أشكرك على ردك و على سعة صدرك
لأن أسئلتك نابعة من عدم دراية و علم لصُلب المفاهيم و المفردات و المباديء الكتابية، و أنا أحترم أسئلتك فلا تزعل من كلامي هذا.
لن أزعل, بل على العكس تماماً, فما طرحت أسئلتي لحضراتكم إلا لأفهم ما لا أفهمه
(أو لأدري عن ما لا أدري عنه). فتفضل بشرح و توضيح ما تريد لأني بالفعل ما دخلت هنا إلا لأجد هذا الشرح و الإيضاح و لك كل شكري على هذا. و أشكر لك إحترام أسئلتي, فهذا إن دل على شيء فإنه يدل على أدب حوارك بارك الله فيك.
في الكتاب المقدس قال السيد المسيح في متى 28: 19 أن يذهب تلاميذه إلى أقاصي الأرض مبشرين و معمدين (مؤسسين) الناس باسم "الآب، الإبن، الروح القدس" و لاحظ قوله "باسم" و ليس بأسماء، إشارة منه إلى وحدانية الإسم (الشخص) و تعددية الصور، الأقانيم، أو الأوجه.
حسناً ... لنفترض أني و إثنين من أصدقائي تخرجنا من الجامعة, و أقمنا حفلة بهذة المناسبة, و طبعنا كروت دعوة كتبنا فيها:
بإسم عادل و رامي و خالد, نوجه لحضراتكم هذة الدعوة لحضور حفل تخرجنا يوم الثلاثاء الموافق .... إلخ.
أو ربما نكتبها على هذة الصيغة:
بإسم الخريجين ....إلخ
فهل يعني هذا أن عادل و رامي و خالد (أو كل الخريجين) هم واحد؟!!
لتسهيل هذه المفاهيم، أوضح بمثال.
الماء 2 ذرة هيدروجين و ذرة أكسجين. له تركيب داخلي واحـــــد، و 3 أشكال (أقانيم) مختلفة: الصلب، السائل و الغازي. و حاشا تشبيه الله بمخلوقاته، و لكنه –بالمثال- يمتلك نفس هذه الطبيعة الداخلية فهو واحد التركيب، و له 3 أشكال مختلفة فله صورة الآب، و صورة الإبن و صورة الروح القدس. فالماء الغازي لم يفقد هويته كماء. و السائل و الصلب أيضاً، و لكن كل واحد يمتلك أقنوم مختلف.
ممتاز ... إسمح لي أن أستخدم نفس مثالك لأوضح فكرتي لحضرتك (أعني فكرة سؤالي الأول).
نعم للماء 3 ذرات ... ذرتي هيدروجين و ذرة أكسجين ...
لكن ليس له 3 أشكال (أقانيم) مختلفة ...
بل إن للماء 4 أشكال (أقانيم) مختلفة (بل أن هناك من علماء الفيزياء من يؤمن بوجود 5 أشكال (أقانيم) مختلفة للماء ... أو ربما أكثر!!). فقد إكتشف العلماء
"حديثاً" أن هناك حالة جديدة للمادة تدعى بالبلازما (ليس لهذة الحالة علاقة ببلازما الدم ... بل هو شكل من أشكال المادة موجود في الفضاء و أكتشف حديثاً). و عندما يصبح الماء بلازما
فهو أيضاً لم يفقد طبيعته كماء!
فبنفس المنطق (و المثال) ... كيف تستطيع أن تجزم أن ليس لله شكل (إقنوم) رابع لم يطلعك عليه بعد؟!
فالعلماء (قبل إكتشاف البلازما) لم يكونوا ليؤمنوا
((على الإطلاق)) بوجود حالة جديدة للمادة غير الصلبة و السائلة و الغازية! لكنهم اليوم يؤمنون بذلك!!! بل إن إيمانهم اليوم بهذا, كشف لهم عن تخلف و محدودية تفكيرهم في السابق!! ... أرجو أن أكون قد أوضحت وجهة نظري لحضرتك.
أخي عقلاني، أحيانا، علينا أن نسأل و لكن من واجبنا أن نفكر أيضا. ففكر معي و وسع أفق فكرك...
إذا شاء الله القدير أن يتجسد لغرض ما، فما هي الألقاب التي ستليق بشأنه من غير أن تقلل من قدرته و علمه و حضوره؟ ما هي المسميات الحقيقية و اللائقة به إن أراد التجسد؟
نزولاً عند طلب حضرتك بتوسيع أفق فكري (و أرجو من حضرتك أن تقوم بمثل ما دعوتني إليه فتقرأ ما أكتبه هنا بتفكير عميق) فإني أجيب على سؤال حضرتك بطرح جزء من سؤالي الثاني (مع أني لم أتلقى الإجابات الكافية التي تؤهلني لطرحه ... و لكني سأطرحه لضيق وقتي و إقتراب إبتعادي عن الإنترنت).
إذا شاء الله القدير أن يتجسد لغرض ما، فما هي الألقاب التي ستليق بشأنه من غير أن تقلل من قدرته و علمه و حضوره؟ ما هي المسميات الحقيقية و اللائقة به إن أراد التجسد؟
ما الذي يمنع الله أن يتجسد في صورة كتاب مقروء لبني البشر ... كتاب يحتوي علم الله ... و يأتي هذا الكتاب بالمعجزات الإلهية ... كأن يكون كتاب ناطق! و يشفي المرضى إذا لمسوه أو قرأوه! بل و يحيي الموتى إذا وضع عليهم أو قريء عليهم!! (ألم تكن هذة معجزات السيد المسيح؟!). فكيف يستطيع أن يجزم أي إنسان أن الإبن لن يعود إلى الأرض في هذة الصورة؟ فالإبن هو "عقل" الله و "كلمتة" ... أي علمه. فلربما أردا الله (بعد فترة ما) أن يطلع البشر على عظمة و وسع علمه ... فأي طريقة لفعل هذا أفضل من كتاب ناطق, له معجزات إلاهية؟؟!!
" 16وَأَمَّا التَّلاَمِيذُ الأَحَدَ عَشَرَ، فَذَهَبُوا إِلَى مِنْطَقَةِ الْجَلِيلِ، إِلَى الْجَبَلِ الَّذِي عَيَّنَهُ لَهُمْ يَسُوعُ. 17فَلَمَّا رَأَوْهُ، سَجَدُوا لَهُ. وَلَكِنَّ بَعْضَهُمْ شَكُّوا، 18فَتَقَدَّمَ يَسُوعُ وَكَلَّمَهُمْ قَائِلاً: «دُفِعَ إِليَّ كُلُّ سُلْطَانٍ فِي السَّمَاءِ وَعَلَى الأَرْضِ. 19فَاذْهَبُوا إِذَنْ، وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ، وَعَمِّدُوهُمْ بِاسْمِ الآبِ وَالاِبْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ؛ 20وَعَلِّمُوهُمْ أَنْ يَعْمَلُوا بِكُلِّ مَا أَوْصَيْتُكُمْ بِهِ. وَهَا أَنَا مَعَكُمْ كُلَّ الأَيَّامِ إِلَى انْتِهَاءِ الزَّمَانِ!" (متى 28).
(1) الآب المشرع (2) الإبن المنفذ (3) الحي بالروح القدس
لتكون مشرع و منفذ لا بد من وجود الروح ... و أنا أفهم هذا ... و لكن هناك شيء أخر نسيته و هو ... الإطلاع ... فالمشرع المنفذ صاحب الروح ... لابد أن يكون مطلع ... فأين إقنوم الإطلاع؟ (أو لنقل نظرة الله).
و الأمثلة تطول!
ما الذي تحاول إثباته أو دحضه في الثالوث لكي أرد على تساؤلك الحقيقي؟
قد طرحته في الأعلى ... و قصدت به أن أقول ... أن ليس هناك ما ينفي أن يكون لله طبائع أخرى غير الناسوتية و اللاهوتية ... فلربما عاد إلينا في كتاب مقروء!! ... أو لنقل ربما عاد إلينا الإبن و لكن بطبيعة جديدة لم يكن يمتلكها من قبل (مهما تكن هذة الطبيعة ... و لكني أتفق معك في أنها لابد أن تكون تليق بجلال الله) ... و يكسبها لنفسه عندما يرى أن هناك حاجه إليها ((تماماً كما أنه لم يكن ناسوتاً من قبل 2006 سنة ثم أصبح ناسوتا بعد ذلكً)).
فهل هذا ممكن؟! إن أجبت بالنفي فأرجو من حضرتك إيراد الأدلة و البراهيين على هذا النفي.
كيف يرى الرب نفسه؟ ألا نرى نحن أنفسنا بالمرآة؟
الآية تقول: " وَكُلُّ مَنْ يَسْمَعُ الآبَ وَيَتَعَلَّمُ مِنْهُ يَأْتِي إِلَيَّ. 46وَلَيْسَ مَعْنَى هَذَا أَنَّ أَحَداً رَأَى الآبَ: فَمَا رَآهُ إِلاَّ الَّذِي كَانَ مَعَ اللهِ. هُوَ وَحْدَهُ رَأَى الآبَ."
كلام السيد المسيح واضح و تفسيره ... ليس بمجرد أنكم إن سمعتم و تعلمتم من الآب يعني أنكم رأيتموه لأن هذا شيء يتميز به الله وحده، و أنا وحدي (الابن) أرى و أكون مع نفسي (الآب) دائما. لذلك قال في بداية الجملة "أن من يسمع و يتعلم من الآب يأتي له."
SIZE]
قد أرى وجهي في المرآة ... و لكن ... كيف أرى كلمتي في المرآة؟؟!!
ثم أني أرى في تشبيهك هذا ما يسيء لجلال الله ... فالله أعظم من أن يقف أمام المرآة! (هذا مجرد رأي شخصي أرجو من حضرتك تقبله).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لازلت منتظرك أخي أمير فكري لتجيب على ما طلبت مني إيضاحه لحضرتك.
و شكراً لكم جميعاً