وجبـــــــة روحيـــــ†ـــــة يوميـــــــــة...

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
المجدلية ومحبَّتها
3275045687.jpg


وَفِي أَوَّلِ الأُسْبُوعِ جَاءَتْ مَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ إِلَى الْقَبْرِ بَاكِرًا، وَالظّلاَمُ بَاقٍ ( يو 20: 1 )
لم يكن الاثنا عشر تلميذًا هم وحدهم الذين رافقوا الرب يسوع في سني خدمته على الأرض، بل كانت هناك نساء أيضًا رافقته في تجواله وكن يخدمنه، ولعل أكثرهن التصاقًا به كانت مريم المجدلية.

كانت من قرية مجدَل على بحر الجليل، في الناحية التي كان الرب يسوع مُعتادًا أن يُعلِّم فيها، وهناك صنع قوات كثيرة. ولكننا نعلم أنه ليس بسبب أنها رأت عجائبه ومعجزاته قد التصقت به مريم، بل لأنها كانت امرأة تعيسة في قبضة الشيطان، ولاقاها الرب يسوع المسيح، وحررها بإخراج سبعة شياطين منها.
فهل من عَجَب إن كانت مريم في ـ محبتها وفي اعترافها بالجميل ـ تتبع مخلِّصها وتخدمه؟

لقد دخلت في زُمرة تلاميذه واستخدمت ما بين يديها من مال لخدمة أعوازه.

وبكل تأكيد نحن قد أخذنا الشيء الكثير جدًا ـ أكثر مما أخذت مريم ـ حتى يدفعنا إلى الالتصاق بالرب. لقد أحبنا وأسلَم نفسه لأجلنا. لقد حصلنا منه على غفران خطايانا، وسلام وفرح قلوبنا.

فهل مثل مريم استودعنا أنفسنا وما بين أيدينا للرب؟ إن في مريم مثالاً يُخجلنا.

إن إخلاص مريم يلمع جدًا عند الصليب، وعند القبر. فقد وقفت ترقب منظر الصليب الرهيب إلى نهايته، ورأت يوسف الرامي يُنزل جسده من على الصليب ويضعه في قبره الجديد. وفي الصباح الباكر جدًا - قبل الفجر - في أول الأسبوع، كانت مريم عند القبر تفتش عن ذلك الجسد العزيز الكريم. لكن القبر كان فارغًا.

قد يرى آخرون القبر فارغًا فيمضون من حيث جاءوا.
لكن ليس هكذا مع مريم.
كان العالم قفرًا بالنسبة لها بدون الرب. هناك حول القبر كانت مريم تبكي، وسألت مَنْ ظنت أنه البستاني لكي يدلها على مكانه، ولم تُقِم وزنًا للصعوبات ما دامت في النهاية تجد غرض قلبها وعواطفها. ونحن نقرأ في الإنجيل أنه عندما قام من الأموات «ظهر أولاً لمريم المجدلية» ( مر 16: 9 )، وبمجرد أن نطق بكلمة واحدة: «يا مريم» انفتحت عيناها فقالت له:
«ربُّوني! الذي تفسيره يا مُعلِّم» ( يو 20: 16 ).

ليتنا نُكرم الرب في قلوبنا وفي عواطفنا. إنه يُحب أن يُشبع عواطفنا المشتاقة إليه «لأنه أشبع نفسًا مُشتهية، وملأ نفسًا جائعة خيرًا» ( مز 107: 9 ).

 

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
مخاوف تساورنا ولا تحدث أبدًا

8123519518.jpg


وَقَالَ دَاوُدُ فيِ قَلْبِهِ: إِنّي سَأَهْلِكُ يَوْمًا بِيَدِ شَاوُلَ ( 1صم 27: 1 )

إنه درس عميق الأثر نتعلمه من هاتين الآيتين الخاصتين بداود إذ نضعهما جنبًا إلى جنب. فنلاحظ أولاً أن ما كان يخشاه داود ويرهبه لم يحدث على الإطلاق.
ولو كنا نحن في موقف داود ربما خشينا الموت على يد شاول كما فعل هو. فقد عاش داود كهارب زمنًا طويلاً، وفي كل يوم كان شاول يضيِّق عليه الخناق أكثر فاكثر، ففكَّر أنه قد يُقبض عليه بواسطة كمين أو خيانة، أو يُقتل بيد مغتال أجير، كانت تلك المخاوف واحتمال حدوثها بين لحظة وأخرى تقلق داود ليلاً ونهارًا.

وكثيرًا ما كانت تلك المخاوف تدفعه إلى الصلاة وعندئذٍ يتشجع ويتقوى وينتظر تداخل الله في الأمر. ولكن في هذه المرة استشار داود نفسه في مسألة نجاته، وفي حالة اليأس التي وجد نفسه فيها، قال في قلبه: «إني سأهلك يومًا بيد شاول».

وفي نوبة القنوط هذه خُيّل إليه أن الظروف قد اجتمعت ضده وأن تقلبات الزمن قد تشابكت حوله، فلا محالة من وقوعه في يد شاول الذي سيقضي عليه في النهاية.

ولكن على عكس ذلك؛ عاش داود سنين عديدة بعد موت شاول، وخلَفَه في المُلك، وتمتع بحكم مزدهر، ومات بشيبة صالحة وقد شبع أيامًا وغنىً وكرامةً ( 1أخ 29: 28 ).

وما كان يخشاه داود لم يحدث إطلاقًا.
والحقيقة أن أكثر الأشياء التي نخشاها في حياتنا لا تحدث، وإن خوفنا من أشياء رديئة كثيرة نتصور أنها لا بد أن تحدث لنا، هو مجرد غباء نعذب أنفسنا به.

والشيء الثاني الذي نلاحظه هو أن قلق داود الناتج عن عدم ثقته، جلب عليه متاعب لم يكن في حاجة إليها.

فإن القلق الناشئ من عدم الثقة بالله يمكن أن يسبب لنا المتاعب، وسوف يحدث كذلك إن لم نحرز النصر ثانيةً بالرجوع في هدوء إلى الرب يسوع المسيح وفيه نجد الراحة والطمأنينة.

فماذا نفعل إذًا بمخاوفنا وقلقنا من جهة المستقبل؟ إن أفضل شيء ينبغي أن نفعله دائمًا هو أن نضع الله بين ذواتنا وبين الشيء الذي نخافه. وقُل لنفسك دائمًا «الرب نوري وخلاصي، ممَّن أخاف؟ الرب حصنُ حياتي ممن أرتعب؟» ( مز 27: 1 ). وعندما يستحوذ عليك الخوف والقلق، ارجع في الحال إلى الله بالإيمان والصلاة.
 

V mary

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
5 مايو 2012
المشاركات
1,637
مستوى التفاعل
313
النقاط
0
الإقامة
من مصر دعوت ابني
رائع بجد رائع رائع رائع ربنا يبارك حياتك بجد موضوع خرافة وتأمل عمري ما خدت بالي منه
 

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
مغزى الصليب

2424282426.jpg


لِيَفْهَمَ الْعَالَمُ أَنِّي أُحِبُّ الآبَ، وَكَمَا أَوْصَانِي الآبُ هَكَذَا أَفْعَلُ. قُومُوا نَنْطَلِقْ مِنْ هَهُنَا ( يو 14: 30 ، 31)

إذا كان الله بارًا ويدين الخطية، فهل يستطيع أن يمارس محبته في كل ملئها نحونا نحن الخطاة؟ هنا يدخل موت المسيح وكفارته.
فالرب يسوع قد أخذ طوعًا هذه المهمة على عاتقه، وهي أن يمجِّد الله تمجيدًا كاملاً ويؤكد المحبة اللانهائية لنا، وفي الوقت نفسه يصون بر الله الكامل.
لقد حمل خطايانا وجُعل خطيةً لأجلنا. تجرَّع، له المجد، كأس الموت والدينونة المرير؛ الكأس الذي ملأته خطايانا. بذل نفسه لأجلنا ... سُحق لأجل آثامنا وجُرح لأجل معاصينا.
أ لم تكن هذه محبة؟
نعم، ومع ذلك فإن دينونة الله العادلة ضد الخطية قد صينت إلى أقصى حد، حتى إن ما أراه هناك لم يكن فيه أي تسامح من جهة الخطية على الإطلاق.
والواقع ماذا كان يمكن أن يُبيِّن مدى دينونة الله للخطية مثل موت ابن الله عندما جُعل خطية لأجلنا؟
أ لم يكن ممكنًا أن يُعفى عنه؟ كلا. فكيف يمكن والحالة هذه أن يُعفى عن أي إنسان يتمادى في رفض الرحمة المُقدمة له على حساب عمل المسيح الكفاري؟
أ كان ممكنًا أن تعبر هذه الكأس دون أن يشربها؟ كلا. فعمَّن يمكن أن تعبر إن لم يكن قد شربها هو عوضًا عنا؟

ثم انظر كيف أن فكرة مجرد الموت تحت أيدي الناس الأشرار تهدم كل مجد الصليب. مكتوب أن المسيح بذل نفسه، أي قدّم نفسه. وهنا أجد كمال نفسه المقدس ظاهرًا بكيفية لا يستطيع غير الصليب أن يُظهره هكذا.
فيا لها من محبة! ويا له من تكريس!
ويا له من بذل في سبيل مجد الآب! «ليس أحد يأخذها مني، بل أضعها أنا من ذاتي» ( يو 10: 18 ). ستقول كيف يمكن أن هذا يمجِّد الآب، أن يقدِّم نفسه لموت قاس، وغضب شنيع مثل هذا؟ الجواب: لأن خطاياك جعلت ذلك أمرًا لا بد منه.

فإذا كان لا بد أن تظهر تلك المحبة، فلم تكن هناك غير هذه الطريقة:
ضرورة صيانة قداسة الله، أو بعبارة أخرى استحالة السماح بالخطية. فأنت (إذا كنت بالنعمة مؤمنًا) لن تُستبَعد من أمام وجه الله بسبب خطاياك لأنه بدلاً من ذلك قد استُبعدَت خطاياك جميعها، لكي تبقى أنت في سلام أمام وجه الله وتعرفه في كامل محبته.
«الله بيَّن محبته لنا، لأنه ونحن بعد خطاة مات المسيح لأجلنا» ( رو 5: 8 ).
 

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
الصحو والسهر

8642422868.jpg

لِئَلاَّ يَطْمَعَ فِينَا الشَّيْطَانُ، لأَنَّنَا لاَ نَجْهَلُ أَفْكَارَهُ ( 2كو 2: 11 )
عندما يتحدث الرسول بطرس عن الشيطان فإنه يقول: «اُصحوا واسهروا» ( 1بط 5: 8 ) ..
هذا تحذير جدير بالاعتبار، وطوبى لهذا المؤمن الذي يأخذ هذا القول بكل جدية واهتمام. وطوبى لكل مؤمن يتيقظ، يصحو، ينتبه ويسهر، لأن مهمة إبليس التي من أجلها يجول ويزأر هي أن يبتلع ويفترس. ليست رغبته أن يُعطل سعادتنا ويُعرقل خدمتنا فقط، بل رغبته ـ لو استطاع ـ أن يدمرنا بالتمام. وحتى إن كان هذا لن يحدث أبدًا بالطبع، لأننا محفوظون بالتمام في يد راعينا الأمين، إنما رغبة الشيطان الشديدة في افتراسنا تبين لنا مقدار ما يلحق بنا من أذى إن لم ننتبه ونتيقظ ونسهر.

والشيطان لا يُلقي طُعمًا واحدًا لجميع المؤمنين، فهو بذكاء شديد يلاحظ المؤمن ليعرف مِنْ أين تُؤكل الكتف، كيف ينفذ إلى قلبه، ومتى يرمي سهمه وكيف يرميه، وبأي طُعم، وبأية شبكة.
وكما قال أحد الشعراء عن سياسي مُحنَّك:

هو يدري كيف يرمي سهمه ومتى يرمي وفي أي اتجاه

والشيطان سياسي مُحنَّك، له خبرة طويلة جدًا في اصطياد البشر، لتدميرهم وإيذائهم وتحطيمهم، بل وافتراسهم لو أمكن.

آه يا إخوتي لو عرفنا قلب الشيطان من جهتنا، لصحونا وسهرنا وانتبهنا جميعًا جيدًا، فهو لن يترك المؤمن لحال سبيله أبدًا، ولن ييأس من اصطياده بطريقة أو بأخرى، فهذا سلاح المدح والتصفيق لخادم بليغ، وهو سلاح فعَّال في تحويل النظر إلى الذات، وسيطرة العُجب بالذات، ورويدًا رويدًا لا يتبقى من الخدمة سوى الخشب والعشب والقش.

وهذا أيضًا سلاح التأثير الحسي والعاطفي على شخص لم يتعوَّد ضبط النفس، وهو ـ وا أسفاه ـ سلاح مدمر يُصيب المؤمن في مقتل، ويدمر ويُحطم حياته وشهادته.

وهذا سلاح الكبرياء، وهذا سلاح غرور الغنى، وهذا سلاح الشهرة والرغبة العارمة في النجاح الزمني، وهذا سلاح ... إلخ.

لا شك أن لكل منا منافذ للشيطان، لو لم نسهر على غلقها لنفذ منها إلينا لا محالة، ولدمَّرنا وحطمنا وأذلنا.

ليتنا نصحو وليتنا نسهر، فلو نعسنا وتركنا أبوابنا مفتوحة، فالخطية ستحافظ عليها مفتوحة لدمارنا. ولكن إن صحونا وأغلقنا أبوابنا، فالشركة مع الرب ستحافظ عليها مغلقة لبركتنا ولمجده.

ليتنا ننتبه جيدًا إلى ما سمعناه.
 

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
لا تَستغرِبوا

5837780265.jpg


أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، لاَ تَسْتَغْرِبُوا الْبَلْوَى الْمُحْرِقَةَ الَّتِي بَيْنَكُمْ حَادِثَةٌ، لأَجْلِ امْتِحَانِكُمْ، كَأَنَّهُ أَصَابَكُمْ أَمْرٌ غَرِيبٌ ( 1بط 4: 12 )

ما هي الأمور الأبدية؟
هي كل ما هو روحي، لا يُرى وباقي. قد تأتي التجربة ولكنها ستولي؛ في أيام، في شهور، أو في سنين، ستمضي وستُنسى. ولكن انفعالنا وطريقة مواجهتنا للتجربة، وموقفنا منها هو ما ستظل نتائجه إلى الأبد.

إنه أمرٌ يُحدث فرقًا هائلاً، ما إذا كنا سنواجه التجربة ونتغلَّب عليها، أم ستغلبنا التجربة بسبب عدم صبرنا، أو عدم أمانتنا أو ضيقنا بها عندما تغمرنا.

كنت أقرأ لوقا1: 27 «لأنه ليس شيءٌ غير ممكن لدى الله»، ثم قرأت أعمال12، فوجدت أن يعقوب قُتِلَ في السجن بينما بطرس أُطلقَ سراحه!
لم يستجب الله ـ الذي كل شيء ممكن لديه ـ لمُحبي يعقوب مثلما استجاب لصلاة مُحبي بطرس. كان يستطيع أن يُنجي يعقوب، ولكنه لم يفعل!!

«وطوبى لمَن لا يعثر فيَّ» ( لو 7: 23 ) ... إنني أرى هذه العبارة كما لو كانت تظلل صفحات الأصحاح الثاني عشر من سفر الأعمال. ربما كان يوحنا، وربما كان التلاميذ أيضًا يتساءلون: ”لماذا لم يُنقذ الرب يعقوب؟“
ولربما كانوا يتعجبون: ”لماذا لم يُرسل الرب ملاكه إلى يعقوب، مثلما فعل مع بطرس؟“. وكما لو كان الرب يُعيد كلمات هذه الآية مرة ومرات على مسامع التلاميذ: «طوبى لمَن لا يَعثُر فيَّ».

ليتنا نحوِّل كل تساؤلاتنا، واستفهاماتنا، وحيرتنا إلى فرص نختبر فيها الثقة الشديدة في الرب؛ هذه الثقة التي لا تُخزى أبدًا.

والآن فإن كل أيام الحزن والأسى قد نُسيت تمامًا من أصدقاء ومُحبي يعقوب. لقد كانوا معه في صُحبة الرب منذ مئات السنين، ولا شيء بقيَ من تلك الذكرى سوى موقفهم من التجربة وقتئذٍ، عندما امتحن الرب إيمانهم.

وهذا هو ما سيحدث مع الذين يشتاقون إلى معرفة سبب رفض الرب لطلباتهم وصلواتهم من أجل الذين هم في ألم وضيق ومتاعب؛ سيعرفون أنه بحكمةٍ صنع كل شيء.

بعد وقت قليل ... كم مقداره؟
لا نعرف على وجه التحديد، ولكنه قليل على أية حال، سنكون جميعًا في غمرة الأفراح الأبدية وسننسى كل ما مضى، ولكن ما يستحق الاهتمام فعلاً هو: كيف واجهنا ظروف البرية، وكيف قضينا حياتنا التي وكَّلنا الله عليها.
 

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
عوبيد أدوم وضيافته للتابوت

2727655312.jpg


وَبَقِيَ تَابُوتُ الرَّبِّ فِي بَيْتِ عُوبِيدَ أَدُومَ الْجَتِّيِّ ثَلاَثَةَ أَشْهُرٍ. وَبَارَكَ الرَّبُّ عُوبِيدَ أَدُومَ وَكُلَّ بَيْتِهِ ( 2صم 6: 11 )
لقد كان عوبيد أدوم ”جتيّ“ أي أنه فلسطيني ( يش 13: 3 )، مثل جليات، فالجتيون هم سكان جت ( 1أخ 20: 5 ).

والعجيب أن داود وهو رجل بحسب قلب الله، رفض أن يفعل أي شيء مع التابوت بسبب الخوف، بينما في نفس الظروف يقبل فلسطيني التابوت في بيته لمدة ثلاثة أشهر.

كثير من المفسرين يعتقدون أن أدوم الجتي قد تغيَّر فعلاً وأصبح من أتباع الرب؛ ولهذا السبب نراه يُقدِّر كل ما يخص الرب. فـ ”عوبيد“ يعني ”خادم“، وهو قدَّم بالفعل خدمة حقيقية للرب عندما استضاف تابوت الرب.
وما يؤيد أن عوبيد أدوم كان مُخلََّصًا، هو أن الرب باركه هو وكل بيته. والرب أعلن «حاشا لي! فإني أُكرم الذين يكرمونني» ( 1صم 2: 30 ).
فعوبيد أدوم أكرم الرب بقبوله للتابوت، وبالتالي أغدق الرب البركة عليه وعلى بيته. فما خسره داود بسبب العصيان، كان هو ما كسبه عوبيد أدوم بسبب الطاعة.

يمكننا أن نستخلِص درسًا آخر من بركة عوبيد أدوم بسبب قبوله للتابوت في بيته؛ فنظرًا لأن التابوت يرمز للمسيح، فيكون إذا سكن المسيح قلوبنا بالإيمان وأعطيناه المكانة الأولى في تفكيرنا، لا بد أن نحصل على البركة.
وإذا سلَّمنا أنفسنا لسيادة المسيح، ومثل عوبيد أدوم كان لنا التوجه في خدمة ابن الله، وأعطيناه المكانة التي تليق به في السمو، فسوف نحظى بالبركة بالتأكيد.

«فأُخبِرَ الملك داود وقيل له: قد بارك الرب بيت عوبيد أدوم وكل ما له بسبب تابوت الله. فذهب داود وأصعَدَ تابوت الله من بيت عوبيد أدوم إلى
مدينة داود بفرح» ( 2صم 6: 12 ).

هناك خمسة أمور تستحق الانتباه في هذه الفقرة:

أولاً: لا بد أن تُكافأ الطاعة بالبركة، بينما يجلب العصيان التأديب.
ثانيًا: بركة الرب في منتهى الوضوح، حتى إن الآخرين لا بد أن يلحظونها.
ثالثًا: سوف يدرك الآخرون السبب في هذه البركة، ففي هذه الحالة قد بُورك بيت عوبيد أدوم، وفهم الناس سر هذه البركة.
رابعًا: لا بد أن يتكلم الناس بعضهم مع بعض عن تقديرهم لبركة الله على مَن يرضون الله ويخافونه.

خامسًا:
كان لبركة الرب على عوبيد أدوم تأثيرها الواضح على داود، فسكَّن خوفه، واشتعل حماسه من جديد حتى إنه تشجع في استئناف خطته الأصلية في إرجاع التابوت لأورشليم.
 

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
اكنزوا في السماء

481709785.jpg


اكنْزُِوا لَكُمْ كُنُوزًا فيِ السَّمَاءِ، حَيْثُ لاَ يُفْسِدُ سُوسٌ وَلَا صَدَأٌ، وَحَيْثُ لاَ يَنْقُبُ سَارِقُونَ وَلاَ يَسرِقُونَ ( مت 6: 20 )

إن السماء وليست الأرض هي المكان الأمين لحفظ كنوزنا. ففي السماء لا سوس ولا صدأ.
ولهذا يقول الرسول بطرس عن ميراثنا السماوي إنه «لا يفنى ولا يتدنس ولا يضمحل»، وفي السماء لا يوجد سارقون يسرقون، ولهذا يضيف قائلاً عن هذا الميراث إنه «محفوظٌ في السماوات لأجلكم» ( 1بط 1: 4 ).

وفي الرسالة إلى العبرانيين قيل عن المؤمنين إنهم قبلوا سَلب أموالهم بفرحٍ عالمين أن لهم مالاً أفضل في السماوات وباقيًا ( عب 10: 34 )، كما يقول عن الآباء، إنهم عاشوا غرباء على الأرض لأنهم كانوا ينتظرون المدينة السماوية التي لها الأساسات ( عب 11: 10 ، 16)؛ أي المدينة الباقية!

كثير من الناس الذين يعيشون في الدول غير المستقرة يحاولون نقل ثرواتهم خارج البلاد، ولو بطرق غير مشروعة. فلماذا أيها المؤمن لا تنقل ثرواتك إلى أكثر الأوطان أمنًا وبأكثر الطرق مشروعية.
لماذا لا تستخدم أموالك في خدمة الله والناس، فيكون لك بذلك كنز في السماء ( مت 19: 21 )؟!

ثم يُعلّق المسيح على ذلك بالقول: «لأنه حيث يكون كنزك هناك يكون قلبك أيضًا».
لاحظ أنه لا يقول هناك ينبغي أن يكون قلبك، بل هذا ما يحدث فعلاً، فالقلب يتبع الكنز كما تتبع البوصلة قطب الشمال، ولذلك يقول المسيح:
«هناك يكون قلبك».

ولكن لماذا يغيِّر الرب الصيغة هنا من الجمع إلى المفرد، فيتكلم عن كنز لا عن كنوز؟
يبدو أنه هنا يُشير إلى كنز واحد، لكنه يشتمل على كل الكنوز، إنه شخصه المبارك المجيد.
وفي هذا تأتي كلمات الرسول بولس «اطلبوا ما فوق، حيث المسيح جالس عن يمين الله. اهتموا بما فوق لا بما على الأرض، لأنكم قد مُتم وحياتكم مُستترة مع المسيح في الله» ( كو 3: 1 - 3).

اسأل أي مؤمن حقيقي: ما هو كنزك؟ ستكون الإجابة: ”هو الرب“. قال الرب لإبراهيم: «أنا أجرك الكثير جدًا» ( تك 15: 1 )، وقال أليفاز التيماني لأيوب: «يكون القدير تبرك» ( أي 22: 25 )، وقال داود: «الرب نصيب قسمتي وكأسي» ( مز 16: 5 ).

مع أن إبراهيم كان غنيًا جدًا، وأيوب كان أعظم كل بني المشرق، وداود كان ملكًا، لكن لا الغنى، ولا الجاه، ولا السلطان كان كنز هؤلاء القديسين، بل الرب.
 

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
راعوث عند قدمي بوعز

8468211088.jpg

فَدَخَلَتْ سِرًا ..وَاضْطَجَعَتْ. وَكَانَ عِنْدَ انتِصَافِ اللَّيْلِ أَنَّ الرَّجُلَ اضْطَرَبَ، وَالْتَفَتَ وَإذَا بِامْرَأَة مُضْطَجِعَةً .. ( را 3: 7 ، 8)

لقد وجدت راعوث ملجأ تحت أجنحة الرب إله إسرائيل، وقد أدرك بوعز هذا وعاملها بمقتضاه (2: 12).
وقد تكوَّنت شهادتها اللامعة من الاجتهاد (2: 2، 3، 17)، ومشاركة طعامها واختبارها مع حماتها (2: 18، 19)، والتعلُّم عن بوعز (2: 20)، والطاعة بلا تردد (2: 21- 23).

وكان في خطة الله أن يتزوج بوعز وراعوث. وإذ نرى قصتنا تتحرك في هذا الاتجاه، نبدأ في أن نفهم نوع الألفة التي في فكر الله بيننا وبين شخصه.
إنه لا يريد مجرد مُلتقطين في حقوله، بل عروسًا يغمرها بمحبته ( أف 5: 25 - 27).

وهو يريد أن ينزع ما يُشعرنا بعدم الأمان حتى نجد راحتنا فيه ( مت 11: 28 - 30).
ويريد أن تركّز قلوبنا لا على رعايته بل على شخصه ( في 3: 8 ).
إن الرب، حقًا، يذخر لنا أكثر بكثير مما يمكننا أن ندركه في بداية ثقتنا فيه، فهو يريدنا أن نتمتع بعلاقة حُبية عميقة مع شخصه.

إلا أن الألفة لا تأتي رخيصة، فقد عرفت راعوث من نعمي أن بوعز هو ثاني وليِّهم ـ أي أن له الحق أن يفدي كل ما لأليمالك وهو مسؤول أن يتزوج ويُقيم اسم قريبه الميت. لذلك ذهبت راعوث، بناءً على توجيهات نعمي، إلى بيدر بوعز لكي تُعرِّف نفسها له كمَن تحتاج إلى فدائه من وجهتيه.
لكنها لم تذهب إليه كيفما اتفق أو بلا ترتيب، بل اغتسلت وتدهّنت ولبست أفضل ملابسها، وبالمثل ينبغي لنا أن نقترب إلى الرب «بقلبٍ صادق في يقين الإيمان» ( عب 10: 22 ). تحتاج طرقنا أن تتزكى (تتطهر) بكلمته ( مز 119: 9 - 11).
وبصفتنا أُناس يسكننا الروح القدس ينبغي علينا أن نحمل معنا رائحة مسحته ( 1كو 16: 19 - 20).

وعندما أتت راعوث إلى البيدر، وضعت نفسها عند قدمي بوعز. وبعد هذا الموقف بعدة قرون جلست امرأة مُكرسة اسمها مريم عند قدمي الرب يسوع وكانت تسمع كلامه ( لو 10: 39 )، وهذا مكاننا جميعًا، فإن جلسنا عند قدمي الرب فسنسمع كلامه، تمامًا كما سمعت راعوث بوعز يكلمها بكلمات تعزية وتشجيع.

لكن كلام بوعز احتوى على شيء غير مشجع، فقد حدَّثها عن عائق مُحتمل لزواجهما مُتمثلاً في ولي أقرب منه لها. وفي نفس الوقت تصرف بوعز بما يحفظ كرامته وكرامتها، كما أعطاها طعامًا لها ولنعمي (3: 12، 15).
 

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
الربُّ راعيَّ

563427447.jpg


اَلرَّبُّ رَاعِيَّ فَلاَ يُعْوِزُنِي شَيْءٌ ( مز 23: 1 )
«اِسْتَيْقِظْ يَا سَيْفُ عَلَى رَاعِيَّ، وَعَلَى رَجُلِ رِفْقَتِي، يَقُولُ رَبُّ الْجُنُودِ. اضْرِبِ الرَّاعِيَ» (زكريا13: 7)

الحديث عن المسيح الراعي يملأ الكتاب المقدس بعهديه: القديم والجديد.
إلا أنه، في كل العهد القديم، ذُكرت كلمة «راعيَّ» مرتين فقط: المرة الأولى في مزمور23: 1 على لسان داود: «الرب راعيَّ فلا يعوزني شيء». والمرة الثانية في زكريا13: 7 على لسان رب الجنود: «استيقظ يا سيف على راعيَّ، وعلى رجل رفقتي، يقول رب الجنود. اضرب الراعي فتتشتت الغنم، وأرُدُّ يدي على الصغـار».

وهناك عدة مُباينات بين هاتين المرتين:

1- المرة الأولى يترنم بها داود وكل مؤمن، عن راعيه، ربنا يسوع المسيح. والمرة الثانية يقولها رب الجنود مخاطبًا سيفًا كان نائمًا في غِمده، ليضرب به راعيه.

2- الأولى تكلمنا عن ربنا يسوع المسيح «راعي الخراف العظيم» المُقام مِن الأمواتِ بِدمِ العَهد الأبدي ( عب 13: 20 ). والثانية تُكلمنا عن ربنا يسوع المسيح «الراعي الصالح» الذي بذل نفسهُ عن الخراف ( يو 10: 11 ).

3- الأولى تكلِّمنا عن عمل مستمر كل يوم، وكل اليوم. والثانية تُكلمنا عن عمل عظيم كامل تمَّ مرة واحدة على الصليب، ولا يحتاج إلى تكرار أو إضافة.

4- الأولى وردَت في الترتيب الكتابي أولاً. والثانية من جهة الترتيب الزمني والأدبي تأتي أولاً.

5- الأولى مرتبطة بقيامة الرب يسوع من الأموات، والثانية مرتبطة بموت المسيح على الصليب.

6- الأولى تُعلن قلب الراعي من نحو خرافه. والثانية تُعلن قلب الله من نحو شعبه.

7- الأولى تُرينا الراعي يهتم ويرعى ويُطعم ويحمي خرافه. والثانية تُرينا الراعي يبذل ويموت ويتألم لأجل خرافه.

والسيف في زكريا13: 7 يُصوِّر لنا الآلام الكفارية الرهيبة التي تحمَّلها الرب يسوع على الصليب من يد العدل الإلهي، عندما انفرد به في ثلاث ساعات ظلمة رهيبة، على الصليب «لأنه جعل الذي لم يعرف خطية، خطية لأجلنا، لنصير نحن بر الله فيه» ( 2كو 5: 21 ).

فحري بنا أن نغبِّط أنفسنا بهذا الراعي العظيم، في كل مراحل رعايته لنا، سواء كالراعي الصالِح، أو راعي الخراف العظيم.
 

wele

مفصول لمخالفة قوانين المنتدى
إنضم
13 مايو 2012
المشاركات
113
مستوى التفاعل
6
النقاط
0
جميل جدا بارك الرب اعمالك
 

mary naeem

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
15 فبراير 2010
المشاركات
9,022
مستوى التفاعل
1,236
النقاط
113
وجبات جميلة جدا
فى انتظار المزيد
ربنا يبارك حياتك
 

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
شذرات عن الخدمة

5976326004.jpg


إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَخْدُمُنيِ فَلْيَتْبَعْني. وَحَيْثُ أَكُونُ أَنَا هُنَاكَ أَيْضًا يَكُونُ خَادِمِي. ( يو 12: 26 )

* حسن أن نخدم، وأحسن منه أن نخدم الرب، وأحسن الكل أن يخدم الرب بواسطتنا.

* إن أحد أهم بواعث الخدمة أن يهدف الخادم إلى ازدياد ثقة النفوس في سلامة وصحة الوحي الإلهي ـ الكتاب المقدس ـ وعدم التشكك فيه، وازدياد التقدير لهذا الكتاب العظيم.

* ينبغي على كل خادم للمسيح أن يكون ذا فكر واحد وهذا الفكر هو المسيح، ويجب أن يرفض بحزم أن يتزحزح قيد شعرة عن الطريق الضيق الموعود به؛ الذي نهايته المجد.

* أحد دوافع الخدمة الصحيحة لكل مَن يخدم في كنيسة الله، أن يكون عاملاً مجتهدًا في توطيد الشركة بين القديسين، باعتبارهم جسدًا واحدًا، لا إلى انقسامهم وتشتيتهم، وأن يسعى إلى تقدم القديسين وفرحهم، وإدخال التعزية إلى قلوبهم، عن طريق خدمة تتصف بالمحبة، والاهتمام ببنيان روحي سليم من كل النواحي التعليمية والسلوكية.

* مهما عَظُمَت الخدمة وصارت أكوامًا عالية، وامتدت شمالاً وجنوبًا وشرقًا وغربًا، فابتسامة ناشئة عن الشركة، أو كلمة واحدة أساسها الشركة، هي أعظم بما لا يُقاس من قناطير الخدمة المُجرَّدة من الشركة، فما أسعد وأنجح الخادم المتمتع بالشركة مع الله.

* إن كانت قلوبنا متجهة للرب بطريقة صحيحة فإنها أيضًا ستكون كذلك للإنسان، وإن كانت ممتلئة بالحب لسيدنا فإنها ستمتلئ أيضًا بالشفقة على العالم المُتعَب؛ فالرجاء المجيد لمجيء الرب ثانيةً لا يجعلنا نغلق على أنفسنا، ونغمض أعيننا عن احتياجات العالم، بل فكما ينمو رجاؤنا سيزداد نشاطنا لتوصيل الأخبار السارة للعالم.

* لا توجد لدينا قوة أمام الناس ما لم نكن أقوياء أمام الله، وإن الخطأ العظيم الذي نقع فيه هو أن نبحث عن القوة أمام الناس قبل أن نمكث في محضر الله.

* لنحذر من أن نستصغر ما عندنا فلا نعمل شيئًا، ولنحذر أيضًا من أن نظن أن العمل تقدَّم على أيدينا، لأنه مهما عملنا كل الجهد فنحن عبيد بطالون.

* إن ما يعيقنا في خدمتنا ليس ضعفاتنا بل عدم إيماننا. لقد اختار الله الأواني الخزفية ليُظهر فيها قوته.
 

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon

المسيح سوف يعود

3156343535.jpg


وَمَهْمَا أَنْفَقْتَ أَكْثَرَ فَعِنْدَ رُجُوعِي أُوفِيكَ ( لو 10: 35 )

هذه العبارة تكلم بها السامري المسافر الذي جاء خصيصًا إلى إنسان كان نازلاً من أورشليم إلى أريحا، ووقع بين اللصوص فعرّوه وجرَّحوه وتركوه بين حي وميت.

لكن السامري لما رآه تحنن وتقدَّم وضمد جراحاته وصب عليها زيتًا وخمرًا وأركبه على دابته وأتى به إلى فندق واعتنى به. وفي الغد لما مضى أخرج دينارين وأعطاهما لصاحب الفندق وقال له: اعتنِ به، ومهما أنفقت أكثر فعند رجوعي أوفيك.

وهو يذكِّرنا بما فعله السامري الحقيقي، ربنا يسوع الذي جاء إلينا خصيصًا من السماء.
وعلى الصليب ضمد جراحاتنا بسفك دمه حيث صنع بنفسه تطهيرًا لخطايانا. فبعد أن تمم العمل، صعد فوق جميع السماوات، ونحن الآن موضوع الاعتناء منه إلى أن يرجع إلينا ويأخذنا إليه إلى بيت الآب حيث يتمم الوعد «آتي أيضًا وآخذكم إليَّ».
لكن هذه العبارة التي قالها السامري لصاحب الفندق «مهما أنفقت أكثر فعند رجوعي أوفيك» عندما يسمعها العاملون في الفندق أو الجريح نفسه، كم تكون مشجعة ومعزية لهم!

فأولاً: مشجعة للذين يتعبون ويخدمون الرب وقطيع الرب، فعند رجوع الرب يتمتعون بالمكافأة «مُكثرين في عمل الرب كل حين عالمين أن تعبكم ليس باطلاً» ( 1كو 15: 58 ) والذين يجاهدون الجهاد الحَسَن ويكملون السعي يتمتعون بإكليل البر، والذين يرعون قطيع الرب ويطعمونه ينالون إكليل المجد الذي لا يبلى. والذين يتعبون في ربح النفوس سيكون لهم ذلك فرحًا وإكليل افتخار.

وثانيًا: مشجعة ومعزية للذي كان جريحًا. فهذا معناه أنه سيرى هذا المُنقذ العظيم قريبًا، ذاك الذي جاء إليه خصيصًا وتحنن عليه لما رآه وتقدم وضمد جراحاته. نعم هو سيأتي ثانيةً وسنراه عن قريب.
هذا ما وعدنا به الرب، وإلى أن يتحقق هذا الرجاء، لنا تشجيعات. ففي أيام جسده قبيل آلام الصلب، وعد تلاميذه ونحن بدورنا معهم: «آتي أيضًا وآخذكم إليَّ». لقد ترك لنا أعظم تِركة «سلامًا أترك لكم، سلامي أعطيكم». وعند صعوده إلى السماء رفع يديه لكي تكون النصرة من نصيبنا ولحسابنا. ويقول لنا وهو في المجد أربع مرات في سفر الرؤيا: «أنا آتي سريعًا» كما وأعطانا أعظم سنده «نعمة ربنا يسوع المسيح مع جميعكم. آمين» ( رؤ 22: 21 ).

ليتنا ننتظر مجيء الرب بفرح، ساهرين مشتاقين لكي نراه عِيانًا ونتمتع به، والذين يتعبون ويخدمون سوف يتمتعون بالمكافأة.
 

sandymena31

New member
عضو
إنضم
22 يوليو 2011
المشاركات
170
مستوى التفاعل
1
النقاط
0
صباح الخير والنعمه والبركه اشكر محبتكم كثيرا ربنا يبارك حياتكم
 
أعلى