مرّت أشهر وهي تكابر ، تنتظر أن يهزمه الشوق ويطلبها . في انتظار دقّة هاتف منه
نسيَت أن تعيش . ثم ، بدأت تراه يموت حقًا ، وكذلك رقم هاتفه . الأرقام تموت بموت
الإحساس بأصحابها . تموت عندما تبدأ أرقام ذلك الرقم الهاتفي الذي كنّا نحفظه وننسى
رقمنا ، في التساقط الواحد تلو الآخر من شجرة الذاكرة.. لتترك مكانًا لأرقام خضراء
أخرى معلنة بداية ربيع حبّ جديد . لكنّ قلبها كان يأبىَ أن يغادر الشتاء ، ويتشبّث
بأوراق الماضي الصفراء.. كان مازوشيًّا !
[ من رواية " الأسود يليق بكِ " ]