الر على الشبهات في سفر متى

    1. الرد على الشبهات للقس منيس عبد النور قال المعترض الغير مؤمن: ورد في متى 21: 19 و20 أن المسيح نظر شجرة تين على الطريق وجاء إليها فلم يجد فيها شيئاً إلا ورقاً فقط، فقال لها: لا يكن منك ثمرٌ بعد إلى الأبد, فيبست التينة في الحال, فلما رأى التلاميذ ذلك تعجبوا قائلين: كيف يبست التينة في الحال؟ وورد في مرقس 11: 13-15 فنظر شجرة تين من بعيد عليها ورق، وجاء لعله يجد فيها شيئاً, فلما جاء إليها لم يجد شيئاً إلا ورقاً، لأنه لم يكن وقت التين, فأجاب يسوع وقال لها: لا يأكل أحد منك ثمراً بعد إلى الأبد, وكان تلاميذه يسمعون، وجاءوا إلى أورشليم , وفي آية 20 ، 21 وفي الصباح إذ كانوا مجتازين رأوا التينة قد يبست من الأصول، فتذكر بطرس وقال له: يا سيدي انظر، التينة التي لعنتها قد يبست , في العبارتين اختلاف، وفضلاً على ذلك فليس للمسيح حق أن يأكل من شجرة التين من غير إذن مالكها، ولم يكن من المعقول أن يدعو عليها فيوجب الضرر على مالكها، وأنه يغضب عليها لعدم الثمرة في غير أوانها, ثم إنه لو كان إلهاً كما يدّعي المسيحيون لَعَرف أنها بغير ثمر ,

      وللرد نقول بنعمة الله : (1) لم تكن هذه الشجرة ملكاً خصوصياً لأحد، بل كانت لعموم الناس، فكان مباحاً لأبناء السبيل أن يأكلوا منها بلا مانع، فكان للمسيح حقٌ أن يأكل منها حسب نصوص الشريعة اليهودية (تثنية 23: 25), انظر تعليقنا على مرقس 2: 23, (2) ولما كان عليها ورق أخضر اتخذ المسيح ذلك علامة على وجود باكورة تين، فإن التين في أرض فلسطين يثمر باكورة التين عند ظهور الورق، وأحياناً تطلع الثمار قبل النضج العام بأيام كثيرة، وهو المعروف عند العامة في الشام بالديفور, وقوله: ولم يكن وقت التين أي وقت جَنْيه العمومي، ولكنه كان وقت باكورة التين, (3) هذه التينة مثل المرائي الذي يتظاهر بالتقوى وهو مجرَّد منها، فعليه علامات القداسة وقلبه ملآن بالنجاسة, وهي تشير إلى الأمة اليهودية التي خصّها الله بالنواميس والشرائع والأنبياء، ومع ذلك كانت مجرّدة من الإيمان والمحبة والتواضع، ورفضت المسيح ولم تذعن لأوامره، ولم تأت بثمر، بل ارتكنت على أنها شعب الله, فلهذا قال المسيح (له المجد) للشجرة: لايكن فيك ثمر ليعلّم الناس أن الأهم هو الثمر, (4) ولَعْن التينة نبوّة على مستقبل الأمة اليهودية في ذلك الوقت، وإنذار للناس في كل عصر بأنهم إن لم يأتوا بأثمار القداسة والتقوى، حلّت بهم دينونة الله العادلة, والقول يبست في الحال إشارة إلى خراب مدينة أورشليم وعقاب الأمة اليهودية، وقد كانت آيات المسيح كلها مبنية على الرحمة، ولكنه علّم تلاميذه أنه شديد العقاب، وإن كان رحيماً, (5) لم يكن المسيح جاهلاً بأمر هذه الشجرة، كيف لا وهو الذي يعرف خفايا كل إنسان، حتى أخبر السامرية مثلاً بكل ما فعلت, ولكنه تصرّف بهذه الكيفية ليعرّف الرسل بالعقاب الذي يحل بالمنافقين، وفي نفس الوقت يحل بالتينة التي أظهرت بأوراقها الخضراء أنها تحمل باكورة التين دون أن تحمله فعلاً,

    2. حل مشاكل الكتاب المقدس للقس منسى يوحنا بين مت 21 : 19 و20، يو 16 : 30 ففى الاول ان المسيح لم يعلم ان كان فى التينه ثمر ام لا وفى الثانى انه عالم بكل شىء.

      فنجيب : ان المسيح تصرف فى امر التينه بهذه الكيفيه لانه كان يروم ان يستخدم حادثتها لفائدتهم، ومذكور فى سفر التكوين ان الله قال لادم يوم سقط (اين انت) (تك 3 : 9) مع انه يعلم مكانه وذلك ليسوقه الى الاعتراف والارار بذنبه. وهكذا سئل المخلص اباه على الصليب قائلا (لماذا تركتنى) ليشهر عظم الامه، وسئل عمن لمسه ليذيع ايمان نازفه الدم، وسال عن لعازر اين وضعتموه، وسال عن كميه الخبز كمن يجهل الشىء لغايه صالحه عنده مع انه يعلم كل الاشياء قبل حدوثها.

    أسفار الكتاب المقدس
    أعلى