المحبة العذبة
لا شيء يمكن أن يساعد على تهدئة الغضب وسائر الأهواء أكثر من حبنا لله ولكل إنسان. بالحب لا بغيره من الجهادات تقدر أن تنتصر بيسر. والحب إن ملك ذهنك, يجعلك لا تشعر بالألم وأنت تجاهد.
دعني أروي لك قصّة حقيقية ..
مرّة, بسبب تجاربي المتواصلة المخيفة, غلبني الحزن والخور فعرضتُ قضيّتي على الله كما لو إني عوملت ظلماً. شكوت إليه لأنه سمح أن تنزل بي تجارب جمّة ولم يلجمها ولو قليلاً حتى لم أعد قادراً على التقاط أنفاسي.
وفيما كنت غارقاً في مرارة النفس سمعت صوتاً واضحاً عذباً يتردّد, في داخلي, برأفة عظيمة: "ألستَ تحتمل كل شيء من أجل محبّتي؟"
حالما سمعت ذاك الصوت انفجرت باكياً. تبتُ عن الخور الذي غلبني. لن أنسى ذاك الصوت الذي كان على قدر من العذوبة اختفت معه كل تجربة وتبدّد الخور للحال .
"ألستَ تحتمل كل شيء من أجل محبّتي؟"
"حقاً أيتها المحبة العذبة! من أجل محبتك نُصلب ونحتمل كل شيء!"
فلا يضعفنّ قلبك.
الشيخ يوسف الآثوسي
/B]