لان الله موصوفا بالعدل والرحمة وهما صفتان جوهريتان فاذا غفر الله الخطية لمجرد رحمته دون قصاص او تكفير يفى مطالب عدله كان هذا الغفران منافيا لعدله
ان الحكومات الارضية تحرص كل الحرص على ان توقع الجزاء العادل على كل معتد لكى تحفظ كرامة القانون ولا تدع الناس يستهزئون بالشرائع ماذا يكون الحال لو ان القاضى ابتسم فى وجه المجرم وقال له اخذتنى الشفقة على دموعك وتوبتك فقد غفرت عنك فانت حر طليق بلا قصاص على جرمك الفظيع ولا كفارة تلزمك ؟ فهل لا يرتعد المسلم قبل المسيحى ويرفع صوته قائلا : يا لضيعة العدالة وانصرام حبل الامن واستهانة الناس بالقانون !وهل لا تقوم البلاد وتقعد وترفع الصحف صوتها والمجالس النيابية تقديم الاسئلة والاستجوابات وترفع النيابة النقض فى حين يرون المجرم وقد خرج يعيث فى الارض فسادا ويمعن فى الناس تقتيلا وفى البلاد اجراما.
فاذا كنا نحن البشر نرى القصاص او الكفارة ضرورة عن ذنب المذنب خوف ازدياد الشر والفساد وغيرة على قوانين وضعناها . فهل لا يرى الله انه اذا ترك الخاطىء وسامحه بلا قصاص عاد الناس الى الخطية يشربونها كالماء الزلال وتصبح الخطية عادة فيهم اذا تتسلط عليهم لان القصاص الرداع لم يوقع عليهم فيقولون فى استهتار واهانة ان الله لا يقاصصنا بل يسامحنا كعادته وما كانت شرائعه الا مجرد تهديد وتخويف فقط .
الفاضلة سندريلا فايز
أقدر لك أدبك في الحوار , وأنا أعترف لك أنك مؤدبة , ولك اسلوب حوار لطيف, لكن لي تعليق على كلامك.
أولا كلامك باطل وفاسد من عدة وجوه:
لا أعرف كيف سوف أبدا معك , لأنني في كل نقطة سوف يتم تفنيد جزء من عقيدتكم النصرانية
لكن على بركة الله أبدأ وسوف تتداخل مسألة تفنيد صلب المسيح مع تفنيد ألوهية المسيح , مع تفنيد الخطيئة.
لان الله موصوفا بالعدل والرحمة وهما صفتان جوهريتان فاذا غفر الله الخطية لمجرد رحمته دون قصاص او تكفير يفى مطالب عدله كان هذا الغفران منافيا لعدله
جوابي من عدة وجوه
لو المسيح ابن الله:
أي عدل هذا ان أعذب شخصا بجريمة اخر, اذا كان ادم أخطأ , فما ذنب المسيح عيسى عليه السلام.
ثم ان المسيح لم يذكر في اي انجيل من الاناجيل الاربعة أنه صلب من أجل خطيئة ادم, لا تنقلي لي كلام بولس, فتفنيد رسولية بولس له وقته باذن الله.
ولو أن المسيح هو الله:
فهذا من باب ضعف الله , وأي عدل هذا أن ينزل الله الى الارض بعد كم قرن , ليموت على الصليب لأن الانسان الاول أخطأ.
أين العدل أن يقبل الله على نفسه الذل , ويقبل أن يشتمه مجموعة من الرعاع الرومانيين , لأنه لا يستطيع أن يغفر الذنب.
أين قدرة الله على مغفرة الذنب؟
أم أن الله عندكم ليس له القدرة على مغفرة الذنوب.
مثالك هذا باطل, وأرجو منك أن تتكلمي معي بمنطقية أكثر, لأن الله ليس انسان.
ولا يوجد عدل بان يموت الله أو ابن الله بجريمة انسان اخر.
وأي خطية هذه التي تستحق أن ينزل الله جل جلاله, خالق كل شيء العظيم المتعال الى الارض ليأخذ صورة الجسد ثم ليموت الجسد على الصليب, ويتألم الجسد والله (لأن الروح تتألم بتألم الجسد)من أجل ظلم ارتكبه الانسان الأول.
ألم يذكر الكتاب أن الرب غفر لهارون خطأه ، وأمر بجعله وذريته كهنة على بني اسرائيل [ خروج 40 : 12 ]
ألم يقل الرب في إشعيا [ 55 : 7 ] : (( لِيَتْرُكِ الشِّرِّيرُ طَرِيقَهُ وَالأَثِيمُ أَفْكَارَهُ، وَلْيَتُبْ إِلَى الرَّبِّ فَيَرْحَمَهُ، وَلْيَرْجِعْ إِلَى إِلَهِنَا لأَنَّهُ يُكْثِرُ الْغُفْرَانَ.))
ألم يقل الرب في حزقيال [ 33 : 11 ] : (( حَيٌّ أَنَا يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ، إِنِّي لاَ أَبْتَهِجُ بِمَوْتِ الشِّرِّيرِ بَلْ بِأَنْ يَرْتَدِعَ عَنْ غِيِّهِ وَيَحْيَا. ))
ألم يقل الرب في حزقيال [ 18 : 21 ] : (( وَلَكِنْ إِنْ رَجَعَ الشِّرِّيرُ عَنْ خَطَايَاهُ كُلِّهَا الَّتِي ارْتَكَبَهَا، وَمَارَسَ جَمِيعَ فَرَائِضِي وَصَنَعَ مَا هُوَ عَدْلٌ وَحَقٌّ فَإِنَّهُ حَتْماً يَحْيَا، لاَ يَمُوتُ. 22وَلاَ تُذْكَرُ لَهُ جَمِيعُ آثَامِهِ الَّتِي ارْتَكَبَهَا. إِنَّمَا يَحْيَا بِبِرِّهِ الَّذِي عَمِلَهُ.))
وبناء عليه لماذا لم يعفو هذا الإله عن آدم وقت ارتكابه للمعصية لينقذ ابنه من الصلب بدلاً من أن يتركه يتضرع بالصلاة والصراخ له كي يبعد عنه كأس الموت [ عبرانيين 5 : 7 ] ؟
ألم يقل المسيح لتلاميذه : (( نفسى حزينة جداً حتى الموت )) [ متى 26 : 37،38] ؟
أليس المسيح هو الذي خر على وجهه ساجداً ومنادياً الله قائلاً (( يا أبتاه إن أمكن فلتعبر عنِّى هذه الكأس ، ولكن ليس كما أريد أنا بل كما تريد أنت )) متى [ 26 : 39 ] ؟
ألم يكن عرقه يتصبب مثل قطرات دم نازلة من شدة خوفه من كأس الموت حتى ان ملاكاً ظهر له من السماء ليقويه [ لوقا22 : 44 ] .
أين الرحمة وأين العدل في تعذيب إنسان لم يذنب وكانت هذه حاله ؟
بالله عليك أين العدل والرحمة.
أرجو أن لا يتشتت الموضوع ولنتكلم في موضوع الصلب والخطيئة, والألوهية.
منتديات الفرقان للحوار الاسلامي
www.********.com