العلاقة الشخصية مع الله

صوت صارخ

New member
إنضم
3 أغسطس 2007
المشاركات
30,370
مستوى التفاعل
3,280
النقاط
0
الإقامة
تحت قدمى المصلوب
العلاقة الشخصية والجماعية

إيماننا المسيحي يعتمد على علاقة شخصية مع الله. الله ليس مجرد آداة بل شخص نستطيع أن نؤسس معه علاقة شخصية يومية، علاقة ترعى وتتغذى بعضويتنا في جسد المسيح الكنيسة. علاقة ليست منعزلة عن الكنيسة بل علاقة تنمو بكوننا متصلين مع المسيح في جسده الذى هو الكنيسة، ومن خلال النعمة التي نستمدها من الصلاة والأسرار، وبصورة خاصة التناول المقدس.
أن علاقتنا بالله علاقة جماعية وشخصية ، لكن كثيرا ما نفقد الجماعية لأننا نعيش في مجتمع فردي بشكل جذري. نحن نحتاج أن نتذكر أن علاقتنا الشخصية مع المسيح تتأصل وتترسخ في علاقة الشركة التي لنا معه كأعضاء في جسد المسيح الكنيسة.
بالطبع ممكن أيضا أن نفقد الجانب الشخصي في الجماعي, عندما نذهب الكنيسة بين الحين والاخر لكن بدون علاقة شخصية مع يسوع.
نحن بحاجة للأثنين! نحتاج صلاة خاصة في البيت وصلاة عمومية في الكنيسة، كل جانب يُطعِم الآخر.
عبر الأب جورج فلورفسكي عن هذا جيدا عندما كتب: " لا يخلص الإنسان إلا في الجماعة, الكنسية، وأيضا لا يحقّق خلاصه إلا بواسطة الإيمان الشخصي والطاعة"
 

صوت صارخ

New member
إنضم
3 أغسطس 2007
المشاركات
30,370
مستوى التفاعل
3,280
النقاط
0
الإقامة
تحت قدمى المصلوب
الديانة الموروثه

نفترض إن هناك شخص لوالدته إيمان حي وشخصي, وأنها ذاهبة بالتأكيد إلى السماء, فإن تمسك هذا الشخص بهدب ثوبها أعتقادا منه أنه سيذهب لاحقاً بها أيضا إلى السماء. بالطبع لا يكفي أن يكون لك شخص تقي من بين أسلافك، حتى وإن كان أب الأباء أبراهيم كى تضمن وصولك للسماء.
قد تنتقل الجينات في العائلة لكن ليس الإيمان. بالطبع أنه لأمتياز رائع أن يكون لك والدين مؤمنين وتقاليد ممتدة لأسلاف أتقياء، لكنك ستفقد هذا الأمتياز إن كنت أنت شخصيا لا تستطيع أن تعترف قائلا: "أنا أؤمن" وإن كنت إتباعا لمعموديتك لم تصل إلى أعتراف شخصي بالإيمان بيسوع كرب. هذا الأعتراف الذي يُجدد في كل قداس إلهي بأعترافك بقانون الإيمان، ويُجدد عندما تصلي صلاة الإستعداد للتناول قائلا: "أنا أؤمن وأعترف أنك المسيح أبن الله الحي"
 

صوت صارخ

New member
إنضم
3 أغسطس 2007
المشاركات
30,370
مستوى التفاعل
3,280
النقاط
0
الإقامة
تحت قدمى المصلوب
إلهــــــــي
قال أحد الأشخاص: " الدين هو مسألة ضمائر شخصية، أي كوني قادرا أن أخاطب الله: إلهي، وعالما أن الله يخاطبني: أبني"
الرب يسوع كان لقديسي الكنيسة, أمثال القديس بولس وجيروم وسمعان اللاهوتي الجديد وغيرهم, شخص حقيقي، ولذلك كان ممكنا لهم تأسيس علاقة شخصية عميقة معه. نستطيع أن نلمح هذا في الأمثلة الكثيرة التي أشار فيها قديسو وآباء الكنيسة للرب يسوع ليس بأسمه فقط بل بتعبير "يسوعي".
أنه تعبير ينم على أحساس رائع من الألفة .
القديس بولس الرسول يتكلم عن يسوع بهذه الألفة هكذا: "الذي أحبني وأسلم نفسه لأجلي"

ولد لكم اليوم

عندما نقرأ بشارة الملاك للرعاة بميلاد يسوع: "ولد لكم اليوم في مدينة داود مخلص هو المسيح الرب" (لو11:2)، ليتنا ننتبه لهذه البشارة الخاصة ولكلمات:"ولد لكم"، فالملاك لا يبشر بميلاد يسوع للبشرية بشكل عام بل لكل واحد منا شخصيا (كما خصَّ الرعاة). أنه يرغب أن يكون مخلصك بطريقة فريدة، شخصية واستثنائية.
الكلمة المتجسد يولد بشكل مستمر في مذود قلوبنا، كما كتب انجيلوس سيلسيوس: "حتى لو كان على المسيح أن يولد ألف مرة في بيت لحم، فإن لم يولد فيك فأنت مفقود للأبدية".
الحياة الأبدية تبدأ هنا على الأرض عندما نرحب بيسوع في مذود قلوبنا وننمي علاقة شخصية يومية معه كأعضاء أحياء في جسده الكنيسة.
يؤكد الأسقف كاليستوس وير على الجانب الشخصي العميق لإيماننا الأرثوذكسي عندما كتب: "نحن لا نعرف المسيح كتصور منقول غامض من الماضي البعيد، نقتني عنه المعلومات الحقيقية من خلال السجلات المكتوبة، بل نعرفه مباشرة هنا والآن في الحاضر كمخلصنا الشخصي وصديقنا، بسبب حضور المعزي الروح القدس في قلوبنا. نستطيع أن نشهد مع القديس توما : "ربي وإلهي" (يو28:20 ).
نحن لا نقول "المسيح مات" فحسب بل نقول "المسيح مات لأجلي". نحن لا نقول "المسيح قام" فحسب بل نقول "المسيح قائم". أنه يحيا الآن لأجلي وفي داخلي. هذه العلاقة مع يسوع هي بالتحديد عمل الروح "
 

صوت صارخ

New member
إنضم
3 أغسطس 2007
المشاركات
30,370
مستوى التفاعل
3,280
النقاط
0
الإقامة
تحت قدمى المصلوب
مع المسيح

ربما لم يعبر أحد عن الجانب الشخصي لإيماننا الأرثوذكسي أفضل من القديس بولس. هو يستعمل أفعال مركبة متعددة تبدأ بحرف الجر اليوناني with=syn)):
أنا اتألم مع المسيح
أنا صلبت مع المسيح
أنا أموت مع المسيح
أنا دفنت مع المسيح
أنا أقوم وأحيا مع المسيح
أنا صعدت للسماء وأجلس عن يمين الآب مع المسيح.

هذه هي طريقة بولس الرسول في تاكيد أهمية أشتراكنا الشخصي في الفداء بأن نلبس المسيح ونتشبه به. "لأحيا لا أنا بل المسيح يحيا في" .
القديس غريغوريوس النزينزي يعبر عنها هكذا :
"أمس صلبت مع المسيح ... اليوم أتمجد معه.
أمس مت معه ... اليوم أشترك في قيامته.
أمس دفنت معه ... اليوم أستيقظ معه من رقاد الموت"

إلى أي مدى سيذهب من أجلنا ؟

يمكننا أن نرى في شخص الرب يسوع إلى أي مدى يرغب الله ويسعى لكي يقودنا بعيدا عن حافة الهلاك. المسيح قطع كل هذه المسافة من السماء لأجلنا. صار عبداً من أجلنا حتى إلى درجة غسل أقدامنا، وأن يموت موت العبد على الصليب عن خطايانا. جاء الرب ساعياً وراء شعبه في هذا العالم الساقط، يدعونا للرجوع لبيت أبيه، حتى نزل إلى الجحيم من أجل أن يرجعنا إلى الآب، كما يقول القديس يوحنا ذهبي الفم : "أنه لم يَكُف عن فعل كل شيء حتى قادنا إلى السماء".
أنه ينظر إلينا اليوم وبأذرع مفتوحة يشير علينا أن نأتي إليه قائلاً :" أريد أن أجمعكم كلكم كما تجمع الدجاجة فراخها تحت جناحيها" ولكن كم هو مُحزن أنه كثيرا ما يضطر أن يضيف هذه الكلمات الرهيبة: "ولكنكم لم تريدوا".
كل محبة الله هي لك، محبة شخصية بشكل فريد، تضحيته على الصليب هي من أجلك، موته وقيامته هما لك، لأجل خطيئتك وأثمك وقلقك الداخلي، ولأجل غفرانك وسلامك. هو يسعى وراءك حتى الآن وأنت تقرأ هذه الرسالة، يفتح ذراعيه مع قلبه لك. يريد الرب أن يكون جزءا من حياتك ليساعدك في حمل أحمالك وليقودك في الطريق إلى السماء.
 

صوت صارخ

New member
إنضم
3 أغسطس 2007
المشاركات
30,370
مستوى التفاعل
3,280
النقاط
0
الإقامة
تحت قدمى المصلوب
متى تبدأ الحياة الحقيقية؟

أبحث في التاريخ وأختار بعضا من الجبابرة العظماء الروحيين واسألهم: "متى حقا بدأت أن تحيا؟". واحد فواحدا سيعطيك نفس الأجابة:"عندما تقابلت مع الرب يسوع المسيح".
إن كان زكا أو بولس أو أغسطينوس أو أي أحد من القديسين الأجابة واحدة : "أنا بدأت الحياة .. الحياة الحقيقية .. عندما قابلت المسيح شخصيا، عندما أيقنت من محبته لي وسلمت له حياتي".

ثلاث مرات يسأل بطرس: هل تحبني؟ فهو يريد أن يُحَب تماماً كما هو يحبك. جاء للأرض في عيد الميلاد لكي يقول لك "أنت أبني الحبيب أو أبنتي الحبيبة ... أنى أحبك" ، لا توجد رسالة أعظم من هذه التي تحمل محبة الله غير المشروطة. هذه هي رسالة الإنجيل. آمن بها وبالتأكيد ستتغير حياتك.
الأسم المعطى ليسوع هو "عمانوئيل" الذي يعني "الله معنا"، الله معي ... الله معك ... ما يعنيه هذا في الحقيقة أن الله لديه وقت لي. الله لديه وقت لك. هو لديه وقت لنا لأنه يحبنا، والسؤال هو: هل نحن لدينا وقت له ؟
علاقة الحب مع الله هي جوهر المسيحية. فبقدر ما نزداد في محبة الله بقدر ما نحب أن نصلي ونحب أن نخدمه وأن نطيعه وأن نتبعه وأن نفعل مشيئته.
 

صوت صارخ

New member
إنضم
3 أغسطس 2007
المشاركات
30,370
مستوى التفاعل
3,280
النقاط
0
الإقامة
تحت قدمى المصلوب
أطرد القردة من فوق ظهرك

المشكلة مع كثير منا أننا فارغين من الداخل ونحاول أن نملئ فراغنا الداخلي بأشياء خارجية.
قال هنري نوون: أننا نشبه شجرة موز مملوءة بالقردة، ومشكلتنا تتلخص في محاولة طرد القردة من فوق ظهورنا، لكي ما نخلي مساحة صغيرة بالداخل حتى نُمَكّن الله أن يأتي ويقول لنا :"أنى أحبك. أنك تنتمي إلي. أنت أبني (أو أبنتي) الحبيب"، فنحاول بأستمرار أن نطرد القردة ونترك مساحة مفتوحة لله، بعض الوقت الهادئ للصلاة والتأمل كل يوم، ووقت للقداس الإلهي كل أحد، حتى ما نستطيع أن نسمع صوت الله في محاولته أن يصل الينا معلنا محبته الشخصية قائلاً: "أنت أبني (أو أبنتي) الحببب، لقد خلقتك من عدم. فديتك بدم أبني الوحيد يسوع. لقد ختمتك بعطية الروح القدس. أننى أريدك أن تكون معي في السماء لكي تنظر مجدي. أنك تخصني".
عمق محبة الله الشخصية لنا تظهر في هذه الصلاة لتوماس كمبيس:
"آه أيها الحب
ما أعمقك
ما أوسعك
ما أسماك
يا لعظمتك أيها السر العجيب الذي جعل إبن الله يتخذ من أجلنا شكلنا الفاني.
لم يرسل ملاكاً لجنسنا من مكان عال أو سفلي،
بل جاء بنفسه للعالم ولبس رداء الهيكل الإنساني.
من أجلنا أعتمد ثم أنقاد بالروح، وصام ذاك الذي أطعم الألوف.
من أجلنا عرف التجارب القاسية
ومن أجلنا هزم المجرب.
من أجلنا صلى
من أجلنا علم
وكل عمل عمله كان من أجلنا.
بالكلمات والآيات والأفعال
كان لا يطلب ما لنفسه بل ما لنا.
من أجلنا رجال أشرار خانوه وجلدوه وهزءوا به
وبتاج من الشوك كللوه
وأخيرا أسلم روحه من أجلنا.
من أجلنا قام من الموت
من أجلنا صعد إلى العلا ليملك،
ومن أجلنا ارسل روحه ليقودنا ويقوينا ويفرحنا.
كل المجد لربنا وإلهنا
لأن المحبة عميقة جدا، وسامية جدا، وواسعة جدا
كل المجد للثالوث إلى أبد الآبدين ."
 

صوت صارخ

New member
إنضم
3 أغسطس 2007
المشاركات
30,370
مستوى التفاعل
3,280
النقاط
0
الإقامة
تحت قدمى المصلوب
الباب الخامس
ماهي العضوية الكنسية؟
"المسيحية هي كنيسة المسيح على الأرض, لكن كنيسة المسيح ليست مؤسسة, بل هي حياة جديدة مع المسيح ...
وفي المسيح تحت قيادة الروح القدس"
سرجيوس بلجاكوف

ما هي العضوية الكنسية؟
ما هي العضوية الكنسية؟ هل هي كونك مُعمَّداً؟ هل هي بدفع حصتك المقررة؟ هل بالتواجد في الكنيسة منذ الصغر؟ هل هي مبنى أذهب اليه أحيانا؟
بالتأكيد لا، أنها علاقة شخصية مع يسوع الذي هو "ربي وإلهي" .
عندما أعتمدنا طُلب منا أن نجحد الشيطان وأن نَقبل المسيح. سؤلنا "هل تقبل يسوع؟ هل تؤمن بيسوع كملك وإله؟" ففي المعمودية أسسنا علاقة شخصية مع يسوع. العضوية الكنسية إذن هي علاقة شخصية مع يسوع تأخذ مكاناً وتتغذى في نطاق الكنيسة, جسد المسيح, من خلال الإيمان والصلاة والتعهد الشخصي والعبادة والأسرار.
نحن لا نخلص بكوننا أعضاء في مبنى نسميه كنيسة، ونحن لا ندفع رسوماً للكنيسة، لأنها ليست نادياً, بل هي جسد المسيح, نحن لا نستمد الحياة من كوننا متصلين بمبنى, بل بشخص، وبكوننا في علاقة محبة حية مع هذا الشخص, الرب يسوع لم يأت ليؤسس مؤسسة نظرية أو ديانة، بل أتى ليقدم ذاته شخصياً ليحيا ويسكن في قلوبنا بالإيمان.

العضوية الكنسية ليست بالوراثة
إنَّ الدين جاء بالوراثة للكثير منا. لم نقل لله أبداً كما قال له أيوب: "بسمع الأذن قد سمعت عنك والآن رأتك عيني " (أي 5:42 )، أو بكلمات أخرى: "الآن رأيتك بعيني ، الآن أنا أعرفك شخصياً".
صار أغلبنا تلاميذاً لتلاميذ .. كانوا بدورهم تلاميذاً لشخص في الماضي كانت له خبرة شخصية مع الله، لكن من المستحيل أن الحب الحقيقي والتعهد الشخصي ينتقل هكذا.
لكثير من الناس الإيمان المسيحي إيمان موَّرَث من الوالدين، لكن بعض الأشياء لا يمكن توريثها. العقارات أو الأموال تورَّث, لكن الصلاة أو الإيمان أو التعهد الشخصي أو ملكوت الله لا يمكن توريثهم, كل صلوات الآخرين في الماضي لا تقدر أن تفدي أي شخص, لا يستطيع أحد أن يقول كما قال الرجل الأعمى الذي شُفِيَ: إنما أعلم شيئاً واحداً. أنَّي كنت أعمى والآن أُبصر" ( يو25:9).


قال جوثي: "الأملاك التي ورثتها عن الأجداد، يجب أن تكسبها حتى تستطيع حقاً أن تمتلكها"، فالإيمان إن لم يكن شخصياً فلن يكون حقيقياً.
 
التعديل الأخير:

صوت صارخ

New member
إنضم
3 أغسطس 2007
المشاركات
30,370
مستوى التفاعل
3,280
النقاط
0
الإقامة
تحت قدمى المصلوب
مجاراة القديسين

كثيرا ما نُغمَر بسير قديسي الكنيسة العظام ونتساءل كيف نضاهي ما فعلوه؟ لكن نحن لم نُدعىَ لكي نماثل ما فعلوه، لأن كل واحد منا مختلف ومميز بطريقة فريدة. نحن مدعوّون أن نحيا بحسب موقعنا الفريد بالمواهب الخاصة التي أعطاها الله لنا.
لم يعبر أحد عن هذا أفضل من القديس إفاغريوس حين قال: "أي شخص يرغب أن يخطو في أعمال الحياة الفاضلة ينبغي عليه أن يدرب نفسه بلطف إلى أن يصل في النهاية إلى حالة الكمال. لا ترتبك بالطرق الكثيرة التي سلك فيها أباؤنا القدماء, كل مختلف عن الآخر. لا تحاول بحماس أن تقلدهم كلهم، فهذا سوف يفسد طريقة حياتك. لكن بالأحرى أختر طريقة حياة توافق حالتك الضعيفة، وأسلك فيها وأنت تحيا، لأن ربك رحوم وسوف يقبلك لا بسبب إنجازاتك بل بسبب نيَّاتك، تماماً كما قبل عطية المرأة المعدمة التي أعطت من أعوازها".

يتم تنبيهنا قبل إقلاع الطائرة بأن علينا عند حدوث أي طارئ أن نلبس قناع الأكسوجين الخاص بنا أولا ثم نلبسه لأطفالنا. إن كنا نحن كوالدين أو كهنة أو معلمين لم نلبس المسيح أولاً فلن نستطيع أن نسلمه لآخرين. لا نستطيع أن نساعد في خلاص الآخرين إن كنا نحن أنفسنا لم نسر في طريق الخلاص. فيجب علينا أن نلبس المسيح أولاً قبل أن نستطيع أن نشاركه مع الآخرين.

النعمة والتلمذة
كتب أحد اللاهوتيين المشهورين الأب جورج دراجاس: "بالنظر إلى علم اللاهوت من جهة الله هو نعمة, نعمة الثالوث، أما بالنظر إليه من جانب الإنسان فهو تلمذة غالية".
إستجابتنا لنعمة الله هي تلمذة، تلمذة تقوم على تغذية وتنمية علاقة شخصية يومية مع الله, الحياة الأبدية تبدأ الآن بعلاقة شخصية يومية مع يسوع نحياها في جسده, وهو الكنيسة.

ميلادان للسيد المسيح
لكي ما نفهم ماذا تعني العضوية الكنسية نحتاج أن نتذكر أنه ليس هناك ميلاداً واحداً للمسيح بل إثنين، الأول هو ميلاده للعالم عندما وُلد في بيت لحم، والثاني هو ميلاده في النفس البشرية عندما يتجدد الشخص روحياً بعد المعمودية، ويحيا حياة التوبة، ويستقبله بانتظام في الأسرار وبصورة خاصة في سر الإفخارستيا.
أكد القديس بولس على هذا الميلاد الثاني عندما كتب لأهل أفسس مصلياً ليحل المسيح بالإيمان في قلوبهم، وأن يتأصلوا ويتأسسوا في المحبة. هذا هو بيت لحم الثاني. العلاقة الشخصية اليومية للفرد مع الرب يسوع حبيبنا العظيم.
معنى العضوية الكنسية هو: السكنى الشخصية للمسيح في المؤمن عن طريق التناول والممارسة اليومية لحضوره الإلهي, إن أحدى الدرجات الرئيسية في مسيرتنا الروحية بحسب أقوال الآباء هي الإتحاد المباشر الشخصي مع الله
 

صوت صارخ

New member
إنضم
3 أغسطس 2007
المشاركات
30,370
مستوى التفاعل
3,280
النقاط
0
الإقامة
تحت قدمى المصلوب
أنا أعرفــــه

أن تكون مسيحياً بعيداً كل البعد عن كونك قادراً على تقديم شهادة معمودية، لكن المسيحية هي حياة إختبارية شخصية للمسيح القائم, الذي يحيا ويملك في حياتنا, هي حياة في سلام داخلي وحرية وادراك جديد للإتجاه والغرض من حياتنا.
قال شخص ما: "أنا لا أعتقد في الله فقط بل أنا أعرفه"
وقال القديس بولس: "لأنني عالم بمن آمنت" .
وفي إحدى الصلوات الكنسية نقول: " بأختبارنا لقيامة المسيح نحن نعبد الرب يسوع".
ويقول الأب سلوان: "أن تؤمن بالله فهذا شيء، لكن أن تعرفه فهذا شيء آخر"
الفقرة التالية من التقرير المذكور سابقاً المقدم لرئيس الأساقفة ياكوفوس عن مستقبل الأرثوذكسية. مرة أخرى أحصي كم مرة تكررت كلمة شخصي:
"الإجابة بشكل عام لأزمة الإيمان الحالية هي في الإقتراب الشخصي لحقائق وقيم الإيمان الأرثوذكسي. وكلمة شخصي هنا تعني احتواء هذه الحقائق والقيم باطنياً والتمسك بها باقتناع شخصي واعٍ. نحن لا نستطيع لكي ما نثبت الهوية الأرثوذكسية أن نستمر في الاعتماد فقط على المكاسب الروحية الماضية أو ببساطة على قوة التقليد والعادات الشكلية، بل ينبغي علينا أيضا أن نوَّلد نحن أنفسنا مكاسب روحية جديدة في هذا المجتمع العلماني المتعطش بواسطة الإضرام الروحي للنفوس الأرثوذكسية بنعمة محبة المسيح

نصير صــــلاة
الهدف والقصد من تنمية علاقة شخصية ويومية مع الرب يسوع ، يعبر عنه جيداً الأب جويتمان وهو كاهن فرنسي أرثوذكسي قائلاً: "نحن أولاً نقوم ببعض التداريب ثم نصير تدريباً، نردد الصلوات ولابد أن نصير أخيراً صلاة، نذهب لحضور القداس لكن كياننا مدعو أن يصير بكليته ذبيحة ليتورجية وحياتنا اليومية تصير احتفالاً، نسعى لنختبر الله غير أنه بفعلنا ذلك نحن أنفسنا نصير آلهة"

اكتشاف الله في اللحظة الحاضرة

علم الآباء أن حالة نقاوة القلب هي حالة فيها يكون الإنسان "أحادي الهدف" لذلك يجب التأكيد على أهمية جعل الله في مركز حياتنا اليومية، فنحن نستطيع أن نبعد عنا كل هم وكل قلق من جهة المستقبل بإيماننا أن الله طرف فعال في حياتنا اليومية، ونحيا لله في اللحظة الحاضرة، لحظة ممتلئة بحضوره الإلهي وبإمكانية النمو لشبهه. وبالتالي، لا نهتم للغد (مت24:6) عالمين أن كل شخص نتقابل معه، وكل موقف ندخل فيه ممكن أن يكون لقاء مع الله. نحن نحتاج أن نكتشف الله في الحاضر. كثيراً ما نهتم بالمستقبل أو نُستغرق في ذكريات الماضي وبعملنا هذا نفقد الله في الحاضر، ولهذا السبب علاقتنا الشخصية اليومية مع المسيح مهمة فهي تساعدنا أن نجد الله ونختبر قوته في اللحظة الحاضرة.
 

صوت صارخ

New member
إنضم
3 أغسطس 2007
المشاركات
30,370
مستوى التفاعل
3,280
النقاط
0
الإقامة
تحت قدمى المصلوب
الرب يسوع يدعوك بأسمك كما دعا مريم باسمها

في نهاية بشارة يوحنا نجد مريم المجدلية خارج القبر قريبة جداً من المسيح القائم لدرجة أنها كانت تستطيع أن تلمسه ولكنها لم تتعرف عليه بل لم تفهم أيضاً معنى ما قد حدث. كانت متحيَّرة ومكتئبة لأنها كانت تعتقد في هذه اللحظة أن سيدها ميت وان أساس عالمها إنهار، لكن بعد ذلك نجد الرب يسوع القائم يبلغ إليها بكلمة واحدة مخاطباً إياها باسمها "مريم". عندما سمعت اسمها تعرفت عليه في الحال وأجابته بكل إعزازها الشخصي "ربوني" التي تعني "ربي".
يسوع يحبنا محبة شخصية ويدعونا بالاسم، فنجده يقول لبطرس: بطرس أنا صليت من أجلك. إن كان قد صلى خصيصاً وبالإسم لبطرس، فهل لا يُخصك أنت أيضا بمحبته؟ الصلاة من أحد الجوانب هي الإستماع ليسوع وهو يدعونا بالاسم، فمحبة الله هي محبة شخصية.
زار أحد الطلاب الأجانب من ألمانيا الغربية اجتماع شباب في كنيسة في الولايات المتحدة، وعندما رجع إلى بيته في ذلك المساء قال لأصدقائه "لقد صلوا من أجلي بالاسم، أنا لم أسمع من قبل اسمي يقال في صلاة", تأثر هذا الشاب جداً لأنه ذاق محبة الله الشخصية له, ألا ينبغي أن نتذوق نحن أيضاً هذه المحبة الشخصية؟ أليس الله يقول لكل واحد منا : "دعوتك باسمك, أنت لي" (أش1:43)
صورة نافذة لقلب الله
ما هي محبتنا الشخصية للآخرين إلا إنعكاس لمحبة الله لنا.
الأصحاح السابع عشر من إنجيل يوحنا, الذي يعد من أهم وأروع أصحاحات الكتاب المقدس, يحتوي على ما يُعرف بالصلاة الكهنوتية التي قدمها الرب يسوع لأبيه في حضور تلاميذه وهو في العلية يوم العشاء الأخير.
يظهر لنا يسوع منهمكاً في نوع رائع من الصلاة الشخصية جداً، صلاة حميمة ودافئة، في حديث شخصي لطيف غير متعجل، ينعم بحضور الآب. يتكلم مع الله قلباً لقلب, مصلياً من أجل تلاميذه ومن أجل كل الذين سيؤمنون به على مدى القرون عن طريق بشارتهم. هذه الصلاة الكهنوتية الجميلة التي بدأها يسوع على الأرض لا تنتهي هنا، بل تستمر في السماء حيث يشفع يسوع عنا على الدوام كشفيع ووسيط أمام عرش الله الآب. إن كنا نؤمن حقاً أن الرب القائم يشفع فينا فكيف يمكن أن يستمر أحد منا في حياة يائسة؟
الرب يسوع صلي بحرارة صلاة خاصة من أجل تلاميذه الذين سيتركهم ليكملوا خدمته، ونجده يضُُمنا نحن أيضاً إلى تلاميذه عندما يصلي في الآية 20 قائلاً :" لست أسأل من أجل هؤلاء فقط بل أيضا من أجل الذين يؤمنون بي بكلامهم"، فنحن الأشخاص الذين يؤمنون به اليوم عن طريق كلام التلاميذ وبالتالي فصلاته هي من أجلنا ... من أجلك ومن أجلي.
شفاعة المسيح من أجلك
تستطيع أن نقرأ يو 17 بطريقة شخصية جداً بدءاً من آية 6، فيمكنك أن تضع اسمك مكان الضمائر المختلفة: "أنا أظهرت اسمك ل ...... الذي أعطيتني من العالم، ...... كان لك وأعطيت ...... لي، و ...... قد حفظ كلامك، من أجل ...... أنا أسأل، لست أسأل من أجل العالم بل من أجل ...... الذي أعطيتني لأن ...... لك، ولست أنا بعد في العالم وأما ...... فهو في العالم، لست أسأل أن تأخذ ...... من العالم بل أن تحفظ ...... من الشرير"
المسيح يحبنا محبة شخصية وهو يشفع فينا. تذكر صلاة يسوع الخاصة من أجل سمعان بطرس كما ذكرها القديس لوقا: "وقال الرب سمعان سمعان هوذا الشيطان طلبكم لكي يغربلكم كالحنطة ولكني طلبت من أجلك لكي لا يفنى إيمانك. وأنت متى رجعت ثبَّت إخوتك" (لو 22: 31،32)

سلموا على بريسكلا وأكيلا
دفء العلاقة الشخصية التي توجد بيننا وبين الله تشكل علاقتنا بعضنا ببعض، وتجعلها أكثر شخصية. القديس بولس يعبر في آخر رسالته لرومية عن هذه المحبة الشخصية حينما يذكر ويرسل تحياته الدافئة لجمهور من الأشخاص بالاسم وأخذ 16 آية ليفعل ذلك. كنت أعتبر قبلاً أن هذه التحيات الشخصية غير ضرورية، ولكنني أكتشفت بعد ذلك أنها تعكس محبة الله الشخصية لكل واحد منا بالاسم :
• أوصي إليكم بأختنا فيبي التي هي خادمة الكنيسة التي في كنخريا، كي تَقبلوها في الرب كما يحق للقديسين، وتَقُومُوا لها في أيَّ شيء احتاجته منكم، لأنها صارت مساعدة لكثيرين ولي أنا أيضا.
• سَلمُوا على بريسكلا وأكيلا العاملين معي في المسيح يسوع، اللذين وَضَعَا عُنُقيهما من أجل حياتي، اللذين لست أنا وحدي أشكرهما بل أيضاً جميع كنائس الأمم، وعلى الكنيسة التي في بيتهما.
• سلموا على أبينتوس حَبيبي الذي هو باكورة أخَائية للمسيح.
• سلموا على مريم التي تعبت لأجلنا كثيراً.
• سلموا على أندرُونِكوس ويُونياس نسيبيَّ المأسورين معي، اللذين هما مشهوران بين الرسل، وقد كانا في المسيح قبلي.
• سَلمُوا على أمبلياس حَبيبي في الرب.
• سَلمُوا على أوربانوس العامل معنا في المسيح، وعلى إستاخيس حَبيبي.
• سَلمُوا على أَبُلس المُزكى في المسيح.
• سَلمُوا على الذين هم من أهل أرِستوبولوسَ.
• سَلمُوا على هيروديون نسيبي. سلموا على الذين هم من أهل نركيسوس الكائنين في الرب.
• سَلمُوا على تريفينا وتريفُوسا التاعبتين في الرب. سلموا على بَرسيس المَحبوبة التي تعبت كثيراً في الرب.
• سَلمُوا على رُوفُس المختار في الرب، وعلى أُمه أُمي.
• سَلمُوا على أسينكريتُس، وفليغُون، وهرْمسَ، وبتروباس، وهرْماس، وعلى الإخوة الذين معهم.
• سَلمُوا على فيلوُغوسَ، وجُوليا، ونيريوس، وأُخته، وأولمبَاس، وعلى جميع القديسين الذين معهم.
• سَلمُوا بعضكم على بعض بقبلة مقدسةٍ . كنائس المسيح تُسَلم عليكم (رومية 16 : 1-16).
قال الرب : "دعوتك باسمك . أنت لي" ، فمحبة الله هي محبة شخصية. عندما نظهر أمام الله في اليوم الأخير، سيكلمك الله بطريقة شخصية جداً بالاسم قائلاً : "نعماً يا مرقس ... يا مريم ... يا حنا ... كنت أميناً في القليل سأقيمك على الكثير. تعال رث الملكوت المعد لك منذ تأسيس العالم".
ستبدأ الحياة في السماء عندما تسمع صوت يسوع يدعوك باسمك في مجيئه الثاني.
 

صوت صارخ

New member
إنضم
3 أغسطس 2007
المشاركات
30,370
مستوى التفاعل
3,280
النقاط
0
الإقامة
تحت قدمى المصلوب
الباب السادس
الرب يسوع: مخلص كوني أم شخصي

الرب يسوع, مخلص كوني أم مخلص شخصي, كتب الأب أنتوني أوجولنيك في كتابه الرائع "الأيقونة المضيئة" يقول: "أنظر إلى سقف كنائس العبادة في روسيا ستجد أيقونة ملوكية للرب يسوع ممتدة عبر القبة، والرب ناظراً إلى أسفل على المحتشدين في مملكته، فالحياة المقدسة تأتي إلينا في الجماعة. لا يوجد مؤمن روسي أرثوذكسي يمكنه أن يفكر أن يدعو يسوع "مخلص شخصي" فهو مخلص كوني، لا يخصني أنا وحدي. على سبيل المثال، المسيحيون الروس يتحيرون من المصطلح الذي يُعَرِّف المسيح كمخلص شخصي، حاولت أن أشرح لهم هذه العبارة ولكنهم يرتبكون بعض الشيء بكلمة "شخصي".
سأل أحدهم بإبتسامة: "مثل محفظة .. أو فرشاة أسنان"، ففي تفكيرهم الكوني يسوع هو هذا الفاعل الإلهي الذي به كل الخليقة ترتبط باللاهوت، يسوع هو مخلص عظيم جداً حتى أنه يعلو على التصنيف الشخصي"
أن الكنيسة تقول لهذا الشخص الذي يظن أن يسوع ليس مخلص شخصي بل مخلص الكوني: أن الرب هو كلا الاثنين معاً, كوني وشخصي, إن كان يجب أن يصير الخلاص حقيقي فالمخلص الكوني يجب أن يصير مخلصنا الشخصي، فالخلاص شخصي ولكنه ليس خاص، فمن الممكن أن نهلك بمفردنا لكن لا نستطيع أن نخلص بمفردنا, نحن نخلص في جسد المسيح الكنيسة من خلال مشاركة وقبول شخصي لصلب الرب وقيامته، هذا الذي يبدأ في المعمودية ويستمر خلال الحياة بأكملها.

باندوكراتور وأعز صديق
الرب يسوع هو فعلاً الضابط الكل (باندوكراتور) ... كلي القدرة ... كلي السلطان ... إله كوني ... رب الأرباب وملك الملوك، ولكنه في نفس الوقت شخص ... صديقنا الأفضل. يجب علينا أن نتركه ينزل من هذه القبة العالية ليجعل بيته في قلوبنا كمخلص شخصي وصديق، فهو كلا الاثنين متعال وملازم (للبشر)، فهو لا يمكن امتلاكه مثل فرشاة أسنان إلا أنه يرغب بشدة أن يسكن فينا بالنعمة.
لقد عرفت لاهوتيين عظماء وعلماء يجِّلون الله بكل خشية ورهبة وفي نفس الوقت يعرفونه من خلال المسيح كصديق شخصي ومخلص. الرب يسوع هو الذي أخذ المبادرة ودعانا أحباء أولاً، فهو الذي بادر بهذه العلاقة الشخصية التي يرغب أن يُنشئها معنا.
يوضح دانيال كلندينن الأمر الذي غالباً ما يربك البعض في تفهم الاختلاف بين تعالِي الله القدوس, الغير مدرك, وبين حلول الله وقربه منا فكتب يقول: "هل اللاهوتيون الشرقيون شددوا على تعالِي الله القدوس للدرجة التي بها يجب أن ينكروا حلوله وقربه وتفاعله الشخصي معنا؟ ... في الحقيقة يبدو أنه علينا أن نرد بالإيجاب، لكن إن توقفنا عند هذه النقطة نسئ لآبائنا الشرقيين إساءة بالغة، لأنهم بالإضافة إلى تأكيدهم على تعالِي الله غير المدرك، نجدهم على حد سواء يصرون على ضرورة الاتحاد الباطني معه، ويجذبون انتباهنا للعديد من التصاريح الإنجيلية عن معرفتنا الله بطريقة شخصية"

 
التعديل الأخير:

صوت صارخ

New member
إنضم
3 أغسطس 2007
المشاركات
30,370
مستوى التفاعل
3,280
النقاط
0
الإقامة
تحت قدمى المصلوب
إرتباط التعليم اللاهوتي بالعلاقة الشخصية

نحن لا نتعلم عن يسوع فقط بل نتقدم لمعرفته بطريقة شخصية، وهكذا نأتي لإختبار القوة الحية لحضوره في حياتنا. أحياناً ينشغل بعض اللاهوتيين للغاية بالكلام في علم اللاهوت حتى أنهم لا يختبروا أبداً موضوع تعليمهم اللاهوتي. نحن بحاجة لأن ندمج تعليمنا اللاهوتي بروحانية يومية من خلال علاقة يومية شخصية مع يسوع. نحتاج أن نتقدم من دراسة علم اللاهوت إلى حياة التمجيد, آباء الكنيسة يقولون: " اللاهوتي هو الشخص الذي يصلي بحق، والشخص الذي يصلي بحق هو لاهوتي" ، فاللاهوتي هو شخص له علاقة صلاة شخصية مع الله تحيا في شركة شعب الله أي الكنيسة.
علاقة تولد في الكنيسة
العلاقة الشخصية مع المسيح أساسية لكنها لا تنمو على الأشجار، فهي لا تحدث هكذا بطريقة ما بينكم وبين الرب يسوع بل هي تولد وتتغذى وتنمو في الكنيسة, إن لم تثبت هذه العلاقة الشخصية مع الرب يسوع في الكنيسة, جسد المسيح الحي, وإن لم تتغذّىَ على الأسرار والتعاليم الصحيحة للرب يسوع سوف تتدهور إلى غرور متكبر، إلى عقدة المٌخَلَّص التي فيها ينظر الشخص نظرة سُفلية للآخرين على أنهم غير مٌخَلَّصين, فالكنيسة تحاول دائما أن تحافظ على التوازن بين إيمان الفرد وإيمان الكنيسة, جماعة شعب الله, على مدى الزمن, فالاثنان لا يجب أن ينفصلا أبداً.
قال الرب يسوع: "ان احبني احد يحفظ كلامي ويحبه أبي وإليه نأتي وعنده نصنع منزلا "( يو23:14)، فالرب يصرح بكل وضوح بأنه إن أحببنا الله وحفظنا كلمته سيجعل بيته فينا, إذا كان الله قَد جَعل بيته حقاً فينا فكيف لا نحوز على علاقة يومية شخصية معه من خلال الصلاة والتأمل والصمت والأسرار وقراءة كلمته؟ كيف يمكنننا أن لا نتمتع ونتذوق حضوره كل يوم؟
نحن باجة لأن نسجد بشكل نادم كل يوم بين يدي الآب لنجعله يعانقنا, مثلما عانق الأب ابنه الضال, ولنضع أذاننا ونحن ساجدون على صدره ولنستمع بلا توقف لنبض حبه، فالحياة الأبدية تبدأ الآن بعلاقة شخصية مع الرب يسوع
 

صوت صارخ

New member
إنضم
3 أغسطس 2007
المشاركات
30,370
مستوى التفاعل
3,280
النقاط
0
الإقامة
تحت قدمى المصلوب
ديانة الخزين البارد
أحد الاشخاص جاء بما دعاه "ديانة الخزين البارد"
في ديانة الخزين البارد :
•أنت تعتقد بأن الله موجود، ولكنك لا تعبده.
•أنت توافق بأن يسوع مات وقام من الأموات، ولكنك لا تتبعه.
•أنت لا تتعارض بالضرورة مع تعاليم الإنجيل، ولكنك تتجاهلها.
•أنت لا تنكر بأن كل الخيرات عطية من الله لكنك تصرف مالك كما تريد وتعطي القليل أو لا شيئاً للصدقة وعمل الرب.
بكلمات أخرى، علاقتك بالسيد المسيح في ثلاجة، مثل جثة في مستودع الجثث.

القديس مار يوحنا سابا
(الشيخ الروحاني)

قابل القديس ما يوحنا سابا ديانة الخزين البارد هذه بهذا التأمل الشخصي جداً ( وهو من الآباء السريان من القرن السادس) عن حياة السيد المسيح :
"اِحمله في حضنك مثل مريم أمه
أُدخل مع المجوس لتقدم له هداياك
خذه من سمعان الشيخ واحمله أنت أيضا على ذراعيك
كن هناك عندما يحول الماء لخمر لتملأ الأجران
اِرفع الحجر من قبر لعازر حتى تتعلم ما هي القيامة من الأموات
ضع رأسك مع يوحنا الحبيب على صدره حتى تسمع دقات قلبه التي تنبض بالحب للعالم كله
خذ لنفسك لقمة من الخبز الذي كسر خلال العشاء الأخير حتى تتحد بجسده وتثبت فيه إلى الأبد
أُخرج معه إلى جبل الزيتون حتى تتعلم منه العبادة وانحناء الركب إلى أن يتساقط عرقك مثل عرقه
إنهض يا أخي، لا تتضجر بل اِحمل الصليب كوقت الرحيل، أبسط يديك معه لتدق فيها المسامير ...
إنهض باكراً والظلام باق. اِذهب إلى القبر لتشاهد القيامة العجيبة
اِذهب مع الآخرين إلى مكان معتزل، وانحني لتتقبل البركة الأخيرة قبل صعوده
أجلس في العلية لكي ما تلبس قوة من الأعالي من خلال الألسنة المنقسمة
 

صوت صارخ

New member
إنضم
3 أغسطس 2007
المشاركات
30,370
مستوى التفاعل
3,280
النقاط
0
الإقامة
تحت قدمى المصلوب
الذي كان يسوع يحبه

بدت لي وكأنها إهانة مضاعفة قبل أيام، عندما أستلمت رسالة عليها علامة "سري وخاص" ومعنونة هكذا: إلى الساكن! ... أليس هذا بالضبط طابع هذا العصر الآلي اللاشخصي، الذي نُخاطب فيه بشكل مجهول بالحاسب الآلي ونُعرَّف برقم. محبة الله ليست هكذا بل هي شخصية بشكل فريد.
على سبيل المثال، يكتب يوحنا الرسول عن الرب يسوع: "الله لم يره أحد قَطُّ, الابن الوحيد الذي هو في حضن الآب هو خبَّر" يو18:1 ... فالعلاقة الشخصية والحميمة جداً, علاقة الحب بين الله الآب والله الابن, عبر عنها بهذا التعبير الجميل: أن يسوع موقعه في حضن الآب.
في العشاء الأخير عندما كان الرسل مجتمعين حول المائدة مع يسوع "كان متكئاً في حضن يسوع واحد من تلاميذه كان يسوع يحبه" يو23:13 .
هذا التلميذ الذي كان يسوع يحبه هو يوحنا. العلاقة الحميمة للحب الذي يوجد بين الآب والابن في الثالوث الأقدس، هي الآن مكررة بين الله في شخص يسوع وواحد منا ممثلاً في شخص يوحنا الرسول الذي في حضن يسوع .
يسوع يريد أن تكون لكل منا علاقة وثيقة معه كعلاقته بأبيه، كما أن يسوع في حضن الآب, هكذا أيضا الله الآب يريد أن نكون أنا وأنت في حضن يسوع، إلى هذا النوع من العلاقة الشخصية الحميمة مع الله, علاقة المحبة والمودة, يدعونا الله من خلال الصلاة والإفخارستيا ودراسة الكلمة.
التلميذ الذي "كان يسوع يحبه" ليس فقط هو يوحنا أو لعازر, بل هو كل واحد منا, هذا الموقع, حضن يسوع, محفوظ ليس فقط ليوحنا بل لى ولك أيضاً عندما ننمو في إيماننا ومحبتنا ليسوع. لا يستطيع شخص أن ينال مكانة أكثر شخصية من أن يكون في حضن يسوع. كيف يصل الشخص إلى هناك؟ من خلال الصلاة والإفخارستيا وحياة التوبة ومن خلال علاقة شخصية مع الرب يسوع.
 

صوت صارخ

New member
إنضم
3 أغسطس 2007
المشاركات
30,370
مستوى التفاعل
3,280
النقاط
0
الإقامة
تحت قدمى المصلوب
يسوعي

يصف الأب جون باول علاقته العميقة الشخصية مع يسوع فيقول :
"أريدك أن تعرف وتحب يسوعي، أقول يسوعي مع أنه في الواقع ليس ملكي الخاص. أقول يسوعي لأنه هو يسوع الذي أعرفه، يسوع الذي هو صديقي الأفضل ورفيقي الدائم. كل يومي وحياتي محادثة جارية مع يسوع، إن أمكن للآخرين أن يفحصوا عقلي سيندهشون قائلين: "أنه يتكلم طوال اليوم مع أحد غير موجود في الواقع" ولهم سوف أجيب: "أنه موجود وظاهر فقط لأعين وآذان وعقل وقلب الإيمان" فهو قال أنه سيتخذ له مقراً أقامه في أولئك الذين يثقون به ويحبونه، وأنا أثق به وأحبه .
هل تصدق أن لي وليسوع في الواقع ألقاب كل منا للآخر؟ أسماء خاصة لصداقة خاصة. هذا هو يسوع الذي أريد أن أشاركه معك. هذا هو ما شعر به المسيحيون الأوائل: "نريدكم أن تعرفوا يسوعنا" فلذلك كتبوا قصة حياته, الأنجيل, لأنهم أرادوا أن نعرف يسوعهم.
القديس يوحنا الرسول يبدأ أول رسائله هكذا: "أريد أن أخبركم عن ما رآته عَينيَّ وما سمعته أُذنيَّ وما لمسته يَديَّ. أريدكم أن تعرفوا يسوعي"، الأناجيل نفسها قُصِد بها رسم صورة إيمانية ليسوع، كانت فعلاً صورةً تولدت من الإيمان. الطريق الوحيد لمعرفة يسوع هو أن تؤمن به، فنحن نستطيع أن نعرفه فقط بحسب قدر إيماننا به. طبعاً الأناجيل ليست تاريخ موضوعي، فالبشيرون لم يكن ممكناً لهم أن يكتبوا تاريخاً موضوعياً عن شخص أحبوه جداً, فلا أحد يقدر أن يكتب تاريخ موضوعي عن والدته مثلاً, فيسوع كان حياتهم ورجاءهم ولقد أرادوا أن يشاركوه هو وليس أنفسهم مع العالم كله"
مهما كانت التضحية التي نقدمها ليسوع ضخمة، نحن لا نقدمها, لأي شيء بارد, كواجب أو فرض أو اتباع قانون، بل نقدمها لأعز صديق لنا. نقدمها لربنا ومخلصنا يسوع الغالي. أي شيء نعمله له، أي تضحية، أي حِمل نحمله، أي ثمن علينا أن ندفعه، ليس هو في الحقيقة تضحية بالمرة بل هو امتياز الحياة الأعظم.

العقائد مُغلَّفة في شخص
عند موت لعازر، قالت مريم للرب يسوع "يا سيد لو كنت ههنا لم يمت أخي" قال لها يسوع سيقوم أخوك، أجابت عندئذ مرثا: "أنا أعلم أنه سيقوم في القيامة في اليوم الأخير". مرثا آمنت بعقيدة القيامة لكن يسوع في الحال جعل العقيدة شيئاً شخصياً قائلا: "أنا هو القيامة والحياة" (يو11).
عندما نأتي لنرى أن كل ما نسميه عقائد مغلفة في شخص الرب عندئذ تصبح دراستنا لللاهوت حياة تمجيد، تمجيد دائم مثل ما يصلي به الرهبان على الدوام قائلين: المجد لك يارب
أختم هذا الباب بكلمات دانيال كلندين: "الله ليس مجرد شيء فائق السمو غير مُدرَك وغير مفحوص، بل هو أيضاً الشخص الملازم الذي يجب اختباره مباشرة كما أكد القديس غريغوريوس بالاماس وسمعان اللاهوتي الجديد. كيرلس الأورشليمي كان محقا عندما لاحظ أن الله كهدف للدراسة العلمية والله كموضوع علاقة شخصية لا يمكن أن ينفصلا: "طريق التقوى يشتمل الاثنين معاً: عقيدة صحيحة وممارسة للفضيلة، الله لا يقبل عقائد بدون أعمال حسنة، ولا يقبل أيضاً كلمات ليست مستندة على عقائد صحيحة" . فللأرثوذكسية علم اللاهوت الحق يتضمن ليس فقط سعة معرفة عقلية بل خبرة روحية مع الله الحي. هذا الفهم يقدر أن يصحح نماذج الغرب في عِلم اللاهوت الذي ينصرف ليكون مُجرد ترَّكز التفكير الأكاديمي على أفكار مقترحة "
 

صوت صارخ

New member
إنضم
3 أغسطس 2007
المشاركات
30,370
مستوى التفاعل
3,280
النقاط
0
الإقامة
تحت قدمى المصلوب
الباب السابع
الصلاة لقاءُ شخصي

لكي يكون هناك صلاة, يجب أن يكون هناك بالتحديد علاقة شخصية مع الله الحي, الصلاة لقاء شخصي

ما هي الصلاة؟ إنها لا شيء أكثر من علاقة حب مستمرة مع الله, الآب والابن والروح القدس.
يوضح القديس ثيؤفان كيف تكون الصلاة شخصية عندما يكتب: "أن عمل الله بسيط .... أنه صلاة .... أطفال يتحدثون إلى أبيهم بدون أي مهارة " فكيف يتكلم الأطفال مع والديهم؟ ... هل تجريدياً بشكل غير شخصي؟ .. طبعاً لا بل بطريقة شخصية جداً: "بابا ! ماما! " ، ألم يعلمنا الرب يسوع أن نصلي لأبينا السماوي بطريقة شخصية مستخدماً كلمة آبا التي تعني بابا؟
طبيب نفسي مسيحي يشهد
د. بول تورنير طبيب نفسي سويسري يخبر عن كيف حصل على إحدى اكتشافات الحياة العظمى. أعتاد أن يزور قس كبير السن وكان القس لا يدعه ينصرف دون أن يصلي معه. كان يذهل من البساطة المتناهية لصلاة هذا الشيخ. كانت صلاته تبدو تكملة لمحادثة حميمة كان يجريها هذا الشيخ البار على الدوام مع يسوع.
يكمل د. بول قائلاً: "عندما عدت إلى البيت تحدثت عنها مع زوجتي، وطلبنا من الله سوياً أن يعطينا نحن أيضا هذه الشركة القريبة مع يسوع التي لهذا القس، ومنذ ذلك الحين صار الرب يسوع لي مركز ولائي ورفيق السفر. فهو يهتم ويسر بما أنا فاعله ("أذهب كل خبزك بفرح .. لأن الله قد رضي عن أعمالك" جا 7:9)، فهو صديق يمكنني أن أناقش معه كل شيء يحدث في حياتي، أنه يشاركني فرحي وألمي وأيضاً آمالي ومخاوفي. أنه يكون هناك عندما يتحدث إليَّ مريض من أعماقه ويستمع إليه معي بل وأفضل مني، وعندما يغادر المريض يمكنني أن أتكلم عنه معه". هنا يكمن جوهر الحياة المسيحية

"صلاة يسوع" صلاة شخصية

ما هي ممارستنا المسيحية لصلاة يسوع إلا اتصال حميم لخطاة تائبين مع الفادي, كما قال الأب جورج فلورفسكي: ممارسة صلاة يسوع هي جزء من علاقتنا اليومية الشخصية مع يسوع .
عندما يصلي راهب صلاة يسوع في التقليد المسيحى يحني رأسه إلى الصدر أو القلب بما يدل على أنه في الصلاة ينحدر مع عقله إلى قلبه ليجعل صلاته ليسوع شخصية، فهو يدخل إلى حضور الله ليس فقط بعقله بل أيضا بقلبه، فهو بالتمام والكمال حاضر شخصياً أمام الله.
من خلال صلاة يسوع ندخل في إتصال مع المسيح القائم، هو يحيا ويعيش في عقلنا وقلبنا وفي تنفسنا أيضاً، وخلال هذه الصلاة "القلب يبتلع الرب والرب القلب"، من خلال صلاة يسوع ندخل في علاقة شخصية مع الله، أرواحنا وأنفسنا وأجسادنا تأتي لتختبر إله السلام والمحبة بطريقة شخصية للغاية عندما يصلي القلب، متنفساً بشكل متناغم قائلاً: "ياربي يسوع أبن الله أرحمني أنا الخاطيء"
قال أحد قديسي الكنيسة: "السماء هي الله والله في قلبي", خلال صلاة يسوع يكون الله بالفعل في القلب والقلب يصبح سماءً. تُعد واحدة من المآسي الضخمة في حياتنا لو لم نختبر ذلك الحضور، وإيماننا بالتالي لا يصبح بالفعل حقيقياً لنا، وذلك على الرغم من أن الله يريدنا أن نختبر حضوره، من أجل ذلك جاء المسيح، ولهذا تألم ومات وقام، ولهذا أرسل لنا الروح القدس ليكون دائماً حاضراً لنا بطريقة حميمية وشخصية حقاً.
صلاة يسوع أيضاً يشار إليها بصلاة القلب لأنها تخرج من أعمق وأخص مكان في كياننا، من مركزه ... من القلب.

شخصي بشكل حميم
لكي تفهم كيف أن صلاة يسوع صلاة شخصية بشكل حميم ركز في هذه الكلمات للأب إيرما زالسكي:
"لماذا عندما نصلي صلاة يسوع نقول "ارحمني أنا الخاطيء"؟ لماذا "أنا" وليس "نحن"، ألا يجب أن نطلب الرحمة لكل شخص؟ ألا يجب علينا أن نصلي من أجل الكنيسة كلها؟ ... نعم بالطبع، لكن كل صلاة تُعتبر حقاً صلاة للكنيسة. فخارج عن الكنيسة, جسد المسيح, صلاتنا لا تعني شيئاً. نحن لا نستطيع أن نصلي صلاة يسوع خارجاً عن الكنيسة. لكن لكونها صلاة توبة, صلاة خاطيء, يجب أن تكون أيضاً صلاة كل شخص منفرداً... يجب أن نحقق سلامنا الفردي مع الله، نجد علاقتنا الخاصة معه، نقابله وجهاً لوجه، فلا أحد يستطيع أن يفعل ذلك عنا"
ولذلك نحن نصلي من القلب قائلين : "ياربي يسوع ارحمني أنا الخاطيء"

 
التعديل الأخير:

صوت صارخ

New member
إنضم
3 أغسطس 2007
المشاركات
30,370
مستوى التفاعل
3,280
النقاط
0
الإقامة
تحت قدمى المصلوب
ترنيمة الأكاثستس ليسوع الحلو
(كلمة "الأكاثستس" تعني باليونانية : "الذي لا يجلس فيه")

إن كنت ترغب أن ترى كيف تكون حقا الصلاة شخصية وحميمة جدا ، أشير عليك بترنيمة الأكاثستس ليسوع الحلو كما ترتل في الكنيسة اليونانية... أستمع لبعض المقتطفات من هذه الخدمة:
"عندما أشرق نور حقك في العالم
ابتعد لضلال الشيطاني بعيداً
لأن الأصنام سقطت أيها المخلص عاجزة أن تتحمل قوتك
لكننا نحن الذين نلنا الخلاص نصرخ نحوك
يا يسوع ... أيها الحق المُبدد كل كذب.
يا يسوع ... أيها النور الفائق كل نور.
يا يسوع ... أيها الملك المتفوق على الكل في القدرة.
يا يسوع ... إيها الإله الثابت في الرحمة.
يا يسوع.....يا خبز الحياة ... اشبعني أنا الجوعان.
يا يسوع.....يا ينبوع المعرفة ... أنعشني أنا العطشان.
يا يسوع......يا كساء السرور ... اِكسِني أنا العريان.
يا يسوع .....يا ملجأ الفرح ... استرني أنا الغير مستحق.
يا يسوع .....يا يامن تُعطي كل من يسأل ... أعطني حزناً على آثامي
يا يسوع .... يا من تُوجِد لكل من يطلب ... فالتَجِد روحي.
يا يسوع....... يا من تفتح لكل من يقرع ... أفتح قلبي المتحجر.
يا يسوع ..... يا فادي الخطاة ... اِغسل عني آثامي.
يا يسوع ..........يا إبن الله اِرحمني أنا الخاطى.​
عندما سمعك الرجل الأعمى أيها الرب عابراً في الطريق صرخ قائلاً: يايسوع ابن داود اِرحمني، وأنت دعوته وفتحت عينيه، فأنر أعين قلبي الروحية، أنى أيضاً بحسب مراحمك، أصرخ إليك قائلاً:
يا يسوع .... يا خالق الذين في السماء.
يا يسوع .... يا فادي الذين على الأرض.
يا يسوع .... يا قاهر القوة السفلية.
يا يسوع .... يا مُجمَّل كل مخلوق.
يا يسوع .... يا مُعزَّي روحي.
يا يسوع .... يا مضئ عقلي.
يا يسوع .... يا مُفرَّح قلبي.
يا يسو ع .... يا صحة جسدي.
يا يسوع مخلصي .........خلصني.
يا يسوع نوري ......... نورني.
يا يسوع .... من كل عذاب أنقذني.
يا يسوع .... خلصني أنا الغير مستحق.
يا يسوع يا ابن الله ارحمني.​
ياربي يسوع المسيح الكثير الرحمة اقبلني أنا المعترف بآثامي أيها السيد, خلصني يا يسوع، وأختطفني من الفساد يا يسوع.
يا يسوع الحلو ... خلصنا.
يا يسوعي، لا يوجد أحد كان مسرفاً ضالاً مثلي أنا الشخص الحقير
يا يسوع يا محب البشر خلصني أنت بذاتك يا يسوع.
يا يسوع الحلو ... خلصنا".

 

صوت صارخ

New member
إنضم
3 أغسطس 2007
المشاركات
30,370
مستوى التفاعل
3,280
النقاط
0
الإقامة
تحت قدمى المصلوب
مرنم المزامير
الصلاة يجب أن تكون شخصية، فكيف تكون غير ذلك وهي محادثة بين شخصين متحابين. لهذا السبب نجد مرنم المزامير يصلي بطريقة شخصية :
• "التصقت نفسي بك "(مز9:63)
• "عطشت إليك نفسي"(مز1:63)
• "كما تشتاق الإيل لمجاري المياه هكذا تشتاق نفسي إليك ياالله" (مز1:42)
• "أحبك يارب ياقوتي الرب صخرتي" (مز1:18)
• " نفسي فى يديك كل حين " (مز 109:119)
• "أبارك الرب فى كل حين دائماً تسبيحه فى فمي " (مز1:34)

الحق هو شخص

أن الحق للمسيحيين ليس فكرة مجردة بل شخص، هو المسيح. المسيح نفسه يقول : "أنا هو الحق" (يو16:13) . والمسيح الذي هو الحق هو في نفس الوقت الحياة، وهو أيضا الطريق الذي فيه نحن مدعوّون أن نحيا ونمشي يوميا من أجل أن نعرف الحق، الحق شخصي والحياة شخصي. "أنا هو الحق " قال يسوع "أنا هو الحياة". الحق المُطلَق هو كائن شخصي يُدرَك بالحب .
 

صوت صارخ

New member
إنضم
3 أغسطس 2007
المشاركات
30,370
مستوى التفاعل
3,280
النقاط
0
الإقامة
تحت قدمى المصلوب
القديس سلوان
يكتب الأرشمندريت صُفروني عن القديس سلوان قائلاً: "ظهورات السيد المسيح لسلوان كانت تتم في لقاء شخصي وهذا بفضل أنه اكتسب اقترابه من الله بطابع شخصي عميق. تحدث مع الله في الصلاة وجهاً لوجه. الشعور بكون الله شخصي يحرر الصلاة من الخيال والمجادلة النظرية، ناقلة كل شيء داخل مركز خفي لاتحاد داخلي حي. في هذا التركيز الداخلي تكف الصلاة عن أن تكون "صراخ في الفضاء"، والعقل يصبح كله انتباه وانصات. سلوان وهو يدعو الاسم القدوس الآب، الرب والألقاب الأخرى - كان باستمرار مستغرق في حالة "لا يسوغ لإنسان أن يتكلم بها"، لكن كل من اختبر بنفسه حضور الله الحي سوف يفهم"

تعالـــــــوا إلـيَّ
كتب أحد الأشخاص عن يسوع :
• عندما قال للتعابى "تعالوا إليّ "أنا أعلم أن المخلص كان يحدثني أنا.
• عندما صلى في بستان جثسيماني كانت تلك القطرات, العرق مع الدم, تتدفق من أجلي أنا.
• عندما ثقبت الحربة جنبه، وذاق الألم المبرح، عندما مزقت المسامير يديه، تألم من أجلي أنا.
• عندما عُلَّق إلى الموت على هذه الشجرة وصرخ "يا أبتاه أغفر لهم"، كان يتشفع من أجلي أنا.
• أنى متأكد أنه يجلس الآن عن يمين الآب ينتظرني أنا, بالرغم من أنني لا أستطيع إدراك ذلك!

بما أن الصلاة هي شخصية جداً، يجب أن لا نتردد في أن نأتي لله عفوياً:
• عندما نكون على وشك فقد أعصابنا ... نصلي : صبرك يارب.
• عند شعورنا بالوحدة ... نصلي : حضورك يارب.
• عند شعورنا بالقلق ... نصلي : سلامك يارب.
• عندما نجرب بأفكار شهوانية ... نصلي : نقاوتك يارب.

كتبت الأم تريزا عن علاقة البابا يوحنا بولس الثاني الشخصية بالرب الآتي : "كان دائماً مؤيَّد بإيمان عميق، يتغذي على الصلاة المتواصلة، جسور في رجاء غير متزعزع، يحيا في عمق المحبة مع الله". نحن أيضاً إن تأيدنا بصلاة شخصية عميقة، سنجد أنفسنا في محبة عميقة مع الله .

من الممكن أن علاقتنا بالله تصبح شخصية بشكل حميم، حتى أن صلاتنا لا تعد تحتاج التعبير باستعمال الكلمات. الأسقف كاليستوس يؤكد هذا عندما يكتب: "... لم تعد الصلاة بهذا التعريف مجرد طلب أشياء، ومن الممكن فعلاً أن توجد بدون أستعمال أي كلمات على الإطلاق، فهي لم تعد نشاطاً مؤقتاً بل حال مستمر. أن تصلي أي أن تقف أمام الله، أن تدخل في علاقة مباشرة وشخصية معه، أن تعرف على كل مستوى من كيانك, من الغريزي إلى الفكري ومن اللا شعور إلى الشعور, أنك في الله وأن الله فيك.
لكي نُثبت ونُعمِق علاقتنا الشخصية مع الآخرين من البشر، ليس ضرورياً أن نقدم طلبات بشكل مستمر أو حتى نستعمل كلمات، بل كلما ازدادت معرفتنا ومحبتنا للآخر يقل الاحتياج للتعبير بشكل لفظي عن موقفنا المتبادل. هكذا أيضا تكون علاقتنا الشخصية بالله "
 

صوت صارخ

New member
إنضم
3 أغسطس 2007
المشاركات
30,370
مستوى التفاعل
3,280
النقاط
0
الإقامة
تحت قدمى المصلوب
تكلم مع الله قلباً لقلب

الطريقة الحميمة والشخصية جداً التي تكلم بها الرب يسوع مع الله الآب ألهمت الواعظ الفرنسي الشهير فنلون لكي يكتب هذه الكلمات، مشجعاً إيانا أن نتشبه به عندما نصلي:
"قل له كل ما هو في قلبك كما يفرغ شخص ما في قلبه لصديق عزيز. قل له عن مشاكلك حتى يريحك، قل له عن أفراحك حتى يوقرها، قل له عن أشواقك حتى ينقيها ، قل له عن مضايقاتك حتى يساعدك أن تقهرها ، تحدث معه عن تجاربك حتى يحميك منها، أظهر له كل جروح قلبك حتى يشفيها. عري أمامه كل حيدانك عن الصلاح، أذواقك المنحرفة للشر ... عدم استقرارك. إن سكبت هكذا أمامه كل ضعفاتك ، احتياجاتك ومشاكلك، فلن يكون هناك نقص في ما تقول، لن تستنزف ابداً هذا الموضوع، لأنه يتجدد بشكل مستمر.
الأشخاص الذين ليس بينهم أسرار لا يحتاجون أبداً لمواضيع تحادث، بل هم يتكلمون عفوياً، فليس هناك ما يجب إخفاؤه، ولا هم يبحثون عن كلام يقال. هم يتكلمون معاً من فيض قلوبهم، بدون تنميق، فقط ما يجول في تفكيرهم. مباركون هم الذين يحققون مثل هذا الاتصال الوثيق مع الله بلا تكلف أو تحفظ"

إجابتنا: أُلفة ومحبة شخصية
لا يمكن أن تكون هناك علاقة حقيقية مع الرب يسوع العريس بدون هذا النوع من الألفة والمحبة الشخصية، فكل الحياة يجب أن تكون شركة عميقة معه من عمق إلى عمق، صداقة واتحاد دائم الامتداد بيننا وبين يسوع العريس.
يتكلم القديس مار إفرام السرياني عن الجسد والقلب كغرفة عرسية للمسيح العريس. يجب أن تحقق محبتنا له يومياً في الصلاة ودراسة كلمته والأسرار المقدسة خصوصاً سر الإفخارستيا الذي من خلاله نصير بحق واحداً معه، سرالأفخارستيا هو حقا الاحتفال العرسي الذي فيه العريس القدوس يتزوج الكنيسة العروس، وبهذا السر نصير لحماً من لحمه وعظماً من عظامه (تك23:2).
تعب أحد الشباب الأذكياء من قراءة قصص وقت النوم لأخته الصغيرة، فقرر أن يسجل بعض قصصها المفضلة على شريط. قال لها " الآن تستطيعي أن تسمعي قصصك أي وقت تريدين ، أليس ذلك عظيم؟" . نظرت أخته للجهاز للحظة ثم أجابت : "لا .. ليس له حضن"
كلنا نحتاج حضناً. نحتاج لتقارب العلاقة. نحتاج أن نعرف أننا محبوبون محبة عميقة وشخصية.
علاقة شخصية يومية مع يسوع تمكننا من الجلوس في حضنه كل يوم.
 
أعلى