يا مساء الأنوار.
أشكرك يا صديقتي الجميلة. بالتأكيد لا أقصد أبدا إن كل اللي بترسليه "مِش" بينما كل ما أرسله في المقابل "بسبوسة"!
أبدا على الإطلاق. بالعكس بيعجبني عادة ذوقك واختياراتك، وجربتك بالفعل أكتر من مرة. غير إن حتى المِش نفسه ساعات أستمتع بيه جدا ـ فيه أغاني كتير ح يفاجئك إنها بتعجبني!
فوق كده لا أعترف شخصيا بكل هذه التقسيمات: فن راقي ـ فن هابط ـ فن شبابي ـ فن قديم ـ .... الفن
إما أنه فن، أو لا فن. والمعيار الأول وربما الوحيد هو الصدق والإخلاص في التعبير.
بعد كده بقا بنقول فيه فن
كلاسيك، فن
بوب ـ شعبي، فن
لايت ـ خفيف، وهكذا. ده التصنيف الوحيد اللي اعرفه ـ تصنيف على أساس فني. كاظم الساهر مثلا بيقدم لحد النهارده كلاسيك، بينما محمد فوزي في الخمسينات كانت معظم أعماله لايت! بالتالي المسألة مش قديم وللا جديد، طربي وللا شبابي. المسألة ده فن فعلا
صادق وفيه
إخلاص وإتقان وتعب وفيه
جمال وذوق وإحساس، وللا ده بالأحرى "تلوث سمعي"، تهريج وشغل مساطيل وشوية عيال ضاربين بانجو؟!
***
معلمى و استاذى و صديقى الغالى و عشره السنيييين ههههههههه انت قد الجمله الى فوق دى ؟؟ واخد بالك انت كاتب ايه؟ واخد بالك انت كاتب "مين" و "فين" و "ليه" و نعمل سترس خصوصا على" ليه" دى-
سجل يا زمن هذه الجمله --- 30: الرجاله مبرتجع فى كلامها ههههههههههههههه
آها! ... تصدقي أنا مخدتش بالي من معنى "ليه" دي وعواقبها؟!
عموما إجابة "ليه" الوحيدة هي
مشيئة ربنا! "الأسباب" دي اللي احنا بنصدقها وبنرتب حياتنا على أساسها: مجرد ظاهر فقط. مجرد سيناريو أو تخطيط للعقل عشان بس يعرف ينظم أموره وحركته داخل العالم. أما السبب
الحقيقي فعلا ـ
الوحيد ـ وراء
كل شيء ـ فهو إرادة ربنا ومشيئته وحكمة تدبيره!
(والدليل على كده إننا أوقات كتير ناخد كل الأسباب المنطقية والعلمية وحتى العملية في الحسبان ورغم ذلك لا يتحقق المراد أبدا في النهاية! يبقا اسمه ايه ده بقا؟ زي ما كنت دايما أسألك: انتي إيدك على الدركسيون، صحيح، لكن هل انتي اللي سايقة فعلا؟)
بالتالي مش مهم ليه فلان قابل فلان أو صاحب فلانة أو خاصم علانة، كل دي "ثرثرة" ليس لها قيمة. المهم هو فقط ليه
ربنــا أراد ده في حياتنا وإيه معناه الحقيقي. بكده بس ممكن تكتشفي ـ مثلا ـ إن أصعب عدو ليكي أرضيا هو في الحقيقي أقرب صديق ليكي روحيا! وإلا ازاي تتعلمي مثلا فضيلة زي الصبر أو التحمل أو حتى المحبة إذا كان كل اللي حواليكي ناس لطيفة ظريفة كيوت قمرات يستاهلوا كل خير أصلا؟ فين بقا الصبر اللي اتعلمتيه مثلا؟
إنما لما ربنا يبعت لك إنسان كريه فعلا، إنسان لا يُطاق، إنسان عنده قدرة يعصّبك يخليكي تتجنني كده لما تكلميه أو حتى تشوفيه: هنا بس تبدأ الدروس الحقيقية!
وهنا بس ـ إذا لم تنخدعي بالظواهر ـ ح تقدري تشوفي وتفهمي إن ده مش إنسان كريه أبدا بل في الحقيقة
أستاذ مُعلم على أعلى مستوى! ده
البروفيسير الكبير اللي ممكن على إيده تحصلي أخيرا على دبلومة الصبر ودكتوراه المحبة! ده في الحقيقة
رجل الله رغم كل دناءته أو حقارته ظاهريا، بل رغم إن هو نفسه ممكن يكون بعيد تماما عن ربنا! سبحان الله في تدبيره العجيب! لكن هي دي "ليه" الحقيقية، السبب الحقيقي وراء ظهور شخص "بلوى" زي ده في حياتنا؟!
بالتالي سيبك من "
ليه الرغي" والثرثرة والحكايات التي لا تنتهي وخليكي في "
ليه الحقيقية"، اللي عينها طول الوقت على ربنا وطرقه وتدبيره. "ليه" دي بس هي اللي ح تفهّمك كل شيء، في أوانه، بدون سؤال، وحتى بدون كلام خالص أحيانا!
***
نكتفي بهذا القدر ونسمع المرة دي مع كل الأحباء بعض الموسيقى الجميلة. وطبعا ليس أشهر من موسيقى رأفت الهجان، لكن في هذه الحلقة الخاصة من برنامج "سهرة شريعي" ح نسمع كمان تحليل مبسط من صاحب الموسيقى نفسه، آخر العمالقة أستاذنا الكبير
عمار الشريعي. تأملي حجم العمل والجهد والإبداع اللي وراء "الدقائق" البسيطة دي، لكن هو ده يا صديقتي اللي اسمه "فن" في النهاية....
[YOUTUBE]qLssqLem744[/YOUTUBE]
... وهو ده اللي وصّل هذه المقطوعة الرائعة للعالمية، بكل جدارة طبعا، وأضافتها بالفعل أكتر من أوركسترا حول العالم لبرنامجها. هنا ح نسمعها كمان من أوركسترا أوبرا فيينا عاصمة الموسيقى، بقيادة الموسيقار الأمريكي الكبير ديفيد نيومان
(بعد حذف الصولو الشرقي طبعا ـ الدافئ والطربي ـ لأن الآلات الغربية لا تستطيع عزف المقامات الشرقية).
[YOUTUBE]JzfkxzQS12A[/YOUTUBE]
أعتذر عن الإطالة وأتمنى لك وكل الأحباء أجمل الأمسيات وأطيب الأوقات دائما. تحياتي ومحبتي.