وحدانية الله

بنت الفادى

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
26 سبتمبر 2006
المشاركات
2,644
مستوى التفاعل
22
النقاط
0
الإقامة
++ قلب يسوع ++
وحدانية الله​

( أ )​
ألله واحد​

إنّ وحدانية الله مبدأ أساسي في الكتاب المقدس:
العهد القديم (التوراة):
"إِسْمَعْ يَا إِسْرَائِيلُ: الرَّبُّ إِلهُنَا رَبٌّ وَاحِدٌ" (تثنية 6: 4)؛
"اُنْظُرُوا الآنَ! أَنَا أَنَا هُوَ وَليْسَ إِلهٌ مَعِي" (تثنية 32: 39 a)؛
"أَنْتَ \للهُ وَحْدَكَ" (مزامير 86: 10 b)؛
"هَكَذَا يَقُولُ الرَّبُّ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ وَفَادِيهِ رَبُّ الْجُنُودِ: «أَنَا الأَوَّلُ وَأَنَا الآخِرُ وَلاَ إِلَهَ غَيْرِي" (إشعياء 44: 6)؛
"اِلْتَفِتُوا إِلَيَّ وَاخْلُصُوا يَا جَمِيعَ أَقَاصِي الأَرْضِ لأَنِّي أَنَا اللَّهُ وَلَيْسَ آخَرَ" (إشعياء 45: 22).
"قَبْلِي لَمْ يُصَوَّرْ إِلَهٌ وَبَعْدِي لاَ يَكُونُ. أَنَا أَنَا الرَّبُّ وَلَيْسَ غَيْرِي مُخَلِّصٌ" (إشعياء 43: 10-11).

2. العهد الجديد (إنجيل):
"فَأَجَابَهُ يَسُوعُ: إِنَّ أَوَّلَ كُلِّ الْوَصَايَا هِيَ: اسْمَعْ يَا إِسْرَائِيلُ. الرَّبُّ إِلَهُنَا رَبٌّ وَاحِدٌ" (مرقس 12: 29)؛
"اللهَ وَاحِدٌ" (رومية 3: 30 a )؛
"نَعْلَمُ أَنْ لَيْسَ وَثَنٌ فِي الْعَالَمِ وَأَنْ لَيْسَ إِلَهٌ آخَرُ إِلاَّ وَاحِدا" (1 كورنثوس 8: 4 b)؛
"اللهَ وَاحِدٌ" (غلاطية 3: 20 b).

في الواقع، علّمت الكنيسة أن الله واحد منذ بداية المسيحية.

( ب) معرفة الله​

تسمو وتعلو حقيقة الله الأكثر إيجابية على عقل ومنطق الإنسان. الله هو سبب ومصدر وجود كلّ الأشياء. الله هو كائن شخصي موجود كحقيقة شخصية عُليا بسيطة. إن علم اللآهوت الأرثذوكسي يُميز بين جوهر/طبيعة ذات الله الداخلية الغير مخلوقة وطاقاته الغير مخلوقة القدسية التي تنبع منه. يقول القديس باسيليوس: "نعرف إلهنا من أعماله، لكننا لا نستطيع أن نقترب من جوهر ذاته الإلهية، لأن أعماله تنزل وتأتي إلينا بينما لا يمكن الإقتراب من جوهره الإلهي." لا يستطيع العقل البشري المحدود أن يعرف جوهر الله الأقدس. نؤمن بجوهره الأقدس لأننا نختبر طاقاته (قواته وأعماله) المختلفة. نعرفه في أعماله وقواته. فإن الطاقات الإلهية القدسية تبيّن الله بنفسه في أعماله وإعلانه عن ذاته. فهي تتخلّل كلّ خليقته. لا يخلق الله العالم من جوهره، ولكن بطاقاته. بكلّ عملية (نمط طاقة)، يخلق أو يُدعم ألله سمة مُعينة من الخليقة. إنّ الطاقات الإلهية هي خواص لله مُعبرة في سلسلة من الأعمال. الله، الفاعل لكلّ العمليات المتنوّعة، كامل لا يتأثر ولا يتغير. كلّ طاقات الله لانهائية ولن تتوقّف عن الإنبثاق من الله.

نختبر ونعرف الله من عملياته المختلفة فيما يتعلق بالعالم المرئي، وأنفسنا. تستهدف العمليات الإلهية قيادة الخليقة إلى التقديس. ممكن للإنسان أن يحيى في حياة شركة حقيقية مع الله بالمشاركة في طاقاته، على الرغم أنّ جوهر الذات الإلهية عال وغير مشارك. المؤمن المسيحي يتقدس تدريجيا، وتزداد معرفته بطاقات الله القدسية، بالمشاركة في نعمة الله، التي هي إحدى الطاقات الإلهية الغير مخلوقة. يؤمن المؤمن المسيحي بقوة في الله الحيّ لأنه يعرفه مباشرة خلال طاقاته في تجربته واختباراته الشخصية، ليس بسبب براهين منطقيّة وحجج معقولة، التي،رغم مساعدتها في الفهم، قد لا تؤدي إلى الإيمان القوي.

سجية الله البارة الصادقة الحقيقية لا تتغيّر في سماتِها. ألله كامل في كلّ شيء. لذلك هو ليس بحاجة إلى أن يتغيّر لكي يصبح أكثر كمالا: "لأَنِّي أَنَا الرَّبُّ لاَ أَتَغَيَّرُ" (ملاخي 3: 6a ). لكي يبقى الله صادق لسجيته، قد تتغيّر مشاعره وردّه نحو شخص أو مجموعة من الناس خيرا أو شرا نتيجة تغيّر في الشخص أو المجموعة: "فَإِذَا رَجَعَ الشِّرِّيرُ عَنْ جَمِيعِ خَطَايَاهُ الَّتِي فَعَلَهَا وَحَفِظَ كُلَّ فَرَائِضِي وَفَعَلَ حَقّاً وَعَدْلاً فَحَيَاةً يَحْيَا. لاَ يَمُوتُ. كُلُّ مَعَاصِيهِ الَّتِي فَعَلَهَا لاَ تُذْكَرُ عَلَيْهِ. فِي بِرِّهِ الَّذِي عَمِلَ يَحْيَا. هَلْ مَسَرَّةً أُسَرُّ بِمَوْتِ الشِّرِّيرِ يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ؟ أَلاَ بِرُجُوعِهِ عَنْ طُرُقِهِ فَيَحْيَا؟ وَإِذَا رَجَعَ الْبَارُّ عَنْ بِرِّهِ وَعَمِلَ إِثْماً وَفَعَلَ مِثْلَ كُلِّ الرَّجَاسَاتِ الَّتِي يَفْعَلُهَا الشِّرِّيرُ, أَفَيَحْيَا؟ كُلُّ بِرِّهِ الَّذِي عَمِلَهُ لاَ يُذْكَرُ. فِي خِيَانَتِهِ الَّتِي خَانَهَا وَفِي خَطِيَّتِهِ الَّتِي أَخْطَأَ بِهَا يَمُوتُ" (حزقيال 18: 21-24).
(ج ) الثالوث الأقدس​

لا يمكن للإنسان وهو المخلوق المحدود أن يفهم بالكامل طبيعة خالقه اللانهائي، وأعماله وأفكاره الداخلية. ألمستوى الأعلى بكثير للوجود الإلهي غامض وغير مفهوم للإنسان المخلوق ذي الوجود الأوطأ. إذا كنا لا نستطيع فهم وجودنا البشري بالكامل، كيف نستطيع أن نفهم بالكامل أسرار خالقنا! معرفة الإنسان مقيّدة بنمط تعليمه، الذي يحدث خلال الواقع المحدود في هذه الحياة. ولعله من المهم أن نتذكّر قصّة القديس أوغسطينوس عندما كان سائرا على شاطئ البحر يحاول فهم أسرار الثالوث الأقدس. رأى طفلا صغيرا يحاول وضع البحر في حفرة صغيرة حفرها في الرمل. فقال أوغسطينوس للطفل أنه لا يمكنه فعل ذلك. أجاب الطفل، الذي كان في الحقيقة ملاكا، قائلا، "وأنت لا تستطيع أن تفهم بالكامل الثالوث الأقدس الغير محدود بعقلك المحدود." إنّ أسرار الله أكبر كثيرا من منطق العقل البشري. إلإله الذي قد ندّعي فهمه بالكامل بمنطقنا البشري هو لا أكثر من صنم يُشبهنا في مخيلتنا. ليس هو الله الحي الحقيقي للكتاب المقدس والكنيسة المسيحية: "هُوَذَا اللهُ عَظِيمٌ وَلاَ نَعْرِفُهُ وَعَدَدُ سِنِيهِ لاَ يُفْحَصُ" (أيوب 36: 26). قال الرب الإله خلال النبي إشعياء: "لأَنَّهُ كَمَا عَلَتِ السَّمَاوَاتُ عَنِ الأَرْضِ هَكَذَا عَلَتْ طُرُقِي عَنْ طُرُقِكُمْ وَأَفْكَارِي عَنْ أَفْكَارِكُم" (إشعياء 55: 9).
أدرك القديس أوغسطينوس أنّ الله ترك آثارا وعلامات ثلاثية في كل مكان حولنا. الأمثلة على ذلك تكثر. تتألف الشمس من مادتها/جسمها، وهجها/ضوئها، وحرارتها. تتكون الشجرة من جذرها، فروعها/ساقها، وثمارها. عند النقطة الثلاثية للماء (في علم الطبيعة)، يوجد الماء بشكل سائل، وغاز (بخار)، وثلج في آن واحد. يتطلّب الفعل الإنساني للفهم العقل، مواضيع الفهم، والإدراك/الفهم. يتطلّب الحبّ مُحبّا، محبوبا، وعاطفة الحبّ التي تضم الثلاثة في واحد. كما أن الله مثلث الأقانيم: عقل، وكلمة، وروح في واحد. الإنسان الذي خُلِق علي صورة الله (تكوين 1: 26-27) يتكون من عقل، وفكر (كلمة)، وروح متحدين في إنسان واحد. الفكر (الكلمة) مُنجبة/مولودة من عقل الإنسان، وروحه منبثقة منه. على نفس النمط، الإبن مُنجب/مولود من الله الأبّ، والروح القدس منبثق من الآب. نرى في كلّ هذه الأمثلة وحدة، ومساواة وتمييز. رغم أنّ في هذه الأمثلة المساعدة تشابه، وإشارة وإيحاء إلى الثالوث الأقدس، هي ليست كاملة التشابه.

إنّ مبدأ الثالوث الأقدس هو أحد المبادئ الأساسية للإيمان المسيحي. الله جوهر واحد غير مُقسّم وأقدس في ثلاثة أقانيم/أشخاص متميّزين: الله الآب، الله الإبن، والله الروح القدس. بسبب وحدة الجوهر الأقدس الغير مُقسّم، تُوجد إرادة/طاقة واحدة فقط في الثالوث الأقدس لأشخاص اللاهوت الثلاثة. هذا يعني أنّ لا أحد من أشخاص اللاهوت الثلاثة يعمل بشكل مستقل من الشخصين الآخرين. هناك إلتقاء والتصاق متبادل دائما (يوحنا 5: 19؛ 10: 30). في الثالوث الأقدس، الآب هو المصدر الوحيد--الأصل الأول الذي ليس له أصل-- للإبن، وللروح القدس. إنّ أشخاص الثالوث الأقدس الثلاثة متّحدون في جوهر اللاهوت بدون وساطة أو مسافة. كلّ شخص إلهي يُقيم في الآخرين بدون إمتزاج وبدون إختلاط. في أيّ من أشخاص الثالوث الأقدس، الشخصين الآخرين مرئيان ومُعلنان بشكل مستمر، لأن الإنجاب والإنبثاق هي أفعال داخلية في اللاهوت المطلق اللانهائي. كلّ شخص إلهي في الثالوث الأقدس يحتوي الآخرين؛ ويمتلك، ليس ثلث الألوهية، بل كلها. رغم ذلك، كلّ شخص في الثالوث الأقدس متميّز شخصيا. قوانين علم الرياضة المحدودة لا تنطبق على الله الذي هو أعلى منها. الله ثلاثة في واحد، وغير قابل للإنقسام. إنّ أشخاص الثالوث الأقدس الثلاثة متميزون، لكنّهم داخليون في وحدتهم ككائن لا يعرف أي تفريق لدرجة أنّه من المستحيل فصلهم لثلاث كيانات بينها عدم إستمرار. إنّ جوهر اللاهوت الموجود بذاته غير مُقسّم لأشخاص منفصلين. وحدة الله ليست وحدة أجزاء مفصولة، لكنها وحدة أجزاء مُتميّزة. هكذا، طاقات اللاهوت بأكمله تُعلن للمؤمن المسيحي أحيانا في الأب، وأحيانا أخرى في الإبن وفي الروح القدس.
إنّ أشخاص الثالوث الأقدس الثلاثة من نفس الجوهرالإلهي؛ ولهم،في طبيعتهم الإلهية، نفس الخواص بالنسبة للإرادة، والطاقة، والقوّة، والسلطان. إنّ التمييز بينهم مؤسس على خواصهم الأقنومية التي تتعلق بمصدرهم. الأب هو المصدر الوحيد في الثالوث الأقدس الذي ليس له مصدر ويتميز بالأبوّة. الإبن يتميز بأنه إبن الآب المولود/المُنجب منه. الروح القدس يتميز بأنه مُنبثق من الآب. الترتيب المذكور في الكتاب المقدّس للآب والإبن والروح القدس كالأشخاص الأول، والثاني، والثالث في الثالوث الأقدس لا يدلّ على أيّ رتبة، تفوق، أو تبعية لهم في الثالوث الأقدس لأنهم جميعا متساويين في اللاهوت وكائنين منذ الأزل إلى الأبد. هذا الترتيب يقترح فقط علاقة الأب كمصدر الإبن والروح القدس. في العملية الإلهية الواحدة، كلّ شخص إلهي في الثالوث الأقدس يساهم بما هو ملائم به: الأب هو خالق الكلّ؛ الإبن هو الذي به خُلِقت كلّ الأشياء وبه تم الفداء؛ الروح القدس هو مُعطي الحياة ومصدر التقديس.

إنّ أشخاص الثالوث الأقدس داخليون في بعضهم، ولذلك لا يحصلون على شيء من الخارج، لكنّهم متميزين في شخصياتهم، ويجدوا أنفسهم في حركة دائمة وحياة شركة محبّة وكينونة. تُقوّي هذه المشاركة الشخصية الكليّة الطابع الشخصي لله إلى الدرجة الأعظم. إنّ الوحدة الكاملة لأشخاص الثالوث الأقدس مؤسسة على الحبّ الإلهي المثالي الذي يتميّز بإنكار الذات التامّ. لا توجد أنانية في هذه الوحدة. الروح القدس، الشخص الثالث في الثالوث الأقدس، هو المعزي الذي يؤسّس حياة شركتنا مع الله. خلال الروح القدس، يسكن الله في المؤمن المسيحي. يقدّس الروح القدس تدريجيا المؤمن المسيحي في المسيح. خلال الروح القدس، يشارك المؤمن المسيحي في طاقات الله. نستطيع القول أنّ الروح القدس هو الله فينا، الإبن هو الله معنا، والآب هو الله الأعلى منّا.

من المهم تأكيد حقيقة أنّ الإله الذي هو شخص وحيد منحصر في ذاته لا يستطيع إختبار ملء حياة الشركة والحبّ التي يعيشها الإله المثلث الأقانيم في الثالوث الأقدّس. لذلك الإله الوحيد الشخص هو إله ناقص لأنه لا يستطيع أن يختبر ملء الوجود. الله القدير كامل في ذاته الإلهية في كلّ شيء. لذلك لديه إكتفاء ذاتي في داخله، ولا يحتاج إلى خليقته ليختبر حياة شركة المحبة معها. الخليقة لا تضيف أيّ شيء لوجوده وكينونته. الله لم يخلق العالم لإشباع حاجة ضرورية لديه. الثالوث الأقدس ليس له إحتياج لآخر حيث يصبّ ويسكب محبّته العظيمة، لأن الآخر هو في الثالوث الأقدس. الله المُكتفي ذاتيا لا بعتمد على أيّ وجود غير إلهي خارج ذاته. لذلك، الإله الحقيقي الحيّ للكون لا يمكن أن يكون إله وحيد الشخص. النقص الآخر في الإله الوحيد الشخص أنّه يفتقر إلى وسائل المشاركة العميقة القريبة الوثيقة مع خليقته. لا يمكن أن تتم هذه المشاركة بواسطة ملاك يُرسله اللّه، لأن الملاك هو مخلوق محلي ومحدود يستطيع أن يتّصل خارجيا فقط بشخص واحد في وقت ما. كما أن الملاك لا يستطيع أن يُؤثر في قلب الإنسان من الداخل لكي يعطيه إضاءة إلهية داخلية. على عكس ذلك، الروح القدس الغير مخلوق للإله الحيّ غير محدود وغير محصور في مكان معين. الروح القدس يضيء بانور اللإلهي في الأعماق الداخلية لقلوب كثير من المسيحيين في نفس الوقت. يسكن الله بروحه القدوس (الشخص الثالث في الثالوث الأقدس) في خليقته البشرية المؤمنة. هو إله عظيم جدا يحكم الكون، وهو إله يهتمّ بالبشر لدرجة أنه يحيى حياة بشرية كاملة في المسيح يسوع، وهو إله مُحب وودود لدرجة أنه يعيش في كلّ مؤمن مسيحي.

( د ) تعليم الكتاب المقدس عن الثالوث الأقدس​
إنّ تعليم الكتاب المقدّس عن الثالوث الأقدس مؤسس في العهد القديم (التوراة):
تكلّم السيد المسيح، المخلص المنتظر الموعود، خلال إشعياء النبي قبل تجسده وولادته من مريم العذراء بحوالي سبعمائة سنة قائلا:


"تَقَدَّمُوا إِلَيَّ (ألإبن). إسْمَعُوا هَذَا. لَمْ أَتَكَلَّمْ مِنَ الْبَدْءِ فِي الْخَفَاءِ. مُنْذُ وُجُودِهِ أَنَا هُنَاكَ وَالآنَ السَّيِّدُ الرَّبُّ (ألآب) أَرْسَلَنِي وَرُوحُهُ (ألروح القدس)" (إشعياء 48: 16)؛ "رُوحُ (ألروح القدس) السَّيِّدِ الرَّبِّ (ألآب) عَلَيَّ (ألإبن) لأَنَّ الرَّبَّ مَسَحَنِي لأُبَشِّرَ الْمَسَاكِينَ. أَرْسَلَنِي لأَعْصِبَ مُنْكَسِرِي الْقَلْبِ لأُنَادِيَ لِلْمَسْبِيِّينَ بِالْعِتْقِ وَلِلْمَأْسُورِينَ بِالإِطْلاَقِ" (إشعياء 61: 1).

في كلتا الآيتين، "السيد الرب" هو الله الأب، وروح السيد الرب هو الروح القدس. ظهر الرب لإبراهيم في هيئة ثلاثة رجال تكلّموا معه كواحد؛ وعبد إبراهيم الواحد (تكوين 18: 1-5، 9-19). تمجّد الملائكة الله في ملكوت السموات بترتيل ترنيمة الثلاث تقديسات: "قُدُّوسٌ قُدُّوسٌ قُدُّوسٌ رَبُّ الْجُنُودِ. مَجْدُهُ مِلْءُ كُلِّ الأَرْضِ" (إشعياء 6: 3).
العهد الجديد (الإنجيل) يوضّح ويؤكّد مبدأ الثالوث الأقدس. يؤكّد ألوهية ووحدة الأبّ، الإبن، والروح القدس: "فَإِنَّ الَّذِينَ يَشْهَدُونَ فِي السَّمَاءِ هُمْ ثَلاَثَةٌ: الآبُ، وَالْكَلِمَةُ، وَالرُّوحُ الْقُدُسُ. وَهَؤُلاَءِ الثَّلاَثَةُ هُمْ وَاحِدٌ" (1 يوحنا 5: 7)؛ "فَأَجَابَ الْمَلاَكُ: «اَلرُّوحُ الْقُدُسُ يَحِلُّ عَلَيْكِ (مريم العذراء) وَقُوَّةُ الْعَلِيِّ (ألآب) تُظَلِّلُكِ فَلِذَلِكَ أَيْضاً الْقُدُّوسُ الْمَوْلُودُ مِنْكِ يُدْعَى ابْنَ اللهِ" (لوقا 1: 35)؛ "وَنَزَلَ عَلَيْهِ (يسوع) الرُّوحُ الْقُدُسُ بِهَيْئَةٍ جِسْمِيَّةٍ مِثْلِ حَمَامَةٍ. وَكَانَ صَوْتٌ (الآب) مِنَ السَّمَاءِ قَائِلاً: «أَنْتَ ابْنِي الْحَبِيبُ بِكَ سُرِرْتُ!»" (لوقا 3: 22). تؤكّد الصيغة المختصة بالمعمودية ألوهية، وتمييز، ومساواة، ووحدة الأبّ، والإبن، والروح القدس: "فَاذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ وَعَمِّدُوهُمْ بِاسْمِ الآبِ وَالاِبْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ" (متى 28: 19). الآب، والإبن، والروح القدس كانوا متجلين ومتميّزين في معمودية السيد المسيح (متى 3: 16-17). مباركة القديس بولس الرسول تجمع بالتساوي وبتمييز السيد المسيح (ألإبن)، والله (الآب)، والروح القدس (2 كورنثوس 13: 14). الروح القدس لله الآب يًعلن الإبن: "بِهَذَا تَعْرِفُونَ رُوحَ اللهِ: كُلُّ رُوحٍ يَعْتَرِفُ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ أَنَّهُ قَدْ جَاءَ فِي الْجَسَدِ فَهُوَ مِنَ اللهِ (ألآب)، وَكُلُّ رُوحٍ لاَ يَعْتَرِفُ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ أَنَّهُ قَدْ جَاءَ فِي الْجَسَدِ فَلَيْسَ مِنَ اللهِ. وَهَذَا هُوَ رُوحُ ضِدِّ الْمَسِيحِ الَّذِي سَمِعْتُمْ أَنَّهُ يَأْتِي، وَالآنَ هُوَ فِي الْعَالَمِ" (1 يوحنا 4: 2-3). إنّ الروح القدس هو شخص إلهي في الثالوث الأقدس مُنبثق من الآب ومُرسل من الآب والإبن، كما قال المسيح: "وَمَتَى جَاءَ الْمُعَزِّي الَّذِي سَأُرْسِلُهُ أَنَا إِلَيْكُمْ مِنَ الآبِ رُوحُ الْحَقِّ الَّذِي مِنْ عِنْدِ الآبِ يَنْبَثِقُ فَهُوَ يَشْهَدُ لِي" (يوحنا 15: 26؛ كولوسي 1: 13-16؛ العبرانيين 1: 1-4).

( ه ) وحدة الله المثلث الأقانيم​

لا تقل الثقة في وحدانية الله برؤية تعقيد وتفاصيل داخل تلك الوحدانية. إنّ وحدانية الله الحي المثلث الأقانيم كاملة تماما للأسباب التالية:

1. أشخاص الثالوث الأقدس الثلاثة: الآب، والإبن، والروح القدس من نفس الجوهر الإلهي الواحد. هم من نفس المادة والطبيعة الإلهية الواحدة.

2. رغم أنّ هناك ثلاثة أشخاص في الاهوت، توجد إرادة واحدة فقط وطاقة مشتركة واحدة في الاهوت. الأبّ، الإبن، والروح القدس لهم نفس الإرادة الإلهية الواحدة، ليس ثلاثة؛ وفقط طاقة إلهية واحدة، ليس ثلاثة. لذلك، لا يمكن أن يحدث نزاع وخلاف في اللاهوت. لا يتصرّف أحد أشخاص الثالوث الأقدس أبدا منفصلا ومستقلا عن الإثنين الآخرين. هم إله واحد، ليسوا ثلاثة آلهة. قال المسيح: "أَنَا وَالآبُ وَاحِدٌ" (يوحنا 10: 30).

3. يوجد مصدر واحد فقط في اللاهوت: الله الآب. هو الأصل الوحيد الذي ليس له أصل في اللاهوت. ألله الإبن منجب/مولود من الله الآب. ألله الروح القدس مُنبثق من الله الآب.


4. يُقيم ويُوجد كلّ شخص من أشخاص الثالوث الأقدس الثلاثة في الشخصين الآخرين، بدون إختلاط وبدون إنفصال: "قَالَ لَهُ يَسُوعُ: أَنَا مَعَكُمْ زَمَاناً هَذِهِ مُدَّتُهُ وَلَمْ تَعْرِفْنِي يَا فِيلُبُّسُ! اَلَّذِي رَآنِي فَقَدْ رَأَى الآبَ فَكَيْفَ تَقُولُ أَنْتَ أَرِنَا الآبَ؟ أَلَسْتَ تُؤْمِنُ أَنِّي أَنَا فِي الآبِ وَالآبَ فِيَّ؟ ألْكلاَمُ الَّذِي أُكَلِّمُكُمْ بِهِ لَسْتُ أَتَكَلَّمُ بِهِ مِنْ نَفْسِي لَكِنَّ الآبَ الْحَالَّ فِيَّ هُوَ يَعْمَلُ الأَعْمَالَ" (يوحنا 14: 9-10).

منقوووووووووووووووووووول

:yaka: :yaka: :yaka: :yaka:​
 

kimo14th

محاور
إنضم
23 سبتمبر 2006
المشاركات
779
مستوى التفاعل
2
النقاط
0
منقول منين يابنت الفادى

على فكره انا معترض على كلمه اشخاص !!!!!!!!
 

kimo14th

محاور
إنضم
23 سبتمبر 2006
المشاركات
779
مستوى التفاعل
2
النقاط
0

the fog

New member
عضو
إنضم
14 يناير 2007
المشاركات
40
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
هههههههههههههههههههههههههههههههههههه

عندى سوال ليك او اعدة اسئلة تعرف ترد عليا فيها

اعباد المسيح لنا سؤال نريد جوابه ممن وعاه
اذا مات الاله بصنع قوم اماتوه فما هذا الاله
وهل ارضاه ما نالوه منه فبشراهم اذا نالوا رضاه
وان سخط الذى فعلوه فيه فقوتهم اذا اوهت قواه
وهل بقى الوجود بلا اله سميع يستجيب لمن دعاه
وهل خلت الطباق السبع لما ثوى تحت التراب وقد علاه
وهل خلت العوالم من اله يدبرها وقد سمرت يداه
وكيف تخلت الاملاك عنه بنصرهم وقد سمعوا بكاه
وكيف اطاقت الخشبات حمل الاله الحق شد على قفاه
وكيف دنا الحديد اليه حتى يخالطه ويلحقه اذاه
وكيف تمكنت ايدى عداه وطالت حيث قد صفعوا قفاه
وهل عاد المسيح الى حياة ام المحى له رب سواه
ويا عجبا لقبر ضم ربا واعجب منه بطنا قد حواه
اقام هناك تسعا من شهور لدى الظلمات من حيض غذاه
وشق الفرج مولودا صغيرا ضعيفا فاتحا للثدى فاه
وياكل ثم يشرب ثم ياتى بلازم ذاك هل هذا اله
تعالى الله عن افك النصارى سيسال كلهم عما افتراه
اعباد الصليب لاى معنى يعظم او يقبح من رماه
وهل تقضى العقول بغير كسر واحراق له ولمن بغاه
اذا ركب الاله عليه كرها وقد شدت لتسمير يداه
فذاك المركب الملعون حقا فدسه لا تبسه اذ تراه
يهان عليه رب الخلق طرا وتعبده فانك من عداه
فان عظمته من اجل ان قد حوى رب العباد وقد علاه
وقد فقد الصليب فان راينا له شكلا تذكرنا سناه
فهلا للقبور سجدت ترى لضم القبر ربك فى حشاه
فيا عبد المسيح افق فهذا بدايته وهذا منتهاه
 

the fog

New member
عضو
إنضم
14 يناير 2007
المشاركات
40
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
ابطال التثليث باقوال المسيح علية السلام



في إبطال التثليث بأقوال المسيح عليه السلام.

القول الأول : في الآية الثالثة من الباب السابع عشر من إنجيل يوحنا قول عيسى عليه السلام في خطاب اللّه هكذا: (وهذه هي الحياة الأبدية أن يعرفوك أنت الإله الحقيقي وحدك ويسوع المسيح الذي أرسلته) فبين عيسى عليه السلام أن الحياة الأبدية، عبارة عن أن يعرف الناس أن اللّه واحد حقيقي وأن عيسى عليه السلام رسوله. وما قال إن الحياة الأبدية أن يعرفوا أن ذاتك ثلاثة أقانيم ممتازة بامتياز حقيقي وأن عيسى إنسان وإله، أو أن عيسى إله مجسم ولما كان هذا القول في خطاب اللّه في الدعاء فلا احتمال هاهنا للخوف من اليهود فلو كان اعتقاد التثليث مدار النجاة لبينه، وإذ ثبت أن الحياة الأبدية اعتقاد التوحيد الحقيقي للّه واعتقاد الرسالة للمسيح فضدهما يكون موتاً أبدياً وضلالاً بيناً البتة، والتوحيد الحقيقي ضد للتثليث الحقيقي كما عرفت مفصلاً في الفصل الأول، وكون المسيح رسولاً ضد لكونه إلهاً، لأن التغاير بين المرسِل والمرسَل ضروري، وهذه الحياة الأبدية توجد في أهل الإسلام بفضل اللّه. وأما غيرهم فالمجوس ومشركوا الهند والصين محرومون منها لانتفاء الاعتقادين فيهم، وأهل التثليث من المسيحيين محرومون منها لانتفاء الاعتقاد الأول، واليهود كافة محرومون منها لانتفاء الاعتقاد الثاني.


)القول الثاني ) :في الباب الثاني عشر من إنجيل مرقس هكذا 28: (فجاء واحد من الكتبة وسمعهم يتحاورون، فلما رأى أنه أجابهم حسناً سأله: أية وصية هي أول الكل) 29: (فأجابه يسوع أن أول كل الوصايا اسمع يا إسرائيل الرب إلهنا رب واحد. [30]: وتحب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل فكرك ومن كل قدرتك هذه هي الوصية الأولى [31] وثانية مثلها هي أن تحب قريبك كنفسك ليس وصية أخرى أعظم من هاتين [32] فقال له الكاتب جيداً يا معلم بالحق قلت لأنه) أي اللّه (واحد وليس آخر سواه) 33 (ومحبته من كل القلب ومن كل الفهم ومن كل النفس ومن كل القدرة ومحبة القريب كالنفس هي أفضل من جميع المحرقات والذبائح) 34 (فلما رآه يسوع أنه أجاب بعقل قال له لست بعيداً عن ملكوت اللّه). وفي الباب الثاني والعشرين من إنجيل متى في قوله عليه السلام بعد بيان الحكمين المذكورين هكذا: (بهاتين الوصيتين يتعلق الناموس والأنبياء). فعلم أن أول الوصايا الذي هو مصرح به في التوراة وفي جميع كتب الأنبياء وهو الحق وهو سبب قرب الملكوت، أن يعتقد أن اللّه واحد ولا إله غيره ولو كان اعتقاد التثليث مدار النجاة لكان مبيناً في التوراة وجميع كتب الأنبياء لأنه أول الوصايا، ولقال عيسى عليه السلام: أول الوصايا الرب واحد ذو أقانيم ثلاثة ممتازة بامتياز حقيقي، لكنه لم يبين في كتاب من كتب الأنبياء صراحة ولم يقل عيسى عليه السلام هكذا فلم يكن مدار النجاة. فثبت أن مدارها هو اعتقاد التوحيد الحقيقي لا اعتقاد التثليث، وهوسات التثليثيين باستنباطه من بعض كتب الأنبياء لا يتم على المخالف لأن هذا الاستنباط خفي جداً مردود بمقابلة النص، وغرض المخالف هذا أن اعتقاد التثليث لو كان له دخل ما في النجاة لبينه الأنبياء الإسرائيلية بياناً واضحاً، كما بينوا التوحيد في الباب الرابع من كتاب الاستثناء - 35 (لتعلم أن الرب هو اللّه وليس غيره) 39 (فاعلم اليوم واقبل بقلبك أن الرب هو الإله في السماء من فوق وعلى الأرض من تحت وليس غيره). وفي الباب السادس من السفر المذكور 4 (اسمع يا إسرائيل إن الرب إلهنا فإنه رب واحد) 5 (حِب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل قوتك) وفي الباب الخامس والأربعين من كتاب أشعياء 5 (أنا هو الرب وليس غيري وليس دوني إله شددتك ولم تعرفني) 6 (ليعلم الذين هم من مشرق الشمس والذين هم من المغرب أنه ليس غيري أنا الرب وليس آخر). فالواجب على أهل المشرق والمغرب أن يعلموا أن لا إله إلا اللّه وحده لا أن يعلموا أن اللّه ثالث ثلاثة. وفي الآية التاسعة من الباب السادس والأربعين من كتاب أشعياء 2 (إني أنا اللّه وليس غيري إلهاً وليس لي شبه).



)تنبيه) حرّف صاحب الترجمة العربية المطبوعة سنة 1811 م قول المسيح عليه السلام بتبديل ضمير المتكلم بضمير الخطاب، وترجم هكذا: (الرب إلهك إله واحد) وضيع بهذا التحريف المقصود الأعظم لأن ضمير المتكلم ههنا دال على أن عيسى ليس برب بل عبد مربوب بخلاف ضمير الخطاب والظاهر أن هذا التحريف قصدي.



)القول الثالث ) :في الآية الثانية والثلاثين من الباب الثالث عشر من إنجيل مرقس قول المسيح عليه السلام هكذا: (وأما ذلك اليوم وتلك الساعة فلا يعلم بهما أحد ولا الملائكة الذين في السماء ولا الابن إلا الأب) وهذا القول ينادي على بطلان التثليث لأن المسيح عليه السلام خصص علم القيامة باللّه ونفى عن نفسه كما نفى عن عباد اللّه الآخرين وسوى بينه وبينهم في هذا، ولا يمكن هذا في صورة كونه إلهاً سيما إذا لاحظنا أن الكلمة وأقنوم الابن عبارتان عن علم اللّه وفرضنا اتحادهما بالمسيح وأخذنا هذا الاتحاد على مذهب القائلين بالحلول أو على مذهب اليعقوبية القائلين بالانقلاب فإنه يقتضي أن يكون الأمر بالعكس ولا أقل من أن يعلم الابن كما يعلم الأب، ولما لم يكن العلم من صفات الجسد فلا يجري فيه عذرهم المشهور أنه نفى عن نفسه باعتبار جسميته فظهر أنه ليس إلهاً لا باعتبار الجسمية ولا باعتبار غيرها.



)القول الرابع ) : في الباب العشرين من إنجيل متى هكذا: 20 (تقدمت إليه أم ابني زيدي مع ابنيها وسجدت وطلبت منه شيئاً) 21 (فقال لها ماذا تريدين قالت له قل أن يجلس ابناي هذان واحد عن يمينك والآخر عن اليسار في ملكوتك) 22 (فأجاب يسوع) إلخ 23 (الجلوس عن يميني وعن يساري فليس لي أن أعطيه إلا للذين أعدلهم من أبي) انتهى ملخصاً فنفى عيسى عليه السلام هاهنا عن نفسه القدرة وخصصها باللّه كما نفى عن نفسه علم الساعة وخصصه باللّه ولو كان إلهاً لما صح هذا.



)القول الخامس )
: في الباب التاسع عشر من إنجيل متى هكذا: 16 (وإذا واحد تقدم وقال له أيها المعلم الصالح أي صلاح أعمل لتكون لي الحياة الأبدية) 17 (فقال له لماذا تدعوني صالحاً ليس أحد صالحاً إلا واحد وهو اللّه) فهذا القول يقلع أصل التثليث وما رضي تواضعاً أن يطلق عليه لفظ الصالح أيضاً ولو كان إلهاً لما كان لقوله معنى ولكان عليه أن يبين لا صالح إلا الأب وأنا وروح القدس، ولم يؤخر البيان عن وقت الحاجة، وإذا لم يرض بقوله الصالح فكيف يرضى بأقوال أهل التثليث التي يتفوهون بها في أوقات صلاتهم (يا ربنا وإلهنا يسوع لا تضيع من خلقت بيدك) حاشا جنابه أن يرضى بها.



) القول السادس )
: في الباب السابع والعشرين من إنجيل متى هكذا: 46 (ونحو الساعة التاسعة صرخ يسوع بصوت عظيم قائلاً إيلي إيلي لما شبقتني أي إلهي إلهي لماذا تركتني) 50 (فصرخ يسوع أيضاً بصوت عظيم وأسلم الروح). وفي الآية السادسة والأربعين من الباب الثالث والعشرين من إنجيل لوقا هكذا: (ونادى يسوع بصوت عظيم وقال يا أبتاه في يديك أستودع روحي) وهذا [ص 7] القول ينفي ألوهية المسيح رأساً سيما على مذهب القائلين بالحلول أو الانقلاب لأنه لو كان إلهاً لما استغاث بإله آخر بأن قال إلهي إلهي لماذا تركتني، ولما قال يا أبتاه في يدك أستودع روحي ولامتنع العجز والموت عليه.. الآية الثامنة والعشرون من الباب الأربعين من كتاب أشعيا هكذا: (أما عرفت أو ما سمعت إله سرمدي الرب الذي خلق أطراف الأرض لن يضعف ولن يتعب وليس فحصاً عن حكمته). والآية السادسة من الباب الرابع والأربعين من الكتاب المذكور هكذا: (هكذا يقول الرب ملك إسرائيل وفاديه رب الجنود أنا الأول وأنا الآخر وليس إله غيري). والآية العاشرة من الباب العاشر من كتاب أرسياء هكذا: (أما الرب هو إله حق هو إله حي وملك سرمدي) إلخ. وفي الآية الثانية عشرة من الباب الأول من كتاب حقوق هكذا: (يا رب إله قدوسي ولا تموت). وفي الآية السابعة عشرة من الباب الأول من الرسالة الأولى إلى تيموثاوس هكذا: (وملك الدهور الذي لا يفنى لا يرى الإله الحكيم وحده). فكيف يعجز ويموت الذي هو إله سرمدي بريء من الضعف والتعب حي قدوس لا يموت ولا إله غيره أيكون الفاني العاجز إلهاً حاشا وكلا بل الإله الحقيقي هو الذي كان عيسى عليه السلام يستغيث به هذا الوقت على زعمهم. والعجب أنهم لا يكتفون بموت الإله بل يعتقدون أنه بعد ما مات دخل جهنم أيضاً. نقل جواد ابن ساباط هذه العقيدة من كتاب الصلاة المطبوع سنة 1506 هكذا: (كما أن المسيح مات لأجلنا ودفن فكذا لا بد أن نعتقد أنه دخل جهنم) انتهى.

)وفيلبس كوادنولس ) الراهب كتب في رد رسالة أحمد الشريف ابن زين العابدين الأصفهاني كتاباً بلسان العرب سماه بخيالات فيلبس وطبع هذا الكتاب سنة 1669 في الرومية الكبرى في بسلوقيت وحصلت لي بطريق العارية نسخة قديمة من هذا الكتاب من كتبخانة إنكليز في بلدة دهلي فكتب الراهب المستور في كتابه المذكور هكذا: (الذي تألم لخلاصنا وهبط إلى الجحيم ثم في اليوم الثالث قام من بين الأموات) انتهى. وفي بريئربوك في بيان عقيدة أتهانييش التي تؤمن بها المسيحيون لفظ (هل) موجود ومعناه الجحيم وقال جواد بن ساباط إن القسيس مارطيروس قال لي في توجيه هذه العقيدة إن المسيح لما قبل الجسم الإنساني فلا بد عليه أن يتحمل جميع العوارض الإنسانية فدخل جهنم وعُذب أيضاً ولما خرج من جهنم أخرج منها كل من كان معذباً فيها قبل دخوله. فسألته هل لهذه العقيدة دليل نقلي قال إنها غير محتاجة إلى الدليل، فقال رجل مسيحي من أهل ذلك المحفل على وجه الطرافة إن الأب كان قاسي القلب وإلا لما ترك الابن في الجحيم فغضب القسيس وطرده من المحفل فجاء هذا الرجل عندي وأسلم لكن أخذ العهد مني ألا أظهر حال إسلامه ما دام حياً ودخل يوسف ولف بلدة لكهنو سنة 1248 من الهجرة وسنة 1833 من الميلاد وكان من القسيسين المشهورين وكان يدعي الإلهام لنفسه وكان يدعي أن نزول المسيح يكون في سنة 1847 من الميلاد ووقعت المناظرة فيما بينه وبين مجتهد الشيعة تحريراً وتقريراً في هذا الباب فسأله مجتهد الشيعة عن هذه العقيدة أيضاً فقال نعم دخل المسيح الجحيم وعذب لكن لا بأس فيه لأن هذا الدخول كان لنجاة أمته، وبعض فرقهم يعتقدونها بأشنع حالة، قال بل في تاريخه في بيان فرقة مارسيوني. هذه الفرقة كانت تعتقد أن عيسى عليه السلام بعد ما مات دخل جهنم ونجى أرواح قابيل وأهل سدوم لأنهم حضروا عنده وكانوا غير مطيعين لإله خالق الشر وأبقى أرواح هابيل ونوح وإبراهيم والصلحاء الآخرين من القدماء في جهنم لأنهم خالفوا الفرقة الأولى. (وهذه الفرقة كانت تعتقد أن خالق العالم ليس منحصراً في الإله الذي أرسل عيسى ولذلك ما كانت تسلم كون كتب العهد العتيق إلهامية) انتهى.



فكانت عقيدة هذه الفرقة مشتملة على أمور:‏
‏1- جميع الأرواح سواء كانت أرواح الأنبياء والصالحين أو الأشقياء كانت معذبة في جهنم قبل دخول عيسى عليه السلام.‏



-2أن عيسى عليه السلام دخل جهنم.‏



-3 أن عيسى عليه السلام نجى أرواح الأشقياء من العذاب وأبقى أرواح الأنبياء والصالحين فيه.‏



-4أن هؤلاء الصالحين مخالفون لعيسى والأشقياء موافقون له.‏



-5أن خالق العالم إلهان خالق الخير وخالق الشر وعيسى عليه السلام رسول الأول والأنبياء الآخرون المشهورون رسل الثاني.‏



-6كتب العهد العتيق ليست إلهامية.



وقال صاحب ميزان الحق في كتابه المسمى بحل الإشكال في جواب كشف الأستار هكذا: (الحق أنه توجد في العقيدة المسيحية أن المسيح دخل جهنم وقام في اليوم الثالث وعرج إلى السماء لكن المراد هاهنا من جهنم هاوس وهو موضع ما بين جهنم والفلك الأصلي والمعنى أنه دخل هاوس ليرى أهله جلاله وينبههم على أني مالك الحياة وأني أعطيت كفارة الذنب بالموت الصليبي وجعلت الشيطان وجهنم مغلوبين وللمؤمنين كالمعدومين) انتهى ملخصاً.



)أقول) أولاً: ثبت من ظاهر كتاب الصلاة وكلام فيلبس كوادلونس وثبت صراحة من إقرار مارطيروس ويوسف ولف ومن عقيدة اتهاني سيش أن جهنم على معناه، واعترف هو أيضاً أنه يوجد هذا في العقيدة ثم أول، فتأويله بدون الدليل لا يقبل ولا بد عليه أن يثبت من كتبه أن ما بين جهنم والفلك الأصلي مكان يسمى بهاوس ثم يثبت من هذه الكتب أن دخول المسيح في جهنم كان لأجل الإراءة والتنبيه المذكورين على أنه لا وجود للأفلاك عند حكماء أوروبا، وعلماء بروتستنت من المتأخرين يتابعونهم في هذا الرأي فكيف يصح هذا التوجيه على زعمهم.



)ثم أقول) ثانياً: إن هذا الهاوس محل السرور والثواب أو محل المحن والعقاب، فإن كان الأول فلا حاجة إلى تنبيه أهله لأنهم كانوا قبل هذا في سرور وعيشة راضية، وإن كان الثاني فلا فائدة في التأويل لأن جهنم الأرواح لا يكون إلا محل عذابها.



)ثم أقول) ثالثاً: إن كون الموت الصليبي كفارة الذنب غير معقول يقيناً لأن المراد بهذا الذنب على زعمهم الذنب الأصلي الذي صدر عن آدم عليه السلام لا الذنب الذي يصدر عن أولاده، ولا يجوز أن يعاقب أولاده على هذا الذنب الأصلي لأن الأبناء لا يؤاخذون بذنوب الآباء ولا بالعكس بل هو خلاف العدل.. الآية العشرون من الباب الثامن عشر من كتاب حزقيال هكذا: (النفس التي تخطئ فهي تموت والابن لا يحمل إثم الأب والأب لا يحمل إثم الابن وعدل العادل يكون عليه ونفاق المنافق يكون عليه).



)ثم أقول) رابعاً: ما معنى جعل الشيطان مغلوباً بالموت لأنه على حكم إنجيلهم مقيد بقيود أبدية قبل ميلاد عيسى عليه السلام. الآية السادسة من رسالة يهودا هكذا: (والملائكة الذين لم يحفظوا رياستهم بل تركوا مسكنهم حفظهم إلى دينونة اليوم العظيم بقيود أبدية تحت الظلام). ثم العجب أنهم لا يكتفون بموت إلههم المزعوم ودخوله جهنم بل يزيدون عليهما أنه صار ملعوناً أيضاً والعياذ باللّه وملعونيته مسلمة عند المسيحيين ويسلمها صاحب ميزان الحق أيضاً بكمال رضا الخاطر ويصرح بها في كتبه وصرح بها مقدسهم بولس أيضاً. الآية الثالثة عشرة من الباب الثالث من رسالته إلى أهل غلاطية هكذا: (المسيح افتدانا من لعنة الناموس إذ صار لعنة لأجلنا لأنه مكتوب ملعون كل من علق على خشبة) وعندنا إطلاق مثل هذا اللفظ شنيع جداً بل لاعن اللّه واجب الرجم بحكم التوراة ورجم واحد على هذا الخطأ في عهد موسى عليه السلام كما هو مصرح به في الباب الرابع والعشرين من سفر الأخبار، بل لاعن الأبوين أيضاً واجب القتل فضلاً عن لاعن اللّه كما هو مصرح في الباب العشرين من السفر المذكور.



)القول السابع )
: في الآية السابعة عشرة من الباب العشرين من إنجيل يوحنا قول المسيح عليه السلام في خطاب مريم المجدلية هكذا: (لا تلمسيني لأني لم أصعد بعد إلى أبي ولكن اذهبي إلى إخوتي وقولي لهم إني أصعد إلى أبي وأبيكم وإلهي وإلهكم) فسوى بينه وبين الناس في هذا القول (أبي وأبيكم وإلهي وإلهكم) لكيلا يتقولوا عليه الباطل فيقولوا إنه إله أو ابن إله فكما أن تلاميذه عباد اللّه وليسوا بأبناء اللّه حقيقة بل بالمعنى المجازي فكذلك هو عبد اللّه وليس بإبن اللّه حقيقة ولما كان هذا القول بعد ما قام عيسى عليه السلام من الأموات على زعمهم قبل العروج بقليل ثبت أنه كان يصرح بأني عبد اللّه إلى زمان العروج وهذا القول يطابق ما حكى اللّه عنه في القرآن المجيد: {ما قلت لهم إلا ما أمرتني به أن اعبدوا اللّه ربي وربكم}.



)القول الثامن ) : في الآية الثامنة والعشرين من الباب الرابع عشر من إنجيل يوحنا قول المسيح عليه السلام هكذا: (إن أبي أعظم مني) ففيه أيضاً نفي لألوهيته لأن اللّه ليس كمثله شيء فضلاً عن أن يكون أعظم منه.



)القول التاسع ) :
في الآية الرابعة والعشرين من الباب الرابع عشر من إنجيل يوحنا قول المسيح عليه السلام هكذا: (الكلام الذي تسمعونه ليس لي بل للأب الذي أرسلني) ففيه أيضاً تصريح بالرسالة وبأن الكلام الذي تسمعونه وحي من جانب اللّه.

)القول العاشر ) : في الباب الثالث والعشرين من إنجيل متى قول المسيح عليه السلام في خطاب تلاميذه هكذا: 9 (ولا تدعوا لكم أباً على الأرض لأن أباكم واحد الذي في السماوات) 10 (ولا تدعوا معلمين لأن معلمكم واحد المسيح) فهنا أيضاً صرح (بأن اللّه واحد وإني معلم لكم).



)القول الحادي عشر ) :
في الباب السادس والعشرين من إنجيل متى هكذا: 36 (حينئذ جاء معهم يسوع إلى ضيعة يقال لها جشيماني فقال للتلاميذ اجلسوا هاهنا حتى أمضي وأصلي هناك) 37 (ثم أخذ معه بطرس وابني زيدي وابتدأ يحزن ويكتئب) 38 (فقال لهم نفسي حزينة جداً حتى الموت امكثوا هاهنا واسهروا معي) 39 (ثم تقدم قليلاً وخر على وجهه وكان يصلي قائلاً يا أبتاه إن أمكن فلتعبر عني هذه الكأس ليس كما أريد بل كما تريد أنت) 40 (ثم جاء إلى التلاميذ الخ) 42 (فمضى أيضاً ثانية وصلى قائلاً يا أبتاه إن لم يكن أن تعبر عني هذه الكأس ألا أشربها فلتكن مشيئتك) 43 (ثم جاء الخ) 44 (فتركهم ومضى أيضاً وصلى ثالثة قائلاً ذلك الكلام بعينه) فأقواله وأحواله المندرجة في هذه العبارات تدل على عبوديته ونفى ألوهيته. أيحزن ويكتئب الإله ويموت ويصلي لإله آخر ويدعو بغاية التضرع لا واللّه. ولما جاء جنابه الشريف إلى العالم وتجسد ليخلص العالم بدمه الكريم من عذاب الجحيم فما معنى الحزن والاكتئاب وما معنى الدعاء: بأن أمكن فلتعبر عني هذه الكأس.



)القول الثاني عشر ) : كان من عادته الشريفة أنه إذا عبر عن نفسه كان يعبر بابن الإنسان غالباً كما لا يخفى على ناظر هذا الإنجيل المروج أيضاً: مثلاً في الآية 20 باب 8 و 6 باب 9 و 13 و 27 باب 16 و 9 و 12 و 22 باب 17 و 11 باب 18 و 28 باب 19 و 18 و 28 باب 20 و 27 باب 24 و 24 و 45 و 64 باب 26 من إنجيل متى وهكذا في غيره وظاهر أن ابن الإنسان لا يكون إلا إنساناً.‏​

اذ ا اردت المذيد فانا فى انتظارك
عايز اقول للمشرف انا كل ماجى اكتب موضوع جديد يقولى لاتملك الصلاحية مش عارف لية مع انى والحمد لله فعلت الاشتراك مرة وبشارك زى مانتو شايفين

مستنى رد الاخت كاتبة الموضوع على كلامى دة بس ارجوكى تردى عليا او اى حد فى المنتدى يردعلى الكلام دة والسلام عليكم
 
أعلى