يوم السعادة العالمي
(20 مارس)
خطأ واحد في عالم الموسيقى الكلاسيك قد يكلف العازف سمعته وربما مستقبله كله للأبد، رغم سنوات الدراسة الشاقة والتدريب اليومي المرهق لساعات وساعات.
مشكلة لا شك إذاً، بل
كارثة، عندما تكون عازفا منفردا أمام الجمهور ـ ناهيك عن الكاميرات والميديا وعشرات النقاد والصحفيين وربما حتى لجان التحكيم الدولية أيضا ـ ثم
ينقطع أحد أوتار الكمان أثناء العزف ـ والكمان كله أربع أوتار! أليست هذه
مشكلة؟ كارثة؟ مصيبة؟
لا، ليست مشكلة أبدا: مع العازفة الجميلة
كريستين بلاناس الحياة بسيطة! ابتسم فقط في هدوء، استبدل الكمان بسرعة وخفة مع أقرب زميل،
وتستمر الموسيقى!
[YOUTUBE]uEwMTxbpbrA[/YOUTUBE]
ولكن ماذا لو كانت آلة عملاقة بحجم البيانو؟ وماذا لو لم يكن هناك أصلا أي زميل آخر على المسرح كي نستبدل معه الآلة؟ ألا
تفسد السهرة كلها عندئذ؟ ألا يتحول العرض إلى
فضيحة؟ أليست هذه
مشكلة.. كارثة.. مصيبة؟
ولكن مرة أخرى لا مشكلة أبدا. هذا بالضبط ما حدث مع عازفة البيانو القديرة
إليان روريجز: بعد أن أدّت التحية لجمهورها وبدأت العزف بالفعل إذا بعطب في البيانو يستحيل معه أن تستمر. ربما شعرت ببعض الحرج، ولكن هذا كل شيء. بدلا من الغضب أو النقمة والضيق أو صبّ اللعنات على الشخص المسئول: إذا بها تضحك، تشرح المشكلة بمرح وبساطة ثم تستدعي إدارة الخشبة،
وتستمر الموسيقى!
[YOUTUBE]VBbRTRBY4D4[/YOUTUBE]
حقا كما وصفها أحد المعلقين: «بروفيشنال حقيقية: احتفظت برباطة جأشها، طلبت المساعدة، وبالوقت ذاته استمرت أيضا بإمتاع الجمهور»! مرة أخرى: لا مشكلة أبدا، الحياة بسيطة!
مثالان عمليان يؤكدان ما كنا نقول مؤخرا: مشكلة الإنسان ليست أبدا ما يحدث وإنما
علاقته بما يحدث: أفكاره عنه. تفسيره له. حكمه عليه. افتراضاته بشأنه. تقديره لأبعاده. في الحقيقة ليس لما يحدث أي معنى في ذاته أبدا بل
نحن مَن نعطيه معناه، ثم نسعد أو نشقى بذلك!
لنخطئ إذاً أيها الأحباء بلا خوف ـ كي
نتعلم.. ونكتشف.. وننمو! لنخطئ بلا يأس أو مرارة أو فقدان للثقة بذواتنا، فالخطأ بالأحرى جزء من الحياة ومن إنسانيتنا، ليس مشكلة أبدا ولا كارثة ولا مصيبة. لنخطئ ولندرك مع ذلك أن
الموسيقى تستمر، فهي لا تتوقف في الحقيقة أبدا ولكننا
فقط نتوهم أنها توقفت أحيانا.
***
ونختم أخيرا ببعض من أطرف اللحظات التي شهدتها مسارح الموسيقى الكلاسيكية:
(1) ماذا يحدث عندما تنام في حفل كلاسيكي (2) القطة الموسيقية: لا شك أنها تحب آلة الشيلو كثيرا (3) السوبرانو البهلوانة: حقا إن الأوبرا "مسرح" في النهاية حيث يعبّر المؤدي عن مشاعره، ولكن لم يحدث أبدا في كل تاريخ الأوبرا مثل هذا! (4) وأخيرا مع أوركسترا فيلادلفيا: عندما تحدث فجأة عازف الترومبيت إلى الجمهور وطلب منهم إخراج هواتفهم وبدء التصوير، ثم طلب من إحدى العازفات أن تقف!!
[YOUTUBE]cj9heGgAOSs[/YOUTUBE]
أطيب الأمنيات لجميع الأحباء (مَن تبقى منهم
) بيوم السعادة العالمي، وكذلك لكل أمهاتنا في يوم الأم الجميل، الغاليات أمة وكاندي وحياة، مع صلواتنا للأم الغالية أمة وزوجها بالشفاء العاجل والعودة بمشيئة الرب في أتم صحة وعافية قريبا. أجمل الأمنيات وأسعد المساءات لأمهاتنا الصغيرات أيضا: سيدتي صاحبة المقام السيدة نيفين رضي الله عنها وأرضاها، السيدة ماريا القبطية أسعد الله مساءها وصباحها، سيدتي الجميلة الليدي أم كريم (ولا تتعجب إزاي "ليدي" و"أم كريم" لكن هي كده فعلا سبحان الله
ـ الشهيرة بـ"حبو" في رواية أخرى)، وغيرهن من سيدات المنتدى وفارساته وأميراته. كل عام وأنتم جميعا بكل خير. :16_4_10:
***