chadyrahme
New member
- إنضم
- 9 أبريل 2009
- المشاركات
- 1
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 0
أخي العزيز،
أولاً، لا إزعاج أبداً من سؤالك، قلا لزوم للاعتذار. على العكس أنا أشكرك على سؤالك المهذب والصريح، وسأحاول أن أجيب عليه بما أعطاني اياه ربنا من نور
أولاً، ان الله كلي القدرة، وهو ليس بحاجة للبشر، ما يعني أنه لم يخلقنا لأي غاية تعود إليه بالفائدة بل هو خلقنا مجاناً، ما يعني أنه أحبنا مجاناً. وبما أن الله كامل فمحبته كاملة، ومن أحب محبة كاملة يبذل كل شيء في سبيل من يحب، ولعلك أيها الأخ الكريم اختبرت في حياتك بعض التضحية في سبيل من تحب.
أحبنا الله، ومحبته كاملة وهو يعلم أننا نعجز عن معرفته بعقلنا لذا أتى هو إلينا. ولكن لماذا الصليب؟ يا أخي العزيز، أنت تعلم جيداً كيف أن البشرية تعامل بعضها بالعنف دائماً وكيف أن القتل يجرّ القتل والموت يجر الموت فكان لا بد من تدخّل إلهي لكسر حلقة العنف في البشرية، ولا يستطيع أي انسان أن يكسر هذه الحلقة ما لم يكن الله معه. لكن كيف نكسر حلقة العنف هذه، أبالعنف؟ مستحيل. لذا كان يجب أن تُكسَر هذه الحلقة يالمحبة الكاملة، أي عند بذب الذات بالكامل وردّ الاساءة بالمحبة. وهذا هو تماماً ما فعله المسيح إذ قبل الموت مصلوباً دون أن يردّ الاساءة بالاساءة، بل سامح من أساءوا إليه وغفر لهم، لا بل حتى عذرهم قائلاً انهم لا يدرون ما يفعلون تماماً كما تحب الام أولادها فتحاول التخفيف من حدة أخطائهم لكي تغفر لهم بدلاً من الحكم عليهم. هكذا أحبنا المسيح إلى النهاية وقبل الموت من أجلنا، وهنا برزت قوته العظمى، وهذا ما يجعلنا نحن المسيحيين نفتخر بالصليب ونرسم اشارته على وجوهنا. لكن القصة لا تنتهي هنا، بل تظهر عظمة الله في قيامة المسيح منتصراً على الموت. كان الانسان يحلم بالتغلب على الموت وهو غارق في بحر الحقد والعنف، وها هو الله يُظهر كمال المحبة ويتغلّب على الموت، وها هي تظهر روعة الله الذي أحبنا قبل أن نحبه وعرفنا على نفسه وخلصنا من الموت، فشكراً لله.
أتمنى أن أكون قد جاوبتك يا أخي العزيز وقد حاولت أن تكون إجابتي مقتضبة قدر الامكان. لا تتردد في طرح المزيد من الاسئلة ان احببت.
أولاً، لا إزعاج أبداً من سؤالك، قلا لزوم للاعتذار. على العكس أنا أشكرك على سؤالك المهذب والصريح، وسأحاول أن أجيب عليه بما أعطاني اياه ربنا من نور
أولاً، ان الله كلي القدرة، وهو ليس بحاجة للبشر، ما يعني أنه لم يخلقنا لأي غاية تعود إليه بالفائدة بل هو خلقنا مجاناً، ما يعني أنه أحبنا مجاناً. وبما أن الله كامل فمحبته كاملة، ومن أحب محبة كاملة يبذل كل شيء في سبيل من يحب، ولعلك أيها الأخ الكريم اختبرت في حياتك بعض التضحية في سبيل من تحب.
أحبنا الله، ومحبته كاملة وهو يعلم أننا نعجز عن معرفته بعقلنا لذا أتى هو إلينا. ولكن لماذا الصليب؟ يا أخي العزيز، أنت تعلم جيداً كيف أن البشرية تعامل بعضها بالعنف دائماً وكيف أن القتل يجرّ القتل والموت يجر الموت فكان لا بد من تدخّل إلهي لكسر حلقة العنف في البشرية، ولا يستطيع أي انسان أن يكسر هذه الحلقة ما لم يكن الله معه. لكن كيف نكسر حلقة العنف هذه، أبالعنف؟ مستحيل. لذا كان يجب أن تُكسَر هذه الحلقة يالمحبة الكاملة، أي عند بذب الذات بالكامل وردّ الاساءة بالمحبة. وهذا هو تماماً ما فعله المسيح إذ قبل الموت مصلوباً دون أن يردّ الاساءة بالاساءة، بل سامح من أساءوا إليه وغفر لهم، لا بل حتى عذرهم قائلاً انهم لا يدرون ما يفعلون تماماً كما تحب الام أولادها فتحاول التخفيف من حدة أخطائهم لكي تغفر لهم بدلاً من الحكم عليهم. هكذا أحبنا المسيح إلى النهاية وقبل الموت من أجلنا، وهنا برزت قوته العظمى، وهذا ما يجعلنا نحن المسيحيين نفتخر بالصليب ونرسم اشارته على وجوهنا. لكن القصة لا تنتهي هنا، بل تظهر عظمة الله في قيامة المسيح منتصراً على الموت. كان الانسان يحلم بالتغلب على الموت وهو غارق في بحر الحقد والعنف، وها هو الله يُظهر كمال المحبة ويتغلّب على الموت، وها هي تظهر روعة الله الذي أحبنا قبل أن نحبه وعرفنا على نفسه وخلصنا من الموت، فشكراً لله.
أتمنى أن أكون قد جاوبتك يا أخي العزيز وقد حاولت أن تكون إجابتي مقتضبة قدر الامكان. لا تتردد في طرح المزيد من الاسئلة ان احببت.
