اختبار واخر ومسيرة أخرى فى درب محبة الرب لنا .... تحيرت كثيرا فى سرده ... فهو اختبار يخص ابن حبيب لى فى المنتدى ..... ملاكى الصغير جوجو, كما اعتدنا ان نناديه, وهو Just member, والذى بدأت علاقتى به منذ شهور لم اعد اعرف عددها .... وإن كانت طبقا لمشاعرى فأنى عرفته منذ مولده ....
كان فى احد مواضيعة يعبر عن مدى حنينه لحضن ابيه .... وكم اوجعت قلبى تلك الطلبه ... راسلته على الخاص ..... تواصل معى ..... احببته .... واحبنى .... وتلاقينا ....
رأيت فى جوجو قلعة مغلقة ..... يفتح لى فقط بوابتها الخارجية ... ويسمح لى بالتجوال فى بستان يحيط بها مملوء باشجار من الفضائل ... وثمار نبتت من معرفة متأصله بإلهه ...
علمت بظروف مرضه ... وكيف كان شفائه .... وكيف عاد المرض ... أنه الكانسر اللعين ... فآنت أحشائى له ... وصارت ألاماته تبكينى بلا دموع .... لكنه كان ليس بحاجة لدموع ولا حتى لأى مشاعر شفقه .... كان اقوى من آلامه .... وأقوى من أن تدمع عيناى من اجله .... فهو رجل عرف اين يضع قدمه .... وهدفة تم تحديده بدقة ... فكنت اصمت وكانت احزانى غريبة ... لم اختبرها من قبل ... فهى أحزان يصاحبها سلام عجيب واطمئنان لا أدرى مصدره..... فهدف جوجو هو أحضان من أحبه من طفولته ... والذى رافقه طوال أيام عمره ...
تواصلت اللقاءات ... وتعددت الحوارات ... وتعمقت أواصر محبتنا ... وصرنا نلتقى بصفة دائمة ... وكم كان يسعدنى أن ينام بضع الليالى فى أحضانى ....
وتشاء أرادة الرب أن يلتقى جوجو بكائن رقيق ... حلوة المشاعر ... جميلة الصفات ... احبته واحبها ..... انها Just girl...... ورغم علمها بمرضه .... أختارته ليكون عريسها ... فكانت أحلى عروس لأحلى عريس
تواصلت بين ثلاثتنا اللقاء ... بل أربعتنا .... فمونيكا الحبيبة كانت شريكة لنا فى كل ما نجتازه .... من افراح ... تتخللها احزان مما قد تأتى به الأيام .... مع صلوات وابتهالات للرب القدير أن يمد يده لأيقاف تلك الأورام اللعينة والتى بدات فى الأنتشار من عضو لآخر ...
وفى يوم الجمعة 21/10/2011 حضرنا نحن الأربعة القداس فى إحدى الكنائس ... وبعد القداس ونحن فى اتجاهنا للخروج كان هناك كاهن شيخ جالسا عند البوابه .. يوزع على المصلين بركة .... فجثوت عند قدميه وهمست فى أذنه وانا أشير إلى جوجو بأصبعى, وكان خلفى, وقلت له: صليله ... فهو مريض كانسر ...... فأجابنى بهدوء: أنا عارف .... هو قالى ..... تعجبت مما قاله, فكيف عرف ؟؟؟ ومن هو الذى قال له ؟؟؟ المهم ... تقدم إليه جوجو وجثا على ركبتيه ليصلى أبونا له ... فصلى له ونفخ فى وجهه وقال له: استحمى بمية اللقان تلات ايام.... وادهن مكان الورم بزيت العدرا اللى من بور سعيد ....
مضينا ونحن مندهشين ... وسألنا عن مية لقان ... فاعطونا زجاجة ملآنة .... وكنت قبلها بيومين حصلت على زجاجة زيت من زيت العدرا اللى بينزل من صورتها ببور سعيد ... وكنت انوى بالفعل أن أعطيها لجوجو ...
عدنا للبيت وقررنا ان يبدأ جوجو باستخدام ماء اللقان والدهان بزيت العذرا من يوم الأحد 23/10 ... وقررنا الصوم لمدة الثلاث أيام .... وان نذهب مرة اخرى للكنيسة يوم الأربعاء 26/10 .... ورجع جوجو لمنزله وبدأ فى تنفيذ مشورة أبونا من يوم الأحد .... فحدث أمر عجيب...
مع كل مرة يستخدم فيها مية اللقان وزيت الست العذراء يزداد الألم بصورة لا تطاق ... ويستمر هذا لحوالى ساعتين ثم يهدأ الألم .....لكنه توقف عن آخذ المسكنات تماما ... واستمر فى مشواره بلا توقف
حضر الينا جوجو مساء الثلاثاء ....وقضى ليلته معنا .... وتناقشنا فى كيف يزداد الألم باستخدم مية اللقان والزيت المقدس ..... فأن الأمر غريب ولا يوجد أى تفسير طبى لهذا ... ووجدت نفسي اقول له ان مرضه ليس إلا ضربة شيطانية كضربة الشيطان لأيوب ... فلا تفسير لهذا إلا هذا التفسير
ذهبنا للكنيسة ظهر الأربعاء ... وكان القداس الساعة اتنين.... حضرنا القداس ... وتناولنا من الأسرار المقدسة ..... وخرجنا من الكنيسة وجلسنا مع ابونا بعض الوقت وخرجنا للعودة للمنزل ... فإذ جوجو يخبرنى بأمر غريب
قال لى جوجو أنه بعد أنتهاء القداس وصرف الذبيحة شاهد ملاكان أمام الهيكل .... يوجد على جناح احدهم شريط اسود .... وانه عندما خرج من الكنيسة وجد ذلك الملاك يسير بجانبه ..... وعندما دخلنا مكتب ابونا لم يدخل ... لكن عندما خرج ليستعمل التليفون وجده خارج الغرفه وكأنه ينتظره ....
لم نفهم مضمون تلك الرؤية .... لكن مونيكا قالت أنه لا توجد ملائكة بها أجزاء سوداء ... وإن هذا الكائن ليس إلا شيطان .... وهو الموكل بإيذاه لشكاية ابليس اللعين ضده ... ونال هذا التفسير موافقتنا نحن الأربعة ...
عاد جوجو لمنزله ليجد هذا الكائن بأنتظاره جالسا على فراشه .... لكنه اختفى بمجرد أن أضاء جوجو نور الغرفه ... واتصل بى جوجو ليخبرنى بذلك وكان مضطربا للغايه ... فهدأت من روعه وقلت له أن ينام تلك الليلة مع والدته بغرفتها ... مع رش مية اللقان بالغرفة والصلاة واستخدام الزيت المقدس واتفقنا على اللقاء مساء الخميس والذهاب صباح الجمعة للكنيسة وعرض الأمر على أبونا الذى أوصاه باستخدام مية اللقان وزيت الست العدراء
ذهبنا فعلا للكنيسة وتناولنا من الأسرار المقدسة وجلسنا مع ابونا الذى أوصانا بالتوجه لكاهن آخر بنفس الكنيسة لكن له موهبة بالتعرف على مثل هذه الأمور
جلسنا مع ذلك الكاهن وسرد عليه ما حدث فوجدناه يقول لنا ان ذلك كمثل ما حدث لأيوب ... وأن الأمر ليس إلا شكاية من إبليس ضده أمام الرب فسمح له قدوس القديسن أن يجربه فى جسده .... وأن ذلك الملاك ذو الشريط ليس إلا الشيطان الموكل بتجربته .... وأن الأمر طالما سمح الرب بأظهاره فأن التجربة فى نهايتها
عدنا فرحين واتفقنا على مداومة الصلاة والتناول من الأسرار المقدسة واستخدام مية اللقان والزيت المقدس ... وبالفعل حضرنا اليوم القداس وتناولنا .... وعظم الرب الصنيع معنا فصرنا فرحين ........ هللويا