1-إنَّ البتول عفيفة العفيفات،
دَعَتْني اليوم لأصفها.
هيّا ادخلوا وتلذَّذوا،
يا غلمان الوليمة
بمأدبة روحانيَّة
أقامتها البتول للمدعوِّين.
2-ظهر من الأمّ التي ارتضاها (الربّ)
شُعاع ينير العالَم.
انحدر وخرج منها،
فخلَّص البرايا.
بميلاده طرد الظِلال،
وبظهوره زال الظلام.
3-حَمَلَتْ مريمُ الولدَ
الذي بحكمته ولَدَ آدمَ.
بحليبها اغتذى، بحضنها احتمى.
كانت هي تحمله على ذراعيها،
وكان هو يحمل العالَم بإشارته.
4-رَفَعَ البتولَ إلى تجلِّيه،
وهو خارج ليفتقد العالمين.
وبدل المركبة
ذات العَجَلات الناطقة،
شاء، فزيَّحته البتول.
فمَن هو قادر على وصفها؟
5-إلى هيكل القدس أَصْعَدَته،
ليُشاهَدَ في بيت الآب بين القرابين،
فيقرَّب الذبائح،
ويكمِّلَ الناموس،
ويتشبَّه في كلّ شيء،
بالأولاد الذين اختلط بهم.
6-كان مع أبيه في جبل سيناء،
عندما أعطى الشعبَ الناموس.
هو مَن كان يقبلُ
الذبائحَ وصلوات الغفران،
وهنا تحمله الصبيَّة،
وتقرِّب عنه القرابين.
7-الآخِذُ الذبائحَ من لاوي،
والقرابين من كلّ الأحبار،
هو يقرِّب ذبائح،
ويتلفَّظ بطلبات،
ويُصعِد على المذبح للتطهير،
سميدًا وفرخَي حَمام.
8-من نوح قَبِلَ القرابينْ،
ولإبراهيم تجلَّى بالذبائح،
ولإسحاق بالمحرقة،
وبالسلّم ليعقوب.
بحبِّه غفر للأوَّلين،
والآخِرون يجمعون قربانه.
9-هو قَبِلَ بواكير هابيل،
ورَذَلَ قايين لأنَّه لَم يَحسُن لديه.
بمثاله كان يخدم
ملكيصادقُ العظيم.
وبالعشور والسميد يُصعدُه يوسف إلى الهيكل.
10-أَظهَرَ يومَه لإبراهيم،
فتجلَّى في الشجرة والكبش.
وأعطى أليعازرَ الأفودَ والرضى.
ومع الأطفال يُصعِد على المذبح
قرابين للتطهير.
11-سمعانُ الشيخ العتيق
رأى عَجَبًا واضطرم بمحبَّة.
فَحَمَلَ الطفلَ،
وتعجَّبَ منه، وسَجَدَ له،
وقرَّبَ له تضرُّعًا :
<<الآن، يا سيّدي، إذ رأيتُكَ أستريح>>
12-كان سمعان أسيرًا بالروح
ينتظر المسيح في الهيكل،
متوقِّعًا سيّدَه
بتجلٍّ عظيم.
وإذ بَانَ الطفلُ،
اضطرم الشيخ متوسِّلًا إليه بمحبَّة.
13-بخيط الحياة كان قد ربطه
ذلك الصبيُّ الذي ولدته البتول.
مُنذُ زمان مديد
أعطاه وعدًا :
<<إن لَم ترني طفلًا ،
فمن الآن لا تنطلق من العالَم>>.
14-عَبَرَت الأجيال والسنون،
والوعدُ قائم بالكلام.
والعتيقُ أسير،
وهو قائمٌ ينتظر،
وجاء يومُ التجلِّي،
فاندفع نحوه وتوسَّل إليه كي يُطلِقَه.
15-<<ها قد رأت عيناي حنانك، سيّدي،
فحسب الشرط المُقام أطلِقْنِي>>.
لقد أَسرتَني وأَهمَلْتَني،
وثَقُلَ عليَّ طولُ الزمان.
أَطلِقْني من الحياة لأنِّي رأيتُك،
فلأجل هذا كنتُ أسيرًا لأستقبلك.
16-أَطلِقْني سيِّدي لأستريح على التراب،
فأبشَّر كلَّ الراقدين في القبور:
<<ها قد وصل السيّدُ
مُطلِقُ المأسورين.
بُشراكم أيُّها المائتون،
لقد اقترب باعثكم أجمعين>>.
17-أطلِقْني لأنَّك أسرتَني يا ابن الحيّ،
وتركتَني أراك في العالَم.
لقد رأيتُ تجلِّيَك،
وكبرتُ برؤيتك.
أَذهبُ وأستريحُ بين الأموات،
لكي أُعلِن البشرى لهم جميعًا >>.
18-العجب العظيم للعقلاء،
والخزي للوثنيِّين ولليهود!
فإنَّ شيخًا عتيقًا
يتوسَّل إلى طفل صبيّ،
<<أن أطلِقني من الحياة>>.
لأنَّه هو أسَرَهُ وسَهْلٌ عليه أن يُطْلِقَه.
19-يحمله سمعانُ على يديه،
ويحمله السروف والملاك بمِلْقَط.
الفخرُ للكنيسة،
والشكُّ للجماعة
المستهزِئة والمبغِضة للنور.
أمَّا ابنة النور فتبتهج بتواضعه.
20-هَلُمَّ يا رفيق يهوذا
الذي لا يعترف أنّ الله قد وُلِدَ،
تُرى هل تَوَسَّلَ سمعانُ،
إلّا إلى سيّد الأرواح،
الذي هو إله وقد تراءى كإنسان،
ليُطلقه من الحياة؟