وجبـــــــة روحيـــــ†ـــــة يوميـــــــــة...

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
عظيمة من شونم

faith-is-letting-go.jpg



وكانت هناك امرأة عظيمة ( 2مل 4: 8 )
أولاً عظيمة في شركتها مع رجل الله: تمتعت المرأة الشونمية بشركة خاصة مع أليشع رجل الله، ودعونا نتابع كيف تدرجت الشركة في عُمقها. ففي ذات يوم عبَر إلى شونم وكانت بداية جديدة في حياة هذه المرأة التي أمسكت به ليأكل خبزًا. أتخيلها قبل مغادرته لبيتها تؤكد عليه ضرورة زيارتها، ويُخبرنا الوحي بأنه كلما عبَر كان يميل، فتكررت الزيارات وتوطدت الشركة مع رجل الله. ثم إذ ازدادت الشركة عُمقًا صنعت له عليّة حتى إذا جاء لا يكون مروره سريعًا، بل يصعد إلى علّيته ليستريح فيها ويطول حديثها معه. وبعد ذلك نجد الشونمية تغتنم الفرص في رأس الشهر والأعياد والسبوت لتذهب إليه لمزيد من الشركة.

تدربت الشونمية من البداية على الشركة المكلِّفة. فأمسكت برجل الله في البداية وكانت تقدم له طعامًا «ليأكل خبزًا». وبعد أن توطدت العلاقة ذهبت بُعدًا آخر، فبَنت له عليّة على السطح ليستريح فيها وأمدتها بما يحتاج؛ ليست وجبة أو وجبات بل إقامة في بيتها.

عزيزي القارئ: هل شركتك مع إلهنا في تدرج إيجابي؟ هل هي أفضل الآن عنها في العام الماضي؟ هل هناك توافق مقدس مع القدوس؟ هل نعرف ونسعَد بالكُلفة من الوقت والالتزام والأولوية.

ثانيًا: عظيمة في طاعتها. كلَّم رجل الله الشونمية ( 2مل 8: 1 ) قائلاً قومي انطلقي وتغرَّبي أنتِ وبيتك لأن الرب دعا بجوع سيأتي على الأرض سبع سنين. فيقول الوحي: ففعلت حسب كلام رجل الله؛ طاعة كاملة. كما أنها لم تجادل وإن كان لها الحق أن تتعجب. فإن جاعت هذه الغنية فمَن سيعيش، لماذا تتغرب؟

أحبائي .. بعد الشركة تأتي الطاعة. ولا شك أن كل قديس يعرف الطاعة. «تقديس الروح للطاعة». ولكن ما أحوجنا إلى طاعة الشونمية الكاملة بلا جِدال.

ثالثًا: عظيمة في شهادتها. إن الطاعة الكاملة هي أساس الشهادة الصحيحة، فبعد أن رجعت من غُربتها أكرمها الرب ( 2مل 8: 6 ) بأن تشهد للملك ليس عن أليشع (رمز لإله كل نعمة) فحسبْ، بل عمَّا فعل رب أليشع معها، وهذا سر عظمة شهادتها. حقًا لقد عرفت هذه الشونمية كيف تشهد، بعد أن عرفت كيف تطيع طاعة كاملة، نتيجة شركة عميقة مع رجل الله.

 

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
النعمة التي لأجلكم
Holy-Spirit-Image.jpg

أنبياء ... تنبأوا عن النعمة التي لأجلكم.. أُعلن لهم أنهم ليس لأنفسهم، بل لنا كانوا يخدمون بهذه الأمور التي اُخبرتم بها أنتم الآن ( 1بط 1: 10 - 12)

يجب أن نلاحظ ثلاثة أشياء هامة جدًا في 1بطرس1: 10- 12:

أولاً: صدق الوحي وطابعه المتميز. لقد خدم الأنبياء، ولكن مصدر نبوءاتهم، سواء شفهية أو مكتوبة، كان الروح القدس نفسه. فالروح القدس فيهم شهد بواسطتهم، وقد كان هو حقًا مصدر ما تكلموا به، حتى أنه كان عليهم أن يبحثوا في كلماتهم ويتأكدوا من قوتها الحقيقية، فقط ليكتشفوا أن معناها الكامل يتخطى توقعات الجيل الذي عاشوا فيه، وأنهم في الحقيقة يكتبون لتعليم قديسين في زمن آتٍ، هم نحن «الذين أُعلن لهم أنهم ليس لأنفسهم، بل لنا كانوا يخدمون بهذه الأمور التي أُخبرتم بها أنتم الآن» (الآية12).

ثانيًا: مع أن المسيح لم يُستعلن في الزمن المنصرم، إلا أن الروح القدس في الأنبياء والمتكلم فيهم، كان هو «روح المسيح» (الآية11). وطبقًا لهذا، فالمسيح، كان هو المتكلم بروحه، حتى في أيام العهد القديم (قارن 1بط3: 18- 20).

ثالثًا: الفروق الكبيرة التي وَضَحت بين الزمن قبل المسيح والزمن بعده. فخلاص النفس، وهو الملكية المشتركة للمؤمنين اليوم، كان في الزمن المنصرم ـ حتى بالنسبة للأنبياء ـ موضوع بحث «فتَّش وبحث عنه أنبياء» (الآية10). ويقول عنها «تنبأوا عن النعمة التي لأجلكم» (أو النعمة التي كان ينبغي أن تأتي إليكم)، أي أنها لم تكن قد أتت في الزمن السابق. وأيضًا، الأمور التي أخبرنا بها الرسل والآخرون الذين بشَّروا برسالة الإنجيل بالروح القدس المُرسل من السماء، هي الأمور التي أُعطيت عنها نبوءات فقط من قبل. فالأمور التي سبق أن تنبأ بها الروح القدس، هي بعينها الأمور التي كشف عنها الآن الروح القدس. عندئذٍ، كان الروح القدس في الأنبياء ليوحي لهم، ولكن الآن أُرسل الروح القدس من السماء. ويتميز الزمن الحالي بإتمام آلام المسيح، وبالتالي فقد أتت النعمة، وتحقق خلاص النفس، وهي أمور تشتهي الملائكة أن تطلع عليها، وأُرسل الروح القدس من السماء إلينا ليُخبرنا بها بواسطة الذين بشَّرونا (الآية12).

 
التعديل الأخير:

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
معونات على الطريق
Why-is-god-doing-this-to-me-300x292.jpg

عابرين في وادي البكاء يصيّرونه ينبوعاً. أيضاً ببركات يغطون مورة. يذهبون من قوة إلى قوة ( مز 84: 6 ، 7)
توجد بركات مرتبطة بالطريق الذي نعبر فيه.
فلنا أولاً: قوة للطريق (ع5).
ثانياً: مياه للإنعاش في وسط الأرض اليابسة والناشفة (ع6).
وثالثاً: شمس لتُضيءعلينا ومجن ليحمينا في إلهنا نفسه (ع11).

"طوبى لأُناس عزهم بك"

فمع أنه من حظنا أن نمتد بأبصارنا إلى الأفراح التي تنتظرنا، إلا أن وجودنا في الجسد يُلزمنا أن نشعر بمرارة التجارب التي نقابلها في سفر البرية، وأن نواجه الحقائق المؤلمة التي تُحيط بنا. حتى يخيَّل إلينا أن الرحلة إلى ديار الرب في الأعالي طويلة وطويلة جداً. صحيح أن هناك الغبطة والبركة، ولكن نحن لازلنا في الطريق الوعر بما فيه من مشقات كثيرة. أفلا يوجد سبيل إلى الحصول على الغبطة هنا؟ الجواب "طوبى لأُناس عزهم بك". فالشخص الذي هناك هو عزنا في برية هذا العالم. وفي رسالة فيلبي التي هى رسالة البرية يقول الرسول "أستطيع كل شيء" - لا في قوتي أنا لأنه لا قوة لي بل "في المسيح الذي يقويني" ( في 4: 13 ).

والله دائماً يستخدم أشياء هذا العالم الضعيفة والفقيرة لمجده إذ يقويها بقوته الفائقة. فمنساس بقر يجعل الأعداء يختفون، ووتد تدقه امرأة ضعيفة يهلك العدو الجبار. وهكذا يستخدم الله الأشياء الصغيرة التي في البرية للغلبة والانتصار. لأن القوة فيه وليست فينا. ومن ثمّ طوبى لنا ونحن في السفر بالرغم من كل مشقاته لأن الرب عزنا.

"عابرين في وادي البكاء"

البكاء معناه الحزن والألم والتجارب. ولكن بعبورنا في هذا الوادي نصيّره ينبوعاً "أيضاً ببركات (أمطار) يغطون موره" (ع6). يذكر المرنم هنا الينبوع والأمطار. والمطر ينزل من السماء، أما الينبوع فيصعد من تحت - من الأرض نفسها. فالله يعدّ إنعاشاً للمسافرين المُعيين الظمآنين بكلا الطريقتين وذلك في أماكن لا ينتظر فيها راحة - في وادي البكاء.

أثناء السفر في البرية من مصر إلى كنعان، أمر موسى شيوخ اسرائيل أن يحفروا في رمال البرية فظهر بئر ( عد 21: 18 ). فالماء كان هناك ولو أنه مستور عن الأنظار. وقد استعملوا عصيهم لإزالة الطبقة العُليا فانفجر الينبوع المُنعش الذي كان قريباً منهم.

حقاً إن ينابيع الله لنا قريبة جداً، بل ويمكننا أن نجدها في نفس الأشياء التي تسبب لنا الحزن في وادي البكاء
.
 
التعديل الأخير:

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
كلُّه مشتهيات
حلقُهُ حلاوةٌ، وكلُّهُ مُشتهياتٌ ( نش 5: 16 )

570619247.gif

إن حلاوة المسيح كائنة ـ كما تبدو لي أول كل شيء ـ في إنسانيته الكاملة. فهو واحد معنا في كل شيء ما عدا خطيتنا وخطايانا. لقد نما في القامة والنعمة، لقد تعب وبكى وصلى. لقد تجرَّب مثلنا في كل شيء ما عدا الخطية. ومع أننا نعترف به ربًا وإلهًا (كما اعترف توما)، ونعبده ونجلّه،

ولكن أيها الأحباء لا يوجد شخص آخر تنعقد بيننا وبينه ألفة كالمسيح الذي صار قريبًا جدًا لقلوبنا البشرية. لا يوجد شخص في دائرة الكون كله غير المسيح نطمئن إليه. هو كامل الإنسانية اليوم كما كان منذ عشرين قرنًا خَلَت، لم يغيِّره القِدَم. إن يوحنا الذي رآه يُقيم الموتى ويُسكت الريح ويتكلم مع موسى وإيليا على الجبل، لم يخشَ أن يجعل من صدره وسادة له عند العشاء.
وفي كل هذا نرى أن «كُلهُ مشتهيات»، فكماله لا يزال يلمع بنور فائق تكتحل به عين الإيمان. يقبل يسوع خطاة ويأكل معهم. خطاةً من كل صنف؛ نيقوديموس الخاطئ المتدين المؤدب، ومريم المجدلية التي أخرج منها سبعة شياطين. يأتي يسوع إلى النفوس الخاطئة فيُنظفها ويطهرها دون خوف من التلامس.

كان أيضًا كُلهُ مشتهيات في حنانه، فدائمًا كان «يتحنن». فالجموع التي لا راعي لها، وأرملة نايين الحزينة، وابنة الرئيس المائتة، ومجنون كورة الجدريين، والخمسة الآلاف الجياع، وكل مشهد مؤلم، كل ذلك كان يهز أعطاف قلبه الحنَّان. ولم يكن غضبه ضد الكتبة والفريسيين إلا زيادة في الحنان على الذين وقعوا تحت نير البر الذاتي.

لقد ظهرت نعمته أيضًا في شفقته. فلماذا لمس ذلك الأبرص المسكين؟ لقد كان في إمكانه أن يشفيه بكلمة، ولكن لمسة يسوع لذلك المطرود ـ الذي تجرَّد من كل حقوقه الإنسانية وأصبح مجرد الاقتراب منه نجاسة ـ أعادت إليه اعتباره في الحياة.

ولقد ظهرت حلاوته ونعمته في تواضعه ووداعته «أنا بينكم كالذي يخدم» و«ابتدأ يغسل أرجل تلاميذه» و«إذ شُتم لم يكن يشتم عوضًا» و«كنعجة صامتة أمام جازيها فلم يفتح فاه». وهل سمعنا أو قرأنا عن المسيح بأنه طلب حقًا له بين الناس؟ حقًا إن «حلقه حلاوة وكُلهُ مشتهيات».

 
التعديل الأخير:

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
هل عملت واجبك؟
Care-Compassion-Love-300x217.jpg


فجازا (بطرس والملاك) المحرَس الأول والثاني، وأتيا إلى باب الحديد ... فانفتح لهما من ذاته، فخرجا وتقدَّما زقاقًا واحدًا،
وللوقت فارقه الملاك ( أع 12: 10 )

أتى الملاك وانفتحت أبواب السجن وسقطت سلاسل بطرس وأُطلق سراحه، ولم يكن خلاصه بيد بشرية بل بيد الله الذي يستطيع كل شيء ولا يعسر عليه أمر. ولكن لنلاحظ أن الملاك لم يفعل لبطرس ما كان بطرس يستطيع أن يفعله لنفسه، فقال له الملاك: «تمنطق والبس نعلَيك»، ولما تجاوزا الباب الحديد وخرجا إلى الطريق، اختفى الملاك لأن بطرس كان يعرف الطريق ولم يكن بحاجة إلى ملاك ليرشده إلى شوارع أورشليم. وفي هذا درس عملي لنا، فالله ينتظر منا أن نقوم بنصيبنا من العمل، ولا يصح أن ننتظر من الله أن يرسل ملاكًا ليعمل لنا ما يمكننا أن نعمله لأنفسنا.
كثيرون منا يصلّون ويقولون: نحن قد تركنا العمل كله لله. حسنًا، ولكن الله يريدنا أن نقوم بواجبنا.

هل نصلي من أجل خلاص شخص معيَّن؟ هذا حسن. ولكن ربما يقصد الرب أن يُجيب هذه الصلاة بواسطتنا، فهل هناك خطاب يمكن أن نكتبه؟ وهل هناك نبذة يمكن أن نقدمها؟ وهل هناك كلمة يمكن أن نقولها؟ إن الله ينتظر ذلك منا، فهل نحن على استعداد لأن نؤدي واجبنا، أم نحن نترك الكل للرب؟ لا شك أن مسألة الخلاص هي من اختصاص الله وحده ونحن لا نستطيع أن نخلِّص أحدًا. الروح القدس هو الذي يعلن شخص الرب للنفس كالمخلِّص ويغيِّرها، ولكننا نستطيع أن نقدم الحق وأن نضع طريق الخلاص أمام النفس. والله ينتظر منا أن نفعل ذلك، وأن نسلِّم أنفسنا له ليستخدمنا في إجابة صلواتنا إذا كانت هذه مشيئته.

كان بعض المؤمنين مجتمعين للصلاة لأجل بعض المتضايقين، وبعد أن قضوا فترة من الوقت خرج أحدهم، وبعد مدة وقفت أمام باب الاجتماع عربة مُحمَّلة بالبضائع ومعها ولد يقول: ”الأخ فلان قد أرسل إجابة صلاته على هذه العَربة“.

وليس من المناسب أن أصلي لكي يرسل الله مالاً إلى أحد المشروعات إذا كان في استطاعتي أن أمدّ يدي إلى جيبي وأُخرج له مساعدة ولا أفعل. لا فائدة من الصلاة لكي يرسل الله فعَلَة إلى عمله ما لم نكن مستعدين أن نذهب نحن أنفسنا إذا دعانا الرب.
يجب ونحن نصلي أن نقول: ”وها نحن يا رب استخدمنا“.

 
التعديل الأخير:

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
في يوم خوفي
The-light-from-above.jpg


بخوافيه يُظللك. وتحت أجنحته تحتمي. تُرسٌ ومِجنٌّ حقهُ ( مز 91: 4 )
أنشودة رائعة أنشدها المرنم وهو يتأمل في حماية الرب للمؤمن في أوقات الخطر، فمَن يسكن في سِتر العلي، ويبيت في ظل القدير، ويضع ثقته في الرب كملجأه وحصنه ( مز 91: 1 ، 2)، سيتمتع بثلاث بركات عُظمى:

أولاً: «بخوافيه يُظلِّلك»: الرأفة والحنان. فالخوافي هي الريش الناعم تحت إبط الطائر، وهو مكان مناسب للفراخ الصغيرة لتجري إليه فتجد الدفء والحنان. والرب هنا، يُشبِّه نفسه، في عنايته الدقيقة بكل واحد من أفراد شعبه، بالنسر القوي ذي الأجنحة القوية والخوافي الناعمة. وهو يريدنا أن نهرَع إليه في أوقات الخوف فنتمتع بحنانه وعطفه ورأفته «كما يترأَف الأب على البنين يترأَف الرب على خائفيه. لأنه يعرف جِبلتنا. يذكر أننا ترابٌ نحن» ( مز 103: 13 ، 14).

أخي، أختي: هل تعاني من جفاء الناس وقسوة الظروف، ومن الوحدة والانفراد؟ إلجأ إليه، والتصق به، وستجده دائمًا رقيقًا عطوفًا، رحيمًا شفوقًا.

ثانيًا: «تحت أجنحته تحتمي»: الحفظ والأمان. قوة النسر تكمن في جناحيه، وبهما يحمي فراخه عند اقتراب الخطر منها. وقديمًا وصف الرب، لبني إسرائيل، قوته في خلاصهم وإنقاذهم قائلاً: «وأنا حملتكم على أجنحة النسور وجئت بكم إليَّ» ( خر 19: 4 ).
وقد تعلَّم داود هذا الدرس في يومه، فصرخ إلى الرب وهو مُحَاصر من شاول: «ارحمني يا الله ارحمني، لأنه بك احتمت نفسي، وبظل جناحيك أحتمي إلى أن تعبر المصائب» ( مز 57: 1 )، ولما أراد أن يتغنى بقوة الرب التي حفظته، قال: «لأنك كنت عونًا لي، وبظل جناحيك أبتهج» ( مز 63: 7 ).

ثالثًا: «تُرسٌ ومجَنٌ حقُّهُ»: الوعد والطمان. حقه هو كلمته التي تحوي مواعيده العظمى والثمينة. أَ ليس هو القائل: «لا أنقض عهدي، ولا أُغيِّر ما خرج من شفتيَّ» ( مز 89: 34 ). ومواعيده هي سلاحنا ضد العدو في معركتنا الشرسة معه. إنها تُرسنا ومجننا، وكلما تمسكنا بها انتصرنا أعظم انتصار. وعن اختبار أنشد داود قائلاً: «في يوم خوفي، أنا عليك أتكل. الله أفتخر بكلامه. على الله توكلت فلا أخاف...» ( مز 56: 3 ، 4).

أخي المؤمن: احفظ مواعيد الرب ورددها، واملأ بها ذهنك وقلبك، عندئذٍ تثبت في حربك،
وتنتصر على الأعداء الروحيين.

 
التعديل الأخير:

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
الكورة البعيدة
Father-Forgive-Us-295x300.jpg

وبعد أيامٍ ليست بكثيرة جمع الابن الأصغر كل شيءٍ وسافر إلى كورة بعيدة، وهناك بذَّر ماله بعيشٍ مُسرِف ( لو 15: 13 )
”الكورة البعيدة“ هي العالم البعيد عن الله، بعيدًا جدًا حتى إن «العالم كله قد وُضع في الشرير»، فنتيجة لخطية آدم، انفصل الإنسان عن الله، ودخل كل نسل آدم إلى هذا العالم وهم «مُتجنبون عن حياة الله» ( أف 4: 18 )، فأصبحت هناك هوَّة كبيرة بين الله القدوس وهذا المخلوق الخاطئ، ولن يستطيع أحد أن يضع جسرًا لهذه الهوّة إلا شخص المسيح. فالخاطئ بعيد عن الله في قلبه وأفكاره وطرقه، وهذا يفسر لنا الكثير.

إنه يفسر لنا تجاهل الناس الشائع للكتاب المقدس. سوف يعطونك الكثير من الأسباب التي تجعلهم لا يقرأونه: أنهم لا يجدون وقتًا، لا يفهمون منه الكثير، كثيرًا ما تتضارب تفاسير محتوياته، ولذلك فهم يتركونه.

وبسبب تأنيب الضمير يقرأ الكثيرون بين الحين والآخر أصحاحًا من كلمة الله، وينتهي الأمر عند ذلك، والسبب الحقيقي في هذا أن الكتاب المقدس يُحضر الإنسان في حضرة الله، وهذا آخر شيء يريده الإنسان الطبيعي. وهذا دليل كافٍ على أنه في ”الكورة البعيدة“، وأن القلب مُبتعد تمامًا عن الله.

وهذا يفسر أيضًا لماذا لا يُسرّ الخطاة بالصلاة. فالصلاة الحقيقية هي كلام مباشر مع الله بواسطة المسيح. فهي التي تجعلنا في اتصال وشركة مع العظيم الذي لا يُرى. ولكن الخاطئ لا يملك القلب الذي يُقدِّر هذا، فهو لا يجد أية مُتعة في سكب نفسه أمام الله.
أما إذا صلَّى، فالصلاة تصبح فرضًا ثقيلاً وتكرارًا سقيمًا للكلمات، فهو يفضِّل فعل أي شيء بخلاف الصلاة، والسبب في هذا أنه يرغب في الابتعاد عن الله.

وهذا يفسر أيضًا لماذا لا يجد الخاطئ سرورًا حقيقيًا بالعبادة الجماعية لله. صحيح قد يذهب إلى اجتماعات الكنيسة، فالإحساس بالواجب قد يقوده إلى هناك، أو ربما بسبب العادة التي اكتسبها من نشأته المسيحية، أو قد يقوده ضميره المُتعب للمواظبة على الحضور.
ولكنه دائمًا غير مُكترث بما يسمع. ولكن عندما يقدم الواعظ الرسالة منمَّقة فصيحة مُمتعة للآذان، فهو لا يسمع فقط بل يُبهر ويُسرّ.
ولكن دَع الواعظ ينسى بلاغته وفصاحته، دَعه يخاطب ضمير الخاطئ مباشرةً قائلاً: «أنت هو الرجل»، دعه يستحضره في حضرة الله، وسوف تجد هذا الخاطئ المسكين في حالة من عدم الارتياح، وليس غريبًا إذا لم يَعُد يستمع مرة أخرى لهذا الواعظ.
 

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
ديماس .. نجم خبا

istockphoto_3711076-mckenzie-river-falls-surrounded-by-lush-foliage.jpg

بادر أن تجيء إليَّ سريعًا، لأن ديماس قد تركني إذ أحب العالم الحاضر وذهب إلى تسالونيكي ( 2تي 4: 9 ، 10)

لماذا ترك ديماس الرسول بولس؟ هناك عدّة احتمالات:


(1) ربما كانت رغبة بسيطة، تبدو شرعية للمنطق البشري، في الحصول على مأوى آمن مُريح، بعيدًا عن تداعيات سجن بولس ومحاكمته ومصيره الذي بَدَا محتومًا. لم يكن يستطيع أن يقدِّر هبة الألم من أجل المسيح ( في 1: 29 )، ولا كان بإمكانه الفرح بالاشتراك في آلام المسيح ( 1بط 4: 13 ).

(2) ربما يعطينا معنى اسمه، وهو ”شعبي“ أو ”مشهور“، فكرة. ولنلاحظ أنه لم يفكر في تغيير اسمه ككثيرين من مؤمني عصره الذين غيَّروا اسماؤهم لتتناسب مع مفهومهم الجديد للأمور؛ فشاول ”المرغوب“ غيَّر اسمه إلى بولس ”الصغير“. لكن بقاء اسم ديماس كما هو يعطينا الإيحاء أنه كان يرغب في تحقيق معنى الاسم. وما منفعة مَن سار طريق الخدمة للبحث عن الشعبية والشُهرة، من البقاء مع سجين قارب يوم إعدامه؟ أن يفارقه لَهَو أمر متوقع. وما منفعة مثله اليوم، إن خدم ذاك الذي ما زال العالم يرفضه؟ إن لم يفارقه شكليًا، فداخليًا هو بالفعل فارقه.

(3) تسالونيكي، بسبب تاريخها كانت تتمتع بمركز سياسي وحربي مرموق. وبسبب جغرافيتها على الطريق الرئيسية بين المشرق والمغرب، كانت مركز تجارة لامع في تلك الأيام الغابرة. وبجمعها للاثنين معًا، صارت مقصدًا لكل طالب غنى وشُهرة ومركز وقوة. ولنستمع للتشخيص الإلهي الدقيق «إذ أحب العالم الحاضر». يا كل ديماس .. أوَ ليست «محبة العالم عداوة لله؟ فمَن أراد أن يكون مُحبًا للعالم، فقد صار عدوًا لله» ( يع 4: 4 )؟

وكيفما كان السبب، فقد خسر ديماس الجعالة مع أنه كان السبَّاق، فالعِبرة بإتمام السباق. وما أوسع المُباينة بين ذلك الذي «أحب العالم الحاضر» كما تُظهره هذه الأعداد، وبين الذي تطلَّع في الأعداد السابقة إلى «ذلك اليوم»، الذي فيه سيُمنح «إكليل البر» من يد «الرب الديان العادل»! ( 2تي 4: 6 - 8).

إن «الذي معه أمرنا» أو بالحري الذي سنقدِّم له تقريرنا، هو الذي «كل شيء عريان ومكشوف» لعينيه ( عب 4: 13 )، حتى الدوافع الداخلية. ولا بد أن نقف أمامه لنقدِّم تقريرنا. فليتنا جميعًا نفحص دوافعنا، ليس في الخدمة فقط، بل في كل ما نفعل، في ضوء الوقفة القريبة أمام كرسيه!

 
التعديل الأخير:

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
كثرة الكلام
istockphoto_3130164-on-the-phone.jpg

كثرة الكلام لا تخلو من معصية، أما الضابط شفتيه فعاقل ( أم 10: 9 )
«كثرة الكلام» مرض مألوف جدًا يتعلق باللسان. فإذا تكلمت كثيرًا، لا يمكن أن تتفادى الخطأ أبدًا،
بل إن الكتاب المقدس يحذرنا من كثرة الكلام حتى في مُخاطبة الله، الأمر الذي يحتاج أكثرنا إلى الانتباه إليه، فنقرأ في جامعة 5: 1- 2 «احفظ قَدَمك حين تذهب إلى بيت الله، فالاستماع أقرب من تقديم ذبيحة الجهَّال، لأنهم لا يُبالون بِفعل الشر «لا تستعجل فمك ولا يُسرع قلبك إلى نُطق كلام قدام الله، لأن الله في السماوات وأنت على الأرض، فلذلك لتكن كلماتك قليلة».

لقد قال لي أحدهم يومًا: "تذكَّر أن الكذب بالكلام ليس خطية أكبر من الكذب بالترنيم".

نعم، لقد سمعت أُناسًا يرنمون كلمات التسليم الكامل والتكريس الفائق لله، مثل "سلَّمت قلبي، خصصت حبي ... أنا لك كُلي بجملتي.." وكانوا هم أنفسهم يتهربون من دفع القليل من مالهم لعمل الرب. هذان موقفان متناقضان، فإن لم تكن حقًا مستعدًا لتسليم حياتك للرب، لماذا تقول له ذلك؟!

ألا تدري بأنك ستعطي أمامه حسابًا عن كل كلمة قُلتها أو رنمتها في محضره؟

نقرأ في الأصحاح نفسه من سفر الجامعة، ما يُشير إلى أننا سنُسأل عن كل ما نقوله ونرنمه ونصليه، ولا مجال بعد ذلك لأن نقول: «إنه سهوٌ» ( جا 5: 6 )، لأننا سنعطي حسابًا عن كل كلمة خالية من الإخلاص وبعيدة عن التطبيق.

ونتابع في جامعة 5: 3 «لأن الحلم يأتي من كثرة الشغل، وقول الجهل من كثرة الكلام»، أو كما جاء في الترجمة التفسيرية: "فكما تُراود الأحلام النائم من كثرة العناء، كذلك أقوال الجاهل تصدر عن الإفراط في الكلام".

فكثرة الكلام إذًا هي علامة الجهل، وحديث الجاهل يُعرف من كثرة كلامه من دون الحاجة إلى دليل آخر، حيث أن "أقوال الجهل تصدر عن الإفراط في الكلام".

ما هو جذر المشكلة؟
أعتقد أنه يكمن في أن اللسان هو عضو لا يُضبط ( يع 3: 8 ). فكثيرو الكلام لا يضبطون ألسنتهم، وهم كثيرون في مجتمعاتنا المُعاصرة.
أ لم تكن يومًا برفقة امرأة أو رجل صدَّع رأسك بكلامه الكثير الذي تخاله لن ينتهِ أبدًا؟ ما هو أصل المشكلة؟
إنه لسان لا يُضبط؛ إن كثرة الكلام دليل أكيد على أن هناك قلبًا مُتعبًا غير منضبط.
 

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
نعمان العظيم الأبرص

63419250.jpeg

وكان نعمان رئيس جيش ملك أرام رجلاً عظيمًا عند سيده مرفوع الوجه .. وكان الرجل جبار بأس، أبرص ( 2مل 5: 1 )
في 2ملوك5: 1 نرى حالة نعمان من وجهيها، فمن جهة ظروفه كان «عظيمًا»، «مرفوع الوجه» و«جبار بأس» و”منتصرًا“ ـ أي أنه كان حائزًا لكل ما يتمناه القلب من امتيازات. فكان القائد الأعلى لقوات أرام، وكان حائزًا لثقة الملك واعتباره، وكان يحمل على جبينه إكليل الفوز والنصر.

ولكنه كان أبرص.
يا لها من وصمة شنيعة على مقامه السامي، وسحابة قاتمة في جو مجده الساطع، فلم يكن ذلك المرض الخبيث عائقًا له عن التمتع بامتيازاته العظيمة فقط، بل كان مُنغِّصًا له ومُذلاً لنفسه، لأن علو منصبه جعل مرضه معروفًا ومشهورًا للناس، وأشعة عظمته كشفت وأوضحت قُبح منظره وتشويهه، فكانت البدلة العسكرية الفاخرة تكسو جسمًا أبرصًا، وإكليل النصر يتوج جبينًا أبرصًا، وبالاختصار نقول إنه لو فرضنا أن أحقر خادم من خَدَم نعمان أُصيب بذلك الداء الخبيث ما كان ليشعر بالمذلة التي شعر بها ذلك القائد العظيم نفسه.
وإننا نؤكد أنه كان يتمنى أن يضحي بكل شيء في سبيل حصوله على الشفاء.

وفي شخص نعمان نرى صورة الخاطئ في حالته الطبيعية، وهو مضروب من الداخل والخارج بمرض الخطية العديم الشفاء. فقد يكون الإنسان كنعمان مُحاطًا بالغنى والثروة، يتنعم كل يوم مترفهًا، ولكنه خاطئ هالك.

وعندما تتفتح عيناه ليرى ذلك، لا يزيده غناه وتنعمه إلا آلامًا وشقاوة داخلية. فهو هالك محتاج إلى خلاص، محتاج إلى بُرء دائه ومحو ذنبه وتطهير ضميره، هذا ما يحتاجه وهذا ما أعدّه الله له.

فكما أعد الله مياه الأردن لتطهير نعمان من كل آثار مرضه، هكذا أعدّ دم المسيح الثمين لتطهير الخاطئ من كل ذنب وإعفائه من كل دينونة.

وكانت الفتاة الأسيرة المسكينة تعلم سرًا يجهله سيدها بالرغم من عظمته ومقامه؛ كانت تعلم أنه في أرض إسرائيل يمكن لسيدها أن يجد ما يتمناه.
كانت تعلم أين توجد النعمة، ومعرفتها هذه ملأت قلبها شوقًا إلى اشتراك سيدها في تلك النعمة، فقالت: «يا ليت سيدي (هناك)» (ع3).

وهكذا هو الحال دائمًا فالنعمة تملأ القلب بحب الخير للآخرين، فلم تهتم تلك الفتاة بكونها مسبية من أرض آبائها، وأسيرة في بيت شخص أرامي، ولكنها اهتمت بمرض سيدها واشتاقت لأن ترشده إلى طريق الشفاء. وأين يجد الأبرص شفاءه إلا عند إله إسرائيل؟
 

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
حيٌّ ليشفع فينا
Second-Coming-of-Jesus-Christ-300x225.jpg

فمِن ثمَّ يقدر أن يخلِّص أيضًا إلى التمام الذين يتقدمون به إلى الله، إذ هو حيٌ في كل حينٍ ليشفع فيهم ( عب 7: 25 )

تعترض المسيحي في طريق الجهاد أزمنة عصيبة يحتاج إزاءها إلى عون حاضر سريع، وإلى قوة تشجيع يومًا فيومًا طوال الطريق حيث تقف في وجهه تجارب وامتحانات وصعوبات منوَّعة، عليه أن يواجهها جميعًا كجندي ليسوع المسيح. على أن الله في نعمته لم يسدد حاجة نفوسنا من حيث إعداد مخلِّص كريم كشخص ابنه العزيز وحسبْ، بل تنازل وعمل حساب أعوازنا اليومية وسددها في رحمته وغناه.
ونقصد بذلك التشجيع المبارك الذي نناله من رثاء وشفاعة ربنا يسوع كاهننا العظيم في السماء. فإنه ـ له المجد ـ بعد أن قدَّم كفارة لخطايانا بدمه على الصليب، جلس في يمين الله ليشفع فينا دائمًا، ويعيننا في طريقنا على الأرض «إذ هو حيٌ في كل حين ليشفع فينا» ( عب 7: 25 ).

وما أكمل لياقة شخص ربنا يسوع ابن الله لهذا المركز العجيب والخدمة المباركة!
فإذ هو له المجد إنسان حقيقي (كما أنه ـ مبارك اسمه ـ الإله الحقيقي)، فإن في قلبه لشعبه العزيز حنان وعطف القلب الإنساني الكامل، لأنه مرة اجتاز تجارب الطريق لما عبَر برية هذا العالم كرجل الأحزان.

أَ فلم يجلس عند بئر السامرة مُتعبًا؟ أَ لم يبكِ على لعازر؟ أوَ لم يتضايق في كل ضيق شعبه؟ حقًا إنه وحده الذي صدق فيه القول: «هو أخذ أسقامنا وحَمَل أمراضنا» ( مت 8: 17 ).

وكم كان بديعًا جدًا ذلك الرمز القديم؛ هارون، الذي يرمز إلى مركز ربنا يسوع كرئيس الكهنة العظيم!
فثيابه الكهنوتية لها مدلولها وأهميتها. فالأفود مثلاً يرمز إلى بعض وجوه خدمة ربنا المبارك الآن من حيث الشفاعة الدائمة في شعبه العزيز لدى حضرة الله. وكان لهذا الرداء كتفان وصُدرة تتصل به اتصالاً وثيقًا ليس له انفكاك. وكانت أسماء أسباط إسرائيل الاثني عشر منقوشة عليها حتى متى دخل هارون إلى المقادس مرتديًا هذا الرداء المُتقن الرمز، فإنه يدخل حاملاً أسماء الشعب أمام الله بلا انقطاع.

هذا رمز ضعيف لشخص كاهننا العظيم. ولئن كان رمزًا صحيحًا صادقًا، إلا أن هارون لم يكن سوى إنسان مائت أصبح اليوم في عِداد الراقدين،

فإن ربنا يسوع يحمل أعباء شعبه وأعوازهم المختلفة على كتفيه وعلى قلبه، ويحملها دائمًا أمام الله بفضل قيمته الشخصية وقبوله الخاص في حضرة الله.
وإذ هو «يبقى إلى الأبد» فإن كهنوته عديم التغير لا يفشل ولا يبطل.
 

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
استجابة صلاتين
istockphoto_13246808-hands.jpg

بنو رأوبين والجادّيون ونصف سبط منسى من بني البأس ... انتصروا ... لأنهم صرخوا إلى الله في القتال، فاستجاب لهم لأنهم اتكلوا عليه ( 1أخ 5: 18 - 20)
بلا شك أن الصلاة هي أسمى أنواع التعبير عن الاحتياج، وهي بحق حاجة كل مؤمن تقي يلاقي ما يلاقيه فيدفعه هذا إلى استخدام هذا السلاح.

وفي سفر أخبار الأيام الأول أمامنا مشهدان للصلاة في أصحاحين متتاليين: ففي 1أخبار4: 10 نرى صلاة يعبيص، ثم في 1أخبار5: 18 نرى صلاة بني رأوبين والجاديين ونصف سبط منسى.
فالأولى صلاة فرد، وأما الثانية فصلاة جماعة.
الأولى صلاة عامة تخص حياة يعبيص بصفة شخصية، والثانية صلاة نبعت من الضغط ووجود هؤلاء الرجال أمام معركة، بل واحتياجهم إلى قوة الله للانتصار فيها.

ونحن بحاجة إلى هذين النوعين من الصلاة، فيلزمنا أن نصلي في الرَحَب كيعبيص، وأن نصلي في الضيق كرجال السبطين ونصف. والرائع أن الله استجاب الصلاتين، فنقرأ في الحالة الأولى «أتاه الله بما سأل»، ونسمع التعبير في الثانية «استجاب (الله) لهم لأنهم اتكلوا عليه».

أما عن المشهد الثاني ( 1أخ 5: 18 - 22) فنجد فيه رجال لديهم من المقومات ما يجعلهم لا يفكرون في الصلاة مُطلقًا، وعلى الرغم من ذلك فهم صرخوا إلى الله في القتال. فبالرغم من امتيازاتهم من حيث إنهم بنو بأس، حاملون الأتراس والسيوف، لهم أن يتقدموا ليهاجموا باستخدام سيوفهم، ولهم أن يدافعوا عن أنفسهم بالأتراس إذا انقلب عليهم القتال، بل لهم أن يطاولوا العدو من بعيد بأقواسهم، وهم فوق الكل مُتعلمون القتال، لهم من المهارات القتالية ما يكفيهم لإدارة معركة حربية متكاملة.
أضِف إلى ذلك عددهم الكبير: أربعة وأربعون ألفًا وسبع مئة وستون، وعلى الرغم من ذلك فقد ضغط عليهم القتال فصرخوا إلى الله.

ولنلاحظ أن يعبيص «دعا الله»، فكان أمامه وقت ليُعبِّر عن احتياجه وعما يريد، بينما أولئك «صرخوا إلى الله»، فالمعركة جعلتهم في احتياج عظيم لله ولتداخله السريع.

ونرى نتيجة اتكالهم على الرب أنه استجاب لهم فانتصروا، ثم نهبوا الأعداء، وسَبوا منهم مئة ألفًا، بل سقط قتلى كثيرون في القتال، وما سبب كل هذا إلا «لأن القتال إنما كان من الله». فقد تدخل الله لصالحهم فجدَّد آمالهم وأدار الحرب على أعدائهم، فانتصروا أروع انتصار، وذلك لأنهم شعروا بضعفهم وبخوفهم بالرغم من امتيازاتهم الكثيرة، فصرخوا إلى الله فاستجاب لهم.
 

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
المسيح الكل وفي الكل
Jesus-The-Church.jpg

يُقيم لك الرب إلهك نبيًا من وسطك من إخوتك مثلي. له تسمعون ( تث 18: 15 )
مرَّت قرون على هذه الكلمات التي قالها موسى، وبعدها ظهر ذلك ”النبي“ الجليل في مشهد هذا العالم. وفي أحد أيام جسده أُعطيَ لموسى وإيليا أن يشاهداه «على الجبل المقدس» وأن يكونا في صُحبته المجيدة.
وكان عجيبًا في تلك الفرصة الفريدة أن يحدث حادث أعاد إلى الأذهان تلك الكلمات التي فاه بها موسى «له تسمعون». إذ نقرأ أنه على أثر اقتراح بطرس الذي قدمه وهو لا يدرك، من حيث صُنع ثلاث مظال «لك واحدة، ولموسى واحدة، ولإيليا واحدة»، وعلى أثر هذا الاقتراح غير الحكيم «إذا سحابةٌ نيِّرة ظلَّلتهم، وصوتٌ من السحابة قائلاً:
هذا هو ابني الحبيب الذي به سُررت. له اسمعوا» (مت17).

فلو أن بطرس تذكَّر فقط تلك الكلمات المأثورة «مجدي لا أُعطيه لآخر» ( إش 42: 8 )، وأنه لم يكن قديمًا سوى خيمة (مظلة) واحدة وسحابة واحدة ( تث 31: 15 )، لَمَا تفوَّه بذلك الاقتراح الذي أدَّى في الحال إلى انسحاب الزائرَين السماويَين.
حتى إذا ما عاد التلاميذ إلى صحوهم ونظروا حولهم «لم يروا أحدًا إلا يسوع وحده معهم» ( مر 9: 8 ).

نفس هذا الدرس تُلقيه علينا رسالة كولوسي، إذ إنها تنذرنا بخطر الخروج عن المسيح والالتجاء إلى فلسفة الناس الفارغة أو الحكمة الإنسانية الباطلة.
وإذ كان الرسول بولس يَغار على بقاء مجد الفادي العزيز مصونًا مُكرَّمًا، فإنه أنذر القديسين في كل مكان ( كو 2: 1 )، وحذَّرهم حتى لا يخدعهم أحد بكلام مَلِق (ع4)، ولا يسبيهم أحد بالفلسفة وبغرور باطل حسب تقليد الناس (ع8). كما حذرهم من أن يحكم عليهم أحد في أكلٍ أو شربٍ، أو من جهة يوم مقدس إن كان عيدًا أو هلالاً أو سبتًا (ع16)، وألاّ يخسِّرهم أحد الجعالة، راغبًا في التواضع وعبادة الملائكة (ع18)، وألاّ يخضعوا لفرائض حسب تعاليم ووصايا الناس (ع20).

فاتقاء لهذا كله قاد روح الله القدوس، الذي عمله أن يمجد المسيح، الرسول بولس لأن يتأمل في شخص الرب كالبارز في كفايته واقتداره، سواء في دائرة الخليقة الواسعة ( كو 1: 15 - 17)، أو في دائرة القيامة (ع18). فهو الذي ستُجرى على يديه مصالحة كل شيء في المستقبل (ع20)، كما سبق وتمت مصالحة الأفراد المؤمنين الآن (ع21). وبهذه الطريقة ألفتَ الرسول أنظار قديسي كولوسي إلى حقيقة أن «المسيح الكل في الكل» ( كو 3: 11 ).
 

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
أبوك يُجازيك
Speaking-Faith-244x300.jpg

متى صنعت صَدَقة فلا تُعرِّف شمالك ما تفعل يمينك، لكي تكون صدقتك في الخفاء. فأبوك الذي يرى في الخفاء هو يُجازيك علانيةً ( مت 6: 3 ، 4)

في متى6: 2- 4 يذكر خبير القلوب ثلاثة توجهات مختلفة للإنسان في عمل الصَدَقة:

(1) مدح الناس (ع2)

(2) الإعجاب بالذات (ع3)

(3) رضى وسرور الآب (ع4)

إن الذين كان مقصدهم من العطاء الحصول على مدح الناس قد نالوه، ومثلهم أيضًا الذين كانوا مُعجبين بذواتهم، لقد كان هذا هو كل نصيبهم.
مساكين هم، فإنهم لا يفرقون كثيرًا عن الحية التي «التراب طعامها». فهل تريد أنت أن يكون نصيبك في حِطام هذا العالم الزائل، أم أنك تريد أن يكون نصيبك شيئًا أفضل، وفي مجال أعظم وأمجد؟ إن كان عملك دافعه مجد الله فلقد رأى هو عملك، وكُتب أمامه سفر تذكرة، وحين يأتي وقت المُجازاة، سيجازيهم الآب الذي يرى في الخفاء.

ليتنا نتذكَّر أن ما نحصل عليه من مديح الناس وإعجابهم يمضي، ولكن ما نحصل عليه من الله يبقى إلى الأبد.

عزيزي .. لا تَدَع الناس يعرفون ما عملت، وأيضًا لا تعرِّف شمالك ما فعلَت يمينك، وانسَ أنت ما فعلت، لكن الله لن ينسى «لأن الله ليس بظالمٍ حتى ينسى عملكم وتعب المحبة التي أظهرتموها نحو اسمه، إذ قد خدمتم القديسين وتخدمونهم» ( عب 6: 109 .

وما دام هو لن ينسى، فحبذا لو نسينا نحن. إنني أعتقد أننا سننال المكافأة في ذلك اليوم على ما عملناه حبًا في الرب، ثم لم ننشغل به، بل ونسيناه، إذ إن قلبنا لم يكن على العمل نفسه بل على الرب ( مت 25: 37 - 39).

نعم يا سيدنا أعِنا لنخدم بدافع المحبة والولاء لك، وشعارنا: ينبغي أنك أنت تزيد، وأننا نحن ننقص.

ألا ليتنا نعيش دائمًا في ضوء هذه الحقيقة المباركة أن الله يرى كل ما نعمله، وأنه عن قريب سيُحضر كل عمل إلى الدينونة على كل
خفي إن كان خيرًا أو شرًا ( جا 12: 14 ).

وعليه فلنحترص أن نكون مرضيين عنده «لأنه لا بد أننا جميعًا نُظهَر أمام كرسي المسيح، لينال كل واحدٍ ما كان بالجسد بحسب ما صنع، خيرًا كان أم شرًا» ( 2كو 5: 9 ، 10).
 

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
يُذلك ويُجرِّبك
Letting-Go-Open-Hands-300x199.jpg

سار بك الرب إلهك .. لكي يُذلك ويجرِّبك ليعرف ما في قلبك: أَ تحفظ وصاياه أم لا؟ فأذلك وأجاعك وأطعمك المنّ ( تث 8: 2 ، 3)

«أذلَّك وأجاعَك» .. ما أقسى هذه الكلمات!

أَ يمكن لمَن تمتعوا بكل عناية الله الفائقة أن يُقال عنهم: «أذلك وأجاعَك»!
نعم يمكن أن يحدث ذلك مع الوضع في الاعتبار المصدر الذي منه يأتي الإذلال. فهناك فارق كبير بين ما كان يُعانيه الشعب من ذُل أثناء وجودهم في أرض مصر من يد فرعون القاسي، وما يلاقونه من ذل من يد الله المُحب:

(1) إن إذلال فرعون هو ذل العبودية والقهر، أما ذاك الذي من يد الله فهو ذُل الأبوّة الحانية الصادرة من قلب مليء بالمحبة والعطف، والذي عبَّر عنه إرميا «فإنه ولو أحزنَ يرحم حسب كثرة مراحمه. لأنه لا يُذل من قلبه، ولا يُحزن بني الإنسان» ( مرا 3: 32 ، 33).

(2) إن غرض إذلال فرعون للشعب هو تحطيمهم وإفشالهم، أما غرض إذلال الرب فيختلف تمامًا «يُذلك .. لكي يُحسن إليك في آخرتك» ( تث 8: 16 ).

(3) إن إذلال فرعون لا حدود له، فلو أمكن لجعلهم في هذا الذل طوال حياتهم، حتى إنه ندم عندما أطلقهم من أرض مصر وأراد أن يُرجعهم مرة أخرى للعبودية والذل ( خر 14: 5 ). أما الرب فهو يُذل بحساب ولغرض معيَّن «يُذلك ويجرِّبك ليعرف ما في قلبك: أَ تحفظ وصاياه أم لا؟» ( تث 8: 2 ). فهناك هدف مُحدد في قصد الرب وهو يُذل شعبه، ولا يمكن أن يُطيل فترة الإذلال طالما استوعب شعبه الدرس الذي يريدهم أن يتعلموه.

(4) نتيجة إذلال فرعون هو الصراخ والأنين، حتى إن الرب قال عن شعبه: «إني قد رأيت مذلة شعبي الذي في مصر، وسمعت صراخهم من أجل مُسخِّريهم. إني علمت أوجاعهم» ( خر 3: 7 ).
أما نتيجة إذلال الرب لشعبه هو التمتع بطعام ما أروعه وما أمجده، يقول عنه موسى: «أذلك وأجاعَك وأطعمك المنّ الذي لم تكن تعرفه ولا عرفه آباؤك» ( تث 8: 3 ).

أَ كان يحلم الشعب بطعامٍ رائع مثل هذا؟

(5) إن الجائع ولا سيما نتيجة الإذلال يشتهي أي طعام يُقدَّم له، مهما كانت رداءته، لكن الرب في جوده وصلاحه ومحبته يقدم لشعبه وهم يجتازون تحت يديه التأديبية أفخر ما عنده «بُرّ السماء ... خُبز الملائكة» ( مز 78: 24 ، 25)، والذي عرفنا في نور العهد الجديد
أنه يُشير إلى الرب يسوع ـ تبارك اسمه ـ الذي هو «خبز الله النازل من السماء» ( يو 6: 32 - 35، 49- 51).
 

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
الشاب الغني والفرصة الضائعة
sunrise-beautiful.jpg

وفيما هو خارجٌ إلى الطريق، ركض واحدٌ وجثا له وسأله: أيها المعلم الصالح، ماذا أعمل لأرث الحياة الأبدية؟ ( مر 10: 17 )
في هذه الحادثة التي وردت في الأناجيل الثلاثة: متى ومرقس ولوقا، نرى أنه مهما كانت الثروة الأرضية والمزايا الطبيعية حسنة في مكانها الصحيح، إلا أنها ليست فقط غير قادرة على أن تعطي صاحبها حق دخول ملكوت الله،
ولكنها أيضًا تقف حائلاً حقيقيًا دون الحصول على البركة. فالطبيعة في أحسن حالاتها لا تدرك حاجتها للمسيح، وليس عندها تقدير صحيح لمجد شخصه الكريم.

لقد كانت في هذا الشاب صفات كثيرة ممتازة: لقد كان مملوءًا بحماس الشباب لأنه جاء راكضًا.
وكان مستعدًا لأن يعترف بسمو المسيح لأنه بكل خشوع «جثا له». وكان راغبًا في أن يعمل الصلاح لأنه قال: «ماذا أعمل؟».
شكله الخارجي يدل على أن صفاته ممتازة، ولقد حفظ الناموس ظاهريًا. لقد كان هناك الكثير من الجمال في صفاته (التي هي من ثمار خليقة الله الجيدة) وكانت هذه موضع تقدير من الرب، ولذلك نقرأ «فنظر إليه يسوع وأحبه». ومع ذلك فكل هذه الصفات الطبيعية المتميزة لم توجِد عنده تقديرًا حقيقيًا لشخص الرب ولمجده. كما لم تُوجِد شعورًا حقيقيًا بحالته وحاجة قلبه. لقد كان يستطيع أن يدرك تميز المسيح كإنسان، ولكنه لم يستطع أن يدرك مجد شخصه كابن الله.

وفي إجابة الرب له يتمشى معه من نفس أرضية سؤاله له إنه لا يقر أن الإنسان صالح: «ليس أحدٌ صالحًا إلا واحدٌ وهو الله». لقد كان المسيح صالحًا بحق، وذلك لأنه هو الله.

وإذ لم يكن لهذا الشاب شعور بحاجته، لذلك لم يكن سؤاله: ”ماذا ينبغي أن أعمل لأخلُص؟“، ولكن «ماذا أعمل لأرِث الحياة الأبدية؟». فوضعه الطبيعي الممتاز أعماه عن حقيقة أنه خاطئ هالك في حاجة إلى خلاص بالرغم من كل ما يتمتع به من صفات ممتازة.

ويكشف الرب الستار عن حقيقة حالته بهذا الطلب: «اذهب بِع كل مالك ... وتعال اتبعني حاملاً الصليب». ولقد أظهر هذا الطلب حقيقة قلبه وأنه يفضِّل المال عن المسيح، وهكذا نقرأ «فاغتم على القول ومضى حزينًا».

هذا يبيِّن ما في قلب الإنسان الطبيعي من جهة الله،
فالصفات الممتازة ليست دليلاً على حالة القلب الروحية الداخلية.

 

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
زكريا الكاهن
thumb.php


فظهر له ملاك الرب واقفًا عن يمين مذبح. فلما رآه زكريا اضطرب ووقع عليه خوف ( لو 1: 11 ، 12)

مشهد زكريا وأليصابات يُشبه إلى حد ما مشهد إبراهيم وسارة، وأيضًا مشهد ألقانة وحنة؛ كانوا جميعهم في مركز البر أمام الله، ولكنهم كانوا عقيمين بلا نسل. فقيل عن زكريا وأليصابات «وكانا كلاهما بارين أمام الله، سالكين في جميع وصايا الرب وأحكامه بلا لوم» ( لو 1: 6 ).

ونلاحظ أن الملاك الذي بشَّر زكريا بميلاد يوحنا، لم يصعد في لهيب المذبح نحو السماء، الأمر الذي حدث سابقًا مع ملاك الرب (الذي هو الرب يسوع)، الذي بشَّر منوح بميلاد شمشون ( قض 13: 20 ).

ولم يَقُل الملاك لزكريا كما قال الرب يسوع لمنوح: «لماذا تسأل عن اسمي وهو عجيب؟» ( قض 13: 18 )، ولا نقرأ في حادثة زكريا مثلما قال منوح لامرأته: «نموت موتًا لأننا قد رأينا الله!» ( قض 13: 22 ). ففي مشهد لوقا1 يشغل الملاك مركزه باعتباره خادم واقف أمام الله ( لو 1: 19 ).

«لا تخف» .. يا لها من كلمة مطمئنة ومُشجعة قيلت لزكريا (ع13)، وقيلت أيضًا للعذراء (ع30)، وللرعاة ( لو 2: 10 )، وليوسف رجل مريم ( مت 1: 20 ). إن مجيء الفادي يبدد كل خوف. إن رؤية الرعاة للملائكة ملأتهم خوفًا، أما رؤيتهم للمسيح فقد ملأتهم فرحًا وتسبيحًا ( لو 2: 8 - 20).

إن زكريا الكاهن مثال لنا عندما نطلب ولا يستجيب الرب لطلبتنا سريعًا، وذلك لكي يدربنا على الخضوع لمشيئته وانتظار توقيته. كما يمثلنا زكريا في فشله، فمع أننا ـ من الكتاب المقدس ـ نعرف الكثير من الحقائق الروحية التي تطمئنا في تجاربنا وآلامنا، لكن كثيرًا ما ننسى ما عرفناه، فلا نستفيد عمليًا واختباريًا.
فبكل تأكيد عرف زكريا الكاهن قصة إبراهيم وسارة، وقصة ألقانة وحنة، ومع أن إبراهيم قد صار مُماتًا وتأكد من مُماتية مستودع سارة، لكن القدير أعطاهما إسحاق.

وكان على زكريا أن يستفيد عمليًا واختباريًا مما عرفه، وكان عليه ألا يضع العقبات أمام ما سمعه، فيسأل الملاك: «كيف أعلم هذا، لأني أنا شيخ وامرأتي متقدمة في أيامها؟» (ع18).
ليساعدنا الرب أن نعيش عمليًا واختباريًا ما نعرفه من مواعيد صادقة أُعطيت لنا.
 

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,099
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
أمرت أن تعولك
Bedtime-Prayer-237x300.jpg

الأشبال احتاجت وجاعت، وأما طالبوا الرب فلا يعوزهم شيء من الخير ( مز 34: 10 )
لا يترك الله أولاده في عَوَز أو احتياج، بل إنه يعولهم بطرق ووسائل مختلفة، وهذا وعده لنا. ونرى ذلك متمثلاً في إيليا، وكيف اعتنى الله به لمدة ثلاث سنوات ونصف، إذ انقطع المطر ( يع 5: 17 )، وحدثت مجاعة عظيمة في البلاد، وقد تكفَّل الرب به، مستخدمًا سلطانه المطلق، في تطويع الإنسان والمخلوقات العجماء (الطيور) لأمره، ولإعالة إيليا، ونرى ذلك في قول الرب له:

1 ـ أمرت الغربان:


قال الرب لإيليا: «انطلق .. واختبئ عند نهر كريث .. فتشرب من النهر. وقد أمرت الغربان أن تعولك هناك» ( 1مل 17: 3 ، 4)، فنجد أن الغربان كانت تحت طوع الله لإعالة إيليا، فكانت تأتي له بخبز ولحم صباحًا ومساءً، وذلك عكس طبيعتها، ولم تتخلف ولو مرة واحدة قرابة سنة ونصف، فكان إيليا عندما يسمع صوتها ويراها، يرى فيها عناية الله ومراحمه، فكان يُسرّ بمجيئها، بل وكان ينتظرها، وفي نهاية المدة المحددة من الرب، نجد أن النهر وهو مصدر المعونة الموثوق به للعيان قد يبس، ولم يذكر الكتاب أن الغربان وهي المصدر غير الموثوق به للعيان قد تخلفت عن إحضار الطعام.

2 ـ أمرت امرأة أرملة:


قال الرب لإيليا: «قم اذهب إلى صرفة التي لصيدون وأقم هناك. هوذا قد أمرت هناك امرأة أرملة أن تعولك» ( 1مل 17: 9 )، فقام وذهب حسب قول الرب، وهو لا يعلم مَن هي المرأة، وعندما ذهب وجد أنها امرأة فقيرة، وكل ما عندها «ملء كف من الدقيق .. وقليل من الزيت»، والحقيقة أنها تحتاج إلى مَن يعولها هي وابنها، ربما اندهش إيليا وتحيَّر، لكن لم يتركه الرب في حيرته، بل قال لها الرب بفم إيليا: «إن كوار الدقيق لا يفرغ وكوز الزيت لا ينقص إلى اليوم الذي فيه يُعطي الرب مطرًا على وجه الأرض»، وإن كانت المرأة فقيرة في الزمان، لكنها كانت غنية في الإيمان، «فذهبت وفعلت حسب قول إيليا»، وبهذا أعالت إيليا من مخازن الرب التي لا تفرغ. «وأكلت هي وهو وبيتها أيامًا» قرابة سنتين، حتى افتقد الرب شعبه بالمطر.

فهل تخشى من العَوَز أو الاحتياج في زمن الجوع والغلاء؟ اعلم أن مخازن الله لا تفرغ.
 
أعلى