[FONT="] كما أنه من المعلوم يقيناً أنه بدون الإيمان لا يمكن أن يفلت الإنسان من غضب الله "الذى يؤمن بالابن له حياه أبدية. والذى لا يؤمن بالابن لن يرى حياة بل يمكث عليه غضب الله" (يو3: 36). وأن المعمودية هى شرط لدخول ومعاينة ملكوت الله "إن كان أحد لا يولد من فوق لا يقدر أن يرى ملكوت الله.. إن كان أحد لا يولد من الماء والروح لا يقدر أن يدخل ملكوت الله" (يو3: 3، 5). بدون المعمودية كيف تصير للإنسان أعيناً روحية فى جسد القيامة، الذى يستطيع به أن يرث الملكوت وأن يعاين أمجاده.[/FONT]
[FONT="] [/FONT]
[FONT="]مفهوم[/FONT][FONT="] البعض:[/FONT]
[FONT="]أولاً[/FONT][FONT="] : أنهم [/FONT][FONT="]يستخدم[/FONT][FONT="]ون عبارة "الذين ليس لهم ناموس هم ناموس لأنفسهم" ناسبين ذلك إلى بولس الرسول فى رسالته إلى أهل رومية (رو2: 14). ولكن هذه الآية نفسها إذا قُرئت بنصها الصحيح تُثبِت عكس ما يقولون. والنص الصحيح لهذه الآية " إن الأمم الذين ليس عندهم الناموس متى فعلوا بالطبيعة ما هو مكتوب فى الناموس فهؤلاء إذ ليس لهم الناموس هم ناموسلأنفسهم" ومعنى ذلك أن الأمم متى نفَّذوا وصايا الله المكتوبة فى ناموس موسى بحسب الناموس الطبيعى الكائن فى قلوبهم، فإنهم إذ ليس لهم ناموس موسى بالتحديد صاروا ناموساً لأنفسهم بالناموس الأدبى الطبيعى المطابق للشريعة الإلهية. وهذا تحصيل حاصل لأن معنى هذا أن الإنسان كان مطالباً بتنفيذ الوصية فى كلتا الحالتين سواء أكان لديه ناموس موسى أم لا، وهذا ما أكّده الرسول بقوله "لأن كل من أخطأ بدون الناموس فبدون الناموس يهلك وكل من أخطأ فى الناموس فبالناموس يُدان" (رومية 2: 12). [/FONT]
[FONT="] [/FONT]
· [FONT="]فليس هناك مجال للقول إطلاقاً بأن الأمم لهم الحق بأن يسلكوا بنواميس خاصة تضاد الشريعة الإلهية فمن يقتل من الأمم كان مستحقاً للدينونة، ومن يقتل من اليهود كان مستحقاً للدينونة ولا فرق.[/FONT]
[FONT="] [/FONT]
· [FONT="]وكل ما قيل عن موضوع الناموس فى رسالة رومية (إصحاح 2و3) هو عن حال الأمم واليهود قبل مجئ المخلص، ولا ينطبق على العهد الجديد، لأنه حينما انتقل بعد ذلك إلى الكلام عن العهد الجديد تكلم كلاماً مغايراً فقال: "وأما الآن فقد ظهر بر الله بدون الناموس مشهوداً له من الناموس والأنبياء. بر الله بالإيمان بيسوع المسيح إلى كل وعلى كل الذين يؤمنون، لأنه لا فرق إذ الجميع أخطأوا وأعوزهم مجد الله" (رو 3 : 21-23).[/FONT]
[FONT="] [/FONT]
[FONT="]ثانياً[/FONT][FONT="] : و[/FONT][FONT="]يقول[/FONT][FONT="] البعض أيضاً [/FONT][FONT="]أن [/FONT][FONT="]معلمنا بطرس الرسول ق[/FONT][FONT="]ا[/FONT][FONT="]ل:"فى كل أمة الذى يتقيه ويصنع البر مقبول عنده"(أع10 :35)
[/FONT]
[FONT="][/FONT][FONT="]للر[/FONT][FONT="]د نقول أن بطرس [/FONT][FONT="]الرسول [/FONT][FONT="]قال هذا فى بيت كرنيليوس الأممى حينما ذهب ليبشره بالمسيح، وكان يقصد أن الله لا يحابى اليهود على الأمم بل كل الأجناس مقبولة أمامه إن هى آمنت بالمسيح. وبداية القول هى هكذا، "بالحق أنا أجد أن الله لا يقبل الوجوه بل فى كل أمة الذى يتقيه ويصنع البر مقبول عنده". فهو يقصدأن الإيمان هو ليس لليهود فقط بل لكل الأمم. وينبغى أن نتذكر أن باقى الرسل قد اختلفوا مع بطرس الرسول لدخوله بيت كرنيليوس الأممى، ولم يقبلوا بسهولة دخول الأمم إلى الإيمان، إلا بعد أن قص عليهم القديس بطرس كل ما أعلنه له الله ورتبه وأجراه فى موضوع كرنيليوس. وقال الرسل "إذاً أعطى الله الأمم أيضاً التوبة للحياة" (أع11: 18). [/FONT]
[FONT="] [/FONT]
· [FONT="]ثم من هو الذى يصنع البر؟ هو الذى يقال عنه "فآمن إبراهيم بالله فحُسب له براً" (رو4: 3). وقال بولس الرسول "فإذ قد تبررنا بالإيمان لنا سلام مع الله" (رو5: 1). وقال أيضاً "وأما الآن فقد ظهر بر الله[/FONT]…[FONT="] بالإيمان بيسوع المسيح" (رو3: 21-22) . ويقول أيضاً "لإظهار بره فى الزمان الحاضر ليكون باراً ويبرر من هو من الإيمان بيسوع" (رو3: 26).[/FONT]
[FONT="] [/FONT]
· [FONT="]ويقول أيضاً "لأن الله واحد هو الذى سيبرر الختان بالإيمان والغرلة بالإيمان" (رو30:3). فلا يوجد بر إلا بالإيمان بالمسيح، وأى بر آخر فربما يعطل الإيمان فى بعض الأحيان. مثلما قيل عن اليهود إذ أرادوا أن يثبتوا بر أنفسهم لم يدركوا البر. "إن الأمم الذين لم يسعوا فى أثر البر أدركوا البر. البر الذى بالإيمان. ولكن إسرائيل وهو يسعى فى أثر ناموس البر، لم يدرك ناموس البر. لماذا؟ لأنه فعل ذلك ليس بالإيمان بل كأنه بأعمال الناموس" (رو9: 30، 33).[/FONT]
· [FONT="]وقد حسم القديس بولس الرسول مسألة أن الخلاص ليس هو ببر الإنسان بل بخلاص المسيح فى غسل الميلاد الثانى وتجديد الروح القدس أى المعمودية التالية للإيمان فقال "حين ظهر لطف مخلصنا الله وإحسانه لا بأعمال فى بر عملناها نحن بل بمقتضى رحمته خلصنا بغسل الميلاد الثانى وتجديد الروح القدس الذى سكبه بغنى علينا بيسوع المسيح مخلصنا" (تى3: 4-6). [/FONT]
[FONT="] [/FONT]
[FONT="]ثالثاً[/FONT][FONT="] : حينما كان بولس الرسول فى أثينا ورأى المدينة مملوءة أصناماً، احتدت روحه فيه لكراهيته الشديدة لعبادة الأصنام. ولكنه رأى بين مذابح الأوثان مذبحاً لا يوجد معه وثن أو صنم وليس مكتوباً عليه اسم إله من الآلهة الوثنية بل مكتوب عليه أنه مذبح لإله مجهول، أى مجهول بالنسبة لأهل أثينا، فاعتبر ذلك مدخلاً يكلمهم من خلاله عن الإله الحقيقى وذكر للشعب الحاضر فى المكان رؤيته لهذا المذبح وخاطبهم قائلاً أن الإله "الذى تتقونه وأنتم تجهلونه هذا أنا أنادى لكم به. الإله الذى خلق العالم وكل ما فيه هذا إذ هو رب السماء والأرض لا يسكن فى هياكل مصنوعة بالأيادى. ولا يُخدم بأيادى الناس كأنه محتاج إلى شئ. إذ هو يعطى الجميع حياة ونفساً وكل شئ" (أع17: 23-25). ولكن للأسف يس[/FONT][FONT="]اء[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]استخدام كلام بولس الرسول هذا [/FONT][FONT="]ويفسر[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]ب[/FONT][FONT="]أنه لم يمانع فى عبادة الله من خلال الأصنام كما ورد فى كتب البعض التى أوردنا نصوصها فى هذا الباب. وقد أشاروا إلى هذا الفصل من سفر الأعمال متخذين منه ذريعة لتبرير عبادة الله المزعومة لمن يتلمسون الإله المجهول من خلال الظلال والصور
[/FONT]
[FONT="]
[/FONT]
[FONT="]فكيف [/FONT][FONT="]ينسب[/FONT][FONT="] أحد[/FONT][FONT="] إلى بولس الرسول الذى احتدت روحه عندما أبصر مدينة أثينا مملوءة أصناماً [/FONT][FONT="]هذا [/FONT][FONT="]التواطؤ مع عبادة الأصنام.[/FONT]
[FONT="]رابعاً[/FONT][FONT="] : [/FONT][FONT="]يقول[/FONT][FONT="] البعض بأن بعض الناس لم تصل إليهم الكرازة بصورة كافية ولذلك أوضحنا من الأدلة الكتابية أن الله يدعو مختاريه بكل تأكيد، وهو "لا يترك نفسه بلا شاهد" (أع14: 17). ويستطيع الله أن يستخدم البشر فى الكرازة، كما يستطيع أن يستعين بخدمة الملائكة، كقول الكتاب عن الملائكة "أليس جميعهم أرواحاً خادمة مرسلة للخدمة لأجل العتيدين أن يرثوا الخلاص" (عب1: 14). وقال الكتاب عن الوثنيين "إذ معرفة الله ظاهرة فيهم لأن الله أظهرها لهم. لأن أموره غير المنظورة ترى منذ خلق العالم مدركة بالمصنوعات قدرته السرمدية ولاهوته حتى أنهم بلا عذر. لأنهم لما عرفوا الله لم يمجدوه أو يشكروه كإله بل حمقوا فى أفكارهم وأظلم قلبهم الغبى. وبينما هم يزعمون أنهم حكماء صاروا جهلاء. وأبدلوا مجد الله الذى لا يفنى بشبه صورة الإنسان الذى يفنى، والطيور، والدواب، والزحافات. لذلك أسلمهم الله أيضاً فى شهوات قلوبهم إلى النجاسة لإهانة أجسادهم بين ذواتهم. الذين استبدلوا حق الله بالكذب، واتقوا وعبدوا المخلوق دون الخالق" (رو1: 19-25). وقول الكتاب عن عبدة الأوثان "أنهم بلا عذر" واضح ولا يحتاج إلى تعليق.[/FONT]
[FONT="]كذلك سبق أن أوضحنا أن الذين سبق الله فعرفهم أنهم سيقبلون دعوته لأن قلوبهم مائلة إلى قبول الحق فهؤلاء دعاهم أيضاً (رو8: 28-30).[/FONT]
[FONT="] [/FONT]
· [FONT="]أما الذين وصلتهم الدعوة ولم يقبلوها فقال عنهم بولس الرسول "إن كان إنجيلنا مكتوماً فإنما هو مكتوم فى الهالكين الذين فيهم إله هذا الدهر (*) قد أعمى أذهان غير المؤمنين لئلا تضئ لهم إنارة إنجيل مجد المسيح الذى هو صورة الله" (2كو4: 3، 4). وليس هناك مجال للاحتجاج بأنهم لم يفهموا لأن السيد المسيح قال "كل من هو من الحق يسمع صوتى" (يو18: 37).[/FONT]
[FONT="] [/FONT]
· [FONT="]وعموماً قال معلمنا بولس الرسول "لكن ليس الجميع قد أطاعوا الإنجيل. لأن إشعياء يقول: يارب من صدّق خبرنا. إذاً الإيمان بالخبر والخبر بكلمة اللَّه. لكننى أقول ألعلهم لم يسمعوا؟ بلى... إلى جميع الأرض خرج صوتهم وإلى أقاصى المسكونه أقوالهم" (رو16:10-18). فليس هناك مجال للإدعاء [/FONT][FONT="]ب[/FONT][FONT="]وجود عذر فى عدم الإيمان.[/FONT]
[FONT="] [/FONT]
[FONT="]مصير الذين لا يطيعون الإنجيل: [/FONT]
[FONT="]عن مصير الذين لا يطيعون إنجيل المسيح قال معلمنا بولس الرسول "إذ هو عادل عند الله أن الذين يضايقونكم يجازيهم ضيقاً. وإياكم الذين تتضايقون راحة معنا عند استعلان الرب يسوع من السماء مع ملائكة قوته. فى نار لهيب معطياً نقمةً للذين لا يعرفون الله، والذين لا يطيعون إنجيل ربنا يسوع المسيح. الذين سيعاقبون بهلاك أبدى من وجه الرب ومن مجد قوته. متى جاء ليتمجد فى قديسيه ويُتعجب منه فى جميع المؤمنين" (2تس1: 6-10).[/FONT]
[FONT="] [/FONT]
· [FONT="]وفى سرد القديس بولس لواقعة ظهور السيد المسيح له وهو ذاهب ليضطهد المسيحيين فى دمشق قال للملك أغريباس[/FONT][FONT=AF_Diwani] :[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]"سمعت صوتاً يكلّمنى ويقول باللغة العبرانية شاول شاول لماذا تضطهدنى، صعب عليك أن ترفس مناخس. فقلت أنا من أنت يا سيد فقال أنا يسوع الذى أنت تضطهده. ولكن قم وقف على رجليك لأنى لهذا ظهرت لك لأنتخبك خادماً وشاهداً بما رأيت وبما سأظهر لك به منقذاً إيّاك من الشعب ومن الأمم الذين أنا الآن أرسلك إليهم. لتفتح عيونهم كى يرجعوا من ظلمات إلى نور، ومن سلطان الشيطان إلى الله حتى ينالوا بالإيمان بى غفران الخطايا ونصيباً مع المقّدسين. من ثم أيها الملك أغريباس، لم أكن معانداً للرؤيا السماوية. بل أخبرت أوَّلاً الذين فى دمشق وفى أورشليم حتى جميع كورة اليهودية ثم الأمم، أن يتوبوا ويرجعوا إلى الله عاملين أعمالاً تليق بالتوبة" [/FONT]
[FONT="](أع26: 14-20)[/FONT]
[FONT="]*[/FONT][FONT="] مقصود هنا الشيطان الذى قال عنه السيد المسيح "رئيس هذا العالم" (يو14: 30).[/FONT][FONT="][/FONT][/FONT]