسى

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
27 يوليو 2008
المشاركات
92,326
مستوى التفاعل
3,200
النقاط
113
الإقامة
I love you Jesus
رسالة قسطنطين الأمبراطور إلى الأنبا انطونيوس

وحدث أن انتصر الأمبراطور قسطنطين فى الحرب عندما رفع علامة الصليب فأمر بأن تكون المسيحية هى الدين الرئيسى , وكانت امه الملكة هيلانه مسيحية فأمرت ببناء الكنائس فى كل مكان , وسمع الأمبراطور عن الراهب المتواضع أنطونيوس فأرسل له هو وأولاده خطاباً للقديس هو وأولاده وطلبوا غليه بخضوع أن يتنازل بالرد على رسالتهم فتعجب الرهبان من تواضع الأمبراطور وكان الموضوع الرئيسى فى الكلام فيما بينهم , فجمعهم القديس وقال لهم : " لا تتعجبوا لأن ملوك الرض قد كتبوا إلينا ولا يجب على المسيحى أن يستعظم هذا الأمر ويندهش منه , أما الأمر العجيب والمذهل للعقول فهو أن الرب كتب شريعته من أجل البشر , وأرسلها على أيدى إناس أصفيائهم وفى آخر الأيام خاطبنا فى أبنه الوحيد الذى يسمو بما لا يقاس على كل الملوك والسلاطين " أ . هـ

ولما رأى الرهبان عندم أهتمامه بالرسالة أو الرد عليها أقنعوه بضرورة الرد لا لأنه الأمبراطور بل لأنه مسيحى قصد الأستفادة فلا ينبغى أن تمنع عنه .. فكتب له الرد وبعد الديباجة ( المقدمة ) قال : " أنى أسر معكم من أنكم تعبدون يسوع المسيح هو الملك الحقيقى والأبدى الوحيد وأن تتخذوا الفطنة دستوراً لأعمالكم فى أدارة شئون المملكة وتسيروا فى الرعية بالحلم والعدالة وتساعدوا الفقراء كمساعدتكم لأخوتكم " أ . هـ

فلما قرأ الأمبراطور قسطنطين وأولادهع وكبار دولته هذه الرسالة أثرت عليهم تأثيراً عظيماًُ وأدركوا الفرق بين كتابات الأرثوذكسيين وكتابات الأريوسيين التى تمتلئ من روح الرياء والنفاق , وأحتفظ الأمبراطور برسالة أب الرهبان أنطونيوس كأنها كنز عظيم .

الأنبا أنطونيوس والإضطهاد الأريوسى لقبط مصر

ولم يمر وقت طويل على الأضطهاد الوثنى حتى أشتد إضطهاد الأريوسيين على الأرثوذكس فأرسل إليه البابا أثناسيوس الرسولى يطلب منه أن يأتى ويقف معه ضد الأريوسيين وبناء على طلب الأنبا أثناسيوس وعندما عزم الأنبا أنطونيوس على الذهاب إلى الإسكندرية بلغه أخبار ان البطريرك قد نفى فطلب منه أغنياء الأسكندرية ومشاهيرهم الأقباط فى ذلك اليوم أن يكتب خطاباً إلى الأمبراطور قسطنطين يحتج فيه على مقاومته للأرثوذكسيين .

ولما علم أن الأريوسيين قد بلغت بهم الجسارة أن يشيعوا كذباً أن القديس أنطونيوس موافق على رأيهم رجع إلى الأسكندرية مع بعض رهبانه وخطب مع شعب المينة من المستقيمين الرأى قائلاً : " أنهم تجاسروا على الطعن بألوهية مخلصنا , وقالوا إنه كان خليقة بسيطة .. كلا أنه أبن الرب الإله ليس هو خليقة , ولم ينشأ من العدم بل كان منذ الأزل لأنه كان كلمة وحكمة الآب , ولهذا لا تشتركوا فقط مع الأريوسيين المنافقين لأنه لا يمكن أن يكون أتحاد بين النور والظلام أنه لكفر أن يقال بأنه وجد وقت لم يكن فيه الكلمة لأن الكلمة دائماً مع الآب .

" أنكم مسيحيون لأنكم فى التقوى الحقيقية وفى افيمان الحقيقى , وأما الأريوسيين فإنهم حينما يقولون أن كلمة الآب أبن الرب الإله مخلوق فإنهم لا يختلفون بشئ عن الوثنيين الذين يعبدون الخليقة عوضاً عن الخالق , فصدقوا إذن أن كل الخلائق تقف ضدهم لأنهم يجعلون فى عدد المخلوقات رب وسيد كل الأشياء التى هى كافة من صنع يديه فإهربوا إذأ من مخالطتهم كهربكم من الحيات والعقارب , فمن لا يحب يسوع المسيح فليكن محروماً .. الرب سيجئ " أ . هـ

وقد كتب الأنبا أنطونيوس إلى رجل أريوسى كان يضطهد الكنيسة بقسوة شديدة ما نصة : " إن الرب قد وضع فى قوس عدله سهام غضبه عليك , وانه سيرشقها على هامتك إذ لم تتب سريعاً "

أما الهرطوقى الأريوسى فلما قرأ الرسالة ضحك منها مستهزئاً , وألقاها على الأرض وتفل عليها ووطأها بقدمه , وقيل أنه بعد ثلاثة أيام ضربه الرب فمات ولكثرة العجائب التى صنعها الرب يسوع على يديه بالأسكندرية وصلت أخباره للوثنيين فصاروا يفدون إليه ويتباركون منه وإن لم يستطيعوا الوصول إليه من كثرة الزحام كانوا يلمسون أطراف ثيابه , وحاول تلاميذه الرهبان ان يمنعوهم فإنتهرهم وأمرهم أن يتركوا الحرية لكل من يأتى إليه فتمكن من جذب عدد عظيم من الوثنيين إلى المسيحية حتى أن أحد المؤرخين قال : " أن الذين أعتنقوا العقيدة المسيحية على يده فترة أقامته بالأسكندرية أكثر من الذين كانوا يتعمدون فى مدة سنة "

ولما رأى أن الإيمان أنتعش ودبن روح المسيح فى مدينة الإسكندرية قرر الرجوع إلى الدير , فحزن الشعب , وطلبوا إليه أن يبقى معهم مدة غياب راعيهم الأنبا أثناسيوس .. فأجابهم قائلاً : " إن الشمع يذوب إذا إقترب من النار , هكذا تضمحل فضيلة الناسك إذا دنا من العالم " .. ثم اخذ يثبتهم فى افيمان ويعزيهم على فراق راعيهم وتنبأ لهم بعودته منتصراً .

الأنبا أنطونيوس والبابا الأنبا أثناسيوس الرسولى

كان البابا الأنبا أثناسيوس قد تتلمذ وهو شماس على يد القديس الأنبا انطونيوس , وكان البابا العظيم ألنبا اثناسيوس يفخر دائما أنه كان يحمل الماء للقديس النبا أنطونيوس , وعندما أصاب شعب السكندرية وبأ فقام البابا الأنبا أثناسيوس هو وبعض الكهنة والشمامسة بزيارة الأنبا انطونيوس حتى يصلى إلى الرب لكى يرفع غضبه عن المدينة , وبعد رفع صلاة حارة إلى الرب يسوع طمأنه القديس أنطونيوس أن الرب قد رفع غضبه عن مدينة الأسكندرية , وقد ألبس الراهب البسيط الأنبا انطونيوس لبس الرهبنة ( القلنسوة - الأسكيم - المنطقة - البرنس - التراج الصوف ) وقال له من ألان يكون هذا هو لبس الاباء البطاركة إلى آخر الدهور , فلما سمع الأب البطريرك هذا الكلام من القديس أنطونيوس .. تعزت نفسه وتبارك منه وعاد إلى مدينة الأسكندرية بسلام (11)

وكان بين القديس أنطونيوس أب الرهبان والقديس أثناسيوس الرسولى مودة وثيقة حتى أن القديس أثناسيوس كتب سيرة الأنبا انطونيوس وأعمالة الجليلة , وكان القديس أثناسيوس يحب الأنبا انطونيوس ويقدر زهدة وتقواة (12)

رسائل الأنبا أنطونيوس

ورجع القديس إلى ديره وأعتم بإرسال رسائل أكثرها إلى الرهبان وقال بعضهم أنها وصلت إلى 20 رسالة وآخرون قالوا أنها كانت سبعة رسائل فقط ,

محاورات الفلاسفة مع الأنبا انطونيوس

ولم يكن ألأنبا انطونيوس يعرف شيئاً من اللغات ولا العلوم , بل كان يعرف القراءة والكتابة بلغته المصرية القبطية فقط

وقيل عنه أن احد الفلاسفة الحكماء سأله ذات يوم إذا ما كان يضجر ويمل .. إذ لا سبيل له إلى السلوى التى يحصل عليها ألاخرون بالقراءة فى الكتب فأجابه قائلاً : " إن لى فى الطبيعة كتاباً " .

وذات يوم ذهب إليه فللسوفان ليختبروا علمه ويقيسوا فلسفتهما بمعرفته فقال لهما : " لماذا تتعبان نفسيكما لزيارة أحمق مثلى ( علامة التواضع وإنكار أنه شئ وهى فلسفة رهبانية ) فأجاباه : " لقد حضرنا إليك لأعتقادنا أنك رجل حكيم " فقال لهما : " إذا كنت حكيماً فكونا مثلى لأن الأقتداء بالحكماء واجب , فأنا مسيحى فكونا كذالك " .. فصمتا متحيرين ثم تركاه .

وقصده آخرون من العلماء ليمتحونه فسألهم قائلاً : " العقل أفضل أم العلم " فأجابوا : " العقل " فقال لهما : " إذا من كان عقله سليماً لا يحتاج إلى علم " (13) ثم ناقشهم أى الديانات أفضل وبعد مناقشات طويلة , أقترح عليهم أخراج الأرواح النجسة من مجانين كانوا حاضرين وقتئذ فحاولوا ولكنهم عجزوا فقد صارت الشاياطين تهيج الناس عليهم , فتقدم ورسم عليهم علامة الصليب فخرجت منهم الشياطين .

توصياته الأخيرة

وعندما وصل الأنبا أنطونيوس إلى سن 105 كان العالم كله قد عرف باعمالة وأختبر حكمته وأنتشرت عجائبه وآياته , وشعر بدنو أجله فكان يطوف على أديرة الرهبان وينصح تلاميذه ويحثهم على القيام بواجباتهم المقدسة المفروضة عليهم وكان يقوم بأعداد أجتماعات لهم وبعد أن وعظهم كثيراً قال : " سأفارقكم يا اولادى لكنى لا أفتر عن محبتكم , وأرجوا منكم أن تداوموا بكل غيرة ممارسين أعمالكم المقدسة ولا تتراخوا ابداً إياكم إياكم أن يخمد نشاطكم فى إتمام واجباتكم , أجعلوا الموت كل يوم نصب أعينكم , واجتهدوا بعناء بكامل طاقتكم فى أن تحفظوا نفوسكم طاهرة وخالية من الأفكار الرديئة , أبذلوا الجهد فى أقتفاء آثار القديسين , وأتبعوا بكل شجاعة طريق الحق , وحذار من أن تشتركوا مع شيع الهراطقة الذين تعرفون ردائتهم واعمالهم الذميمة , وأهربوا منهم كما تهربون من الطاعون من الأريوسيين المعروف بدعتهم عند كل الناس , وأن كل حكام الولايات يساعدونهم وينشرون تعاليمهم , فلا تتعجبوا قط لأن هذه السلطة الوهمية التى أختلسوها لا بد أن تتلاشى , بل فليكن ذلك محرضاً لكم بزيادة على أن لا يكون لكم أقل علاقة معهم , حافظوا بكل تقوى على تقليدات آبائكم , وأثبتوا بالأخص فى إيمان الرب يسوع المسيح له المجد الذى تعلمناه من الكتب المقدسة والذى فسرته لكم مراراً " أ . هـ

وبعد أن اكمل توصياته الأخيرة لرهبانه حتى أسرع بالذهاب إلى صومعته لشعوره بالتعب , فدعا تلميذيه مكاريوس ( أبو مقار الكبير المصرى ) وأماناس وخاطبهما قائلاً : " أنى أرى يا ولدى أن الرب يدعونى إليه وأنى مزمع كما هو مكتوب أن أسلك طريق كل أحد , فداوما على البر حسب عادتكما ولا تفقدا ثمرة أعمالكما المقدسة التى مارستوها منذ سنوات عديدة ولكن أجتهدا كأنكما بادئان فى أن تحفظا وتزيدا فى أرتقاء حرارتكما , وأنتما تعلمان مكائد الشيطان , وقساوته ولا تجهلان ضعفه قط بل آمنا بالرب يسوع المسيح ولا تكن لكما رغبة إلا فى خدمته .

عيشا يا اولادى كأنكما مزمعان أن تموتا كل يوم اسهرا دون أنقطاع على نفسيكما , وتذكرا التعاليم التى أرشدتكما إليها غالباً , ولا تشتركا قط مع المنشقين ولا مع الهراطقة الأريوسيين لأنكما تعلمان جيداً كيف كنت دائماً محتقراً لهم بسبب هرطقتهم المرذولة لأنهم يجسرون على محاربة رب المجد يسوع المسيح وتعاليمه , إبذلا الجسد والجهد لتتحدا أولاً معه ثم مع القديسين لكى يقبلوكما كأصدقاء وأصفياء فى الملكوت السماوى , أطبعا هذه الكلمات على صفحات قلبيكما , وإن شئتم أن تبرهنا على محبتكما لى وأنكما تذكرانى كأبيكما فلا تسمحا أن ينقل جسدى إلى مصر خوفاً من أن يحفظة أهلها فى بيوتهم , وهذا هو السبب الذى حملنى إلى الفرار لأموت فوق هذا الجبل , فإدفنانى إذا تحت الأرض ولا تقرا لأحد عن موضع قبرى حتى إذا جاء يوم القيامة أقتبل هذا الجسد من يد يسوع المسيح بكر القيامة خالياً من الفساد .

أما ثيابى فوزعاها هكذا : أعطيا للأسقف أثناسيوس أحد جلود الغنم والرداء الذى أستلمته منه جديداً رداه إليه باليا (كان قد لبسه سنين طويله ) وأعطيا الأسقف سيرابيوس جلد غنم الآخر وأحفظا لكما مسحى , أستودعكما الرب يا ولدى العزيزين , ان انطونيوس يغادركما ويتخلف عنكما " أ . هـ

وبعد ان لفظ كلماته الأخيرة أقترب منه تلميذاه وعانقاه وهما يبكيان وللحال أمتد على سريره ولم يكن نظره قد كل بعد ولا سقط سن من أسنانه وبدا وجهه للناظرين كأنه يسطع نوراً وبهاء , ثم أستودع الروح فى يد مخلصة فى 22 طوبة 356 م , وقام تلميذاه بتكفينه وأخفيا قبره حسب ما وصاهم ووزعا ملابسه وأشيائه , وقد فرحا بما تركاه لهما فقد حسباه أن ثمنه يفوق اللآلئ .

ويقول المؤرخ القس منسى أن جسد الأنبا انطونيوس الطاهر قد دفن أمام باب الهيكل القبلى بالكنيسة التى بناها فى حياته بإسم السيدة العذراء , وسميت بعد ذلك بإسمه ولم تزل حتى اليوم تضم ذلك الجسد الكريم داخل ديرة العظيم الذى شيد فى ايام الأنبا أنطونيوس بجوار مغارته بالجبل الذى يسمى الان بجبل عربة , ( جبل الأنبا أنطونيوس )

أكمل الأنبا أنطونيوس حياته متعبداً في البرية الداخلية وتنيح سنة 356م عن 105 سنة قضاها في حياة تشبه حياة الملائكة, أرسى خلالها أسس نظام الرهبنة التوحدية وأصبح له تلاميذ كثيرون في البرية الشرقية وبرية وادي النطرون وبرية القلمون بالفيوم وغيرذلك.

ويقول الأب متى المسكين (14) : " بالرغم من أن القديس بولا يظهر كعملاق روحانى فى تاريخ الرهبنة , إلا أنه لم يستطع أن يسلم أسرار الحياة النسكية لغيره من عشاق النسك والتوحد , وبسبب ذلك أعتبر القديس أنطونيوس أول من أعطى السر الرهبانى للعالم , وذلك حينما لقنه لأولاده , وسلمه إليهم كميراث ثمين , ظل يتوارثه العالم كله من بعده جيلاً بعد جيل - ولقد توفرت لدى أنطونيوس منذ البدء كل العوامل التى أهلته أن يكون أباً ومؤسساً للحياة الرهبانية , فقصة حياته بقلم القديس اثناسيوس الرسولى (15) توضح اصالة إتجاهه المسيحى فى تطبيق وصايا الإنجيل , كما تجلت لروحه بلا أى مواربة أو تحفظ . "...............تابع
 

النهيسى

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
27 يوليو 2008
المشاركات
92,326
مستوى التفاعل
3,200
النقاط
113
الإقامة
I love you Jesus
من أقوال الأنبا أنطونيوس

*** " تتقدس النفس النقية وتستنير بالله من اجل صفائها، عندئذ يفكر ذهنها فيما هوصالح وتنبع عنها ميول وأفعال صالحه ".
*** " كما يكون الجسد أعمى بدون العينين فلا يعاين الشمس المنيرة على الأرض والبحر ولا يقدر ان يتمتع بضيائها، هكذا تكون النفس عمياء بدون العقل السليم والحياة الصالحة، فلا يكون لها معرفة بالله ولا تمجد الخالق صانع الخيرات للبشرية كلها، ولا تقدر ان تتمتع بالفرح عن طريق حصولها على عدم الفساد ونوالها تطويباً أبديا"
*** يقول لتلاميذه : " لا أمل الطلبة عنكم ليلا ونهاراً، لكى يفتح الرب عيون قلوبكم وتعرفوا مكر الشياطين وخداعهم وشرهم، وأن يعطيكم قلبا صاحيا وروح إفراز لكى تستطيعوا ان ترفعوا ذواتكم ذبيحة لله، وتتحرزوا من مشورة الشياطين الرديئة "
ويقول أيضاً : " "فالآن يا أحبائي الذين صرتم لي أولادا اطلبوا نهارا وليلا لكي تأتي عليكم موهبة الإفراز هذه التي لم تأت عليكم قبل الآن منذ دخولكم هذا الطريق النسكي.. وأنا أيضا.. " .
*** " الطاعة ُتخليك مسئولية الطريق".
*** أنظر إلى شاتمك نظرة تقدير واحترام لأنه عتقك من السيج الباطل ( الكبرياء وغرور النفس ) إذ جعلك تشعر بحقارتك

*** ومن نصائحة وأقوال الأنبا أنطونيوس : " ويجب عليكم أن تقرروا فى أذهانكم أن الواحد منكم يحتسب ذاته كل يوم أنه ابتدأ جديداً حتى لا يكسل ولا يتراخى فالأنسان يستطيع أن يجد نعيماً فى أى مكان طالما هو متعلق بالرب فى قلبه والشياطين يفزعون جداً من الصلوات والصوم والسهر , والتقشفات لا سيما من أحتقار العالم والفقر الأختيارى وكسر حدة الغضب لأن هذه الفضائل تسحق رأس أبليس كما أن أسلحة محاربتنا لأعدائنا هى الإيمان الحى والسيرة النقية .

والذى تعبد للرب وهجر العالم وإن كان ترك كل شئ حتى مجد الملوك وكنوزهم ينبغى أن يحتسب كل ذلك كالعدم بالنسبة إلى السماء , وإن الذى تركه يجب عليه تركه بعد قليل لأنه ليس بأحد دائم على الأرض وإن ترك الإنسان ما لا يقدر أن يأخذه معه بعد الموت فليس أمراً كبيراً , وكما أن البعد الأمين إذا أمره سيده بشئ لا يستعفى من عمله لأجل خدمته الماضية كذلك الرجل المتعبد للرب لا ينظر ما قد فعله وإنما يلتفت إلى ما بقى مما يجب عليه لربه وانه لا يجازى ولا ينال الأكليل على البداية بل على النهاية الحسنة , فإكتساب الفضيلة ليس أمراً صعباً كما يتصوره الناس بل يجب أن نلقى كل اتكالنا على ربنا يسوع المسيح وأن أبليس لا يستطيع أن يضرنا مالم نسلم أنفسنا "

*** إن السلوك فى سبيل الفضيلة هو أفضل من فعل المعجزات وأن الإنسان يقدر أن ينتصر بسهولة على الشيطان إذا أخلص العبادة للرب من كل قلبه بسرور باطنى روحى مستحضراً للرب فى ذهنة كل حين لأن هذا النور يمزق ذلك الظلام ويزيل تجارب العدو سريعاً ومما يفيدينا فى ذلك النظر إلى سيرة القديسين وأقتفاء آثارهم فإن فيها تحريضاً على الأقتداء بهم " تابع
 

النهيسى

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
27 يوليو 2008
المشاركات
92,326
مستوى التفاعل
3,200
النقاط
113
الإقامة
I love you Jesus
أنطونيوس ــ قدّيس الصحـــراء

إن للقديسين رسالة خاصة للحياة وقد نجح الكثيرون منهم وتساموا بكيانهم إلى الوجود الإنساني في الأعلى . وقد سُئل أحد الكتّاب مرة مافائدة القديسين ؟ فأجاب : إنهم بهجة الروح
ومن الأشخاص الذين اثروا على العالم القديس أنطونيوس الذي عاش في الصحراء ولقّب بكوكب البريّة وأبو الرهبان فقد أنار الطريق لحياة النسك في المدة الطويلة التي عاشها فـي عزلة الصحـــراء .
وُلد القديس أنطونيوس في قرية ( قمن ) بصعيد مصر عام 251من أسرة عريقة غنية ومن أبوين صالحين ربياه على مخافة الله . واقتبس منهما حميد الخصال .
توفي والده وهو في العشرين من عمره تاركاً له ثروة طائلة . فعكف بعد موت أبيه على إدارة أملاكه . وحدث مرة أن دخل الكنيسة فسمع الكاهن يقرأ قول السيد المسيح (( إن اردت أن تكون كاملاً فاذهب وبع أملاكك واعط الفقراء فيكون لك كنز في السماء وتعال اتبعني ))
(متى 21:19) .
وعلى الأثر نفّذ أنطونيوس ذلك حرفياً فباع املاكه ووزّع كل ماكان يقتنيه على المساكين والفقراء وذهب إلى البريّة متخلّصاً من كل شقاء العالم . وكان يمشي طول النهار وعند غروب الشمس يستلقي على الأرض لينام مفترشاً الحصير ومرتدياً المسوح (1) ولا يحمل غير العصا وبعض الماء والخبز الجاف والملح . وحاول إبليس إغراءه بمختلف الوسائل لكنه غلبه بالصلاة والصبر والرجــــاء .
وانتشرت أخبار صلاحه وتقواه في وادي النيل فهرعت الجماهير إليه تطلب البركة والشفاء على يديه, وسار وراءه خلق كبير أخذوا عنه الطريق في التعبّد والإنعزال .
وهكذا عاش القديس أنطونيوس سنين طويلة عاكفاً على الصوم والصلاة ومجاهداً ضد المبتدعين ومثبّتاً المؤمنين وهادياً جميع الآتين إليه في سبيل السلام .
وخرج أبو الرهبان مرتين من عزلته . الأولى عام 313 عندما ذهب إلى الإسكندرية ليعزّي المُضطهدين بعهد الامبراطور الروماني على الشرق مكسيمنوس 2ً (305ـ 318)
الذي اضطهد المسيحيين . حيث قال انطونيوس لأذهبن إليها حيث نيران العذاب ,وإذا سمحت النعمة الآلهية باستشهادي فأنا مستعدّ لذلك وإن لم تسمح بذلك أكون على اقل تقدير واقفــاً
بجانب المضطهديـــــن .
وظهر في المرةّ الثانية عام 351 يوم قَدِمَ ليعضد بطريرك الإسكندرية أثناسيوس (2) في كفاحه ضد عناصر الإلحاد . وعندما زار الكاتدرائية احتشدت الجماهير لتراه , وحضر الصلاة واشتركت الجماهير معه في القداس الإلهي . وبعد الانتهاء من الزيارة تأهّب للعودة إلى الصحراء , فطلب منه حاكم المدينة البقاء معهم . فأجابه : إن السمك إذا بقي على الأرض وبعيداً عن الماء يموت وهكذا الحال مع النسّاك . ثم رافقه البطريرك إلى خارج المدينة وعندما ودّعه خلع عليه عباءته ليأخذها معه إلى الصحراء .
إن الذين زاروه في غاره المظلم وهو في المئة من عمره رأوا فيه نوراً يشعّ من وجهه إنه نور القَداسة والطهارة الذي يبطن في داخله قلباً طاهراً ونقياً .
وهكذا نضجت حكاية هذا القديس في الصحراء , وعندما شعر كوكب البرية بدنوّ أجله , جاء النسّاك الذين انتشروا في أطراف الصحراء ليودّعوه الوداع الأخير فسار بينهم وهو يباركهم ثم انسحب من بينهم ودخل مغارته وخرّ مصلباً وهو يقول : الله يدعوني .
وانتقل هذا القديس الكبير إلى الحياة الأخرى وطلب بأن يُدفن في مكان لايعرفه أحـــد .
وأوصى بأن لاتظهر أية علامة تشير إلى مكان رقاده , وكان جلّ قصده إن يجعل جسده يختص بالأرض لابالناس .
وهكذا برح أرضنا الفانية في 17 كانون الثاني عام 356 . إلى مساكن النور وهو في الخامسة بعد المئة من عمره بعد أن قضى 85 عاما متنسّكاً في الصحــراء ( بصعيد مصر)
ولازالت مصر تذكره بفضائله الجمّة وبحياته العجيبة .
ويقوم دير يحمل إسمه على مقربة من البحر الأحمر في البقعة التي توفي فيها , وإلى جانب الدير توجد مغارة طبيعية قائمة على تل صخري ـ هي المغارة التي قضى قديس الصحراء معظم حياته فيها . تابع
 

النهيسى

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
27 يوليو 2008
المشاركات
92,326
مستوى التفاعل
3,200
النقاط
113
الإقامة
I love you Jesus
الأنبا‏ ‏أنطونيوس‏ ‏المصري‏ ‏أبو‏ ‏الرهبان – المتنيح‏ ‏الأنبا‏ ‏غريغوريوس

نال‏ ‏هذا‏ ‏القديس‏ ‏هذا‏ ‏اللقب‏ ‏بجدارة‏,‏لا‏ ‏لأنه‏ ‏كان‏ ‏أول‏ ‏من‏ ‏اعتزل‏ ‏العالم‏ ‏طلبا‏ ‏للتعبد‏ ‏فقد‏ ‏سبقه‏ ‏كثيرون‏,‏أخذ‏ ‏هو‏ ‏نفسه‏ ‏عنهم‏ ‏وتعلم‏ ‏منهم‏,‏وكان‏ ‏يختلف‏ ‏إليهم‏ ‏ليقتبس‏ ‏منهم‏ ‏فضائلهم‏ ‏وينتفع‏ ‏من‏ ‏خبراتهم‏.‏لكنه‏ ‏هو‏ ‏نفسه‏ ‏صار‏ ‏أبا‏ ‏لمئات‏ ‏حذوا‏ ‏حذوه‏ ‏واقتدوا‏ ‏بسيرته‏ ‏واتخذوه‏ ‏لهم‏ ‏معلما‏ ‏وقائدا‏ ,‏وكان‏ ‏ذلك‏ ‏في‏ ‏حياته‏ ‏وأيضا‏ ‏بعد‏ ‏وفاته‏.‏وفي‏ ‏حياته‏ ‏تبعوه‏ ‏بالمئات‏ ‏والألوف‏ ‏التفوا‏ ‏حوله‏ ‏واتخذوه‏ ‏لهم‏ ‏مرشدا‏ ‏وأبا‏ ‏ومعلما‏ ‏وإماما‏ ‏للطريق‏,‏وكان‏ ‏هو‏ ‏يفتقدهم‏ ‏ويتحدث‏ ‏إليهم‏ ‏مشجعا‏ ‏وهاديا‏,‏وكان‏ ‏يجيبهم‏ ‏علي‏ ‏أسئلتهم‏ ‏ويحل‏ ‏مشكلاتهم‏,‏ويرسم‏ ‏لهم‏ ‏طريق‏ ‏الحياة‏ ‏الناجحة‏.‏لذلك‏ ‏سميبأبي‏ ‏الرهبان‏.‏

لم‏ ‏يكن‏ ‏فقيرا‏ ‏قصد‏ ‏إلي‏ ‏الرهبانية‏ ‏هربا‏ ‏من‏ ‏مسئوليات‏ ‏الحياة‏,‏بل‏ ‏كان‏ ‏غنيا‏ ‏ورث‏ ‏عن‏ ‏أبويه‏ ‏أكثر‏ ‏من‏ ‏ثلاثمائة‏ ‏فدان‏ ‏من‏ ‏أجود‏ ‏الأراضي‏ ‏في‏ ‏بلدته‏ ‏قمن‏ ‏العروس‏ ‏بمركز‏ ‏الواسطي‏ ‏بمحافظة‏ ‏بني‏ ‏سويف‏ ‏ولكنه‏ ‏كان‏ ‏متدينا‏ ‏تدينا‏ ‏عميقا‏ ,‏تلقنه‏ ‏عن‏ ‏والديه‏ ‏وكان‏ ‏يواظب‏ ‏علي‏ ‏حضور‏ ‏القداس‏ ‏واجتماعات‏ ‏الكنيسة‏ ,‏فلما‏ ‏توفي‏ ‏والداه‏ ‏وكان‏ ‏قد‏ ‏بلغ‏ ‏نحو‏ ‏العشرين‏ ‏من‏ ‏عمره‏,‏وتركا‏ ‏له‏ ‏العقار‏ ‏والأموال‏,‏ولم‏ ‏يكن‏ ‏له‏ ‏غير‏ ‏أخته‏ ‏التي‏ ‏تصغره‏ ‏سنا‏,‏أخذ‏ ‏يفكر‏ ‏فيما‏ ‏صنعه‏ ‏الرسل‏ ‏الذين‏ ‏تركوا‏ ‏كل‏ ‏شيء‏ ‏وتبعوا‏ ‏المخلص‏.‏وحدث‏ ‏أن‏ ‏دخل‏ ‏الكنيسة‏ ‏وسمع‏ ‏في‏ ‏إنجيل‏ ‏القداس‏ ‏رب‏ ‏المجد‏ ‏يقولإن‏ ‏كنت‏ ‏تريد‏ ‏أن‏ ‏تكون‏ ‏كاملا‏ ‏فاذهب‏ ‏وبع‏ ‏كل‏ ‏شيء‏ ‏لك‏ ‏وأعطه‏ ‏للمساكين‏ ‏فيكون‏ ‏لك‏ ‏كنز‏ ‏في‏ ‏السماء‏ ,‏وتعال‏ ‏اتبعني‏.‏فحسب‏ ‏هذا‏ ‏القول‏ ‏الإلهي‏ ‏رسالة‏ ‏شخصية‏ ‏له‏.‏ولما‏ ‏خرج‏ ‏من‏ ‏الكنيسة‏ ‏اعتزم‏ ‏أن‏ ‏يبيع‏ ‏أملاكه‏ ‏ويوزعها‏ ‏علي‏ ‏الفقراء‏.‏وفعلا‏ ‏فعل‏.‏ولم‏ ‏يبق‏ ‏إلا‏ ‏قليلا‏ ‏من‏ ‏المال‏ ‏احتجزه‏ ‏لشقيقته‏.‏ودخل‏ ‏الكنيسة‏ ‏في‏ ‏يوم‏ ‏آخر‏ ‏وسمع‏ ‏إنجيل‏ ‏القداس‏ ‏يقولفلا‏ ‏تهتموا‏ ‏للغد‏,‏لأن‏ ‏الغد‏ ‏يهتم‏ ‏بما‏ ‏لنفسهمتي‏ 6:34‏فمضي‏ ‏ووزع‏ ‏ما‏ ‏تبقي‏ ‏من‏ ‏المال‏ ‏وأودع‏ ‏شقيقته‏ ‏في‏ ‏بيت‏ ‏للعذاري‏ ‏اللائي‏ ‏نذرن‏ ‏أنفسهن‏ ‏للعفة‏ ‏الكاملة‏,‏واعتزل‏ ‏هو‏ ‏نفسه‏ ‏في‏ ‏مكان‏ ‏هاديء‏ ‏خارج‏ ‏بلدته‏.‏وكان‏ ‏كلما‏ ‏سمع‏ ‏عن‏ ‏ناسك‏ ‏صالح‏ ‏كان‏ ‏يمضي‏ ‏إليه‏ ‏لينتفع‏ ‏بخبرته‏ ‏وتجاربه‏ ‏ويتعلم‏ ‏عنه‏ ‏أكبر‏ ‏فضيلة‏ ‏فيه‏.‏ويقول‏ ‏القديس‏ ‏أثناسيوس‏ ‏الرسولي‏ ‏الذي‏ ‏كتب‏ ‏لنا‏ ‏سيرته‏ ‏وكان‏ ‏يصب‏ ‏له‏ ‏الماء‏ ‏علي‏ ‏يديه‏ ‏كابن‏ ‏له‏:‏إن‏ ‏القديس‏ ‏أنطونيوس‏ ‏كان‏ ‏يأخذ‏ ‏عن‏ ‏أحد‏ ‏النساك‏ ‏صبره‏ ‏واحتماله‏ ‏وطول‏ ‏أناته‏,‏ويأخذ‏ ‏عن‏ ‏غيره‏ ‏محبته‏ ‏وعن‏ ‏ثالث‏ ‏وداعته‏ ‏وسماحته‏ ‏ويأخذ‏ ‏عن‏ ‏ناسك‏ ‏رابع‏ ‏حكمته‏ ‏وعن‏ ‏الخامس‏ ‏احتقاره‏ ‏للمدح‏ ‏والمجد‏ ‏الباطل‏ ‏وهكذا‏,‏وكأنه‏ ‏يجمع‏ ‏باقة‏ ‏من‏ ‏زهور‏ ‏مختارة‏ ‏ليزين‏ ‏بها‏ ‏نفسه‏ ‏بالفضائل‏.‏
عاش‏ ‏القديس‏ ‏الصغير‏ ‏سعيدا‏ ‏بهذه‏ ‏الحياة‏ ‏الحرة‏ ‏الطليقة‏ ‏من‏ ‏قيود‏ ‏المادة‏,‏ومغتبطا‏ ‏بعشرة‏ ‏العباد‏ ‏والنساك‏ ‏الذين‏ ‏باعوا‏ ‏أباطيل‏ ‏الدنيا‏ ‏واشتروا‏ ‏بها‏ ‏اللؤلؤة‏ ‏الكثيرة‏ ‏الثمنوصاروا‏ ‏في‏ ‏قمة‏ ‏الحرية‏ ‏وعلي‏ ‏قول‏ ‏القديس‏ ‏أوغسطينوسجلست‏ ‏علي‏ ‏قمة‏ ‏العالم‏ ‏عندما‏ ‏وجدت‏ ‏نفسي‏ ‏حرا‏ ‏من‏ ‏كل‏ ‏رغبة‏ ‏ماديةولكن‏ ‏القديس‏ ‏الشاب‏ ‏لم‏ ‏تخل‏ ‏حياته‏ ‏من‏ ‏حروب‏ ‏الأفكار‏,‏فكان‏ ‏الشيطان‏ ‏تارة‏ ‏يوبخه‏ ‏علي‏ ‏بيعه‏ ‏مقتنياته‏,‏وتارة‏ ‏يرغبه‏ ‏في‏ ‏العودة‏ ‏إلي‏ ‏حياة‏ ‏العالم‏ .‏وتارة‏ ‏يصور‏ ‏له‏ ‏مناظر‏ ‏مغرية‏ ‏ليفسد‏ ‏عفته‏ ,‏وأخري‏ ‏يصور‏ ‏له‏ ‏في‏ ‏عزلته‏ ‏مناظر‏ ‏مخيفة‏ ‏من‏ ‏حيوانات‏ ‏ضارية‏.‏ولكنه‏ ‏قد‏ ‏انتصر‏ ‏عليها‏ ‏جميعا‏ ‏بالصلاة‏ ‏والصوم‏ ‏ورسم‏ ‏علامة‏ ‏الصليب‏.‏وكلما‏ ‏حل‏ ‏به‏ ‏الخوف‏ ‏كان‏ ‏يردد‏ ‏قول‏ ‏النبي‏ ‏في‏ ‏المزمورالرب‏ ‏نوري‏ ‏وخلاصي‏ ‏فممن‏ ‏أخاف‏,‏الرب‏ ‏عاضد‏ ‏حياتي‏ ‏فممن‏ ‏أفزع‏.‏عندما‏ ‏يقترب‏ ‏مني‏ ‏الأشرار‏ ‏ليأكلوا‏ ‏لحمي‏,‏مضايقي‏ ‏وأعدائي‏ ‏عثروا‏ ‏وسقطوا‏.‏وإن‏ ‏يحاربني‏ ‏جيش‏ ‏فلن‏ ‏يخاف‏ ‏قلبي‏..‏مز‏26:3,1‏وكان‏ ‏الرب‏ ‏يبدد‏ ‏مخاوفه‏ ‏ويزيل‏ ‏أوجاعه‏.‏ومرة‏ ‏صرخ‏ ‏إلي‏ ‏الرب‏ ‏وقال‏:‏أين‏ ‏كنت‏ ‏ياربي‏ ‏وسيدي‏,‏ولماذا‏ ‏لم‏ ‏تبدد‏ ‏مخاوفي‏ ‏في‏ ‏مبدأ‏ ‏الأمر‏.‏فسمع‏ ‏صوتا‏ ‏من‏ ‏السماء‏ ‏يقول‏:‏لقد‏ ‏كنت‏ ‏قريبا‏ ‏منك‏,‏ولم‏ ‏أشأ‏ ‏أن‏ ‏أظهر‏ ‏لك‏ ‏ذاتي‏,‏لأني‏ ‏أردت‏ ‏أن‏ ‏أشاهد‏ ‏قتالك‏ ‏للأفكار‏ ‏ولعدو‏ ‏الخير‏.‏ولقد‏ ‏انتصرت‏ ,‏فسأكون‏ ‏معك‏ ‏دائما‏ ‏وأعضدك‏.‏
ولما‏ ‏تحقق‏ ‏القديس‏ ‏لذات‏ ‏الحياة‏ ‏النسكية‏ ‏وجمال‏ ‏الوحدة‏ ‏والسكون‏,‏رغب‏ ‏في‏ ‏المزيد‏ ‏منها‏,‏فترك‏ ‏مكانة‏ ‏إلي‏ ‏أعماق‏ ‏البرية‏ ‏الداخلية‏ ,‏وهناك‏ ‏وجد‏ ‏برجا‏ ‏مهجورا‏ ‏من‏ ‏أيام‏ ‏الفراعنة‏ ,‏كانت‏ ‏تسكنه‏ ‏الوحوش‏ ‏والحشرات‏,‏فلم‏ ‏يجفل‏ ‏القديس‏ ‏منها‏ ,‏وإنما‏ ‏دخل‏ ‏البرج‏ ‏بكل‏ ‏رباطه‏ ‏جأش‏,‏والغريب‏ ‏أن‏ ‏واحدا‏ ‏منها‏ ‏لم‏ ‏يؤذه‏ ‏بشر‏,‏وإنما‏ ‏أخذت‏ ‏تتفرق‏ ‏في‏ ‏أرجاء‏ ‏البرية‏ ‏الواسعة‏ ‏وأخلت‏ ‏له‏ ‏المكان‏ ‏فسكن‏ ‏فيه‏ ‏سنوات‏.‏وعلم‏ ‏بفضائله‏ ‏الكثيرون‏ ‏فقصدوا‏ ‏إليه‏ ‏لينتفعوا‏ ‏بتعاليمه‏ ‏ويتباركوا‏ ‏به‏,‏ولكنه‏ ‏كان‏ ‏يرفض‏ ‏الخروج‏ ‏إليهم‏ ‏مصرا‏ ‏علي‏ ‏الاعتكاف‏ ‏والوحدة‏,‏وكانوا‏ ‏هم‏ ‏لايفارقون‏ ‏المكان‏ ‏ولو‏ ‏لكي‏ ‏يسمعوا‏ ‏نغم‏ ‏صلاته‏ ‏وترنيمه‏ ‏من‏ ‏بعيد‏.‏وكان‏ ‏هو‏ ‏في‏ ‏أحيان‏ ‏قليلة‏ ‏يجد‏ ‏نفسه‏ ‏مضطرا‏ ‏تحت‏ ‏إلحاحهم‏ ‏إلي‏ ‏الخروج‏ ‏إليهم‏ ‏وقد‏ ‏منحه‏ ‏الله‏ ‏مواهب‏ ‏كثيرة‏ ‏لشفاء‏ ‏المرضي‏ ‏وإخراج‏ ‏الشياطين‏.‏فزاد‏ ‏إقبال‏ ‏الناس‏ ‏عليه‏ ‏واشتدت‏ ‏أشواق‏ ‏البعض‏ ‏إلي‏ ‏أن‏ ‏يصيروا‏ ‏له‏ ‏تلاميذ‏.‏ولما‏ ‏بلغ‏ ‏الخامسة‏ ‏والخمسين‏ ‏وكانت‏ ‏قد‏ ‏مضت‏ ‏له‏ ‏في‏ ‏مكانه‏ ‏الأخير‏ ‏عشرون‏ ‏سنة‏,‏خرج‏ ‏ملبيا‏ ‏رغبة‏ ‏الكثيرين‏ ‏في‏ ‏حياة‏ ‏الرهبانية‏ ‏والنسك‏ ‏وأقاموا‏ ‏صوامعهم‏ ‏من‏ ‏حوله‏ ‏ووضع‏ ‏لهم‏ ‏نظاما‏ ‏روحيا‏,‏يتدرج‏ ‏بهم‏ ‏في‏ ‏حياة‏ ‏الفضيلة‏ ‏وكان‏ ‏يفتقدهم‏ ‏بين‏ ‏وقت‏ ‏وآخر‏,‏ثم‏ ‏يعتزل‏ ‏عنهم‏,‏وبعد‏ ‏وقت‏ ‏يعود‏ ‏إليهم‏.‏وعلمهم‏ ‏أيضا‏ ‏أن‏ ‏يشتغلوا‏ ‏بأيديهم‏ ‏ويزرعوا‏ ‏الأرض‏ ‏ويفلحوها‏ ‏فتحولت‏ ‏الصحراء‏ ‏بعد‏ ‏قليل‏ ‏إلي‏ ‏أرض‏ ‏خضراء‏ ‏مزهرة‏ ‏بالثمار‏.‏
وذاع‏ ‏صيت‏ ‏فضيلته‏ ‏في‏ ‏الشرق‏ ‏والغرب‏,‏وقصد‏ ‏إليه‏ ‏كثيرون‏ ‏وتتلمذوا‏ ‏علي‏ ‏يديه‏ ‏وجاء‏ ‏إليه‏ ‏فلاسفة‏ ‏من‏ ‏الشرق‏ ‏والغرب‏ ‏يناقشونه‏ ‏ويباحثونه‏,‏وكان‏ ‏يدهشهم‏ ‏بمنطقه‏ ‏البسيط‏,‏فيشعرون‏ ‏بسمو‏ ‏شخصيته‏ ‏وقوة‏ ‏حجته‏.‏وقد‏ ‏راسله‏ ‏قسطنطين‏ ‏أحد‏ ‏ملوك‏ ‏الروم‏ ‏فتباطأ‏ ‏عن‏ ‏الرد‏,‏فذهل‏ ‏تلاميذه‏ ‏من‏ ‏الرهبان‏ ‏فقال‏ ‏لهم‏ ‏بكل‏ ‏هدوء‏ ‏واتزان‏:‏أتطربون‏ ‏لأن‏ ‏ملكا‏ ‏من‏ ‏الأرض‏ ‏يكتب‏ ‏لنا‏ ‏وهو‏ ‏إنسان‏ ‏مثلنا‏ ‏ولا‏ ‏تعجبون‏ ‏بالحري‏ ‏لأن‏ ‏الله‏ ‏كتب‏ ‏لنا‏ ‏شريعته‏ ‏وفوق‏ ‏ذلك‏ ‏خاطبنا‏ ‏في‏ ‏ابنه‏ ‏يسوع‏ ‏المسيح‏ ‏وهو‏ ‏كلمة‏ ‏الله‏ ‏المتجسد؟
ولما‏ ‏ألحوا‏ ‏عليه‏ ‏بالرد‏ ‏كتب‏ ‏للملك‏ ‏يعظه‏ ‏بكلمات‏ ‏قوية‏ ‏من‏ ‏غير‏ ‏مداهنة‏ ,‏ولا‏ ‏تملق‏ ‏حتي‏ ‏هابه‏ ‏الملك‏ ‏وأرسل‏ ‏يطلب‏ ‏صلواته‏ ‏وبركاته‏.‏
ولما‏ ‏ثار‏ ‏الاضطهاد‏ ‏في‏ ‏زمانه‏ ‏وسمع‏ ‏ببلوي‏ ‏المسيحيين‏ ‏نزل‏ ‏ومعه‏ ‏عدد‏ ‏من‏ ‏شيوخ‏ ‏الرهبان‏ ‏إلي‏ ‏مدينة‏ ‏الإسكندرية‏,‏يشدد‏ ‏إيمان‏ ‏الشعب‏ ‏بالمسيح‏ ‏وقصد‏ ‏إلي‏ ‏السجون‏ ‏يثير‏ ‏المسيحيين‏ ‏أن‏ ‏يتمسكوا‏ ‏بدينهم‏,‏وكان‏ ‏يجتمع‏ ‏بالمحكوم‏ ‏عليهم‏ ‏بالأشغال‏ ‏الشاقة‏ ‏يرغبهم‏ ‏في‏ ‏الاحتمال‏ ‏والصبر‏ ‏من‏ ‏أجل‏ ‏الحياة‏ ‏الأبدية‏,‏بل‏ ‏وكان‏ ‏يمضي‏ ‏إلي‏ ‏المحاكم‏ ‏ويدافع‏ ‏عن‏ ‏المسيحيين‏ ‏المتهمين‏ ‏ظلما‏.‏وكان‏ ‏في‏ ‏هذا‏ ‏كله‏ ‏يعرض‏ ‏نفسه‏ ‏للأخطار‏.‏وكان‏ ‏هو‏ ‏شخصيا‏ ‏لايبالي‏ ‏بحياته‏,‏بل‏ ‏كان‏ ‏فعلا‏ ‏راغبا‏ ‏في‏ ‏أن‏ ‏يموت‏ ‏شهيدا‏ ‏من‏ ‏أجل‏ ‏المسيح‏.‏ومن‏ ‏ذلك‏ ‏شاء‏ ‏الله‏ ‏إن‏ ‏ينجو‏ ‏من‏ ‏الموت‏ ‏لأن‏ ‏حياته‏ ‏كانت‏ ‏ألزم‏ ‏لأولاده‏ ‏وتلاميذه‏,‏وعاد‏ ‏إلي‏ ‏ديره‏ ‏بسلام‏ ‏يواصل‏ ‏رياضاته‏ ‏الروحية‏.‏
ونزل‏ ‏مرة‏ ‏أخري‏ ‏إلي‏ ‏العالم‏ ‏عندما‏ ‏علم‏ ‏بخبر‏ ‏بدعة‏ ‏الأريوسيين‏,‏الذين‏ ‏زعموا‏ ‏أن‏ ‏المسيح‏ ‏مخلوق‏,‏وكان‏ ‏القديس‏ ‏أثناسيوس‏ ‏بابا‏ ‏الإسكندرية‏ ‏قد‏ ‏نفي‏ ‏من‏ ‏كرسيه‏,‏بسبب‏ ‏استمساكه‏ ‏بالإيمان‏ ‏الأرثوذكسي‏ ‏في‏ ‏لاهوت‏ ‏السيد‏ ‏المسيح‏.‏فرأي‏ ‏الأنبا‏ ‏أنطونيوس‏ ‏أن‏ ‏الضرورة‏ ‏تلزمه‏ ‏بأن‏ ‏يثبت‏ ‏إيمان‏ ‏المسيحيين‏,‏في‏ ‏غياب‏ ‏راعيهم‏ ‏الأكبر‏,‏فأخذ‏ ‏معه‏ ‏عددا‏ ‏من‏ ‏شيوخ‏ ‏الرهبان‏ ‏وذهب‏ ‏إلي‏ ‏الإسكندرية‏,‏وصار‏ ‏ينتقل‏ ‏بين‏ ‏الناس‏ ‏واعظا‏ ‏ومعلما‏, ‏ومدافعا‏ ‏عن‏ ‏الإيمان‏,‏ومبطلا‏ ‏حجج‏ ‏الأريوسيين‏ ‏وتعاليمهم‏ ‏الفاسدة‏ ‏المنحرفة‏.‏فانتفع‏ ‏المسيحيون‏ ‏بوعظه‏ ‏وازداد‏ ‏المخلصون‏ ‏استمساكا‏ ‏بإيمان‏ ‏آبائهم‏.‏وعاد‏ ‏بعد‏ ‏ذلك‏ ‏القديس‏ ‏أنطونيوس‏ ‏ورهبانه‏ ‏إلي‏ ‏ديرهم‏ ‏مرة‏ ‏أخري‏.‏
إن‏ ‏من‏ ‏العسير‏ ‏أن‏ ‏نسجل‏ ‏كل‏ ‏فضائل‏ ‏هذا‏ ‏القديس‏ ‏الذي‏ ‏شهدت‏ ‏عنه‏ ‏السماء‏ ‏مرة‏,‏أن‏ ‏الأرض‏ ‏وما‏ ‏عليها‏ ‏لاتستحق‏ ‏وطأة‏ ‏من‏ ‏قدمه‏,‏والذي‏ ‏حاربته‏ ‏الشياطين‏ ‏بألوان‏ ‏مختلفة‏ ‏من‏ ‏الحروب‏ ‏ولكنه‏ ‏انتصر‏ ‏عليها‏.‏هذا‏ ‏الرجل‏ ‏الذي‏ ‏جذب‏ ‏الملايين‏ ‏إلي‏ ‏الهداية‏,‏بصلواته‏ ‏وتعاليمه‏ ‏وسيرته‏ ‏العطرة‏ ‏وقدوته‏ ‏الصالحة‏,‏وقد‏ ‏علم‏ ‏بالمثال‏ ‏أكثر‏ ‏من‏ ‏الكلامعن‏ ‏زوال‏ ‏الحياة‏ ‏الدنيا‏,‏واحتقار‏ ‏أباطيل‏ ‏العالم‏,‏وأهمية‏ ‏السعي‏ ‏لخلاص‏ ‏النفس‏ ‏من‏ ‏خطاياها‏,‏ولذات‏ ‏الحياة‏ ‏العقلية‏ ‏الروحانية‏ ,‏ولفت‏ ‏العيون‏ ‏إلي‏ ‏قيمة‏ ‏الحياة‏ ‏الأبدية‏.‏
ولقد‏ ‏انتفع‏ ‏بسيرته‏ ‏الشرق‏ ‏والغرب‏,‏وأسسوا‏ ‏الأديرة‏ ‏اقتداء‏ ‏بما‏ ‏فعل‏,‏وقال‏ ‏مؤلفو‏ ‏الغرب‏ ‏عن‏ ‏سيرتههذه‏ ‏السيرة‏ ‏قد‏ ‏خلقت‏ ‏أثرا‏ ‏قويا‏ ‏في‏ ‏كل‏ ‏أنحاء‏ ‏العالم‏,‏وهي‏ ‏التي‏ ‏أوقدت‏ ‏شعلة‏ ‏الرغبة‏ ‏النسكية‏ ‏في‏ ‏روما‏ ‏وفي‏ ‏كل‏ ‏الغربوقالت‏ ‏عنه‏ ‏دائرة‏ ‏المعارف‏ ‏البريطانيةأنه‏ ‏أبو‏ ‏الرهبنة‏ ‏المسيحية‏.‏
ومع‏ ‏شظف‏ ‏الحياة‏ ‏التي‏ ‏عاشها‏ ,‏ومع‏ ‏أنه‏ ‏لم‏ ‏يأكل‏ ‏اللحوم‏ ‏قط‏,‏فقد‏ ‏كان‏ ‏يأكل‏ ‏مرة‏ ‏في‏ ‏اليوم‏ ‏وأحيانا‏ ‏مرة‏ ‏في‏ ‏كل‏ ‏يومين‏,‏أو‏ ‏ثلاثة‏ ‏أو‏ ‏أربعة‏,‏ومع‏ ‏أن‏ ‏طعامه‏ ‏كان‏ ‏بسيطا‏,‏لكنه‏ ‏لم‏ ‏يمرض‏ ‏في‏ ‏حياته‏ ‏قط‏,‏وعاش‏ ‏إلي‏ ‏أن‏ ‏بلغ‏ 105 ‏سنوات‏ ‏وقد‏ ‏علم‏ ‏بأمر‏ ‏موته‏ ‏فودع‏ ‏أبناءه‏ ‏الرهبان‏ ‏وضم‏ ‏رجليه‏ ‏وأسلم‏ ‏الروح‏ ‏وعلائم‏ ‏الرضي‏ ‏والسرور‏ ‏تعلو‏ ‏وجهه‏ ‏الملائكي‏ ‏في‏ ‏الثاني‏ ‏والعشرين‏ ‏من‏ ‏طوبة‏ ‏سنة‏ 356‏م‏ ‏أما‏ ‏مولده‏ ‏فكان‏ ‏في‏ ‏سنة‏ 251‏م‏. تابع
 

النهيسى

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
27 يوليو 2008
المشاركات
92,326
مستوى التفاعل
3,200
النقاط
113
الإقامة
I love you Jesus
البابا شنودة الثالث والانبا انطونيوس

عاش البابا شنودة الثالث أكثر من عشرين عاما مع الانبا انطونيوس رغم انهما لم يلتقيا مرة واحدة بالجسد ولكن تلاقيا بالروح مرات عديدة.


فمنذ أن بدأ نظير جيد خدمته فى منطقة شبرا كانت البداية فى كنيسة الانبا انطونيوس فى شبرا وهناك اطلق على المجموعة المسئول عنها فى التربية الكنسية اسم جماعة الانبا انطونيوس ورغم تمسك نظير جيد بالخدمة فى كنيسة الانبا انطونيوس الا ان اعجابه بالانبا انطونيوس لم يفارقه لحظة واحدة!!


فعندما غادر العالم متجها نحو الرهبنة فى دير السريان رسم راهب باسم انطونيوس السريانى فى 18/7/1954 ووقتها كان عمره 31 عاما.


وعندما كان يخدم فى الدير اعطيت له مسئولية أمانة مكتبة الدير وأصبح مسئولا عن المطبعة وظل هكذا طوال عمله كمسئول عن المكتبة باحثا فى رسائل القديس انطونيوس والتى بلغت العشرين رسالة


كذلك حاول من خلال دراسته البحث فى حجم الصلة بين كتابات البابا أثناسيوس الرسولى اللاهوتية ودراسات الانبا انطونيوس والتى يرجع الكثير من الباحثين ان كتابات وتأملات الانبا انطونيوس كانت تشكل المحور الاساسى لكتابات البابا أثناسيوس.



واستمر ابونا انطونيوس الانطونى ىحمل اسم القديس العظيم الانبا انطونيوس وهو راهب داخل أسوار دير السريان وكذلك وهو يخرج للتوحد فى مغارة تبعد عن الدير مساحة خمسة كيلو مترات ثم فى مغارة أخرى تبعد عن الدير اثنتى عشر كيلو مترات وهناك وجد فى المغارة مكانا محفورا فى الصخر استعمله كرف وضع فيه المجموعة الكاملة لكتابات الانبا انطونيوس خاصة حروبه مع الشياطين.



واستمر الراهب انطونيوس السريانى عمل اسم معلمه حتى استدعاه البابا كيرلس عام 1962 وهناك رسم اسقف باسم الانبا شنودة أسقفا للتعليم.



وبالرغم من ان حمل اسما آخر الا انه ظل محافظا على ولائه للاسم الاول حتى انه كتب مقالا ذكر فيه انطباعه عن زيارة كنيسة الانبا انطونيوس فى شبرا قال فيه.



فى الحقيقة اننى عندما ادخل الى هذه الكنيسة ينتابنى شعور مخالف لشعورى فى اية كنيسة أخرى.



فربما اذهب الى كنيسة أخرى، ككاهن، أو كراع، أو كأسقف.. ولكننى عندما اتى الى هذه الكنيسة، اتذكر باستمرار اننى ابن وتلميذ.. فقد تتلمذت فى هذا المكان المبارك، وفى هذه الكنيسة المقدسة، وكل شبر فيها له فى قلبى ذكريات مقدسة.



واجببنا جميعا اسم القديس الأنبا انطونيوس:


حتى ان كل فصول مدارس الاحد التى كنت اقوم بالتدريس فيها فى كنائس أخرى، كانت تحمل اسم الانبا انطونيوس ايضا.. وعندما دخلت فى الحياة الرهبانية اخترت اسم الراهب انطونيوس ليكون اسمى فى الرهبنة.



وعندما وضعنى الله فى هذه المسئولية، ظللت محتفظا بمحبتى لهذا الاسم المبارك.



فأول كاهن قمت برسامته، كان على اسم انطونيوس ايضا، وهو من أبناء وأساتذة هذه الكنيسة انه القمص انطونيوس راغب حالىا.



وتخرج في هذه الكنيسة كثيرون رسموا باسم انطونيوس:


منهم القمص انطونيوس يونان بالمنصورة، والقمص انطونيوس باقى نيح الله نفسه. والقس انطونيوس فرج «فى لندن» كما قمت بسيامة القس انطونيوس حنين «فى لوس انجلوس» والقص انطونيوس ثابت بالاسكندرية.



وقد اشترينا اربعين فدانا فى ضواحى لوس انجلوس بأمريكا، اقيم عليها دير باسم القديس انطونيوس، وأول كنيسة أسسناها فى أمريكا فى أيامى، على اسم العذراء والقديس انطونيوس فى منطقة كوينز.



أيضا أول اسقف سيم لنا فى أفريقيا كان باسم الانبا انطونيوس مرقس، وأول كنيسة ودير أسسناهما فى نيروبى بكينيا، باسم مار مرقس والانبا انطونيوس. كما اسسنا كنيسة فى استراليا باسم الانبا انطونيوس، وأخرى فى المانيا بنفس الاسم.



وكنيسة فى مصر الجديدة باسم القديس جوارجيوس والانبا انطونيوس، وقمنا بسيامة كاهن فرنسى باسم القس انطونيوس، وعددا آخر من الآباء الكهنة....



وأصبح اسم القديس الأنبا انطونيوس يمثل فى قلوبنا فكرة ومبدأ وروحانية خاصة تهتز له قلوبنا أينما ذهبنا. كما أصبح لنا مركز قبطى فى فرانكفورت بالمانيا، ودير باسم الانبا انطونيوس ايضا.تابع
 

النهيسى

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
27 يوليو 2008
المشاركات
92,326
مستوى التفاعل
3,200
النقاط
113
الإقامة
I love you Jesus
تلاميذ الانبا انطونيوس

القديس الانبا امون

القديس مقاريوس الكبير

القديس بيصاريون الكبير

القديس سيرابيون الكبير

القديس بافنوتيوس اسقف طيبه

القديس سيرابيون الاسقف

القديس مقاريوس الاسكندرى

القديس الانبا بيمن

القديس الانبا بموا

القديس ببنوده

القديس ايلاريون

القديس الانبا بيئور

القديس الانبا ابانوب

القديس الانبا يوسف الكبير

القديس الانبا اسحق

القديس بولس البسيط



 

النهيسى

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
27 يوليو 2008
المشاركات
92,326
مستوى التفاعل
3,200
النقاط
113
الإقامة
I love you Jesus
تمجيد القديس الانبا انطونيوس

فى كنيسة الابكار فى مجمع الاطهار
قائم بكل وقار بنيوت افا انطونيوس
قائم بمجد عظيم مع لباس الاسكيم
فى طقس السيرافيم بنيوت افا انطونيوس
بصلاة روحانية بحياة الهية
دشنت البرية بنيوت افا انطونيوس
بجهاد فى الصلوات عشرات السنوات
بدموع فى المطانيات بنيوت افا انطونيوس
بنسك فى الاصوام على مدى الايام
بنفس لاتنام بنيوت افا انطونيوس
بزهد فى اللذات بهذيذ فى الالهيات
وتامل فى الروحانيات بنيوت افا انطونيوس
اعطيت روح ايليا وحنة النبية
ويوحنا ابن زكريا بنيوت افا انطونيوس
ارتاع الشياطين من قلبك الامين
وصلواتك كل حين بنيوت افا انطونيوس
حاربوك مدة طويلة بذلوا كل وسيلة
بكم حيلة وحيلة بنيوت افا انطونيوس
باختك ذكر وكلك يما يقلقوك
بهذا ويرجعوك بنيوت افا انطونيوس
نثروا الذهب والمال امامك على الجبال
يضوى بين الرمال بنيوت افا انطونيوس
اتوك بطرب وغناء وصورة النساء
لتسقط فى الاغراء بنيوت افا انطونيوس
واتوك فى شكل اسود ونمور وفهود
بصياح كالرعود بنيوت افا انطونيوس
جاءوك باذاهم لتخاف من رؤياهم
تواضعك اخزاهم بنيوت افا انطونيوس
صرخت يا اقوياء لماذا هذا العناء
تراب انا وهباء بنيوت افا انطونيوس
عجبى لتجمهركم على ضعفى وتظاهركم
انا اضعف من اصغرك مبنيوت افا انطونيوس
يا برج عالى وحصين يا مثال للمنسحقين
تتواضع للشياطين بنيوت افا انطونيوس
يا قدوة ومثال على مدى الاجيال
يا ساكن الجبال بنيوت افا انطونيوس
يامثال للبتولية والقوة الروحية
وهدوء البرية بنيوت افا انطونيوس
كرائحة بخور كانغام المزمور
حياتك نور من نور بنيوت افا انطونيوس
ياعظيم فى جهادك يا حكيم فى ارشادك
اشفع فى اولادك بنيوت افا انطونيوس
لم نحيا كحياتك لم نسلك كصفاتك
اذكرنا فى صلواتك بنيوت افا انطونيوس
اشفع فى مذلتن اوضعف طبيعتنا
فى مدة غربتنا بنيوت افا انطونيوس
تفسير اسمك فى افواه كل المؤمنين
الكل يقولون يا اله انبا انطونيوس اعنا اجمعين

 

النهيسى

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
27 يوليو 2008
المشاركات
92,326
مستوى التفاعل
3,200
النقاط
113
الإقامة
I love you Jesus
دير الانبا انطونيوس بالبرية الشرقية بالبحر الاحمر

معنى كلمه دير موناستيريون و هى كلمه يونانية اطلقت منذ اوائل القرن الرابع على كل موسسة رهبانية قائمة بذاتها فى قلب الصحراء و لما تجمع الرهيان داخل الاسوار بدأوا يعيشون معا الحياه المشتركه التى وضعها اعلام الرهبان الاوائل امثال القديس باخوميوس و الانبا انطونيوس


موقع الدير


يقع دير الانبا انطونيوس فى سفح جيل القلزم و هو احد سلاسل جبال القلاله القبلية مقابل محافظه بنى سويف فى اسفل رابية عالية و يبلغ ارتفاع موقعه 410 م تقريبا من سطح البحر و قد سميت سلاسل جبال البحر الاحمر بجبال القلاله نسبة الى القلالى التى كانت مزدحمه يها و مقابل هذه السلاسل توجد سلاسل جبال القلاله البحرية و ينحصر بينهما وادى عربة


تاريخ الدير


اقام الانبا انطونيوس فى مغارته و التف حوله عدد كبير من الرهبان مما ادعا الى بناء كنيسة يجتمع فيها مع الرهبان و بعد انتقاله بدا الرهبان فى بناء مخزن للطعام و مطبخ و قلالى و ذلك على مساحه لاتزيد عن 3 افدنه يضمها سور من الحجر و ذلك كان اثناء حكم الامبراطور يوليانوس الملك الكافر 360 -363 م و فى ايام حكم الامبراطور جستنيان ضاعف الامبراطور مساحته فبعد ان كانت ثلاثه افدنه اصبحت ستة افدنه و ذلك سنة 537م استمر ذلك حتى ايام البابا كيرلس الرابع .
كما بنى حصنا لحماية الدير من الاعتداءات الخارجية علية و قد تعرض الدير لاعتداء الفرس علية سنة 610م فىلا عصر البابا انسطاسيوس البابا الـ36 ما بين 605-616 م و تعرض الدير ايضا للنهب من جه البدو اثناء تولى البابا خائيل الاول ما بين 743-767م و ما بين سنة 1004 -1032م تعرض الدير للدمار الشامل و استشهاد الرهبان فى ايام البابا زخارياس الاول و قد دمر البدو الذين عاشو فى الدير لخدمه الرهبان دمرو المكتبى العظيمه التى بالدير و احرقو كل المخطوطات الموجوده بالدير و ظل الدير خربا خالى من الرهبان ما يقرب من 65 سنة و تم بمشية الرب تعميرة بعد رسامه الراهب روفائيل السريانى بطريرك فى اكتوبر سنة 1525م باسم البابا غبريال السابع الـ95من بطاركه الاسكندرية فارسل 20 راهبا مندير السريان الذى كان يسكنه فى ذلك الوقت 63 راهباً الى دير الانبا انطونيوس بعد ان زودهم بالكتب و اوانى المذبح و كل ما يلزم لتعمير الدير من غذاء و كساء و قد سجل رهبان الدير نياحه الانبا غبريال السابع البابا ال95 على جدران كنيسة الانبا انطونيوس الاثرية فى الجهه القبلية الشرقية من الخورس الثانى يوم الثلاثاء الموافق 29 بابهسنة 1285 للشهداء.
و فى اواخر القرن الثامن عشر تمت بالدير كثير من التغيرات ففى عام 1766م قام حسب الله البياضى باعاده بناء كنيسة القديس مرقس الانطونى و فى عام 1772 م اعاد المعلم لطف الله شاكر بناء كنيسة الرسل و فى عام 1783م قام المعلم ابراهيم الجوهرى بتوسيع الدير فضم اليه رقعه واسعه من الارض و شيد السورين الغربى و القبلى و الساقية مع السور البحرى
اما التوسيعات التى اجريت فى هذا الدير و جعلت مساحته على الوجه الحالى 20فدان تقريباً فهى التى قام بها البابا كيرلس الرابع فى القرن التاسع عشر و استمرت من عام 1856-1858 م و ابرزها بقية السور الذى يضم الاسوار القديمه و الكنيسة الجديده و هى المكتبة الحالية و صفان من القلالى و منطقه فى الجه الغربية كان يطلق عليها شونه الماعز و تبلغ مساحتها تقريبا 5 افدنه و منطقه اخرى فى الجهه القبلية يطلق عليها بين الاسوار و تبلغ مساحتها 3 افدنه.



اسوار الدير وما بداخلها


1- الاسوار


اول اسوار للدير انشئت فى عهد الملك يوليانوس ما بين سنة 360-363م ثم دعمها بعد ذلك الملك جوستنيان عام 537م و قد تم اضافى مساحه جديدة للدير فى عهد البابا كيرلس الرابع 1858م حيث بنى اخر اسوار للدير اذ بلع ارتفاعها ما بين 9: 14 متر و يبلغ طول السور الحالى 1060 متر و بالسور من الجهه البحرية باب ضخم من الخشب المصفح بالحديد عرضه 3.60متر و ارتفاعه 4.70متر و هذا تم فى عهد البابا كيرلس الرابع سنة 1859م و ظل هذا الباب مغلقا لا يستعمل الا فى زياره البابا البطريرك للدير و فى موسم التحطيب الى ان تم استعماله بصفه مستمرة و فى كل من الجهه الغربية و الشرقية توجد لوابة ضخمه حديثة الانشاء فى عهد قداسة البابا شنوده الثالث البابا ال117 و كان ذلك عام 1981م


2- الساقية


كان الدخول الى دير الانبا انطونيوس بواسطه اله تدعى الساقية التى بواسطتها يرفع الشخص الى اعلى الاسوار و فى عصر البابا كيرلس ابو الاصلاح سنة 1859 تم انشاء هذه الساقية التى ظلت تستعمل حتى منتصف القرن العشرين فى ادخال الاشخاص للدير و فى ادخال المؤن الخاصة بالدير من حبوب و بقول و هذه الساقية هى عباره عن اسطوانة خشبية تدور حول محور راسى بواسطه اربعه اذرع و قد ثبتت فيها حبل سميك مار على بكرة يتدلى من طرفه المنتهى بخطاف يمر بتجويف الى خارج السور و كانت هذه الساقية تستعمل حتى وقت قريب فى رفع الاشخاص الذين يفدون الى الدير رغم وجود الباب و ذلك خوفاً من هجمات الاعداء


3- المطعمه


يوجد بجانب الباب الى الغرب تجويف اخر باعلاه غرفه بجانب الساقية تدعى المطعمه و فيها كان يقد الطعام للاعراب الذين يفدون الى الدير


4- قلالى الرهبان


القلاية كلمه دخيلة على اللغة العربية و قد انتقلت اليها من اللغه اليونانية Cellو يقابلها بالانجليزية Celluleوبالفرنسية Kailon
و لكن من هذه الكلمات الاجنبية معنى واحد و هو قلاية او سكن الراهب و فى دير الانبا انطونيوس مجموعه من القلالى بعض بعضها قديم والاخر حديث القلالى اىلقديمه بعضها بنى فى القرن الخامس عشر و هى عباره عن صفين بجوار كنيسة الرسل و يتتكون معظمها من صفين و يسكن فيها الرهبان و بعضها يستخدم فى اغراض اخرى و الحديث منها تم بناؤه فى عهد البابا شنوده الثالث و اخرى منها فى عهد رئاسة الانبا يسطس رئيس الدير الحالى


5- الحصن


هو بناء مكون من ثلاثه طوابق يباغ ارتفاعه نحو 15 مترا و يمكن الوصول الية عن طريق قنطرة خشبية تتحرك بواسطه سلسلة حديديه تدور حول بكرة مثبته فى الدور الثالث لتفصل الحصن عن مبنى الربيتيه و مخازن و من اسفله يوجد طريق تحت سطح الارض يوصل الى عين الماء و قد بنى الحصن فى ايام حكم الامبراطور جوستنيان سنة 537م و كان يستخدم فى حماية الرهبان اذا حدث اى هجوم على الدير حيث كانو ياخذون معهم الاشياء الثمينه و ما يحتاجون الية من غذاء و كساء ووقود و غيرها حتى يتمكن لهم البقاء فى الحصن لعده شهور الى ان ينتهى المخربون من اعتدائهم .


6- الربتية


هو بناء مكون من ثلاث طوابق يوجدبالدور الاول منه المائده الاثرية و هو عباره عن حجرة مستطيلة طولها 15 متر و عرضها 4 امتار يعلوها سقف مقبب و فى وسطها مائده من الحجر و قد بنى هذا المبنى فى القرن السادس الميلادى ملحقا بالحصن .


7- قصر الضيافة


هو بناء بناه البابا كيرلس الرابع ابو الاصلاح سنة 1859م و هو مكون من هده حجرات و هو مشيد فوق مبنى الدكسار( المخازن ) بجوار باب الدير و هو القصر القديم و فىالوقت الحالى يوجد قصرين جديدين خارج اسوار الدير الاسرى


8-الطافوس


هى كلمه يونانية معناها المقبرة و قد اخذها الاقباط و استعملوها فى لغتهم و هو يقع فى وسط الحديقه فىالجزء الشرقى للدير و تم انشاءه فى عهد الانبا ايساك مطران الفيوم عام 1669 للشهداء حوالى سنة 1953م كما يوجد طافوس حديث بنة سنة 1987م فى رئاسة القمص ابسخريون الانطونى فى وسط الحديقة


9- عيون الماء


يوجد فى دير الانبا انطونيوس عين رئيسية و هى تنبع من مغارة طويلة او تجويف داخل الصخر طوله نحو ثمانية امتار و فى نهايته لا يستدل على اى مصدرها اذ يشاهد الشخص المياه تنساب من بين الصخور و تقدر كمية المياه المنسابة يومياً حوالى 100 متر مكعب و ماء هذه العين تتدفق ليلاً نهاراً و سرعه سريانها ثابته و هذه المياه نقية جداً و هى تشبة المياه المعدنية و يستخدمها الرهبان فى الشرب و الغسيل و الزراعه ولولا هذه العين لما امكن للقديس الانبا انطونيوسان يسكن فى تلك البقعه و لا استطاع رهبانه ان يقيموا فى ذلك المكان و يؤسسوا ديرهم العظيم و توجد عين اخرى و لكنها لا تستخدم لقله انسياب المياه منها
و قد اهتم البابا شنوده الثالث باستغلال ماء العين بانشاء خزان لتخزين ماء العين و تغذية موافق الدير الرئيسية من دورات المياه و ومضايف و قلالى و ذلك سنة 1980 كما تم عمل خزنات جديده اخرى فى رئاسة الانبا يسطس رئيس الدير .


10- مكتبة الدير


كان دير الانبا انطونيوس يملك فى الازمنه البعيده مكتبة تحتوى على مجموعه كبيرة من المخطوطات النارده و لكنها تعرضت فى اوقات عصيبة للنهب و الحرق و لم يبق منها الا اسفار قليلة اختفت عن اعين المغيرين و لصوص الكتب منم الرحاله الاجانب و لما عمر الدير ثانيه ايام الانبا غبريال السابع جمع الرهبان ما تبقى من الكتب القديمه و ابتدوا يعملون على تنميتها و هى الان تحتوى على اكثر من 5 الاف كتاب بين مخوط و مخطبوع فى مختلف العلوم و الفنون و اقدم الكتب الخطيه بالمكتبة نسخ فى القرن العاشر الميلادى و الباقى فى القرن الثالث عشر و القرن الرابع عشر وما عدها و قد خصص لها الان مبنى الكنيسة التى بناها البابا كيرلس الرابع


11- المتحف


يوجد بالدور الثانى من مبنى حديث بجوار السور البحرى للدير الاثرى و هو يشتمل على بعض الاوانى و الكوؤس المعدنية و البلورية و بعض صلبان اليد و الاتراس الاثيوبية و عدد من الشمعدانات المعدنية و كراسى الكأس و ختاما ً القربان منها واحده برسم الملاك ميخائيل اهديت للدير من قياصرة روسيا و كلوك الحبشة و احبار الكنيسة و اساقفتها كذلك بعضمن البرانس الكهنوتية و بالاخص الملابس الكهنوتيه للبابا كيرلس الرابع ابو الاصلاح و الانبا يوساب الابح و ايضا عدد من الايقونات الاثرية وخريطه باللغة الفرنسية مبين عليها عدد من الاديرة المصرية فى العصور الاولى للرهبنه .

 

النهيسى

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
27 يوليو 2008
المشاركات
92,326
مستوى التفاعل
3,200
النقاط
113
الإقامة
I love you Jesus
رساله الى القديس العظيم الانبا انطونيوس

طوبى لك ياقديسنا العظيم ، يامن قدمت نفسك الهادئه اناءا" طيعا" للروح القدس
ليملاه ، فجعل منك قارورة طيب غاليه الثمن ، ملأ شذاها ارجاء البريه
تتنسمه الاجيال

لقد ذقت حلاوة العشره مع الرب ، فقدمت جسدك ذبيحة حب
رغبه منك فى معاينه مجده ، ضربت لنا مثللا فى الخدمه الكارزه
وانت المتوحد العابد ، عندما تركت البريه ونزلت الى الاسكندريه لتشدد
الايمان وتدافع عن العقيده الارثوذكسيه وهى تواجه الاريوسيه

صورتك وانت تقضى الليل بفرح مسيحى مصليا" تفتح عيوننا وتستثير بها حواسنا
لتحول ظلمة الليل الى نهار

لذلك رأينا فيك العابد المصلى والخادم الباذل
صارت لنا نفسك الطاهره عمودا" من نور مثبتا بين الارض والسماء

يرفع صلواتنا ويشفع فى ضعفنا امام العرش الالهى كل حين
 

النهيسى

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
27 يوليو 2008
المشاركات
92,326
مستوى التفاعل
3,200
النقاط
113
الإقامة
I love you Jesus
روحانية القديس أنطونيوس
للبروفيسور صموئيل روبنسون – الأستاذ : بجامعة لوند بالسويد

لا يوجد مصرى واحد معروف ومشهور فى تاريخ المسيحية كلها أكثر من القديس أنطونيوس . ورغم وجود كثير من البطاركة ومعلمو الأسكندرية المشهورين ، فإن اسم هذا الراهب البسيط الذى اختلى فى الصحراء ، هو الذى جذب أكبر انتباه خلال الـ1600 عامًا الماضية . إن سيرة حياته كانت ولا تزال واحدة من أكثر الكتب المقروءة انتشارًا فى كل التاريخ المسيحى ، وقد ألهمت سيرته ليس الرهبان فقط من كل أنحاء العالم، بل ألهمت أيضًا مؤلفين مشهورين ورسامين مشهورين مثل ماتياس جرينوالد M. Gruenwald، هيرونيموس بوسكس Hier. Boschs، جوستاف فلاوبرت، لارز جايللينستن Lars Gyllonsten. إن صورة القديس أنطونيوس كما وصلتنا فى كتاب ” حياة الأنبا أنطونيوس ” بقلم القديس أثناسيوس ، بطريرك الأسكندرية الشهير فى القرن الرابع ، قد صارت على مدى التاريخ النموذج القياسى للدعوة الرهبانية ، وهى بالنسبة لكثيرين ، افضل شرح لـ: ماذا يعنى أن يكون الإنسان مسيحيًا ؟

وفى مشروع بحث تموله الحكومة النرويجية يحاول 20 عالمًا من السويد والنرويج حاليًا أن يكتشفوا وأن يصفوا ماذا كان يعنى فعلاً وحقًا بالنسبة للناس والمجتمع فى القرنين الثالث والرابع أن المسيحية صارت هى ديانة الإمبراطورية . وما هى التأثيرات التى حدثت ، وكيف تغيرت طرق التفكير . إن عنوان هذا البحث هو : ” المسيحى . صياغة هوية جديدة فى التاريخ القديم المتأخر Late Antiquity ” . وبدون نقاش كثير فقد صارت ” حياة أنطونيوس بسرعة فى بؤرة التركيز into Focus . ما هى الشخصية المسيحية وكيف كانت تفهم، وكيف كانت تختلف عن الشخصية الوثنية . وربما تبدو هذه أكثر وضوحًا فى هذه “الحياة ” (السيرة) من أى نص آخر من نصوص ذلك العصر .

ولكى نمسك بروحانية القديس أنطونيوس ، من الضرورى أن نبدأ بالحديث عن ” حياة أنطونيوس “، وهى السيرة التى كتبها القديس أثناسيوس . فروحانية هذا الكتاب ” الحياة ” قد كان لها أكبر الأثر وصارت مرادفة لشخص أنطونيوس نفسه. وطوال المائة سنة الأخيرة فإن باحثون كثيرون قد حللوا هذا النص من جميع زواياه . هل الذى كتبه هو القديس أثناسيوس ؟ وهل اعتمد على أية مصادر؟ وهل يُعتمد عليه (يوثق به) تاريخيًا historically reliable ؟ وهل نحن نلتقى فى هذا الكتاب بأنطونيوس نفسه، أم أن ما نقرأه هو الصورة المثالية التى رسمها البطريرك أثناسيوس ؟

وبالمقارنات مع النصوص الأخرى التى كتبها أثناسيوس وكذلك الإشارات إلى المراجع التاريخية، فقد اقتنع كل الباحثين تقريبًا أن نسبة هذا الكتاب للقديس أثناسيوس ، هى صحيحة. والنص الآخر الذى يُعتمد عليه فى هذا المجال هو ” رسائل القديس أنطونيوس ” . والتى سأعود للحديث عنها بعد ذلك .

والآن نحتاج أن نفحص بعمق ” سيرة حياته ” نفسها ، ونحاول أن نفهم منها كيف ترسم لنا روحانية القديس أنطونيوس ، وكيف تريد هذه السيرة لنا أن نفهم حياته الموضوعة أمامنا كنموذج ” لحياة مسيحية حقيقية ” ، كما ورد فى مقدمة الكتاب .

ولكى نكتشف أين يوجد تشديد الكاتب نفسه ، يلزمنا أن نلاحظ كيف يبدأ النص وكيف ينتهى هذا من ناحية ، ومن ناحية أخرى إن أمكن أن نجد أية تعبيرات أو أفكار متكررة . ولكى يمكننا أن نحقق هذه الناحية الثانية الخاصة بالتعبيرات المتكررة ينبغى فى جميع الأحوال أن نفحص بعناية تامة كيفية تركيب النص، وكيف تبدأ أجزاءه الصغيرة وكيف تنتهى . وفى كل الكتابات يتم التأكيد على بعض الأفكار بوضع تعبيرات معينة فى بداية الجملة أو فى نهايتها ، أو فى بداية كل فصل أو فى نهايته أو فى بداية الكتاب أو فى نهايته .

فالقارئ يتأثر دائمًا اكبر تأثرًا بالبدايات والنهايات . كان أنطونيوس رجلاً زاهدًا فى الحركة وزاهدًا فى الشهرة ، فهو لم يكن يريد أن يصير معروفًا على الإطلاق. ومنذ البداية ـ قيل عنه إنه اشتاق أن يمكث بالبيت بكل بساطة ، واشتاق أن لا يتعلم ، وقد قيل فى الفصل الأخير ـ إن معجزة قد حدثت حتى أن ذاك الذى تحاشى كل علانية وعاش منفردًا فى جبل قد صار مشهورًا فى العالم كله. وهذا الأمر يتكرر فى مواضع عديدة . فحينما دخل أنطونيوس تدريجيًا إلى الصحراء ـ تؤكد السيرة دائمًا أنه كان يعيش وحده ، وأن كل ما حدث له إنما أثناء اعتزاله فى مكانه الخاص. وفى الفصول الـ15 الأولى من الكتاب نجد أن أنطونيوس ليس عنده شئ يقوله (للآخرين)، وأنه لم يكن له تلاميذ ، ولا أصدقاء. وإنه حينما استقر فى البرية الداخلية وجد سلامًا فى عزلته.

وعلى مستوى أعمق سوف نجد أن هذا التأكيد على العزلة والخلوة يرتبط بفكرة هامة أخرى : وهى فكرة المحافظة على الطبيعة الأصلية. أما كون أنطونيوس لا يذهب إلى المدرسة ـ فكما أوضحت فى كتابى ـ فإن هذا لا علاقة له بمعرفة القراءة أو عدم معرفتها، إنما هذا يدل على أن روحانيته لم تُكتسب من الخارج ، أى ليست من صنع الإنسان ، بل هى موهوبة له من الله خالقه. ومرة تلو مرة يستعمل المؤلف كلمات وتعبيرات تشير إلى الحماية والحفظ فى مقابل الاضطراب والتغير. وتوصف أهمية ما هو طبيعى بصورة حية جدًا فى فصل 14 حينما يخرج أنطونيوس من صومعته التى قيل عنها إنه عاش فيها 20 سنة فى عزلة كاملة . ويُقال هنا إنه لم يتغير بالمرة، فهو لم يصر نحيلاً من الصوم ولا صار بدينًا من قلة التمرن . كان فى توافق كامل بحسب حالته الطبيعية والأصلية . وبالنسبة للمؤلف ، فإن جسده هو علامة تدل على الثبات الداخلى الكامل. وفى أحد الفصول الأخيرة يتكرر نفس الحديث فيُقال هذه المرة إن أنطونيوس البالغ من العمر 105 سنة والذى كان على وشك الوفاة، قد احتفظ بصحة جسمية كاملة، فعيناه لم تكلاً ولم يفقد ولا سنّة واحدة من أسنانه ويداه ورجلاه كانت كلها فى صحة كاملة. لقد كان فى حالة أفضل من أولئك الذين يحاولون أن يحسّنوا ما قد أعطاه الله بأنواع من الأطعمة والحمامات المترفة . وكما قلت ، فقد كان جسد أنطونيوس علامة تشير إلى شئ روحانى. فحفظ الجسم وصحته إنما هى العلامة الخارجية فقط لفكرة تتخلل كل سيرة الحياة: فمعرفة الله مرتبطة بمعرفة النفس معرفة حقيقية. فمعرفة الله لا تأتى من الخارج بالتعلّم ، بل من الداخل ، بأن يكون الإنسان أمينًا لخلقته الأصلية. وفى المجادلات مع الفلاسفة التى يحاول المؤلف فيها أن يشرح الصفات المسيحية لفلسفة أنطونيوس ، أى يشرح طريقة معيشته، نجد أن أنطونيوس يخبر الفلاسفة ، أن اليونانيون يتعبون باطلاً بأسفارهم فى كل مكان لأجل الحصول على المعرفة فى حين أن المعرفة الحقيقية إنما توجد فى داخل الإنسان . والقراءة المدققة لعظة أنطونيوس الموجهة للرهبان تظهر نفس التشديد ولكن من منظور آخر . نجد هنا أن أنطونيوس يحاول أن يخبر تلاميذه كيف يعرفون إن كانت الرؤى أو الأفكار آتية من الله أم من الشياطين . فالقديس أنطونيوس يقول إن الشياطين يسببون القلق على الدوام ، إنهم يحاولون أن يقسّموا ويمزقوا ؛ بينما الملائكة يسببون السلام والهدوء ويقودون إلى الوحدة بدلاً من التفرق. ولكن هل هذا يعنى أن روحانية القديس أنطونيوس ـ بحسب كتاب سيرته ـ هى روحانية ترفض وجود أية علاقات مع الآخرين ، أو مع المحتاجين ؟ كلا . فالسيرة تنقسم إلى قسمين متميزين تمامًا . القسم الأول يصف خلوة أنطونيوس وتكوينه الروحى فى حياة الوحدة ويسجل عظته الطويلة التى يلخص فيها تعليمه. وينتهى القسم الأول بالقول إن أنطونيوس صار مثل الشهداء بسكناه فى البرية الداخلية . أما القسم الثانى فيخبرنا عن اهتمامه بالعالم. وفى هذا القسم يلتقى أنطونيوس أولاً بمجموعة من الناس يطلبون المساعدة ، ويلتقى بعد ذلك بمجموعة من الفلاسفة ، وأخيرًا بمجموعة من ممثلى الدولة . ليس هناك شك أن المؤلف يريدنا أن نرى فى أنطونيوس، راهبًا يشفى المرضى، ويصنع السلام بين المتخاصمين ويتشفع لأجل الفقراء، ويدحض الهرطقات ويقاوم ذوى السلطان. والنظرة الفاحصة إلى هذه الفصول من الكتاب تكشف أنها قد كُتبت بطريقة واعية تمامًا. وفى كل هذه الفصول نجد أنها تحتفظ بمسافة معينة. فحينما يأتى المرضى إلى أنطونيوس، فهو يخبرهم أن يعودوا إلى بيوتهم لينالوا الشفاء هناك. إنه لا يلمسهم ، حيث إنه ليس هو الذى يشفى بل “الرب”.

فهو يظل فى عزلته ويشفى من بعيد. وفى لقائه مع الهراطقة يضع نفسه خلف رؤساء الكنيسة ويتحاشى أية مقابلات عن قرب. والأمر ذو الدلالة العظيمة. فإن علاقاته مع السلطة العليا ـ مع الإمبراطور ـ رغم أنه إمبراطور مسيحى ، ومع الحاكم المُعين منه ، إنما تتم فقط بواسطة الرسائل . وفى كل معاملاته مع العالم فإن أنطونيوس لا يترك خلوته الداخلية ، لا يتخلى عن سلامه وهدوئه .

ولكى نلخص روحانية القديس أنطونيوس كما وصفتها سيرة حياته ، فيمكننا أن نقول إن أنطونيوس كان مبتعدًا بطريقة ما عن حدود المكان والزمان فهو ـ كما لو كان ـ موضوع خارج القيود التى يختبرها البشر . فهو ـ كما تؤكد السيرة فى النهاية ـ حاضر فى كل مكان حيث إنه مختفى عن كل إنسان. هو غير مرتبط بأى شئ ، وغير متأثر بأى شئ ولا معتمد على أى شئ حصل عليه من العالم ـ أى من الناس ومن حضارتهم. فهو ـ كما يقول المؤلف متعلم من الله فقط ـ وتنبع قوته من السلام الداخلى ومن الانسجام الداخلى المتأصل فى طبيعته الروحية الأصلية . والأمر الضرورى ـ بالنسبة لسيرة حياة أنطونيوس ـ أن يظل الإنسان على الحالة التى خُلق عليها .

إن روحانية أنطونيوس هى روحانية تجد أصولها فى الاقتناع الأكيد بأن الإنسان مخلوق على صورة الله، وأن الفضيلة لا تُكتسب ، بل تحتاج فقط أن نحافظ عليها .

والآن ، بعد أن حصلنا على هذه النظرة لروحانية “سيرة أنطونيوس” ، يمكن أن ننتقل إلى رسائل القديس أنطونيوس لنسأل إن كانت تحمل إلينا نفس الروحانية. ولكى نركز الحديث على روحانية هذه الرسائل ، فإنى لن أتحدث عن محتواها ولن أناقش كل المشاكل اللاهوتية التى تنتج من تحليل محتواها ، ولكنى أشير فقط إلى نقطتين هامتين فى تكوين روحانية هذه الرسائل .
النقطة الأولى هى ، وحدة المعرفة . فالتشديد على المعرفة هو أحد الملامح البارزة للرسائل . فكاتب الرسائل يؤكد مرة تلو أخرى على أهمية المعرفة والفهم . وكل الرسائل تقريبًا تختم باقتباسين من سفر الأمثال 9:9 ومن رسالة كورنثوس الأولى 15:10 والاقتباسان يتحدثان عن أهمية الحكمة . فبدون أن يعرف الإنسان نفسه ـ أو كما يعبر القديس أنطونيوس ـ بدون أن يعرف الإنسان جوهره الروحى ، فإنه لا يستطيع أن يعرف الله ، لا يستطيع الإنسان أن يدرك أعمال الله الخلاصية. فالإنسان، بإدراكه لنفسه تمامًا يستطيع فقط أن يعرف زمانه وبالتالى أن يعرف كيف يعبد الله عبادة لائقة.

ورغم أن الإشارات إلى المعرفة متنوعة جدًا وموضوعات المعرفة تختلف عن بعضها، إلاّ أن الرسائل تشدد دائمًا على أن كل أنواع المعرفة مرتبطة ببعضها؛ فمعرفة الله ومعرفة النفس ومعرفة الزمان، ومعرفة الخلاص، كل هذه تعتمد كل منها على الأخرى.

ولكى ندرك أهمية المعرفة فى روحانية أنطونيوس ينبغى أن نعرف ، ما الذى يعنيه أنطونيوس عندما يتحدث عن المعرفة ، وذلك لكى نعرف مفهوماته الأساسية . إن القراءة المدققة للرسائل تكشف أن أنطونيوس يمثل نفس النظرة الأساسية عن المعرفة مثل مدرسة الأسكندرية بميراثها الأفلاطونى ، فهذه النظرة ترى أنه : “أن تعرف” هو أن تصير جزءً من شئ . فالمعرفة ليست أن تملك معلومة عن شئ ، بل أن تشاكله وتتوافق معه. وأكثر من ذلك فإنك تستطيع فقط أن تعرف ذلك الذى يملك ميلاً طبيعيًا نحوك أنت الذى تعرفه. الإنسان يستطيع أن يعرف الله حيث إن الإنسان له صلة بالله، ليس فقط بأن تكون عنده معلومات عن الله ؛ بل أن يكون له نصيب حقًا فى طبيعة الله، ولذلك فالمعرفة لا تحصل بجمع المعلومات والتعاليم، بل أن نأتى لنعرف ، نأتى لنقترب منه ولكى نحيا معه. المعرفة تفترض وجود المحبة. لذلك من السهل أن نفهم أنه رغم أن أنطونيوس يتكلم عن أنواع مختلفة من المعرفة ، إلاّ أن المعرفة واحدة. وإضافة إلى ذلك ، فمن الواضح أن المعرفة التى يكتب عنها أنطونيوس هى المعرفة الروحية، وهى معرفة تأخذ أصولها من الجوهر الروحى للإنسان . والتقدم فى المعرفة هو الاقتراب أكثر إلى الله ، أن يصير الإنسان أكثر فأكثر إدراكًا لذاك الذى يتجاور كلماتنا. المعرفة تختلف عن العقيدة . فكلمات الإنجيل ، وتعاليم الكنيسة هى نقطة انطلاق، أما المعرفة الحقيقية فتكمن فى الالتصاق بالله التصاقًا حميمًا بالحب. وحدة كل أنواع المعرفة لا توجد فى العقائد بل فى قلب الله.

النقطة الثانية فى روحانية رسائل أنطونيوس هو وحدة الكيان ، وكما سبق أن ذكرنا، فإن أنطونيوس يرى أن الشرط المسبق لكل معرفة حقيقية هو فى الجوهر الروحى للإنسان، وهو جوهر متصل بالله اتصالاً وثيقًا . وفى محاولاته أن يشرح هذا ، فإن أنطونيوس يعكس تحليل أوريجينوس عالم مدرسة الأسكندرية العظيم. وبحسب الرسائل ، فإن جوهر الإنسان الداخلى هو جزءه الروحانى ، أى عقله . كل البشر يشتركون فى نفس الجوهر الروحى ، وينتمون إلى بعضهم البعض فى أرواحهم ، وفى الواقع فإن كل ما هو روحى يشترك فى نفس الكيان، بل حتى إبليس والشياطين أيضًا يشتركون فيه . ولكن عند السقوط تحطمت هذه الوحدة الروحية . والله لكى يخلص الإنسان ، فإنه خلق العالم وأعطى للإنسان جسدًا وهو ما لم يحصل عليه الشياطين ، ولذلك هم يحسدون الإنسان. وبواسطة الجسد يستطيع الإنسان أن ينمو فى الفضيلة وفى المعرفة ، ولكن فى الوقت نفسه فإن الجسد يجذب الإنسان إلى أسفل ويضع حدًا لحياته. الجسد يخلص عن طريق التجسد، وهكذا تُستعاد الوحدة ويستطيع الإنسان أن يرجع إلى الله وإلى جوهره الروحى الأصلى، ولكن بجسد القيامة. وبدون الاستطراد أكثر فى هذه الأفكار اللاهوتية يمكننا أن نرى بسهولة أنها هى روحانية أنطونيوس. فوحدة الوجود تجعل محبتنا بعضنا لبعض جزءً من محبة الله. وأن يعرف الإنسان نفسه هو أيضًا أن يعرف جاره.

أو كما يقول أنطونيوس فى الرسالة 6 : ” لذلك ينبغى أن نحب أحدنا الآخر بحرارة ، لأن من يحب أخاه يحب الله والذى يحب الله يحب نفسه ” .

وهكذا ، فإننا فى روحانية أنطونيوس نجد تشديدًا قويًا على العلاقة بالآخرين، والحاجة إلى أن نعتنى كل منا بالآخر. ويصير واضحًا فى كل الرسائل كم هو هام خلاص الاخوة لأجل خلاص أنطونيوس نفسه. وهنا يصير فهم تعليم يسوع المسيح، عنصرًا هامًا . والمقطع الذى يتحدث فيه الرسول بولس فى رسالته إلى فيلبى عن إخلاء الابن لنفسه صائرًا فى هيئة عبد ، عادة يُربط بكلمات يسوع فى الإنجيل التى يقول فيها ، إنه لا يعود يسمى التلاميذ عبيدًا بل أحباء . فيسوع بصيرورته عبدًا استطاع أن يجعلنا أحباء له ، وهكذا عن طريق صيرورتنا عبيدًا كل منا للآخر ، يمكننا أن نربح بعضنا بعضًا كأصدقاء . وهكذا فالفرح والبكاء لأجل خلاص الآخرين هو جزء جوهرى من الحياة الروحية .

خاتمة

وحينما ننظر إلى سيرة حياة أنطونيوس وإلى الرسائل ، يمكننا أن نرى أننا نجد نفس الروحانية رغم التعبير عنها بطريقتين مختلفتين تماما . ففى سيرة حياته، تُرسم روحانية أنطونيوس بواسطة شخص آخر كأنما يرسم أيقونة . وفى عظة أنطونيوس فقط نجد تشابهًا كبيرًا مع ما ذُكر فى الرسائل . ولكن هنا فى العظة يحل الصراع مع الشياطين محل التأملات الشخصية الموجودة فى الرسائل ، وفى السيرة نجد أن قصص اختلاء أنطونيوس تجعل نفس التشديد على وحدة الكيان والجوهر مفعمة بالحيوية مثل الرسائل، ولكن بعكس الرسائل فإن الجسد فى ” السيرة ” ليس أساسًا الذى تهاجمه الشياطين بسهولة ، بل بالحرى تجعل منه ” السيرة ” صورة للنفس . الرسائل تقدم أنطونيوس كأحد الرهبان الذى يصرخ من أجل خاصته ولأجل خلاصهم. أما فى ” السيرة ” فلم يعد ظاهرة فى الصورة ، بل نجده فى وضع متميز كنموذج يُقتدى به . فى “الرسائل” نراه مثل أب اعتراف يمكنك أن تتحدث إليه ، أما فى “السيرة” فهو أيقونة تقف أمامها لكى تتأمل . ولكن بصفة جوهرية ، فمن الواضح أن كلا الكتابين تقدم نفس الروحانية الأساسية، ونفس التشديد على الحاجة إلى الثبات الداخلى والهدوء، والحاجة إلى المعرفة الحقيقية للنفس ، وإلى المحبة للغير . ويمكننا أن نعتبر “السيرة ” بمثابة مقدمة رائعة عن كيف نقاوم بها الفساد ، وكيف نحفظ الكمال والسلام ، أما “الرسائل” فتلمس القلب ، وتفتح طريقًا صاعدًا نحو سر الالتصاق الحميم مع الله.
ونعود أخيرًا إلى مشروع البحث عن ” الشخصية المسيحية (Christian Identity) كما صيغت فى المسيحية الأولى”، فإنى أظن أن هذا المشروع وثيق الصلة بموضوعنا . وبقدر ما أستطيع أن أرى، فإن أوربا بل العالم كله حصلت على ذلك الفهم للكائن البشرى ، الذى يضع الشخص ـ كل شخص ـ قبل أى شئ آخر. فبدون مفهوم سلامة وقيمة كل شخص لا نستطيع أن نتكلم عن حقوق الإنسان بصورة حقيقية. بدون مفهوم السلامة الشخصية والمسئولية الشخصية التى تظهر مفعمة بالحيوية فى سيرة القديس أنطونيوس، لن يكون عندنا أية أسلحة حقيقية لمحاربة الفساد.

فلأجل مستقبل التقليد المسيحى بل ولأجل مستقبل مجتمعاتنا ، ينبغى أن نعطى انتباهًا أكبر واهتمامًا أشد بروحانية القديس أنطونيوس .
 

النهيسى

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
27 يوليو 2008
المشاركات
92,326
مستوى التفاعل
3,200
النقاط
113
الإقامة
I love you Jesus
طوبى لك ياقديسنا العظيم
{ الى الأنبا أنطونيوس }

طوبى لك ياقديسنا العظيم يامن قدمت نفسك الهادئه اناءا طيعا للروح القدس ليملاه ،
فجعل منك قارورة طيب غاليه الثمن ، ملا شذاها ارجاء البريه تتنسمه الاجيال .

لقد ذقت حلاوة العشره مع الرب ، فقدمت جسدك ذبيحة حب ، رغبه منك فى معاينه مجده .

ضربت لنا مثلا فى الخدمه الكارزه وانت المتوحد العابد ، عندما تركت البريه ونزلت الى الاسكندريه لتشدد الايمان وتدافع عن العقيده الارثوذكسيه وهى تواجه الاريوسيه .

صورتك وانت تقضى الليل مصليا تفتح عيوننا وتستثير بها حواسنا لتحول ظلمة الليل الى نهار عبادة وتسبيح
لذلك رأينا فيك العابد المصلى ، والخادم الباذل . وصارت لنا نفسك الطاهره عمودا من نور مثبتا بين الارض والسماء . يرفع صلواتنا ويشفع فى ضعفنا امام العرش الالهى كل حين
 

النهيسى

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
27 يوليو 2008
المشاركات
92,326
مستوى التفاعل
3,200
النقاط
113
الإقامة
I love you Jesus
عظمة الأتضاع فى حياة الانبا انطونيوس

بينما كان العظيم الأنبا انطونيوس يصلى فى قلايته سمع صوتا يقول :

(( يا انطونيوس . انك لم تبلغ بعد ما بلغه خياط بمدينة الإسكندرية ))

فقام القديس عاجلا وأخذ عصاه الجريد بيده ووصل الى الخياط .

فلما نظر الخياط للأنبا انطونيوس ارتعد .


سأله القديس : ما هو عملك وتدبيرك ؟


أجابه الخياط :

اننى لا أظن أنى اعمل شيئا من الصلاح غير أنى انهض مبكرا وقبل ان أبدا عمل يدي اشكر الله وأباركه .

واجعل خطاياي أمام عيني وأقول :

(( ان كل الناس الذين فى المدينة سيذهبون الى ملكوت السماوات لأعمالهم الصالحة اما أنا فسأرث العقوبة الأبدية لخطاياي )) واكرر هذا الكلام فى المساء قبل ان أنام .


لما سمع الأنبا انطونيوس هذا الكلام قال له :

حقا كالرجل الذى يشتغل فى الذهب ويصنع أشياء جميلة و نقية فى هدوء وسلام هكذا انت ايضا فبواسطة أفكارك الطاهرة سترث ملكوت الله بينما أنا الذى قضيت حياتي بعيدا عن الناس منعزلا فى الصحراء لم ابلغ بعد ما بلغته انت .




تأمل جميل :


أرأيت يا آخى كيف أن الأنبا انطونيوس كوكب البرية المنير وأب كل الرهبان ومؤسس الرهبنة في العالم كله قد فاقه رجل خياط بسيط ..........


أنت لست مطالب ان تذهب للدير وتصير راهب لكى تضمن الحياة الأبدية .

فجهنم لن تخلو من الرهبان أيضا ..

لكن مما لاشك فيه ان الرهبنة هى اضمن الطرق للأبدية


اما انت فأن كنت غير قادر على تلك الخطوة فيكفيك ان تعطي الله كل قليك

((+ يا ابني اعطني قلبك و لتلاحظ عيناك طرقي ( ام 23 : 26 ) ))

وان تشعر دائما بخطاياك وإهانتك لإلهك الذى بذل نفسة من اجلك لان ذلك الشعور العظيم يعطيك دائما تواضع وبالتواضع تصبح الأعظم فى ملكوت السماوات

((+ فمن وضع نفسه مثل هذا الولد فهو الأعظم في ملكوت السماوات ( مت 18 : 4 ) ))

((+ يقول الرب و الى هذا انظر الى المسكين و المنسحق الروح و المرتعد من كلامي ( اش 66 : 2 ) ))

((+ قريب هو الرب من المنكسري القلوب و يخلص المنسحقي الروح ( مز 34 : 18 ) ))


واذا تملكك شعور التواضع دائما

ستبعد تماما عن خطية الكبرياء

التى هى ايضا أعظم خطية أمام الله

لان بالكبرياء سقطت طغمة ملائكة كاملة من السماء الى الجحيم وأصبحت شياطين

(( + محا الرب ذكر المتكبرين و أبقى ذكر المتواضعين بالروح ( سيراخ 10 : 21 ) ))

(( + تسربلوا بالتواضع لان الله يقاوم المستكبرين و اما المتواضعون فيعطيهم نعمة ( 1بط 5 : 5 ) ))


هب لي يا رب ان لا أنسى خطاياي بل أدين نفسى دائما واذكرها بضعفتها وسقطاتها

(( ان تذكرنا خطايانا ينساها لنا الله اما إذا نسيناها يذكرها لنا الله

(قول أعتقد انه كان للقديس أغسطينوس) ))


الله يعطيكم دائما روح التواضع ويبعد عنكم اى كبرياء ويعوضكم فى ملكوته

__________________​
 

النهيسى

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
27 يوليو 2008
المشاركات
92,326
مستوى التفاعل
3,200
النقاط
113
الإقامة
I love you Jesus
نياحة القديس العظيم انبا انطونيوس



في مثل هذا اليوم من سنة 355 م تنيح القديس العظيم كوكب البرية ، وأب جميع الرهبان ، الانبا أنطونيوس . وقد ولد هذا البار سنة 251 في بلد قمن العروس ، من والدين غنيين محبين للكنائس والفقراء ، فربياه في مخافة الله . ولما بلغ عمره عشرين سنة ، مات أبواه فكان عليه ان يعتني بأخته . وحدث انه دخل الكنيسة ذات يوم فسمع قول السيد المسيح " ان أردت ان تكون كاملا فاذهب وبع أملاكك وأعط للفقراء فيكون لك كنز في السماء وتعال اتبعني " . فعاد إلى بيته مصمما علي تنفيذ هذا القول واعتبره موجها إليه ، فاخذ في توزيع أمواله علي الفقراء والمساكين ، وسلم أخته للعذارى ، ولم يكن نظام الرهبنة قد ظهر بعد ، بل كان كل من أراد الوحدة ، يتخذ له مكانا خارج المدينة . وهكذا فعل القديس العظيم أنطونيوس . حيث اعتزل للنسك والعبادة وكان الشيطان يحاربه هناك بالملل والكسل وخيالات النساء ، وكان يتغلب علي هذا كله بقوة السيد المسيح ، وبعد هذا مضي إلى أحد القبور وأقام فيه واغلق بابه عليه . وكان بعض أصدقائه يأتون إليه بما يقتات به . فلما رأي الشيطان نسكه وعبادته الحارة ، حسده وهجم عليه وضربه ضربا موجعا ة تركه طريحا . فلما آتي أصدقاؤه يفتقدونه ، وجدوه علي هذا الحال ، فحملوه إلى الكنيسة ، وإذ وجد نفسه تماثل إلى الشفاء قليلا عاد إلى مكانه الاول . فعاود الشيطان محاربته بأشكال متنوعة في صورة وحوش وذئاب واسود وثعابين وعقارب ، وكان يصور له ان كلا منها يهم ليمزقه . أما القديس فكان يهزا بهم قائلا : لو كان لكم علي سلطان لكان واحد منكم يكفي لمحاربتي . وعند ذلك كانوا يتوارون من أمامه كالدخان ، إذ أعطاه الرب الغلبة علي الشيطان . وكان يترنم بهذا المزمور : " يقوم الله . يتبدد أعداؤه ويهرب مبغضوه من أمام وجهه " . وكان يعد لنفسه من الخبز ما يكفيه ستة اشهر كاملة . ولم يسمح لأحد بالدخول ، بل كان يقف خارجا ويستمع لنصائحه . وقد استمر القديس علي هذا الحال عشرين سنة وهو يتعبد بنسك عظيم . ثم مضي بأمر الرب إلى الفيوم وثبت الاخوة الذين كانوا هناك ثم عاد إلى ديره. وفي زمن الاستشهاد تاق ان يصير شهيدا ، فترك ديره ومضي إلى الإسكندرية ، وكان يفتقد المسجونين علي اسم المسيح ويعزيهم . فلما رأي منه الحاكم المجاهرة بالسيد المسيح وعدم المبالاة ، أمر ان لا يظهر بالمدينة مطلقا . ولكن القديس لم يعبا بالتهديد ، وكان يوجهه ويحاجه ، لعله يسوقه للعذاب والاستشهاد ، ولكن لان الرب حفظه لمنفعة الكثيرين فقد تركه الحاكم وشانه .و بتدبير من الله رجع القديس إلى ديره وكثر الذين يترددون عليه ويسمعون تعاليمه . ورأي ان ذلك يشغله عن العبادة ، فاخذ يتوغل في الصحراء الشرقية ، ومضي مع قوم أعراب إلى داخل البرية علي مسيرة ثلاثة ايام ، حيث وجد عين ماء وبعض النخيل فاختار ذلك الموضع وأقام فيه ، وكان العرب يأتون إليه بالخبز . وكان بالبرية وحوش كثيرة طردها الرب من هناك من اجله . وفي بعض الأيام كان يذهب إلى الدير الخارجي ، ويفتقد الاخوة الذين هناك ثم يعود إلى الدير الداخلي . وبلغ صيته إلى الملك قسطنطين المحب للإله ، فكتب إليه يمتدحه ، ويطلب منه ان يصلي عنه . ففرح الاخوة بكتاب الملك . أما هو فلم يحفل به وقال لهم : هوذا كتب الله ملك الملوك ورب الأرباب توصينا كل يوم ونحن لا نلتفت إليها ، بل نعرض عنها ، وبإلحاح الاخوة عليه قائلين ان الملك قسطنطين محب للكنيسة ، قبل ان يكتب له خطابا باركه فيه ، طالبا سلام المملكة والكنيسة . واعتراه الملل ذات يوم فسمع صوتا يقول له : اخرج خارجا وانظر . فخرج ورأي ملاكا متوشحا بزنار صليب مثال الإسكيم المقدس ، وعلي رأسه قلنسوة ، وهو جالس يضفر ، ثم يقوم ليصلي ، ثم يجلس ليضفر ايضا . وأتاه صوت يقول له : يا أنطونيوس افعل هكذا وأنت تستريح . فاتخذ لنفسه هذا الزي من ذلك الوقت وصار يعمل الضفيرة ولم يعد الملل . وتنبأ عن الاضطهاد الذي يسحل بالكنيسة وتسلط الهراطقة عليها ، ثم أعادتها إلى حالتها الأولى ، وعلي انقضاء الزمان ولما زاره القديس مقاريوس البسه زي الرهبنة وأنباه بما يسكون منه . ولما دنت ايام وفاة القديس الانبا بولا أول السواح ، مضي إليه القديس أنطونيوس ، واهتم به وكفنه بحلة أهداها إليه القديس أثناسيوس الرسولي البابا العشرون. ولما شعر القديس أنطونيوس بقرب نياحته ، أمر أولاده ان يخفوا جسده ، وان يعطوا عكازه لمقاريوس ، والفروة لأثناسيوس ، والملوطة الجلد لسرابيون تلميذه . ثم رقد ممددا علي الأرض واسلم الروح ، فتلقتها صفوف الملائكة والقديسين . وحملتها إلى موضع النياح الدائم . وقد عاش هذا القديس مائة وخمس سنوات ، مجاهدا في سبيل القداسة والطهر .
صلاته تكون معنا ولربنا المجد دائما ابديا امين .

 

النهيسى

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
27 يوليو 2008
المشاركات
92,326
مستوى التفاعل
3,200
النقاط
113
الإقامة
I love you Jesus
الانبا انطونيوس





الأب متى المسكين: سيرة القديس أنبا انطونيوس


[YOUTUBE]UobGr0lCaMY[/YOUTUBE]



مديح القديس الانبا انطونيوس اب الرهبان


[YOUTUBE]1arkwKuWJeo[/YOUTUBE]


الأنبا أنطونيوس


[YOUTUBE]35Ujh0r97Ls[/YOUTUBE]



 

النهيسى

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
27 يوليو 2008
المشاركات
92,326
مستوى التفاعل
3,200
النقاط
113
الإقامة
I love you Jesus
صور القديس أنبا أنطونيوس وديره

21403910mq3.jpg








scan0llmk009.jpg
hhhhtutytyjg5.jpg
yhjy10.jpg



31733_412652592496_561522496_4061524_1043724_n.jpg






صور ومعلومات عن دير الانبا انطونيوس البحر الاحمر


يقع دير الأنبا انطونيوس على سفح جبل الجلالة القبلى بصحراء العرب .

مساحة الدير 18 فداناً وتأسس هذا الدير فى القرن الرابع الميلادى 361م - 362 م


ويمكن الوصول إليه
أولاً : عن طريق السويس ومنها إلى رأس عارب ثم غرباً فى الصحراء عند العين السخنة .



ثانياً : من بنى سويف شرقاً الطريق الصحراوى غير معبد مجلة معهد الدراسات القبطية 1975 م - 1691 ش ..
يصدرها معهد الدراسات القبطية - دير الأنبا رويس - شارع رمسيس بالعباسية القاهرة - مطبعة دار العالم العربى - 22 شارع الظاهر ص 78


ومكتبة دير الأنبا انطونيوس تحتوى على 1438 مخطوط يرجع معظمها إلى القرن 13 الميلادى .

أختير من دير الأنبا أنطونيوس 9 من الآباء ليصبحوا بطاركة للكنيسة القبطية (7)

1 - البابا غبريال السادس البطريرك الـ 91
2 - البابا يوأنس الخامس عشر البطريرك الـ 99
3 - البابا مرقس السادس عشر البطريرك الـ 101
4 - البابا يوأنس السادس عشر البطريك الـ 103
5 - البابا يوأنس السابع عشر البطريرك الـ 107
6 - البابا مرقس الثامن البطريرك الـ 108
7 - البابا بطرس الجاولى البطريرك الـ 109
8 - البابا يوساب الثانى البطريرك الـ 115
9 - البابا كيرلس الرابع الشهير بأبى الإصلاح البطريرك الـ 110
أساقفة تخرجوا من دير الأنبا أنطونيوس وسامهم قداسة البابا شنودة الثالث :
1 - نيافة الأنبا أيساك الأسقف العام (13/6/1976م) تنيح
2 - نيافة ألنبا ديسقوروس الأسقف العام (25/5/1980م)
3 - نيافة الأنبا يسطس أسقف ورئيس دير الأنبا أنطونيوس (17/11/1991م)
4 - الأنبا دانيال أسقف سيدنى بأستراليا وتوابعها
سيرة أشهر الأساقفة فى التاريخ الذين تخرجوا من دير الأنبا أنطونيوس (8)
1 - الأنبا يوساب الأبح

2 - الأنبا صرابامون أبى طرحة
3 - الأنبا باسيليوس نطران القدس السابق
4 - الأنبا كيرلس مطران أثيوبيا (الحبشة)
أشهر رهبان دير الأنبا أنطونيوس (9)
1 - الأنبا مرقس الأنطونى
2 - أبونا يسطس النطونى
3 - الأنبا بولس البسيط

البابا غبريال المحب للبناء والتشييد يبنى دير الأنبا انطونيوس بعد 80 سنة من الخراب
وهو أول بطريرك أثناء أو بعد إحتلال العائلة العثمانية (آل عثمان) مصر وكان يتوق إلى بناء الأديرة وتعميرها فقام بتعمير ديرى القديس أنطونيوس والقديس الأنبا بولا بعد أن دمرهما العرب وقتل كل من فيهما من الرهبان وهذا الديرين فى برية العربة بالجبل الشرقى للنيل بإقليم بنى سويف بالبهنسا , ويقول القس منسى يوحنا (1) : " لما قام عرب بنى عطية ونهبوا دير القديس الأنبا بولا وقتلوا راهباً من رهبانه وشتتوا شمل الباقيين إجتهد وإهتم فى عمارته (بناءه) ثانياً وعمره بالرهبان " وذكرت أيريس حبيب المصرى عن طريقة تعميره بالرهبان فقالت : " ولما اتم بناء الديرين طلب إلى رهبان دير السيدة العذراء (السريان) الذين هم إخوته فى الرهبنة أن يعيدوا الحياة الرهبانية إليهما , فذهب البعض منهم إلى الأنبا بولا والبعض إلى دير الأنبا أنطونى , وحملوا معهم عددا من الكتب المقدسة لتكون نواة لمكتبتى الديرين , ولا تزال كثير من اوانى البكنائس فى الديريرن وآلات الديرين للخدمة اليومية تحمل أسم دير السريان (2)
وهجم عربان بنى عطية (قرب بنى سويف) على الديرين مرة أخرى فى محاولة لتخريبهما فلم ينجحا إلا فى تخريب دير واحد منهما وهو دير الأنبا بولا وقتلوا راهبا منهم وهرب الباقون ولكن العناية الإلهية أعطت تصميما البابا غبريال على البناء فرمم بعض أجزائه (3)
وقام البابا غبريال ايضا بتعمير دير الأنبا انطونى بالجميزة - وهو المعروف بدير الميمون (4)
كما قام أيضاً بتعمير أجزاء من الدير المحرق (5)
وهناك فى سجل دير الأنبا أنطونيوس والأنبا بولا ذكرى الأنبا غبريال 7 فى كتاب رقم 391 طقس المحفوظ فى مكتبته يقول : " .. وكان هذا الأب طويل القامة ومعتدل الخلقة وروح لاقدس حال عليه , وكان له إجتهاد بليغ فى الصلاة والصوم والنسك الثقيل مع الإجتهاد البليغ البشر فى عمارة الأديرة وتشييدها أتم غاية , وكان بهم فرحاً زايداً , وقاسى شدايد من قبلها وفرحاً عظيماً من اجل ثباتها , وفتح فى زمانه دير القديس الطاهر العظيم الأنبا انطونيوس بالعربة وعمره عمارة حسنة الروحانية والجسدانية , وكذلك دير القديس العظيم الأنبا بولا فوقا منه , وعمر دير القديس أنطونيوس المعروف بدير الجميزة سكن انطونيوس أولا عمارة جديدة تعجز عنها طاقة البشر ... ويرعانا الرب بطلباته ويخلصنا من خطايانا بصلاته ويفتح لنا أبواب رحمته آمين "
********************************
ظهور القديس بدموة
فى الساعة التاسعة من مساء السبت 24/7/1976م رأى أراد رحلة كنيسة مار جرجس بألماظة (مصر الجديدة) سحابة نورانية فوق فوق سور الدير من جهة مغارة القديس بالجبل ، وتجلى نور بهى جداً ، فصاح الجالسون فى شرفة الدير : الأنبا أنطونيوس يتجلى .. وسمع كثيرون أصوات صلوات ، وسادت على الكل رهبة بسبب هذه المناظر الروحية ، فمجدوا الرب على ما راوه وتمتعوا بجلسة روحية فائقة فى دير الأنبا أنطونيوس (6)

************************************************** *****
العثور على أقدم نموذج من اللغة القبطية في دير الأنبا أنطونيوس


القاهرة ـ ا.ف.ب: اعلن المجلس الأعلى للآثار العثور في مصر على اقدم نموذج مكتشف من اللغة القبطية في دير الانبا انطونيوس الواقع على ساحل البحر الاحمر في منطقة رأس الزعفرانة، على بعد 250 كلم شرق القاهرة، خلال قيام المجلس بعمليات ترميمه.
وقال الأمين العام للمجلس زاهي حواس «تم العثور على هذه الكتابات تحت كنيسة الرسل التي تعتبر الأقدم بين كنائس الدير (شيد في القرن الثالث الميلادي) الست، حيث عثر على آثار كنيسة اكثر قدما بالقرب منها قلاية تحت سطح الارض بعمق مترين الى مترين ونصف المتر».
وعثر على هذا النموذج الكتابي في القلاية، الغرفة التي يتعبد فيها الراهب، وهي مكونة من حجرتين متداخلتين، عثر في الحجرة الأولى على بقايا فرن صغير وبقايا موقد بدائى لطهي الطعام، وما زالت بعض اجزاء الغرفة مغطاة بالملاط، كما قال حواس. وفي الغرفة الثانية عثر على هذه الكتابات فوق احد الجدران إلى جانب مجرى للمياه مصنوع من الفخار وحوض صغير مبني من الطوب; اللبن المكسو بالملاط. ويعتقد ان هذه القلاية من اقدم القلايات التي استخدمها الرهبان الاقباط للتعبد.
من جانبه، قال رئيس قطاع الآثار الاسلامية والقبطية عبد الله كامل ان الدراسات الاولية التي أجريت على مباني القلايات اثبتت انها «كانت مغطاة بأسقف مقببة تهدمت بفعل الزمن او بنيت بجذوع النخيل وأنها كانت مبنية في حضن الجبل الصخري الموجود بالجهة القبلية».
يشار الى أن كنيسة الرسل تضم جسد القديس يوساب الذي توفي عام 1826 محفوظا في تابوت زجاجي . ويعلو سقف هذه الكنيسة 12 قبة وبرجا للأجراس. ويذكر ان الدير الذي شيده مؤسس الرهبانية المسيحية في العالم الانبا (القديس) انطونيوس يعتبر الاقدم في العالم ويقع على ساحل البحر الاحمر وتحديدا جنوب رأس الزعفرانة (250 كلم شرق القاهرة).


وقال الأمين العام للمجلس زاهي حواس إن بقايا مكونات مبنى الكنيسة المكتشفة وجدت بارتفاعات مختلفة وتضم قواعد أعمدة وبقايا ملاط لكسوة الجدران مرجحا أنها بنيت في عصور أقدم من عصر كنيسة الرسل الحالية التي بنيت على أنقاضها. كما أوضح بأنه عثر على عمق يزيد على مترين على قلايات كان الرهبان يستخدمونها للتعبد والتأمل. والقلايات عبارة عن مبان تبدأ بمدخل به بعض درجات سلم حجري يؤدى إلى حجرتين متداخلتين عثر داخل أولاهما على بقايا فرن صغير وبقايا موقد بدائي لطهي الطعام ومازال بعض أجزاء جدرانها مغطى بطبقة من الملاط. وأشار حواس إلى أن الحجرة الثانية عثر بداخلها على مجرى للمياه من الفخار وحوض صغير مبني من الطوب اللبن تكسوه طبقة من الملاط وعند تنظيف حوائطها ظهرت كتابات باللغة القبطية أثبتت الدراسات الأولية التي أجريت عليها أنها "من أقدم النماذج المكتشفة للكتابة القبطية".
والقلايات كانت مسقفة بقباب تهدمت بفعل الزمن وأنها كانت مبنية في حضن الجبل الصخري الموجود بالجهة القبلية.

عن الشرق الاوسط
************************************************** ********************************


المــــــــــــراجع
(1)
تاريخ الكنيسة القبطية القس منسى يوحنا طبع مكتبة المحبة سنة 1983 م ص 463
(2) أيريس حبيب المصرى - قصة الكنيسة القبطية - طبعة 1998 - مكتبة كنيسة مار جرجس بأسبورتنج - أسكندرية الجزء ج4 ص 12
(3) سلسلة تاريخ الباباوات حلقة 4 لكامل صالح نخلة ص 70
(4) جزيرة الميمون تقع فى محافظة بنى سويف - والجميزة هى اول مكان قصده أبو الرهبان .
(5) الأديرة المصرية العامرة لصموئيل تادرس السريانى ص 164
(6) المصدر : اليوبيل الفضى 1996م - السجل التاريخى لقداسة البابا شنودة الثالث - الكتاب الثانى الجزء الأول - القمص ميخائيل جرجس ص 353
(7) سيرة تاريخ البطاركة الذين إختيروا من دير القديس الأنبا أنطونيوس - القمص أنطونيوس الأنطونى - تقديم ومراجعة الأنبا متاؤس الأسقف العام 1993 م
(8) مشاهير من قديسى دير الأنبا انطونيوس ثانياً الاباء الأساقفة - القمص أنطونيوس الأنطونى - تقديم ومراجعة الأنبا متاؤس الأسقف العام 1988 م
(9) مشاهير من قديسى دير الأنبا انطونيوس الآباء الرهبان القمص أنطونيوس الأنطونى - تقديم ومراجعة الأنبا متاؤس الأسقف العام 1989 م


1-2.jpg


2-1.jpg


5-1.jpg


4-1.jpg


fgfd.jpg


9-1.jpg


10-1.jpg


13-2.jpg


8-1.jpg


هنا صوره لحائط الدير ويبلغ ارتفاعه 10 امتار فى اعلاه على اليسارتوجد شرفه تحتوى على بكره رافعه ذات حبل رفيع

3--2.jpg


3-1.jpg


الغرفه الداخليه التى تحتوى على البكره الرافعه

3--1.jpg


الدير يحتوى على اكثر من 75 قبه بعضها يرجع للقرن الرابع

75.jpg


الدير يحتوى على ثلاث اسوار تعود الى ازمنه قديمه واحد من القرن ال18 والاحدث منه شيد فى القرن 19 واقدمهم كان فى العهد الذى شهد بداية الرهبانيه

-5.jpg


كنيسة القديس مرقس

 

النهيسى

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
27 يوليو 2008
المشاركات
92,326
مستوى التفاعل
3,200
النقاط
113
الإقامة
I love you Jesus

-10.jpg


2-2.jpg


المذبح المقدس

-7.jpg


2-3.jpg


ايقونه للقديسين العظيمين الانبا بولا والانبا انطونيوس

st_anthony_and_st_paul.jpg


ايقونه لقيامة السيد المسيح عمرها 10 اعوام قام برسمها الاب الراهب بيشوى الانطونى
بسؤال الراهب الاب بيشوى اى نوع من الالوان قد استخدمه فى رسمها
اجاب قائلا:لرسم ايقونه قبطيه يجب استخدام الخامات التى كانت تستخدم منذ الالاف السنين
مثل خلط الاوكسيد مع الاسيد وبعض المركبات المعقده وتتواجد الخامات بصعوبه
وقبل رسم اى ايقونه لأى قديس اقوم بترتيل بعض الالحان القبطيه له وان اقراء سيرة هذا القديس جيدا-لأرسم صورته بطريقه صحيحه كما فى الواقع وهو تقليد كنسى منذ الالاف السنين

10-2.jpg


منحوته للقديس العظيم الانبا انطونيوس ذات حجم كبير فى جدار جبل مغارة الانبا انطونيوس

-6.jpg


ايقونه للسيد المسيح تقع خلف المذبح الاول للكنيسه وكان يستخدمها القديس العظيم
الانبا انطونيوس فى الصلاه -وهى مليئه بالرمز الهامه منها
-يد السيد المسيح اليمنى تمثل الاب والابن والروح القدس الاله الواحد
-اليد اليسرى ممسكه بالكتاب المقدس
-عينا المسيح المتسعه تشير الى اتساع السمو الروحى والمعرفه الالهيه
-العرش باللون الذهبى لأن الذهب رمز للنقاء والطهر والعظمه والجلال
-الاربعة كائنات حول العرش تمثل الاربعة اناجيل من الكتاب المقدس مثل الكائن المتشبه بالنسر
يشير الى انجيل معلمنا يوحنا
-كل بوصه من هذه الايقونه القبطيه لها رمز وتعبر عن شىء لذا يدرس الفن القبطى بدقه فى الجامعات وهذا يستغرق وقتا طويلا

-11.jpg


لوحة الملائكه التى تقع فى تجويف السقف تشير الى حراسة الملائكه للرهبان من الشياطين
والشهوات وتشير للامان والسلام وتبعث الاطمئنان

-12.jpg


صورة توضح بيض النعام الذى يتدلى امام الهيكل وهو يشير الى قبر المسيح وقيامته من الاموات

dsc00097.jpg


صوره للبستان ويقوم فيه الرهبان بزرع الفواكه والخضروات المختلفه كالعنب والبلح والزيتون

-4.jpg


وعلى الرغم من وجود الدير فى منتصف الصحراء الا ان به مساحات خضراء كبيره

-2.jpg


صوره للبئر المقدسه التى بالدير ويتدفق منها الماء منذ عهد الانبا انطونيوس-له نفق طبيعى
طوله 10 امتار فى باطن الجبل -ويمد الدير يوميا ب100 كيلو متر مكعب من الماء الصافى النقى

-3.jpg


بركة القديس العظيم الانبا انطونيوس تكون مع جميعكم امين





 
أعلى