وجبـــــــة روحيـــــ†ـــــة يوميـــــــــة...

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon

الشركة مع الله ومع القديسين

782037151.jpg


وأما شركتنا نحن فهي مع الآب ومع ابنه يسوع المسيح ( 1يو 1: 3 )

الشركة في أسمى صورها هي وجود غرض مشترك مع الله، ومشاركة له في نصيب واحد.
وهذا النصيب وذلك الغرض هو المسيح، المسيح موضوع سرور الله ولذته، نشبع به بالروح القدس. تلك هي الشركة مع الله نفسه.
فيا له من امتياز، ويا له من شرف، ويا له من إنعام لا يُعبَّر عنه، بأن يُتاح لنا غرض مشترك ونصيب مشترك مع الله ذاته، فتكون مسرتنا هي نفس مسرته في ذلك الوحيد الذي في حضن الآب.

إن حالتنا ستكون دون شك مختلفة كل الاختلاف عندما تُفدى أجسادنا ونُعطى أجسادًا مُمجدة، ولكن بما أن شركتنا حقيقية، فإنها كما هي الآن ستكون حينئذٍ ”مع الآب ومع ابنه يسوع المسيح“ ـ في النور ـ وبقوة الروح القدس.

هذه هي شركتنا مع الله، أما من حيث شركتنا مع بعضنا البعض، فإنها تتوقف على سلوكنا في النور
«إن سلكنا في النور كما هو في النور فلنا شركة بعضنا مع بعض، ودم يسوع المسيح ابنه يطهرنا من كل خطية»
( 1يو 1: 7 ).

فلا شركة لنا بعضنا مع بعض إلا إذا سلكنا في محضر الله المباشر.
قد توجد صداقات بين الإخوة، دون أن تكون هناك الشركة المقدسة.

إن الشركة المسيحية الحقة لا يمكن التمتع بها إلا في النور، فعندما نسير كأفراد برفقة الله وفي قوة الشركة الشخصية معه، تتيسَّر لنا الشركة بعضنا مع بعض، لأن تلك الشركة ما هي إلا التمتع المشترك لقلوب اتخذت المسيح غرضًا ونصيبًا واحدًا.

فالشركة ليست معاملات جامدة تجردت من العاطفة، أو تبادلاً جافًا لبعض العواطف الشكلية نحو الذين يحسون بإحساسنا. كلا، إنها شيء يختلف اختلافًا بيِّنًا عن هذه جميعها. إنها المسرّة المشتركة والأفراح الشاملة في المسيح مع السالكين في النور.
إنها التعلق والارتباط المشترك بشخص الرب وباسمه، وبكلمته وبأموره، وبشعبه، إنها التكريس المشترك للنفس والروح، لذاك الذي أحبنا وقد غسَّلنا من خطايانا بدمه، وأتى بنا إلى النور في محضر الله لنسير معه ومع بعضنا البعض.

هذه وليس أقل منها هي الشركة المسيحية، وحينما ندرك الشركة في ضوء هذه الحقائق، فإن ذلك يقودنا أن نسأل أنفسنا هذا السؤال:
”هل نحن في شركة مع المؤمنين، أم لا“؟

 

النهيسى

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
27 يوليو 2008
المشاركات
92,326
مستوى التفاعل
3,200
النقاط
113
الإقامة
I love you Jesus
صار لى أكثر من 3 ساعات متابع بكل فرحه تلك الموسوعه الجميله
ولا أعرف كيف أشكرك على تلك الخدمه الجميله جدا
لقد أستفدت كثيرا جدا
ننتظر المزيد
أكرر شكرى ليك
 

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
صار لى أكثر من 3 ساعات متابع بكل فرحه تلك الموسوعه الجميله
ولا أعرف كيف أشكرك على تلك الخدمه الجميله جدا
لقد أستفدت كثيرا جدا
ننتظر المزيد
أكرر شكرى ليك
ربنا يخليك يا أستاذنا
ميرسى كتير لكلماتكم المشجعة والمفرحة فى نفس الوقت
+ ومبسوط لمتابعة حضرتك
+ ربنا يبارك خدمتكم الجميلة
آمين
 

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
وقفات المسيح في حياته

426877751.jpg


هوذا واقفٌ وراء حائطنا، يتطلع من الكُوى، يوصوص من الشبابيك ( نش 2: 9 )

ما أروع أن نتطلع إلى ربنا وسيدنا في مسلَكه وفي وقوفه وفي جلوسه، سواء من الناحية السلبية أو الإيجابية.

فمن الناحية السلبية يقدمه المزمور الأول كالرجل الذي لم يسلك في مشورة الأشرار، ولم يقف في طريق الخطاة، ولم يجلس في مجلس المستهزئين.

وأما من الناحية الإيجابية فهو ـ تبارك اسمه ـ الذي سلك ووقف وجلس، لأجل مجد الله، ولأجل خدمة وبركة الإنسان.

أما عن وقفاته في حياته، فلنأخذ منها بعض الأمثلة ولنا فيها تعزية قوية، وتعاليم مفيدة، ونموذج نحتذي به:

(1) وقوفه تقديرًا وحبًا لشريعة الله، عندما دخل مجمع الناصرة كعادته وقام (وقف) ليقرأ ( لو 4: 16 ).

(2) وقوفه تقديرًا وحبًا لشعب الله إلى جانب تقديره لشريعة الله، فنراه «وإذ كان الجمع يزدحم عليه ليسمع كلمة الله، كان واقفًا عند بحيرة جنيسارت» ( لو 5: 1 ).

(3) كان جالسًا ثم وقف بناءً على طلب مَنْ كانوا في بيت سمعان، وانتهر الحمى من حماة سمعان فتركتها ( لو 4: 38 ، 39)، من ثم يقول البشير: «وفي الحال قامت وصارت تخدمهم».

(4) كان نائمًا ثم قام (وقف) بناءً على طلب مَن كانوا معه في السفينة «وانتهر الريح، وقال للبحر: اُسكت! ابكم! فسكنت الريح وصار هدوءٌ عظيمٌ» ( مر 4: 35 - 41).

(5) كان سائرًا ثم وقف استجابة لصرخات بارتيماوس الأعمى الذي «انتهره كثيرون ليسكت فصرخ أكثر كثيرًا: يا ابن داود ارحمني. فوقف يسوع وأمر أن يُنادَى»، ومنحه البصر في الحال، فتبع يسوع في الطريق ( مر 10: 46 - 52).

(6) وقف مناديًا الذين وصلوا لآخر يوم في آخر عيد ولا زالوا عطاشى، إذ الديانة الطقسية لم تروِ ظمأهم، لذا «وقف يسوع ونادى: إن عطش أحد فليُقبل إليَّ ويشرب. مَن آمن بي، كما قال الكتاب، تجري من بطنه أنهار ماء حي» ( يو 7: 37 - 39).
فالذي يعطش يأتي إلى الرب فيرتوي، وإذ يؤمن به يُختم بالروح القدس الذي يروي النفس، ويملأها بالاكتفاء، إذ يأخذ مما للمسيح ويُخبرها، كما يقود للشهادة عن المسيح كأنهار الماء الحي.
 

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
مكشوف أمام الله

1045063702.jpg


مع الرحيم تكون رحيمًا. مع الرجل الكامل تكون كاملاً. مع الطاهر تكون طاهرًا، ومع الأعوج تكون ملتويًا ( مز 18: 25 ، 26)

هل تعلم يا عزيزي أن كل أمورك، كل أفكارك، كل مشاعرك، كل ما تُبطن وما تخفي مكشوف تمامًا أمام الله؟

هل تعلم أن دوافعك لخدمة الله، دوافعك لخدمة الآخرين، دوافعك للظهور بمظهر لائق، كلها وبدون استثناء مكشوفة ومعروفة لدى الله؟

ماذا تفعل يا عزيزي لو أن أمورك بجملتها كُشفت وعُريَّت أمام الناس، ولم يختفِ شيء منها على الإطلاق؟
ماذا كنت تفعل؟ ..

أعتقد أنه لو حدث معي هذا الأمر لبحثت عن أبعد مخبأ، ولو كان قبرًا، لأختبئ فيه.

هذا ما يحدث لو كُشفت أموري أمام الناس، فكم بالأحرى حين تُكشف أمام الله؟

حتى وإن كان الله عظيم الرحمة ورحمته بلا حدود، إلا أنه من المُسلَّم به أن الله له معاملات خاصة مع المؤمن، وأن «مَن يرحم الفقير يُرحم».
هل تريد أن تختبر رحمة الله؟ درِّب نفسك على الرحمة، هذه الرحمة التي تنبع من القلب، ولا تبحث عمن يشاهدها ويمدحها.

هل تريد أن تختبر كمال الله وصلاحه؟

دَرِّب نفسك على التقوى الحقيقية في السر وفي العَلَن. هل تريد أن تتمتع بحلاوة ونقاء قلب الله؟
دَرِّب نفسك على نقاء السريرة وصفائها، وإلا فأنت وحدك تتحمل تبعات إعوجاجك وعدم تقواك، فإنه يسلك معك بالإلتواء .. كيف؟
لا أعلم بالتحديد ولكن ما أعلمه يقينًا إنه يُجيزك في مواقف تصرخ فيها معترفًا بإعوجاجك وعدم أمانتك، كاشفًا أمامه كل ما بقلبك من رداءة وشر.

أخي، ألا توفر على نفسك مشاق أو متاعب أو ربما أتون هذه المواقف؟
ألا تكشف الآن قلبك أمام الله طالبًا منه أن يُنقي قلبك ولسانك، ويُزيل منك العيوب، فتكون رحيمًا كاملاً، طاهرًا ومستقيمًا، فتختبر رحمته وكماله، ولطفه ونعمته. وتذكَّر ـ عزيزي ـ أن «الله لا يُشمَخ عليه. فإن الذي يزرعه الإنسان إياه يحصد أيضًا» ( غل 6: 7 ).
 

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
الحذاء الحديدي

1088062728.jpg

ولكن كل تأديب في الحاضر لا يُرى أنه للفرح بل للحزن. وأما أخيرًا فيُعطي الذين يتدربون به ثمر بر للسلام ( عب 12: 11 )

قرأت قصة واقعية، حدثت من عشرات السنين، تحكي أحداثها عن امرأة ولدت ابنًا بعيب خَلقي، وهو أن عظام قدمه اليُمنى بها بعض الالتواء، مما يصعِّب حركة الطفل.
وإذ لاحظت الأم ذلك على طفلها، فما كان منها إلا أن أخذته للطبيب المتخصص آنذاك.
فطلب منها الطبيب أن تُلبس ابنها ـ في قدمه المُصابة بالطبع ـ ما يُشبه حذاءً حديديًا، وأن تُبقيه في قدم طفلها سنة كاملة، مما يكون له أثرًا طيبًا على عظام قدمه الغضة.
لكنه حذرها من أن تخلع عنه هذا الحذاء قبل الميعاد المحدد.
وبالفعل اتَّبَعت الأم تعليمات الطبيب بحذافيرها.
ولأن الحذاء الحديدي ثقيل للغاية، فهو مؤلم بالطبع لطفل صغير، فما كان منه إلا أن أخذ يصرخ ويصرخ طالبًا من الأم أن تنزع عنه هذا الحذاء الثقيل، الذي لا طاقة له به.
إلا أن الأم رفضت هذا الطلب بكل إصرار وتحدي.
ويومًا بعد يوم يزداد الطفل صراخًا، والأم على موقفها ثابتة، رافضة الاستجابة لتوسلاته ودموعه.
وبعد أن انتهت المدة المحددة، خلعت الأم عن طفلها الحذاء المؤلم، لكن كان قد تحقق القصد المرجو منه، فالعظام الملتوية عادت إلى الوضع الطبيعي، وأصبحت القَدَم اليمنى سليمة لا تؤلمها الحركة، ولا يوجعها الركض والوثب وقفزات الطفولة.

عزيزي القارئ .. أيهما كان الأفضل لطفل قصتنا، أن تستجيب الأم لصراخه وتوسلاته وتخلع عنه الحذاء الحديدي، وتُريحه من ألم مؤقت، أم أنها تفعل ما فعلته بأن تجاهلت صرخاته، إذ كانت تبغي راحته طوال عمره القادم؟

أثق صديقي أنك تشاركني الرأي، أن الأم فعلت الأفضل، بكل تأكيد، حتى وإن كان الطفل لا يعرف ذلك.

عزيزي .. أ ليس هذا عينه ما يحدث معك ومعي في أحيانٍ كثيرة، عندما يسمح لنا الإله الحكيم المُحب بجُرعات من الألم، لا تستغرق إلا وقتًا محددًا وجيزًا؟
بلى، فكم من مرات صلَّينا وصرخنا، بكينا وتوسلنا أن يرفع الرب عنا ألمًا نعانيه، أو ظروفًا تضغطنا.
لكن إلهنا الحكيم رفض الاستجابة لنا وأبقى الألم ليأخذ مجراه.


عزيزي .. لم يكن الحذاء الحديدي قسوةً، لكنه كان حبًا وعطفًا.
وإن كانت ظروفنا تبدو مؤلمة موجعة، إلا أنها سرعان ما تنتهي، وعندئذٍ نكتشف روعة القلب المحب الحاني، ونعظم حكمة عَلَت على إدراكنا.
 

happy angel

يارب أسرع وأعنى
مشرف سابق
إنضم
15 يونيو 2008
المشاركات
26,679
مستوى التفاعل
815
النقاط
0
الإقامة
تحت أقدام مخلصى
مكشوف أمام الله

1045063702.jpg


مع الرحيم تكون رحيمًا. مع الرجل الكامل تكون كاملاً. مع الطاهر تكون طاهرًا، ومع الأعوج تكون ملتويًا ( مز 18: 25 ، 26)

هل تعلم يا عزيزي أن كل أمورك، كل أفكارك، كل مشاعرك، كل ما تُبطن وما تخفي مكشوف تمامًا أمام الله؟

هل تعلم أن دوافعك لخدمة الله، دوافعك لخدمة الآخرين، دوافعك للظهور بمظهر لائق، كلها وبدون استثناء مكشوفة ومعروفة لدى الله؟

ماذا تفعل يا عزيزي لو أن أمورك بجملتها كُشفت وعُريَّت أمام الناس، ولم يختفِ شيء منها على الإطلاق؟
ماذا كنت تفعل؟ ..

أعتقد أنه لو حدث معي هذا الأمر لبحثت عن أبعد مخبأ، ولو كان قبرًا، لأختبئ فيه.

هذا ما يحدث لو كُشفت أموري أمام الناس، فكم بالأحرى حين تُكشف أمام الله؟

حتى وإن كان الله عظيم الرحمة ورحمته بلا حدود، إلا أنه من المُسلَّم به أن الله له معاملات خاصة مع المؤمن، وأن «مَن يرحم الفقير يُرحم».
هل تريد أن تختبر رحمة الله؟ درِّب نفسك على الرحمة، هذه الرحمة التي تنبع من القلب، ولا تبحث عمن يشاهدها ويمدحها.

هل تريد أن تختبر كمال الله وصلاحه؟

دَرِّب نفسك على التقوى الحقيقية في السر وفي العَلَن. هل تريد أن تتمتع بحلاوة ونقاء قلب الله؟
دَرِّب نفسك على نقاء السريرة وصفائها، وإلا فأنت وحدك تتحمل تبعات إعوجاجك وعدم تقواك، فإنه يسلك معك بالإلتواء .. كيف؟
لا أعلم بالتحديد ولكن ما أعلمه يقينًا إنه يُجيزك في مواقف تصرخ فيها معترفًا بإعوجاجك وعدم أمانتك، كاشفًا أمامه كل ما بقلبك من رداءة وشر.

أخي، ألا توفر على نفسك مشاق أو متاعب أو ربما أتون هذه المواقف؟
ألا تكشف الآن قلبك أمام الله طالبًا منه أن يُنقي قلبك ولسانك، ويُزيل منك العيوب، فتكون رحيمًا كاملاً، طاهرًا ومستقيمًا، فتختبر رحمته وكماله، ولطفه ونعمته. وتذكَّر ـ عزيزي ـ أن «الله لا يُشمَخ عليه. فإن الذي يزرعه الإنسان إياه يحصد أيضًا» ( غل 6: 7 ).


ميرسى ياابنى وجبه روحيه دسمه جدااا
ربنا يبارك خدمتك الجميلة
 

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon

عطية الله

368553093.jpg


لو كنتِ تعلمين عطية الله، ومَن هو الذي يقول لكِ أعطيني لأشرب، لطلبتِ أنتِ منه فأعطاكِ ماءً حيًا ( يو 4: 10 )

جلس شخص مُتعب على بئر يعقوب بعد أن ترك أرض الفريسيين، وكان هذا الإنسان هو يسوع، يسوع الذي جاء إلى خاصته ليخلِّصهم من خطاياهم، ولكنهم لم يقبلوه.

جلس هذا المجيد على البئر مُتعبًا، وأتت إليه امرأة ومعها جرَّتها، امرأة يحتقرها الفريسيون المتكبرون. لم تكن هذه المرأة مرذولة فقط بل بائسة وعائشة في خطية عَلَنية فاضحة.
لم تكن لتدرك وهي ذاهبة إلى البئر أنها أصبحت على وشك أن توجد في حضرة مَنْ رأى كل ما عملته. وصلت هذه المرأة إلى البئر ودُهشت لأن يسوع وهو يهودي يطلب منها أن تعطيه ليشرب.
«أجاب يسوع وقال لها: لو كنتِ تعلمين عطية الله، ومَنْ هو الذي يقول لكِ أعطيني لأشرب، لطلبتِ أنتِ منه فأعطاكِ ماءً حيًا». لم يَقُل لها ”لو لم تكن خطاياكِ بهذا المقدار“، ولم يَقُل لها لو أصلحتِ نفسك وأصبحتِ امرأة مقدسة، لأعطيتك الماء الحي. كلا، لقد بيَّن لها أنه يعلم جميع ما عملته، وفي الوقت نفسه أظهر لها الرأفة والمحبة والنعمة التي مكَّنته من أن يملك قلبها، لا بل ويجدد نفسها.

أعلن المسيح شخصه لها فتركت جرَّتها، ودخلت المدينة والمسيح يملأ قلبها لدرجة أنها نسيت ما يصيبها شخصيًا من العار، ونادت قائلة: «هلموا انظروا إنسانًا قال لي كل ما فعلت. أَلعل هذا هو المسيح؟».

قارئي العزيز: تأمل فيما تعنيه هذه الكلمات: «لو كنتِ تعلمين عطية الله ..».
هل هذا هو الشيء الوحيد الذي تحتاجه هذه الخاطئة؟ نعم. ليس من شك في ذلك لأن يسوع هو الذي قال هكذا. ومهما كانت حالتك، فإن أول ما تحتاج إليه ليس هو شفاعة القديسين ولا مجهودات بشرية في طريق الإصلاح، بل أن تعرف عطية الله.

هل تسأل قائلاً مَن هو، وما هي عطية الله؟ إن عطية الله هي نفس الشخص الذي قابل تلك المرأة السامرية الخاطئة، يسوع المسيح ابن الله «لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل (أي أعطى) ابنه الوحيد، لكي لا يهلك كل مَن يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية» ( يو 3: 16 )، «وأما هِبة الله فهي حياة أبدية بالمسيح يسوع ربنا» ( رو 6: 23 ).

ويا لُعظم نعمة الله إذ يقدم لك هذه العطية مجانًا!
فهل تقبلها بالإيمان الآن؟
icon7.gif

 

sparrow

علي صدرك ربي تتكاني
عضو مبارك
إنضم
1 أكتوبر 2006
المشاركات
4,726
مستوى التفاعل
482
النقاط
0
ربنا يبارك تعبك
كنت هديك تقيم ومنفعش
 

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
أَبَفرَاس وخدمة الصلاة

785031162.gif


يُسلم عليكم أَبَفراس، الذي هو منكم، عبدٌ للمسيح، مجاهدٌ كل حينٍ لأجلكم بالصلوات ( كو 4: 12 )

الطريقة التي يُذكر بها اسم أبفراس في العهد الجديد جديرة بالالتفات لأنه مع أن الإشارة إليه مختصرة جدًا، إلا أنها مشحونة بالمعاني. ويظهر أن أبفراس هو صورة مضبوطة للرجال الذين نحن في مسيس الحاجة إليهم في وقتنا الحاضر. فأتعابه كما يدوّنها الوحي يظهر أنها لم تكن لها الصورة الخارجية الخلابة، بل لم تكن ظاهرة أمام عيون الناس ولا معرَّضة لمديحهم.
ومع ذلك فقد كانت أتعابًا ثمينة لا تُقدر قيمتها. أتعابًا في المخدع داخل الأبواب المغلقة. أتعابًا في المقادس. أتعابًا يصبح بدونها كل شيء عقيمًا لا قيمة له. فالوحي الإلهي لا يضع أمامنا أبفراس كمبشر مقتدر ولا كمعلم قدير ولا كمتكلم فصيح ولا كأخ ذي مواهب فائقة، الوحي لا يخبرنا عن ذلك، مع أنه ربما كان هكذا، وهذه الخدمات ثمينة ونافعة في محلها. ولكن الروح القدس يضعه أمامنا في هذه الصفة الواحدة المهمة التي يجب أن تمس أعماق حياتنا الروحية والأدبية، وضعه أمامنا كرجل الصلاة. الصلاة بلجاجة وحرارة وجهاد ليس لأجل نفسه بل لأجل الآخرين.

فلنصغِ إلى شهادة الوحي «يُسلِّم عليكم أَبفراس، الذي هو منكم، عبدٌ للمسيح، مجاهدٌ كل حينٍ لأجلكم بالصلوات، لكي تثبتوا كاملين وممتلئين في كل مشيئة الله. فإني أشهد فيه أن له غيرة كثيرة لأجلكم، ولأجل الذين في لاودكية، والذين في هيرابُوليس» ( كو 4: 12 ، 13). هذا هو أبفراس. يا ليت لنا مئات نظيره في وقتنا الحاضر:
إننا نحتاج إلى رجال صلاة.
رجال كأبفراس.

نعم إنه يسرنا أن نرى رجالاً ساعين على أقدامهم للكرازة بالمسيح.

يسرنا أن نرى رجالاً بالروح الرعوية الصحيحة يطوفون من مكان لآخر لافتقاد إخوتهم في كل البلدان.
ونحن نقدِّر قيمة هذه الخدمات الشريفة فوق ما تستطيع أن تعبِّر هذه الألفاظ. ولكننا نرجع ونقول إننا في حاجة إلى روح الصلاة بحرارة وجهاد ومواظبة، لأنه بدون ذلك لا نجاح في أي شيء. رجل بدون صلاة هو رجل فارغ. واعظ بدون صلاة هو واعظ بلا فائدة. كاتب بلا صلاة هو كاتب عقيم. مبشر بلا صلاة قليل الثمر، راعٍ بلا صلاة لا يستطيع أن يقدم الطعام الكافي للقطيع.

نحن في حاجة إلى رجال صلاة، رجال كأبفراس، رجال تشهد جدران مخادعهم بجهادهم وغيرتهم، هؤلاء بلا شك الرجال النافعون اللازمون لوقتنا هذا.

 

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon

شيء ممكن وآخر مستحيل

1101668758.jpg


نحن الذين مُتنا عن الخطية، كيف نعيش بعد فيها؟ ( رو 6: 2 )

من الممكن للمؤمن أن يزِل في الخطية، لكن يستحيل أن يعيش فيها. ولقد قال الرسول يعقوب: «لأننا في أشياء كثيرة نعثُر جميعنا» ( يع 3: 2 )، كما قال الرسول بولس: «أيها الإخوة، إن انسبق إنسانٌ فأُخذ في زلة ما، فأصلحوا أنتم الروحانيين مثل هذا بروح الوداعة، ناظرًا إلى نفسك لئلا تُجرَّب أنت أيضًا» ( غل 6: 1 ).

مما يدل على أنه حتى الروحاني ممكن أن يسقط في التجربة. لكن إن كانت الزلة واردة بالأسف، فإن العيشة في الخطية أمر مستحيل، كقول الرسول:
« أ نبقى في الخطية لكي تكثر النعمة؟» ويُجيب على ذلك بالقول: «حاشا (بمعنى أن هذا أمر غير وارد)!»، ثم يستطرد قائلاً: «نحن الذين مُتنا عن الخطية، كيف نعيش بعد فيها؟» ( رو 6: 1 ، 2).

قد يتطرف أحدهم إلى الظن أن المسيحي لو سقط في الخطية لا يكون مؤمنًا حقيقيًا، لكن هذا غير صحيح، لأن المؤمن الحقيقي ممكن ـ بالأسف ـ أن يسقط في الخطية، لكنه يستحيل أن يعيش فيها.

لذلك أقول مُحذرًا إنه لو سقط في خطية ما أحد المعترفين بالمسيح، وظل على حاله، ولم يرجع بالتوبة إلى الله، فهذا برهان على أنه لم يُولد ثانية، لأن المؤمن الحقيقي، لسان حاله يقول: «إذا سقطت أقوم» ( مي 7: 8 ).

والمؤمن في هذا يُشبه الخروف، الذي يمكن أن يزل وهو سائر في طريقه، لكنه حين يعثر في مشيه، يقوم فورًا وينتفض، لأن طبيعته تأبى القذارة ولا تحبها. هكذا المؤمن ممكن أن يزّل، لكن لأن طبيعته الجديدة تكره الخطية، فيستحيل أن يعيش فيها.
بعكس الخنزير الذي بطبيعته يحب الأوحال، وهو المجال الذي يستمتع بالعيش فيه. فإذا وُجد شخص يستمتع بفعل الخطية، ويجد نفسه فيها، فهذا دليل على أنه ليس مولودًا من الله.

فالمولود من الله، حتى لو كان إيمانه ضعيفًا مثل لوط، يستحيل أن يتوافق مع الخطية، بل إنه يتعذب بسببها (انظر 2بطرس2: 8). أما غير المؤمنين فهم لا ينزعجون مُطلقًا بسببها «فبالحري مكروه وفاسدٌ الإنسان الشارب الإثم كالماء!» ( أي 15: 16 )، «أ لم يعلم كل فاعلي الإثم، الذين يأكلون شعبي كما يأكلون الخبز، والرب لم يَدعوا» ( مز 14: 4 ).
أي أن الخطية بالنسبة لهم كأكل الخبز وشرب الماء!

 

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
عِلم الكتاب المقدس


830628994.jpg

تكلم أُناس الله القديسون مسوقين من الروح القدس ( 2بط 1: 21 )

نستطيع بالتأمل في ما يحتويه الكتاب المقدس من حقائق علمية أن نرى صفته الإلهية واضحة بجلاء تام. لقد أخذ العلماء مئات، بل وآلاف السنين ليكتشفوا بالمشاهدة والتجارب، حقائق هي مُعطاة لنا في الكتاب المقدس. فمَن كان يتجاسر أن يكتب حقائق بقيت فوق المعرفة العامة لمئات وألوف السنين بعد كتابتها، إلا إذا كان ذلك بوحي إلهي؟؟

أ ـ قال أيوب قبل المسيح بأكثر من 1500 سنة: «يُعلِّق الأرض على لا شيء»، وإشعياء قبل المسيح بحوالي 700 سنة تحدث عن كروية الأرض: «الجالس على كرة الأرض»، وهكذا سليمان قبل المسيح بحوالي 1000 سنة، قال: «لما رسم دائرة على وجه الغمر».

فهذه الفصول تبين أن الأرض كروية ومعلَّقة على لا شيء في الفضاء، عِلمًا بأن أول عالِم اكتشف هذه الحقيقة كان كوبرنيكس، سنة1475م، أي حوالي 3000 سنة بعد أيوب، 2400 سنة بعد سليمان، 2100 سنة بعد إشعياء.
إن الله وحده هو الذي أوحى إليهم بهذا، بخلاف أفكار الناس.

كان تقدير الناس لعدد النجوم حتى القرن الخامس عشر، يزيد قليلاً عن ألف، لكن الآن نحن نعلم أنه يوجد أكثر من 100 بليون نجم في المجموعة التي شمسنا جزء منها، ويوجد أكثر من بليون مجموعة أخرى، ومع أن إرميا كتب في سنة600 ق. م عن النجوم «كما أن جُند السماوات (النجوم) لا يُعدّ»، وسأل أيوب الرب: «أ تُخرج المنازل (مجموعة الكواكب) في أوقاتها وتهدي النعش مع بناته». من أين أتى الفكر بأن يهدي العرش؟
فالنعش كان يُعتبر نجمًا ثابتًا حتى عهد قريب، ومن سنوات ليست بكثيرة اكتُشف أنه يتحرك في الفضاء بسرعة 260 ميلاً في الثانية.

لو لم يكن كاتب سفر أيوب مُلهمًا من الله، ما كان يخطر بفكره سؤال كهذا!

وتوجد حقائق علمية كثيرة في الكتاب المقدس، أخذ العلم قرونًا كثيرة حتى اكتشف صحتها.

ما كان يتصوَّر الناس حتى العصور الحديثة أن الريح يتحرك بقوانين محددة، مع أن سليمان في سفر الجامعة1: 6 صرَّح بأن الريح لها مسارات مُحددة تتبعها.

ويُعتبر اكتشافًا حديثًا نسبيًا أن الهواء له وزن، ولكن أيوب كتب من 1500 سنة قبل المسيح عن الريح أن له وزنًا (أيوب28: 25).

أَ ليس هذا دليلاً قاطعًا على الصفة الإلهية للمعرفة التي في الكتاب المقدس؟

 

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
واقفٌ بعد قيامته

779587072.jpg


جاء يسوع ووقف في الوسط، وقال لهم: سلامٌ لكم! ( يو 20: 19 )

تميَّزت خدمة الرب يسوع المُعبَّر عنها بالوقوف، حيث يمكننا أن نتتبعه أولاً واقفًا لخدمة الإنسان في حياته على الأرض ( لو 4: 16 ، 39؛ 5: 1؛ مر4: 39؛ 10: 49؛ يو7: 37)، ثم واقفًا لخدمة الإنسان في مشاهد مُحاكماته، حتى الصلب واللَحد، ثم نراه واقفًا ـ بعد قيامته ـ لأجل سلامهم وإسعادهم. وإذا قصَرنا حديثنا على يوحنا20: 21 سنرى سيدنا الكريم واقفًا:

(1) في مشهد البكاء والأنين: نرى المجدلية أمام القبر الفارغ، ولم تجد عزاءها في التلميذين الماضيين ( يو 20: 10 )، ولا في الملاكين الجالسين (ع12)، فهي لا ترضى بالسيد بديلاً.
وإذ به ـ له المجد ـ يكافئ أشواقها المستعّرة ومحبتها المشتعلة ودموعها المنهمرة، فعندما «التفتت إلى الوراء، فنظرت يسوع واقفًا»، وكالراعي دعاها باسمها «يا مريم!»، ووضع في فمها أعظم بشارة: «اذهبي إلى إخوتي وقولي لهم: إني أصعد إلى أبي وأبيكم وإلهي وإلهكم» ( يو 20: 19 ).

(2) في مشهد الخوف الحزين: حيث كان التلاميذه مجتمعين، والخوف يملأ قلوبهم، والحزن يسود نفوسهم «جاء يسوع ووقف في الوسط وقال لهم: سلامٌ لكم. ولمّا قال هذا أراهم يديه وجنبه، ففرح التلاميذ إذ رأوا الرب» ( يو 20: 19 ، 20).

(3) في مشهد الشك وعدم اليقين: إذ لم يكن توما معهم حين جاء يسوع، لم يصدقهم، وقال لهم: «إن لم أُبصر في يديه أثر المسامير، وأضع إصبعي في أثر المسامير، وأضع يدي في جنبه، لا أُومن».
ولكن ها هو إلهنا الذي يُخرج من الآكل أُكلٌ، يؤكد أمام المتشككين وناقدي كلمة الله صِدق نبوة مزمور22: 16 «ثقبوا يديَّ ورجليَّ»، وأيضًا صِدق نبوة زكريا13: 6 «ما هذه الجروح في يديك؟».

فرغم شكوك توما «جاء يسوع ... ووقف في الوسط»، مؤكدًا قيامته «ثم قال لتوما: هات إصبعك إلى هنا وأبصر يدي، وهات يدك وضعها في جنبي، ولا تكن غير مؤمنٍ بل مؤمنًا»، وللحال أجاب توما: ”ربي وإلهي“ ( يو 20: 26 - 29).

(4) في مشهد الفشل المُبين (يو21):
على بحر طبرية، إذ كان بطرس والذين معه، في إحباط وفشل مرير إذ لم يمسكوا صيدًا «ولما كان الصبح وقف يسوع على الشاطئ ...» (ع4- 6).
وإذ أطاعوا قوله لم يعودوا يقدروا أن يجذبوا الشبكة من كثرة السمك، وتحول الفشل إلى نجاح وخير جزيل.
 

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
جبار البأس

1164710923.jpg


جدعون كان يخبط حنطة في المعصرة لكي يهربها من المديانيين. فظهر له ملاكُ الرب وقال له: الرب معك يا جبار البأس ( قض 6: 11 ، 12)

مَن هم رجال الله ذوو البأس؟ أين نجدهم؟
ليس بالضرورة في الأماكن العامة يناضلون ضد المُلحدين أو ينددون بحماقات الزمان الحاضر، بل إن كنت تحب أن ترى رجال البأس فاذهب إلى المخادع.


فهناك في المخدع: أم لأولاد، في عمل دائب لا يفرغ. هي عُرضة أن تكون كغيرها من باقي نساء العالم من حيث المظاهر وغيرها من الأساليب الماكرة المضللة التي تستعبد كثيرًا من الأمهات.
كما أن في عنقها عملاً ضروريًا لا بد من أدائه كل يوم، يضغط عليه كل لحظة.
إذًا فهي ـ في هذا الجو ـ عُرضة لأن تصلي صلاة على عَجَل، ثم تندفع إلى أعمال اليوم بقلب بعيد عن حضرة الله. هل نُعجب أن يبقى للأم النذر اليسير من السيطرة على الأولاد؟
وألا يكون لها من السلطان ما يقودهم إلى طرق الله؟ لكن انظر، إنها تترك عملها لحظة، وتأخذ كتابها، وفي فترة هادئة تقرأ وتصلي.
إنها تقول إن صليب المسيح قد منحها ـ على الأقل ـ هذا الامتياز، وتتمسك به كامتيازها.
لكنني أسمع بعض الزوجات يَقُلن: إنك تجهل العمل الذي أمامنا. بيد إنني، يا أختاه، أعلم أنه إذا لم يكن لديك عزم القلب في الحصول، من كلمة الله، على طعام لنفسك يوميًا، فإنك لن تنتصرين في ميدانك.


وهنا رجل أعمال، يستيقظ قبل الموعد الذي يتطلبه العمل بنصف ساعة مثلاً، ليحصل على كلمة من الله قبل أن يمضي للصراع مع العالم. هو يفضِّل ذلك على تناول الطعام، ويعتبره أهم من العمل ذاته. هو يضع في المكان الأول من الأهمية: ملكوت الله. هو الأول، ليس فقط من حيث الترتيب الزمني، بل من حيث الأهمية والضرورة الحتمية.

دعني أُصارحك يا أخي بأنك لن تكون جدعونًا ما لم تتجاذب مع هذه الاختبارات.
لن تكون جبار بأس، ولن تنقذ واحدًا من أولاد الله من العالم، ما لم يتوفر لك من عزم القلب ما كنت أصفه لك.

وهل من عَجَب أن نرى الأم تندب لأن العالم يتسلل باستمرار إلى داخل الأسرة، وأن أولادها يتجهون ذلك الاتجاه عوض أن يتحولوا إلى المسيح؟
ألا فلنكتب هذا بأحرف من نار في أعماق نفوسنا، في أغوار ضمائرنا:
المسيح وكلمته أولاً وقبل كل شيء؛ وما عداه، حتى الحياة ذاتها، أمر ثانوي.

 
أعلى