30 شهر هاتور
استشهاد القديس أكاكيوس بطريرك القسطنطينية
في مثل هذا اليوم تنيح القديس أكاكيوس بطريرك مدينة القسطنطينية، وكان عالما خبيرا بالكتب الإلهية، مفسرا لغوامضها، فكرسوه قسا علي كنيسة القسطنطينية، ولما اجتمع مجمع خلقيدونية، لم يرض إن يحضر الاجتماع ولما طلبوه للاستنارة برأيه، امتنع محتجا بالمرض، وقد عز عليه ما جري للقديس ديسقورس حتى انه أعلن ذلك لأصحابه ومن يثق بهم من الوزراء والحكام الذين يعرف فيهم صحة الإيمان وحسن الوفاء، ثم كان يشكر الله انه لم يشترك في أعمال هذا المجمع، ولما مات أناطوليوس بطريرك القسطنطينية، اختير هذا الاب من المتقدمين والوزراء المؤمنين العارفين بإيمانه الصحيح لرتبة البطريركية، فسعي في إزالة ما حدث في الكنيسة من البغض والشقاق، ولكنه لما وجد إن المرض الروحي قد استحكم وعز شفاؤه، رأي انه من الصواب إن يهتم بخلاص نفسه، فأرسل رسالة إلى الاب القديس بطرس بابا الإسكندرية، يعترف له فيها بصحة الإيمان الذي ورثه عن الآباء القديسين كيرلس وديسقورس وقد اتبعها بعدة رسائل يطلب منه قبوله معه في الشركة، فجاوبه بابا الإسكندرية علي كل واحدة منها، ثم كتب له ايضا رسالة جامعة أرسلها مع ثلاثة أساقفة، ذهبوا متنكرين إلى إن دخلوا القسطنطينية واجتمعوا بهذا الاب، فأكرمهم إكراما جزيلا، وقبل الرسالة منهم، وقراها علي خاصته من متقدمي المدينة المستقيمي الإيمان، فصادقوا عليها واعترفوا معه بالإيمان القويم، وبعد ذلك كتب أمامهم رسالة، قرر فيها قبول تعاليم الآباء ديسقورس وتيموثاؤس وبطرس، معترفا بصحة إيمانهم، ثم صحب الأساقفة الثلاثة إلى بعض الأديرة، واشترك معهم في خدمة القداس وتناول القربان، واخذوا منه الرسالة وتبارك الفريقان من بعضهما، ورجع الأساقفة بالرسالة إلى البابا بطرس، واعلموه بشركتهم معه في القداس، فقبل الرسالة وأمر بذكر أكاكيوس في القداسات والصلوات، واتصل خبر ذلك بأساقفة الروم، فنفوا القديس أكاكيوس من القسطنطينية، فظل في المنفي إلى إن تنيح بسلام وهو ثابت علي الإيمان المستقيم، صلاته تكون معنا امين.
استشهاد القديس مكاريوس
في مثل هذا اليوم تذكار استشهاد القديس مكاريوس. صلاته تكون معنا امين.
تكريس بيعة القديسين قزمان ودميان وأخوتهما وأمهم
في مثل هذا اليوم تذكار تكريس كنيسة القديسين قزمان ودميان واخوتهما انسيموس ولاونديوس وابرابيوس وأمهم ثاؤذوتي. صلاتهم تكون معنا. ولربنا المجد دائما ابديا امين
استشهاد القديس الراهب يوحنا القليوبى
في مثل هذا اليوم تذكار استشهاد القديس الراهب يوحنا القليوبى. صلاته تكون معنا امين.
هذا الشهر خصصته الكنيسة من كل عام لتمجيد العذراء لما نالته من النعم
****************
نياحة القديس بطرس الرهاوى أسقف غزة (1 كيهك)
في مثل هذا اليوم تنيح القديس بطرس الرهاوي أسقف غزة، ولد بمدينة الرها في أوائل الجيل الثالث من أبوين شريفي الحسب والنسب، ولما بلغ من العمر عشرين سنة قدمه أبوه إلى الملك ثاؤدسيوس ليكون بمعيته، ولكن لزهده في أباطيل العالم وأمجاده، كان يمارس النسك والعبادة وهو في بلاط الملك، وكان يحمل أجساد بعض القديسين الشهداء من الفرس، وترك البلاط الملوكي ومضي فترهب بأحد الأديرة وبعد قليل رسموه أسقف – دون رغبته - علي غزة وما يليها من الضياع، وقيل عنه انه في أول قداس له فاض من الجسد دم كثير حتى ملا الصينية، ولما نقل جسد القديس يعقوب المقطع إلى أحد الأديرة بالرها، وحدث إن مرقيان الملك الخلقدوني شرع في اضطهاد الأساقفة الأرثوذكسيين، حضر هذا الاب ومعه جسد القديس يعقوب إلى مصر وذهب إلى البهنسا وأقام بأحد أديرتها، وهناك اجتمع بالقديس اشعياء المصري، ثم عاد إلى ارض فلسطين بعد انقضاء ايام مرقيان وداوم علي تثبيت المؤمنين، وقد حدث في أحد الأيام وهو يقوم بالقداس الإلهي إن بعضا من أعيان الشعب الموجودين بالكنيسة قد انشغلوا عن سماع الصلاة بالأحاديث العالمية، ولم ينههم القديس عن ذلك، فظهر له ملاك ونهره لأنه امتنع عن زجر المتكلمين في الكنيسة، وسمع عنه الملك زينون، فاشتهي إن يراه، فلم يتمكن من ذلك لان هذا القديس كان لا يحب مجد العالم، فمضي إلى بلاد الغور، في عيد القديس بطرس بطريرك الإسكندرية، ولما أقام القداس في ذلك اليوم، ظهر له القديس بطرس وقال له: إن السيد المسيح قد دعاك لتكون معنا، فاستدعي الشعب وأوصاهم بالثبات علي الإيمان المستقيم، ثم بسط يديه واسلم الروح،صلاته تكون معنا امين.
******************
نياحة البابا أثناسيوس الثالث ال76 (1 كيهك)
في مثل هذا اليوم تذكار نياحة البابا أثناسيوس الثالث ال76. صلاته تكون معنا امين.
***************
نياحة البابا يوأنس الثالث ال 40 (1 كيهك)
في مثل هذا اليوم تذكار نياحة البابا يوأنس الثالث ال 40. صلاتهم تكون معنا امين.
*************
تكريس كنيسة الشهيد أبى فام الجندى بأبنوب (1 كيهك)
في مثل هذا اليوم تذكار تكريس كنيسة الشهيد أبى فام الجندى بأبنوب. صلاته تكون معنا امين.
***************
تذكار تكريس كنيسة الأنبا شنودة رئيس المتوحدين (1 كيهك)
في مثل هذا اليوم تذكار تكريس كنيسة القديس العظيم الأنبا شنودة رئيس المتوحدين. صلاته تكون معنا ولربنا المجد دائما ابديا امين.
في مثل هذا اليوم تنيح القديس اباهور الراهب، كان هذا الاب من ابرهت من أعمال الاشمونين، وكان راهبا مختارا فاق كثيرين من القديسين في عبادته، احب العزلة، وانفرد في البرية، فحسده الشيطان وظهر له قائلا "في البرية تستطيع إن تغلبني لأنك ستكون وحيدا، ولكن إن كنت شجاعا فاذهب إلى الإسكندرية" فقام لوقته وأتى إليها وبقي زمانا يسقي الماء للمسجونين والمنقطعين، وحدث إن خيولا كانت تركض وسط المدينة، فصدم أحدها طفلا ومات لوقته، وكان القديس اباهور واقفا في المكان الذي مات فيه الطفل، فدخل الشيطان في أناس كانوا حاضرين وجعلهم يصرخون قائلين: إن القاتل لهذا الطفل هو الشيخ الراهب، فتجمهر عليه عدد كبير من المارة ومن سمع بالخبر وكانوا يهزءون به، ولكن القديس اباهور لم يضطرب، بل تقدم واخذ الطفل واحتضنه وهو يصلي إلى السيد المسيح في قلبه، ثم رسم عليه علامة الصليب المجيد فرجعت إليه الحياة وأعطاه لأبويه، فتعجب الحاضرون ومجدوا الله، ومالت قلوبهم وعقولهم إلى القديس اباهور، فخاف من المجد الباطل وهرب إلى البرية، وأقام هناك في أحد الأديرة أياما، ولما دنت وقت انتقاله من هذا العالم الزائل، رأي جماعة من القديسين يدعونه إليهم، ففرح جدا وابتهجت نفسه، وأرسل إلى أولاده وأوصاهم وأعلمهم بقرب انتقاله إلى السيد المسيح، فحزنوا علي مفارقته إياهم، وعلي انهم سيصبحون بعده بتامي، ثم مرض قليلا، واسلم نفسه بيد الرب، صلاته تكون معنا ولربنا المجد
***********
نياحة القديس هرمينا السائح (2 كيهك)
في مثل هذا اليوم تذكار نياحة القديس هرمينا السائح. صلاته تكون معنا ولربنا المجد دائما ابديا امين.
تذكار تقديم القديسة العذراء مريم إلى الهيكل بأورشليم سن 3سنوات (3 كيهك)
في مثل هذا اليوم تذكار دخول السيدة البتول والدة الإله القديسة مريم إلى الهيكل، وهي ابنة ثلاث سنين، لأنها كانت نذرا لله، وذلك انه لما كانت أمها حنة بغير نسل، وكانت لذلك مبعدة من النساء في الهيكل، فكانت حزينة جدا هي والشيخ الكريم يواقيم زوجها، فنذرت لله نذرا، وصلت إليه بحرارة وانسحاق قلب قائلة "إذا أعطيتني ثمرة فإني أقدمها نذرا لهيكلك المقدس"، فاستجاب الرب لها ورزقها هذا القديسة الطاهرة فأسمتها مريم، ولما رزقت بها ربتها ثلاث سنوات ثم مضت بها إلى الهيكل مع العذارى، حيث أقامت اثنتي عشرة سنة، كانت تقتات خلالها من يد الملائكة إلى إن جاء الوقت الذي يأتي فيه الرب إلى العالم، ويتجسد من هذه التي اصطفاها، حينئذ تشاور الكهنة إن يودعوها عند من يحفظها، لأنها نذر للرب، إذ لا يجوز لهم إن يبقوها في الهيكل بعد هذه السن فقرروا إن تخطب رسميا لواحد يحل له إن يرعاها ويهتم بشئونها، فجمعوا من سبط يهوذا اثني عشر رجلا أتقياء ليودعوها عند أحدهم، واخذوا عصيهم وادخلوها إلى الهيكل، فاتت حمامة ووقفت علي عصا يوسف النجار، فعلموا إن هذا الأمر من الرب، لان يوسف كان صديقا بارا، فتسلما وظلت عنده إلى إن آتى إليها الملاك جبرائيل وبشرها بتجسد الابن منها لخلاص آدم وذريته. شفاعتها تكون معنا، ولربنا المجد دائما ابديا امين.
**************
استشهاد القديس صليب الجديد (3 كيهك)
في مثل هذا اليوم استشهاد القديس صليب الجديد. صلاته تكون معنا ولربنا المجد دائما ابديا امين.
استشهاد القديس اندراوس أحد الاثنى عشر رسولا (4 كيهك)
في مثل هذا اليوم استشهد القديس إندراوس الرسول أخي بطرس، وقد اختير علي إن يمضي إلى مدينة اللد وإلى بلاد الأكراد، فدخل مدينة اللد، وكان أكثرها قد أمن علي يدي بطرس، وكان معه تلميذه فليمون، وهو شجي الصوت حسن المنطق، فأمره إن يصعد المنبر ويقرا، فلما سمع كهنة الأوثان بمجيء إندراوس الرسول، اخذوا حرابهم وأتوا إلى الكنيسة ووقفوا خارجا ليسمعوا ما إذا كان يجدف علي آلهتهم أم لا، فسمعوه يقرا قول داود النبي "أصنامهم فضة وذهب عمل أيدي الناس، لها أفواه ولا تتكلم، لها أعين ولا تبصر، لها أذان ولا تسمع، لها مناخر ولا تشم، لها أيد ولا تلمس، لها أرجل ولا تمشي ولا تنطق بحناجرها، مثلها يكون صانعوها بل كل من يتكل عليها "، فابتهجت قلوبهم من حسن صوته، ولانت عواطفهم، ودخلوا الكنيسة وخروا عند قدمي إندراوس الرسول، فعلمهم ومن ثم أمنوا بالسيد المسيح، فعمدهم وكل من بقي من عابدي الأوثان، ثم خرج من عندهم وأتى إلى بلاد الأكراد ومدن اكسيس وارجناس واسيفوس، وكان قد مضي مع برثولماس قبل ذلك إلى مدينة عارينوس، وكان أهلها أشرارا لا يعرفون الله، فلم يزالا يبشرانهم ويعلمانهم حتى اهتدي إلى معرفة الله جمع كثير منهم بسبب الآيات والعجائب التي صنعاها أمامهم، أما الذين لم يؤمنوا فقد تآمروا عليه، وأرسلوا يستدعونه حتى إذا اقبل عليهم يهجمون عليه ويقتلونه، فلما وصل إليه الرسل وسمعوا تعاليمه القيمة، ورأوا بهجة وجهه النورانية، آمنوا بالسيد ولم يعودوا إلى الذين أرسلوهم.
حينئذ عزم غير المؤمنين علي الذهاب إليه وحرقه، فلما اجتمعوا حوله لتنفيذ عزمهم، صلي الرسول إلى الرب فرأوا نارا تسقط عليهم من السماء، فخافوا وآمنوا، وشاع ذكر الرسول في جميع تلك البلاد وأمن بالرب كثيرون، ومع هذا لم يكف كهنة الأوثان عن طلب إندراوس، حيث ذهبوا إليه وأوثقوه وضربوه كثيرا، وبعد إن طافوا به المدينة عريانا القوه في السجن، حتى إذا كان الغد يصلبونه، وكانت عادتهم إذا أماتوا أحدا صلبا فانهم يرجمونه ايضا فقضي الرسول ليله يصلي إلى الله، فظهر له السيد المسيح وقواه وشدده وقال له "لا تقلق ولا تضجر، فقد اقترب موعد انصرافك من هذا العالم، وأعطاه السلام وغاب عنه، فابتهجت نفسه بما رأي، ولما كان الغد آخذوه وصلبوه علي خشبة ورجموه بالحجارة حتى تنيح، فأتى قوم من المؤمنين واخذوا جسده المقدس ودفنوه بإكرام في قبر خاص، وقد ظهر منه آيات وعجائب كثيرة، صلاته تكون معنا، ولربنا المجد دائما ابديا امين.
*********************
تذكار تكريس كنيسة مار يوحنا الهرقلى بأم القصور بديروط (4 كيهك)
في مثل هذا اليوم تذكار تكريس كنيسة مار يوحنا الهرقلى بأم القصور بديروط. صلاته تكون معنا ولربنا المجد دائما ابديا امين.
********************
تذكار نقل جسد القديسين الأنبا بيشوى والأنبا بولا الطموهى إلى دير الأنبا بيشوي بوادي النطرون (4 كيهك)
في مثل هذا اليوم تذكار نقل جسد القديسين الأنبا بيشوى والأنبا بولا الطموهى إلى دير الأنبا بيشوي بوادي النطرون. صلاتهما تكون معنا ولربنا المجد دائما ابديا امين.
في مثل هذا اليوم تذكار الصديق ناحوم النبي أحد الاثني عشر نبيا الصغار، وقد ولد في قرية القوش (نا 1: 1) من قري الجليل، وهو من سبط سمعان وفي عدد الأنبياء، السادس عشر من موسى، وقد تنبأ في عصر اموصيا بن يوناداع المدعو يؤاش وفي عصر عوزيا ولده، وبكت بني إسرائيل علي عبادتهم الأوثان، وبين لهم إن الله ؛ وإن كان طويل الروح كثير الرحمة، إلا انه اله غيور ومنتقم من مبغضيه (نا 1: 2، 3)، وتنبأ عن بشارة الإنجيل والتلاميذ المبشرين بها بقوله "هو ذا علي الجبال قدما مبشر مناد بالسلام (نا 1: 15) " وتنبأ بما سيحل بمدينة نينوي من الدمار، وقد تم ذلك إذ أرسل الله زلزالا ونارا فدمرت وأحرقت الشعب الذي رجع عن طريق البر وارتكب الإثم، أما الذين كانوا مستقيمي السيرة فلم ينلهم أذى ولم يصبهم ضرر، ولما اكمل أيامه بسيرة مرضية لله تنيح بسلام، صلاته تكون معنا امين.
*********************
استشهاد القديس بقطر بأسيوط (5 كيهك)
في مثل هذا اليوم استشهد القديس بقطر، وقد ولد بإحدى البلاد من أعمال أسيوط شرقي البحر وعين جنديا ببلدة شو، وفي هذه الأثناء صدر مرسوم دقلديانوس بالسجود للأصنام والتبخير لها، وإذ امتنع القديس بقطر عن السجود للأصنام استدعاه والي شو ولاطفه فلم يستطع إغراءه، وأخيرا القياه في السجن، فحضر إليه والداه وشجعاه علي الاستشهاد، ثم عاد الوالي فأخرجه من السجن وأمره بالسجود للأصنام فلم يقبل، ولما عجز عن رده عن الإيمان بالسيد المسيح، غضب عليه وأرسله إلى أمير أسيوط مع بعض الجند مصحوبا برسالة يعرفه فيها بما جري، فلما قرا الأمير الرسالة طلب إليه بقطر، وأوقفه أمامه وقال له "لماذا خالفت والي شو؟ اعلم انك إذا سمعت لي، جعلتك في منزلة عالية، واكتب للملك إن يجعلك واليا علي إحدى المدن"، فصرخ القديس بأعلى صوته قائلا "ممالك العالم تزول، والذهب يفني والثياب تبلي، وجمال الجسد يفسد ويتحول إلى دود ويتلاشى في القبور، ولذا فأنا لا اترك سيدي يسوع المسيح، خالق السموات والأرض، ورازق كل ذي جسد، وأعبد الأوثان الحجارة التي هي مسكن إبليس"، فغضب الوالي وأمر إن يربط خلف الخيل وتسرع في الصعود إلى قرية ابيسيديا، وهناك عرض عليه ثانية إن يسجد للأصنام فلم يطعه، فأمر بقتله بان يلقي في مستوقد حمام في قرية موشا شرقي قرية ابيسيديا، فلما مضوا به إلى هناك طلب من الجند إن يمهلوه ليصلي أولا، فبسط يديه وصلي إلى الرب، فظهر له ملاك الله ووعده بمواعيد كثيرة وبالخيرات الوفيرة الدائمة في ملكوت السموات، ثم التفت القديس بقطر إلى الجند وقال لهم أحكموا ما قد أمرتم به، فأوثقوه والقوه في مستوقد الحمام، فاكمل صبره الحسن وشهادته السعيدة، ونال الإكليل في الملكوت، وأتى أناس مسيحيون واخذوا الجسد سرا، وأخفوه حتى انقضي زمان دقلديانوس، ولما أظهروه شهد الذين رأوه انهم وجدوا جسده سالما لم تحترق منه شعرة واحدة، بل كان كانسان نائم، وبنوا علي اسمه كنيسة عظيمة باقية إلى الآن في قرية موشا بمحافظة أسيوط، وقد ظهرت من جسده آيات وعجائب كثيرة، ولا زالت عجائبه تظهر إلى يومنا هذا، صلاته تكون معنا امين.
******************
استشهاد القديس ايسيذوروس (5 كيهك)
في مثل هذا اليوم تذكار شهادة القديس ايسيذوروس.صلاته تكون معنا. ولربنا المجد دائما ابديا امين.
في مثل هذا اليوم من سنة 970 ميلادية تنيح القديس أنبا ابرام بابا الإسكندرية الثاني والستون، كان هذا الاب من نصارى المشرق، وهو ابن زرعة السرياني وكان تاجرا ثريا وتردد علي مصر مرارا وأخيرا أقام فيها، وكان بتحلي بفضائل كثيرة، منها الرحمة علي ذوي الحاجة، وشاع ذكره بالصلاح والعلم، وعندما خلا الكرسي البطريركي، اجمع رأي الأساقفة والشيوخ العلماء علي اختياره بطريركا، فلما جلس علي كرسي الكرازة المرقسية وزع كل ماله علي الفقراء والمساكين، وفي أيامه عين قزمان الوزير القبطي ابن مينا واليا علي فلسطين، فأودع عند الاب البطريرك مئة آلف دينار إلى إن يعود، وأوصاه بتوزيعها علي الفقراء والمساكين والكنائس والأديرة إن مات هناك، فلما بلغ البطريرك خبر استيلاء هفكتين علي بلاد الشام وفلسطين، ظن إن قزمان قد مات، فوزع ذلك المال حسب الوصية، ولكن قزمان كان قد نجا من الموت وعاد إلى مصر فاخبره الاب بما فعله بوديعته فسر بذلك وفرح فرحا جزيلا، ومن مآثره انه ابطل العادات الرديئة، ومنع وحرم كل من يأخذ رشوة من أحد لينال درجة بالكنيسة، كما حرم علي الشعب اتخاذ السراري وشدد في ذلك كثيرا، فلما علم بذلك الذين اتخذوا لأنفسهم سراري، استيقظ فيهم خوف الله، كما خافوا ايضا من حرمه، فأطلقوا سبيل سراريهم وذهبوا إليه تائبين، ما عدا رجلا من سراة الدولة، فانه لم يخف الله تعالي ولا حرم هذا الاب الذي وعظه كثيرا وأطال أناته عليه، حيث لم يرتدع ولم يخش إن يهلكه الله، ومع هذا لم يتوان الاب عن تعليمه إصلاحه، بل أتضع كالمسيح معلمه وذهب إلى داره، فلما سمع الرجل بقدوم الاب إليه اغلق بابه دونه، فلبث الاب زهاء ساعتين أمام الباب وهو يقرع فلم يفتح له، ولا كلمة، ولما تحقق إن هذا المسكين قد فصل نفسه بنفسه من رعية المسيح، واصبح بجملته عضوا فاسدا، رأي انه من الصواب قطعه من جسم الكنيسة حتى لا يفسد بقية الأعضاء، فحرمه قائلا “ إن دمه علي رأسه، ثم نفض غبار نعله علي عتبة بابه، فاظهر الله آيته في تلك الساعة أمام أعين الحاضرين إذ انشقت عتبة الدار، وكانت من الصوان، إلى نصفين، وبعد ذلك اظهر الله قدرته حيث افتقر حتى لم يبق معه درهم واحد، كما طرد من خدمته مهانا، وأصابته بعض الأمراض التي آدت إلى موته اشر ميتة، وصار عبرة لغيره، إذ اتعظ به خطاة كثيرون وخافوا مما أصابه.
وفي زمان هذا الاب كان للمعز وزيرا اسمه يعقوب بن يوسف، كان يهوديا واسلم، وكان له صديق يهودي، كان يدخل به إلى المعز اكثر الأوقات ويتحدث معه، فاتخذ ذلك اليهودي دالة الوزير علي المعز وسيلة ليطلب حضور الاب البطريرك ليجادله، فكان له ذلك، وحضر الاب ابرام ومعه الاب الأنبا ساويرس ابن المقفع أسقف الاشمونين، وأمرهما المعز بالجلوس فجلسا صامتين، فقال لهما “ لماذا لا تتجادلان؟فأجابه الأنبا ساويرس “ كيف نجادل في مجلس أمير المؤمنين من كان الثور اعقل منه “ فاستوضحه المعز عن ذلك، فقال إن الله يقول علي لسان النبي " ان الثور يعرف قانيه والحمار معلف صاحبه أما إسرائيل فلا يعرف (اش 1: 2) " ثم جادلا اليهودي وأخجلاه بما قدما من الحجج الدامغة المؤيدة لصحة دين النصارى، وخرجا من عند المعز مكرمين، فلم يحتمل اليهودي ولا الوزير ذلك، وصارا يتحينان الفرص للإيقاع بالنصارى، وبعد ايام دخل الوزير علي المعز وقال له إن مولانا يعلم إن النصارى ليسوا علي شئ، وهذا إنجيلهم يقول "لو كان لكم إيمان مثل حبة خردل لكنتم تقولون لهذا الجبل انتقل من هنا إلى هناك فينتقل " ولا يخفي علي أمير المؤمنين ما في هذه الأقوال من الادعاء الباطل، وللتحقق من ذلك يستدعي البطريرك لكي يقيم الدليل علي صدق دعوى مسيحهم، ففكر الخليفة في ذاته قائلا "إذا كان قول المسيح هذا صحيحا، فلنا فيه فائدة عظمي، فان جبل المقطم المكتنف القاهرة، إذا ابتعد عنها يصير مركز المدينة اعظم مما هو عليه الآن، وإذا لم يكن صحيحا، تكون لنا الحجة علي النصارى ونتبرز من اضطهادهم، ثم دعا المعز الاب البطريرك وعرض عليه هذا القول، فطلب منه مهلة ثلاثة ايام فأمهله، ولما خرج من لدنه جمع الرهبان والأساقفة القريبين، ومكثوا بكنيسة المعلقة بمصر القديمة ثلاثة ايام صائمين مصلين إلى الله، وفي سحر الليلة الثالثة ظهرت له السيدة والدة الإله، وأخبرته عن إنسان دباغ قديس، سيجري الله علي يديه هذه الآية، فاستحضره الاب البطريرك وأخذه معه وجماعة من الكهنة والرهبان والشعب، ومثلوا بين يدي المعز الذي خرج ورجال الدولة ووجوه المدينة إلى قرب جبل المقطم، فوقف الاب البطريرك ومن معه في جانب، والمعز ومن معه في جانب أخر، ثم صلي الاب البطريرك والمؤمنون وسجدوا ثلاث سجدات، وفي كل سجدة كانوا يقولون كيرياليسون يارب ارحم، وكان عندما يرفع الاب البطريرك والشعب رؤوسهم في كل سجدة يرتفع الجبل، وكلما سجدوا ينزل إلى الأرض، وإذا ما ساروا سار أمامهم، فوقع الرعب في قلب الخليفة وقلوب أصحابه، وسقط كثيرون منهم علي الأرض، وتقدم الخليفة علي ظهر جواده نحو الاب البطريرك وقال له، أيها الأمام، لقد علمت الآن انك ولي، فاطلب ما تشاء وأنا أعطى، فلم يرض إن يطلب منه شيئا، ولما ألح عليه قال له "أريد عمارة الكنائس وخاصة كنيسة القديس مرقوريوس (أبو سيفين) التي بمصر القديمة، فكتب له منشورا بعمارة الكنائس وقدم له من بيت المال مبلغا كبيرا، فشكره ودعا له وامتنع عن قبول المال فازداد عند المعز محبة نظرا لورعه وتقواه، ولما شرعوا في بناء كنيسة القديس مرقوريوس، تعرض لهم بعض الأشخاص، فذهب المعز إلى هناك ومنع المعارضين، أستمر واقفا حتى وضعوا الأساس. كما جدد هذا الاب كنائس كثيرة في أنحاء الكرسي المرقسي، ولما اكمل سعيه تنيح بسلام بعد إن جلس علي الكرسي ثلاث سنين وستة ايام.صلاته تكون معنا ولربنا المجد دائما ابديا امين.
**************
استشهاد القديس باطلس القس (6 كيهك)
في مثل هذا اليوم نعيد بتذكار القديس باطلس القس الشهيد. صلاته تكون معنا امين.
في مثل هذا اليوم تنيح القديس متي المسكين أو متاؤس الفاخوري، كان هذا الاب رئيس دير جبل أسوان، وكان ذا فضائل عظيمة، وقد منحه الله نعمة شفاء المرضي وإخراج الشياطين، فمنها انهم قدموا إليه امرأة بها مرض خفي حار في علاجه الأطباء فعلم بالروح حالها، وأمرها إن تقر بخطتها أمام الحاضرين، فاعترفت انها تزوجت بأخوين فاعتراها هذا الداء، فصلي القديس من اجلها فبرئت في الحال، وقد بلغ من فضائل هذا الاب إن الوحوش كانت تأنس إليه، وتتناول طعامها من يده، ولما اكمل سعيه تنيح بسلام.
صلاته تكون معنا ولربنا المجد دائما ابديا امين.
*************
استشهاد القديس بانينا وباناوا (7 كيهك)
في مثل هذا اليوم تذكار استشهاد القديس بانينا وباناوا. صلاتهما تكون معنا ولربنا المجد دائما ابديا امين.
************
تذكار تكريس كنيسة القديس ابسخيرون القلينى (7 كيهك)
في مثل هذا اليوم تذكار تكريس كنيسة القديس ابسخيرون القلينى. صلاته تكون معنا ولربنا المجد دائما ابديا امين.
****************
نياحة القديس يوحنا أسقف ارمنت (7 كيهك)
في مثل هذا اليوم تذكار نياحة القديس يوحنا أسقف ارمنت. صلاته تكون معنا ولربنا المجد دائما ابديا امين.
في مثل هذا اليوم استشهد القديس إيسي (القديس بائسيوس) وتكلا أخته. وكانا من أبوصير غرب الاشمونين. وكان القديس إيسي غنيا جدا. وكان يتصدق علي المساكين بثمن ما يجزه من غنمه. ولما علم إن صديقه بولس مريض بمدينة الإسكندرية، حيث كان يتردد عليها للتجارة، مضي إليه ليعوله ولما أتى إليه وجده قد عوفي من مرضه، فاتفقا معا علي إن يقوما بافتقاد القديسين المسجونين بسبب الاضطهاد. وقد تنبأ عنهما بعض القديسين بأنهما سينالان إكليل الشهادة. وقد حدث ذلك أثناء مجيء القديس بقطر بن رومانوس إلى الإسكندرية. فلما علما بحسن سيرته وزهده للعالم أحبا إن يكونا مثله، فتقديم إيسي إلى الوالي واعترف بالسيد المسيح، فأمر بتعذيبه بأشد أنواع العذابات وكان يعري ويوثق ويعصر، ثم تصوب مشاعل نار إلى جنبيه، وإن يطرح علي الأرض ويضرب بالسياط وتقطع أعضاؤه. وكان صابرا علي هذا جميعه وكان ملاك الرب يقويه ويشفي جراحاته. وكان بولس صديقه يبكي من اجله هو وغلمانه، وظهر ملاك الرب لأخته تكلا وأمرها إن تمضي إلى أخيها، فذهبت إلى البحر واستقلت إحدى السفن، فظهرت لها فيها العذراء والدة الإله وأليصابات نسيبتها وجعلتا تعزيانها في أخيها، وكانت أليصابات تقول لها "إن لي ولدا اخذوا رأسه ظلما". وقالت لها السيدة البتول "إن لي ولدا صلبوه حسدا". وكانت تكلا لا تعرف من هما. ولما التقت بأخيها اتفق الاثنان وتقدما إلى الوالي معترفين بالسيد المسيح، فعذبهما اشد عذاب بالهنبازين وبحرق النار وبالتسمير وسلخ جلد الرأس، وكان الرب يقويهما ويصبرهما. ثم أسلمهما إلى ولده والي ناحية الخصوص، ليذهب بهما إلى الصعيد. فلما سارت بهم السفينة قليلا سكنت الريح فوقفت عن المسير. فأمر إن تؤخذ رأسا إيسي وتكلا أخته، ويطرحا في الشوك والحلفاء، فكان كذلك ونالا إكليل الشهادة. وأوحي الرب إلى قس يسمي آري بشطانوف فاخذ جسديهما. أما بولس صديق إيسي وابلانيوس بن تكلا أخته فقد استشهدا بعد ذلك. شفاعتهم تكون معنا امين.
*******************
استشهاد القديسة بربارة ويوليانة (8 كيهك)
في مثل هذا اليوم استشهدت القديستان بربارة ويوليانة، كانت بربارة إبنة رجل عظيم من إحدى بلاد المشرق يسمي ديسقورس أيام مكسيميانوس الملك أي في أوائل الجيل الثالث المسيحي، ولشدة محبته لها بني لها برجا لتقيم فيه فرفعت القديسة بصرها إلى السماء من أعلي البرج، وتأملت بهاء السماء وما بها من شمس وقمر وكواكب، واستنتجت انه لابد لها من صانع قادر حكيم، ولن يكون إلا الله تعالي هو صانعها، وأتفق وجود العلامة أوريجانوس في تلك الجهة فعلم بخبر القديسة، وآتي إليها وعلمها مبادئ الدين المسيحي، وكان في الحمام طاقتان فأمرت بفتح طاقة ثالثة، ووضع صليب علي حوض الماء فلما دخل أبوها ورأي التغيير الذي حدث، سألها عن السبب، فقالت له "أما تعلم يا والدي انه بالثالوث الأقدس يتم كل شئ، فهنا ثلاث طاقات علي اسم الثالوث الأقدس، وهذه العلامة هي مثال لصليب السيد المسيح الذي كان به خلاص العالم، فأسألك يا والدي العزيز إن ترجع عن الضلالة التي أنت فيها، وإن تعبد الإله الذي خلقك"، فعندما سمع أبوها هذا الكلام غضب جدا وجرد سيفه عليها، فهربت من أمامه فركض وراءها، وكانت أمامها صخرة انشقت شطرين، فاجتازتها وعادت الصخرة إلى حالتها الأولى، ودار أبوها حول الصخرة فوجدها مختبئة في مغارة، فوثب عليها كالذئب وأخذها إلى الوالي مركيانوس الذي لاطفها تارة بالكلام وأخرى بالوعد ثم بالوعيد، ولكنه لم يستطع إن يسلبها حبها للسيد المسيح، عند ذلك أمر بتعذيبها بأنواع العذاب، وكانت هناك صبية يقال لها يوليانة، شاهدت القديسة بربارة وهي في العذاب، فكانت تبكي لأجلها، وقد رأت السيد المسيح يعزي القديسة بربارة ويقويها، فاستنارت بصيرتها وأمنت بالسيد المسيح، فقطعوا رأسها وراس القديسة بربارة، ونالتا إكليل الشهادة، وقد هلك والدها بعد ذلك بقليل، وكذلك هلك الوالي الذي تولي تعذيبها، أما حوض الماء الذي عليه الصليب المقدس، فقد صار لمائه قوة الشفاء لكل من يغتسل منه، وجعلوا جسدي هاتين القديستين في كنيسة خارج مدينة غلاطية، وبعد سنين نقلوا جسد القديسة بربارة إلى مصر في الكنيسة التي سميت باسمها إلى اليوم، شفاعتها تكون معنا امين.
************************
نياحة القديس أنبا صموئيل المعترف (8 كيهك)
في مثل هذا اليوم تنيح القديس الأنبا صموئيل رئيس دير القلمون. ولد في دكلوبا من كرسي ميصيل، من أبوين قديسين ولم يكن لهما ولد سواه، وكان أبوه ارسلاؤس قسا فابصر في رؤيا الليل شخصا مضيئا يقول له " لابد لولدك هذا إن يؤتمن علي جماعة كثيرة ويكون مختارا للرب طول ايام حياته"، وكان صموئيل طاهرا منذ صغره مثل صموئيل النبي، وكانت تساوره دائما فكرة الرهبنة، وفي بعض الأيام وجد وسيلة للذهاب إلى برية شيهيت ولم يكن يعرف الطريق، فظهر له ملاك الرب في شبه راهب ورافقه كأنه يقصد الدير مثله إلى إن وصلا إلى جبل شيهيت، وهناك سلمه لرجل قديس يسمي أنبا اغاثو فقبله عنده كما أرشده الملاك، حيث أقام ثلاث سنين طائعا في كل ما يأمره به، وبعد ذلك تنيح الشيخ القديس اغاثو وتفرغ القديس صموئيل للصلوات والأصوام الكثيرة، حتى انه كان يصوم أسبوعا أسبوعا، فقدموه قسا علي كنيسة القديس مقاريوس، وحدث إن أتى إلى البرية رسول يحمل طومس لاوون، فلما قراه علي الشيوخ غار الأنبا صموئيل غيرة الرب، ووثب وسط الجماعة وامسك المكتوب ومزقه قائلا " محروم هذا الطومس وكل من يعتقد به، وملعون كل من يغير الامانة المستقيمة التي لأبائنا القديسين "، فلما رأي الرسول ذلك اغتاظ وأمر بغضب إن يضرب بالدبابيس ثم يعلق من ذراعه ويلطم فصادفت إحدى اللطمات عينه فقلعتها، ثم طرد من الدير، فظهر له ملاك الرب وأمره إن يمضي ويسكن في القلمون، فمضي إلى هناك وبني ديرا أقام فيه مدة يعلم الملتفين حوله ويثبتهم علي الامانة المستقيمة، واتصل خبره بالمقوقس حاكم مصر فأتي إليه وطلب منه إن يعترف بمجمع خلقيدونية، وإذ لم يذعن لرأيه ضربه وطرده من الدير، فمضي وسكن في إحدى الكنائس، وبعد حين عاد إلى الدير، واتفق مجيء البربر إلى هناك، فأخذوه معهم في رجوعهم إلى بلادهم، فصلي إلى السيد المسيح إن ينقذه منهم، فكان كلما اركبوه جملا لا يستطيع القيام به، فتركوه ومضوا، ثم عاد هو إلى ديره، وأتي البربر إلى هناك مرة ثانية وأخذوه معهم إلى بلادهم وكانوا قد سبوا قبل ذلك الأنبا يوأنس قمص شيهيت، فاجتمع الاثنان في السبي وكانا يتعزيان معا، وحاول آسره إن يغويه لعبادة الشمس، ولما لم يستطع إلى ذلك سبيلا، ربط رجله مع رجل جارية من جواريه، وكلفهما رعاية الإبل قصدا منه إن يقع معها في الخطية، وعندئذ يتسلط عليه فيذعن لقوله، كما أشار عليه إبليس، وفي هذا جميعه كان القديس يزداد شجاعة وقوة قلب، ولم يزل علي هذا الحال حتى مرض ابن سيده مرض الموت، فصلي عليه فشفاه، فشاع خبره في تلك البلاد، وكان يأتي إليه كل من به مرض، فيصلي عليه ويدهنه بزيت فيبرا، فاحبه سيده كثيرا واعتذر إليه واستغفره، وعرض عليه إن يطلب ما يريد، فطلب إن يأمر بعودته إلى ديره، فأعاده، ولدي وصوله اجتمع حوله كثيرون من أولاده الذين كانوا قد كثروا جدا حتى بلغوا الألوف، وظهرت له السيدة العذراء وقالت له إن هذا الموضع هو مسكني إلى الأبد، ولم يعد البربر يغيرون علي هذا الدير، وقد وضع هذا الاب مواعظ كثيرة ومقالات شتي وتنبأ عن دخول الإسلام مصر، ولما قربت ايام نياحته جمع أولاده وأوصاهم إن يثبتوا في مخافة الله والعمل بوصاياه ويجاهدوا في سبيل الإيمان المستقيم إلى النفس الأخير، وتنيح بسلام، صلاته تكون معنا ولربنا المجد دائما ابديا امين.
******************
نياحة البابا ياروكلاس ال "13" (8 كيهك)
في مثل هذا اليوم من سنة 240 م تنيح الاب القديس ياروكلاس بابا الإسكندرية الثالث عشر، وقد ولد من والدين وثنيين إلا انهما أمنا وتعمدا بعد ولادته، وكانا قد ادباه بالحكمة اليونانية ثم بالحكمة المسيحية، ودرس الأناجيل الأربعة والرسائل، فرسمه القديس ديمتريوس بابا الإسكندرية الثاني عشر شماسا ثم قسا علي كنيسة الإسكندرية فنجح في الخدمة، وكان أمينا في كل ما أؤتمن عليه، ولما تنيح الاب ديمتريوس انتخب القديس ياروكلاس لرتبة البطريركية، فرعي رعية المسيح احسن رعاية، ورد كثيرين من الصابئة وعمدهم وقد كرس جهوده علي التعليم والوعظ وإرشاد المخالفين، كما سلم للقديس ديونوسيوس النظر في الأحكام وتدبير أمور المؤمنين. وأقام علي الكرسي ثلاث عشر سنة، وتنيح بسلام، صلاته تكون معنا امين.
في مثل هذا اليوم تنيح القديس بيمين الشهيد بغير سفك دم، وقد كان من منية بني خصيب من أعمال الأشمونين، وكان وكيلا لأشغال رجل أرخن جليل المقدار، ولطهارته وتقواه احبه الجميع، كما كان لزوجة ذلك الأرخن ثقة عظيمة به، ولاحتقاره أباطيل العالم، ترك عمله وقصد ديرا في تلك المدينة حيث ترهب فيه، فلما علم الأرخن توجه إليه هو وزوجته وسألاه العودة إلى الخدمة آسفين علي فراقه، وإذ لم يوافقهما عادا حزينين، أما القديس فقد استمر في عبادته ونسكه، ولم يقنع بذلك بل رغب إن يصير شهيدا بسفك دمه علي اسم المسيح له المجد، فمضي إلى انصنا ووجد كثيرين من المسيحيين يعذبون علي اسم المسيح، فتقدم هو ايضا واعترف، فعذبوه عذابا شديدا بالضرب والحريق وتقطيع الأعضاء والعصر بالهنبازين، وفي ذلك كله كان السيد المسيح يقويه ويقيمه سالما، وفيما هو علي هذا الحال انقضي زمان عبادة الأوثان، وملك قسطنطين الملك البار، وأمر بالإفراج عن كل الذين في السجون بسبب الإيمان، فظهر السيد المسيح لهذا القديس وأمره إن يخبر جميع القديسين المسجونين بأنه تبارك اسمه قد حسبهم مع جملة الشهداء ودعاهم بالمعترفين، وأرسل الملك قسطنطين يستحضر اثنين وسبعين منهم فمضوا إليه وبينهم القديس ابانوب المعترف، أما القديس بيمين فسكن في دير خارج الأشمونين، وكان الرب قد انعم عليه بموهبة الشفاء، وشاع ذكره في جميع تلك النواحي، وحدث إن مرضت ملكة رومية بمرض عضال استعصي علاجه، وزارت أديرة وكنائس كثيرة ولم تحصل علي الشفاء، وأخيرا آتت إلى انصنا وصحبها الوالي ورجاله إلى حيث القديس، ولما اعلموه بحضورها لم يبادر إلى لقائها بل قال " ماذا لي انا مع ملوك الأرض "، ولما ألح الاخوة عليه خرج إليها، فلما رأته خرت عند قدميه، فصلي القديس علي زيت ودهنت به فبرئت في الحال، وقدمت له أموالا كثيرة وهدايا عظيمة فلم يقبلها، ما عدا آنية برسم الهيكل، وهي صينية وكاس وصليب من ذهب، ثم عادت إلى مدينتها ممجدة الله، وكان هناك أسقف قديس يعيد هو وجماعة من المؤمنين لبعض الشهداء في أحد الأديرة، فعلم بان الأريوسيين قد اتخذوا لهم أسماء شهداء بغير وجود، وعينوا لهم أسقفا غير شرعي، وأضلوا بذلك كثيرين من الشعب، فتوجه الأسقف إلى القديس بيمين واعلمه بذلك، فاخذ معه جماعة من الرهبان وذهبوا إلى حيث هؤلاء المخالفين وجادلوهم وبينوا ضلالتهم فتشتتوا وبدد الرب شملهم، ورجع القديس بيمين إلى ديره وتقدم في الأيام ومرض، فجمع الاخوة وأوصاهم، وأعلمهم انه قد حان الوقت ليمضي إلى الرب، فحزنوا جدا علي فراقه، ثم اسلم الروح فكفنه الاخوة، وصلوا عليه، وقد حدثت من جسده آيات شفاء عديدة.
في مثل هذا اليوم تنيح القديس البار نيقولاوس أسقف مورا. كان من مدينة مورا، اسم أبيه ابيفانيوس وأمه تونة. وقد جمعا إلى الغين الكثير مخافة الله. ولم يكن لهما ولد يقر أعينهما ويرث غناهما. ولما بلغا سن اليأس، تحنن الله عليهما ورزقهما هذا القديس، الذي امتلأ بالنعمة الإلهية منذ طفولته. ولما بلغ السن التي تؤهله لتلقي العلم، اظهر من النجابة ما دل علي إن الروح القدس كان يلهمه من العلم اكثر مما كان يتلقى من المعلم. ومنذ حداثته وعي كل تعاليم الكنيسة. فقدم شماسا ثم ترهب في دير كان ابن عمه رئيسا عليه، فعاش عيشة النسك والجهاد والفضيلة حتى رسم قسا وهو في التاسعة عشرة من عمره. واعطاه الله موهبة عمل الآيات وشفاء المرضي، حتى ليجل عن الوصف ما أجراه من آيات وقدمه من إحسانات وصدقات. ومنها انه كان بمدينة مورا رجل غني احني عليه الدهر وفقد ثروته حتى احتاج للقوت الضروري وكان له ثلاث بنات قد جاوزن سن الزواج ولم يزوجهن لسوء حالته فوسوس له الشيطان إن يوجههن للعمل في أحد المواخير، ولكن الرب كشف للقديس نيقولاوس ما إعتزمه هذا الرجل، فاخذ من مال أبويه مائة دينار، ووضعها في كيس وتسلل ليلا دون إن نشعر به أحد وألقاها من نافذة منزل الرجل، وكانت دهشة الرجل عظيمة عندما وجد الكيس وفرح كثيرا واستطاع إن يزوج بهذا المال ابنته الكبرى. وفي ليلة أخرى كرر القديس عمله والقي بكيس ثان من نافذة المنزل، وتمكن الرجل من تزويج الابنة الثانية. إلا إن الرجل اشتاق إن يعرف ذلك المحسن، فلبث ساهرا يترقب، وفي المرة الثالثة حالما شعر بسقوط الكيس، اشرع إلى خارج المنزل ليري من الذي ألقاه، فعرف انه الآسف الطيب القديس نيقولاؤس، فخر عند قدميه وشكره كثيرا، لأنه أنقذ فتياته من فقر المال وما كن سيتعرضن له من الفتنة. إما هو فلم يقبل منهم إن يشكروه، بل أمرهم إن يشكروا الله الذي وضع هذه الفكرة في قلبه. ومنها انه طرد شياطين كثيرة من أناس وشفي مرضي عديدين، وكان يبارك في الخبز القليل فيشبع منه خلق كثير، ويفضل عنه اكثر مما كان أولا. وقبل انتخابه لرتبة الأسقفية رأي ذات ليلة في حلم كرسيا عظيما وحلة بهية موضوعة عليه وإنسانا يقول له: البس هذه الحلة واجلس علي هذا الكرسي، ثم رأي في ليلة أخرى السيدة العذراء تناوله بعضا من ملابس الكهنوت والسيد المسيح يناوله الإنجيل.
و لما تنيح أسقف مورا ظهر ملاك الرب لرئيس الأساقفة في حلم واعلمه بان المختار لهذه الرتبة هو نيقولاؤس واعلمه بفضائله، ولما استيقظ اخبر الأساقفة بما رأي فصدقوا الرؤيا، وعلموا انها من السيد المسيح، واخذوا القديس ورسموه أسقفا علي مورا. وبعد قليل ملك دقلديانوس وآثار عبادة الأوثان، ولما قبض علي جماعة من المؤمنين وسمع بخبر هذا القديس قبض عليه هو ايضا وعذبه كثيرا عدة سنين، وكان السيد المسيح يقيمه من العذاب سالما ليكون غصنا كبيرا في شجرة الإيمان. ولما ضجر منه دقلديانوس ألقاه في السجن، فكان وهو في السجن يكتب إلى رعيته ويشجعهم ويثبتهم. ولم يزل في السجن إلى إن اهلك الله دقلديانوس، وأقام قسطنطين الملك البار، فاخرج الذين كانوا في السجون من المعترفين. وكان القديس من بينهم، وعاد إلى كرسيه. ولما اجتمع مجمع نيقية سنة 325 م لمحاكمة اريوس كان هذا الاب بين الآباء المجتمعين. ولما اكمل سعيه انتقل إلى الرب بعد إن أقام علي الكرسي الأسقفي نيف وأربعين سنة. وكانت سنو حياته تناهز الثمانين.
صلاته تكون معنا ولربنا المجد دائما ابديا امين.
ملاحظة:
القديس نيقولاوس أو نيقولا هو الشخصية الحقيقية وراء قصة سانت كلوز أو بابا نويل الذي يترك الهدايا لأطفال ليلة عيد الميلاد المجيد.
******************
نياحة القديس شوره الأخميمي (10 كيهك)
في مثل هذا اليوم تذكار نياحة القديس شوره الاخميمى. صلاته تكون معنا ولربنا المجد دائما ابديا امين.
*****************
تذكار نقل جسد البابا ساويرس الانطاكى (10 كيهك)
في مثل هذا اليوم نقل جسد القديس ساويرس بطريرك إنطاكية إلى دير الزجاج، وذلك انه تنيح في سخا عند رجل أرخن محب للأهل اسمه دوروثاؤس، وهذا أرسله مع قوم في سفينة إلى دير الزجاج غرب الإسكندرية، وأمرهم إن لا يدخلوا الخليج بل يسيروا في البحيرة حتى يصلوا إلى الساحل، ولما وصلوا بحري قرطسا قليلا، واتجهوا نحو الغرب لم يجدوا ماء يكفي لسير سفينتهم فحاروا وقلقوا، ولكن الله محب البشر الذي حفظ بني إسرائيل من أعدائهم، وفتح لهم في البحر الأحمر طريقا وأجازهم، قد حفظ جسد هذا القديس من مبغضيه واظهر آية بان جعل السفينة تسير في ماء قليل مقدار ستة أميال حتى وصلوا إلى الساحل، ومن هناك حملوه إلى دير الزجاج، ووضعوه في المكان الذي بناه له الأرخن دوروثاؤس، وصار بذلك فرح عظيم في مدينة الإسكندرية، وقد اجري الله آيات وعجائب كثيرة من جسده، وعظم الله القديس بعد مماته اكثر من حياته. شفاعته تكون معنا امين.
في مثل هذا اليوم تنيح القديس الأنبا بجيمي، كان من أهل فيشا من كرسي ميصيل، وفيما هو في الثانية عشرة من عمره، وكان يرعى غنم أبيه، ظهر له ملاك الرب في زي صبي وقال له " هلم بنا نمضي ونصير رهبانا "، فوافقه علي ذلك، وأتيا إلى برية شيهيت إلى موضع به ثلاثة شيوخ، وحينئذ غاب الملاك عنه، وأقام القديس عند هؤلاء الشيوخ أربعة وعشرين سنة حتى تنيحوا، ثم ترك المكان وانطلق في الجبل مسيرة ثلاثة أيام، فظهرت له الشياطين في شبه وحوش وخنازير وثعابين، أحاطوا به يريدون افتراسه، فعرف ذلك بالروح، وصلي فتبددوا، ثم أقام في واد هناك ثلاث سنين يصوم أسبوعا أسبوعا، وفي آخر كل أسبوع يأكل ملء قبضة يده تمرا مع قليل من الماء، وكانت صلاته أبانا الذي في السموات...الخ يتلوها بالليل والنهار، وصام مرة أربعين يوما، ومرة أخرى ثمانين يوما، حتى لصق جلده بعظامه، وعند ذلك أتى إليه ملاك بخبز ليأكل وماء ليشرب، فلم يفرغ الخبز ولا الماء سنين كثيرة، وبعد ذلك حضر له ملاك الرب في رؤيا الليل وأمره إن يعود إلى بلده، فذهب إليها وبني مسكنا خارجا عنا قليلا، وانفرد فيه للعبادة والنسك وصار أنموذجا صالحا لكل من يراه، وكان أهل بلدة يأتون إليه ويتغذون بتعاليمه الروحية، وحمله في بعض الأيام ملاك الرب إلى ارض الفرات (وفي نسخة أخرى الفاران)، لان اهلها كانوا قد حادوا عن الطريق المستقيم، فردهم جميعا إلى الإيمان، وعاد إلى موضعه، وذات مرة كان يحمل القفف إلى الريف ليبيعها، فتعب وجلس ليستريح، فحملته قوة الله ومعه القفف إلى المكان الذي كان يقصده، وفي أحد الأيام رأي القديس العظيم الأنبا شنوده عمودا منيرا جدا، وسمع صوتا يقول له " هذا الأنبا بجيمي، فقصد إليه ماشيا إلى إن وصل إلى بلده فعرفا بعضهما بإرشاد الهي ومكث عنده الأنبا شنوده أياما، ثم عاد إلى ديره، ولما قربت ايام انتقاله من هذا العالم، دعا خادمه وعرفه بذلك، وأمره إن يترك جسده في المكان الذي هو فيه، ثم أصيب بحمي فرأي جماعة من القديسين قد حضروا إليه، واسلم روحه بيد الرب فحملتها الملائكة وصعدوا بها وهم يرتلون، وكانت حياة هذا القديس سبعين سنة، أقام منها اثنتي عشرة سنة في العالم، وثمان وخمسين سنة في العبادة، صلاته تكون معنا ولربنا المجد دائما ابديا امين.
******************
استشهاد القديس أبطلماوس الدندراوى (11 كيهك)
في مثل هذا اليوم تذكار استشهاد القديس أبطلماوس الدندراوى. صلاته تكون معنا ولربنا المجد دائما ابديا امين.
*******************
نياحة القديس اقلاديوس بأبوتيج (11 كيهك)
في مثل هذا اليوم تذكار نياحة القديس اقلاديوس بأبوتيج. صلاته تكون معنا ولربنا المجد دائما ابديا امين.
**************
نوة الفيضة الصغرى:شمالية غربية ممطرة 5 أيام (11 كيهك)
النوات في اشهر الشتاء تتعرض الأجزاء المطلة علي البحر المتوسط لظاهرة تولد الانخفاضات الجوية الإعصارية التي تميز الأحوال المناخية في إقليم البحر المتوسط وتعرف في الإسكندرية باسم النوات. النوات: هي اضطرابات جوية تنشأ عنها دوامة هوائية دائرية أو بيضاوية ذات ضغط منخفض وسط مساحة ضغطها مرتفع وتندفع فيها الرياح علي شكل حلزوني نحو مركز منخفض بحيث يكون سيرها ضد اتجاه عقارب الساعة، وقد ينتج عنها ما يسمى بالعواصف أو الأعاصير. العواصف والأعاصير: وهي تتكون عند التقاء الكتل الهوائية الباردة بمثيلتها الدافئة، ويؤدي الصراع بينهما إلي التفاف الهواء البارد حول الدافئ مكوناً الانخفاض الجوي وتندفع الرياح في حركتها من الغرب إلي الشرق بسرعة من 45 - 60 كم / س. ويصاحب ذلك عدم استقرار في الأحوال المناخية وازدياد سرعة الرياح وغزارة الأمطار وهبوط شديد في درجات الحرارة، وفي الأحوال الشديدة تؤدي إلي اقتلاع الأشجار من جذورها، أو تغطي مياه البحر أجزاء ساحلية من اليابس. وتعرف العواصف المدارية في منطقة بحر العرب باسم الأعاصير، وباسم التيفون في بحر الصين، وباسم الهاريكين في منطقة البحر الكاريبي، والترنادو في أواسط الولايات المتحدة، والولي ولي في شرق استراليا.
فى مثل هذا اليوم تحتفل الكنيسة بتذكار رئيس جند السماء الملاك الجليل ميخائيل الشفيع في جنس البشر. شفاعته تكون معنا. آمين.
*******************
نياحة القديس هدرا الاسوانى (12 كيهك)
في مثل هذا اليوم تنيح الأب العظيم الأنبا هدرا أسقف مدينة أسوان، وقد ولد من أبوين مسيحيين، فربياه وعلماه مخافة الرب منذ صغره، ولما بلغ ثماني عشرة سنة أحب والداه إن يزوجاه من إحدى قريباته، ولكنه امتنع بحجة المرض، حتى إذا كان صباح ذلك اليوم، ذهب إلى الكنيسة مبكرا، وصلي مع الجماعة وطلب من السيد المسيح إن يسمعه من أقوال الكتب المقدسة ما يتفق وما في قلبه، فسمع ما استراح إليه، ولما خرج من الكنسية رأي ميتا محمولا ذاهبين به إلى المقبرة، فسار مع المشيعين وكان يحدث نفسه قائلا " اسمع يا هدرا، ليس هذا الذي قد مات، ولكنك أنت الذي قد مت عن هذا العالم الزائل "، ولما وصلوا ودفنوا الميت، لم يعد إلى بيته بل التحق بالدير وأقام مع الرهبان، ولما سمع أقاربه وأصدقاؤه أتوا إليه وقالوا له " انك بعملك هذا تجلب علينا الحزن، كما تؤلم قلب خطيبتك، وأنت تستطيع إن تعبد الله في أي مكان شئت " وإذ لم يفلحوا في إرجاعه عن رأيه عادوا والحزن يملا قلوبهم علي فراقه، أما هو فقد اندفع في عبادة حارة، ونسك عظيم وصوم دائم، وصلوات متواترة، ومطانيات عديدة. وكان في ايام القديس بيمين، فتتلمذ له، وكان يسترشد بتعاليمه وقدرته الصالحة، وبعد ذلك بثماني سنين طلب إن ينفرد في البرية، وإذ سمحوا له، انطلق حتى عثر علي مغارة فسكن فيها، وطلب من القديس بيمين إن يطلع علي سيرة القديس العظيم أنبا أنطونيوس أب الرهبان ليتعلم منها قتال العدو الشرير، ومكث هناك أياما كثيرة يجاهد ضد إبليس وجنوده، وكان الشيطان يجربه كثيرا، فمن ذلك انه ظهر له وبيده سيف مسلول يريد قطع يديه، فصرخ القديس إلى الرب، فغاب عنه الشيطان في الحال، وفي أحد الأيام خرج من مغارته، ولما عاد وجد تنينا عظيما داخلها، فصلي إلى الرب قائلا “ يا ربي وسيدي إن كانت هذه إرادتك إن اسكن مع هذا الوحش فلتكن، ثم تطلع إلى التنين فوجده مقطعا إلى ثلاثة أجزاء. وكان في حرب دائمة مع الشياطين، لا ينام الليل ولا يستقر بالنهار، وكان الرب يخلصه منها، وأخيرا حبس نفسه في قلايته، وكانوا يأتون إليه بالمرضي والمصابين بالأرواح النجسة، فيصلي علي زيت ويدهنهم به فيبرأون في الحال، وكانت الأرواح النجسة تصرخ قائلة " ويلاه منك يا هدرا، أحرقتنا صلواتك وطردتنا من البراري"، ومرة أتى إليه رهبان من الشام وسألوه عن مسائل غامضة في الكتب المقدسة، ففسر لهم معانيها، فاعجبوا بعلمه قائلين " لقد طفنا جبالا وأديرة كثيرة، وزرنا معلمين وفلاسفة، فمل نجد من يفسر لنا هذه المسائل كما يفسرها لنا هذا القديس "، ولما تنيح أسقف مدينة أسوان ذهب بعض من شعبها إلى الدير، وهناك اجتمعوا بالرهبان الذين حضروا من الشام، وهؤلاء قد اثنوا لهم علي القديس هدرا، فذهبوا إليه وأخذوه رغما عنه وسافروا إلى الإسكندرية ورسمه لهم الأنبا ثاؤفيلس بابا الإسكندرية أسقفا عليهم، وما إن جلس علي كرسيه حتى عكف علي وعظ شعبه وتعليمه طرق الحياة، وقد صنع آيات كثيرة، وكمل حياته بسيرة حسنة، ثم تنيح بسلام. صلاته تكون معنا، امين.
**************
نياحة القديس يوحنا المعترف (12 كيهك)
في مثل هذا اليوم. تذكار نياحة القديس يوحنا المعترف. صلاته تكون معنا امين.
****************
انعقاد مجمع برومية على نوباطس القس (12 كيهك)
في مثل هذا اليوم من سنة 249 م. اجتمع برومية مجمع مقدس. وذلك في أول سنة من ملك داكيوس الوثني، وفي بطريركية قرنيليوس بابا رومية، وديونوسيوس بابا الإسكندرية، وفلابيانوس بطريرك إنطاكية، وجرمانوس أسقف بيت المقدس، وذلك لمحاكمة نوباطس القس الذي قال " إن الذي أنكر الإيمان وقت الاضطهاد، لا يقبل إذا تاب. وإن الذي يقع في الزنا لا تقبل له توبة ايضا". فنهاه الاب قرنيليوس عن ذلك، فلم ينته. فجمع مجمعا من ستين أسقفا وثمانية عشر قسا وشماسا من علماء رومية، وناظروه في هذا القول. فاحتج بقول بولس الرسول في رسالته إلى العبرانيين " لان الذين استنيروا مرة وذاقوا الموهبة السماوية وصاروا شركاء الروح القدس. وذاقوا كلمة الله الصالحة وقوات الدهر الأتي وسقطوا لا يمكن تجديدهم ايضا للتوبة إذ هم يصلبون لأنفسهم ابن الله ثانية ويشهرونه " فرد عليه الآباء موضحين له إن الرسول لم يقل هذا عمن يتوب. بل عمن يقصد إن يعتمد كلما أخطاء. لان المعمودية إنما تكون دفعة واحدة. ولهذا اتبع الرسول القول بقوله " إذ هم يصلبون لأنفسهم ابن الله مرة ثانية ويشهرونه". فاضح بهذا انه لما كان الصلب قد حدث مرة واحدة، هكذا تكون المعمودية مرة واحدة. أما التوبة فبابها مفتوح لكل تائب، وإلا فيكون كل من سقط في الكفر أو الخطية غير مقبول ولو تاب. فداود النبي إذن لم تقبل توبته، وبطرس لما جحد لم تقبل ايضا توبته، وعلي ذلك يكون باطلا حلول الروح المعزي عليه، وباطلا ايضا تقليده رعاية خرافه، وتكون معمودية كل من اعتمد من يده باطلة، وبالإجمال يكون الكل علي حسب رأيك قد هلكوا، وفي هذا منتهى الجهل. هذا والسيد المسيح لم يأت إلى العالم إلا ليخلص الخطاة ويقتادهم إلى التوبة، بدليل قوله "إن لم تتوبوا فجميعكم كذلك تهلكون " فأرجع عن هذا الرأي النجس وتب عنه،و لا تكن عدوا لله ولنفسك وللإنسانية، وإذ لم يرجع نوباطس عن رأيه نفاه المجمع وحرمه هو وكل من يقول بقوله. صلاة هؤلاء القديسين تكون معنا. ولربنا المجد دائما ابديا امين.
في مثل هذا اليوم استشهد القديس برشنوفيوس الراهب في أول عصر الإسلام، وقد كان مقيما في كنيسة أبى مينا التي في فم الخليج. وكان يجاهد في عبادته بقوة، فكان يصوم يومين يومين، ويقوم بمطانيات كثيرة وصلوات مواصلة. وحدث إن وشي به مرة بعض الأشرار بأنه سب القضاة، فاستحضروه وعذبوه كثيرا وأخيرا قطعت رأسه ونال إكليل الشهادة. صلاته تكون معنا امين.
***********************
نياحة البابا مرقس الثامن 108 (13 كيهك)
في مثل هذا اليوم تذكار نياحة البابا مرقس الثامن. صلاته تكون معنا ولربنا المجد دائما ابديا امين.
*********************
نياحة الاب القديس ابراكيوس السائح (13 كيهك)
في مثل هذا اليوم تنيح الاب القديس ابراكيوس. كان من الصعيد وترهب بأحد الأديرة وهو ابن عشرين سنة. وجاهد الجهاد الكامل حتى ضجر الشيطان من حربه، وواجهه قائلا " انه لا يزال باقيا لك في العالم خمسون سنة أخرى "، قاصدا بهذا إن يلقيه في الضجر. فأجابه الشيخ " لقد أحزنتني بهذا لأني كنت أظن إنني سأعيش مائة سنة أخرى، ولهذا قد توانيت. وإذا كان الأمر كذلك، فيجب علي إن أجاهد كثيرا قبل الموت". وبهذا تغلب علي الشيطان الذي حاول إن يلقي في قلبه التواني ومن ثم ضاعف جهاده. وفي تلك السنة تنيح بسلام، بعدما أقام في العبادة والنسك مدة سبعين سنة. صلاته تكون معنا امين.
**********************
تذكار تكريس كنيسة أنبا ميصائيل السائح (13 كيهك)
في مثل هذا اليوم تذكار تكريس كنيسة القديس ميصائيل السائح. بينما كان الأنبا اسحق رئيس دير القلمون جالسا في ديره، تقدم إليه شاب فرسم علي وجهه علامة الصليب كعادة الرهبان وسمح له بالدنو منه، فاقترب وضرب مطانية أمامه وقال له " يا أبانا الأنبا اسحق اقبل مسكنتي من اجل السيد المسيح، وساعدني علي خلاص نفسي، واحسبني من جملة أولادك". فتعجب منه الرئيس لكونه دعاه باسمه، وقال له " من أعلمك باسمي". فأجابه الشاب. " النعمة الحالة عليك هي التي أعلمتني". فقال له الرئيس " اجلس الله سبحانه وتعالي يجعلك له هيكلا مقدسا. والآن اخبرني بأمرك "، فأجابه الشاب إنني ادعي ميصائيل، وكان أبى محبا للعالم، منشغلا به عن عبادة الله. وكان حزينا لحرمانه من النسل. وفي بعض الأيام استضاف شيخا راهبا قديسا، وشكا له حزنه لعدم وجود ابن يرث غناه، فقال له الشيخ اصلح طريقك مع الله المحب للبشر، وهو يرزقك ولدا مباركا. فقال له وكيف ذلك. فقال الشيخ: عش عيشة الكمال واسلك بحسب وصايا الكنيسة المفروضة علي المؤمنين، وواظب علي الصلاة الليلية والنهارية، ولا تنقطع عن الكنيسة المقدسة، وليكن لك كاهن تستشيره في كل امورك. فإذا فعلت هذا أنت وزوجتك بلغتما المقصود. ففعل والدي جميع ما أوصاهما به الشيخ الراهب. فتم كلامه وحملت بي والدتي كما حدثتني بذلك. ولما بلغت السادسة من عمري مات أبواي. فاهتم الاب الأسقف بأمر تربيتي وتعليمي وتدبير أموالي، ولما اطلعت علي الكتب المقدسة اشتقت إلى الرهبنة وجئت إلى هنا. فسر الرئيس من كلام الشاب ميصائيل، وسلمه لأحد الشيوخ، فتعلم منه كيف يكون الجهاد والنسك. وبعد ذلك البسوه لباس الرهبنة وإسكيمها المقدس. ومن ذلك الوقت انفرد للعبادة والنسك. وفي أحد الأيام حضر إليه أحد الاخوة، فوجده واقفا يصلي، ولما طرق باب قلايته فتح له، وصليا معا، ثم تباركا من بعضهما البعض، وجلسا يتحدثان في الكيفية التي بها يمكن التغلب علي العدو الشرير. فقال له القديس ميصائيل " إن الشيطان يهرب من الصلاة إذا كانت بحرارة". وبعد الفراغ من أحاديثهما الروحانية، سبحا الله، وخرج الأخ من لدنه. وبعد حين عاد إليه فوجده واقفا يصلي قائلا " اللهم خلصني وانظر إلى ذلي وإغسلني من إثمي فان أبي وأمي قد تركاني والرب قبلني". فلما رآه الأخ وقد ضمر جسده والتصق جلده بعظامه، بكي وقال له " لقد صار جسدك كالمحترق. فقال له القديس اشكر الهي الذي وهبني نور عيني وسمع أذني أطالع الكتب المقدسة واسمع كلمة الله، كما وهبني ايضا قوة للوقوف في الصلاة". ولما سمع رئيس الدير بنسكيات القديس ميصائيل أتاه في أحد الأيام ليفتقده. فقال له ميصائيل " اعلم يا أبى القديس انه بعد ثلاثة ايام يأتيك أناس متشبهون بالجنود، ويطلبونني منك فلا تمنعني عنهم ولا تخف ولا تحزن، فإنها إرادة الله. واعلم ايضا انه في العام الأتي سيكون غلاء، ولكني سوف أأتي إليك في ذلك الحين. فلما سمع الرئيس كلام هذا القديس اشتري كثيرا من الحبوب. وبعد قليل أتى القوم المتشبهون بالجنود واخذوا القديس ميصائيل ومضوا، ثم حدث الغلاء وقل وجود القمح كما أنبا القديس بذلك. فجاء الوالي برجاله ليأخذ ما يجده في الدير من الحبوب، فظهرت له جنود منعته من ذلك ورجع خائبا، فرحب الرئيس بهؤلاء الجنود وشكرهم. ثم قدم لهم طعاما ليأكلوا. فقالوا له نحن لا نحتاج إلي شئ مثل هذا. ثم برز من بينهم واحد وامسك بيد الرئيس وانفرد به، وقال له " انا ولدك ميصائيل، وهؤلاء القوم المتشبهون بالجنود هم سواح، وهم الذين أتوا هنا في العام الماضي وأخذوني معهم، والآن أسألك إن تمضي إلى الأنبا أثناسيوس أسقف بلدي التي تربيت فيها واعلمه بخبري، واطلب منه مال أبى، ثم ابن لي به كنيسة علي اسمي، ثم ادع أبانا الأسقف لتكريسها ففعل الرئيس بما قاله القديس ميصائيل واستلم من الأسقف سبعمائة مثقال ذهب وتسعمائة درهم فضة وكتبا كثيرة وخمسمائة راس غنم، عدا الأقمشة والحلي والأواني وهدم بيته القديم واشتري ما يجاوره من ارض وبني هناك كنيسة، وفيما كان الاب الأسقف محتفلا بتكريسها، إذا بالقديس ميصائيل قد آتى مع الآباء السواح وحضروا صلاة التكريس. وتقدم القديس ميصائيل من الرئيس وقال له انك ستنتقل من هذا العالم في العام المقبل. وبعد ذلك عادوا من حيث أتوا. صلوات هؤلاء القديسين تكون معنا. ولربنا المجد دائما ابديا امين.
********************
حبل حنة أم والدة الإله بالعذراء (13 كيهك)
في مثل هذا اليوم تذكار حبل حنة أم والدة الإله بالعذراء. صلاتها تكون معنا ولربنا المجد دائما ابديا امين.
في مثل هذا اليوم استشهد القديسان بهنام وساره أخته من أولاد سنحاريب ملك الفرس. وذلك انه ذات يوم خرج بهنام مع أربعين رجل من غلمانه للصيد في الجبل، فرأي وحشا كبيرا فطارده مسافة طويلة، حتى افترق عن غلمانه وقد أمسى عليه الليل، فاضطر إن يقضي ليلته في مكانه، فنام ورأي في نومه من يقول له " اذهب إلى القديس متي المسكين في هذا الجبل وهو يصلي علي أختك (وكانت مصابة بمرض عضال) فيشفيها الرب". فلما استيقظ من نومه اجتمع بغلمانه، وبحثوا عن القديس متي حتى وجدوه في مغارة، فسجد بهنام بين يديه واعلمه بالرؤيا وطلب منه الذهاب معه إلى المدينة فقام معه. وقد سبقه بهنام ومضي فاعلم والدته الرؤيا وبوجود القديس متي خارج المدينة، ونظرا لمحبتها له سمحت بذهاب أخته معه سرا. ولما وصلا إلى حيث القديس متي صلي عليها فشفاها الرب، ثم وعظها وعلمها طريق الحياة، وصلي ايضا فانبع الرب عين ماء، فعمدها باسم الاب والابن والروح القدس الإله الواحد، وعاد إلى مكانه. ولما علم الملك سنحاريب بشفاء ابنته، استدعاها إليه وسألها عن كيفية شفائها فقالت له " إن الرب يسوع المسيح هو الذي وهبها الشفاء علي يد القديس متي، وليست الكواكب التي يعبدها هو "، فغضب الملك علي ولديه وهددهما بالعقاب فلم يرجعا عن رأيهما الصالح. ولما كان الليل تشاور القديس بهنام وأخته لكي يذهبا معا إلى القديس متي ليودعاه قبل موتهما، فسارا إليه خفية مع بعض أصدقائهما، وإذ علم الملك بذلك أرسل وراءهما من لحقهما في الطريق وقتلهما، فنالا إكليل الحياة في ملكوت السموات. ولما عاد قاتلو بهنام وأخته، وجدوا إن الملك قد أصابه روح نجس، وصار يعذبه عذابا أليما، فأرسلت الملكة إلى القديس متي متوسلة إن يحضر، ولما جاء صلي عليه فشفاه الرب في الحال. واخذ القديس في تعليمهما فآمنا هما وكل من في المدينة، ثم بني الملك للقديس متي ديرا عظيما ووضع فيه جسدي ابنيه بهنام وأخته، وسكن فيه القديس متي زمنا طويلا، واظهر الرب من جسديهما آيات كثيرة للشفاء. صلاتهما تكون معنا امين.
***********************
استشهاد القديس امونيوس أسقف أسنا (14 كيهك)
في مثل هذا اليوم استشهد الاب العظيم الأنبا امونيوس أسقف مدينة إسنا. وكان منذ حداثته حسن السيرة وذاعت فضائله. فرسمه الأنبا بطرس بابا الإسكندرية أسقفا علي مدينة إسنا، ولرغبته الشديدة في الوحدة بني ديرا علي حافة الجبل بجوار عين ماء، واعد مغارة كان يقيم فيها طوال الاسبوع. وينزل يوم السبت إلى الكنيسة، ويقوم بخدمة القداس يوم الأحد، حيث يجتمع به شعبه، فيعظهم ويفصل في قضاياهم، ويمضي معهم يوم الاثنين ايضا ثم يعود إلى مغارته مداوما علي النسك والعبادة. وقد استشهد في أيامه عدد كبير من شعبه. وذلك انه لما ذهب إريانوس الوثني إلى الصعيد، كان في طريقه يضطهد النصارى، ويكلفهم بالسجود للأوثان، ومن خالف عذبه ثم قتله. واستمر كذلك حتى وصل إلى مدينة إسنا، وعند دخوله وجد أربعة من الصبية يسوقون دوابا تحمل بطيخا. فسألهم أحد جند الوالي عن معتقدهم فأجابوه " نحن نصارى "، فقبضوا عليهم. ولما علمت أمهم أسرعت إليهم وكانت تشجعهم وتقول للجند " نحن نحب يسوع المسيح ولا نعبد أصنامكم المرذولة "، فأمر الوالي باعتقالهم في السجن، وفي نصف الليل ظهرت السيدة العذراء لهذه الأم وقالت لها " اعلمي إن ابني المخلص والرب قد دعاك أنت وأولادك السعداء سروس وهرمان وبانوف وبسطاي إلى الملكوت السمائية. وأعطتها السلام ثم صعدت إلى السماء.و لما كان الصباح، استحضرهم الأمير، وعرض عليهم عبادة الأصنام فرفضوا بأباء وشجاعة، فقطع رؤوسهم، وكان ذلك في السادس من شهر بشنس، واخذ المؤمنون أجسادهم ودفنوها في بيتهم. وظهرت من أجسادهم جملة عجائب وآيات. وكان بالمدينة أربعة أراخنة يقومون بجباية الضرائب. وإذ كانوا يقدمون لاريانوس حساب عملهم، حدث إن ذكر أحدهم اسم المسيح، فغضب إريانوس عند ذلك وأمر بتعذيبهم. وإذ رأي قوة صبرهم أمر بقطع رؤوسهم فكملوا شهادتهم في اليوم السادس من شهر بؤونة، واستشهد معهم عدد وفير من النساء والرجال والرهبان. ولما ذهب إريانوس إلى أرمنت هرعت إلى هناك امرأتان اسمهما تكلة ومرتا من أهل إسنا، واعترفتا أمامه بالمسيح، فالتفت إلى من حوله من أهل أرمنت قال لهم " كيف تقولون إذن انه ليس في مدينتكم نصراني واحد "، أما هم فقد بحثوا حتى علموا إن المرأتين من إسنا، فقالوا له " انهما غريبتان عن مدينتنا المحبة للملوك والآلهة". فأمر بأخذ رأسيهما في اليوم السابع عشر من شهر أبيب. أما القديس امونيوس فقد ظهر له ملاك الرب وهو في البرية وقال له " السلام لك يا امونيوس. الرب قبل صلواتك عن شعبك، وهيأ لكم الأكاليل، فقم وانزل وعظهم إن يثبتوا علي الاعتراف بالسيد المسيح "، وأعطاه السلام وانصرف عنه. فنهض القديس وأسرع بالنزول إلى المدينة، وجمع الشعب ووعظهم واخبرهم بما قاله له الملاك. فصاح الجميع " نحن يا أبانا علي استعداد إن نتحمل علي اسم المسيح كل عذاب حتى الموت". واتفق عيد القديس اسحق في ذلك اليوم، فصعد بشعبه كله إلى جبل كاتون، الذي تأويله جبل الخيرات، واحتفلوا هناك بالعيد. أما إريانوس فقد رحل من أرمنت إلى قرية تسمي حلوان غرب إسنا، فخرج أهلها إليه واعترفوا باسم المسيح، فأمر بقطع رؤسهم، ونالوا إكليل الشهادة. ودخل إريانوس المدينة وسار في شوارعها فلم يجد بها شخصا واحدا، حتى وصل إلى الباب القبلي المسمى "باب الشكر"، لان الأسقف كان قد صلي هناك مع شعبه صلاة الشكر. فوجد امرأة عجوز لم تستطع الصعود معهم إلى الجبل. فسألها الوالي عن أهل المدينة فقالت له " لقد سمعوا إن الوالي الكافر قادم إلى المدينة ليقتل النصارى، فصعدوا إلى الجبل للاحتفال بالعيد". فقال لها من هو معبودك من الآلهة؟ فأجابته: "انا مسيحية". فأمر بقطع رأسها، وخرج من المدينة يقصد الجبل، فوجد جماعة في مكان يقال له "المبقلة" فقتلهم، ثم جماعة في قرية تسمي "جرماجهت" فقتلهم ايضا. وغيرهم في مكان يقال له "سرايا" فقتلهم كذلك. وكان يقتل في طريقه كل مسيحي يصادفه حتى وصل إلى الجبل، وهناك قابله الشعب بصوت واحد قائلين " نحن مسيحيون. فهددهم وإذ لم يصغوا لتهديده، أمر جنده إن يستلوا سيوفهم ولا يبقوا علي أحد منهم. فكان الواحد منهم يقدم ابنته إلى السياف ويقول لها تقدمي إلى العريس الحقيقي الذي لا يموت. وكان الجميع يتقدمون إلى السياف قائلين " نحن ماضون إلى الفرح الدائم في ملكوت السموات "، وكملوا شهادتهم في التاسع عشر من شهر أبيب. أما الأسقف فانهم قبضوا عليه وأحضروه أمام إريانوس فأمر بغضب إن يربط خلف الخيل ثم أخذه معه إلى أسوان. وفي عودته إلى إسنا قابله ثلاثة رجال، وكانوا يصيحون " نحن نصارى". فقال الجند لقد حلفنا إلا نجرد سيوفنا هنا. فقال لهم الرجال: هذه فؤوسنا معنا. فاخذوا منهم الفؤوس ووضعوا رؤوسهم علي حجر بجوار باب المدينة البحري وقطعوها بالفؤوس ونالوا إكليل الشهادة. أما الاب الأسقف امونيوس فقد وضعوه في مؤخرة المركب وكان إريانوس يخرجه من حين لأخر ويطلب منه التبخير للآلهة فيرفض. وأخيرا أمر بحرقه فنال إكليل الشهادة في اليوم الرابع عشر من شهر كيهك، واخذ جسده بعض المؤمنين وكان سالما لم تصبه النار بأذى، وكفنوه وأخفوه حتى انقضي زمن الاضطهاد، حيث أتى أهل كرسيه يريدون نقله إلى مدينتهم، فسمعوا صوتا من الجسد يقول " هذا هو المكان الذي اختاره لي الرب".
صلوات هؤلاء القديسين تكون معنا، ولربنا المجد دائما ابديا امين.
*************
استشهاد القديس سمعان واباهور وأبامينا (14 كيهك)
في مثل هذا اليوم استشهد القديس سمعان الذي من منوف العليا في ايام العرب، وتذكار شهادة القديسين أباهور وأبامينا. شفاعة الجميع تكون معنا امين.
******************
نياحة البابا خرستوذولس 66 (14 كيهك)
في مثل هذا اليوم تذكار نياحة البابا خرستوذولس66. صلاته تكون معنا ولربنا المجد دائما ابديا امين.
***************
نياحة القديس خرستوذولس السائح (14 كيهك)
في مثل هذا اليوم تنيح القديس خرستوذولوس السائح، وكان من مدينة عين شمس، وفي أحد الأيام أتت إليه إمرأة حسنة الصورة جميلة الطلعة، وقدمت له آنية من ذهب مهشمة، وبدأت تخادعه، فكشفت عن يديها وقالت له " يا معلم اعمل لهذه الأصابع خواتم، ولهاتين اليدين سوارين، ولهذا الصدر صليبا، ولهاتين الأذنين قرطين، فقال لها انا اليوم مريض، وفي الغد لتكن إرادة الله، ثم قام لساعته وجمع كل أدواته ومضي إلى بيته، وبدا يعاتب نفسه قائلا " يا نفسي لست اقوي من القديسين أمثال مقاريوس وأنطونيوس وباخوميوس وغيرهم الذين هربوا من العالم وسكنوا البراري، فاهربي من هذا العالم إن أردت الخلاص، ثم قص ما جري له علي والدته وسألها بدموع غزيرة إن تسمح له إن يمضي إلى البرية، فقالت له " إن كان الأمر كما ذكرت فأرشدني أولا إلى دير أترهب انا فيه، وأنت فليكن الرب معك "، فأخذها إلى أحد أديرة الراهبات وسلمها لرئيسته، وقدم لها حاجتها من المال، ثم وزع ما تبقي علي المساكين ومضي نحو الجبل،و بعد مسيرة ثلاثة ايام ابصر ثلاثة رجال وبيد كل منهم صليب، يشع منه نور أبهى من نور الشمس، فقصدهم وتبارك منهم وسألهم إن يرشدوه إلى ما فيه خلاص نفسه، فأرشدوه إلى واد به أشجار مثمرة وعين ماء عذب، فلبث به عدة سنين، مداوما علي تلاوة المزامير والصوم الكثير، وكان يقتات من ثمر أشجار هذا الوادي. و لما عجز الشيطان عن التغلب عليه ظهر لقوم أشرار في زي بربري وقال لهم " إن هناك كنزا عظيما في الوادي، وقد عثر عليه شخص وهو مقيم بجواره، هلموا معي لأريكم إياه "، فتبعوه إلى الجبل، ولكنهم لم يستطيعوا إن ينزلوا إلى الوادي، فذهب الشيطان في زي راهب إلى القديس خرستوذولوس وقال له " في اعلي الجبل رهبان ضلوا الطريق وقد أعياهم التعب وكاد يقتلهم العطش، فهلم إليهم ننزلهم ليأكلوا ويشربوا ويحيوا، فرسم القديس علامة الصليب علي وجهه كعادة الرهبان، وللحال تحول الشيطان إلى دخان وغاب، وهكذا كان دائما يتغلب علي الشيطان بعلامة الصليب، وكان يتزايد في عبادته حتى بلغ سن الشيخوخة، ولما دنا يوم انتقاله اقبل إليه الثلاثة السواح الذين أرشدوه إلى الوادي فصلي الجميع معا، وبعد إن تباركوا من بعضهم البعض قالوا له " الرب أرسلنا إليك لتخبرنا بسيرتك لنسطرها فائدة للاخوة، فاخبرهم بكل ما حدث له، وبعد إن مرض قليلا تنيح بسلام فصلوا عليه وواروا جسده التراب، صلاته تكون معنا امين.
في مثل هذا اليوم تنيح القديس غريغوريوس بطريرك الأرمن والشهيد بغير سفك دم. هذا القديس كما ذكرنا في اليوم التاسع عشر من شهر توت، قد عذبه تريداته ملك الأرمن في سنة 272 م بسبب مخالفته له في عبادة الأوثان. ثم طرحه في جب أقام فيه خمس عشر سنة، عاله الله في أثنائها إذ كانت تأتيه عجوز بما يقتات به. ولطول الزمن لم يعرف ذويه إن كان قد مات أو لا زال علي قيد الحياة.
فلما قتل الملك العذراء أربسيما ومن معها من العذارى وأمر بطرح أجسادهن علي الجبال، عاد فندم علي ما فرط منه لأنه كان يريد إن يتزوج منها. ولما رأي ذويه انه قد افرط في الحزن علي قتلها، أشاروا عليه إن يخرج للصيد ليسري عن نفسه. وفيما هو يمتطي جواده وثب عليه شيطان وطرحه إلى الأرض وصار ينهش في جسده، ثم غير الله شخصه إلى صورة خنزير بري، فاخذ يجول في البرية وينهش كل من وجده. كما إن كثيرين من أهل مملكته قد أصابهم ما أصابه وصار فزع وصراخ عظيم في القصر، وهذا بسبب ما فعله بالعذارى. ورأت شقيقة الملك رؤيا، في ثلاث ليال متوالية، كأن إنسانا يقول لها إن لم تصعدوا غريغوريوس من الجب فلن تنالوا خلاصا ولا شفاء. فتحير القوم إذ كانوا يعلمون انه مات. ثم أتوا إلى الجب وانزلوا له حبلا ونادوه، فلما حرك القديس الحبل، علموا انه لا يزال حيا فطلبوا منه إن يتعلق بالحبل واصعدوه، ثم اغتسل والبسوه ثيابا جديدة وأتوا به راكبا إلى القصر. وهناك استعلم منهم عن أجساد العذارى، حيث ذهب فوجدها سالمة فوضعها في مكان لائق. وسأله الشعب إن يشفي الملك مما هو فيه، فأحضره وقال له: هل تعود إلى أعمالك الرديئة؟ فلما أشار الملك بالنفي، صلي عليه فخرج منه الشيطان وعاد إليه عقله وشخصه، ولكنه لم يعد صحيحا كما كان، بل ما زالت فيه بقية من خلقة الخنزير وهي أظافر يديه ورجليه، تأديبا له وتذكيرا بما كان منه حتى لا يعود لمثله. ثم شفي الاب البطريرك جميع المصابين واخرج شياطين كثيرة. فآمن الملك وكل سكان كورته. فعلمهم وعمدهم وبني لهم كنائس كثيرة، ورسم لهم أساقفة وكهنة، ووضع لهم السنن وفرض الأصوام. ولما اكمل سعيه تنيح بسلام، صلاته تكون معنا ولربنا المجد دائما ابديا امين.
*******************
نياحة القديس لوكاس العمودى (15 كيهك)
في مثل هذا اليوم تذكار نياحة القديس لوكاس العمودى. صلاته تكون معنا ولربنا المجد دائما ابديا امين.
**********************
نياحة القديس حزقيال من أرمنت (15 كيهك)
في مثل هذا اليوم تذكار نياحة القديس حزقيال من أرمنت. صلاته تكون معنا ولربنا المجد دائما ابديا امين.
في مثل هذا اليوم تذكار تكريس كنيسة القديس يعقوب الفارسي الشهير بالمقطع. صلاته تكون معنا ولربنا المجد دائما ابديا امين.
************************
نياحة البار جدعون (16 كيهك)
في مثل هذا اليوم من سنة 1349 قبل المسيح تنيح البار جدعون أحد قضاة بني إسرائيل، كان هذا القديس من سبط منسى واسم أبيه يواش، ظهر له ملاك الرب وقال له " الرب معك يا جبار البأس، فقال له جدعون " أسألك يا سيدي إذا كان الرب معنا فلماذا أصابتنا كل هذه التجارب، وأين عجائبه التي اخبرنا بها آباؤنا قائلين ألم يصعدنا الرب من مصر، والآن قد رفضنا الرب وجعلنا في كف مديان، فالتفت إليه الرب وقال اذهب بقوتك هذه وخلص إسرائيل من كف مديان، أما أرسلتك، فقال له أسألك يا سيدي بماذا اخلص إسرائيل، ها عشيرتي هي الذلي في منسي وانا الأصغر في بيت أبى، فقال له الرب " أنى اكون معك وستضرب المديانيين كرجل واحد "، فقال له " إن كنت قد وجدت نعمة في عينيك فاصنع لي علامة انك أنت تكلمني، لا تبرح من ههنا حتى أتى إليك واخرج تقدمتي وأضعها أمامك، " فقال " أنى ابقي حتى ترجع "، فدخل جدعون... وخرج... وقدم تقدمته فقبلت (قض 6: 11 – 21)، ثم أمر الرب إن يهدم مذابح الأصنام ويبني مذبحا لله، ويقدم عليه الضحايا يحرقها بأخشاب الأصنام ففعل كما أمره الرب (قض 6: 25 – 31)، ولما أمره الله إن يحارب المديانيين سأله إن يريه آية يشتد بها قلبه وهي إن يضع جزة الصوف في البيدر، فان كان طل علي الجزة وحدها وجفاف علي الأرض كلها علم إن الله بيده يخلص إسرائيل كما تكلم، وكان كذلك، ثم أعكس السؤال في اليوم الثاني قائلا " لا يحم غضبك علي فأتكلم هذه المرة فقط، امتحن هذه المرة فقط بالجزة فليكن جفاف في الجزة وحدها، وليكن طل علي كل الأرض، ففعل الله كذلك في تلك الليلة، فكان جفاف في الجزة وحدها، وعلي الأرض كلها كان طل" (قض 6: 33 – 40)، فتقوي قلبه وبكر مع كل الشعب الذي معه ونزلوا قبالة المديانيين، فقال الرب لجدعون " إن الشعب الذي معك كثير علي لأدفع المديانيين بيدهم لئلا يفتخر علي إسرائيل قائلا يدي خلصتني، والآن ناد في أذان الشعب قائلا، من كان خائفا ومرتعدا فليرجع وينصرف من جبل جلعاد، فرجع من الشعب اثنان وعشرون آلفا بقي عشرة آلاف، وقال الرب لجدعون " لم يزل الشعب كثيرا، انزل بهم إلى الماء فأنقيهم لك هناك ويكون إن الذي أقول لك عنه هذا يذهب معك فهو يذهب معك، وكل من أقول لك عنه هذا لا يذهب معك فهو لا يذهب"، فنزل بالشعب إلى الماء وقال الرب لجدعون، " كل من يلغ بلسانه من الماء كما يلغ الكلب فأوقفه وحده، وكذا كل من جثا علي ركبتيه للشرب "، وكان عدد الذين ولغوا بيدهم إلى فمهم ثلاث مئة رجل، وأما باقي الشعب جميعا فجثوا علي ركبهم ليشرب الماء، فقال الرب لجدعون بالثلاث مئة رجل الذين ولغوا، أخلصكم وادفع المديانيين ليدك، وبهذا العدد تغلب جدعون علي المديانيين واستولي الذين معه علي الغنائم وقدموها لجدعون وسلطوه عليهم، وكان الله معه في كل اموره، وتنيح ودفن في مقبرة أبيه، صلاته تكون معنا امين.
في مثل هذا اليوم تذكار نياحة القديس لوقا العمودي، ونقل أعضائه المقدسة. وقد ولد بإحدى بلاد الفرس من أبوين مسيحيين، ثم تجند وتدرج في مراتب الجندية حتى صار أميرا علي مائة جندي، وبعد ذلك احب العزلة فترك العالم وكل مجده، وترهب بأحد أديرة المشرق، ولما اشتهر فضله قدموه قسا علي ذلك الدير، ومن ذلك الحين بدا حياة التقشف وملازمة الصوم والصلاة، فكان يصوم ستة ايام متواصلة ثم يفطر في اليوم السابع بعد خدمة القداس علي قربانه صغيرة وقليل من البقل الأخضر، ثم أقام علي صخرة عالية مدة ثلاث سنين، فسمع يوما صوت ملاك يدعوه باسمه إن ينزل، فنزل فأراه صليبا من نور، وتبع الصوت وكان الصليب يتقدمه إلى إن أتى إلى بعض الجبال، وهناك مكث مدة من الزمان يعلم زائريه طريق الخلاص، ثم أوحى إليه من الله إن يأتي قرب القسطنطينية، فأتى إلى ضيعة قريبة منها وأقام علي صخرة هناك علي شكل عمود مدة خمسة وأربعين سنة، يجاهد الجهاد الروحي، فأعطاه الله نعمة النبوة وموهبة عمل المعجزات، فكان يشفي كل من يقصده من المرضي، ولما اكمل سعيه المقدس تنيح في اليوم الخامس عشر من شهر كيهك، فمضي تلميذه واعلم الاب البطريرك بنياحته، فأخذ معه الكهنة والصلبان والمجامر، وجاء إلى حيث جسد القديس، وحملوه بالصلاة إلى القسطنطينية في اليوم الثالث من نياحته، الذي هو اليوم السابع عشر من شهر كيهك، ووضعوه في الهيكل، وبعدما صلوا عليه صلاة الثالث، وتبارك المؤمنين من جسده الطاهر، وضعوه في تابوت رخام بجوار أجساد القديسين، وقد ظهر الله من جسده آيات كثيرة.
صلاته تكون معنا ولربنا المجد دائما ابديا امين.
نياحة القديس إيليا بجبل بشواو (17 كيهك)
في مثل هذا اليوم تذكار نياحة القديس إيليا بجبل بشواو. صلاته تكون معنا ولربنا المجد دائما ابديا امين.
في مثل هذا اليوم نقل جسد القديس العظيم تيطس الرسول تلميذ القديس بولس الرسل، من كريت Crete إلى مدينة القسطنطينية، بأمر الملك البار قسطنطين الكبير، الذي لما تقلد الملك من السيد المسيح، وجه عنايته إلى الاهتمام بأمور الكنائس التي في مملكته، وتجميلها بإبداع الرسوم والجواهر الغالية، خصوصا كنائس القسطنطينية كرسي المملكة، فقد أراد إن يجملها ايضا بالجواهر الروحانية وصار يجمع أجساد الرسل القديسين، وما يعثر عليه من أعضاء الشهداء المكرمين، ولما سمع بان جسد الرسول تيطس بمدينة كريت، أرسل بعضا من رؤساء الكهنة إلى هناك، فحملوه بالتبجيل وأتوا به إلى القسطنطينية، وبني له هيكلا جميلا، ووضعوه في تابوت داخل الهيكل، وقد شرف الله هذا الرسول بظهور آيات كثيرة من أعضائه المقدسة، منها انه لما حملوا تابوته ليدخلوا به إلى الهيكل، حدث إن وقع علي قدم أحد الحاملين فكسرها، فاخذ الرجل من زيت القنديل المعلق أمام أيقونة القديس، ودهن منه قدمه وربطها، ثم قضي ليلته بالكنيسة بجوار التابوت لأنه عجز عن الذهاب إلى منزله، وفي الصباح عادت قدمه صحيحة وعليها فقط آثار الدماء، فتعجب هو وكل من رآه، وغسل الدم ومشي علي رجليه كالعادة من غير آلم، ممجدا الاب والابن والروح القدس الإله الواحد، ومحدثا بهذه الأعجوبة، صلاته تكون معنا امين.
استشهاد القديس ياروكلاس وفليمون
في هذا اليوم نعيد بتذكار القديسين اياركلاس الشهيد وفليمون القس المتوحد. صلاته تكون معنا ولربنا المجد دائما ابديا امين.
في مثل هذا اليوم تذكار نياحة البابا غبريال السادس 91. صلاته تكون معنا ولربنا المجد دائما ابديا امين.
نياحة القديس يوحنا اسقف البرلس جامع السنكسار
في مثل هذا اليوم تنيح القديس يوحنا أسقف البرلس، وقد كان من ذوي الحسب والنسب ومن نسل الكهنة، وكان والداه يكثران من الصدقة علي المساكين، ولما توفيا اخذ القديس يوحنا ما تركاه له وبني به فندقا للغرباء، ثم جمع إليه المرضي وكان يخدمهم بنفسه ويقدم لهم كل ما يحتاجون إليه، واتفق مجيء أحد الرهبان إليه فرأي عمله الحسن واثني عليه، ثم مدح أمامه الرهبنة مبينا له شرفها، فتعلق بها القديس ومال بقلبه إليها، وبعد إن رحل الراهب، قام القديس فوزع أمواله علي المساكين، وذهب إلى برية شيهيت، وترهب عند القديس دانيال قمص البرية، واشتهر بحرارة العبادة والنسك الكثير، ثم انفرد في مبني خاص فحسده الشيطان وجنوده علي حسن صنيعه هذا، واجتمعوا عليه وضربوه ضربا موجعا، حتى انه ظل مريضا أياما كثيرة، بعدها شفاه السيد المسيح، فقوي وتغلب عليهم، ثم دعي من الله إلى رتبة الأسقفية علي البرلس، وكانت توجد في زمانه بعض البدع فاجتهد حتى اقتلعها وارجع أصحابها إلى الإيمان المستقيم. وظهر في أيامه راهب من الصعيد، كان يخبر بأمور مدعيا إن الملاك ميخائيل يكشفها له، فأضل كثيرين بخداعه، فرأي القديس إن عمل هذا الراهب من الشيطان، لذلك أمر بضربه حيث اعترف بخطئه فطرده من البلاد، وادعي آخر إن حبقوق النبي يظهر له ويعرفه الأسرار، فتبعه كثيرين، فطرده ايضا من بلاده بعد ما أبطل قوله، كما ابطل استعمال كتب كثيرة رديئة.
و كان هذا القديس كلما صعد إلى الهيكل ليقوم بخدمة القداس الإلهي، إن يصطبغ وجهه وكل جسده لونا احمرا كأنه خارج من أتون نار، وكانت دموعه تنحدر علي خديه بغزارة، لأنه كان ينظر الطغمات السمائية علي المذبح، وحدث في ثلاث مرات انه كلما وضع إصبعه في الكأس للرشم وقت صلاة القسمة، يجد الكأس كنار تتقد. وكان في أيامه ايضا قوم مبتدعون يتناولون الأسرار المقدسة وهم مفطرون، وإذ نهاهم ولم ينتهوا حرمهم ومنعهم من شركة الكنيسة، ولما لم يطيعوا أمره، سال الرب فنزلت نار من السماء أحرقت كبيرهم، فخاف الباقون من ذلك ورجعوا عن بدعتهم، ولما أراد الرب إن يريحه من أتعاب هذا العالم، أرسل إليه القديسين أنطونيوس ومقاريوس ليعرفاه بيوم انتقاله، فدعا شعبه وأوصاهم ثم تنيح بسلام، صلاته تكون معنا ولربنا المجد دائما ابديا امين.