منذ ثلاثة أيام وأنا أقوم من نومي على نغمة راقصة تداعبني! لم أحلم بأي شيء، ولكن بمجرد أن أقوم أسمعها برأسي: إيقاع "
مقسوم" راقص على "
حوارية" جميلة بين آلات متعددة! الموسيقى تشبه موسيقى بليغ، لكني لا أتذكر هذه الأغنية أبدا. في اليوم الثاني تعجبت لتكرار نفس الموسيقى، هكذا دون مناسبة! أما اليوم، عندما تكررت نفس النغمة للمرة الثالثة، أخذت الأمر جدّيا وقررت العثور عليها. بشكل عام تكون هذه في الغالب علامة كي أحضر الأغنية وأشاركها مع أحدهم. ولكن ما هي الأغنية أصلا، وكيف أجد نغمة لا تتجاوز ثوانٍ في "بحر" الأغنيات التي أعرفها؟ العجيب على أي حال أنني وجدتها فعلا في النهاية!
وطلعت مش بليغ، في لحن لنجاة كما تصورت في البداية. طلعت
للأستاذ، مع
العندليب، في أغنية طويلة لا أسمعها كثيرا ـ رغم روعة موسيقاها ـ ولذلك كنت ناسيها تماما! طلعت بالتحديد مجموعة الصولوهات بداية من
الدقيقة 5 تقريبا في هذا الفيديو!
[YOUTUBE]ekYbtcpAkAM[/YOUTUBE]
الموسيقى تبدأ بالدقيقة 5، وأما "الحوارية" المقصودة فتبدأ مع صولو الناي (للأستاذ محمود عفت) مع صولو الأكورديون (للأستاذ مختار السيد). شوف أو بالأحرى اسمع أول ما الاتنين دول قاموا وقفوا: موسيقى فعلا أكثر من رائعة! عملها ازاي دي عبد الوهاب وجابها منين؟! ليها حق نجوى وسهير ومصر كلها لما كانت تقوم ترقص في هذا الزمن الجميل!
وللنجاح حقا أسرار!

على سيرة
الأستاذ عفت ـ عازف الناي الأشهر في مصر ـ الراجل ده كان جميل. كنا في مرحلة الصبا نراه يظهر فجأة في أبهى حلة ـ في "معهد الموسيقى العربية" حيث التحقت لبعض الوقت ـ فيأخذ الفرّاش العجوز إلى غرفة مغلقة، وما هي إلا دقائق حتى يغادر من جديد! هكذا! لا يسأل عن أي أستاذ من أساتذتنا الكبار آنذاك ولا يجالس أي أحد، ولا حتى في حديقة المعهد التي كان "النجوم" جميعا يمرون بها عند زيارتهم لهذه القلعة الموسيقية العريقة! لماذا جاء عفت ولماذا رحل: لا أحد يعلم! ودارت الأيام حتى خلوت ذات يوم إلى الفرّاش وسألته عن سر الأستاذ عفت وزياراته الخاطفة. تردد الرجل قليلا، ثم كشف لي السر: الأستاذ عفت ـ بمجرد أن يتلقى أية أموال ـ يأتي إلىّ هنا مباشرة فيعطيني بالضبط
عُشر ما قبض للفقراء قبل أن يعود حتى إلى بيته! هذا
أول ما يفعل مباشرة حين يصله أي مبلغ من المال كبيرا كان أو صغيرا، وهكذا حاله معي منذ كان في سنك تقريبا. فهذا هو سر زياراته الخاطفة إلى هنا!
ومساء الأنس والفرح والجمال على كل الناس الجميلة :16_4_10: