الرد على تشبيه القيامة بالأساطير الوثنية
أخوتي وأخواتي في المسيح :
منذ فترة وأنا أبحث في الانترنيت عثرتُ على مقال ... بل عدة مقالات لأشخاص ينكرون قيامة المسيح ويزعمون أن قصة القيامة مأخوذة ومقتبسة من أصول وثنية قديمة وقد ذهب البعض لذكر شواهد من الحضارات القديمة التي تتحدث عن قيامة الآلهة من الموت .....
************
لكن لقد فات كاتب هذه الأكاذيب أو النظرية الفاشلة عدة نقاط مهمة وهي :
انه في ذلك الزمان لم تكن هناك وسائل اتصال حديثة وإنترنت لتناقل المعلومات ولم يكن نظام الحياة في ذلك الوقت كنظام العولمة اليوم الانفتاح على مختلف الثقافات والحضارات وانصهارها ....
ثم إن معظم تلاميذ المسيح كانوا من صيادي السمك البسطاء ، ومهنة مثل هذه ليست كمهنة التجارة التي تفسح المجال أمام المشتغلين بها لمعرفة أخبار العالم وعقائد الساكنين فيه، بل إنها مهنة تفرض على أصحابها ملازمة البيئة التي يعملون فيها، وتحصر أفكارهم في الأخبار والعقائد الموجودة في بلادهم .
إضافة إلى ذلك فقد كان التلاميذ من اليهود المتديّنين الذين يحطون من شأن الوثنيين والأمم الأخرى ويعتبرونهم نجسين ، وبالتالي كانوا حتى لا يتحدثون معهم أو يخالطونهم ، فكيف يمكن أن يأخذوا عنهم وينقلوا منهم ، ومن جهة أخرى فإنه بالرجوع إلى عقائد الوثنيين أو بالأحرى إلى أساطيرهم، لا نرى فيها أسطورة عن إنسان قال الوثنيون إنه قام بعد موته، كما نادى التلاميذ عن المسيح. والدليل على ذلك أن اليونانيين الوثنيين كانوا : ( يستهزئون عندما سمعوا التلاميذ ينادون بقيامة المسيح من الأموات (أعمال 17: 22) .
وهذه بعض أساطير الوثنيين التي يقال إنه ورد فيها شيء عن القيامة من الأموات أو العودة إلى الحياة، لكي يتضح بطلان هذه الدعوى من أساسها.
(أ) فالبابليون بسبب رغبتهم في أن تظل نساؤهم في حوزتهم، زعموا أن الإله تاموز أحب إشترا أو عشتاروت إلهة الحب وتزوج منها. لكن لم يمض على هذا الزواج وقت طويل حتى أبغضته وقتلته، ثم أخذت بعد ذلك تبحث عن زوج آخر عوضاً عنه، ولكنها لم تجد. وأخيراً ذهبت إلى عالم الموتى لكي تخرج تاموز منه ، فقبض عليها ملك هذا العالم، وبعد أن سامها العذاب لقتلها تاموز، سمح لها أن تأخذه، وبذلك عاد تاموز إلى الأرض.
(ب) وقدماء المصريين، بسبب رغبتهم في إعلان قوة الخير، زعموا أن إله الشر ست كان يبغض أخاه إله الخير أوزيريس . لذلك قتله ومزق جثته إلى 72 قطعة، رمى كل قطعة منها في مكان خاص. ومع ذلك استطاعت إيزيس زوجة أوزيريس أن تجمع القطع المذكورة، وأن تعيد زوجها إلى الحياة، ومن ثم أصبح خالداً في نظرهم.
(ج) وقدماء اليونان بسبب رغبتهم في تعليل اختفاء القمح من الحقول ستة شهور، زعموا أن ملك الهاوية أحب بروسفوني إلهة القمح ، واختطفها إلى مملكته، فشكت أمها (إلهة الزراعة) إلى جوبيتر رئيس الآلهة ما أصاب ابنتها. فأمر ملك الهاوية بإطلاق سراح بروسفوني وإعادتها إلى الأرض. لكن لأن هذا الملك كان قد أحب بروسفوني حباً جماً، لم يطلق سراحها إلا بعد أن أعطاها من طعام الهاوية. ونظراً لأن من خصائص هذا الطعام أنه يجذب كل من يأكل منه إلى الهاوية بعد مفارقته لها، لذلك كانت بروسفوني تعود إلى الهاوية مرة كل عام وتبقى فيها ستة شهور متتالية (وهي المدة التي تختفي فيها الحبوب من الأرض) ، وبعد ذلك تظهر على الأرض مرة ثانية، وهكذا دواليك.
(د) وبسبب رغبة اليونانيين أيضاً في تعظيم الديمقراطية وتحريض الناس على الدفاع عنها، زعموا أن بروميتيه بعد أن ساعد جوبيتر في القضاء على أعدائه والارتقاء إلى مركز رب الآلهة عندهم، حقد جوبيتر عليه وعزم على إهلاكه وإهلاك البشر معه. لأن بروميتيه كان يحبهم ويساعدهم في كل شؤونهم، لذلك صلبه على جبل القوقاز وأمر فلكان أن يعذبه. فأخذ هذا يغرس حديداً محمياً بالنار في جسم بروميتيه، كما أهاج النسور عليه لتمزق جسده. وبينما كان بروميتيه على هذه الحال، أتته عرائس البحر وعرضن عليه أن يتوسطن له لدى جوبيتر، فرفض. وأخيراً أتاه هرقل فأنقذه ورفع مكانته.
مما تقدم يتضح لنا أن قيامة المسيح من الأموات لا يمكن أن تكون قد نقلت عن الأساطير الوثنية، بل لا بد أنها حادثة حقيقية كما اتضح لنا في الأبواب السالفة. وقد أدرك هذه الحقيقة عباس محمود العقاد فقال : كانت الدعوة المسيحية كما روتها الأناجيل دون أن يتعمد كتابها تطبيق أحوال التطور، أو تلتفت أذهانهم إلى معنى تلك الأحوال ثم قال إن أصحاب هذه الملاحظات أو الفلاسفة العصريين اتخذوا تشابه المراسيم والأخبار دليلاً على تلفيق تاريخ السيد المسيح. ويبدو لي أن نشوء علم المقابلة بين الأديان هو الذي دفع أصحابه في القرن الثامن عشر إلى تحميل المشابهات والمقارنات فوق طاقتها . كما قال ليس من الصواب أن يقال إن الأناجيل جميعاً عمدة لا يعول عليها في تاريخ السيد المسيح، وإنما الصواب أنها العمدة الوحيدة في كتابة تاريخه، وسواء رجعت هذه الأناجيل إلى أصل واحد أم إلى أكثر من مصدر، فمن الواجب أن يدخل في الحسبان أنها هي العمدة التي اعتمد عليهم قوم هم أقرب الناس إلى عصر المسيح، وليس لدينا نحن بعد قرابة ألفي عام عمدة أحق منها بالاعتماد (عبقرية المسيح ص 126 وكتاب اللّه ص 149-153) .
------------------------
ختاماً فلنكن واثقين يا اخوتي وأخواتي أنه مهما مرَّ من الزمن ستبقى هناك طفيليات مؤذية وأصوات ناشذة تلقي بالأكاذيب وتشكك بكلام الرب وصلبه وقيامته ، ولكن مع كل زمن سيبقى هناك فرسان شجعان وأخوات فاضلات للدفاع عن كلمة الرب وإثبات بطلان المزاعم والادعاءات والكلمات الحاقدة الصادرة من قلوب أعماها ظلام الخطية ونحن بقوة الرب منتصرون على أولئك من عبدة الظلام والأرض ....
"من هو الكذاب إلا الذي ينكر أن يسوع هو المسيح . هذا هو ضد المسيح الذي ينكر الآب والابن."
" فقبض على الوحش والنبيّ الكذاب معه الصانع قدامه الآيات التي بها أضلّ الذين قبلوا سمة الوحش والذين سجدوا لصورته ، وطرح الاثنان حيّين إلى بحيرة النار المتقدة بالكبريت " .
أخوتي وأخواتي في المسيح :
منذ فترة وأنا أبحث في الانترنيت عثرتُ على مقال ... بل عدة مقالات لأشخاص ينكرون قيامة المسيح ويزعمون أن قصة القيامة مأخوذة ومقتبسة من أصول وثنية قديمة وقد ذهب البعض لذكر شواهد من الحضارات القديمة التي تتحدث عن قيامة الآلهة من الموت .....
************
لكن لقد فات كاتب هذه الأكاذيب أو النظرية الفاشلة عدة نقاط مهمة وهي :
انه في ذلك الزمان لم تكن هناك وسائل اتصال حديثة وإنترنت لتناقل المعلومات ولم يكن نظام الحياة في ذلك الوقت كنظام العولمة اليوم الانفتاح على مختلف الثقافات والحضارات وانصهارها ....
ثم إن معظم تلاميذ المسيح كانوا من صيادي السمك البسطاء ، ومهنة مثل هذه ليست كمهنة التجارة التي تفسح المجال أمام المشتغلين بها لمعرفة أخبار العالم وعقائد الساكنين فيه، بل إنها مهنة تفرض على أصحابها ملازمة البيئة التي يعملون فيها، وتحصر أفكارهم في الأخبار والعقائد الموجودة في بلادهم .
إضافة إلى ذلك فقد كان التلاميذ من اليهود المتديّنين الذين يحطون من شأن الوثنيين والأمم الأخرى ويعتبرونهم نجسين ، وبالتالي كانوا حتى لا يتحدثون معهم أو يخالطونهم ، فكيف يمكن أن يأخذوا عنهم وينقلوا منهم ، ومن جهة أخرى فإنه بالرجوع إلى عقائد الوثنيين أو بالأحرى إلى أساطيرهم، لا نرى فيها أسطورة عن إنسان قال الوثنيون إنه قام بعد موته، كما نادى التلاميذ عن المسيح. والدليل على ذلك أن اليونانيين الوثنيين كانوا : ( يستهزئون عندما سمعوا التلاميذ ينادون بقيامة المسيح من الأموات (أعمال 17: 22) .
وهذه بعض أساطير الوثنيين التي يقال إنه ورد فيها شيء عن القيامة من الأموات أو العودة إلى الحياة، لكي يتضح بطلان هذه الدعوى من أساسها.
(أ) فالبابليون بسبب رغبتهم في أن تظل نساؤهم في حوزتهم، زعموا أن الإله تاموز أحب إشترا أو عشتاروت إلهة الحب وتزوج منها. لكن لم يمض على هذا الزواج وقت طويل حتى أبغضته وقتلته، ثم أخذت بعد ذلك تبحث عن زوج آخر عوضاً عنه، ولكنها لم تجد. وأخيراً ذهبت إلى عالم الموتى لكي تخرج تاموز منه ، فقبض عليها ملك هذا العالم، وبعد أن سامها العذاب لقتلها تاموز، سمح لها أن تأخذه، وبذلك عاد تاموز إلى الأرض.
(ب) وقدماء المصريين، بسبب رغبتهم في إعلان قوة الخير، زعموا أن إله الشر ست كان يبغض أخاه إله الخير أوزيريس . لذلك قتله ومزق جثته إلى 72 قطعة، رمى كل قطعة منها في مكان خاص. ومع ذلك استطاعت إيزيس زوجة أوزيريس أن تجمع القطع المذكورة، وأن تعيد زوجها إلى الحياة، ومن ثم أصبح خالداً في نظرهم.
(ج) وقدماء اليونان بسبب رغبتهم في تعليل اختفاء القمح من الحقول ستة شهور، زعموا أن ملك الهاوية أحب بروسفوني إلهة القمح ، واختطفها إلى مملكته، فشكت أمها (إلهة الزراعة) إلى جوبيتر رئيس الآلهة ما أصاب ابنتها. فأمر ملك الهاوية بإطلاق سراح بروسفوني وإعادتها إلى الأرض. لكن لأن هذا الملك كان قد أحب بروسفوني حباً جماً، لم يطلق سراحها إلا بعد أن أعطاها من طعام الهاوية. ونظراً لأن من خصائص هذا الطعام أنه يجذب كل من يأكل منه إلى الهاوية بعد مفارقته لها، لذلك كانت بروسفوني تعود إلى الهاوية مرة كل عام وتبقى فيها ستة شهور متتالية (وهي المدة التي تختفي فيها الحبوب من الأرض) ، وبعد ذلك تظهر على الأرض مرة ثانية، وهكذا دواليك.
(د) وبسبب رغبة اليونانيين أيضاً في تعظيم الديمقراطية وتحريض الناس على الدفاع عنها، زعموا أن بروميتيه بعد أن ساعد جوبيتر في القضاء على أعدائه والارتقاء إلى مركز رب الآلهة عندهم، حقد جوبيتر عليه وعزم على إهلاكه وإهلاك البشر معه. لأن بروميتيه كان يحبهم ويساعدهم في كل شؤونهم، لذلك صلبه على جبل القوقاز وأمر فلكان أن يعذبه. فأخذ هذا يغرس حديداً محمياً بالنار في جسم بروميتيه، كما أهاج النسور عليه لتمزق جسده. وبينما كان بروميتيه على هذه الحال، أتته عرائس البحر وعرضن عليه أن يتوسطن له لدى جوبيتر، فرفض. وأخيراً أتاه هرقل فأنقذه ورفع مكانته.
مما تقدم يتضح لنا أن قيامة المسيح من الأموات لا يمكن أن تكون قد نقلت عن الأساطير الوثنية، بل لا بد أنها حادثة حقيقية كما اتضح لنا في الأبواب السالفة. وقد أدرك هذه الحقيقة عباس محمود العقاد فقال : كانت الدعوة المسيحية كما روتها الأناجيل دون أن يتعمد كتابها تطبيق أحوال التطور، أو تلتفت أذهانهم إلى معنى تلك الأحوال ثم قال إن أصحاب هذه الملاحظات أو الفلاسفة العصريين اتخذوا تشابه المراسيم والأخبار دليلاً على تلفيق تاريخ السيد المسيح. ويبدو لي أن نشوء علم المقابلة بين الأديان هو الذي دفع أصحابه في القرن الثامن عشر إلى تحميل المشابهات والمقارنات فوق طاقتها . كما قال ليس من الصواب أن يقال إن الأناجيل جميعاً عمدة لا يعول عليها في تاريخ السيد المسيح، وإنما الصواب أنها العمدة الوحيدة في كتابة تاريخه، وسواء رجعت هذه الأناجيل إلى أصل واحد أم إلى أكثر من مصدر، فمن الواجب أن يدخل في الحسبان أنها هي العمدة التي اعتمد عليهم قوم هم أقرب الناس إلى عصر المسيح، وليس لدينا نحن بعد قرابة ألفي عام عمدة أحق منها بالاعتماد (عبقرية المسيح ص 126 وكتاب اللّه ص 149-153) .
------------------------
ختاماً فلنكن واثقين يا اخوتي وأخواتي أنه مهما مرَّ من الزمن ستبقى هناك طفيليات مؤذية وأصوات ناشذة تلقي بالأكاذيب وتشكك بكلام الرب وصلبه وقيامته ، ولكن مع كل زمن سيبقى هناك فرسان شجعان وأخوات فاضلات للدفاع عن كلمة الرب وإثبات بطلان المزاعم والادعاءات والكلمات الحاقدة الصادرة من قلوب أعماها ظلام الخطية ونحن بقوة الرب منتصرون على أولئك من عبدة الظلام والأرض ....
"من هو الكذاب إلا الذي ينكر أن يسوع هو المسيح . هذا هو ضد المسيح الذي ينكر الآب والابن."
" فقبض على الوحش والنبيّ الكذاب معه الصانع قدامه الآيات التي بها أضلّ الذين قبلوا سمة الوحش والذين سجدوا لصورته ، وطرح الاثنان حيّين إلى بحيرة النار المتقدة بالكبريت " .