التاريخ الفرعونى وأثاره يشهدان للكتاب المقدس

[ميشيل فريد]

لمصر فى الكتاب المقدس مكانة ذات قيمة بالغة, فهي مرتبطة بأحداث عديدة على مدي التاريخ, بدءاً من مجيء أبو الأنبياء أبونا إبراهيم, إلى مجيء العائلة المقدسة إلى مصر, والعجيب فى الأمر أن ذلك الأمر لم يحظ بالاهتمام اللائق من أي جهة فى مصر, سواء كانت علمانية أو كنيسية, لذا وجدت من اللائق, كمسيحي مصري, أن أحاول البحث فى التاريخ الفرعونى عن أحداث الكتاب المقدس التى لها علاقة بمصر, وعن الأثار التى تشهد لتلك الأحداث.
ومن أهم الأحداث التى وجدت أنها لابد أن يكون لها صدى فى تاريخ مصر هي:
1- مجيء أبينا إبراهيم إلى مصر
2- مجيء يوسف البار إلى مصر والأحداث المرتبطة بذلك
3- ظهور كليم الله موسي النبي والأحداث المرتبطة بذلك .
ولبحث تلك المواضيع كان لابد لي من البحث عن زمن وقوع تلك الأحداث للرجوع لنفس الحقبة الزمنية من تاريخ مصر للعثور على تأثيرات ذلك الحدث على مصر آن ذاك.

 

[ميشيل فريد]

وحيث أننا بصدد التكلم بأسلوب أكاديمي, فلابد وأن يكون لنا مرجعية علمية تفرض نفسها على الجميع ليكون هناك يقين ومصداقية لما توصلنا إلية
كيفيه حساب الزمن
من المعلوم أن السنة فى الكتاب المقدس نوعان:
1- سنة كتابية: ومنها السنة التى تكلم عنها سفر التكوين عند الحديث عن طوفان نوح, ومدتها 360 يوم
2- سنة عبرية: وهي سنة قمرية وكانت تؤرخ بها الأحداث العبرية وعدد أيامها 354 يوم تقريبا أى تُعادل 97% من السنة الشمسية.
ولما كان ما نحن بصدد بحثه من أحداث يختص بالشعب العبري تم الأخذ بالاعتبار آن السنين المدونة فى الكتاب المقدس هى سنوات قمرية, وبتحويل تلك السنوات إلى سنوات شمسيه, وهى المستخدمة فى التأريخ, سنتمكن من حساب تواريخ أحداث الكتاب المقدس بالتقويم الشمسي, وذلك بتحويل السنوات القمرية لأيام وذلك بضربها فى 354 ثم يُقسم الناتج على 365.25 فنحصل على عدد السنوات الشمسية المعادلة للسنوات القمرية المذكورة فى الكتاب المُقدس .

 

[suf_ch]

مشكوووووووووووووور لطرحك واتمنى ان تواصل الابحاث الكتابية

الرب يباركك

المسيح هو الطريق والحق والحياة​

 

[ميشيل فريد]

1 – يذكر الكتاب المقدس فى 1مل 6 : 1 " وَعِنْدَمَا بَدَأَ سُلَيْمَانُ فِي بِنَاءِ هَيْكَلِ الرَّبِّ فِي الشَّهْرِ الثَّانِي، مِنَ السَّنَةِ الرَّابِعَةِ لِتَوَلِّيهِ عَرْشَ إِسْرَائِيلَ، كَانَ قَدِ انْقَضَى عَلَى خُرُوجِ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ دِيَارِ مِصْرَ أَرْبَعُ مِئَةٍ وَثَمَانُونَ عَاماً. "

=480× 354 ÷ 365.25 = 465 سنة شمسية​

وحيث أنه ثابت تاريخياً أنه شرع فى بناء الهيكل سنة 967 قبل الميلاد فيكون خروج العبرانيين من مصر قد تم سنة
967 + 465 = 1432قبل الميلاد
2- فى خروج 12 – 40 يحدد الكتاب المقدس مدة غربة شعب إسرائيل فى مصر حيث يذكر "وَكَانَتْ مُدَّةُ غُرْبَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ الَّتِي أَقَامُوهَا فِي مِصْرَ أَرْبَعَ مِئَةٍ وَثَلاَثِينَ سَنَةً "

وهي مدة تُعادل 430 × 354 ÷ 365.25 = 417 سنة​

وعليه يكون مجيء أبينا يعقوب إلى مصر قد تم سنه 1432 + 417 = 1849 قبل الميلاد
3- فى تكوين 47 : 9 يذكر السفر عمر أبينا يعقوب عند مجيئه لمصر "فَأَجَابَ يَعْقُوبُ فِرْعَوْنَ: «سَنَوَاتُ غُرْبَتِي مِئَةٌ وَثَلاَثُونَ سَنَةً، قَلِيلَةٌ وَشَاقَّةٌ، وَلَمْ تَبْلُغْ سِنِي غُرْبَةِ آبَائِي». "
وهي مدة تُعادل 130 × 354 ÷ 365.25 = 126 سنة فتكون سنة مولده

1849 + 126 = 1975 قبل الميلاد​

4
بإضافة عمر الإنسان عند مولد أبنه إلى سنة مولد ذلك الابن نحدد سنة مولد الأب, من ذلك فنحن نعلم الآن أن أبينا يعقوب ولد سنة 1975 ق. م ونعلم من الكتاب المقدس أن أبينا أسحق كان عمره ستون عاماً عندما أنجب أبينا يعقوب "تك 25 : 26 " ثُمَّ خَرَجَ أَخُوهُ وَيَدُهُ قَابِضَةٌ عَلَى عَقِبِ عِيسُو فَدَعَوْهُ يَعْقُوبَ. وَكَانَ إِسْحقُ فِي السِّتِّينَ مِنْ عُمْرِهِ عِنْدَمَا أَنْجَبَتْهُمَا لَهُ رِفْقَةُ.
وهي مدة تُعادل 60 × 354 ÷ 365.25 = 58 سنة
بهذا نحدد سنة مولد أبينا اسحق بإضافة سنين عمره عند مولد أبينا يعقوب إلى سنة مولد أبينا يعقوب، وعليه تكون سنة ميلاد أبينا أسحق

1975 + 58 = 2033 قبل الميلاد​

5
بالأسلوب السابق نحصل على تاريخ مولد أبينا إبراهيم, ففي تكوين 21 : 5 نعلم أن أبينا إبراهيم أنجب أسحق وله من العمر مائة سنة "وَكَانَ إِبْرَاهِيمُ قَدْ بَلَغَ الْماِئَةَ مِنْ عُمْرِهِ عِنْدَمَا وُلِدَ لَهُ إِسْحقُ"
وهي مدة تُعادل 100 × 354 ÷ 365.25 = 98 سنة شمسيه, فتكون سنة ميلاد أبونا إبراهيم هي سنة
2033 + 97 = سنة 2130 قبل الميلاد
6- وُلد موسي قبل خروج شعب إسرائيل من مصر سنة 1432 بثمانين سنة قمرية "وَكَانَ مُوسَى فِي الثَّمَانِينَ مِنْ عُمْرِهِ، وَهَرُونُ فِي الثَّالِثَةِ وَالثَّمَانِينَ، عِنْدَمَا خَاطَبَا فِرْعَوْنَ"
وهي مدة تُعادل 80 × 354 ÷ 365.25 = 77.5 سنة
فتكون سنة مولد موسي = 1432 + 77.5 = 1510 قبل الميلاد تقريباً
وولد هارون قبله بثلاث سنوات أي سنة 1513 قبل الميلاد تقريباً
بعد هذه التحديدات نستطيع أن نبدأ دراسة الأحداث الإنجليلة الثلاث
مجئ أبينا إبراهيم لمصر
تعيين يوسف البار مشيرا لفرعون
خروج العبرانيين من مصر

 

[mina_picasso]

​

موضوع جميل جداااااااااااااااااا

ربنا يباركك

 

[ميشيل فريد]

1- مجيء أبينا إبراهيم إلى مصر​

يبدأ الإنجيل فى ذكر مصر فى تكوين 12 : 10 " فيذكر الآتي :
" وَعَمَّتْ تِلْكَ الْبِلاَدَ مَجَاعَةٌ، فَانْحَدَرَ أَبْرَامُ إِلَى مِصْرَ لِيَتَغَرَّبَ فِيهَا لأَنَّ الْمَجَاعَةَ كَانَتْ شَدِيدَةً فِي الأَرْضِ " .
ولد إبرام فى أور الكلدانيين هو وأخوته, وهم ناحور وهاران, وكذلك أبن أخيه لوط, وفى أور تزوج إبرام من ساراى شقيقته من أبيه، وأستقر فى حاران حتى دعاه الرب وقال له فى تكوين 12 - 1
" وَقَالَ الرَّبُّ لأَبْرَامَ: «اتْرُكْ أَرْضَكَ وَعَشِيرَتَكَ وَبَيْتَ أَبِيكَ وَاذْهَبْ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أُرِيكَ "
فغادر إبرام حاران وله من له من العمر خمسه وسبعون سنه حسب ما ذُكر فى تكوين 12 : 4
" فَارْتَحَلَ أَبْرَامُ كَمَا أَمَرَهُ الرَّبُّ، وَرَافَقَهُ لُوطٌ. وَكَانَ أَبْرَامُ فِي الْخَامِسَةِ وَالسَّبْعِينَ مِنْ عُمْرِهِ عِنْدَمَا غَادَرَ حَارَانَ "
أي أنه ترك حاران سنة 2130 - 75 × 354 ÷ 365.25 = 2058 تقريبا
انطلق أبينا إبراهيم ومعه زوجته سارة وأبن أخيه لوط وكل النفوس التى له، وأثناء ترحاله استراح بمنطقه قرب دمشق, وما زالت توجد حتى الآن قرية تسمى " مسكن إبراهيم " بالقرب دمشق, ومن دمشق أخذ عبده الأمين "اليعازر الدمشقي" ثم استقر فى شكيم الكائنة في سهل مورة ثم انتقل إلى شرق بيت إيل حيث نصب خيامه بين بيت أيل ولحي .

اللجوء إلى مصر​

بعد أن وصل أبينا إبراهيم جنوب بيت إيل حدث جوع فى الأرض فارتحل إلى مصر
من تكوين 16 : 16 نعلم أن أبينا إبراهيم أنجب إسماعيل من هاجر المصرية وعمره 86 سنه
" وَكَانَ أَبْرَامُ فِي السَّادِسَةِ وَالثَّمَانِينَ مِنْ عُمْرِهِ عِنْدَمَا وَلَدَتْ لَهُ هَاجَرُ إِسْمَاعِيلَ." .
ومن تكوين 16 : 3 نعلم أن سارة أعطت هاجر لزوجها بعد أن أقاما فى أرض كنعان عشر سنوات من بعد تركهم لمصر
" وَهَكَذَا بَعْدَ إِقَامَةِ عَشْرِ سَنَوَاتٍ فِي أَرْضِ كَنْعَانَ، أَخَذَتْ سَارَايُ جَارِيَتَهَا الْمِصْرِيَّةَ هَاجَرَ وَأَعْطَتْهَا لِرَجُلِهَا أَبْرَامَ لِتَكُونَ زَوْجَةً لَهُ"

أي أنه أبينا إبراهيم رحل من حاران وعمره 75 سنه بحسب ما جاء فى تكوين 12 : 4
" فَارْتَحَلَ أَبْرَامُ كَمَا أَمَرَهُ الرَّبُّ، وَرَافَقَهُ لُوطٌ. وَكَانَ أَبْرَامُ فِي الْخَامِسَةِ وَالسَّبْعِينَ مِنْ عُمْرِهِ عِنْدَمَا غَادَرَ حَارَانَ "
ثم جاء مصر وعاد منها إلى أرض كنعان حيث مكث عشر سنوات ثم تزوج هاجر وأنجب منها إسماعيل وعمره 86 سنه. وعليه يكون أبينا إبراهيم قد غادر مصر وعمره 75 سنه، أى أنه لم يمكث بها سوى شهور معدودة ولا تزيد عن سنة وأنه جاءها وغادرها فى نفس العام تقريبا

سنة مجيء أبنا إبراهيم مصر​

وُلد أبينا إبراهيم سنة 2130 ق. م كما ذكرنا سابقا, وحيث أنه جاء مصر وله من العمر 75 سنه قمرية تُعادل تقريباً
75 × 354 ÷ 365.25 = 72 سنة شمسية

فيكون بذلك قد أتي مصر سنة 2130 – 72 = 2058 أو 2057 ق . م​

 

[ميشيل فريد]

ووصف تكوين 12 : 11 – 20 موجز لتلك الزيارة فقال :
" وَمَا إِنِ اقْتَرَبَ مِنْ تُخُومِ مِصْرَ حَتَّى قَالَ لِزَوْجَتِهِ سَارَايَ: «أَنَا أَعْرِفُ أَنَّكِ امْرَأَةٌ جَمِيلَةٌ، فَمَا إِنْ يَرَاكِ الْمِصْرِيُّونَ حَتَّى يَقُولُوا: هَذِهِ هِيَ زَوْجَتُهُ فَيَقْتُلُونَنِي وَيَسْتَحْيُونَكِ. لِذَلِكَ قُولِي إِنَّكِ أُخْتِي، فَيُحْسِنُوا مُعَامَلَتِي مِنْ أَجْلِكِ وَتَنْجُوَ حَيَاتِي بِفَضْلِكِ». وَلَمَّا اقْتَرَبَ أَبْرَامُ مِنْ مِصْرَ اسْتَرْعَى جَمَالُ سَارَايَ أَنْظَارَ الْمِصْرِيِّينَ، وَشَاهَدَهَا أَيْضاً رُؤَسَاءُ فِرْعَوْنَ فَأَشَادُوا بِهَا أَمَامَهُ. فَأُخِذَتِ الْمَرْأَةُ إِلَى بَيْتِ فِرْعَوْنَ. فَأَحْسَنَ إِلَى أَبْرَامَ بِسَبَبِهَا وَأَجْزَلَ لَهُ الْعَطَاءَ مِنَ الْغَنَمِ وَالْبَقَرِ وَالْحَمِيرِ وَالْعَبِيدِ وَالإِمَاءِ وَالأُتُنِ وَالْجِمَالِ. وَلَكِنَّ الرَّبَّ ابْتَلَى فِرْعَوْنَ وَأَهْلَهُ بِبَلاَيَا عَظِيمَةٍ بِسَبَبِ سَارَايَ زَوْجَةِ أَبْرَامَ. فَاسْتَدْعَى فِرْعَوْنُ أَبْرَامَ وَسَأَلَهُ: «مَاذَا فَعَلْتَ بِي؟ لِمَاذَا لَمْ تُخْبِرْنِي أَنَّهَا زَوْجَتُكَ؟ وَلِمَاذَا ادَّعَيْتَ أَنَّهَا أُخْتُكَ حَتَّى أَخَذْتُهَا لِتَكُونَ زَوْجَةً لِي؟ وَالآنَ هَا هِيَ زَوْجَتُكَ، خُذْهَا وَامْضِ فِي طَرِيقِكَ». وَأَوْصَى فِرْعَوْنُ رِجَالَهُ بِأَبْرَامَ، فَشَيَّعُوهُ وَامْرَأَتَهُ وَكُلَّ مَا كَانَ يَمْلِكُ "

فمن هو فرعون مصر أثناء الزيارة, وماذا قال التاريخ الفرعونى عن ذلك الحدث

 

[ميشيل فريد]

من هو فرعون مصر أثناء الزيارة :- اعتمدت فى دراستي لتاريخ مصر الفرعوني على خمسة مصادر تاريخية رئيسية هى
1-تاريخ مصر القديمة, للعلامة سليم حسن
2-تاريخ مصر من أقدم العصور إلى الفتح الفارسي للأستاذ جيمس برستد, ترجمة الدكتور حسن كمال.
3-مصر الفرعونية, تأليف أحمد فخري
4-الحياة أيام الفراعنة, تأليف ت . ج . جيمس, ترجمة د. أحمد زهير
5-مواقع متعددة على الانترنت
وبدراسة تاريخ مصر فى زمن مجئ أبينا إبراهيم سنة 2058 قبل الميلاد كما حددتها سلفاً نجد أن تلك الزيارة قد حدثت أثناء حكم فراعنة الأسرة الحادية عشر, وهؤلاء الفراعنة هم :
إنتف الأول
إنتف الثاني
إنتف الثالث
منتوحتب الأول
منتوحتب الثاني
منتوحتب الثالث
سنوسرت وآخرون
منتوحتب الرابع
منتوحتب الخامس

 

[ميشيل فريد]

وبدراسة حياة وأحداث حياة وسنوات حكم فراعنة تلك الأسرة نستطيع أن نؤكد أن مجيء أبينا إبراهيم قد حدث أثناء فترة حكم منتوحتب الثاني
ويُعتبر منتوحتب الثاني من أهم فراعنة الأسرة الحادية عشر ونستطيع أن نحدد أن الزيارة حدثت بالتحديد فى السنة الأربعون من حكمه التى استمرت واحد وخمسون سنة وذلك للأسباب الآتية :-
1 - حدوث مجاعة فى بلاد حوض البحر الأبيض فى تلك الفترة .
2- وفاة كل زوجات فرعون وأبنته ومحظياته فى وقت واحد أدت إلى قيامه بتعديل مدفنه ومعبده الجنائزي ليدفن أهل بيته.
3- قيامه بزيارة لمنطقه تسمى جبل السلسلة تقع جنوب أدفو وتُسمي " شط الرجال " وصنع هناك لوحه مازالت محيره لعلماء التاريخ الفرعوني
4 - أصبح هذا المكان " شط الرجال " مزار ديني يُحج إليه على مدا ر أزمنة الآسرات من الأسرة الحادية عشر حتى الأسرة الثامنة عشر, وتلك الفترة هي نفس الفترة التى أمضاها شعب إسرائيل فى مصر .

 

[ميشيل فريد]

أولاً بالنسبة للمجاعة​

كشفت بعض رسائل أحد كهنة أمون يُدعي "حقا نخت " عن مجاعة حدثت فى البلاد فى زمن حكم منتوحتب الثاني وإن كانت لم تؤثر فى مصر كثيرا بسبب نظام تخزين الحبوب الذي كان معمول به فى تلك الفترة, وكان ذلك الكاهن يمتلك مزرعتان فى شمال البلاد، وكان عليه أن يترك منزله وأهله لإدارة شئون مزرعتيه وقد ترك لنا ذلك الكاهن رسالة موجهه لأبنه الأكبر يقول له فيها : " كيف حالكم فى معيشتكم ورفاهيتكم وصحتكم، لا تقلقوا على فأنى حي وبخير. إنكم أشبه بمن يأكل حتى يشبع ويغمض عينيه، بينما يموت الناس جوعاً فى البلاد، لقد نزلت إلى الجنوب وحصلت على مؤنه لكم بقدر ما استطعت، أليس النيل منخفضا جدا، حسنا فقد جاءنا المحصول معقول رغم ذلك، كونوا صابرين فأني كما ترون تمكنت من إعالتكم حتى اليوم . ... ... .. . . . . . إن نصف الحياة خير من الموت الكامل . . .. . .. . . . .. .. لقد أخذوا يأكلون النساء والرجال هنا, لا يوجد أحد فى أى مكان يحصل على مثل المؤن التى تحصلون عليها، يجب أن تدبروا أنفسكم حتى أجيء فأنى سأقضي شهور الصيف هنا ".
وفى موضع آخر فى نفس الخطاب يستطرد قائلاً : " أعطوا المؤن إلى رجالي فقط عندما يقومون بالعمل، ضعوا ذلك فى أذهانكم، وأعدوا كل ما تستطيعون إعداده من الأرض واحرثوها ولا تكفوا عن العمل . . . . . . .. . ما أسعدكم لأنى أعولكم . "
وفى خطاب كتبه أحد أمراء إحدى المقاطعات يقول فيه " كنت أجلب المأكولات والأغذية إلى جبلين مدة سنين القحط لما بلغ عدد الجياع أربعمائة نسمه، ولم أغتصب أبنه رجل ولا حقله، ربيت عشرة قطعان من الغنم وجعلت كل قطيع تحت أداره رجل خاص، وربيت قطيعان من البهائم، وقطيعا من الحمير، وأكثرت من تربيه الحيوانات الصغيرة على اختلاف أنواعها، بنيت ثلاثين سفينة، ثم أعقبتها بثلاثين أخرى، ولما حصلت الكفاية لمدينة جيلين أرسلت الإعانة إلى "إسنا" و"تيفيوم" وهكذا ساعد إقليم طيبه مدينه جبلين بالإعانات فم تعد بحاجة إلى مساعدة الأقسام الأخرى "
وفى خطاب ثالث ذكر أحد حكام مقاطعه من مقاطعات الجنوب " أنى لم أسئ معامله أبنه رجل من القوم، ولم أظلم أرمله، ولم أمتهن فلاحا، لم أطرد راعيا، لم أسخر فى أشغالي عمالا بلا أجر، وبذلك زالت الكآبة من قسمي، وانعدم الجوع وقت حياتي، ولما حدث فى زمني القحط اجتهدت فى زرع أرض قسمي حتى أخر حدوده الجنوبية والشمالية، وأطعمت سكانه فلم يجوع منهم أحد، وكنت معطياً العطاء للأرملة والمتزوجة وللكبير والصغير، ولما وافت زيادة النيل أخذ كل واحد محصول أرضه ولم أخذ منه شيئا "
وفى خطاب أخر نجد الآتي : " كان عندى كثير من الحبوب ولما حدثت المجاعة فى قسمي وزعت الحبوب بمكيال "خا" و "حكت"، وسمحت لكل فرد أن يجلب لنفسه الحبوب، وكذا الزوجات والأرامل والأبناء، وسددت كل نقص لم يكن مستوفياً منذ عهد آبائي، وأكثرت من قطعان الغنم فى المراعى، حتى اصبح لكل رجل عدة أغنام، وكان البقر يلد أثنين فى كل مره فصار بين صغاره كثير من العجول "

 

[مورا مارون]

 

[fteriiz]

الموضوع جميل جدا جدا اريد تكملة الموضوع و شكرا
ربنا موجود

 

[fteriiz]

نصلي للا خوكي و يدخله الرب يسوع في فردوس النعيم
ربنا موجود

 

[fteriiz]

:smi102::11_9_10[1]::smi106:

نصلي للا خوكي و يدخله الرب يسوع في فردوس النعيم
ربنا موجود

 

[fteriiz]

:11_1_211v::01EDE7~120::15_3_36[1]:

 

[fteriiz]

:Love_Letter_Send::smile01:big29::11:

 

[ميشيل فريد]

ثانيا : وفاة أهل بيت فرعون وتعديل هيكله الجنائزي​

فى العام التاسع والثلاثون من حكم منتوحتب الثاني قام بتعديل هيكله الجنائزي بأن أضاف مقابر إضافية لأمه ولزوجاته ولأبنته وكذلك لمحظياتة ولبعض الراقصات، مما نفهم منه حدوث أمر غير عادى أدى إلى وفاة هذا الجمع من النساء دفعه واحدة، ومما يُفهم منه أيضاُ ولعه بالنساء حتى أنه أقتنى خمس زوجات، بخلاف محظياته اللاتي بلغن حوالي الثلاثين محظية واللاتي دفنهن فى هيكله الجنائزي وهذا أمر لم يحدث فى تاريخ الفراعنة أن دفن الغرباء فى مقبرة فرعون.
أما زوجات منتوحتب الخمس فهن 1- هنهنيت 2-كيسيت 3- كاويت 4 - ساده 5 – عاشيت, وأبنته تدعى ماييت. وقد تلاحظ أن الملكة عاشيت قد توفت وهى دون الثالثة والعشرين من العمر، كما نلاحظ أن صانع توابيت كل من الملكة كاويت وعاشيت هو صانع واحد. ومن ذلك نتيقن حدوث كارثة أدت إلى وفاة هذا العدد من النساء فى أسرة منتوحتب فى وقت واحد بما فيهم الملكة عاشيت التى توفت دون الثالثة والعشرون سنه كما أخبرتنا المومياء التى تخصها والمحفوظة بالمتحف المصري.

 

[ميشيل فريد]

ثالثاً : زيارة منطقه شط الرجال​

تعد تلك الزيارة أحد الألغاز الفرعونية التى مازالت محل جدل وخلاف بين علماء التاريخ الفرعوني, ومنطقة شط الرجال هذه عبارة عن وادي صغير يقع على حافة الصحراء الغربية وعلى بعد35 كم جنوب أدفو وعلى بعد أربعة كيلومتر شمال جبال السلسلة. يعود تاريخ استيطان تلك المنطقة إلى عصور ما قبل التاريخ إذ يوجد بها نقوش ومناظر لقطعان من الزراف والغزلان مع تواجد فيل ونعامه. أما النقوش فقد كتبت بلغه غير معلومة ولم يستطع أحد حل رموزها. وهذه النقوش والصور تشبه تلك التى اكتشفت فى كهوف ما قبل التاريخ. وقد أثبتت الأبحاث الجيولوجية أن تلك المنطقة كانت بحيرة ماء عذب وقد جفت لأسباب مجهولة. وقد قام منتوحتب بنحت لوحه فوق تلك النقوش مما يوحي بوجود علاقة بين الزيارة وبين نقوش ما قبل التاريخ تلك.
أما لوحة منتوحتب فهي عبارة عن لوحه مرسوم بها أربع أشخاص، أكبرهم رسم بالحجم الطبيعي وكُتب أمام وجهه " حور موحد القطرين عاش مخلداً " وخلفه رسمت آمراه على رأسها رسم طائر العقاب وتحمل فى إحدى يديها عصا وفى الأخرى زهرة البشنين وكتب فوقها " أم الملك التى يحبها أعح "وأعح هو أحد آلهة الفراعنة، وأمام فرعون رُسم شخصان الأول منهم لرجل يرتدى زي الملوك وكُتب فوقه " الوالد المقدس المحبوب من الملك أبن الشمس عاش مخلدا " أما الشخص الرابع فهو " خيتى" مدير الخزانة الشمالية وحامل الختم.
وعلى بعد حوالي أربع أمتار غرب تلك اللوحة عُملت لوحه أخرى لفرعون وخيتى فقط مما يوحي برحيل المرأة والرجل ذو الزي الملوكي.
وقد أختلف العلماء فى تحديد هوية ذلك الرجل وتلك المرأة، وقد قيل عن المرأة الآتي
1- أن تكون زوجة فرعون وأم أبنه ولكن هذا الرأي ينفيه أن جميع زوجات فرعون كن قد توفين قبل الزيارة، ثم آن المكتوب هو أم الملك وليس زوجته.
2- أن تكون إحدى محظيات والد فرعون, لكن ما الذى يدعو إلى أن يرسمها فى لوحه ملكيه ويدعوها أم الملك
3- إن تكون أم فرعون فعلا. ولكن المعلوم أنها توفت قبل تلك الزيارة وقام بدفنها فى مقبرته بعد تعديلها.
وهكذا لم يصل العلماء لتحديد هويتها ولا معرفة سبب تواجدها مع فرعون بتلك المنطقة النائية. أما الرجل الذى سمى بالوالد المقدس، فقد قيل عنه :-
1- أمير نوبي تقابل مع فرعون فى تلك المنطقة, ولكن لا يمكن آن يُدعى أمير نوبي بابن الشمس ولا أن يرتدى زي الملوك
2- قال عنه بريستد أنه الفرعون السابق لفرعون ولكن ثبت أن الفرعون السابق لمنتوحتب هو والده وإنه توفى قبل أن يتولى منتوحتب العرش.
3- قال عنه فنديه أنه أحد الفراعنة المتوفين قبل منتوحتب ولكن ما الذى يدعو إلى رسمه وخاصة أن فراعنة تلك الأسرة لم يؤله منهم أحد.
4- قال عنه "ماسبيرو" أنه إنتف أبن منتوحتب ولكن الرجل المرسوم رسم بزي الملوك وليس بزي ولى العهد، ثم أن منتوحتب لم يجعل من أبنه شريكاً معه فى الحكم أثناء حياته. كما انه لقب بالوالد المقدس وهكذا لم يستطع أحد أن يحدد هوية لا الرجل ولا المرأة المرسومان فى تلك اللوحة ولكن يمكن الجزم بان الرجل هو أبينا إبراهيم وأن المرأة هى سارة وذلك للأسباب الآتية :
1- أن تلك المنطقة أصبحت فى العهود التالية مزارا ومكان يُحج إليه طوال فترة تواجد بنى إسرائيل فى مصر. لأنه قد وجدت عدة نقوش فى تلك المنطقة لزوار أتوا لزيارتها ودونوا تواريخ تعود لفترات الأسر من الأسرة الثانية عشر حتى الأسرة الثامنة عشر, وأن أحدث تاريخ نقش كتبه الزوار كان فى عهد تحتمس الثاني وهو الفرعون الذى هرب موسى من وجهه كما سنبين ذلك لاحقا. وذلك يعنى إنه تم تقديس ذلك الموضع الصحراوي فى نفس فترة تواجد العبرانيين فى مصر, بل قد أقام بعض الزوار مقابر لهم بالقرب من تلك المنطقة وعلى رأس هؤلاء سنموت, ذلك الرجل الذى كان اليد اليمنى لحتشبسوت والذي لابد أنه كان أحد العبرانيين اللذين كانوا يقطنون قصر فرعون والذي ستبين دراستنا هذه أنه موسى نفسه, فقد شيد هذا الرجل مقبرتين إحداهما فى الدير البحري والأخرى فى شط الرجال وإن كان لم يدفن فى أى منهما, لأنه كان من الخارجين مع بنى إسرائيل من مصر.
ثم لماذا حضر فى تلك الزيارة "خيتى" وهو مدير الخزانة الشمالية, أى الوجه البحري ؟ لماذا لم يحضر مدير الخزانة الجنوبية والذي يعمل فى مقر فرعون والمفروض أن يكون قريباً لفرعون أكثر من مدير الخزانة الشمالية إلا إذا كان هو الشخص الذى أحضر سارة إلى فرعون عند وصولهم الحدود الشرقية الشمالية لمصر.

 

[ميشيل فريد]

ومن سياق ما سبق يمكن ربط الأحداث كالأتي

عند زيارة أبينا إبراهيم لمصر دخلها من حدودها الشرقية، فكان لابد له أن يستعلم عن ملك تلك البلاد فعرف عن فرعون مصر بولعه بالنساء وخاصة الجميلات منهن، وعرف أنه من الممكن أن يقتله لكى يتزوجها. لذا كان اتفاقه مع سارة بأن تُدعى أخته. (تك 12 : 11 - 12 " وَحَدَثَ لَمَّا قَرُبَ أَنْ يَدْخُلَ مِصْرَ أَنَّهُ قَالَ لِسَارَايَ امْرَأَتِهِ: "إِنِّي قَدْ عَلِمْتُ أَنَّكِ امْرَأَةٌ حَسَنَةُ الْمَنْظَرِ. فَيَكُونُ إِذَا رَآكِ الْمِصْرِيُّونَ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ: هَذِهِ امْرَأَتُهُ. فَيَقْتُلُونَنِي وَيَسْتَبْقُونَكِ.")
لما وصل إبرآم إلى العاصمة الشمالية للبلاد دخل إلى مسئولي إدارة البلاد ليستأذنهم فى الاستقرار فى أرضهم حتى تنتهي المجاعة التى تسود بلاده، فمثل أمام خيتي حامل ختم فرعون ووزير المنطقة الشمالي الذى بهره جمال سارة ووجدها فرصه للتقرب إلى فرعون، فسأل إبرأم عن المرأة التى ترافقه، فاخبره أنها أخته، فسعد خيتى بذلك وسافر فورا إلى طيبه مقر فرعون ليخبره عن الجمال الباهر الذى تتميز به تلك المرأة العبرانية. (تك 12 : 15 "وَشَاهَدَهَا أَيْضاً رُؤَسَاءُ فِرْعَوْنَ فَأَشَادُوا بِهَا أَمَامَهُ. فَأُخِذَتِ الْمَرْأَةُ إِلَى بَيْتِ فِرْعَوْنَ")
أمر فرعون بأن يمثل الرجل وأخته فورا أمامه، فجئ بإبرام وسارة أمام فرعون، فبُهر فرعون بجمال سارة وطلب من إبراهيم أن يزوجها له وانه سيجزل له العطاء مقابل ذلك. ( تك 12 : 16 " فَأَحْسَنَ إِلَى أَبْرَامَ بِسَبَبِهَا وَأَجْزَلَ لَهُ الْعَطَاءَ مِنَ الْغَنَمِ وَالْبَقَرِ وَالْحَمِيرِ وَالْعَبِيدِ وَالإِمَاءِ وَالأُتُنِ وَالْجِمَالِ.")
فذهل إبرام ولم يدر بماذا يجيب، ولم ينتظر فرعون الإجابة بل أمر بأخذ المرأة إلى قصر نساءه لأعدادها للزفاف، أما إبرأم فصرفه بعد أن أجزل له العطاء.
ذهبت سارة الجميلة إلى قصر فرعون مذهولة، فماذا عساها أن تفعل؟ ظلت تبكى والوصيفات فى حيره من أمرها ويسألونها " فيم بكائك وأنت ستزفين إلى فرعون مصر؟ أتحبين رجل أخر؟" ولم تدر سارة بماذا تجيب، فأما أن تزف إلى فرعون أو يُقتل زوجها الحبيب بسببها. وبينما سارة فى همومها تلك وفى خوف عظيم، إذ كيف تعطى نفسها لذلك الرجل وهى متزوجه من رجلها إبرأم الذى تحبه، فأخذت تدعو الرب الذى دعا زوجها ليترك أرضه وعشيرته ليأتى به إلى كنعان وتسأله كيف يا رب أفعل هذا الأمر ؟ وكيف تتركني يا زوجي الحبيب لذلك الرجل، كيف تقول عنى أنى أختك، ها أنا أسيره فى حجرته لأزف إليه فى تلك الليلة، فماذا أفعل يا إلهى. وبينما هى فى حيرتها إذ بجلبه فى القصر، والصراخ يملئ أركان المكان، ماذا جرى ؟ فسألت الوصيفات اللاتي أمرهن فرعون بتزيين الزوجة الجديدة وبإعدادها للزفاف، لماذا هذا الصراخ والعويل الذى يملئ القصر؟
أسرعن الوصيفات بالخروج لاستجلاء الأمر، وبعد فتره عاد البعض منهم وهن باكيات، فسألتهم سارة : فيما البكاء والنواح ؟ فكانت الإجابة المذهلة : " أن جميع نساء فرعون قد توفين، بما فيهم الملكة "عاشيت" الملكة المحبوبة الصغيرة التى لا يتجاوز عمرها الثالثة والعشرين سنه. بل أيضاً المحظيات اللاتي يتجاوز عددهن الثلاثين محظية والراقصات أيضاً، لقد توفين جميعا ( تك 12 : 17 " 17 وَلَكِنَّ الرَّبَّ ابْتَلَى فِرْعَوْنَ وَأَهْلَهُ بِبَلاَيَا عَظِيمَةٍ بِسَبَبِ سَارَايَ زَوْجَةِ أَبْرَامَ.")
جفلت سارة من تلك الأخبار المزعجة، وأيقنت أن الرب قد فعل ذلك بفرعون من أجلها، وإنها فى حمايته. أما فرعون فقد أرتعب من هول الكارثة التى حلت ببيته، أن الأمر لا يبدوا طبيعيا، فلم يكن أحد فى القصر مريضا، واستدعى مشيرينه وكهنة المعبد وصرخ " كيف يحدث هذا الأمر ؟ وكيف تموت جميع زوجاتي وابنتي بل وأيضاً محظياتي، لابد أن فى الأمر مؤامرة، ثم أن الزوجة الجديدة هى الوحيدة التى نجت من هذا الموت، لماذا ؟ لابد أنه فى الأمر مؤامرة، لابد أن الأعداء قد أرسلوها هى ومن معها ليقتلوني أنا وأهل بيتى ليستولوا على الحكم ، لابد أنها وذلك الرجل من قتلوا نسائي بسحرهما أو بقوة الآلهة التى يعبدونها، لابد من استدعائهما والتحقيق معهما .
فاستدعي سارة وإبرآم للمثول أمام فرعون، فذهبا بكل ثقة فى ربهما الذى أنقذ سارة من يد فرعون وفعل به هذا من أجلها، وصلا إلى مجلس فرعون، كان شاحباً، مرتبكاً، خائفاً، فسألهما بكل حده. " كيف تجرءون وتتسببون فى موت كل بيتى ؟ " فأجابت سارة بكل حكمه واتزان : " إن الرب إلهى هو الذى فعل بك ذلك لأنك آخذتني لأكون لك زوجه وأنا زوجه لذلك الرجل المدعو إبرأم . ذُهل فرعون وصرخ : لقد سألت الرجل وأخبرني أنك أخته، لماذا لم يخبرني أنك امرأته ( تك 12 : 18 – 19 " فَاسْتَدْعَى فِرْعَوْنُ أَبْرَامَ وَسَأَلَهُ: «مَاذَا فَعَلْتَ بِي؟ لِمَاذَا لَمْ تُخْبِرْنِي أَنَّهَا زَوْجَتُكَ؟ وَلِمَاذَا ادَّعَيْتَ أَنَّهَا أُخْتُكَ حَتَّى أَخَذْتُهَا لِتَكُونَ زَوْجَةً لِي؟ ..... " ) . فأجاب إبرآم فرعون وقال : " لقد خشيت يا سيدي أن تقتلني من أجلها، وهى حقاً أختي من أبى وكذلك زوجتي. ولكن ألهى الذى أعبده هو الذى حماها.
وكان لابد لفرعون أن يستعلم عن ذلك الإله الذى فعل ببيته ذلك. وخاف أن يسئ لا للرجل ولا لزوجته ولا للجمع الذى كان معه, وكيف يفعل وقد رأى قوة إلههم. ولكنه جلس أليه يسأله عن ذلك الإله، فأخبره إبرام عن الرب وعن أخبار آبائه وعن نوح وأبنائه، والطوفان وكيف نجاهم الرب منه. وعن أبناء عمومته أبناء مصرايم أبناء حام الذين جاءوا مصر واستوطنوا جنوب مصر, وأن منهم كهنة مصر وكيف كان نزولهم بمنطقة جبال السلسلة.
لذا طلب فرعون بتسمية ذلك الموضع بـ " شط الرجال " وذهب مع إبرام لزيارة ذلك الوضع، فذهب فرعون وخيتى وإبرام وسارة لجبال السلسلة فوجدوا نقوش لبني مصرايم على الصخور غرب النيل، وعاد فرعون وحاشيته من جبال السلسلة وأطلق إبرام وكل جماعته ليعودا إلى أرضهم. ( تك 12 : 19 – 20 " ........ وَالآنَ هَا هِيَ زَوْجَتُكَ، خُذْهَا وَامْضِ فِي طَرِيقِكَ». وَأَوْصَى فِرْعَوْنُ رِجَالَهُ بِأَبْرَامَ، فَشَيَّعُوهُ وَامْرَأَتَهُ وَكُلَّ مَا كَانَ يَمْلِكُ") قص أبينا إبراهيم تلك الزيارة لأبنائه وأحفاده. وكان ذلك الموضع معلوما لأبنائه وأحفاده لأن أبينا إبراهيم عاصر مولد حفيده يعقوب وعاش معه أربعة عشر سنه، وحفظ يعقوب فى نفسه هذه القصة التى أخبره به جده إبراهيم ونقلها لأولاده. لذا أصبح ذلك الموضع مزار ليعقوب ولنسله أثناء فترة غربتهم فى مصر والتى امتدت لأربعمائة وثلاثون سنه

 

[mero_engel]

ميرسي علي الموضوع الجميل والمتكامل
ربنا يبارك مجهودك الجميل مشيل​