القديس العظيم انبا انطونيوس اب جميع الرهبان

النهيسى

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
27 يوليو 2008
المشاركات
92,326
مستوى التفاعل
3,200
النقاط
113
الإقامة
I love you Jesus

دير الأنبا أنطونيوس


نبذة عن إعادة تحديث أول دير مصري في العالم دير الأنبا أنطونيوس
قام قداسة البابا فى شهر مايو 1972 بزيارة أديرة الصحراء الشرقية ..دير الأنبا أنطونيوس ودير الأنبا بولا ... وقد رافق قداسته عدد من الآباء الأساقفة هناك نيافة الأنبا ابرآم ونيافة الأنبا مكاريوس والقمص أثناسيوس رئيسا لدير الأنبا أنطونيوس.
وفى اجتماعه بالرهبان تحدث قداسته عن فضائل الأنبا أنطونيوس وجمال الحياة الرهبانية في نسكها وهدوئها وتأملاتها وما فيها من اتضاع وتوبة.
ثم توجه قداسته الى دير الأنبا بولا ؛ حيث استقبله نيافة الأنبا أرسانيوس أسقف الدير مع الرهبان ( الذى تنيح بعد ذلك). ثم توجة قداسته إلي مدينة رأس غارب؛ حيث صلى فى كنيستها وألقى عظة روحية على الشعب. واستقبله المحافظ في حفاوة بالغة وأقام له حفل تكريم . والقيت فيها كلمات وطنية وروحية ، ثم توجه قداسته الى الجبهة بدعوة من قائد المنطقة ؛ وألقى كلمة على الجنود موضحا لهم عدم أحقية اليهود فى أحتلال أرضنا

39356816.jpg


دير الأنبا أنطونيوس:
وفى سنة 1976 أصدر قداسته قرارا بتعيين القمص بسخريون الأنطونى رئيسا لدير الأنبا أنطونيوس بناء على تزكية الرهبان ليشرف على أعمال التعمير بالدير ؛ والقمص متى الأنطونى وكيلا للدير.
ظهور القديس بديره
وفى التاسعة من مساء السبت 24/7/ 1976 رأى أفراد رحلة كنيسة مارجرجس بألماظة( مصر الجديدة) سحابة نورانية فوق السور القبطى للدير؛ جهة مغارة القديس بالجبل ؛ وتجلى نور بهى جدا فصاح الجالسون في شرفة الدير .. ان الأنبا أنطونيوس يتجلى .. وسمع كثيرون أصوات صلوات ؛ سادت على الكل رهبة بسبب هذه المناظر الروحية ؛ فمجدوا الله على هذه الفرصة الجميلة التى مكثوا فيها مدة من الزمن .

34969196.jpg


زيارة قداسة البابا للدير مرة ثانية:
سافر قداسة البابا الى الدير للمرة الثانية يوم 7/4/1979 وصحبه عدد كبير من الأباء الأساقفة هم أصحب النيافة الأنبا صموئيل والأنبا أغاثون؛ والأنبا بيشوى ؛ والأنبا صرابامون ؛ والأنبا ويصا ؛ والأنبا تادرس ؛ والأنبا أغناطيوس؛ والأنبا كيرلس؛ والأنبا بموا؛ والأنبا مرقس؛ وصلى قداسته بخور عشية ونصف الليل؛ ثم قام بسيامة سبعة من الآباء الرهبان يوم الأحد 8/4/1979؛ ورقى القس بيشوى الى رتبة القمصية.
25862818.jpg


وبدأ قداسته في دراسة حالة الدير على الطبيعة؛ فقام بالمرور على جميع القلالى يوم الاثنين 9/4 ؛ وأوصى ببناء قلالى جديدة للرهبان. ثم جلس مع الرهبان جلسة روحية وتحدث معهم عن القواعد الروحية التى ينبغى أن تبنى عليها حياتهم الروحية والرهبانية. كما تحدث معهم عن نظام الدير أدارته في المستقبل ؛ ووزع وظائف الدير على الرهبان ثم جلس مع الرهبان جلسات روحية منفردة ، واهتم قداسته بمكتبة الدير وسلمها للراهب رويس لجردها وتسجيلها وترقيمها وتنظيم الاستعارة..، كما أمر أن يخصص جناح كامل للزوار؛ مع كنيسة خاصة كما أوصى بإجراء عملية ترميم وتعمير واسعة فى الدير تشمل القلالى وبيوت الضيافة ؛ وبيوت الخلوة خارج الدير ؛ وموارد المياه والمخازن
51168189.jpg






زيارة ثالثة لقداسة البابا للدير


قام قداسته بزيارة ثالثة للدير يوم السبت 12/5/1979 لمتابعة التوجيهات التى ألقاها فى المرة السابقة وقام بسامة بعض الآباء الرهبان الى درجة القسيسية يوم الأحد 13/5 للقيام بصلوات القداس الالهى بالدير. وافتقد العمل بالدير؛ وعقد اجتماعات روحية للرهبان هناك كما خصص مكانا لاستقبال الضيوف وإقامتهم.


الزيارة الرابعة لقداسة البابا للدير


قام قداسته بزيارة رابعة للدير يوم 21/7/1979 مصطحبا معه مجموعة من المهندسين المتخصصين لفحص موضوع مياه العين وأفضل الطرق لحفظها وامكانية بناء صهريج ؛ وعمل شبكة مواسير وتنظيم مياه الصرف؛ ومدى امكانية زراعة الخضر والفاكهة لطعام الرهبان.


الزيارة الخامسة لقداسة البابا للدير


أحتفل قداسة البابا بعيد القديس الأنبا أنطونيوس يوم 31 يناير 1980 وتابع قداسته أعمال الدير ؛ وقد عين له أمينا جديدا هو الراهب القس أنطونيوس ؛ واحتفل باليوبيل الذهبي للقمص يواقيم لمرور خمسين سنة على رهبنته. وقد تم عمل صهريج للمياه؛ أحدهما سفلي؛ والآخر علوي وشبكة من دورات المياه لراحة الزوار؛ وأشرف على المشروع – منتدبا من قداسة البابا نيافة الأنبا ديسقورس ( يوليو 1980) وأوصى قداسته ببناء بوابة ضخمة للدير أنشئت عام 1981


الزيارة السادسة لقداسة البابا للدير


قام قداسة البابا بزيارة سادسة للدير يوم 10/11/1980 وقام بسيامة أربعة من الرهبان الجدد؛ وأوصى بناء بيت للخلوة والضيافة بعيدا عن الدير تشجيعا للحركة السياحية والاستفادة الروحية ؛ وحتى لا يفقد الرهبان جو الهدوء ؛ الذى يناسب الحياة الرهبانية وقد تم بناء هذا البيت فى سنة 1989


الزيارة السابعة والثامنة لقداسة البابا للدير


قام قداسة البابا بزيارة سابعة للدير يونيو 1985 وعقد جلسات متعددة مع الرهبان للتعرف على أحوال الدير والرهبان ؛ وناقش معهم وسائل النهوض بالدير ؛ ثم عين لهم أمينا للدير، وفى سنة 1988 عين قداسة البابا القس باخوميوس الأنطونى أمينا للدير. وفى 10/12/1987 زار قداستة الدير ؛ وفى يوم الجمعة 11/12 قام بتدشين معمودية كنيسة الأنبا مرقس الأنطونى




14092810.jpg




عيون الماء


يوجد بالدير عين ماء رئيسية تنبع من داخل الصخور؛ وتقدر كمية المياه المنسابة يوميا بحولى مائة متر كعب ؛ وهذا الماء يتدفق ليل نهار بسرعة ثابتة؛ وهى مياة نقية جدا تشبة المياه المعدنية وتستخدم فى الشرب والغسيل والزراعة ..الخ ولكنها كانت تخزن فى مخزن مكشوف وعرضة للتلوث


فأمر قداسة البابا بانشاء شبكة كبيرة تستمد مياها من الصهريج العلوى الذى يستمد مياهه من صهريج سفلى تتجمع فيه مياه العين.


وانشأ قداسته أيضا شبكة للصرف الصحى ؛ تؤدى الى خزانات صرف خارج الدير وبالتالى أمكن توصيل المياه الى كل مبانى الدير؛ والى المناطق المزروعة حول الدير ( ابتدأ هذا المشروع سنة 1980




92058925.jpg




قلالى الرهبان وبيوت الضيافة


أمر قداسته ببناء قلالى جديدة للرهبان لاستيعاب تزايد عدد الرهبان بالدير بعد حركة العمران الجديدة.، كما تم بناء بيوت للضيافة والخلوة الروحية خارج الدير ( على بعد مئات الأمتار) تشجيعا للحركة السياحية؛ حيث يفد الى الدير سياح من جميع انحاء العالم؛ لأن الأنبا أنطونيوس يعتبر أب جميع رهبان العالم اجمع.


سيامة كهنة للدير


قام قداسة البابا بسيامة ثلاثة من الرهبان لدير الأنبا أنطونيوس ( فى ديسمبر 1985) وفى درجة القسيسية للخدمة وهم القس أنجيلوس والقس متاؤس وقام القس أنجيلوس والقس متاؤس بالخدمة فى السودان حسب نيافة الأنبا دانيال مطران الخرطوم وتوابعها




90641588.jpg




سيامة أسقف للدير


وفى يوم 17 /11/1991 قام قداسة البابا شنودة بسيامة القس شنوده الأنطونى أسقفا لدير الأنبا أنطونيوس باسم الأنبا يسطس ؛ وقد كان وكيلا ثم أمينا عاما للدير؛ وقد أوفده قداسة البابا لتعمير دير الأنبا أنطونيوس بكاليفورنيا؛ عام 1989 ؛ وتم ترقيتة لرتبة القمصية فى نوفمبر 1991


وفى يوم 13/ 4/ 1992 انتدب قداسة البابا نيافة الأنبا يسطس لسيامة عشرة رهبان جدد بالدير هم بافوس؛ ويوساب؛ واسطفانوس ؛ ومنقريوس؛ وميصائيل؛ ومرقس ؛ وفيلبس ؛ واكسيوس؛ وأبيب؛ وويصا ؛ واشترك فى السيامة الأنبا فيلبس مطران الدقهلية وهو من ابناء الدير والقمص أبسخريون الأنطونى ؛ ورهبان الدير.


وفى يوم 10 أغسطس 1992 وبمناسبة الاحتفال بذكرى تكريس كنيسة القديس العظيم الأنبا أنطونيوس في ديره ؛ قام نيافة الأنبا يسطس أسقف الدير بسيامة خمسة رهبان هم أولوجيوس- أوغسطينوس- ايسيذورس – يعقوب- يوحنا كما تم ترقية اثنين من الرهبان القسوس الى درجة قمص ؛ وقبل الدير أربعة اخوة تحت الاختبار.


وفى يوم 1/1/1993 قام نيافة الأنبا يسطس أسقف ورئيس الدير بسيامة راهبين جديدين هما الراهب باسيليوس والراهب ثاوفيلس.


وفى يوم 14/3/1993 قام نيافته بسيامة راهبين هما الراهب عبد المسيح والراهب بيمن ثم قام بسيامة أربعة كهنة هم القس أرسانيوس والقس مكاريوس والقس ديسقورس والقس برصنوفيوس. كما قام بترقية القس أندراوس الى رتبة القمصية ( حيث أنه ترهب سنة 1955


وفى شهر سبتمبر 1993 قام نيافة الأنبا يسطس أسقف دير الأنبا أنطونيوس بسيامة سبعة رهبان هم الراهب سلوانس- والراهب أمونيوس- والراهب أنسطاسى- والراهب فلتاؤؤس – والراهب فيلمون – والراهب متياس – والراهب فيلوباتير. اشترك فى السيامة نيافة الأنبا ديسقورس، كما تمت سيامة الراهب منقريوس قسا وهو وكيل مزرعة الدير ببوش


وفى يوم الآربعاء 28/12/1994 قام نيافة الأنبا يسطس رئيس الدير بسيامة خمسة رهبان جدد هم الراهب شاروبيم والراهب ابرآم والراهب ببنوده والراهب سارافيم والراهب تادرس


وفى سبتمبر 1995 قام نيافة الأنبا يسطس رئيس الدير بسامة ثلاثة رهبان جدد هم الراهب أغاثون والراهب أبسخريون والراهب صليب


كما قام نيافته بسيامة بعض الآباء الكهنة وهم القس اقلاديوس والقس ابوللو والقس سرابيون، وتمت ترقية الراهب القس أثناسيوس الأنطونى إلى درجة القمصية







ترميم الدير


قام نيافة الأنبا يسطس رئيس الدير بزيارة الدكتور عبد الحليم نور الدين ( أمين عام المجلس الأعلى للآثار ) ودعاه لزيارة الدير لمعاينة احتياجة للترميم فوافق على ذلك وقام بزيارة الدير فى يوم السبت الموافق 4/6/ 1994 ومعة المهندس رمزى نجيب ( مدير عام الاداره الهندسية للاثار القبطية) والاستاذ سيد رشاد ( مدير عام الآثار الإسلامية والقبطية للقاهرة والوجه البحري ومعهم الأستاذ الدكتور عادل فريد والمهندس الاستشارى وعضو اللجنة البابوية لمتابعة ترميم الآثار القبطية.


ولقد سعد الدكتور عبد الحليم نور الدين بهذه الزيارة جدا؛ وأمر على الفور بترميم الدير كلة من مبانى وأسوار وأخشاب بواسطة هيئة الآثار التى تتكفل بكل المصاريف التى يتكلفها المشروع ؛ لمكانة الدير الأثرية في مصر والخارج




81797691.jpg






مغارة القديس بولس البسيط


قام نيافة الأنبا يسطس أسقف ورئيس دير الأنبا أنطونيوس بتعبيد الطريق إلى مغارة القديس بولس البسيط التى تقع فى منطقة عالية فى الجبل إلى جوار دير الأنبا أنطونيوس ؛ بوضع سلم طويل يصل إليها 1993









 

النهيسى

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
27 يوليو 2008
المشاركات
92,326
مستوى التفاعل
3,200
النقاط
113
الإقامة
I love you Jesus
صور مقصورات القديسين بالدير




((ابونا يسطس الأنطونى ))​


236yaso3na.jpg







584710.jpg





مقصوره
((ابونا يسطس الأنطونى ))​
ch-joy.com-51b48e7184.jpg



أيقونات قديمة وحديثة بالدير
أيقونة القديس أنبا مقار الكبير – أيقونة حديثة
anbamaka.jpg
أيقونة الثلاثة مقارات القديسين – أيقونة حديثة​

وقد كُتب في أسفلها الإهداء التالي: "مقدمة من نيافة الحبر الجليل الأنبا أبرآم مطران كرسي البلينا لبيعة القديس العظيم أبي مقار كوكب برية شيهات بالدير سنة 1646 شهداء - 1930م"
anbamakar59.jpg
أيقونة القديس يؤانس القصير – أيقونة أثرية​

وقد كتب عليها: "القديس يحنس القصير صاحب الشجرة بجبل شيهات ورُسمت في 1574 ش- 1858م"
anbamakar60.jpg
أيقونة القديس يؤانس القصير – أيقونة أثرية​

وقد كتب عليها: "القديس يحنس القصير صاحب الشجرة بجبل شيهات ورُسمت في 1574 ش- 1858م"
anbamakar61.jpg

أيقونة عماد المسيح – أيقونة حديثة​

أعلى هيكل القديس يوحنا المعمدان بكنيسة القديس أنبا مقار بديره.
anbamakar62.jpg
أيقونة الثلاثة فتية القديسين في أتون النار – أيقونة حديثة​

أعلى هيكل الثلاثة فتية القديسين بكنيسة القديس أنبا مقار بديره.
anbamakar63.jpg
الثلاث المقارات القديسون
لوحة قديمة مرسومة على جلد، محفوظة بالدير. تمثل القديسين الثلاثة برموزهم (أنبا مقار الكبير عن اليمين، وأنبا مقار الإسكندراني يحمل كلَّ منهما صليباً رمز الجهاد النسكي، وفي الوسط أنبا مقار الأسقف).
anbamakar64.jpg
(أيقونة القبلة الحلوة)
إحدى اللوحات الروسية القديمة – المعروضة في كنيسة القديس أبسخيرون بالدير
anbamakar65.jpg

صورة قديمة للقديس أنبا مقار
anbamakar66.jpg

من تجميعى
 

النهيسى

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
27 يوليو 2008
المشاركات
92,326
مستوى التفاعل
3,200
النقاط
113
الإقامة
I love you Jesus

توجيهات لأبينا الطوباوى انطونيوس الكبير
الحياة فى المسيح
مأخوذة عن رسائلة العشرين


إنى أرى أن نعمة الروح القدس على أتم أستعداد لكى تملأ أولئك الذين يعزمون منذ البداية أن يكونوا ثابتين فى محاربتهم للعدو ( الشيطان ) غير مستسلمين فى أى أمر من الأمور , حتى يغلبونة وعلى أى الأحوال , يقوم الروح القدس الذى دعاهم , بتسهيل كل الأمور لهم حتى يجعل لهم بداية طريق التوبة عذباً ( ممهداً ) , لكنة يعود فيكشف لهم بعد ذلك حقيقة الطريق ( شدة مصاعبة وأتعابة ) وإذ يعينهم الروح القدس فى كل شئ , يضع على عاتقهم أن يقدموا أعمال التوبه , كما يكشف لهم ما هى أعمال الجسد والنفس ... إلى أن يرجعهم إلى الله خالقهم فى توبه صادقة بهذا الهدف يقويهم الروح القدس للجهاد جسداً ونفساً , حتى يصير كليهما ( الجسد والنفس ) متشابهين فى الطهر كما فى ميراث الحياة الأبدية

فمن جهة الجسد , فانة يكافح فى أصوام مستمرة وجهاد وأسهار دائمة وأما النفس فتجاهد فى تداريب روحية مع صابرة فى كل أنواع الخدم ( الطاعة ) منفذة ذلك خلال الجسد لذلك يجب علينا ان نراعى باننا ( لانصنع شيئاً باهمال بل يكون كل شئ بحرص دائم وفى خوف الله ) وذلك فى كل عمل نقوم بة بالجسد حتى نأتى بالثمرة
رسالة 1 - 17
الروح القدس الذى يدعو الانسان التائب إلى التوبة يمنحة تعزياتة أثناء قيادتة للقيام بالعمل الروحى , ويعرفة عدم التراجع إلى الوراء وعدم التعلق بشئ من أمور العالم ويفتح عينى نفسة حتى ترى جمال النقاوة التى تصل اليها باعمال التوبة بهذة الطريقة يشعل الروح القدس فى النفس غيرة نحو نقاوتها ونقاوة الجسد بالكامل , فيكون كلاهما فى النقاوة واحداً وهذا هو هدف تعاليم الروح وارشاداتة , أن ينقيهما الروح القدس تماما ويحضرهما إلى حالتهما الاولى قبل السقوط , مبدداً كل نجاسة دخلت إليهما بحسد الشيطان , غير تارك شيئا من صنع العدو فيهما عندئذ يصير الجسد خاضعاً للعقل فى كل شئ , ويكون للعقل السيادة فى أمر أكل الجسد وشربة ونومة وكل عمل من أعمالة , متعلماً من الروح القدس أن يقمعه ويستعبدة (1 كو 9 : 27 ) كما فعل الرسول بولس

18

من المعروف أن فى الجسد ثلاثة أنواع من الحركات : النوع الأول : حركة طبيعية مورثة فينا , هذة الحركة ليس لها سلطان علينا أن تثير _ فينا بدون موافقة النفس _ شيئاً ( شريراً يثقل الضمير ) ويكفيك أن تعرف أنها موجودة فى الجسد النوع الثانى : ينجم عن كثرة الأكل والشرب لأن حرارة الدم المتولد عن ( كثرة الأغذية ) تثير الجسد ضد النفس , وتنحرف بة نحو الشهوات الدنيئة لهذا يقول الرسول بولس ( لاتسكروا بالخمر الذى فية الخلاعة ) أف 5 : 18 , ويأمر الرب أيضا تلاميذه فى الإنجيل قائلا ( فاحترزوا لأنفسكم لئلا تثقل قلوبكم فى خمار وسكر ) لو 21 : 34 , لذلك يجب على الرهبان وراغبى البلوغ إلى ملء القداسة والنقاوة , أن يحذروا من هذا دائما , قائلين مع الرسول ( أقمع جسدى واستعبدة ) , 1 كو 9 : 27 , النوع الثالث : يثير الأرواح الشريرة , التى يدفعها الجسد إلى تجربتنا ومحاولة إضعاف من وجدو الطهارة ... وتضليل الراغبين فى الدخول من بابها

( رسالة 1 )

19

_ على اى الأحوال , إن تسلح الانسان بالصبر والايمان المستقيم بواصايا الله , فان الروح القدس يعلم عقله كيف تتنقى نفسه ويتنقى جسده من مثل هذة الحركات لكن إن غفل الإنسان فى أى لحظه وسمح بالتهاون فى الوصايا والتعاليم التى سمعها , فان الأرواح الشريرة ( الخطية ) تتسلط علية , وتفسد أعضاء جسده وتدنسها بهذة الحركات , وتقف النفس المعذبه تائهة لاتعرف اين تتوجه , إذ فى وسط يأسها لا ترى لها عوناً من أى جانب لكن إن سمت النفس وعادت إلى الوصايا تحمل نير ( أو متحققه من قوة تعهداتها ) , مؤتمنة ذاتها بين يدى الروح القدس , فانة بهذا تستعيد سلامها , وتدرك أنة كان يلذمها أن تطلب سلامها فى الله وحدة ,

( رسالة 1 )

20

_ إن الجهاد للحصول على النقاوة الكاملة يتطلب جهاد النفس والجسد معا فى أعمال التوبة , بتناسق وتساو فاذا وهب العقل نعمة ما , يستطيع عندئذ أن يصارع ضد الشهوات بلا هوادة أو تراخ , ويتقبل أفكار الروح القدس وتوجيهاتة وتعذياتة , ويستطيع أن يطرد عن النفس الميول الدنسة النابعة عن شهوات القلب وبفضل الشركة بين عقل الإنسان أو نفسة والروح القدس فان الروح القدس يساعد الانسان تنفيز الوصايا التى تعلمها , ويرشدة لطرد كل الشهوات عن النفس , سواء الشهوات النابعة عن النفس ذاتها مستقلة عن الجسد , أو الشهوات التى لحقت بها عن طريق الجسد والروح القدس يعلم الانسان أن يحفظ جسدة كلة _ من الرأس إلى القدمين _ فى تناسق فيحفظ العينين لتنظرا بنقاوة ويحفظ الاذنين لتصغيا فى سلام ( أو تنصتا ألى الامور الخاصة بالسلام ) دون ان تتلذذا بالأحاديث عن الاخرين والافتراءت وذم الغير ويحفظ السان لينطق بالصلاح فقط , معطياً وزناً لكل كلمة , فلا يسمح لشئ دنس أو شهوانى أن يختلط بحديثة ويحفظ اليدين لتتحركا طبيعيا فترتفعا للصلاة ولصنع الرحمة والكرم ويحفظ المعدة ليكون لها حدوداً مناسبة للأكل والشرب , وذلك حسب القدر الكافى لقوت الجسد فلا يترك الشهوة أو النهم ينحرفا بها فتتعدى حدودها ويحفظ القدمين ليسلكا ببر حسب ارادة الله , بهدف القيام بلاعمال الصالحة بهذا يكون الجسد كلة قد أعتاد كل عمل صالح , وصار خاضعاً لسلطان الروح القدس , فيتغير شيئا فشيئاً حتى يشارك _ إلى حد ما _ فى النهاية صفات الجسد الروحى الذى ينالة فى القيامة ألعادلة

22_

الله الآب فى صلاحة ( لم يشفق على ابنة ( الوحيد ) بل بذلة ) رو 8 : 32 , لكى يحررنا من خطايانا وأفعالنا الأثيمة وإذ وضع ابن الله نفسة لآجلنا , شفانا من شرور نفوسنا ووهبنا الخلاص من خطايانا وأننى أنصحكم باسم ربنا يسوع المسيح أن تحفظو فى عقولكم وتعلموا هذا التدبير العظيم أن الله الكلمة تشبة بنا فى كل شئ ماعدا الخطيئة وانة يجب على من وهبو ا( عقلا ) أن يدركوا هذا بعقلهم ( فهمهم الروحى ) مجاهدين أن يتحررو (من الخطية ) فى أعمالهم الفعلية وذلك بصلاح الرب القادم إلينا والذين يستفيدون من هذا التدبير هم بحق عبيدة لكن هذا الوضع (عبيد ) ليس فية كمال إذ الكمال يقودهم إلى البنوة , وهو تكريس يأتى فى حينة هكذا عندما رأى ربنا يسوع المسيح أن تلاميزة قد اقتربوا من قبولهم البنوة , وقد عرفوة وتعلموا من الروح القدس , قال لهم ( لا أعود أسميكم عبيداً .. لكنى قد سميتكم أحباء لأنى أعلمتكم بكل ما سمعتة من أبى يو (15 : 5 فالذين أدركوا ماقد الو إلية فى المسيح يسوع , صرخو قائلين (لم نأخذ روح العبودية أيضا للخوف بل أخذنا روح التبنى الذى بة نصرخ يا أبا الآب ) ( راجع رو 8 : 15 ) فان فشل الانسان فى إظهار استعداد كامل وغيرة للقيام ( من الخطية ) فليعلم مثل هذا أن مجئ ربنا ومخلصنا يكون دينونة علية لذلك قال سمعان منذ البداية ( ان هذا قد وضع لسقوط وقيام كثرين فى اسرائيل ولعلامة تقاوم ) لو 7 : 34 , وقال الرسل من بعدة ( لهؤلاء رائحة موت لموت ولآو لئك رائحة حياة لحياة ) 2 كو 11 : 16 ,

( رسالة 2 )

23

_إنة ليس بخاف عليكم أن أعداء الحق ( الشياطين ) لن يكفو عن العمل على إفساد الحق لكن الله افتقد خليقتة فى كل ذمان , ففى بداية الخليقة علم الذين اقتربوا لخالقهم كيف يعبدونة غير أن كثافة الجسد الشهوانى ومكر الآعداء المحاربين لنا , عطلتا الميول الصالحة للنفس , وصار الناس غير قادرين حتى على التمسك بما يليق بطبيعتهم وتمييزهم , لكى يرجعوا إلى حالتهم الآولى متحررين من الخطية . لذلك أظهر الله رحمة وعلمهم العبادة الحقيقية بالناموس المكتوب لكن حتى بهذا لم تأتى الثمرة ... ورأى الله أن الجرح يتزايد ويتسع ويحتاج إلى علاج حاسم , لذلك ارسل إبنة الوحيد , الذى هو طبيبنا الواحيد ( رسالة 3 ) 24 عندما أغلب بحب يسوع المسيح , انظر إلى الحال الزى وصلنا إلية , فأشعر بسرور , كما أشعر بحذن وبكاء فكثيرون جدا من جنسنا لبسوا شكل العبادة , لكن بعضهم يصنعون هذا بكل قلبهم بعدما تحرروا بمجئ ربنا يسوع المسيح , هؤلاء هم موضوع سرورى والبعض يهملون قوة نذرهم , ويتبعون مشيئة الجسد وشهوات قلبهم وقد صار مجئ الرب بالنسبة لهم عقوبة وهؤلاء موضوع حذنى وأخيراً البعض خارت قلوبهم بسبب تفكيرهم فى طول جهادهم ( حياتهم ) فنزعوا الرحمة من قلوبهم وصارو كحيونات عجم , وهؤلاء أبكى عليهم لأن مجئ ربنا يسوع المسيح صار لهم دينونة

(رسالة 3 )

26

_ يستطيع كل بحار أن يعتز بذاتة ويفخر بخبرتة عندما تهب الرياح بطريقة ثابتة ( متوقعة ) لكن إن حدث تغير مفاجئ للرياح , عندئذ تبطل خبرة الربابنة المحنكين 28_ألله يرشد الكل بعمل نعمتة , فلا تملو ولا تخور قلوبكم , بل أصرخوا ألية ليلا ونهاراً لتقتنو حنو الله فيعلمكم من الأعالى ما يجب أن تفعلوة لاتعطو لأعينكم نوماً , ولا لأجفانكم نعاساً ( مز 131 : 4 ) حتى ترفعو ا نفوسكم ذبائح محرقات طاهرة , وتعاينو ألله . لأنة بدون قداسة لايقدر أحد أن يعاين الله ( عب 12 : 4 ) , كقول الرسول ( رسالة 5 ) 30 _ كل من لا يبغض ما يخص الطبيعة الهيولية ( المادية ) والجسد الأرضى وحركاته وأفعاله من كل قلبه , ويرفع عقله نحو العلاء إلى أبى الكل , لايستطيع أن يخلص أما الذى يفعل هذا , فانة بهذا يستعطف ربنا فيهبة ناراً مقدسة فى قلبة , تحرق كل ما فى من شهوات , وتطهر عقلة تماما عندئذ يقطن فية روح ربنا يسوع المسيح ويكون معة ويعلمة كيف يسجد للآب كما يجب وان بقينا متلذذين بالجسد الهيولى , فنحن أعداء الله وملائكتة وجميع قديسية لذلك أطلب اليكم باسم ربنا يسوع المسيح أن لاتستهينو بحياتكم وخلاصكم ولا تدعوا الذمان اليسير يسرق منكم الآبدية الانهائية , ولا هذا الجسد الهيولى أن يبعدكم عن ملكوت النور الذى لا يحد ولا يوصف بالحقيقة أن نفسى مضطربة وروحى ساهية , لانة بلرغم من أنة قد وهب لنا الحرية لنقوم بما يقوم بة القديسون , الا اننا قد سكرنا بالآلام ( الشهوات ) كمن يسكر بالخمر , ولا نريد أن نرفع عقولنا الى الآعالى ونطلب المجد السماوى , ولم نقتد باعمال القديسين ولا سلكنا على أثار خطواتهم , حتى نصير ورثة لاعمالهم ونشاركهم الميراث الآبدى

( رسالة 5 )

32

_يالها من ربوات الشياطين الشريرة , ووحوش مفترسة بلا عدد , تلك التى تحثنا أن ننطق بالشر ضد الاخرين , أو نتفوة بكلمات معسولة نخفى مرارة فى قلوبنا , وندين اخوتنا حسب المظاهر الخارجية ... فنخفى فى داخل نفوسنا حيواناً مفترساً يحرضنا على مقاومة بعضنا لبعض حتى يزكى كل منا طريقة الخاص على انة أكثر الطرق إستقامة كل انسان يتلذذ بافكارة الشريرة يسقط بارادتة , لآنة يفرح بما يلقية الأعداء ( الشياطين ) فية , مزكياً نفسة بافعالة المنظورة , بينما هو مسكن للروح الشرير الذى يشير علية بكل الشرور , وجسدة مملوء نجاسة دنيئة إذ هو فريسه للشهوات الشيطانية التى لم يتخلص منها فالشياطين ليست لها أجساد منظورة , لكننا متى قبلت أرواحنا أفكارهم المظلمة , نكون نحن بمثابة أجساد لهما , لاننا اذ نقبل افكارها انما نقبلها هى بذاتها ونجعلها ظاهرة جسديا ( فينا )

( رسالة 6 )

33

_ تختفى الطبيعة العاقلة الخالدة فى جسدنا البالى , وتوحى بكل أفعالها فية وخلالة وهكذا إذ لكم هذا الجسد الذى قد صار مذبحا يقدم علية البخور , لذلك ضعو علية كل أفكاركم ومشوراتكم الشريرة قدام وجة الرب , رافعين هذا المذيج وتنقية , فيخافكم خصومكم ( الشياطين والخطايا... ) _ كهنة البعل _ ويهلكون على أيديكم , كما حدث مع ايليا النبى ( 1مل 18 :25 _ الخ ) حينئذ تشاهدون المعزى القدوس فى الماء الإلهى ( المعمودية ) الذى يمطر عليكم بمطر روحى

( رسالة 6 )

34

_سقط الشيطان من رتبتة السمائية بسبب كبريائة , لهذا فانة يعمل كل جهدة دوماً لكى يسقط كل الراغبين فى التقدم نحو الله بكل قلبهم , مستعينا بنفس الوسيلة التى سقط بها هو , أعنى العظمة ومحبة المجد الباطل . بهذا وما يشبهة يحاربنا على رجاء أن يبعدنا عن الله أضف إلى ذلك , أنة اذ يعلم أن كل من يحب أخاة فهو محب لله , لذلك يبث فى قلوبنا الكراهية نحو اخوتنا , حتى أن الانسان أحيانا لايطيق أن يرى أخاة أو حتى يتكلم معة بكلمة حقا أن كثيرين جاهدو فى الفضيلة جهاداً عظيماً , لكن بغبائهم ( عدم التميز ) اهلكو انفسم وليس من العجيب أن يحدث هذا معكم .... إذ وأنتم متكاسلون فى العمل تحسبون أنكم قد نمت الفضائل لقد سقطم فى هذا المرض الشيطانى ( الذى يفوق ادراككم ) إذ وانتم فى الظلمة حسبتم أنكم اقتربتم الى الله وفى النور ما الذى دفع ربنا يسوع المسيح أن يترك ثيابة ويشد وسطة بمنطقة ويصب ماء فى وعاء ويغسل أقدام من هم دونة ( يو 13 : 4 _ الخ ) إلا لكى يعلمنا الإتضاع , لقد أظهر لنا الاتضاع بالمثال الذى صنعة . لذلك فان الذين يريدون أن يعودوا إلى رتبتهم الآولى , لن يمكنهم هذا الا بالاتضاع . لآن الكبرياء هو سبب السقوط فى البداية من السماء وهكذا فان من ينقصة الإتضاع العميق من كل القلب والفكر والروح والجسد , لايرث ملكوت الله ,

( رسالة 6 )

39

_أن اراد أحد أن ينال حب , فليكن فية خوف الله . لآن الخوف يولد بكاء , والبكاء يولد قوة . وإذما كملت هذة كلها فى النفس , تبدا النفس تثمر فى كل شئ وإذ يرى الله فى النفس هذة الثمار الحسنة , فأنة يشتمها رائحة بخور طيبة , ويفرح بها هو وملائكتة , ويشبعها بالفرح , ويحفظها بكل طرقها حتى تصل إلى موضع راحتها دون أن يصيبها ضرراً والشيطان إذ يرى الحارس العلوى العظيم يحيط بها , يخاف أن يقترب منها أو يهاجمها بسبب هذة القوة العظيمة اذا , اقتنوا هذة القوة حتى ترتعب الشياطين أمامكم وتصير أعمالكم سهلة وتتلذذوا بالعمل الإلهى , لآن حلاوة حب الله أشهى من العسل حقا أن كثيرين من الرهبان والعذارى فى المجامع , لم يتذوقوا هذة الحلاوة الإلهية ولم يقتنوا القوة الإلهية , ظانين انهم قد نالوها , رغم عدم جهادهم . أما من يجاهد لآجلها فينالها حتماً خلال المراحم الإلهية , لآن ألله لا يحابى الوجوة فمن يريد أن يكون له نور ألله وقوتة , يلذمةأن يستهين بكرا مات هذا العالم ودنسة , ويبغض كل أمور العالم ولذة الجسد , وينقى قلتة من كل الآفكار الرديئة , ويقدم الله أصواماً ودموعاً ليلا ونهاراً بلا هوادة كصلوات نقية , عندئذ يفيض الله علية بتلك القوة أجتهدو أن تنالو هذة القوة , فتصنعوا كل أعمالكم بسهولة ويسر وتصير لكم دالة عظيمة قدام الله , ويهبكم كل ما تطلبون .

( رسالة 9 )

41

_صلوا لكى يهبكم الله نعمة الإدراك السليم فى كل الآمور , فتقدروا أن تميذوا بين الخير والشر تمييزاً حسناً لقد كتب الرسول بولس ( وأما الطعام القوى فللبالغين ) عب 5 : 14 . هؤلاء الذين بواسطة العمل المتواصل والجهاد , تدرب حواسهم وميولهم على التمييز بين الخير والشر , وقد أحصو ا كابناء الملكوت وصاروا من عداد ابناء الله , هؤلاء يعطيهم الله الحكمة والتمييز الحسن فى كل اعمالهم , فلا يقدر انسان أو شيطان أن يخدعهم فلعدو يحارب المؤمنين تحت صورة الخير , وينجح فى خداع كثيرين , هؤلاء الذين ليس لهم حكمة ولا تمييز حسن لهذا علم الرسول بولس عن غنى الفهم الذى لاحد لعظمتة , المخصص للمؤمنين , اذ كتب إلى أهل افسس يقول ( كى يعطيكم الله ربنا يسوع المسيح أبو المجد روح الحكمة والاعلان فى معرفته مستنيرة عيون اذهانكم لتعلموا ماهو رجاء دعوته وما هو غنى مجد ميراثه فى القديسين , أف 1 :17 , 18 , كاتباً هذا بدافع حبه العظيم المتذايد نحوهم , ولعلمه أنهم إن إقتنوا الفهم لا يعود يكون بالنسبه لهم شئ فية صعوبة , ولا يمسهم خوف , بل يعزيهم فرح الرب نهاراً وليلا , وتصير الأعمال بالنسبة لهم عذبة فى كل حين حقا أن كثير من الرهبان والعذارى فى المجمع لم يقتنوا الفهم بهذة الدرجه , وأما انتم فان اردتم أن تحصلو علية بهذا المقدار الذى فيه كمال فاهربوا من أولئك الذين يحملون اسم ( رهبان وبتوليون ) دون أن يكون لهم الادراك الحقيقى والتمييز الحسن لأنكم إن اختلطتم بهم , لن يدعوكم تتقدمون بل وربمايطفئون حرارة غيرتكم , اذ لاحرارة لهم بل فيهم برودة وهم يسيرون وراء أهوائهم الخاصة , لاتستكينو لهذا , اذ كتب الرسول بولس ( لا تطفئ الروح أكثر من الكلام الباطل ( رسالة 16 )

كل الخليقة الناطقة _ الرجال والنساء _ لهما ينبوع حب , بة تقدر أن تحتضن كلا من الالهيات والجسديات فرجال الله يحبون ما يخص الله وأبناء الجسد يحبون ما يخص الجسد الذين يحبون الالهيات ينقون قلوبهم من النجاسات ومن كل أعمال ( ارتباكات ) هذا الدهر الزائل فيبغضون العالم ( أى ليس للأمور الزمنية مكان فى القلب ) وينكرون أنفسهم ويحملون الصليب تابعين الرب وسالكين حسب ارادة الله فى كل شئ . لذلك يسكن لله فيهم معطياً اياهم فرحاً وعذوبة يغذيان النفس ويقوتها ويجعلانها تنمو فكما أن الاشجار لاتقدر أن تنمو بدون ماء طبيعى , هكذا النفس أيضا لاتنمو ما لم يكن لها عذوبة سمائية , أى تقبل الروح القدس ( يعمل فيها ) وتروى بالعذوبة السمائية

( رسالة 13 )

47

_ اذا ما مات سلطان الخطية من انسان , فان الله يطهر نفسة مع جسدة ولكن أن كانت مملكة الخطية لازالت قائمة فى جسدة , فانة لايقدر أن يعاين الله , لأن نفسة التى فى جسدة ( المظلم بالخطية ) لايوجد فيها مكان للنور لكى تعاين الله . يقول داود ( بنوك يارب نعاين النور ) وما هو هذا النور الذى بة نعاين النور ؟ انه ذاك الذى تحدث عنه ربنا يسوع المسيح فى الإنجيل قائلا ( فان كان جسدك كلة نيراً ليس فيه جزء مظلم يكون جسدك نيراً كله ) لو 11 : 36 , كذلك يقول ( ليس أحد يعرف الابن الا الآب ولا أحد يعرف الآب الا الابن أن يعلن له ) مت 11 : 27 , والابن لا يعلن عن أبية لا بناء الظلمة بل لآبناء النور السالكين فى النور , الذين أضاء عيون قلوبهم بمعرفة الوصايا

( رسالة 17 )

49

_كما أن كمال الجسد _ والنفس حالة فية _ ينمو فى مراحل ثلاث : الشبوبية والنضوج والشيخوخة , هكذا أيضاً النفس _ وهى مختفية فى الجسد تنمو فى مراحل ثلاث هى : بداية الايمان , التقدم فية , والكمال فى البدايه عندما يبدا الانسان فى الايمان , يولد فى المسيح , كما هو مكتوب فى الاناجيل . وقد أعطانا القديس يوحنا الرسول علامات هذا الميلاد الجديد , كما قدم لنا الحالة الوسطى وحالة الكمال , فقال ( اكتب اليكم أيها الأولاد ... اكتب اليكم أيها الآباء .. اكتب اليكم أيها الاحداث ) 1 يو 2 : 12 _ 14 . وهو لم يكتب هذا لآصدقائة حسب الجسد بل للمؤمنين , راسماً لهم المراحل الثلاثة التى يعبر خلالها أولئك الذين يطلبون دائرة الروح وينالون الكمال ويمنحون ملء النعمة

(رسالة 17 )

51

_كل من يريد أن يكون بحق انساناً روحياً يجب علية أن يجتهد فى الإبتعاد عن اضطرابات الجماهير وشركتهم , حتى يكون بعيداً عن دوامة الناس وشغبهم جسدياً وقلبياً وذهنياً , لآنة حيثما وجدت الجماهير يوجد الصخب وقد قدم لنا ربنا مثالا للاعتزال عن البشر والوحدة , إذ اعتاد أن يذهب بمفردة إلى الجبل ليصلى , كذلك انتصر على الشيطان فى البرية , إذ تجاسر الشيطان ليصارعة مع أنة لم يكن ( الرب ) عاجزاً عن قهرة حتى بين الجموع , لكنة صنع هذا ليعلمنا أنة فى السكون والوحدة يمكننا أن ننتصر على العدو والوصول الى الكمال بسهولة ولم يظهر الرب مجدة لتلاميذة وسط البشر , بل قادهم الى الجبل وهناك كشف لهم مجدة ويوحنا السابق أيضا سكن فى البرية الى يوم ظهورة ففى العالم يسهل على العدو أن يضايقنا باسلحتة الخفية والظاهرة , متخذاً بعض الناس المطعين لة كمساعدين له فى اثارة الحرب صد المؤمن فيمكنة أن يستخدم بعض النسوة قليلات الحياة كسلاح قوى ضد المؤمن , ناشراً شباكهن الخادعة على نطاق واسع وحزقيال عندما رأى الآربعة مخلوقات ذات الآربع وجوة يعطون الرب مجداً , لم يكن فى مدينة أو قرية بل خارجاً فى حقل , اذ قال الله له ( قم اخرج الى البقعة وهناك اكلمك ) حز 3 : 22 , والنبى أرميا لما عرف أن الانفراد يرضى الله جدا , قال أيضا ( جيد للرجال أن يحمل النير منذ صباة يجلس وحدة ويسكت ) مرا 3 : 27 , 28 . مرا أخرة اذ عرف اضرار كثرة الحديث البشرى بالنسبه لمن يرغبون فى إرضاء الله , لم يقدر أن يكف عن الكلام قائلا ( ياليت فى البرية مبيت مسافرين فاترك شعبى وأنطلق من عندهم ) أر 9 : 2 . وأيضا ايليا النبى عندما أخذ طعاماً من الملائكة لم يكن وسط جمهور الجموع ولا فى مدينة أو قرية بل فى البرية وقد كتبت كل هذة الامور وما على شاكلتها التى حدثت مع قدسين حتى نتشبة باولئك الذين احبو العزلة , اذ من شأنها تسهل الوصول الى الله اجتهدوا اذا أن تكونو مؤسسين على العزلة تأسيساً صالحاً , ننقاد الى رؤية الله , أى التأمل الروحى العظيم

( رسالة 17 )

52

_أريد أيضاً أن أخبركم : ماذا تشبه النفس عندما يقطن النار الإهية فيها أنها تشبة طائراً ذا جناحين يحلق فى العلى فى جو السماء فالطير هو الوحيد من بين المخلوقات لة أجنحة , اذ هذا من ملامحها الخاصة . هكذا النفس المطيعة الله اجنحتها هى قفزات النار الإلهية التى تعطيها القوة لكى ترتفع الى السماء . فان نزعت عنها الأجنحة لاتعود تقدر على الطيران علاوة على هذا فان نفس الانسان تشبه الطائر أيضاً , من حيث أن حرارة ( الدفء ) هو سر وجوده فى الحياة فبدون تدفئه البيض لايخرج الفراخ الحى ..... هكذا أيضا بالنسبة للنفس , اذ يحيط الله بها ويدفئها مطيعة هى له , تخرج الى الحياة الروحية واذ تحقق أن النفس المطيعة لله , والملتصقة به , هى أسبة بالطائر الذى تكمن حياتة فى الدفء . لهذا ليتكم لاتنفصلون قط عن هذة النار . هذة النار التى يقدمها الله لكم , والتى بسببها يشن الشيطان هجمات كثيرة لعلة يحرمكم منها , اذ هو يعلم أنة لاغلبة لة عليكم ما دامت هذة النار (عاملة ) فيكم

(رسالة 18 )

53

_قاومو الشيطان , واجتهدوا أن تعرفوا خدعاته , فقد اعتاد أن يخفى المرارة وراء مظهر العذوبة حتى لاتنكشف , مقدماً أوهاما تبدو لناظريها جميلة غير أن حقيقتها تختلف عن مظهرها . هذا كلة يصنعه لكى يخدع القلوب بدهائه المتشبه بالحق وله جاذبيه فالشيطان يوجه كل جهوده بهذا الهدف , مقاوما كل النفوس المتعبدة لله حسنا , بجميع الطرق الممكنة , وما أكثر أنواع الشهوات التى يبثها فى النفس لعله يطفئ النار الإلهيه , مستعينا بالقصور الذاتى للجسد وكل ما يتعلق به وعندما يرى أن البعض متحفظون منه , لايقبلون منه شيئا , ولا يسمعون له فى شئ , يولى عنهم فى خزى , عندئذ يعطيهم روح الله راحة ويجعل لهم لذة فى كل عمل , يصير حمل نير الرب حلوا , كما هو مكتوب فى الإنجيل ( فتجدو راحة لنفوسكم ) مت 11 : 29 . رغم قبولهم النير وحملهم اياة انهم لايعودون يكلون من التدرب فى الفضيلة أو القيام بالخدمة والأسهار الليلية , ولا يشعرون بالغضب من جهة أى مضايقة بشريه , ولا يخافون انساناً أو حيواناً مفترساً أو روحاً شريراً , لأن فرح الرب يستقر فيهم نهاراً وليلا , معطياً الحياة لعقولهم , فيكون الفرح طعامهم , وبه تنمو نفوسهم وتقترب من كل شئ ومن كل كمال , وبه ترتفع الى السماء

( رسالة 18 )

54

_اننا نرى أن الطفل فى نموه يأخذ فى البداية لبن أمه , بعد ذلك يأخذ بعض الأطعمة الأخرى , وأخيراً يأخذ كل صنوف الأطعمة التى يأكلها البشر هكذا ينمو الانسان حتى يصير قويا ناضجاً قادراً على مقاومة الأعداء ( الأمراض ) ببسالة .. ولكن ان اصابه مرض فى طفولته , حرمه من طعامه وأنهك قوته , فانه ينشأ ضعيفاً , ويغلبه أى عدو .. ولكى يهذم عدوه ( المرض ) يجب علية أن يستعيد صحته طالبا القوة , وذلك باعتناء أحد الاطباء المختبرين به هكذا أيضا بالنسبة للنفس البشرية , متى فقدت فرحها الإلهى , فانها تكون مريضة وتعانى من جراحات كثيرة , فان اجتهدت فى طلب انسان _ خادم لله _ مختبر فى الطب الروحى وتمسكت به , فانه , يشفيها من الآلام ويقيمها ويعلمها أن تحصل على ذلك الفرح الذى هو طعامها بواسطة العون الإلهى , عندئذ تقدر أن تقاوم اعدادئها الذين هم الأرواح الشريرة , وتقهرهم وتطأ مشوراتهم تحت قدميها , وتمتلئ بملء الفرح الكامل

(رسالة 18 )

55

_ اعرفوا مشورات الشرير , فان جائكم فى زى من يعلم بالحق لكى يخدعكم ويقودكم بمكر , أو جائكم كملاك نور , فلا تصدقوه ولا تطيعوة , لأنه يفتن المؤمنين بمظاهر مغرية لها صورة الحق ولا يعرف غير الكاملين حيل الشيطان ومايبثة فيهم دائما . أما الكاملون فيعرفونها اذ يقول الرسول ( وأما الطعام القوى فللبالغين الذين بسبب التمرن قد صارت لهم الحواس مدربة على التمييز بين الخير والشر ) عب 5 : 14 , أمثال هؤلاء يعجز عن أن يخدعهم . انما يفتن ..اولئك الذين لايسهرون على أنفسهم فيصطادهم بطعم يبدو لهم حلواً . وذلك كصياد السمك الذى يخفى صنارته فى طعم حتى يصطاد السمك , وكما يقول سليمان الحكيم ( توجد طريق تظهر للانسان مستقيمة وعاقبتها طرق الموت ) أم 16 : 25 , هذا يحدث معهم بسبب اتكالهم على ذواتهم , اذ يتبعون دوما ميول قلوبهم ويحققون اهوائهمالخاصة , ولا ينصتون الى أبائهم ولا يطلبون مشوراتهم هكذا يظهر لهم الشيطان رؤى وتصورات خادعة فخا قلوبهم بالكبرياء وأحيانا يرسل لهم أحلاما فى الليل تتحقق فى النهار , حتى يسقطون فى حيرة عظيمة , بل وعلاوة على هذا يظهر لهم فى الليل نوراً يضئ المكان الذين هم فية . ويصنع لهم أموراً أخرى كثيرة خاطئة وعلامات ...كل هذا لكى تطيب له قلوبهم فيقبلونة كملاك , وبقدر ما يقبلونه , يقذف بهم من علوهم الى اسفل , بواسطة روح الكبرياء الذى تسلط عليهم . ويجعلهم يحسبون أنفسهم عظماء وأجلاء روحيا أكثر من غيرهم , وأنهم ليسوا بمحتاجين الى أبائهم أوالانصات اليهم وهكذا يتم فيهم قول الكتاب المقدس , انهم عناقيد عنب حقيقية زاهرة لكنها مرة وغير ناضجة فقد صارت تعاليم أبائهم بالنسبة لهم صعبة , اذ يحسبون أنهم عارفون بكل شئ

( رسالة 18 )

57

_ انى اخبركم عن عمل , به وحده يصير الانسان ثابتا فى الصلاح من البداية حتى النهاية , وهو أن تحبوا الله من كل نفوسكم وقلوبكم وافكاركم وأن تصنعوا كل شئ لأجله وحده , فيعطيكم الله قوة عظيمة وفرحا وتصيركل الاعمال الصالحة حلوة كالعسل , وكل أتعاب الجسد والهذيذ والأسهار وكل نير الرب يصير حلواً وهينا على أى الأحوال , فان الرب من أجل محبته للبشر , يرسل لهم أحيانا ضيقات حتى لا يتكبروا بل يكملوا مجاهدين , وعوض الشجاعة يشعرهم بالثقل والضعف , وعوض الفرح يشعرون بالحزن , وعوض السلام والهدوء يشعرون بالهياج , وبدلا من الحلاوة يشعرون بالمرارة , وما على شاكلة هذا , هذا يحدث بالنسبة للذين يحبون الله , ولكن بالجهاد والغلبة يصيرون شيئا فشيئا أقوياء , وأخيراً اذ ينتصرون , فان الروح القدس يكون معهم فى كل شئ , ولا يعودون يخافون شيئا رديئا

( رسالة 18 )

60

_ وصايا الله هى : النقاوة , السلام الدائم غير المتغير , الإمتلاء بالرحمة , وغير ذلك من الفضائل الجميلة المتوجة بالتطويب , جاهدو أن تنفذوا وصايا الروح , التى تهب حياة لنفوسكم , وبها تتقبلون الله فى نفوسكم , انها الطريق لأمين,فبدون نقاوة القلب والجسد , لايقدر أحد أن يكون كاملا أمام الله , اذ مكتوب فى الإنجيل ( طوبى لانقياء القلب لأنهم يعاينون الله )مت 5 : 8 , فالكمال مصدره نقاوة القلب , اذ القلب هو مركز الخير الطبيعى والشر غير الطبيعى . والشر هو مصدر ألام النفس من ذم وبغضة ومجد باطل وما اشبهه . أما الخير فيولد معرفة الله والقداسة ونقاوة النفس من كل الآلام فان سعى الانسان فى اصلاح طريقه , وبدأ يهرب من الشر متسلحا بالجهاد : من بكاء وانسحاق القلب وأصوام وأسهار وفقر ( اختيارى )وصلوات كثيرة . فان الرب يساعدة بنعمتة ويحررة أيضا من كل الام النفس , كثيرون أقامو زمانا طويلا وهم رهبان وعذارى , ولم يتعلمو كيف يقتنوا النقاوة , وذلك لأنهم يزدرون بتعليم أبائهم ويتبعون أهواء قلوبهم الخاصة لذلك تسلطت عليهم الارواح الشريرة المهلكة للنفوس , وتجرحهم ليلا ونهاراً باسهمها غير المنظورة ولا تعطيهم سلاما فى أى موضع , بل يشغلون قلوبهم تارة بالكبرياء وأخرى بالمجد الباطل والغيرة الشريرة والذم والغضب والحنق والمشاحنات وكثير من الآلام الأخرى هؤلاء نصيبهم مع الخمس عذارى الجاهلات , اذ اجازوا زمانهم بجهل , ولم يلجمو ا ألسنتهم , ولا حفظو ا أعينهم نقية , ولا حفظوا أجسادهم من الشهوات أو قلوبهم من النجاسات وغيرها هؤلاء يرثى لهم بسبب نجاساتهم اذ هم مكتفون بالثوب الكتانى الذى هو زى البتولية , ولكنهم محرومون من الزيت السمائى الذى يضئ مصابيحهم لذلك لا يفتح لهم العريس يوما ما أبواب جمالة , بل يقول لهم , ما يقوله للعذارى الجاهلات ( الحق أقول لكن انى ما أعرفكم ) مت 25 : 12 , وانى اكتب هذا لأنى أتوق الى خلاصكم حتى تكونوا أحراراً , وأمناء وعروسا طاهرة للمسيح عريس النفوس , كقول الرسول بولس (خطبتكم لرجل واحد لأقدم عذراء عفيفة للمسيح ) 2 كو 11 : 2 ,

( رسالة 20 )

64

_اذاً , فلنستيقظ من النوم ونحن بعد فى الجسد , ولنتاًوه على أنفسنا, ونحزن عليها من كل قلوبنا نهاراً وليلا حتى تخلص من العذاب المرعب والتنهد والبكاء والغنم الأبدى ليتنا ندرك أن الباب رحب , وأن الطريق المؤدى الى الهلاك سهل وكثيرون يدخلون منه , فندخل من الباب الضيق والطريق الكرب المؤدى الى الحياة , الذى يدخل منه قليلون فمن يدخل فى الطريق الاخير , هو عامل حقيقى , ينال جذاء عمله بفرح ويرث الملكوت واننى أتوسل الى الذين لم يقتربوا بعد من هذا الطريق ألا يهملوا طالما يوجد وقت , لئلا فى ساعة الحاجة يجدون أنفسهم بلا زيت . ولا يقبل أحد أن يبيع لهم زيتا , هذا ما حدث للخمس عذارى الجاهلات اللواتى لم يجدون من يشترين منه زيتا , عندئذ صرخن باكيات قائلات ( ياسيد ياسيد افتح لنا فأجاب وقال الحق أقوللكن انى ما أعرفكن ) مت 25 : 11 , 12 , هذا حدث لهن ليس الا بسبب الكسل لقد استيقظن فى النهاية وبدأن يعملن , لكن بلا جدوى , لان سيد البيت دخل وأغلق الباب كما هو مكتوب ..

 

النهيسى

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
27 يوليو 2008
المشاركات
92,326
مستوى التفاعل
3,200
النقاط
113
الإقامة
I love you Jesus

توجيهات لأبينا الطوباوى انطونيوس الكبير
الحياة فى المسيح
مأخوذة عن رسائلة العشرين


إنى أرى أن نعمة الروح القدس على أتم أستعداد لكى تملأ أولئك الذين يعزمون منذ البداية أن يكونوا ثابتين فى محاربتهم للعدو ( الشيطان ) غير مستسلمين فى أى أمر من الأمور , حتى يغلبونة وعلى أى الأحوال , يقوم الروح القدس الذى دعاهم , بتسهيل كل الأمور لهم حتى يجعل لهم بداية طريق التوبة عذباً ( ممهداً ) , لكنة يعود فيكشف لهم بعد ذلك حقيقة الطريق ( شدة مصاعبة وأتعابة ) وإذ يعينهم الروح القدس فى كل شئ , يضع على عاتقهم أن يقدموا أعمال التوبه , كما يكشف لهم ما هى أعمال الجسد والنفس ... إلى أن يرجعهم إلى الله خالقهم فى توبه صادقة بهذا الهدف يقويهم الروح القدس للجهاد جسداً ونفساً , حتى يصير كليهما ( الجسد والنفس ) متشابهين فى الطهر كما فى ميراث الحياة الأبدية

فمن جهة الجسد , فانة يكافح فى أصوام مستمرة وجهاد وأسهار دائمة وأما النفس فتجاهد فى تداريب روحية مع صابرة فى كل أنواع الخدم ( الطاعة ) منفذة ذلك خلال الجسد لذلك يجب علينا ان نراعى باننا ( لانصنع شيئاً باهمال بل يكون كل شئ بحرص دائم وفى خوف الله ) وذلك فى كل عمل نقوم بة بالجسد حتى نأتى بالثمرة
رسالة 1 - 17
الروح القدس الذى يدعو الانسان التائب إلى التوبة يمنحة تعزياتة أثناء قيادتة للقيام بالعمل الروحى , ويعرفة عدم التراجع إلى الوراء وعدم التعلق بشئ من أمور العالم ويفتح عينى نفسة حتى ترى جمال النقاوة التى تصل اليها باعمال التوبة بهذة الطريقة يشعل الروح القدس فى النفس غيرة نحو نقاوتها ونقاوة الجسد بالكامل , فيكون كلاهما فى النقاوة واحداً وهذا هو هدف تعاليم الروح وارشاداتة , أن ينقيهما الروح القدس تماما ويحضرهما إلى حالتهما الاولى قبل السقوط , مبدداً كل نجاسة دخلت إليهما بحسد الشيطان , غير تارك شيئا من صنع العدو فيهما عندئذ يصير الجسد خاضعاً للعقل فى كل شئ , ويكون للعقل السيادة فى أمر أكل الجسد وشربة ونومة وكل عمل من أعمالة , متعلماً من الروح القدس أن يقمعه ويستعبدة (1 كو 9 : 27 ) كما فعل الرسول بولس

18

من المعروف أن فى الجسد ثلاثة أنواع من الحركات : النوع الأول : حركة طبيعية مورثة فينا , هذة الحركة ليس لها سلطان علينا أن تثير _ فينا بدون موافقة النفس _ شيئاً ( شريراً يثقل الضمير ) ويكفيك أن تعرف أنها موجودة فى الجسد النوع الثانى : ينجم عن كثرة الأكل والشرب لأن حرارة الدم المتولد عن ( كثرة الأغذية ) تثير الجسد ضد النفس , وتنحرف بة نحو الشهوات الدنيئة لهذا يقول الرسول بولس ( لاتسكروا بالخمر الذى فية الخلاعة ) أف 5 : 18 , ويأمر الرب أيضا تلاميذه فى الإنجيل قائلا ( فاحترزوا لأنفسكم لئلا تثقل قلوبكم فى خمار وسكر ) لو 21 : 34 , لذلك يجب على الرهبان وراغبى البلوغ إلى ملء القداسة والنقاوة , أن يحذروا من هذا دائما , قائلين مع الرسول ( أقمع جسدى واستعبدة ) , 1 كو 9 : 27 , النوع الثالث : يثير الأرواح الشريرة , التى يدفعها الجسد إلى تجربتنا ومحاولة إضعاف من وجدو الطهارة ... وتضليل الراغبين فى الدخول من بابها

( رسالة 1 )

19

_ على اى الأحوال , إن تسلح الانسان بالصبر والايمان المستقيم بواصايا الله , فان الروح القدس يعلم عقله كيف تتنقى نفسه ويتنقى جسده من مثل هذة الحركات لكن إن غفل الإنسان فى أى لحظه وسمح بالتهاون فى الوصايا والتعاليم التى سمعها , فان الأرواح الشريرة ( الخطية ) تتسلط علية , وتفسد أعضاء جسده وتدنسها بهذة الحركات , وتقف النفس المعذبه تائهة لاتعرف اين تتوجه , إذ فى وسط يأسها لا ترى لها عوناً من أى جانب لكن إن سمت النفس وعادت إلى الوصايا تحمل نير ( أو متحققه من قوة تعهداتها ) , مؤتمنة ذاتها بين يدى الروح القدس , فانة بهذا تستعيد سلامها , وتدرك أنة كان يلذمها أن تطلب سلامها فى الله وحدة ,

( رسالة 1 )

20

_ إن الجهاد للحصول على النقاوة الكاملة يتطلب جهاد النفس والجسد معا فى أعمال التوبة , بتناسق وتساو فاذا وهب العقل نعمة ما , يستطيع عندئذ أن يصارع ضد الشهوات بلا هوادة أو تراخ , ويتقبل أفكار الروح القدس وتوجيهاتة وتعذياتة , ويستطيع أن يطرد عن النفس الميول الدنسة النابعة عن شهوات القلب وبفضل الشركة بين عقل الإنسان أو نفسة والروح القدس فان الروح القدس يساعد الانسان تنفيز الوصايا التى تعلمها , ويرشدة لطرد كل الشهوات عن النفس , سواء الشهوات النابعة عن النفس ذاتها مستقلة عن الجسد , أو الشهوات التى لحقت بها عن طريق الجسد والروح القدس يعلم الانسان أن يحفظ جسدة كلة _ من الرأس إلى القدمين _ فى تناسق فيحفظ العينين لتنظرا بنقاوة ويحفظ الاذنين لتصغيا فى سلام ( أو تنصتا ألى الامور الخاصة بالسلام ) دون ان تتلذذا بالأحاديث عن الاخرين والافتراءت وذم الغير ويحفظ السان لينطق بالصلاح فقط , معطياً وزناً لكل كلمة , فلا يسمح لشئ دنس أو شهوانى أن يختلط بحديثة ويحفظ اليدين لتتحركا طبيعيا فترتفعا للصلاة ولصنع الرحمة والكرم ويحفظ المعدة ليكون لها حدوداً مناسبة للأكل والشرب , وذلك حسب القدر الكافى لقوت الجسد فلا يترك الشهوة أو النهم ينحرفا بها فتتعدى حدودها ويحفظ القدمين ليسلكا ببر حسب ارادة الله , بهدف القيام بلاعمال الصالحة بهذا يكون الجسد كلة قد أعتاد كل عمل صالح , وصار خاضعاً لسلطان الروح القدس , فيتغير شيئا فشيئاً حتى يشارك _ إلى حد ما _ فى النهاية صفات الجسد الروحى الذى ينالة فى القيامة ألعادلة

22_

الله الآب فى صلاحة ( لم يشفق على ابنة ( الوحيد ) بل بذلة ) رو 8 : 32 , لكى يحررنا من خطايانا وأفعالنا الأثيمة وإذ وضع ابن الله نفسة لآجلنا , شفانا من شرور نفوسنا ووهبنا الخلاص من خطايانا وأننى أنصحكم باسم ربنا يسوع المسيح أن تحفظو فى عقولكم وتعلموا هذا التدبير العظيم أن الله الكلمة تشبة بنا فى كل شئ ماعدا الخطيئة وانة يجب على من وهبو ا( عقلا ) أن يدركوا هذا بعقلهم ( فهمهم الروحى ) مجاهدين أن يتحررو (من الخطية ) فى أعمالهم الفعلية وذلك بصلاح الرب القادم إلينا والذين يستفيدون من هذا التدبير هم بحق عبيدة لكن هذا الوضع (عبيد ) ليس فية كمال إذ الكمال يقودهم إلى البنوة , وهو تكريس يأتى فى حينة هكذا عندما رأى ربنا يسوع المسيح أن تلاميزة قد اقتربوا من قبولهم البنوة , وقد عرفوة وتعلموا من الروح القدس , قال لهم ( لا أعود أسميكم عبيداً .. لكنى قد سميتكم أحباء لأنى أعلمتكم بكل ما سمعتة من أبى يو (15 : 5 فالذين أدركوا ماقد الو إلية فى المسيح يسوع , صرخو قائلين (لم نأخذ روح العبودية أيضا للخوف بل أخذنا روح التبنى الذى بة نصرخ يا أبا الآب ) ( راجع رو 8 : 15 ) فان فشل الانسان فى إظهار استعداد كامل وغيرة للقيام ( من الخطية ) فليعلم مثل هذا أن مجئ ربنا ومخلصنا يكون دينونة علية لذلك قال سمعان منذ البداية ( ان هذا قد وضع لسقوط وقيام كثرين فى اسرائيل ولعلامة تقاوم ) لو 7 : 34 , وقال الرسل من بعدة ( لهؤلاء رائحة موت لموت ولآو لئك رائحة حياة لحياة ) 2 كو 11 : 16 ,

( رسالة 2 )

23

_إنة ليس بخاف عليكم أن أعداء الحق ( الشياطين ) لن يكفو عن العمل على إفساد الحق لكن الله افتقد خليقتة فى كل ذمان , ففى بداية الخليقة علم الذين اقتربوا لخالقهم كيف يعبدونة غير أن كثافة الجسد الشهوانى ومكر الآعداء المحاربين لنا , عطلتا الميول الصالحة للنفس , وصار الناس غير قادرين حتى على التمسك بما يليق بطبيعتهم وتمييزهم , لكى يرجعوا إلى حالتهم الآولى متحررين من الخطية . لذلك أظهر الله رحمة وعلمهم العبادة الحقيقية بالناموس المكتوب لكن حتى بهذا لم تأتى الثمرة ... ورأى الله أن الجرح يتزايد ويتسع ويحتاج إلى علاج حاسم , لذلك ارسل إبنة الوحيد , الذى هو طبيبنا الواحيد ( رسالة 3 ) 24 عندما أغلب بحب يسوع المسيح , انظر إلى الحال الزى وصلنا إلية , فأشعر بسرور , كما أشعر بحذن وبكاء فكثيرون جدا من جنسنا لبسوا شكل العبادة , لكن بعضهم يصنعون هذا بكل قلبهم بعدما تحرروا بمجئ ربنا يسوع المسيح , هؤلاء هم موضوع سرورى والبعض يهملون قوة نذرهم , ويتبعون مشيئة الجسد وشهوات قلبهم وقد صار مجئ الرب بالنسبة لهم عقوبة وهؤلاء موضوع حذنى وأخيراً البعض خارت قلوبهم بسبب تفكيرهم فى طول جهادهم ( حياتهم ) فنزعوا الرحمة من قلوبهم وصارو كحيونات عجم , وهؤلاء أبكى عليهم لأن مجئ ربنا يسوع المسيح صار لهم دينونة

(رسالة 3 )

26

_ يستطيع كل بحار أن يعتز بذاتة ويفخر بخبرتة عندما تهب الرياح بطريقة ثابتة ( متوقعة ) لكن إن حدث تغير مفاجئ للرياح , عندئذ تبطل خبرة الربابنة المحنكين 28_ألله يرشد الكل بعمل نعمتة , فلا تملو ولا تخور قلوبكم , بل أصرخوا ألية ليلا ونهاراً لتقتنو حنو الله فيعلمكم من الأعالى ما يجب أن تفعلوة لاتعطو لأعينكم نوماً , ولا لأجفانكم نعاساً ( مز 131 : 4 ) حتى ترفعو ا نفوسكم ذبائح محرقات طاهرة , وتعاينو ألله . لأنة بدون قداسة لايقدر أحد أن يعاين الله ( عب 12 : 4 ) , كقول الرسول ( رسالة 5 ) 30 _ كل من لا يبغض ما يخص الطبيعة الهيولية ( المادية ) والجسد الأرضى وحركاته وأفعاله من كل قلبه , ويرفع عقله نحو العلاء إلى أبى الكل , لايستطيع أن يخلص أما الذى يفعل هذا , فانة بهذا يستعطف ربنا فيهبة ناراً مقدسة فى قلبة , تحرق كل ما فى من شهوات , وتطهر عقلة تماما عندئذ يقطن فية روح ربنا يسوع المسيح ويكون معة ويعلمة كيف يسجد للآب كما يجب وان بقينا متلذذين بالجسد الهيولى , فنحن أعداء الله وملائكتة وجميع قديسية لذلك أطلب اليكم باسم ربنا يسوع المسيح أن لاتستهينو بحياتكم وخلاصكم ولا تدعوا الذمان اليسير يسرق منكم الآبدية الانهائية , ولا هذا الجسد الهيولى أن يبعدكم عن ملكوت النور الذى لا يحد ولا يوصف بالحقيقة أن نفسى مضطربة وروحى ساهية , لانة بلرغم من أنة قد وهب لنا الحرية لنقوم بما يقوم بة القديسون , الا اننا قد سكرنا بالآلام ( الشهوات ) كمن يسكر بالخمر , ولا نريد أن نرفع عقولنا الى الآعالى ونطلب المجد السماوى , ولم نقتد باعمال القديسين ولا سلكنا على أثار خطواتهم , حتى نصير ورثة لاعمالهم ونشاركهم الميراث الآبدى

( رسالة 5 )

32

_يالها من ربوات الشياطين الشريرة , ووحوش مفترسة بلا عدد , تلك التى تحثنا أن ننطق بالشر ضد الاخرين , أو نتفوة بكلمات معسولة نخفى مرارة فى قلوبنا , وندين اخوتنا حسب المظاهر الخارجية ... فنخفى فى داخل نفوسنا حيواناً مفترساً يحرضنا على مقاومة بعضنا لبعض حتى يزكى كل منا طريقة الخاص على انة أكثر الطرق إستقامة كل انسان يتلذذ بافكارة الشريرة يسقط بارادتة , لآنة يفرح بما يلقية الأعداء ( الشياطين ) فية , مزكياً نفسة بافعالة المنظورة , بينما هو مسكن للروح الشرير الذى يشير علية بكل الشرور , وجسدة مملوء نجاسة دنيئة إذ هو فريسه للشهوات الشيطانية التى لم يتخلص منها فالشياطين ليست لها أجساد منظورة , لكننا متى قبلت أرواحنا أفكارهم المظلمة , نكون نحن بمثابة أجساد لهما , لاننا اذ نقبل افكارها انما نقبلها هى بذاتها ونجعلها ظاهرة جسديا ( فينا )

( رسالة 6 )

33

_ تختفى الطبيعة العاقلة الخالدة فى جسدنا البالى , وتوحى بكل أفعالها فية وخلالة وهكذا إذ لكم هذا الجسد الذى قد صار مذبحا يقدم علية البخور , لذلك ضعو علية كل أفكاركم ومشوراتكم الشريرة قدام وجة الرب , رافعين هذا المذيج وتنقية , فيخافكم خصومكم ( الشياطين والخطايا... ) _ كهنة البعل _ ويهلكون على أيديكم , كما حدث مع ايليا النبى ( 1مل 18 :25 _ الخ ) حينئذ تشاهدون المعزى القدوس فى الماء الإلهى ( المعمودية ) الذى يمطر عليكم بمطر روحى

( رسالة 6 )

34

_سقط الشيطان من رتبتة السمائية بسبب كبريائة , لهذا فانة يعمل كل جهدة دوماً لكى يسقط كل الراغبين فى التقدم نحو الله بكل قلبهم , مستعينا بنفس الوسيلة التى سقط بها هو , أعنى العظمة ومحبة المجد الباطل . بهذا وما يشبهة يحاربنا على رجاء أن يبعدنا عن الله أضف إلى ذلك , أنة اذ يعلم أن كل من يحب أخاة فهو محب لله , لذلك يبث فى قلوبنا الكراهية نحو اخوتنا , حتى أن الانسان أحيانا لايطيق أن يرى أخاة أو حتى يتكلم معة بكلمة حقا أن كثيرين جاهدو فى الفضيلة جهاداً عظيماً , لكن بغبائهم ( عدم التميز ) اهلكو انفسم وليس من العجيب أن يحدث هذا معكم .... إذ وأنتم متكاسلون فى العمل تحسبون أنكم قد نمت الفضائل لقد سقطم فى هذا المرض الشيطانى ( الذى يفوق ادراككم ) إذ وانتم فى الظلمة حسبتم أنكم اقتربتم الى الله وفى النور ما الذى دفع ربنا يسوع المسيح أن يترك ثيابة ويشد وسطة بمنطقة ويصب ماء فى وعاء ويغسل أقدام من هم دونة ( يو 13 : 4 _ الخ ) إلا لكى يعلمنا الإتضاع , لقد أظهر لنا الاتضاع بالمثال الذى صنعة . لذلك فان الذين يريدون أن يعودوا إلى رتبتهم الآولى , لن يمكنهم هذا الا بالاتضاع . لآن الكبرياء هو سبب السقوط فى البداية من السماء وهكذا فان من ينقصة الإتضاع العميق من كل القلب والفكر والروح والجسد , لايرث ملكوت الله ,

( رسالة 6 )

39

_أن اراد أحد أن ينال حب , فليكن فية خوف الله . لآن الخوف يولد بكاء , والبكاء يولد قوة . وإذما كملت هذة كلها فى النفس , تبدا النفس تثمر فى كل شئ وإذ يرى الله فى النفس هذة الثمار الحسنة , فأنة يشتمها رائحة بخور طيبة , ويفرح بها هو وملائكتة , ويشبعها بالفرح , ويحفظها بكل طرقها حتى تصل إلى موضع راحتها دون أن يصيبها ضرراً والشيطان إذ يرى الحارس العلوى العظيم يحيط بها , يخاف أن يقترب منها أو يهاجمها بسبب هذة القوة العظيمة اذا , اقتنوا هذة القوة حتى ترتعب الشياطين أمامكم وتصير أعمالكم سهلة وتتلذذوا بالعمل الإلهى , لآن حلاوة حب الله أشهى من العسل حقا أن كثيرين من الرهبان والعذارى فى المجامع , لم يتذوقوا هذة الحلاوة الإلهية ولم يقتنوا القوة الإلهية , ظانين انهم قد نالوها , رغم عدم جهادهم . أما من يجاهد لآجلها فينالها حتماً خلال المراحم الإلهية , لآن ألله لا يحابى الوجوة فمن يريد أن يكون له نور ألله وقوتة , يلذمةأن يستهين بكرا مات هذا العالم ودنسة , ويبغض كل أمور العالم ولذة الجسد , وينقى قلتة من كل الآفكار الرديئة , ويقدم الله أصواماً ودموعاً ليلا ونهاراً بلا هوادة كصلوات نقية , عندئذ يفيض الله علية بتلك القوة أجتهدو أن تنالو هذة القوة , فتصنعوا كل أعمالكم بسهولة ويسر وتصير لكم دالة عظيمة قدام الله , ويهبكم كل ما تطلبون .

( رسالة 9 )

41

_صلوا لكى يهبكم الله نعمة الإدراك السليم فى كل الآمور , فتقدروا أن تميذوا بين الخير والشر تمييزاً حسناً لقد كتب الرسول بولس ( وأما الطعام القوى فللبالغين ) عب 5 : 14 . هؤلاء الذين بواسطة العمل المتواصل والجهاد , تدرب حواسهم وميولهم على التمييز بين الخير والشر , وقد أحصو ا كابناء الملكوت وصاروا من عداد ابناء الله , هؤلاء يعطيهم الله الحكمة والتمييز الحسن فى كل اعمالهم , فلا يقدر انسان أو شيطان أن يخدعهم فلعدو يحارب المؤمنين تحت صورة الخير , وينجح فى خداع كثيرين , هؤلاء الذين ليس لهم حكمة ولا تمييز حسن لهذا علم الرسول بولس عن غنى الفهم الذى لاحد لعظمتة , المخصص للمؤمنين , اذ كتب إلى أهل افسس يقول ( كى يعطيكم الله ربنا يسوع المسيح أبو المجد روح الحكمة والاعلان فى معرفته مستنيرة عيون اذهانكم لتعلموا ماهو رجاء دعوته وما هو غنى مجد ميراثه فى القديسين , أف 1 :17 , 18 , كاتباً هذا بدافع حبه العظيم المتذايد نحوهم , ولعلمه أنهم إن إقتنوا الفهم لا يعود يكون بالنسبه لهم شئ فية صعوبة , ولا يمسهم خوف , بل يعزيهم فرح الرب نهاراً وليلا , وتصير الأعمال بالنسبة لهم عذبة فى كل حين حقا أن كثير من الرهبان والعذارى فى المجمع لم يقتنوا الفهم بهذة الدرجه , وأما انتم فان اردتم أن تحصلو علية بهذا المقدار الذى فيه كمال فاهربوا من أولئك الذين يحملون اسم ( رهبان وبتوليون ) دون أن يكون لهم الادراك الحقيقى والتمييز الحسن لأنكم إن اختلطتم بهم , لن يدعوكم تتقدمون بل وربمايطفئون حرارة غيرتكم , اذ لاحرارة لهم بل فيهم برودة وهم يسيرون وراء أهوائهم الخاصة , لاتستكينو لهذا , اذ كتب الرسول بولس ( لا تطفئ الروح أكثر من الكلام الباطل ( رسالة 16 )

كل الخليقة الناطقة _ الرجال والنساء _ لهما ينبوع حب , بة تقدر أن تحتضن كلا من الالهيات والجسديات فرجال الله يحبون ما يخص الله وأبناء الجسد يحبون ما يخص الجسد الذين يحبون الالهيات ينقون قلوبهم من النجاسات ومن كل أعمال ( ارتباكات ) هذا الدهر الزائل فيبغضون العالم ( أى ليس للأمور الزمنية مكان فى القلب ) وينكرون أنفسهم ويحملون الصليب تابعين الرب وسالكين حسب ارادة الله فى كل شئ . لذلك يسكن لله فيهم معطياً اياهم فرحاً وعذوبة يغذيان النفس ويقوتها ويجعلانها تنمو فكما أن الاشجار لاتقدر أن تنمو بدون ماء طبيعى , هكذا النفس أيضا لاتنمو ما لم يكن لها عذوبة سمائية , أى تقبل الروح القدس ( يعمل فيها ) وتروى بالعذوبة السمائية

( رسالة 13 )

47

_ اذا ما مات سلطان الخطية من انسان , فان الله يطهر نفسة مع جسدة ولكن أن كانت مملكة الخطية لازالت قائمة فى جسدة , فانة لايقدر أن يعاين الله , لأن نفسة التى فى جسدة ( المظلم بالخطية ) لايوجد فيها مكان للنور لكى تعاين الله . يقول داود ( بنوك يارب نعاين النور ) وما هو هذا النور الذى بة نعاين النور ؟ انه ذاك الذى تحدث عنه ربنا يسوع المسيح فى الإنجيل قائلا ( فان كان جسدك كلة نيراً ليس فيه جزء مظلم يكون جسدك نيراً كله ) لو 11 : 36 , كذلك يقول ( ليس أحد يعرف الابن الا الآب ولا أحد يعرف الآب الا الابن أن يعلن له ) مت 11 : 27 , والابن لا يعلن عن أبية لا بناء الظلمة بل لآبناء النور السالكين فى النور , الذين أضاء عيون قلوبهم بمعرفة الوصايا

( رسالة 17 )

49

_كما أن كمال الجسد _ والنفس حالة فية _ ينمو فى مراحل ثلاث : الشبوبية والنضوج والشيخوخة , هكذا أيضاً النفس _ وهى مختفية فى الجسد تنمو فى مراحل ثلاث هى : بداية الايمان , التقدم فية , والكمال فى البدايه عندما يبدا الانسان فى الايمان , يولد فى المسيح , كما هو مكتوب فى الاناجيل . وقد أعطانا القديس يوحنا الرسول علامات هذا الميلاد الجديد , كما قدم لنا الحالة الوسطى وحالة الكمال , فقال ( اكتب اليكم أيها الأولاد ... اكتب اليكم أيها الآباء .. اكتب اليكم أيها الاحداث ) 1 يو 2 : 12 _ 14 . وهو لم يكتب هذا لآصدقائة حسب الجسد بل للمؤمنين , راسماً لهم المراحل الثلاثة التى يعبر خلالها أولئك الذين يطلبون دائرة الروح وينالون الكمال ويمنحون ملء النعمة

(رسالة 17 )

51

_كل من يريد أن يكون بحق انساناً روحياً يجب علية أن يجتهد فى الإبتعاد عن اضطرابات الجماهير وشركتهم , حتى يكون بعيداً عن دوامة الناس وشغبهم جسدياً وقلبياً وذهنياً , لآنة حيثما وجدت الجماهير يوجد الصخب وقد قدم لنا ربنا مثالا للاعتزال عن البشر والوحدة , إذ اعتاد أن يذهب بمفردة إلى الجبل ليصلى , كذلك انتصر على الشيطان فى البرية , إذ تجاسر الشيطان ليصارعة مع أنة لم يكن ( الرب ) عاجزاً عن قهرة حتى بين الجموع , لكنة صنع هذا ليعلمنا أنة فى السكون والوحدة يمكننا أن ننتصر على العدو والوصول الى الكمال بسهولة ولم يظهر الرب مجدة لتلاميذة وسط البشر , بل قادهم الى الجبل وهناك كشف لهم مجدة ويوحنا السابق أيضا سكن فى البرية الى يوم ظهورة ففى العالم يسهل على العدو أن يضايقنا باسلحتة الخفية والظاهرة , متخذاً بعض الناس المطعين لة كمساعدين له فى اثارة الحرب صد المؤمن فيمكنة أن يستخدم بعض النسوة قليلات الحياة كسلاح قوى ضد المؤمن , ناشراً شباكهن الخادعة على نطاق واسع وحزقيال عندما رأى الآربعة مخلوقات ذات الآربع وجوة يعطون الرب مجداً , لم يكن فى مدينة أو قرية بل خارجاً فى حقل , اذ قال الله له ( قم اخرج الى البقعة وهناك اكلمك ) حز 3 : 22 , والنبى أرميا لما عرف أن الانفراد يرضى الله جدا , قال أيضا ( جيد للرجال أن يحمل النير منذ صباة يجلس وحدة ويسكت ) مرا 3 : 27 , 28 . مرا أخرة اذ عرف اضرار كثرة الحديث البشرى بالنسبه لمن يرغبون فى إرضاء الله , لم يقدر أن يكف عن الكلام قائلا ( ياليت فى البرية مبيت مسافرين فاترك شعبى وأنطلق من عندهم ) أر 9 : 2 . وأيضا ايليا النبى عندما أخذ طعاماً من الملائكة لم يكن وسط جمهور الجموع ولا فى مدينة أو قرية بل فى البرية وقد كتبت كل هذة الامور وما على شاكلتها التى حدثت مع قدسين حتى نتشبة باولئك الذين احبو العزلة , اذ من شأنها تسهل الوصول الى الله اجتهدوا اذا أن تكونو مؤسسين على العزلة تأسيساً صالحاً , ننقاد الى رؤية الله , أى التأمل الروحى العظيم

( رسالة 17 )

52

_أريد أيضاً أن أخبركم : ماذا تشبه النفس عندما يقطن النار الإهية فيها أنها تشبة طائراً ذا جناحين يحلق فى العلى فى جو السماء فالطير هو الوحيد من بين المخلوقات لة أجنحة , اذ هذا من ملامحها الخاصة . هكذا النفس المطيعة الله اجنحتها هى قفزات النار الإلهية التى تعطيها القوة لكى ترتفع الى السماء . فان نزعت عنها الأجنحة لاتعود تقدر على الطيران علاوة على هذا فان نفس الانسان تشبه الطائر أيضاً , من حيث أن حرارة ( الدفء ) هو سر وجوده فى الحياة فبدون تدفئه البيض لايخرج الفراخ الحى ..... هكذا أيضا بالنسبة للنفس , اذ يحيط الله بها ويدفئها مطيعة هى له , تخرج الى الحياة الروحية واذ تحقق أن النفس المطيعة لله , والملتصقة به , هى أسبة بالطائر الذى تكمن حياتة فى الدفء . لهذا ليتكم لاتنفصلون قط عن هذة النار . هذة النار التى يقدمها الله لكم , والتى بسببها يشن الشيطان هجمات كثيرة لعلة يحرمكم منها , اذ هو يعلم أنة لاغلبة لة عليكم ما دامت هذة النار (عاملة ) فيكم

(رسالة 18 )

53

_قاومو الشيطان , واجتهدوا أن تعرفوا خدعاته , فقد اعتاد أن يخفى المرارة وراء مظهر العذوبة حتى لاتنكشف , مقدماً أوهاما تبدو لناظريها جميلة غير أن حقيقتها تختلف عن مظهرها . هذا كلة يصنعه لكى يخدع القلوب بدهائه المتشبه بالحق وله جاذبيه فالشيطان يوجه كل جهوده بهذا الهدف , مقاوما كل النفوس المتعبدة لله حسنا , بجميع الطرق الممكنة , وما أكثر أنواع الشهوات التى يبثها فى النفس لعله يطفئ النار الإلهيه , مستعينا بالقصور الذاتى للجسد وكل ما يتعلق به وعندما يرى أن البعض متحفظون منه , لايقبلون منه شيئا , ولا يسمعون له فى شئ , يولى عنهم فى خزى , عندئذ يعطيهم روح الله راحة ويجعل لهم لذة فى كل عمل , يصير حمل نير الرب حلوا , كما هو مكتوب فى الإنجيل ( فتجدو راحة لنفوسكم ) مت 11 : 29 . رغم قبولهم النير وحملهم اياة انهم لايعودون يكلون من التدرب فى الفضيلة أو القيام بالخدمة والأسهار الليلية , ولا يشعرون بالغضب من جهة أى مضايقة بشريه , ولا يخافون انساناً أو حيواناً مفترساً أو روحاً شريراً , لأن فرح الرب يستقر فيهم نهاراً وليلا , معطياً الحياة لعقولهم , فيكون الفرح طعامهم , وبه تنمو نفوسهم وتقترب من كل شئ ومن كل كمال , وبه ترتفع الى السماء

( رسالة 18 )

54

_اننا نرى أن الطفل فى نموه يأخذ فى البداية لبن أمه , بعد ذلك يأخذ بعض الأطعمة الأخرى , وأخيراً يأخذ كل صنوف الأطعمة التى يأكلها البشر هكذا ينمو الانسان حتى يصير قويا ناضجاً قادراً على مقاومة الأعداء ( الأمراض ) ببسالة .. ولكن ان اصابه مرض فى طفولته , حرمه من طعامه وأنهك قوته , فانه ينشأ ضعيفاً , ويغلبه أى عدو .. ولكى يهذم عدوه ( المرض ) يجب علية أن يستعيد صحته طالبا القوة , وذلك باعتناء أحد الاطباء المختبرين به هكذا أيضا بالنسبة للنفس البشرية , متى فقدت فرحها الإلهى , فانها تكون مريضة وتعانى من جراحات كثيرة , فان اجتهدت فى طلب انسان _ خادم لله _ مختبر فى الطب الروحى وتمسكت به , فانه , يشفيها من الآلام ويقيمها ويعلمها أن تحصل على ذلك الفرح الذى هو طعامها بواسطة العون الإلهى , عندئذ تقدر أن تقاوم اعدادئها الذين هم الأرواح الشريرة , وتقهرهم وتطأ مشوراتهم تحت قدميها , وتمتلئ بملء الفرح الكامل

(رسالة 18 )

55

_ اعرفوا مشورات الشرير , فان جائكم فى زى من يعلم بالحق لكى يخدعكم ويقودكم بمكر , أو جائكم كملاك نور , فلا تصدقوه ولا تطيعوة , لأنه يفتن المؤمنين بمظاهر مغرية لها صورة الحق ولا يعرف غير الكاملين حيل الشيطان ومايبثة فيهم دائما . أما الكاملون فيعرفونها اذ يقول الرسول ( وأما الطعام القوى فللبالغين الذين بسبب التمرن قد صارت لهم الحواس مدربة على التمييز بين الخير والشر ) عب 5 : 14 , أمثال هؤلاء يعجز عن أن يخدعهم . انما يفتن ..اولئك الذين لايسهرون على أنفسهم فيصطادهم بطعم يبدو لهم حلواً . وذلك كصياد السمك الذى يخفى صنارته فى طعم حتى يصطاد السمك , وكما يقول سليمان الحكيم ( توجد طريق تظهر للانسان مستقيمة وعاقبتها طرق الموت ) أم 16 : 25 , هذا يحدث معهم بسبب اتكالهم على ذواتهم , اذ يتبعون دوما ميول قلوبهم ويحققون اهوائهمالخاصة , ولا ينصتون الى أبائهم ولا يطلبون مشوراتهم هكذا يظهر لهم الشيطان رؤى وتصورات خادعة فخا قلوبهم بالكبرياء وأحيانا يرسل لهم أحلاما فى الليل تتحقق فى النهار , حتى يسقطون فى حيرة عظيمة , بل وعلاوة على هذا يظهر لهم فى الليل نوراً يضئ المكان الذين هم فية . ويصنع لهم أموراً أخرى كثيرة خاطئة وعلامات ...كل هذا لكى تطيب له قلوبهم فيقبلونة كملاك , وبقدر ما يقبلونه , يقذف بهم من علوهم الى اسفل , بواسطة روح الكبرياء الذى تسلط عليهم . ويجعلهم يحسبون أنفسهم عظماء وأجلاء روحيا أكثر من غيرهم , وأنهم ليسوا بمحتاجين الى أبائهم أوالانصات اليهم وهكذا يتم فيهم قول الكتاب المقدس , انهم عناقيد عنب حقيقية زاهرة لكنها مرة وغير ناضجة فقد صارت تعاليم أبائهم بالنسبة لهم صعبة , اذ يحسبون أنهم عارفون بكل شئ

( رسالة 18 )

57

_ انى اخبركم عن عمل , به وحده يصير الانسان ثابتا فى الصلاح من البداية حتى النهاية , وهو أن تحبوا الله من كل نفوسكم وقلوبكم وافكاركم وأن تصنعوا كل شئ لأجله وحده , فيعطيكم الله قوة عظيمة وفرحا وتصيركل الاعمال الصالحة حلوة كالعسل , وكل أتعاب الجسد والهذيذ والأسهار وكل نير الرب يصير حلواً وهينا على أى الأحوال , فان الرب من أجل محبته للبشر , يرسل لهم أحيانا ضيقات حتى لا يتكبروا بل يكملوا مجاهدين , وعوض الشجاعة يشعرهم بالثقل والضعف , وعوض الفرح يشعرون بالحزن , وعوض السلام والهدوء يشعرون بالهياج , وبدلا من الحلاوة يشعرون بالمرارة , وما على شاكلة هذا , هذا يحدث بالنسبة للذين يحبون الله , ولكن بالجهاد والغلبة يصيرون شيئا فشيئا أقوياء , وأخيراً اذ ينتصرون , فان الروح القدس يكون معهم فى كل شئ , ولا يعودون يخافون شيئا رديئا

( رسالة 18 )

60

_ وصايا الله هى : النقاوة , السلام الدائم غير المتغير , الإمتلاء بالرحمة , وغير ذلك من الفضائل الجميلة المتوجة بالتطويب , جاهدو أن تنفذوا وصايا الروح , التى تهب حياة لنفوسكم , وبها تتقبلون الله فى نفوسكم , انها الطريق لأمين,فبدون نقاوة القلب والجسد , لايقدر أحد أن يكون كاملا أمام الله , اذ مكتوب فى الإنجيل ( طوبى لانقياء القلب لأنهم يعاينون الله )مت 5 : 8 , فالكمال مصدره نقاوة القلب , اذ القلب هو مركز الخير الطبيعى والشر غير الطبيعى . والشر هو مصدر ألام النفس من ذم وبغضة ومجد باطل وما اشبهه . أما الخير فيولد معرفة الله والقداسة ونقاوة النفس من كل الآلام فان سعى الانسان فى اصلاح طريقه , وبدأ يهرب من الشر متسلحا بالجهاد : من بكاء وانسحاق القلب وأصوام وأسهار وفقر ( اختيارى )وصلوات كثيرة . فان الرب يساعدة بنعمتة ويحررة أيضا من كل الام النفس , كثيرون أقامو زمانا طويلا وهم رهبان وعذارى , ولم يتعلمو كيف يقتنوا النقاوة , وذلك لأنهم يزدرون بتعليم أبائهم ويتبعون أهواء قلوبهم الخاصة لذلك تسلطت عليهم الارواح الشريرة المهلكة للنفوس , وتجرحهم ليلا ونهاراً باسهمها غير المنظورة ولا تعطيهم سلاما فى أى موضع , بل يشغلون قلوبهم تارة بالكبرياء وأخرى بالمجد الباطل والغيرة الشريرة والذم والغضب والحنق والمشاحنات وكثير من الآلام الأخرى هؤلاء نصيبهم مع الخمس عذارى الجاهلات , اذ اجازوا زمانهم بجهل , ولم يلجمو ا ألسنتهم , ولا حفظو ا أعينهم نقية , ولا حفظوا أجسادهم من الشهوات أو قلوبهم من النجاسات وغيرها هؤلاء يرثى لهم بسبب نجاساتهم اذ هم مكتفون بالثوب الكتانى الذى هو زى البتولية , ولكنهم محرومون من الزيت السمائى الذى يضئ مصابيحهم لذلك لا يفتح لهم العريس يوما ما أبواب جمالة , بل يقول لهم , ما يقوله للعذارى الجاهلات ( الحق أقول لكن انى ما أعرفكم ) مت 25 : 12 , وانى اكتب هذا لأنى أتوق الى خلاصكم حتى تكونوا أحراراً , وأمناء وعروسا طاهرة للمسيح عريس النفوس , كقول الرسول بولس (خطبتكم لرجل واحد لأقدم عذراء عفيفة للمسيح ) 2 كو 11 : 2 ,

( رسالة 20 )

64

_اذاً , فلنستيقظ من النوم ونحن بعد فى الجسد , ولنتاًوه على أنفسنا, ونحزن عليها من كل قلوبنا نهاراً وليلا حتى تخلص من العذاب المرعب والتنهد والبكاء والغنم الأبدى ليتنا ندرك أن الباب رحب , وأن الطريق المؤدى الى الهلاك سهل وكثيرون يدخلون منه , فندخل من الباب الضيق والطريق الكرب المؤدى الى الحياة , الذى يدخل منه قليلون فمن يدخل فى الطريق الاخير , هو عامل حقيقى , ينال جذاء عمله بفرح ويرث الملكوت واننى أتوسل الى الذين لم يقتربوا بعد من هذا الطريق ألا يهملوا طالما يوجد وقت , لئلا فى ساعة الحاجة يجدون أنفسهم بلا زيت . ولا يقبل أحد أن يبيع لهم زيتا , هذا ما حدث للخمس عذارى الجاهلات اللواتى لم يجدون من يشترين منه زيتا , عندئذ صرخن باكيات قائلات ( ياسيد ياسيد افتح لنا فأجاب وقال الحق أقوللكن انى ما أعرفكن ) مت 25 : 11 , 12 , هذا حدث لهن ليس الا بسبب الكسل لقد استيقظن فى النهاية وبدأن يعملن , لكن بلا جدوى , لان سيد البيت دخل وأغلق الباب كما هو مكتوب ..

 

النهيسى

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
27 يوليو 2008
المشاركات
92,326
مستوى التفاعل
3,200
النقاط
113
الإقامة
I love you Jesus






61435064nu0.jpg
اقوال الانبا انطونيوس ابو الرهبنة فى العالم


[YOUTUBE]PTyDogyHm-M[/YOUTUBE]

61435064nu0.jpg

 

النهيسى

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
27 يوليو 2008
المشاركات
92,326
مستوى التفاعل
3,200
النقاط
113
الإقامة
I love you Jesus
من اقوال والانبا انطونيوس


الأنسان الحر هو ذاك الذى لا تستعبده الملذات الجسدية بل يتحكم فى الجسد بتمييز صالح وعفة


اوقد سراجك بدموع عينيك و الزم البكاء فيترحم الله عليك لكن احذر من ان تكون صغير القلب لان صغر القلب يولد الاحزان


خطايا الابرار على شفاهم اما خطايا المنافقين فهى جميع اجسادهم الانبا انطونيوس ارفض الكبرياء واعتبر جميع الناس ابر منك الانبا انطونيوس اذا اسلمت النفس ذاتها لله من كل قلبها فان الله يتحنن عليها ويعطيها روح التوبه


يتطهر الجسد بالصوم الكثير والسهر والصلوات

صلوا ليلا ونهارا ليرسل الله من فوق فتعلمكم ما يجب ان تفعلوه


اجعل الرب امام عينيك على الدوام اينما سرت

ان ذكرنا خطايانا ينساها لنا الله وان نسينها يذكرها لنا الله

احتمال الكرامه اصعب من احتمال الاهانه

يااولادى لا تجعلوا للشيطان فيكم موضعا لئلا ياتى غضب الله علينا

لاتهرب من الحسد والخصام لان من كل صديقا لحسود فهو صديق لسبع ضار

اول كل شئ ان تصلى بلا ملل وتشكر الله على كل ماياتى عليك

كن متانيا لكل بليه تاتيك حتى اخر نسمه فى حياتك

لا تتكل على برك ولا تصنع شيئا تندم عليه

اجعل اعمالك تكذب اقوالك

كل موضع تحل فيه اجعل الله بين عينيك

اجعل كل احد يباركك الانبا انطونيوس احب الاتضاع فهو يغطى جميع خطايالك

لا تكنز خطيئتك التي صنعتها لان افضل ما يقتنيه الانسان هو ان يقر بخطاياه قدام الله ويلوم نفسه

لا تكون قليل السمع لئلا تكون تكون وعاء لجميع الشرور فضع فى قلبك ان تسمع لابيك فتحل بركة اللة عليك الانبا انطونيوس يجب أن يكون خوف الله بين أعينا دائما و كذلك ذكر الموت الانبا انطونيوس كما أن الضوء اذا دخل بيتا مظلما طرد ظلمته و اناره هكذا خوف الله اذا دخل قلب الأنسان طرد عنه الجهل و علمه الفضائل والحكم

كل خبزك بسكينة و هدوء و امساك و إياك من الشره فانه يطرد خوف الله من القلب

اياك و اللعب فانه يطرد خوف الله من القلب و يجعله مسكنا للشرور

اياك والكذب فانه يطرد خوف الله من الأنسان

أحذر أن تتكلم بكلام فارغ و لا تسمعه من غيرك ولا تفكر فيه وليكن كلامك فى ذكر الله و استغفار

المسيحية هى حياة مع الرب و تذوق حلاوته و عشرته

كل ما يبعدك عن الله لا تفعله . ولتكن نفسك كائنه مع الله فى كل وقت

ان كان الله لك فكل شئ لك حتى لو كنت محروما من كل شئ . و ان لم يكن الله لك فأنت محروما من كل شئ حتى لو كنت تملك كل شىء الانبا انطونيوس أنا لا أخاف الله لأنى أحب الله و المحبة تطرح الخوف خارجا الانبا انطونيوس الذى يعرف تدابير الخالق و كل ما يعمله فى خلائقه الانبا انطونيوس أحب الأتضاع فهو يغطى جميع الخطايا


من يغلب بالتواضع فانه يصير فى السماء مثل لعازر المسكين الانبا انطونيوس أظلم نفسك لكل أنسان تمتلك التواضع

أعلم أن الأتضاع هو أن تعد جميع البشر أفضل منك . متأكد من كل قلبك أنك أكثر منهم خطية و يكون رأسك منكسا و لسانك يقول لكل أحد أغفر لى

ان الشياطين توجة هجماتها المنظورة الى الجبناء فارشموا انفسكم بعلامة الصليب بشجاعة و دعوا هؤلاء يسخرون من ذواتهم و اما انتم فتحصنوا بعلامة الصليب . فحيث وجدت اشارة الصليب ضعف السحر و تلاشت قوة العرافة

من يسمع من آبائه فمن الرب يسمع ، ومن لا يسمع لهم فلا يسمع من الرب

لاتجعلوا اللحظات المؤقته تسرق منكم الابدية

لا تجعل نفسك معدودا بالجملة وانت تتفرقع لتبكى على خطيتك

الرب هو الطبيب العظيم الذي يشفي الجروح ، سيشفي كل جروحك مهما كان عمقها أو اتساعها أو قدمها

إذا اقتربت إلينا الأرواح الشريرة ووجدتنا فرحين في الرب ، مفكرين فيه مسلَّمين كل شيء في يده واثقين أنه لا قوة لها علينا ، فإنها تتراجع إلى الوراء

لا تتكل على برك ولا تصنع شيئا تندم عليه وامسك لسانك وبطنك وقلبك

الذى يسقط ثم يقوم افضل من الذى يقوم ثم يسقط

لا تسكن فى القرية التى اخطأت فيها

طوبـى لأنقياء القلـب لأنهـم يعاينـون اللـه" لأنـه بغيـر طهـارة الجسد ونقـاوة القلـب لا يستطيع أحـد ان يكـون كاملا. فاحـرصوا يا اولادي ان تنقـوا قلـوبكـم من الحقد والغضب بعضكـم على بعض لئلا يفاجئكـم المـوت فتُعـدّوا مـع القتلـة "لأن مـن يبغض أخاه فهـو قـاتـل نفـس". ومـن ظُلِـم منكـم فليقبـل ذلك بفـرح ويعطـي الحكـم للحاكم العـادل. ومن ظَلَـم رفيقـه فليسـرع اليـه ويتضرع ان يغفـر لـه، ولا تدعـوا الشمس تغــرب على غيظكـم الانبا انطونيوس الذين يتراءون امام الرب في الصلاة ولا يتقدمون بكل قلوبهم، بل يكونون ذوي رأيين، وجميع ما يصنعونه انما يصنعونه حتى ينالوا المجد من الناس، فهؤلاء لا يستمع اللـه لهم في شيء ما من طلباتهم، بل بالأكثر يغضب عليهم الانبا انطونيوس يسـوع المسيـح قـال:"مـجدا مـن النـاس لسـت أقبـل وأكمـل القول فـي موضع آخر ان:"ويــل لكـم اذا قال فيكـم جميـع النـاس حسنـا". إذن، فلنجـاهـد نحن حتى المـوت ضد روح المجد الباطل. إهـرب انت، يا حبيبي، من مجد النـاس ومديحهـم، فقد مات كثيرون مـن جراء ذلك، وتحول جهادهم وتعبهـم وصلواتهـم وصدقاتهـم الى خـزي وعـار. فان كنـت متضعـا فلا تجـرِ نحو الأعمـال العظيمـة ذات الفخـر، بـل اهـرب منهـا، واختـر لنفسـك مسكنــة القديسـين وانسحــاقهــم كـي يدركـك كلام اللـه:"طوبى للمساكـين بالـروح فان لهـم ملكـوت السمـاوات". إجعلوا هـذا الجسد الذي أنتـم لابسونـه مجمـرة تحرقـون فيهـا جميع أفكاركـم وظنـونكـم الرديئـة، وتقدمون ذواتكـم للـرب ليرفع قلـوبكـم اليه، وبسلطـة العقـل النقـي تطلبـون منـه ان ينعـم عليكـم بإتيان نـاره العلـويـة غير الماديـة لتحرق ما في المجمـرة وتطهـرها. وحينئذ تنظـرون إنسانكـم الجديـد وهـو خـارج من المـاء مـن الينبـوع الإلهـي

وانا اطلب اليكـم يا اولادي الأحبـاء ان تعلمـوا اننا خلقنـا ذوي سلطان على إرادتنا، من أجل ذلك تقاومنـا أرواح الشـر لتُضعف هذه الارادة منـا ولكـن ملاك الرب يعسكـر حول خائفيـه ومن جميع احزانهـم يخلصهـم

يا اولادي اهربوا من النميمة ولازموا السكـوت، لأن الساكت مقامـه عنـد اللـه فـي زمرة الملائكــة. المـوت والحياة يعتمدان على القريب. لأننا اذا ربحنا أخانـا، فإننا نربح اللـه، واذا ما أعثرنـا أخانـا، نخطـأ الى المسيح


182597_200218586661672_157179934298871_884074_2481995_n.jpg





 

النهيسى

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
27 يوليو 2008
المشاركات
92,326
مستوى التفاعل
3,200
النقاط
113
الإقامة
I love you Jesus
احدث معجزات للانبا انطونيوس*




انا كنت في رحله لمصر وزورت دير الانبا انطونيوس واحد الرهبان قعد معانا علشان لو في حد عاوز يستفسر عن حاجه في الدير وقال لنا انه الاسبوع اللي فات في الليل حصلت حريقه كبيره قوي (حريق فى
مولدات الكهربا) وكان ممكن الدير يتحرق بسببها طبعا كل الرهبان كانو بيجرو علشان يطفو الحريقه وفال كنا بنستنجد بالانبا انطونيوس صاحب الدير وفجاه ظهر نور عظيم جاي من المغاره ولقو العدرا والانبا انطونيوس واقفين فوق الجبل عند المغاره وطبعا طفت الحريقه من غير اي خسائر للدير بركة شفاعة العدرا والانبا انطونيوس تكون معانا امين










المعجزة ده انا شوفتها وانا صغيرة وعمرى ما هنساها ابدا
تقريبا انا كنت فى سن خمسة ابتدائى وطلعت رحلة اديرة البحر الاحمر الانبا بولا و الانبا انطونيوس انا واسرتى
واحنا فى دير الانبا انطونيوس ايام مكان فى مبيت فى الدير واحنا بليل كان الدير بيطفى النور فى الدير كله تقريبا فى حدود الساعة 12 بليل علشان الناس الزوار فى الدير يناموا
انا كنت ساعتها صغيرة وبصراحة كنت بخاف من الضلمة فكنت صاحية ومش عارفة انام وتقريبا بعد ساعة لقيت الغرفة اللى انا نايمة فيها نورت نور غريب نور مرة واحدة ومش عارفة مصدر النور اية والنور عمرى ماشوف زيه ولمدة تقريبا 10 دقايق او اقل شوية
وبعدين قلت لماما وبارده ماقدرناش نفهم اية النور ده
وبعدين نمت انا وماما وبعدين الصبح لقيت ماما بتقلى اصحى بسرعة شوفى اية اللى حصل
اية بقا اللى حصل
ان كان فى واحدة ست عندها مرض وحش وتعبانة اوى وبعدين وهى نايمة ظهر لها الانبا بولا والانبا انطونيوس بنفس هيئتهم المعروفة وكمان ظهرو بالاسدين فالست خافت وقالوا لها انها هاتشفى من امراضها وباركوها بزيت وساعتها الدير كله نور وكل اللى كان صاحى شاف النور بليل رغم ان الدير كله مفيش اى نور والصبح الناس شافت الست ده واقدت تحكلهم المعجزة وفضلت جسمها وملابسها تنزل زيت كتير وكل الناس تاخد بركة الزيت ده
فابونا اللى فى الدير قال لها لازم تغيرى ملابسك والملابس اللى متغرقة بالزيت ده تفضل فى الدير علشان كلها زيت مبروك
وانا وسرتى اخذنا قطنة فيها زيت من الست ده والناس كلها اخذوا منها والزيت مش بيخلص

فانا شوفت المعجزة ده بعينى وعلى الرغم من انى كنت صغيرة لكن فكراها كويس اوى
شفاعة الانبا بولا والانبا انطونيوس تكون معانا
امين
 

النهيسى

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
27 يوليو 2008
المشاركات
92,326
مستوى التفاعل
3,200
النقاط
113
الإقامة
I love you Jesus
الانبا انطونيوس اب الرهبان
هو مؤسس الرهبنة في العالم كله

1211.jpg


شفاعته
وصلاته
لأجلنا جميعا
آميــن
 

النهيسى

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
27 يوليو 2008
المشاركات
92,326
مستوى التفاعل
3,200
النقاط
113
الإقامة
I love you Jesus
تدعى كنيسة الصليب والقيامة
بدير الأنبا أنطونيوس
منظر جانبى للباب الكنيسة


p1.jpg
صليب أمام الكنيسة
منحوت من الحجر وليس من الخشب كما يترائى للناظر
p2.jpg
الصلب
p3.jpg
الطريق الى الجلجثة
p4.jpg
القديس العظيم الأنبا أنطونيوس أب الرهبان
p5.jpg
المرأة التى غسلت رجل السيت المسيح بالدموع
p6.jpg
قربانة بالوسط القديس العظيم الأنبا أنطونيوس أب الرهبان
بالأعلى القديس الأنبا بولس البسيط
باليمين القديس ابونا يسطس الأنطونى
باليسار القديس يوساب الأبح
بالأسفل القديس مرقس الأنطونى
p7.jpg
حضن الأب بالهيكل
p8.jpg
 

KOKOMAN

.
مشرف سابق
إنضم
9 سبتمبر 2007
المشاركات
122,437
مستوى التفاعل
413
النقاط
0
الإقامة
ALEX
مجهود فووووووووق الممتاز
بركه صلواته فلتكن مع جميعنا
شكرا على الملف المتكامل
ربنا يبارك حياتك
 
أعلى