تفسير رؤيا يوحنا - الأصحاح 10 | تفسير انطونيوس فكري


العدد 1:
آية 1 " ثم رايت ملاكا اخر قويا نازلا من السماء متسربلا بسحابة و على راسه قوس قزح و وجهه كالشمس و رجلاه كعمودي نار".

ملاكا:- ملاك معناها رسول أو مرسل، ولطالما أطلق الكتاب المقدس على المسيح "ملاك العهد" والمسيح كان يقول "الآب الذى أرسلنى" (يو30:5) وهنا نفهم أن رسالته لنا نحن المؤمنين "لا تخافوا فانا ضابط الكل".

قويا = فمهما كانت قوة الأشرار فهو الأقوى فلماذا الخوف.

نازل من السماء = فهو السماوى الذى أتى إلينا على الأرض، وصعد للسماء ليعد لنا مكانا. إذا فمكاننا معه فى السماء، فلماذا لا نحتمل بعض الآلام التى يسمح بها خصوصا أن ما تبقى من أيام على الأرض قليل.

متسربل بسحابة = لأننا لا نستطيع أن نعاين مجده، فالآن إذ نحن مازلنا فى الجسد، لا نرى مجده. ودائما نرى أن السحاب يلازم حضورمجد الرب (راجع خر35،34:40) + (1مل11،10:8) + (أع9:1) + (مت30:24).

وعلى رأسه قوس قزح = قوس قزح كان علامة أن الله يريد ألا يهلك الإنسان. والمعنى هنا أن الله يعلن أن هذا مازال فكره، فهو يريد أن الجميع يخلصون... وتكون لهم حياة ابدية.

ووجهه كالشمس = هذا ما رآه يوحنا فى (رؤ16:1) والمسيح هو نور من نور.

ورجلاه كعمودى نار = يدك بهما أعداؤه، وبهما ندك نحن العثرات، وكلما تلاشت محبة الخطية فينا نلتهب بمحبته.
العدد 2:
آية 2 "و معه في يده سفر صغير مفتوح فوضع رجله اليمنى على البحر و اليسرى على الارض".

سفر صغير = لأن نهاية الأيام قد إقتربت والدينونة قد إقتربت. وهذا السفر فيه أحكام وإعلانات وأخبار ستحدث فى نهاية الأيام وهذا السفر ليس كالسفر المختوم من داخل ومن وراء. فهذا يعنى أنه مملوء أحداثا، فهو تاريخ الكنيسة منذ نشأتها، أما هذا فسفر صغير.

مفتوح = وليس مختوم رؤ1:5 فالأمور أصبحت واضحة لأولاد الله الذين سيفهمون تماما فى هذه الأيام مقاصد الله وخطة الله، هؤلا قال عنهم دانيال "والفاهمون يضيئون" (دا3:12).
العدد 3- 4:
آية 3،4 "و صرخ بصوت عظيم كما يزمجر الاسد و بعدما صرخ تكلمت الرعود السبعة باصواتها. و بعدما تكلمت الرعود السبعة باصواتها كنت مزمعا ان اكتب فسمعت صوتا من السماء قائلا لي اختم على ما تكلمت به الرعود السبعة و لا تكتبه".

صرخ بصوت عظيم = هى صرخة إنذار أخيرة لهؤلاء الذين لا يريدون أن يرتدعوا، وهذه تعنى قداسة الله التى لا تقبل الخطية، وتشير لحب الله الذى لا يريد هلاك البشر. وها هو يسمح بآلام تعلنها هذه الرعود السبعة لعل الناس تتوب.
العدد 5:
آية 5 "و الملاك الذي رايته واقفا على البحر و على الارض رفع يده الى السماء".

رفع يده = هى صورة القسم وفى هذا إشارة لخطورة ما يعلنه وهو نهاية الأيام، ونهاية الشر، ونهاية الصراع بين الكنيسة وقوى الشر، وإنتهاء فرص التوبة، وخضوع كل الخليقة لله.
العدد 6:
آية 6 " و اقسم بالحي الى ابد الابدين الذي خلق السماء و ما فيها و الارض و ما فيها و البحر و ما فيه ان لا يكون زمان بعد".

أن لا يكون زمان بعد = هذه تعنى إما أن أيام الأرض إنتهت والدينونة ستبدأ أو أن الأحداث التى فى السفر الصغير ستحدث سريعا دون أن يطيل الله أناته على البشر.
العدد 7:
آية 7 " بل في ايام صوت الملاك السابع متى ازمع ان يبوق يتم ايضا سر الله كما بشر عبيده الانبياء".

البوق السابع يعلن نهاية الأيام ونهاية دولة الشر والدجال.
العدد 8:
آية 8 " و الصوت الذي كنت قد سمعته من السماء كلمني ايضا و قال اذهب خذ السفر الصغير المفتوح في يد الملاك الواقف على البحر و على الارض".

هو صوت ملاك كان يرافق يوحنا.
العدد 9:
آية 9 " فذهبت الى الملاك قائلا له اعطني السفر الصغير فقال لي خذه و كله فسيجعل جوفك مرا و لكنه في فمك يكون حلوا كالعسل".

كله = أى يدرك ويستوعب ويعرف ما فيه ليعلنه للبشر.
العدد 10:
آية 10 " فاخذت السفر الصغير من يد الملاك و اكلته فكان في فمي حلوا كالعسل و بعدما اكلته صار جوفي مرا".

فكان فى فمى حلوا كالعسل = كلمة الله حلوة ومقاصده دائما حلوة فهو صانع خيرات. وسبق كل من أرمياء وحزقيال وداود أن قالوا نفس الشىء (أر16:15) + (حز1:3-3) + (مز103:119). فكل ما يسمح به الله دائما هو للخير، وهذا هو ما يفهمه كل من يحب الله ويدرك مقاصده. وحتى هذه الآلام التى تحدثت بها الرعود السبعة، أو الموجودة فى السفر الصغير إنما هى لخير البشر، أى هدفها توبتهم.

بعدما أكلته صار جوفى مرا = هناك كما قلنا إحتمالين: الأول هو تأثر يوحنا بما سمعه من آلام ستحدث للبشر، والإحتمال الثانى هو تأثره بعناد الناس وإصرارهم على عدم التوبة (رؤ20:9).
العدد 11:
آية 11 " فقال لي يجب انك تتنبا ايضا على شعوب و امم و السنة و ملوك كثيرين".

بعد أن فهم يوحنا ما فى السفر الصغير عليه أن يعلن ما فهمه وما سيحدث فى الأيام الأخيرة. وهذا ما سيفعله فى بقية السفر.
أعلى