الرد على شبهة: التثنية 25: 12 فاقطع يدها، ولا تشفق عينك. قطع اليد في المسيحية

الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.
إنضم
3 يوليو 2007
المشاركات
3,634
مستوى التفاعل
296
النقاط
83
الإقامة
في اورشاليم السماوية
capture.png


الرد علي شبهة التثنية 25: 12 فاقطع يدها، ولا تشفق عينك.

“According to the Oral Torah, just as “and eye for an eye” means paying monetary damages, so too “cut off her hand” means paying monetary damages according to the extent of the embarrassment caused to the other guy.”

قال الرابي Yisroel في تعليقه علي هذا النص “وفقاً لنص الخروج 21 مفهوم العين بالعين هو الدفع النقدي للمتضرر .فاقطع يديها هي اشاره الي التعويض النقدي وفقاً لمدي الحرج الذي اصاب المجني عليه.”

يطرح البعض هذا النص كاسقاط لوحشية كتب التراث والكتب المزيفة الذين يؤمنون بها.لكن هل يتشابه هذا النص مع مفهومهم المريض ..؟ لنبدأ الطرح..

النص يوجد في التثنية 25: 12 فاقطع يدها، ولا تشفق عينك. هو تطبيقاً لنص سفر الخروج 21 : 24 – 25 وعينا بعين، وسنا بسن، ويدا بيد، ورجلا برجل،وكيا بكي، وجرحا بجرح، ورضا برض. وايضاً نص سفر اللاويين 24 : 19 – 20 فيفهم البعض ان النص هو اشاره الي العقاب البدني او اصابة المخطئ . لكن القانون العام والواقع يحكم ان الجاني يدفع غرامة مالية .ولا تحكم بوجود أي عقاب بدني.وينص القانون الشفهي علي الاتي …

“اذا شوه احدهم الاخر فسيكون مدين له “بتعويض نقدي monetary compensation ” وهذا في خمس الحالات الاتية:- المرجع Mishna, Bava Kama 83b


  • الضرر “يعتمد علي مدي الاصابة “
  • الالم ويتوقف علي قيمة الالام المترتبة علي الاصابة . تشمل قضايا لاغتصاب. تثنية 22 : 29
  • العجز “يعتمد علي قدره الطرف المتضرر علي العمل “ويشمل دفع النفقات الطبية
  • العار يتم التعويض فيه عن الالم والذل النفسي الناتج عن اصابة جسدية مثل حاله التثنية 25 : 12
  • العلاج الطبي
لكن سيقول المعترض كيف يشير الكتاب الي عقاب بدني وتقولون انتم ان الاشاره هي عقاب نقدي ..؟ لتوضيح الامر ..

قال الرابي صموئيل بن مئير Samuel ben Meir والرابي سعديا الفيومي Sa’adia Gaon (وفقاً للرابي ابن عزرا في تعليقة علي نص الخروج 21 : 24 ان النص استعمل كلمة tachat תַּ֣חַת والتي تعني عوضاً عن “عين عوضاً عن عين” الكلمة تشير الي الدفع النقدي . واذا حدث تشوه يجب ان يكون هناك غرامة .ولكن اذا لم يدفع الشخص القيمة الماليه المناسبة فهو يستحق ان يخسر العين مقابل العين عند ابن عزرا بالمعني الحرفي.

وتتكلم التوراه بكل وضوح عن التعويض المادي في الخروج 21 : 19 عن اذا ضرب رجل اخر بحجر او بلكمة وسقط في الفراش. علي الطرف الجاني ان يعوضه وينفق عليه . حتي يتم شفائه.ومن هنا تم التفهم الي ان الجرح هنا او العين تشير الي الدفع النقدي .كما ذكرنا ايضاً كلمة tachat التي تشير الي عوضاً عن جرح . بعباره اخري . ان العقاب البدني لا يشير الي فقدان احد الاطراف .والدليل ما جاء في عدد 19 .بشأن الجروح التي قد تشفي وايضاً الجروح التي تشمل ايضاً فقدان احد اعضاء الجسم.فالتوراه بكل صراحة تذكر التعويض عن العجز من الناحية المادية وايضاً التعويض يشمل النفقات الطبية .

وفقاً لموسي ابن ميمون

The proof to the teaching of the Sages [that monetary payment, rather than corporal punishment, is demanded] comes in what we read previously (verse 19), “He [the attacker] shall pay only for his [the victim’s] incapacitation, and he shall surely be healed.” If we would “do to a person who injures his neighbor as he did” (Vayikra 24:19), then who will pay afterwards? After all, the attacker also suffers incapacitation and medical expenses.

“دليل ان العقوبة هي الدفع النقدي وليس العقاب البدني هو في الاية 19 .فالجاني يدفع فقط تعويضاً لعجز الضحية حتي تلتئم جروحه “ولو فرضنا صدق القائلين بالعقاب المادي كيف سيدفع الجاني للمجني عليه النفقات وهو ايضاً مصاب بنفس اصابة المجني عليه لتطبيق العقاب المادي ؟

بعباره اخري .اذا تسبب شخص في جرح لزميله كيف سيتم دفع الغرامة وايضاً تطبيق عقوبةبدنية .فكيف لعاجز ان يتحمل نفقات طبية للاخر .!

فموسي ابن ميمون تم صياغة ارائهم وفقاً لكلمة عوضاً عن “tachat” وقالوا انها اشاره الي المال.مع ربط مفهومهم لخروج 21 : 19

وفيما يختص بالشفقة قال الكتاب لا تشفق اي لا تاخذ بكلمات تعاطق مثل ” غير مقصوده ” “لم ارتكب عمداً “

في النهاية وفقاً لخروج 21 : 19 وكلمة عوضاً عن ..الاشاره الي عقاب مادي ونقدي وليس الي عقاب جسدي ..وذكر عوضاً عين اي قيمة ماديه تتفق مع قيمة العجز الذي احدثه الجاني في المجني عليه ..

ليكن للبركة
 

مصلوب لاجلي

Member
عضو
إنضم
28 أغسطس 2008
المشاركات
196
مستوى التفاعل
21
النقاط
18
الإقامة
أسكن تحت ظل جناحيه
سلام للجميع,

الاخ أغريغوريوس,,

لا أظن ان التفسير اليهودي من المشنا هو تفسير صحيح لما قاله الله عن العقوبة الجسدية. فالله مع اختياره شعبا خاصا وضع له قوانين صارمة كان يجب ان تطبق بحذافيرها. لذلك كانت العقوبة شديدة تعادل الاثم المرتكب.

و القول ان العين بالعين يعني ان تعطي شيئا ماديا ( نقود) هو كلام لا اساس له, بل ان العقوبة "جسدية" و هذا ما يشدد عليه الكتاب :

وَإِذَا أَحْدَثَ إِنْسَانٌ فِي قَرِيبِهِ عَيْبًا، فَكَمَا فَعَلَ كَذلِكَ يُفْعَلُ بِهِ.كَسْرٌ بِكَسْرٍ، وَعَيْنٌ بِعَيْنٍ، وَسِنٌّ بِسِنٍّ. كَمَا أَحْدَثَ عَيْبًا فِي الإِنْسَانِ كَذلِكَ يُحْدَثُ فِيهِ. لاويين 24 19-20

سلام و نعمة,,
 
إنضم
3 يوليو 2007
المشاركات
3,634
مستوى التفاعل
296
النقاط
83
الإقامة
في اورشاليم السماوية
اعطيني دليل واحد علي قطع اليد في اليهودية ؟ برجاء التكلم باكاديمية ومرجعية
وتتكلم التوراه بكل وضوح عن التعويض المادي في الخروج 21 : 19 عن اذا ضرب رجل اخر بحجر او بلكمة وسقط في الفراش. علي الطرف الجاني ان يعوضه وينفق عليه . حتي يتم شفائه.ومن هنا تم التفهم الي ان الجرح هنا او العين تشير الي الدفع النقدي
 

مصلوب لاجلي

Member
عضو
إنضم
28 أغسطس 2008
المشاركات
196
مستوى التفاعل
21
النقاط
18
الإقامة
أسكن تحت ظل جناحيه
الأخ غريغوريوس,,

1- النص واضح و لا لبس فيه و الله عندما اعطى موسى هذا التشريع لم يعطه اياه نصا قابلا للتأويل على عدة أوجه. فهو يقول : اقطع و لا تشفق.

2- عندما قال الله " وَمَنْ جَدَّفَ عَلَى اسْمِ الرَّبِّ فَإِنَّهُ يُقْتَلُ يَرْجُمُهُ كُلُّ الْجَمَاعَةِ رَجْمًا"

فالله قصد بالفعل عمل الرجم و موسى فهمه حرفيا و لذلك عندما جدف احدهم على اسم الله رجمه موسى "حرفيا": فَكَلَّمَ مُوسَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنْ يُخْرِجُوا الَّذِي سَبَّ إِلَى خَارِجِ الْمَحَلَّةِ وَيَرْجُمُوهُ بِالْحِجَارَةِ. فَفَعَلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ مُوسَى.

3- عندما تكلم الله عن ان الزاني و الزانية يرجما, لم يعترض السيد المسيح على ذلك و لم يقل للكتبة و الفريسين الذين احضروا أمراة ليرجموها أنه قصد التعويض المادي عندما أعطى موسى الناموس و لم يقل انه لا داعي لترجم بل لتعوض ماديا عما فعلت.


لماذا اذا يجب ان نأول قطع اليد الصريح و لا نأول الرجم؟ هل الرجم فعل رحمة و قطع اليد فعل قسوة؟ " فَمَاذَا نَقُولُ؟ أَلَعَلَّ عِنْدَ اللهِ ظُلْمًا؟ حَاشَا!"

سلام و نعمة
 

YAA

New member
عضو
إنضم
21 أكتوبر 2014
المشاركات
78
مستوى التفاعل
8
النقاط
0
مصلوب لاجلي و عبود اهل مكة ادرى بشعابها هل تفهمون العهد القديم اكثر من الرباة صموئيل و سعديا؟.
 
إنضم
3 يوليو 2007
المشاركات
3,634
مستوى التفاعل
296
النقاط
83
الإقامة
في اورشاليم السماوية
الأخ غريغوريوس,,

1- النص واضح و لا لبس فيه و الله عندما اعطى موسى هذا التشريع لم يعطه اياه نصا قابلا للتأويل على عدة أوجه. فهو يقول : اقطع و لا تشفق.

2- عندما قال الله " وَمَنْ جَدَّفَ عَلَى اسْمِ الرَّبِّ فَإِنَّهُ يُقْتَلُ يَرْجُمُهُ كُلُّ الْجَمَاعَةِ رَجْمًا"

فالله قصد بالفعل عمل الرجم و موسى فهمه حرفيا و لذلك عندما جدف احدهم على اسم الله رجمه موسى "حرفيا": فَكَلَّمَ مُوسَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنْ يُخْرِجُوا الَّذِي سَبَّ إِلَى خَارِجِ الْمَحَلَّةِ وَيَرْجُمُوهُ بِالْحِجَارَةِ. فَفَعَلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ مُوسَى.

3- عندما تكلم الله عن ان الزاني و الزانية يرجما, لم يعترض السيد المسيح على ذلك و لم يقل للكتبة و الفريسين الذين احضروا أمراة ليرجموها أنه قصد التعويض المادي عندما أعطى موسى الناموس و لم يقل انه لا داعي لترجم بل لتعوض ماديا عما فعلت.


لماذا اذا يجب ان نأول قطع اليد الصريح و لا نأول الرجم؟ هل الرجم فعل رحمة و قطع اليد فعل قسوة؟ " فَمَاذَا نَقُولُ؟ أَلَعَلَّ عِنْدَ اللهِ ظُلْمًا؟ حَاشَا!"

سلام و نعمة

ماجبتش علي السؤال اعطيني دليل واحد علي قطع اليهود لليد ؟ مرجع ؟ احنا هنا مش بنتكلم كلام في الهواء ..!
وفيه مصادر يهودية في الاعلي ممكن ترجع وتدرسها افضل من تعليقات تضيع الوقت اخي ؟؟
مرحبا بك في اي وقت
 
إنضم
3 يوليو 2007
المشاركات
3,634
مستوى التفاعل
296
النقاط
83
الإقامة
في اورشاليم السماوية
18 وَإِذَا تَخَاصَمَ رَجُلاَنِ فَضَرَبَ أَحَدُهُمَا الآخَرَ بِحَجَرٍ أَوْ بِلَكْمَةٍ وَلَمْ يُقْتَلْ بَلْ سَقَطَ فِي الْفِرَاشِ، 19 فَإِنْ قَامَ وَتَمَشَّى خَارِجًا عَلَى عُكَّازِهِ يَكُونُ الضَّارِبُ بَرِيئًا. إِلاَّ أَنَّهُ يُعَوِّضُ عُطْلَتَهُ، وَيُنْفِقُ عَلَى شِفَائِهِ.
ممكن شرح ليه ميضربش الراجل نفس الضربة ؟ وازااي لو الراجل الي اضرب ضرب الراجل الي ضربة هيعوضة الراجل الي ضربة ؟؟؟؟ بالبلدي وبالعامية لعل الناس تفهم
 

مصلوب لاجلي

Member
عضو
إنضم
28 أغسطس 2008
المشاركات
196
مستوى التفاعل
21
النقاط
18
الإقامة
أسكن تحت ظل جناحيه
سلام للجميع,

مصلوب لاجلي و عبود اهل مكة ادرى بشعابها هل تفهمون العهد القديم اكثر من الرباة صموئيل و سعديا؟.

اذهب لو سمحت و اسال اي راباي عن معنى خيمة الاجتماع او الذبائح في سفر اللاويين . و اذا عرف اي شئ تعال و خبرنا لو سمحت.

نحن لدينا ضوء العهد الجديد الذي ينير رموز و غشاوة العهد القديم و لذلك نحن نستطيع ان نرى ما لا يراه اليهود انفسهم في العهد القديم.

سلام و نعمة..
 

مصلوب لاجلي

Member
عضو
إنضم
28 أغسطس 2008
المشاركات
196
مستوى التفاعل
21
النقاط
18
الإقامة
أسكن تحت ظل جناحيه
سلام للجميع,
ماجبتش علي السؤال اعطيني دليل واحد علي قطع اليهود لليد ؟ مرجع ؟ احنا هنا مش بنتكلم كلام في الهواء ..!
وفيه مصادر يهودية في الاعلي ممكن ترجع وتدرسها افضل من تعليقات تضيع الوقت اخي ؟؟
مرحبا بك في اي وقت

كنت أتمنى تقرا السطور القليلة بتمعن لعلك ترى كلام الله الذي لا يختلف عليه اثنان , و لكن يبدو ان اقتباساتي من الكتاب المقدس هي بالنسبة لك كلام في الهواء و تضييع وقت!

و لكن كما تريد, ساضع لك شرحا مفصلا لعله يلقي الضوء على جوابي لسؤالك..
سلام و نعمة..
 

مصلوب لاجلي

Member
عضو
إنضم
28 أغسطس 2008
المشاركات
196
مستوى التفاعل
21
النقاط
18
الإقامة
أسكن تحت ظل جناحيه
سلام للجميع,

الا خ اغريغوريوس,

15 وَمَنْ ضَرَبَ أَبَاهُ أَوْ أُمَّهُ يُقْتَلُ قَتْلاً. هل يقتل ام يعوض؟
16 وَمَنْ سَرَقَ إِنْسَانًا وَبَاعَهُ، أَوْ وُجِدَ فِي يَدِهِ، يُقْتَلُ قَتْلاً. هل يقتل ام يعوض؟
17 وَمَنْ شَتَمَ أَبَاهُ أَوْ أُمَّهُ يُقْتَلُ قَتْلاً. هل يقتل ام يعوض؟
وَإِنْ حَصَلَتْ أَذِيَّةٌ تُعْطِي نَفْسًا بِنَفْسٍ، وَعَيْنًا بِعَيْنٍ، وَسِنًّا بِسِنٍّ، وَيَدًا بِيَدٍ، وَرِجْلاً بِرِجْل، وَكَيًّا بِكَيٍّ، وَجُرْحًا بِجُرْحٍ، وَرَضًّا بِرَضٍّ. هل الكلام حرفي أم مجازي؟

- عندما يريد الله أن يقول "يعوض" يقولها بصراحة ودون تأويل:

إِذَا سَرَقَ إِنْسَانٌ ثَوْرًا أَوْ شَاةً فَذَبَحَهُ أَوْ بَاعَهُ، يُعَوِّضُ عَنِ الثَّوْرِ بِخَمْسَةِ ثِيرَانٍ، وَعَنِ الشَّاةِ بِأَرْبَعَةٍ مِنَ الْغَنَمِ. 2 إِنْ وُجِدَ السَّارِقُ وَهُوَ يَنْقُبُ، فَضُرِبَ وَمَاتَ، فَلَيْسَ لَهُ دَمٌ. 3 وَلكِنْ إِنْ أَشْرَقَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ، فَلَهُ دَمٌ. إِنَّهُ يُعَوِّضُ. إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ يُبَعْ بِسَرِقَتِهِ. 4 إِنْ وُجِدَتِ السَّرِقَةُ فِي يَدِهِ حَيَّةً، ثَوْرًا كَانَتْ أَمْ حِمَارًا أَمْ شَاةً، يُعَوِّضُ بِاثْنَيْنِ.

«إِذَا رَعَى إِنْسَانٌ حَقْلاً أَوْ كَرْمًا وَسَرَّحَ مَوَاشِيَهُ فَرَعَتْ فِي حَقْلِ غَيْرِهِ، فَمِنْ أَجْوَدِ حَقْلِهِ، وَأَجْوَدِ كَرْمِهِ يُعَوِّضُ. 6 إِذَا خَرَجَتْ نَارٌ وَأَصَابَتْ شَوْكًا فَاحْتَرَقَتْ أَكْدَاسٌ أَوْ زَرْعٌ أَوْ حَقْلٌ، فَالَّذِي أَوْقَدَ الْوَقِيدَ يُعَوِّضُ. 7 إِذَا أَعْطَى إِنْسَانٌ صَاحِبَهُ فِضَّةً أَوْ أَمْتِعَةً لِلْحِفْظِ، فَسُرِقَتْ مِنْ بَيْتِ الإِنْسَانِ، فَإِنْ وُجِدَ السَّارِقُ، يُعَوِّضُ بِاثْنَيْنِ. 8 وَإِنْ لَمْ يُوجَدِ السَّارِقُ يُقَدَّمُ صَاحِبُ الْبَيْتِ إِلَى اللهِ لِيَحْكُمَ هَلْ لَمْ يَمُدَّ يَدَهُ إِلَى مُلْكِ صَاحِبِهِ. 9 فِي كُلِّ دَعْوَى جِنَايَةٍ، مِنْ جِهَةِ ثَوْرٍ أَوْ حِمَارٍ أَوْ شَاةٍ أَوْ ثَوْبٍ أَوْ مَفْقُودٍ مَا، يُقَالُ: إِنَّ هذَا هُوَ، تُقَدَّمُ إِلَى اللهِ دَعْوَاهُمَا. فَالَّذِي يَحْكُمُ اللهُ بِذَنْبِهِ، يُعَوِّضُ صَاحِبَهُ بِاثْنَيْنِ. 10 إِذَا أَعْطَى إِنْسَانٌ صَاحِبَهُ حِمَارًا أَوْ ثَوْرًا أَوْ شَاةً أَوْ بَهِيمَةً مَا لِلْحِفْظِ، فَمَاتَ أَوِ انْكَسَرَ أَوْ نُهِبَ وَلَيْسَ نَاظِرٌ، 11 فَيَمِينُ الرَّبِّ تَكُونُ بَيْنَهُمَا، هَلْ لَمْ يَمُدَّ يَدَهُ إِلَى مُلْكِ صَاحِبِهِ. فَيَقْبَلُ صَاحِبُهُ. فَلاَ يُعَوِّضُ. 12 وَإِنْ سُرِقَ مِنْ عِنْدِهِ يُعَوِّضُ صَاحِبَهُ. 13 إِنِ افْتُرِسَ يُحْضِرُهُ شَهَادَةً. لاَ يُعَوِّضُ عَنِ الْمُفْتَرَسِ. 14 وَإِذَا اسْتَعَارَ إِنْسَانٌ مِنْ صَاحِبِهِ شَيْئًا فَانْكَسَرَ أَوْ مَاتَ، وَصَاحِبُهُ لَيْسَ مَعَهُ، يُعَوِّضُ. 15 وَإِنْ كَانَ صَاحِبُهُ مَعَهُ لاَ يُعَوِّضُ. إِنْ كَانَ مُسْتَأْجَرًا أَتَى بِأُجْرَتِهِ.

-أخيرا اذا رايت أن كلام الله غير واضح و فيه لبس و ان الله يعني ما لا يقول و اذا لم يقنعك كلامي فالرجاء العودة الى المفسرين مثل(L M Grant, Lange ,M. Henry ......Barnes, Gill,Keil & Delitzsch ) و كلهم يتفقون على ان يدها تقطع.

كلمة رائعة يقولها متى هنرى يرد فيها على من اقتبست عنهم:

The punishment was that her hand should be cut off; and the magistrates must not pretend to be more merciful than God: Thy eye shall not pity her.

"كانت العقوبة تقتضي ان تقطع يدها و لا يجب على القضاة ان يتظاهروا بانهم أرحم من الله الذي يقول " لا تشفق عينك".

العزيز اغريغوريوس :
ان لم يقنعك الكلام اعلاه بان الله قصد ان تقطع يدها فعلا , فليس لي كلام اخر.

كل المودة,,
 

مصلوب لاجلي

Member
عضو
إنضم
28 أغسطس 2008
المشاركات
196
مستوى التفاعل
21
النقاط
18
الإقامة
أسكن تحت ظل جناحيه
سلام للجميع,

فقط توضيح:مع ان التوراة و كل العهد القديم هو جزء من الكتاب المقدس و لكن شريعة موسى ليست شريعة مسيحية بل شريعة يهودية وضعت الى وقت يسميه الكتاب "وَقْتِ الإِصْلاَحِ" عبرانين 9 : 10. و التي انتهت بمجئ السيد المسيح و تتميه للناموس بصلبه و قيامته و لذلك لا يوجد ما يسمى ب "قطع اليد في المسيحية "
 

paul iraqe

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
3 يناير 2014
المشاركات
15,606
مستوى التفاعل
1,314
النقاط
113
الإقامة
IRAQ-BAGHDAD

navbit-arrow-left.png
سلام المسيح معاكم جميعا

اخواني الافاضل

لو سمحتم لي برز عندي سؤال مهم بعد ان قرأت ما كتبتموه هنا

شدّني في عنوان الموضوع العبارة التالية :

(( قطع اليد في المسيحية ))

وأنتم تحدثتم عما موجود في اليهودية


السؤال :

هل اذا كان قطع اليد في اليهودية موجود -هل سيكون نفس العقاب في المسيحية ؟


مع الشكر والتقدير لكم

دمتم في محبة سيدنا يسوع المسيح والقديسة مريم البتول
 

مصلوب لاجلي

Member
عضو
إنضم
28 أغسطس 2008
المشاركات
196
مستوى التفاعل
21
النقاط
18
الإقامة
أسكن تحت ظل جناحيه
الأخ paul iraqe

سلام و نعمة,,
لو قرأت مداخلتي أعلاه ستجد الاجابة,,

سلام للجميع,

فقط توضيح:مع ان التوراة و كل العهد القديم هو جزء من الكتاب المقدس و لكن شريعة موسى ليست شريعة مسيحية بل شريعة يهودية وضعت الى وقت يسميه الكتاب "وَقْتِ الإِصْلاَحِ" عبرانين 9 : 10. و التي انتهت بمجئ السيد المسيح و تتميه للناموس بصلبه و قيامته و لذلك لا يوجد ما يسمى ب "قطع اليد في المسيحية "
 

خادم البتول

عضو نشيط
عضو نشيط
إنضم
13 أبريل 2012
المشاركات
1,086
مستوى التفاعل
1,068
النقاط
113
الإقامة
عابـــر سبيــــل

الأخ الحبيب مصلوب لأجلي سلام ونعمة: أشكرك على هذا الطرح المتميز والنقاش الثري. كم أسعدتَ قلبي باعتراضك هذا وكم أفرح شخصيا حين ننتقل أخيرا من ضيق الصوت الواحد والتلقين المتكرر إلى فضاء الفكر الحر والنقاش المفتوح والنقد البناء ـ خاصة حين يكون مخلصا يبغي الحق كما نرى بوضوح في رسائلك. بداية فلست متخصصا لا باللاهوت الدفاعي ولا بالعهد القديم، ولكن أرجو أن يتسع وقتك وصدرك لأفكاري البسيطة تعليقا على مداخلاتك، وألخصها فيما يلي:


أولا: الكلام كلام الله، نعم، وهو حرفي لا مجازي، نعم، كل هذا صحيح. ولكن هناك أيضا "المقاصد" الإلهية وضرورة إعمال العقل قبل تطبيق النص حرفيا. "عين بعين" على سبيل المثال مقصودها العدل والمساواة، ونتفق جميعا على ذلك. ولكن عند التطبيق تختلف الأمور قليلا. على سبيل المثال: إذا كان أحد الخصمين يرى بعين واحدة فإن تطبيق النص حرفيا لن يحقق العدل والمساواة حقا، لأن أحد الخصمين سينتهي أعمى كليا بينما سينتهي الآخر مبصرا لم يزل، ولو بعين واحدة. مثال ثان: إذا ضرب أحد الخصمين الآخر ضربة أدت إلى عجز "جزئي" بعينه أو بيده أو بأي عضو، أي ليس فقدا للعضو أو عجزا كليا به، عندئذ سيكون تطبيق النص "عين بعين، سن بسن... إلخ" صعب جدا على المستوى العملي ـ إذا أردنا العدل والمساواة الحرفية حقا ـ إن لم يكن محالا في بعض الأحيان.

فمن هذين المثالين ـ وغيرهما الكثير ـ استقر التفسير والفقه التشريعي عند اليهود على أن "كلام الله" هو الشريعة وهو القانون، نعم، ولكن كمبادئ عامة مجملة ومطلقة، وأما التخصيص والتفصيل والتقييد فهو في التوراة الشفهية وغيرها من ركام الشروح التي تتعامل مباشرة مع الوقائع العملية واليومية في حياة الناس.


ثانيا: تطبيقا لهذا الفهم نعود في عجالة ـ فقط كمثال ـ إلى سؤال طرحه حديثا أحد الأخوة هنا ولكننا تجاهلناه ساعتها لأنه لم يكن في صلب موضوع النقاش. يقول السؤال: حسب لاويين 27:20 فإن "الملبوس" الذي فيه شيطان يُرجم ("وإذا كان في رجل أو امرأة جان أو تابعة فأنه يُقتل بالحجارة يرجمونه دمه عليه")، فمن أين إذا جاء كل هؤلاء الملبوسين الذين أخرج المسيح شياطينهم؟ لماذا لم يرجمهم اليهود رغم ظهور حالتهم للعيان ووجود نص واضح قاطع لا لبس فيه بذلك؟ التفسير ببساطة هو ما نقول هنا، وهو أن "كلام الله" لا يؤخذ هكذا مطلقا لتطبيقه على الواقع دون فهم وإدراك للمقاصد الإلهية، وإلا قد نقع بالعكس فيما يتعارض مع معنى الكلام الإلهي ذاته ومن ثم قد ننتهي بالظلم بل بالظلم الفاحش بدلا من العدل، وهو المقصود عقلا وشرعا.

هنا في حالة اللبس هذه على سبيل المثال هناك تفصيل لثلاث حالات مختلفة: 1- ملبوس لبسه الشيطان لأنه يعمل بالسحر أو يتعامل مع السحرة وشياطينهم، فهذا يُرجم. 2- ملبوس لبسه الشيطان لفرط شروره وخطاياه، فهذا أيضا يُرجم. 3- ملبوس لم يقترف شرا أو يصنع سحرا ومع ذلك لبسه الشيطان لسبب أو لآخر، ربما حتى منذ طفولته المبكرة، فهذا بالطبع لا يُرجم، بل هو كالمريض ـ إن لم يكن مريضا بالفعل: فهل يأمر الرب برجم المرضى؟ إذا فرغم وجود النص الواضح القاطع فإن هذا لا يعنى أبدا أن نأخذه هكذا على إطلاقه لتطبيقه في كل واقعة دون فحص وفهم بل وتأويل أيضا إذا لزم الأمر.

(بل إن هناك طرق وأدوات وشروط لهذا التأويل وليست المسألة هكذا مجرد إعمال حر للعقل: مثلا كلمة "أوب" العبرية هنا ـ والتي ترجمناها عربيا إلى "جان" ـ ترتبط بالسحر تحديدا، وبالتالي فهذا العدد في الحقيقة لا يخص الجان أو الشياطين كلها، هكذا مطلقا، وإنما شياطين السحر والسحرة بوجه خاص. أي أن فهم اللغة نفسها فهما عميقا هو بحد ذاته شرط قبل أن نتجاسر على التفسير ناهيك عن استنباط الأحكام. فرق دقيق باللغة قد يغير الحكم تماما، ومن ثم دون إدراك هذا الفرق قد يموت بسبب جهلنا بريء لا ذنب له ـ باسم "كلام الله" ـ أو بالعكس يحيا مستوجب الموت).


ثالثا: هناك دراسات وبحوث مطوّلة حول كل هذه القضايا، وهناك بالطبع بعض الخلافات كما هو الحال في أي بحث بشري (وعليه قد تجد مثل هؤلاء الذين يذهبون إلى أن اليهود قطعوا، ولو في مرحلة مبكرة). ولكن من النظرة العامة لهذا الأمر ومن مجموع الدراسات التي توفرت لنا يبدو بوضوح أن الصواب هو ما ذهب إليه هنا أخونا الحبيب أغريغوريوس بالفعل، وهو أن اليهود عبر تاريخهم ـ رغم وجود النص ـ قد لجأوا عمليا للتعويض بدلا من العقوبة البدنية. نقول هذا بثقة كبيرة رغم أننا لا نعرف يقينا كم امرأة قطعوا حقا ـ أو وجب عليهم أن يقطعوا ـ لأن هذا النزوع نحو التعويض ينصرف ليس فقط على قطع اليد وإنما على كل ـ وأكرر مرة أخرى "كل" ـ عقوبات القصاص، أي كل نصوص "العين بالعين، السن بالسن.." إلخ. كلها يجوز أن تكون عقوبته التعويض بدلا من بتر العضو ذاته أو إتلافه هكذا حرفيا كما يقول النص أو يوحي، عدا حالة واحدة فقط هي جريمة الدم ("النفس بالنفس") خاصة عندما يكون القتل عمدا (إضافة بالطبع لحالة التجديف وبوجه خاص التحول للوثنية).

(لذلك ـ كما يذكر كريستوفر مارشال في كتابه "ما بعد العقاب: رؤية العهد الجديد للعدل والجريمة والعقوبات" ـ فقد قال السيد المسيح: "سمعتم أنه قيل عين بعين وسن بسن، وأما أنا فأقول لكم...". يلاحظ هنا أن المسيح لم يذكر "نفسا بنفس"، ذلك لأن "النفس بالنفس" تحديدا ـ سيان في التطبيق العملي أو في فهم اليهود ـ انفصلت مبكرا كقانون خاص، هو الوحيد الذي يتم تطبيقه حرفيا، بينما استقرت بقية أنواع القصاص الأخرى في قانون مختلف وفي مساحة تفسيرية أكبر تتسع للتأويل والتعويض. هذا أيضا يفسر ترجمة أو قراءة مارتن بوبر لهذا النص نفسه: لا "عين بعين..." بل "عين بقيمة عين، سن بقيمة سن..."، أو ترجمة بنشاس لابيد الشبيهة: "عوض عين بعين، عوض سن بسن..." إلخ).


فمن كل هذه الدراسات والقراءات والرؤى ـ إضافة لكل ما ذكره أخونا أغريغوريوس في البداية تماما ـ فإننا لا نملك إلا الاتفاق مع ما ذهب إليه، بل نشكره عليه وعلى جهده، وإن كنا نعتب عليه من باب آخر يختلف تماما (هو ـ باختصار شديد ـ أننا لسنا يهودا ولا يعنينا مطلقا سيان كان اليهود يقطعون أو يدفعون تعويضا. لماذا إذا نشرح اليهود بدلا من أن نشرح المسيح؟) هذا على أي حال هو فقط ما أرى، مجرد رأي، وعليه فإنني أيضا أقدّر لا شك المنهج الدفاعي الذي اتبعه أغريغوريوس، كما أتابع في الحقيقة كل ما يكتب وأتعلم منه وأشكره كثيرا على جهده المستمر خاصة بهذا القسم. تحياتي لكما وللجميع مع محبتي.

* * *

 

خادم البتول

عضو نشيط
عضو نشيط
إنضم
13 أبريل 2012
المشاركات
1,086
مستوى التفاعل
1,068
النقاط
113
الإقامة
عابـــر سبيــــل

على هامش الرد على هذه الشبهة: نظرة مسيحية


.... إضافة لكل ما سبق ـ كما صاغه أستاذنا العزيز أغريغوريوس ـ نؤكد أن هذه الشبهة ليست أصلا شبهة بالنسبة للمسيحي والمسيحية. نحن لسنا يهودا ولا يعنينا مطلقا إذا كان اليهود يقطعون الأيادي فعلا أم لا يقطعون. هل العهد القديم بالكتاب المقدس هو "مرجع" المسيحيين التشريعي والقانوني؟ هل نحتفظ بهذه الشريعة في كتابنا لأنها شريعتنا، أم بالأحرى نحتفظ بها لأنها "مرحلة" من "تدبير الخلاص" الذي هو غايتنا وكل ما يعنينا؟

أما شريعتنا ـ في المقابل ـ فهي شريعة المحبة، وهي شريعة تقبل كل شرائع الأرض ما اقتربت من المحبة أو تنكرها ما ابتعدت عنها. شريعتنا لا تنقض بالضرورة الشريعة الموسوية بل بالعكس تؤمن بها وبأنها شريعة الله، غير أن شريعتنا بالوقت ذاته هي شريعة العهد الجديد التي ترتفع كليا عن أية شريعة أخرى وتسمو على سائر أحكامها. في الحقيقة إن الحديث عن شريعتنا سيكون بالأحرى "مُعثرا" بالنسبة لكثيرين، وسيكون "غير مفهوم بالمرة" بالنسبة لغير المسيحي. وعليه يكفينا هنا أن نقول إن السيد المسيح لم يرجم المرأة الزانية، ولكنه بالوقت ذاته لم ينكر الرجم أيضا. بدلا من هذا وذاك أخذهم المسيح جميعا فجأة ـ وأخذنا معهم ـ إلى أفق آخر وإلى بديل جديد يتجاوز كل التوقعات والاحتمالات: من كان منكم بلا خطيئة فليرمها أولا بحجر!

الاختلاف التشريعي هنا لا يتعلق بتخفيف الحكم ـ مثلا ـ أو بتغليظه. إنه بالأحرى اختلاف "نوعيّ" لا مجرد اختلاف في الدرجة. حدث ذلك مرة أخرى على نحو ربما أقل وضوحا ـ في متى 18 ـ عندما سأل بطرس: "يا رب، كم مرة يخطئ إليّ أخي وأنا أغفر له؟ هل إلى سبع مرات؟" خلفية هذا السؤال هو أن التقليد والعرف عند اليهود عندئذ كان الغفران حتى 3 مرات، بالتالي عندما جاء بطرس بـ 7 مرات كان هذا من وجهة نظر بطرس "منتهى الكرم" كما نقول في ضوء هذه الخلفية اليهودية. لكن المسيح مرة أخرى يفاجئه ويفاجئنا برده: "قال له يسوع: لا أقول لك إلى سبع مرات، بل إلى سبعين مرة سبع مرات"!

"لا حدود يا بطرس. إنني افتح كل الحدود بل أحطم كل هذا المنطق"! وعليه فالمسألة ليست مجرد اختلاف بالدرجة أو بالكمّ بل هو اختلاف نوعيّ وجوهري يتأسس على رؤية مغايرة جذريا وكليا لكل ما هو سائد.

بالمثل: "من كان منكم بلا خطيئة": وكأن المسيح "يوحّدنا" حتى بالخطيئة كما وحدنا فيه حين أخذ طبيعتنا وجاء ليُصلب عنا ويقهر الموت في جسده/جسدنا ثم يقوم فنقوم معه لحياة أبدية فيها "يكون الجميع واحدا" في النهاية. إن المسيح لا يرى بطرس مقابل بولس أو هذا مقابل ذاك بل بالحري يرى الإنسانية كلها، التي أحبها كلها وجاء لأجلها كلها. وعليه حين يفقد يوحنا ـ أو محمد ـ عينا فإن هذا بالنسبة للمسيح لا يمكن أن تكون إجابته "عين بعين"، لأن يوحنا في الحقيقة لم يفقد عينا بل الإنسانية كلها فقدت عينا. إن الإنسانية كلها هي الضحية ـ كما أن الإنسانية كلها هي أيضا الجاني. فإذا كانت الإجابة هي "عين بعين" فالإنسانية كلها عندئذ ستفقد عينين اثنتين بدلا من واحدة!


لذلك "لا تقاوموا الشر"! أننا نقاوم الشر حتى نقضي عليه، هكذا نعتقد، أو على الأقل حتى لا يزيد. ولكن الحقيقة هي أن الشر يستمر ويزيد تحديدا لأننا نقاومه! هكذا نأخذ اليوم ـ باسم العدل ـ عينا بعين، ولكن هكذا أيضا تستمر الإنسانية لاهثة تجري بدائرة مفرغة لا تنتهي، وهكذا تمتلئ السجون ولا تتوقف أبدا الجريمة بل إنها بالعكس تزيد!

فهل اختلف إذا إلهنا؟ ألم يكن هو نفس هذا الإله الذي شرّع من قبل "عينا بعين"؟

نعم هو، دون أدنى شك. وهو لم يتغير أبدا، وإنما الذي يتغير ويتطور وينمو ويتسع هو "الوعي البشري" ذاته وهو "استعداد الإنسانية" لاستقبال الأعلى والأرقى والأعظم. إنه نفس السبب الذي لأجله "لم يظهر الآب والابن والروح القدس في العهد القديم" كما يزعمون (لأنهم ظهروا في الحقيقة، ليس فقط بالمعنى ولكن أيضا بالنص). إنه أيضا نفس السبب الذي لأجله "تأخر المسيح كل هذا الوقت" كما يتساءل بعض الملحدين. لكن المسيح لم يتأخر أبدا. إن تدبير الخلاص ـ كما نعرف من الكتاب نفسه ـ كان قائما حاضرا بالفعل حتى "قبل تأسيس العالم"! فقط حين أصبحت الإنسانية مستعدة له قادرة عليه فقط عندئذ "ظهر واستعلن"، كما أنه فقط عندئذ ظهر واستعلن الثالوث الأقدس. إنه كالعين البشرية التي لا ترى كل ما دون الأحمر وكل ما فوق البنفسجي. فإذا اتسعت قدرة العين بعد ملايين السنين من التطور فرأت أخيرا ما لم تكن تراه قبلا (كأن ترى هالة من النور مثلا حول كل كائن حي) فإن هذا لا يعني أن ما تراه الآن لم يكن موجودا من قبل أو أننا استحدثناه. لقد كان بالعكس موجودا طوال الوقت، لكن قدرتنا نحن على رؤيته واستيعابه هي التي لم تكن موجودة.

إضافة لذلك حين شرّع الله "عينا بعين" فقد كان ذلك في حينه هو ذاته فعل محبة وتشريع رحمة. بالنظر إلى تشريعات ذلك الوقت، والتي كان بعضها يسمح بـ"العقاب الجماعي"، ناهيك عن التمييز بين الغني والفقير، فإن "عينا بعين" كانت عندئذ رحمة لا انتقاما كما هو الحال اليوم. كان معناها الحقيقي بالأحرى هو: "عين (فقط) بعين (ولا تتعدوا أكثر من ذلك)"!


أما اليوم فماذا لدينا حقا؟ تأمل حالنا: حين يصرخ الضحايا والمظلومون: "نحن نريد العدل" فإننا نقبل ذلك تماما بل نتعاطف معه وندعمه. ولكن ماذا تعني حقا هذه الكلمات؟ تأمل قليلا: إنها ببساطة تعني "نريد الانتقام"! إنها تعني "نريد الثأر"! أنها تعني: نريد ـ غاية ما نريد ـ أن يعاني هذا الجاني كما عانينا، أن يفقد كما فقدنا، أو أن يتألم كما تألمنا. هل تعني أكثر من ذلك؟

ولكن ماذا يعود حقا على الضحية أو المظلوم ـ حين يعاني الجاني ويتألم ـ سوى إرضاء رغبة الانتقام داخله؟ إنها ليست سوى شهوة داخل كل منا، قديمة قدم البشرية ذاتها حتى صارت كأنها غريزة أساسية. إن المظلوم يشعر حقا وكأن نارا تشتعل بداخله، حتى أن قد يقول ذلك حرفيا: إن "ناره لن تبرد" إلا أن يرى هذا سجينا، مثلا، أو ذاك على حبل المشنقة.

أي أن الضحية بالتالي ـ فقط لأنه لا يعرف الغفران ونعمة الغفران ـ صار ضحية متجددة كل يوم، يعاني مجددا كل يوم، تحت ألم يتجدد كل يوم! إنه هو نفسه الذي ينفخ ليلا ونهارا في ناره طالبا الثأر. إنه "يتشبث" بمأساته و"يقبض" بكل قوة عليها! إنه يعود لجرحه عامدا كل يوم ليفتحه! إنه "يرفض" حتى أن ينسى! بل أكثر من ذلك: إنه "يريد" أن يبقى في حالة الألم، كي يبقى في حالة "الغضب"، كي تستمر داخله بالتالي رغبة الانتقام ولا يفتر أبدا نداء الثأر!

جاء السيد المسيح إذا ـ وهو يعلم كل ذلك ـ فلم ينكر ضعفنا أو يتحداه، ومن ثم لم ينكر شريعة الأرض أو يُبطلها. لم يخبرهم أنه ينقض الرجم، بل فقط طلب أن يتقدم أولا من كان بلا خطيئة ليرجم. بعبارة أخرى: أنتم جميعا واحد وجميعا خطاة أيها البشر. أنتم جميعا جناة، زائغون فاسدون، بل الحق أقول لكم: لولا خطاياكم ما ظهرت أبدا هذه الزانية إلى الوجود. فليتقدم إذا البار حقا بينكم ليرجم!

لم ينكر المسيح إذا شريعة الأرض، ولا نحن ننكرها. ولكنه أيضا جاء ليفتح أفقا جديدا أمام الإنسان. جاء بفلسفة أخرى حتى لمفهوم العدل ذاته، يأخذنا بها من "العدالة الانتقامية" الثأرية ـ بين جان وضحية ـ إلى "العدالة الشفائية" التي تطمح بالأحرى لشفاء الجميع: الضحية والجاني والجماعة كلها ـ الكنيسة/الإنسانية كلها ـ التي منها جاء الجاني والضحية كلاهما. عدالة تأسس على المحبة والتوبة والغفران ويشارك فيها الجميع معا: جسد المسيح الواحد!

لقد جاء المسيح أخيرا ليس بـ"أحكام الله" بل بـ"ملكوت الله". جاء بعهد جديد هو عهد النعمة والنور والبركات. جاء ليخلص الجميع أخيرا، ليعرف الجميع الحق وبالحق أخيرا يتحررون. جاء ليحيا الموتى ويفرح الحزانى وينهض الكسيرون ويعود الضالون لبيتهم الأول وفردوسهم المفقود. جاء ليتوحد الجميع أخيرا في الله وبالله، ليكون الجميع "واحدا"، وهذا الواحد ليس سواه هو شمس البر ذاته، صورتنا الأولى، كرمتنا التي نحن أغصانها، الكلمة بهاء نور الله المسيح الحي الحاضر أبدا معنا، الذي نحيا لا نحن بل هو الحي فينا!

لذلك: "سمعتم أنه قيل: عين بعين وسن بسن، وأما أنا فأقول لكم: لا تقاوموا الشر... سمعتم أنه قيل: تحب قريبك وتبغض عدوك، وأما أنا فأقول لكم: أحبوا أعداءكم... لكي تكونوا أبنـاء أبيكم الذي في السماوات... لكي تكونوا كاملين كما أن أباكم الذي في السماوات هو كامل"!


فلا يا أصحاب الشبهة: ليس بالمسيحية شرع المحبة قطع لليد أو حتى تعويض عنها. ليست هذه شبهتنا ولا يلزمنا الرد عليها. نحن نخضع لقانون الأرض ـ مثل الجميع ـ ما دامت أجسادنا فوقها. أما حقيقتنا فهي أننا المختارون المقدسون أولاد الله، وأما غايتنا فهي أن ننمو ونرقى لنعيش حقا حياة التبني ونكون أهلا لهذه النعمة الباهرة، وأما صلاتنا في كل يوم وساعة فهي "أبانا الذي في السماوات: ... اغفر لنا ذنوبنا كما نغفر نحن للمذنبين إلينا". هذه هي الإشارة الوحيدة في كل "الصلاة الربانية" إلينا وإلى ما نفعل نحن: إنه الغفران تحديدا! الغفران من ثم ـ لا الانتقام ـ هو حقيقة غايتنا وكل طموحنا وهو عمود الحياة المسيحية!

* * *


 

خادم البتول

عضو نشيط
عضو نشيط
إنضم
13 أبريل 2012
المشاركات
1,086
مستوى التفاعل
1,068
النقاط
113
الإقامة
عابـــر سبيــــل

العفو أخي الحبيب ضعفي بالطبع الذي يتعلم منكم ومجرد تلميذ بل أصغر تلميذ هنا بينكم. ثم في النهاية "بدوني لا تقدرون أن تفعلوا شيئا"، فربنا يبارك عملكم وتعبكم ويجعل منتداكم وقسمكم هذا بالتحديد دائما عامر مبارك ومضيء لكل تائه وسائل وباحث عن المحبة والنور والحقيقة. :16_4_10:


* * *

 
الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.
أعلى