و كان لما شاخ صموئيل انه جعل بنيه قضاة لاسرائيل. و كان اسم ابنه البكر يوئيل
و اسم ثانيه ابيا كانا قاضيين في بئر سبع. و لم يسلك ابناه في طريقه بل مالا وراء المكسب و اخذا رشوة و عوجا القضاء. فاجتمع كل شيوخ اسرائيل و جاءوا الى صموئيل الى الرامة. و قالوا له هوذا انت قد شخت و ابناك لم يسيرا في طريقك فالان اجعل لنا ملكا يقضي لنا كسائر الشعوب.
غالباً كان أبناء صموئيل ممتازين فرشحهم الشعب للقضاء وعينهم صموئيل قضاة فى الجنوب (فى بئر سبع) وهم لم يأخذوا المنصب بالوراثة فلا وراثة فى القضاء. ولكن المنصب كان سبب غواية لهم فقبلوا الرشوة وعّوجوا القضاء. ولكن لماذا لم يوبخ الله صموئيل كما فعل مع عالى ؟
1- أخطاء أبناء صموئيل أقل كثيراً فهم لم يستهينوا بالطقوس والهيكل ولم يزنوا.
2- هم كانوا مستقيمين لكن المركز أغواهم على تعويج القضاء.
3- يفهم ضمناً أن صموئيل عزلهم ووضعهم أمام القضاء وأمام الشعب (1صم 12 : 2) وإسم إبنه البكر يوئيل = يهوة هو الله والثانى أبيا = الرب هو أبى. ولكننا نجد فى (أى 6 : 28) وإبنا صموئيل البكر وَشنى ثم أبيَا فما تفسير هذا الإختلاف.
أ- قد يكون ليوئيل إسماً أخر هو وشنى.
ب-كلمة وشنى تعنى والثانى لذا يرى الدارسون أن كلمة يوئيل حذفت سهواً فى النساخة وأن كلمة وشنى قصد بها والإبن الثانى، وليست إسماً للبكر. ويكون المعنى أن أولاد صموئيل هما البكر (ولم يذكر إسمه) والثانى ثم أبيا.
العدد 1- 2: الآيات (1،2) :-
وبعد ذلك ضرب داود الفلسطينيين وذللهم واخذ داود زمام القصبة من يد الفلسطينيين. وضرب الموابيين وقاسهم بالحبل أضجعهم على الأرض فقاس بحبلين للقتل وبحبل للاستحياء وصار الموابيون عبيدا لداود يقدمون هدايا.
حروب داود النبى ضد الأمم الوثنية التى إنجرفت تماماً فى الرجاسات مع عنف وقسوة ووحشية تشير لجهاد المؤمن ضد الخطية بكل رجاساتها وعنفها. ونجد داود هنا منتصراً دائماً فإذا كان هناك سلام بين الإنسان والله ينجح الإنسان فى كل طرقه. أخذ داود زمام القصبة: بالمقارنة مع المكان الموازى فى (1أى1:18) نجد أن داود "أخذ جت وكل قراها" وذلك لأن جت هى قصبة الفلسطينيين وزمام دولتهم وكانت جت لها قلعة محصنة عالية على تل تشرف منه على دان وعلى يهوذا ومن هنا تضرب إسرائيل وتذلهم. لذلك كانت جت هى أهم مدنهم. وكلمة زمام القصبة جاءت فى الترجمة العبرية "لجام الأمة" فكأن من يسكن جت يمسك بلجام إسرائيل ويحرك إسرائيل كيفما شاء فأمسك داود بهذا اللجام ليتحكم فى الفلسطينيين فقد صارت هذه القلعة فى يده (لو22:11) وفى أية (2) نجد داود يضرب موآب ولقد سبق أن إستودع داود والديه لدى ملك موآب راجع (1صم22: 3،4) فلماذا حدثت هذه الحرب؟ هناك إحتمالين: 1- أن موآب كان يساند داود لمّا كان داود ضد شاول أمّا وقد وصار داود ملكاً فقد حاربه موآب. 2- ويقول اليهود أن داود كان عنيفاً مع موآب لأنهم قتلوا أبوه وأمه الذان تركهما عندهم فى سلام. وداود ضرب موآب وصار موآب يدفع الجزية لإسرائيل حتى زمن موت أخاب حيث ثار موآب ضد إسرائيل وعصاه (2مل3: 3،4). وكانت ضربة داود ضدهم شديدة قاس حبلين للقتل أى أجلسهم على الأرض وقاس الثلثين منهم بجبل فكانوا للموت وبجبل للإستحياء: أى الثلث أبقى عليهم. وهؤلاء الذين قاسهم داود كانوا هم الأسرى فهو قتل الثلثين من الأسرى وأبقى الثلث. العدد 6: آية(6) :-
فساء الامر في عيني صموئيل اذ قالوا اعطنا ملكا يقضي لنا و صلى صموئيل الى الرب.
لقد حسب صموئيل النبى ذلك الطلب رفضاً لهُ شخصياً ورفضاً لعمله القضائى. العدد 7: آية(7) :-
فقال الرب لصموئيل اسمع لصوت الشعب في كل ما يقولون لك لانهم لم يرفضوك انت بل اياي رفضوا حتى لا املك عليهم.
أمّا الرب فحسب طلبهم رفضا شخصياً لهُ هو كملك على شعبه. وهذه درس لكل خادم أن لا يحسب الإهانة موجهة لهُ شخصياً بل لله فهو خادم لله، على أن يحسب كل مديح وكرامة موجهة لله وليس لشخصه هو. إسمع لصوت الشعب = فالله يقدس الحرية الآنسانية ويستجيب للطلبات الجماعية "الرب يعطيك حسب قلبك" وإن كان يشرح لهم سوء العاقبة وينذرهم لكنه يستجيب. ولو صبر الشعب عدة سنوات ما كانوا قد تعرضوا لمشاكل شاول فالله كان يُعّد لهم ملكاً حسب قلبه فى ملء الزمان.
العدد 8- 22: الآيات (8-22) :-
حسب كل اعمالهم التي عملوا من يوم اصعدتهم من مصر الى هذا اليوم و تركوني وعبدوا الهة اخرى هكذا هم عاملون بك ايضا. فالان اسمع لصوتهم و لكن اشهدن عليهم و اخبرهم بقضاء الملك الذي يملك عليهم. فكلم صموئيل الشعب الذين طلبوا منه ملكا بجميع كلام الرب. و قال هذا يكون قضاء الملك الذي يملك عليكم ياخذ بنيكم ويجعلهم لنفسه لمراكبه و فرسانه فيركضون امام مراكبه. و يجعل لنفسه رؤساء الوف و رؤساء خماسين فيحرثون حراثته و يحصدون حصاده و يعملون عدة حربه و ادوات مراكبه. و ياخذ بناتكم عطارات و طباخات و خبازات. و ياخذ حقولكم و كرومكم وزيتونكم اجودها و يعطيها لعبيده. و يعشر زروعكم و كرومكم و يعطي لخصيانه وعبيده. و ياخذ عبيدكم و جواريكم و شبانكم الحسان و حميركم و يستعملهم لشغله. و يعشر غنمكم و انتم تكونون له عبيدا. فتصرخون في ذلك اليوم من وجه ملككم الذي اخترتموه لانفسكم فلا يستجيب لكم الرب في ذلك اليوم. فابى الشعب ان يسمعوا لصوت صموئيل و قالوا لا بل يكون علينا ملك. فنكون نحن ايضا مثل سائر الشعوب و يقضي لنا ملكنا و يخرج امامنا و يحارب حروبنا. فسمع صموئيل كل كلام الشعب و تكلم به في اذني الرب. فقال الرب لصموئيل اسمع لصوتهم و ملك عليهم ملكا فقال صموئيل لرجال اسرائيل اذهبوا كل واحد الى مدينته.
الله يستجيب ولكن يحذر من سوء عاقبة إختيارهم. ولاحظ إستعباد الملوك لبنات وأبناء شعبهم ولنرى الفارق العظيم بين ملوك الأرض وملكنا يسوع المسيح السماوى الذى يعطى بسخاء ولا يُعيّر. بل حين مَلَكَ مَلَكَ علينا بصليب محبته وبذله وكون أن الله إستجاب طلبتهم فليس معنى هذا رضاه عن ذلك فهو "يعطيك حسب قلبك، فإن كان سؤل قلبك سماوياً تنعم بالبركات السماوية وإن كان سؤل قلبك لغير صالحك يسمح الله بتحقيقه لأجل التأديب (مز 37 : 4 + مز 106 : 15 + مز 20 : 4 + هو 13 : 11). وكما قلنا فقد سمح الله بأن يكون لهم ملك ولكن الله هو الملك الحقيقى والملك الذى سيقام يكون مجرد نائب عن الله فلذلك لم يحاول أحد ملوك يهوذا تغيير الناموس