23. فاعمل ما نقوله لك: عندنا أربعة رجال عليهم نذر،
24. فخذهم إلى الهيكل وتطهر معهم، وادفع نفقة حلق رؤوسهم، فيعرف الجميع أن ما سمعوه عنك غير صحيح، وأنك تسلك مثلهم طريق العمل بالشريعة.
25. أما المؤمنون الذين من غير اليهود، فقد أرسلنا إليهم رسالة نوصيهم فيها بأن يمتنعوا عن الأكل من الذبائح المقربة للأصنام، وعن تناول الدم، وعن الأكل من لحوم الحيوانات المخنوقة، وعن الزنى».
26. وهكذا كان. ففي اليوم التالي أخذ بولس الرجال الأربعة؛ وبعدما تطهر معهم، دخل الهيكل لكي يسجل التاريخ الذي ينتهي فيه أسبوع التطهر، حتى تقدم عن كل واحد منهم التقدمة الواجبة.
27. ولما كادت الأيام السبعة أن تنقضي، رأى بعض اليهود من مقاطعة أسيا بولس في الهيكل، فحرضوا الجمع كله، وقبضوا عليه،
28. وهم يصرخون: «النجدة يابني إسرائيل! هذا هو الرجل الذي يدعو الناس في كل مكان إلى عقيدة تشكل خطرا على شعبنا وشريعتنا وعلى هذا المكان، حتى إنه أدخل اليونانيين إلى الهيكل ودنس هذا المكان المقدس!»
29. فإنهم كانوا قد رأوا تروفيمس الأفسسي مع بولس في المدينة، فظنوا أنه أدخله معه إلى الهيكل.
30. عندئذ هاج أهل المدينة جميعا، وهجم الناس على بولس وجروه إلى خارج الهيكل، ثم أغلقت الأبواب حالا.
31. وبينما هم يحاولون أن يقتلوه سمع قائد الكتيبة الرومانية أن الاضطراب عم أورشليم كلها.
32. فأخذ في الحال جماعة من الجنود وقواد المئات وحضر مسرعا. ولما رأى اليهود القائد وجنوده كفوا عن ضرب بولس.
33. فاقترب القائد وألقى القبض عليه، وأمر جنوده أن يقيدوه بسلسلتين، وأخذ يسأل: «من هو، وماذا فعل؟»
34. فأخذ بعضهم ينادون بشيء وبعضهم بشيء آخر. ولما لم يقدر أن يتبين حقيقة الأمر بسبب الهياج، أمر أن يؤخذ بولس إلى الثكنة.
35. ولما وصل به الجنود إلى الدرج اضطروا أن يحملوه ليخلصوه من عنف المحتشدين.
36. فقد كان جمهور المحتشدين يتبعونه صارخين: «ليعدم!»
37. وقبل أن يدخل بولس إلى الثكنة قال للقائد باللغة اليونانية: «أيمكن أن أقول لك شيئا؟» فقال القائد: «أتتكلم اليونانية؟
38. إذن لست أنت ذلك المصري الذي أحدث اضطرابا في المدينة منذ مدة، وتزعم أربعة آلاف رجل من القتلة خرج بهم إلى البرية!»
39. فقال بولس: «إنما أنا يهودي من طرسوس، وهي مدينة مشهورة في مقاطعة كيليكية. فأرجو منك أن تسمح لي بأن أكلم الشعب».
40. فأذن له القائد. ووقف بولس على الدرج، وأشار بيده إلى الشعب. فلما ساد السكوت، أخذ يخاطبهم باللغة العبرية، قائلا: