✝️ اِجْذِبْنِي وَرَاءَكَ فَنَجْرِي. (نشيد ١)🔥

[لمسة يسوع]

​

اِجْذِبْنِي وَرَاءَكَ فَنَجْرِي. (نشيد ١) آية رائعة جداً وفيها جمال سماوي مذهل.. العروس لا تقول: أعطني قوة لأجري... بل تقول: اجذبني. لأنها فهمت أن الجري لا يبدأ من القدمين... بل من الداخل... من القلب.. حين يجذب الرب القلب... تتحرك الحياة كلها ... ثم تقول: فنجري. ولم تقل فأجري. لأن الجري هو جري شركة... جري علاقة... جري انسجام. قلبان ينبضان بنفس السرعة. العروس لا تريد أن تجري لتلحق بالعريس... بل تجري معه. ليس هو أمامها وهي خلفه... بل كلاهما في حركة واحدة... بنفس النبض... بنفس الاتجاه. العروس في حضوره... في قربه... في يده. اجذبني وراءك فنجري.. تكشف بداية الجري: الجذب الإلهي... الجري يبدأ من قلب منجذب... وينتهي في حضن الرب ... المليء بالشبع والفرح والمسحة... العروس تفهم أن الجذب الإلهي لا يصنع شخصاً يركض وحده... بل يخلق حركةً مشتركةً.. وشركةً حيّةً. لأن الحب نفسه يصير المحرك. كأنها تقول: عندما تجذبني إليك... لا أتحرك وحدي.. بل ندخل معاً في نفس الإيقاع.. ونسير في اتجاهٍ واحدٍ. الجري هنا ليس تعباً... ولا واجباً ثقيلاً... بل انسياباً. استجابةً طبيعيةً للحب. هناك فرقاً كبيراً.. بين الجري من أجل الإله القدوس.. والجري مع الإله القدوس ... الجري من أجله يتحول إلى جهدٍ.. أما الجري معه فيصير حياةً ومجداً.. ناس كتير بتجري.. لكن بتجري بمجهودها الشخصي ... وبتجري وتلهث خلف العربس .. مش معه.. العروس لم تطلب قوةً للجري... لأن الحضور أقوى من أي قوةً. طلبت فقط أن تنجذب، لأن من ينجذب...يتحرك بلا مقاومةً. وهكذا نفهم الآية ببساطةً ووضوحاً: حين يجذبنا العريس إلى قربه.. لا نعود نسير وحدنا.. ولا نتحرك بدافع خوفاً أو واجباً.. بل ندخل في علاقةً.. وفي العلاقة تتحول المسيرة إلى جرياً.. والجري إلى فرحاً.. والفرح إلى حياةً مليئةً بالمجد.. العروس فهمت سر الطريق. لم تطلب الجري.. بل طلبت الجاذبية... طلبت الحضور. لأنها أدركت أن الجري بدون جذب... يتحول إلى تعب.. وأن الخدمة بدون عشق تصير حملاً.. وأن الطاعة بدون حضور تصير واجباً بارداً. العروس لا تقول: اجذبني ثم اتركني ألهث خلفك... بل تقول: اجذبني إلى دائرة قربك.. إلى مجال حضورك.. إلى مجال رؤيتك.. وحينها لن أحتاج أن أركض وحدي.. بل سنجري معاً. فنجري... هي لغة الملكوت. الملك لا يسير وحده... ولا يسمح لعروسه أن تتخلف... هو يتقدم بالجذب.. وهي تستجيب بالشوق... إنها ليست دعوة للجري.. بل إعلان اكتشاف: حين يجذبني الملك.. لا أعود أسير وحدي.. بل أدخل معه في اندفاع مجد... حيث لا يقودني من الأمام فقط.. بل يحملني في حضوره... فنجري سوياً .. إنت بتجري خلف العريس ولا معه؟ إرفع إيدك وأعلن معي: أعلن أن الإله القدوس يجذب قلبي إليه فأتحرك بلا ثقل... أعلن أنني لا أجري وحدي بل أدخل في شركة حركة معه... أعلن أن علاقتي بالإله القدوس ليست واجباً بل عشقاً... أعلن أن خطواتي منسجمة مع إيقاع السماء... أعلن أن حضوره يصنع فيّ شوقاً دائماً.. أعلن أن الإله القدوس لا يتركني ألهث خلفه بل يحملني في حضوره... أعلن أن حياتي تسير في اتجاه واحد مع مشيئته... أعلن أن العلاقة تسبق الخدمة في حياتي ... أعلن أن كل جري في حياتي نابع من علاقة معه... أبي السماوي أشكرك لأنك لا تطلب مني أن أركض بقوتي بل تجذبني بقربك.. أشكرك لأنك لا تقودني من بعيد بل تسير معي.. أشكرك لأنك تكشف لي جمالك فينجذب قلبي.. أشكرك لأنك تجعل خطواتي منسجمة معك.. أشكرك لأنك تجعل الجري معك فرحاً.. روح الإله القدوس قد قلبي إلى عمق الجذب الحقيقي.. حررني من الجري بدافع الواجب. علمني السير في إيقاع السماء.. أوقد في داخلي شوقاً دائماً للحضور.. اكشف لي جمال العريس... اجعل حركتي نابعة من علاقة حيّة.. آمين هللويااااا