هوذا منذ الآن جميع الأجيال تطوبنى (ملف خاص عن والدة الأله)

MIKEL MIK

لتكن مشيئتك ...
عضو مبارك
إنضم
16 أغسطس 2008
المشاركات
41,589
مستوى التفاعل
1,035
النقاط
113
الإقامة
حضن العدرا ام النور

اولا : عظات قداسة البابا شنودة عن السيدة العذراء

للتحميل اضغط كليك يمين ثم save target as او حفظ باسم

سلسة عظات - القديسة العذراء.

عظة - للبابا شنودة الثالث - فضائل العذراء



عظة - للبابا شنودة الثالث - تسبحة السيدة العذراء



عظة - للبابا شنودة الثالث - القديسة العذراء مريم



عظة - للبابا شنودة الثالث - أشياء تتعلق بالعذراء



عظة - للبابا شنودة الثالث - العذراء بيننا وبين الكاثوليك



عظة صوتية لقداسة البابا تأملات فى حياة العذراء

ثانيا : عظات لنيافة الانبا بيشوى:


المقدمة



6973eo8ot4.gif

ذكريات التجسد الالهى و عمل اللة الذى تم من خلال العذراء



6973eo8ot4.gif

العذراء مريم و الملاك جبرائيل



6973eo8ot4.gif

العذراء فى مزمور فاض قلبى



6973eo8ot4.gif

العذراء بجوار الصليب



6973eo8ot4.gif

طهارة العذراء مريم




6973eo8ot4.gif
 

MIKEL MIK

لتكن مشيئتك ...
عضو مبارك
إنضم
16 أغسطس 2008
المشاركات
41,589
مستوى التفاعل
1,035
النقاط
113
الإقامة
حضن العدرا ام النور
ثالثا : عظات نيافة الانبا موسى عن السيدة العذراء :



المسيح فى حياة العذراء
http://www.4shared. com/file/59076971/2c5ed7d0 /____-__.html



رابعا : عظات للقمص تادرس سمعان :



wol_error.gif
أضغط هنا لتكبير الصورة , مقاس الصورة الأصلي 699x65 وحجمها 17KB.
anyaflower449.gif

2005
الجزء الثالث

للتحميل اضغط هنا
† † †
2005
الجزء الرابع

للتحميل اضغط هنا
wol_error.gif
أضغط هنا لتكبير الصورة , مقاس الصورة الأصلي 699x65 وحجمها 17KB.
anyaflower449.gif

2007
الجزء الاول

للتحميل اضغط هنا
wol_error.gif
أضغط هنا لتكبير الصورة , مقاس الصورة الأصلي 699x65 وحجمها 17KB.
anyaflower449.gif

الجزء الثانى

للتحميل اضغط هنا
wol_error.gif
أضغط هنا لتكبير الصورة , مقاس الصورة الأصلي 699x65 وحجمها 17KB.
anyaflower449.gif

الجزء الثالث

للتحميل اضغط هنا
wol_error.gif
أضغط هنا لتكبير الصورة , مقاس الصورة الأصلي 699x65 وحجمها 17KB.
anyaflower449.gif

الجزء الرابع

للتحميل اضغط هنا
wol_error.gif
أضغط هنا لتكبير الصورة , مقاس الصورة الأصلي 699x65 وحجمها 17KB.
anyaflower449.gif

الجزء الخامس

للتحميل اضغط هنا
wol_error.gif
أضغط هنا لتكبير الصورة , مقاس الصورة الأصلي 699x65 وحجمها 17KB.
anyaflower449.gif

الجزء السادس

للتحميل اضغط هنا
wol_error.gif
أضغط هنا لتكبير الصورة , مقاس الصورة الأصلي 699x65 وحجمها 17KB.
anyaflower449.gif

الجزء السابع

للتحميل اضغط هنا
wol_error.gif
أضغط هنا لتكبير الصورة , مقاس الصورة الأصلي 699x65 وحجمها 17KB.
anyaflower449.gif
 

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,102
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
بين هيكل أورشليم وعذراء الناصرة:
37163774.gif
__



فى وقت السحر ,حيث يرجح أن بشارة الملاك لزكريا الكاهن كانت فى خدمة بخور الصباح ,

ينطق صوت أبواق الكهنة ثلاث مرات معلنة بدء يوم جديد ,

وهو يشير الى صوت الله الذى يبعث الحياة فى الارض.


ولاشك أن صوت البوق له صدى فى نفوس أتقياء أسرائيل إذ هو رمز الامل فى تحقيق مواعيد الله بإقامة أورشليم سمائية مزمعة أن تحل على الارض,

وفى نفس الوقت ينهض اللاويون الذين عليهم خدمة اليوم لمباشرة مهام وظيفتهم ,.


ويتقدم العلمانيون الذين يمثلون شعب الله لحضور تقديم الذبيحة نيتبة عن إسرائيل بأسره ,سواء فى فلسطين أو فى الشتات.


القرعة اليومية:


وعلى اعلى نقطة فى الهيكل يقف أحد الكهنة يرقب بزوغ الفجر فجر اليوم حيث يعلن بأشارة خاصة بدء الخدمة,بينما تموج أروقة الهيكل من أسفل بنشاط مثل خلية النحل .


فقبل ذلك ,ربما قبل صياح الديك ,يستدعى رئيس الكهنة أولئك الذين أغتسلو بحسب الفرائض الطقسية لمباشرة وظائفهم المقدسة.

وكانت الخدمة اليومية تحتاج الى 50 كاهنآ ,يقسمون أنفسهم فرقتين ويجلون مفتشين الهيكل وأروقته على ضوء المشاعل .

وهاهم يجتمعون ثانية ذاهبين الى "قاعة الاعمدة المنحوتة" حيث اعتاد مجمع السنهدريم أن يعقد جلساته .


وهنا يتم ترتيب خدمة اليوم وتعيين خدامها بواسطة القرعة حسمآ للخلافات والمشاجرات التى تحدث نتيجة للغيرة بين الكهنة .

اما القرعة فكانت تلقى ثلاث مرات صباحآ ,وأثنتان منها قبل فتح الهيكل ,والثالثة بعد فتحه ,وعدا قرعة رابعة فى المساء لتحديد الكاهن المكلف بتقديم البخور .


وأول عمل يقوم به من تصيبه القرعة الاولى هو تحريك الجمر المتقد فى مذابح المحرقة ,

والجماعة التى تقع عليها القرعة الثانية تعد لتقديم الذبيحة ذاتها وتهيئ المنارة ذات السبعة ُسرج ومذبح البخور داخل القدس ,

كل هذا ينبغى أن يتم قبل بزوغ نورالنهار وقبل أن تفتح أبواب الهيكل.


وبعدما ينتهى الكهنة المختارون بالقرعة من تجهيز داخل القدس تمهيدآ لأهم

وأقدس جزء فى خدمة اليوم الا وهو

تقديم البخور أمام الرب ,


يجرى إلقاء القرعة للمرة الثالثة لاختيار من يكون له كرامة أصعاد البخور الذى هو رمز لصلوات الشعب المقبولة امام الله,

وهو امتياز يناله الكاهن مرة واحدة فى حياته ليترك لرفاقه فرصة أن ينالوا ما ناله ,


ويسبقها صلاة من جانب الكهنة المجتمعين ثم تلاوة قانون العقيدة 0 "الشماع" وهو عند اليهود مثل قانون الايمان الارثوذكسى ويتكون من الاجزاء التالية من العهد القديم تث 6 :4 _ 9 __,11: 13 _ 21 __.,عد 15 : 37 _ 41


زكريا الكاهن فى الهيكل:

حول رئيس الكهنة التف حينئذاك جمع من الكهنة بينهم شيخ يناهز الستين من عمره وهو زكريا الكاهن لم ينل امتياز تقديم البخور رغم سنه المتقدم ,شخصيته مألوفة لدى المترددين على الهيكل إذ كان لفرقته أن تخدم مرتين فى السنة ,.

ولا يمنع الكاهن من الخدمة طالما أن صحته مازالت تساعده وكان زكريا مختلف عن سائر رفقائه من الكهنة ,انه لا يسكن مثلهم فى حى " أوفل " فى اورشليم مثل باقى الكهنة العظام ,ولامدينة اريحا القريبة حيث كان يسكن ربع تعداد الكهنة


كان يسكن فى احدى بلدان جبال اليهودية ورغم ذلك كان يمتاز عنهم باقترانه بواحده من بنات هارون ,وهذا امتياز مضاعف فى نظر التقليد الكهنوتى القديم.


وفجأة أعلن رئيس الكهنة أن القرعة من نصيب زكريا اليوم ,


وعليه أن يختار اثنين من رفقائه لمساعدته فى الاعداد لهذه الخدمة الالهية,

وها هو أحدهما قد تقدم ورفع الرماد المتخلف من خدمة مساء الامس وسجد وقفل راجعآ ايضآ ,

والثانى معه جمر متقد ومأخوذ من مذبح المحرقة ,وقد نثره على مذبح البخور فى اوسع دائرة ممكنة ,وسجد وقفل راجعآ أيضآ.


وفى هذا الاثناء ارتفع صوت "الارغول " داعيآ الكهنة واللاويين والشعب للاستعداد للخدمة التى تجرى امامهم والتى هى جوهر عبادة اليوم كله.


فى داخل القدس:



أما الكاهن الخديم _ زكريا_ فقد دخل وحده الى القدس حاملآ بيده المجمرة الذهبية ووقف أمام الحجاب الذى يفصله عن قدس الاقداس ,أمامه مذبح البخور لامعآ بالجمر المتقد ,وعن يمينه _ مائدة خبز الوجوه وعن يساره المنارة الذهبية بسرجها السبعة المضيئة بينما وجه الكاهن الشيخ يلمع فى رهبة منتظر علامة من الخارج تعلن له أن الوقت قد حان لينثر البخور على المذبح .


اما الجميع كهنة وشعبآ واقفون بأيدى مرفوعة وبشفاه ناطقة بكلمات خافته يرددون التسبيح لله على خلاصه فى القديم متوسلين اليه لتحقيق مواعيده فى المستقبل,هذا كله تجسمه سحابة البخور الصاعدة من المذبح الى فوق بينما العيون ترقبها فى طريقها الىعرش الله فى السماء,.


وزكريا الكاهن واقفآ يتأمل حبات البخور وهى تحترق ولا يبقى منها سوى رائحة زكية ,والان عليه أن ينحنى ساجدآ ويتراجع ليمنح الحاضرين بركة الختام,

ولكن وقعت مفاجأة لم تكن فى الحسبان,إذا بجبرائيل الملاك واقف بين المذبح وبين المنارة ,أى على يمين المذبح وعلى يسار زكريا يخاطبه ويبشره بميلاد يوحنا وخرج زكريا صامت لايتكلم.


مضت سته أشهر على المشهد الذى تم فى الهيكل ,

وينقلنا لوقا البشير بعيدآ عنه وعن طقوسه وممارساته وذبائحه ومرتليه وعن جلجلة أجراس ثياب الكهنة..........بعيدآ عن ضجيج الصيارفة وباعة الحمام والمرتزقة الذين يتناثرون حول اروقة وحوائطه ..بعيدآ عن جماعات الفريسيين والكتبة الذين تزدحم بهم اورشليم ..


بل وبعيدآ عن ارض اليهودية كلها حيث كانت قرعة سبط يهوذا قديمآ أن يسكن هذه البقعة من أرض الموعد ....ويذهب الملاك جبرائيل الى شمال فلسطين الى ارض الجليل.


ارض الجليل:


خصبة بطبيعتها الجغرافية ,تتميز بمدرجاتها وجمال مناظرها الخلابة ,مكتظة بالقرى والمدن سواء على بحر الجليل أو فى داخل الاقليم نفسه ,غنية بالسكان الذين يشتغلون بالزراعة.


كانت أصلآ من قرعة أسباط زبولون ونفتالى وأشير ,ولكن بعد عودة إسرائيل من سبيى بابل فى القرن الخامس قبل الميلاد اختلطت الاسباط مع بعضها البعض ,

ولكن ارض الجليل بالذات ,لبعدها عن مركز عبادة اورشليم ,سهلت أستيطان عدد من الوثنيين واختلاطهم مع اليهود الاصلين .


لذلك يمكن القول بصفة عامة أن سكان الجليل كانوا أقل تمسكآ وحذلقة وتدقيقآ فى الشريعة ,فأعتبرهم يهود الجنوب ,أى سكان يهوذا ,أنهم سذج وجهلة ,

حتى أن لقب "جليلى " ينم على المهانة

كما ورد فى انجيل يوحنا

" العلك أنت أيضآ من الجليل ؟"

( يقصدون تحقير نيقوديموس لما كان يدافع عن السيد المسيح )


"أمن الناصرة (أحدى مدن الجليل ) يمكن أن يكون شيئ صالح ؟
يو 7 : 52 , 1 : 46


فى بيت غذراء الناصرة:


ولكن الملاك جبرائيل ,خلافآ لكل توقعات اليهود ,قصد الجليل ومدينة الناصرة على وجه التحديد ودخل بيت غذراء فقيرة مخطوبة لرجل ,

عذراء ليست من بيت كريم غنى ,ولا من بيت عالم متفقه فى الشريعة ,ولا من بيت مشهود له بالتقوى والقداسة ,بيت عائلة فقيرة بلا تاريخ ولا شهادة على الاطلاق .


وبالحقيقة من قفر الجليل انفجرت لنا أنهار الحياة الابدية ومن أحشاء العذراء صارت البشرية الموحشة تمجد الله بروح التسبيح الجديد الذى نطقة به العذراء بعد نوالها النعمة.


سر أختيار العذراء:


مهما اجتهدنا فى السعى وراء هذا السر ,

وكيف أنها وجدت نعمه أمام الله ,

فلن نصل الى حل ,

ولكننا لا نتصور فى الوقت نفسه

أن الله اختارها عشوائيآ لانه هذا مستحيل

فكلمات البشارة تقول

" سلام لك أيتها الممتلئة نعمة لو 1 : 28


ربما فتشت العذراء فى حياتها لتعرف ما الذى جعلها "ممتلئة نعمة" وأنها

" وجدت نعمة" أمام الله حتى تستحق هذا التكريم ؟

فلم تجد فى سلوكها وحياتها سوى تواضعها فأعلنته فى تسبيحتها وسلمته للاجيال بعدها

" تعظم نفسى الرب وتبتهج روحى بالله مخلصى لانه نظر الى اتضاع أمته " لو 1 : 46 _ 47


ميراث تقوى :


ليس من شك أن النظرة الى المرأة فى العهد القديم ,وبالاخص فى عصر السيد المسيح كانت أقل من الرجل بكثير من التقوى والقداسة.

فالحقيقة الكتابية تلقى على عاتقها دخول الخطية .,

والايات التى وردت عنها فى التوراه جعلت الكتبة والربيين فرصة أن يضعوا عليها انواع من الطقوس والتطهيرات أضعاف ما وُضعوا على الرجل,


ورغم ذلك فقد أفلتت عذراء الناصرة ولم يحتفظ قلبها بشيى من ذلك ,

بل اختزن فى اعماقها كثيرآ من تسابيح العهد القديم لكثرة ترددها على المجمع اليهودى ,

فالذى يتأمل " تعظمة مريم " يتيقن أن لسانها انفتح بالتسابيح من كلمات العهد القديم التى كانت ترددها كميراث تقوى مسيانى حى تترجاه لحظة بلحظة الى أن تم فيها ,فاستحقت تطويب الاجيال .
 

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,102
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
امومة العذراء للبشر
mary2012202838929ux3.jpg

+ العذراء ام بكل ما تحمله كلمة امومة من معنى لكل البشر من كل جنس ولون فهى ام لا تفرق بين ابناءها تحب الكل حباً فائقا مهما كانت قسوة الابناء ...

+ اعتادت الكنيسة ان تلقب القديسة مريم " ام جميع الاحياء "
و " ام الحياة الجديدة" و " حواء الثانية " ، فأن كانت حواء قد فقدت المعنى اللائق باسمها كأم كل حى ( تك 3: 20 ) اذا خلال عصيانها جبلت على اولادها الموت عوض الحياة وصارت " ام كل ميت " فأن ابنتها القديسة مريم قد احتلت مركزها خلال ايمانها وطاعتها واتضاعها ، وهكذا صارت بالروح القدس ام " الحياة " ، تقدم لابناء ادم " شجرة الحياة ليأكلو ويحيوا الى الابد

+ هذا وقد صارت القديسة مريم خلال سر التجسد أماً لا للرأس فقط بل وللاعضاء جسده السرى ايضا كقول القديس اغسطينوس وهكذا تقبلت امومة جامعة ( الكنيسة )

+ لقد تقبلنا القديسة مريم حوائنا الجديدة فنقول لالهنا مع ادم : " المراة هى التى اعطيتنى ، لاكل من شجرة الحياة اى من صليب ابنها "

+ فى امومة العذراء للمسيح نرى المسيحيون يلقبون العذراء باسم امنا كلنا . وغير المسحيين يدعونها ستنا مريم وكلمة ستنا قد تعنى ام الام ، وقد تعنى سيدتنا ورغم ان العذراء لم تقبل امومة احد اخر غير السيد المسيح ، الا ان المسيح وسع دائرة امومتها حتى دعى يوحنا ابنا لها ، وتلاميذه اخوه له .

+ هذا ويرى العلامة اوريجانوس ان كل انسان كامل يقدر ان يتسلم مع القديس يوحنا من الابن المصلوب القديسة مريم اما له ، شارحا الكلمات : " هوذا ابنك " كما يلى : الانسان الكامل لا يعيش فيما لنفسه وحده بل يحيا المسيح ايضا فيه ، ومادام المسيح فيه لهذا يقال عنه لمريم : هوا ابنك المسيح

+ وعندما تساءل السيد المسيح بعد خروجه للخدمة ... من هى امى من هم اخوتى ثم اشارته للجالسين وها امى وها هم اخوتى ( مت 12- 46 - 50 ) لم يكن ذالك تنكرا لاسرته بل توسيعاً لها . فلم يعد المسيح ابناً لواحدة ، ولم تعد العذراء اماً لواحد ...... لقد شاركت كل ام العذراء فى امومته ... وشارك كل ابن السيد المسيح فى بنوتها وبهذا وسع دائرة امومتها لتشمل البشر اجمعين ... فالعذراء ام المسيح ... وام المسيحيين لان السيد المسيح الابن الوحيد لابيه والابن الوحيد لامه منح هذا للقب على تلاميذه وتابعيه ومؤمنيه " اذهبى وقولى لاخوتى ..... " ( يوم 20: 20 و 21 ) " ما فعلتموه بأحد اخوتى الاصاغر " ( مت 25 : 40 ) وهكذا لم يدم صغر عدد العائلة المقدسة للعذراء مريم طويلا ففى اعوام قليلة صارت العذراء اماً لنحو المائة ثم لمئات الالوف ثم العالم كله

+ لذا قال عنها مار افرام السريانى كانت مريم بمثابة الارض الام التى انجبت الكنيسة

من كتاب امومة العذراء
 

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,102
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
البخور المختـــــار ، الذى لبتوليتك ، صعـــــد إلى كرسى الآب ....
مباركـــــة أنت يـــــامريم ، ومباركــــة ثمرتك ، أيتهـــــا العذراء ...
أم اللـــــــه ، فخــــــر البتوليـــــــة ...



836630830.jpeg




إن سيرة القديسة الطاهــرة مريم والدة الإله ليست بالسيرة العادية البسيطة لكل إنسان لما احتوته من أحداث عظام فريدة من نوعها ، رفعتها لتصير حديث وفخر وتطويب الأجيال …


كيف قضت عذراء الدهور حياتها من أعماق إلى أعماق لا ينطق بها من قبل البشارة بالميلاد البتولى من الروح القدس ، ثم بعد البشارة وحملها للجنين الإلهى وبعد الميلاد وهى ملاصقة لسر التجســـد العجيب الذى خرج إلى العالم من بين يديها وأمام عينيها ، وتمم الفداء وخلاص البشرية وهى محتفظة ومتأملة به فى قلبها وحدها ؟!!
لا يوجد فى لغة البشر ما يمكن أن يصفه لأنه مذهـــل لعقول الفهماء …
" حينما أريد أن أتأمل فى والدة الإله .. يأتى صوت صارخ فى أذنى ..
لا تقترب إلى هنا .. الموضع الذى أنت واقف عليه أرض مقدسة .. "
( الأنبا ساويرس الأنطاكى )


لقد فاضت الكتب الآبائية للكنيسة الأرثوذكسية : اللاهوتية والطقسية والروحية فى شرح هذا التراث الإيمانى العظيم الخاص بوالدة الإله ووضعت لها الإكرام والتمجيد اللائق بها فى تقنين لاهوتى حذق جدا دون المبالغة ودون الإقلال من شأنها .. وجاءت كل الأوصاف والأشياء العالية لتعبر عما أحتوته واستحقته من المجد والكرامة .
فإن كان شخص السيد المسيح المخلص العجيب ، الواحد مع الآب فى الجوهر هو محور تاريخ البشرية كلها منذ خلقة آدم وحواء إلى آخر الدهور .. كانت أمه ، هذه العذراء القديسة ، هى الشخصية البالغة الأهمية التى كانت محط رموز وإعلانات ونبوات العهد القديم ، حيث يشير إصبع الوحى الإلهى ويحدد بدقة بالغة إلى عـــذراء أم فريــــدة من نوعها ستصير والدة الإله :
" يعطيكم السيد نفسه آية ، ها العذراء تحبل وتلد ابنا ،
وتدعو اسمه عمانوئيل " إش 7 : 14
فإن القديسة مريم العذراء هى الإنسانة الوحيدة التى انتظرها الله آلاف السنين حتى وجدها المستحقة لهذا الحبل الإلهى ، لذلك يلقبها آباء الكنيسة بـــ " عذراء الدهور " .
هذه العذراء المطوبة استطاعت وهى تحت الضعف البشرى أن تحمل نير شرف التجسد الإلهى المهول ، وتقبل فى أحشائها نار اللاهوت ، فأصبحت بعظم اتضاعها وتقواها أعلى من السموات وكل الساكنين فيها .
" السلام لك يا ممتلئة نعمة الرب معك ، مباركة أنت فى النساء " لو 1 : 28
هكذا بدأ الملاك جبرائيل تحيته للقديسة مريم ودعاها إلى فرح قلبى عظيم سره فى سكنى المسيا مخلصها فى داخلها …
وهنا يعلق القديس أمبروسيوس قائلا :
" لقد اضطربت القديسة مريم وذهلت عند سماعها لهذه العبارة الجديدة للبركة التى لم تقرأ من قبل فى أى مكان ولم يسمعها أحد .. فقد انفردت العذراء مريم بدعوتها :
* الممتلئة نعمة * إذ وحدها نالت النعمة التى لم يقتنيها أحد آخر غيرها ، إذ امتلأت بواهب النعمة .. الكلمة السمائى " .
+ ويقول القديس مار إفرام السريانى :
" حملت مريم النار فى يديها ، واحتضنت اللهيب بين ذراعيها ،
أعطت للهيب صدرها كى يرضع ، وقدمت لذاك الذى يقوت الجميع لبنا ..
من يستطيع أن يخبر عنها ؟!!
وكان سؤال القديسة مريم الوحيد للملاك :
" كيف يكون لى هذا وأنا لا أعرف رجلا ؟" لو 1 : 34
هو الطيب المحبوب المسكوب لدى الآب السماوى ، الذى عبق المسكونة كلها بأريج العطر الفاخر الذى للبتولية المتأججة فى أماقها لكمال كل قداسة وبر ، الذى صار ميراثا وقوة للأجيال فيما بعد ..
فأعلن لها وحدها عن كيفية حدوث هذا السر الإلهى العالى :
" الروح القدس يحل عليك وقوة العلى تظللك " لو 1 : 34
وفى الحال استوعبته القديسة البتول ، وحينما وافقت وقبلت أن يحل فيها سر فرح الأجيال ، أعلنت بسمو اتضاعها الفائق :
" هوذا أناآمة الرب .. ليكن لى كقولك " لو 1 : 38
هذا الميلاد البتولى الذى حدث مرة ولن يتكرر ، إنما هو برهان على إيماننا فى شخص السيد المسيح أنه ليس من العالم ، وأنه ابن الله ، وهذا يمثل عنصرا أساسيا فى قانون إيماننا المسيحى الذى أكده آباء الكنيسة منذ وقت مبكر فى كتاباتهم ودفاعهم عن هذا الميلاد البتولى ..
كما شهدت أليصابات لهذا الميلاد البتولى قائلة :
" مباركة أنت فى النساء ومباركة هى ثمرة بطنك " لو 1 : 42
فانطلق لسان العذراء مريم العذب برزانة فائقة وفى كلمات قليلة مفعمة بقمة الفهم والوعى الروحى المتقد ينشد التعظيم للإله :
" تعظم نفسى الرب وتبتهج روحى بالله مخلصى … " لو 1 : 48 - 49

" أى لسان جسدى يستطيع أن
يتأملك أيتها العــذراء
القديسة والدة الإلـــه …
لأنك صرت عرشا ملوكيا
للمحمول على الشاروبيم "

هكذا صيرتها النعمة الإلهية قدس أقداس حقيقى يسكنه الله ، سماء ثانية ، أما للحياة والنور والواحد القدوس .. كما يصفها التقليد الكنسى وتذكرها التسبحة اليومية .

" العذراء مريم هى فخر ومجد العذارى ، وفرح وتهليل الأمهات ، السند الأمين لكل المؤمنين ، ملجأ الأبرار والصديقين "
+ + +

من كتاب : العذراء مريم وتاريخ أجيال العذارى
 

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,102
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
w0ow4730b43d8dnq5.gif


لماذا تحتفل كنيستنا القبطية بتذكار نياحة السيدة العذراء
فى 21 من شهر طوبة المبارك من كل عام ؟

من المعروف أن نياحة القديسة الطاهرة مريم فى 21 طوبة حيث كانت قد بلغت من السن 58 سنة و 8 شهور و 16 يوم.

فبعد صعود السيد المسيح بأقل من 15 سنة أرسل الى أمة ملاكا “يحمل اليها خبر انتقالها، ففرحت كثيرا” وطلبت أن يجتمع اليها الرسل. فأمر السيد المسيح أن يجتمع الرسل من كل أنحاء العالم حيث كانوا متفرقين يكرزون بالأنجيل وأن يذهبوا الى الجثمانية حيث كانت العذراء موجودة.
وبمعجزة إلهية "وٌجدوا جميعا" فى لحظة أمام السيدة العذراء فيما عدا توما ال**** الذى كان يكرز فى الهند.

وكان عدم حضوره الى الجثمانية لحكمة إلهية. فرحت العذراء بحضور الرسل و قالت لهم: أنة قد حان زمان إنتقالها من هذا العالم.

وبعدما عزَتهم وودَعتهم حضر إليها إبنها وسيدها يسوع المسيح مع حشد من الملائكة
القديسين فأسلمت روحها الطاهرة بين يدية المقدستين يوم 21 طوبة ورفعها الرسل
ووضعوها فى التابوت و هم يرتلون و الملائكة أيضا غير المنظورين يرتلون معهم
ودفنوها فى القبر.

ولمدة ثلاثة أيام ظل الملائكة يرتلون حولها. لم تنقطع أصوات تسابيحهم وهبوب رائحة
بخور ذكية كانت تعَطر المكان حتى أن التلاميذ لم يتركوا المكان إلا بعد إنقطاع صوت
التسابيح ورائحة البخور أيضا.

وكانت مشيئة الرب أن يرفع الجسد الطاهر الى السماء محمولاً بواسطة الملائكة.

وقد أخفى عن أعين الآباء الرسل هذا الأمر ماعدا القديس توما ال**** الذى كان يبشَر فى الهند ولم يكن حاضراً وقت نياحة العذراء.

كان القديس توما فى الهند، وكما قلنا لحكمة إلهية – لم يحضر إنتقال السيدة العذراء
من أرضنا الفانية – ولكن سحابة حملتة لملاقاة جسد القديسة مريم فى الهواء. وسمع
أحد الملائكة يقول له "تقدم و تبَارك من جسد كليٍة الطهر، ففعل كما أمرة الملاك".

ثم أرتفع الجسد الى السماء ثم أعادتة السحابة الى الهند ليكمل خدمتة وكرازتة هناك.

فكَــر القديس توما أن يذهب الى أورشليم لمقابلة باقى الرسل. فوصلها مع نهاية شهر
أبيب – فأعلمه الرسل بنياحة السيدة العذراء. فطلب منهم أن يرى بنفسه الجسد قائلا:
"إنه توما الذى لم يؤمن بقيامة السيد المسيح إلا بعد أن وضع يدية فى آثار
المسامير". فلَما رجعوا معه وكشفوا التابوت لم يجدوا إلا الأكفان فحزنوا جدا،
ظانين أن اليهود قد جائوا وسرقوه، فطمأنهم توما وقال لهم: "بل رأيت جسد العذراء
الطاهرة محمولاً بين أيدى الملائكة".

فعرفوا منه أن ما رآه القديس توما الرسول يوافق نهاية اليوم الثالث الذى إنقطعت فيه
التسابيح ورائحة البخور. فقرروا جميعا أن يصوموا من أول مسرى وأستمر الصيام لمدة أسبوعين. وهو الصوم المعروف بصوم العذراء. رافعين الصلاة والطلبات للرب يسوع أن يمنحهم بركة مشاهدة هذا الصعود لجسدها إلى السماء.

فحقق الرب طلبتهم فى هذا اليوم المبارك 16 مسرى، وأعلنهم أن الجسد محفوظ تحت شجرة الحياة فى الفردوس.

لأن الجسد الذى حمل الله الكلمة تسعة أشهر وأخذ جسده أى ناسوته من جسدها لا يجب أن يبقى فى التراب ويتحلل ويكون عرضة للفساد ومرعى للدود والحشرات. ولازال تكريم السيد المسيح لأمه يبدو فى قبول شفاعتها لأنه قال "إنَى أكَرم الذين يكرموننى".

ولقد ظهر من القبر الذى كانت قد وضعت فيه عجائب كثيرة ذاع خبرها، مما أذهل اليهود الذين إجتمعوا وقرروا حرق الجسد الطاهر. فلما فتحوا القبر لم يجدوا فيه إلا بخوراً عطراً يتصاعد منه، فآمن جمع غفير منهم وأنصرف مشايخهم خائبين.


بركة سيدتنا العذراء مريم القديسة كل حين تكون معنا
آميــــــ+ـــــــن.
 

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,102
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
حنان وحزن
010.jpg

على الرغم من المشاعر الإنسانيّة الّتي يعبّر عنها نمط أيقونات الأمومة، لا يمكننا تجاهل علامات الحزن البادية على وجه العذراء وتعابير الخوف في وجه الطفل. وإذا نظرنا إلى أيقونات دفن المسيح، نجد العذراء تعانق ابنها الميّت بالطريقة نفسها. فالآلام هي الطابع السائد للحنان. لذلك يمكننا افتراض وجود علاقة بين نمط الأمّ الحنون وأيقونات الألم. وتظهر هذه العلاقة في نبوءة سمعان: "وأنتِ سينفذ سيف في نفسكِ لتنكشف الأفكار عن قلوب كثيرة" (لوقا 2: 35).

يعتمد افتراض العلاقة بين الحنان والحزن في أيقونات هذا النمط على أسس راسخة. ففي الطرف الآخر من أيقونة الأمّ الحنون المعروفة باسم فلاديمير، الّتي يُنسب تصويرها إلى أندريه روبليف، نجد رسمًا يرمز إلى صلب المسيح. هيكل أحمر وضِعَ عليه كتاب مغلق وقفت فوقه حمامة هي رمز للروح القدس. على يمين الكتاب إكليل شوك وعلى يساره أربعة مسامير. وينتصب خلف الهيكل صليب فارغ، وضِعَت حربة على يساره وعصا تعلوها إسفنجة على يمينه. وكُتِبَت حوله عبارة: IC XC - NI KA الّتي نجدها عادة على قربانة الإفخارستيّا ومعناها: "يسوع المسيح المنتصر".

تظهر أيضًا العلاقة بين الحنان والآلام في أيقونة واسعة الشهرة بشرقنا، وهي أيقونة المعونة الدائمة. فنمط هذه الأيقونة هو نمط الأمّ الحنون. يبدو فيها الطفل يسوع في حالة ذعر، فنرى صندله في صدد السقوط، وهو ينظر إلى الوراء نحو الأعلى خائفًا. ومن فوق، يطير ملاكان، واحد على يمين المشاهد يحمل صليبًا وآخر على اليسار يمسك بحربة وبعصا تعلوها إسفنجة. إنّ هذه الأيقونة إثبات واضح للعلاقة بين الأمّ الحنون والآلام. وقد غالى بعضهم في شرحها وقالوا إنّ المسيح، بما أنّه إله، كان يعرف منذ طفولته بأيّة ميتة بشعة سيموت. وقد مثّل الرسّام هذه المعرفة بالملاكين. ولمّا كان طفلاً، كان يرتعد لفكرة آلامه المقبلة فيلجأ إلى أمّه ويجد في حضنها ما ينشده من طمأنينة وأمان. في هذا الشرح العاطفيّ الجميل مبالغة لاتتوافق مع الإيمان بالتجسّد الحقيقيّ للكلمة. وكأنّ يسوع لم يعش كسائر الأطفال، ولم يعانِ في كلّ يوم صراعًا مع المجهول مثل أيّ شخص. فتبدو عمليّة الصلب مبرمجة مسبقًا، وتزول مسؤوليّة البشر فيها، وبالتالي تكون حياتنا سلسلة أقدار محتومة لاحول لنا فيها ولاقوّة.

لقد كتب كثيرون في القرون الأولى أناجيل غالت في تعظيم طفولة يسوع على هذا النحو، ونسبت إليه أعمالاً معجزيّة منذ حداثة سنّه، لكنّ الكنيسة رفضت هذه الكتب واعتبرتها منحولة. لهذا لا نقبل الشرح الوارد أعلاه ونعتقد أنّ أيقونة المعونة الدّائمة تبيّن على طريقتها صلة الحنان بالألم في نمط الأمّ الحنون. لعلّ شرح الأرشمندريت أنطون هبّي لهذه الأيقونة هو أدقّ ما قرأناه إلى الآن وأفضله. فهو يشير إلى أنّ الفنّان "رغب أن يجمع فيها (الأيقونة) عظائم أسرار ابن الّله لنشل البشريّة الخاطئة من وهدة الفساد والهلاك، فرسم المخلّص محمولاً على ذراع أمّه البتول الأيسر ... ومثّل في أعلى الصورة عن يمين رأس العذراء ويساره ملاكين يحملان آلات الصلب والآلام، دلالة على افتدائه جنس الآنام ... وبدلاً من أن يرنو يسوع إلى أمّه، قد نظر إلى الصليب وهاله مشهد الآلام المبرحة، فشدّ بكلتا يديه على يد أمّه اليمنى، ولفرط ذعره وارتجافه سقط حذاؤه من رجله اليسرى ... وبدا الحزن العميق على محيّا البتول لفرط حزن ابنها الإلهيّ، فهي شريكة المخلّص الحبيب في أفراحه وأتراحه ".

الصفات المميّزة

تصوّر أيقونة الأمّ الحنون امرأة تحمل ابنها غالبًا على ذراعها اليسرى وتضمّه بحنان إلى صدرها. تحني رأسها بعض الشيء وتلامس خدّه بخدّها. أمّا هو، فيعانقها بحرارة وحبّ، وينظر إليها بشغف. تحيط يده بعنقها وتتمسّك يده الأخرى بثوبها. ولا يعبّر وجه العذراء الناعم النبيل عن أيّ فرح، بل إنّها تنظر بعينين حزينتين إلى المشاهد أو إلى ابنها. إنّ هذه النظرة تختلف عن نظرات أمّ فخورة بابنها الفريد. فهي تقودنا إلى سرّ حياة أمضت عمرها في تأمّلها. إنّها نظرة إيمان. فالعذراء حملت الّله في قلبها قبل أن تحمله في أحشائها.

ترتفع يد العذراء اليمنى بلطف وكأنّها تريد سند ابنها خشية أن يسقط. وفي الآن نفسه تدعونا بهذه الحركة إلى مشاهدة ولدها إله الرأفة والحنان. ويلبس الطفل في غالب الأيقونات ثوبًا ذهبيًّا مضيئًا. فهو "نور من نور، إله حق من إله حق". أمّا عيناه، فلا يرتسم عليهما الحزن بل الخوف والقلق. إنّها العلاقة الإنسانيّة في أسمى معانيها. الطفل يلجأ إلى أمّه قلقًا، والأم تعطف على صبيّها، تحزن لقلقه وتمنحه الطمأنينة والهدوء.

الطفولة البشريّة للكلمة

نجمع في هذا النمط ما تعوّد النقّاد الفنّيّون أن يقسموه إلى اثنين. نمط الأمّ المرضعة ونمط الطفل الّلعوب. ففي كلا النمطين، يظهر الفنّان طفولة يسوع الّتي لا تختلف البتّة عن طفولة أيّ كائن بشريّ، ليبيّن أنّ التجسّد كان حقيقيًّا، وأنّ يسوع اختبر في نعومة أظافره ما اختبرناه نحن جميعًا في طفولتنا.

يقول إفدوكيموف في كتابه فنّ الأيقونة، إنّ الفنّ البيزنطيّ يتحاشى إظهار البعد البشريّ للكلمة المتجسّد لتتمكّن هويّته الإلهيّة من الظهور. لكنّا نظنّ أنّ هذا الكلام مبالغ فيه. فالكاتب ينقض في قوله هذا بعض اللوحات الفنّيّة الغربيّة الّتي تصوّر الطفل يسوع عاريًا، أو لاتعبّر من تصويرها له عن أيّ معنى لاهوتيّ أو روحانيّ. وقد خفي على كاتبنا أنّ الإقلال من شأن الطبيعة البشريّة ليسوع المسيح هرطقة أدانتها المجامع المسكونيّة، وأنّ الأيقونات الّتي سنأتي على ذكرها لازالت تنال إكرام الكنائس الأرثوذكسيّة.
 

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,102
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
المواضع التي ذكرت فيها السيدة العذراء مريم في الكتاب المقدس
في العهد القديم

virgin-mary-2.jpg


ذكر عنها نبوات كثيرة نذكر منها:
العليقة (خر 3)

تابوت العهد (خر 37)

قسط المن (خر 16)

عصا هرون (عد 17)

المجمرة الذهب (خر 30)

المنارة الذهب (عد 8)

السلم الذي رآه يعقوب (تك 28)

الباب المغلق (خر 44)



أيضاً تكلم عنها إشعياء النبي (اش 7):



"ولكن يعطيكم السيد نفسه آية. ها العذراء تحبل وتلد ابنا وتدعو اسمه عمانوئيل"

(اشعياء 7: 14)

وتكلم عنها إرميا النبي (إر 31)

سليمان الحكيم (أم 31) .......(1)



وأيضاً في العهد الجديد

"هوذا العذراء تحبل وتلد ابنا ويدعون اسمه عمانوئيل الذي تفسيره الله معنا"

(متى 1: 23)



"وفي الشهر السادس أرسل جبرائيل الملاك من الله الى مدينة من الجليل اسمها ناصرة. الى عذراء مخطوبة لرجل من بيت داود اسمه يوسف. واسم العذراء مريم"

(متى 1: 26 ، 27)



"ولكن لما جاء ملء الزمان ارسل الله ابنه مولودا من امرأة مولودا تحت الناموس"

(غلاطية 4: 4)





"اما ولادة يسوع المسيح فكانت هكذا. لما كانت مريم أمه مخطوبة ليوسف قبل ان يجتمعا وجدت حبلى من الروح القدس"

(متى 1: 18)



"وأتوا الى البيت ورأوا الصبي مع مريم أمه. فخروا وسجدوا له. ثم فتحوا كنوزهم وقدموا له هدايا ذهبا ولبانا ومرّا"

(متى 2: 11)



"وفيما هو يكلم الجموع اذا أمه واخوته قد وقفوا خارجا طالبين ان يكلموه"

(متى 12: 46)

"أليس هذا ابن النجار. أليست أمه تدعى مريم واخوته يعقوب ويوسي وسمعان ويهوذا"

(متى 13: 55)



"وباركهما سمعان وقال لمريم أمه ها ان هذا قد وضع لسقوط وقيام كثيرين في اسرائيل ولعلامة تقاوم"

(لوقا 2: 34)

"فلما ابصراه اندهشا. وقالت له أمه يا بنيّ لماذا فعلت بنا هكذا. هوذا ابوك وأنا كنا نطلبك معذبين"

(لوقا 2: 48)





"ثم نزل معهما وجاء الى الناصرة وكان خاضعا لهما. وكانت أمه تحفظ جميع هذه الأمور في قلبها"

(لوقا 2: 51)





"وجاء اليه أمه واخوته. ولم يقدروا ان يصلوا اليه لسبب الجمع"

(لوقا 8: 19)





"قالت أمه للخدام مهما قال لكم فافعلوه"

(يوحنا 2: 5)



"وكانت واقفات عند صليب يسوع أمه واخت أمه مريم زوجة كلوبا ومريم المجدلية "

(يوحنا 19: 25)

"فلما رأى يسوع أمه والتلميذ الذي كان يحبه واقفا قال لأمه يا امرأة هوذا ابنك "

(يوحنا 19: 26)



"وبعدما انصرفوا اذا ملاك الرب قد ظهر ليوسف في حلم قائلا قم وخذ الصبي وأمه واهرب الى مصر وكن هناك حتى اقول لك. لان هيرودس مزمع ان يطلب الصبي ليهلكه "

(متى 2: 13)



"فقام واخذ الصبي وأمه ليلا وانصرف الى مصر"

(متى 2: 14)





"قائلا. قم وخذ الصبي وأمه واذهب الى ارض اسرائيل. لانه قد مات الذين كانوا يطلبون نفس الصبي"

(متى 2: 20)





"فقام واخذ الصبي وأمه وجاء الى ارض اسرائيل"

(متى 2: 21)





"فجاءت حينئذ اخوته وأمه ووقفوا خارجاً وارسلوا إليه يدعونه"

(مرقس 3: 31)

"وكان يوسف وأمه يتعجبان مما قيل فيه"

(لوقا 2: 33)





"وبعدما اكملوا الايام بقي عند رجوعهما الصبي يسوع في اورشليم ويوسف وأمه لم يعلما"

(لوقا 2: 43)





"وبعد هذا انحدر الى كفرناحوم هو وأمه واخوته وتلاميذه واقاموا هناك اياما ليست كثيرة"

(يوحنا 2: 12)





"وقالوا أليس هذا هو يسوع ابن يوسف الذي نحن عارفون بابيه وأمه. فكيف يقول هذا اني نزلت من السماء "

(يوحنا 6: 42)





"فقالت مريم هوذا انا أمة الرب. ليكن لي كقولك. فمضى من عندها الملاك"

(لوقا 1: 38)





"فقامت مريم في تلك الايام وذهبت بسرعة الى الجبال الى مدينة يهوذا"

(لوقا 1: 39)



"فلما سمعت اليصابات سلام مريم ارتكض الجنين في بطنها. وامتلأت اليصابات من الروح القدس"

(لوقا 1: 41)



"فقالت مريم تعظم نفسي الرب"

(لوقا 1: 46)





"فمكثت مريم عندها نحو ثلاثة اشهر ثم رجعت الى بيتها"

(لوقا 1: 56)



"ليكتتب مع مريم امرأته المخطوبة وهي حبلى"

(لوقا 2: 5)





"فجاءوا مسرعين ووجدوا مريم ويوسف والطفل مضجعا في المذود"

(لوقا 2: 16)



"واما مريم فكانت تحفظ جميع هذا الكلام متفكرة به في قلبها"

(لوقا 2: 19)





"وباركهما سمعان وقال لمريم أمه ها ان هذا قد وضع لسقوط وقيام كثيرين في اسرائيل ولعلامة تقاوم"

(لوقا 2: 34)



"هؤلاء كلهم كانوا يواظبون بنفس واحدة على الصلاة والطلبة مع النساء ومريم ام يسوع ومع اخوته"

(اعمال 1: 14)
 

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,102
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
ميمر إصعاد جسد العذراء مريم
للقديس كيرلس السكندري 16 مسرى
17820the20virignqu8.jpg


أيها الأخوة الأحباء أعيروني أذاناً صاغية وقلوباً واعية كي أقص عليكم أنا الحقير كيرلس بطريرك الاسكندرية ما وجدته مكتوباً بأيدي سادتنا الآباء الرسل الأطهار معززاً بشهادة القديس يوحنا البتول حبيب ربنا يسوع المسيح بخصوص صعود جسد السيدة العذراء فى مثل هذا اليوم الذى هو السادس من شهر مسرى ووجوده تحت شجرة الحياة التى بسطت أغصانها عليه بأمر الثالوث الأقدس الإله الواحد الذى ينبغي له السجود والعظمة إلى دهر الداهرين وتفصيل ذلك :



أنه لما كان بعد نياح السيدة العذراء فى اليوم الحادي والعشرين من شهر طوبة حيث أنتشرت رائحة زكية لم يشتم مثلها من قبل وصوت من السماء يقول طوباك أيتها الممتلئة نعمة الرب معك وبعد أن دفنت داخل جثسيماني بحقل يهوشافاط بإرشاد الروح القدس، وبواسطة الرسل الأطهار الذين إستمروا يقدمون الصلوات من حين لآخر أمام قبرها الطاهر حتى السادس عشر من شهر مسرى فأشرق عليهم نور سمائي فى الوقت الذى كانوا فيه يسبحون ويرتلون أمام باب المغارة الموضوع فيها جسدها الطاهر وسمعوا أصوات تهليل وتسابيح روحانية ونغمات ملائكية ولم يعلموا سر ذلك؛ فإن الإله له المجد أراد أن يرفع جسد والدته على أجنحة ملائكته النورانية فأرسل طغمة منهم لإتمام ذلك حسب مشيئته، وكان توما أحد الرسل ببلاد الهند ولم يحضر اليوم الذى تنيحت فيه السيدة العذراء لسر لا يعلمه أحد ما ولما كان هذا التلميذ لا يؤمن ما لم يره؛ أراد الله أن يظهر له هذا السر العظيم فأرسل سحابة نورانية وأمره بواسطه الروح القدس أن يعلوها قاصداً موضع جثسيماني بحقل يهوشافاط حيث هناك أخوته الرسل وبينما هو على السحابة إذ رآى طغمة الملائكة تحمل جسد السيدة العذراء؛ فإستفسر عن حقيقة الحال فقيل له أن هذا هو جسد السيدة العذراء مرتمريم التى تنيحت وأمرنا السيد أن نحمله ونصعد به إلى فردوس النعيم ففرح كثيراً وسجد لها وقبل جسدها وطوبها، ثم أنزلته السحابة عند الرسل فسلم على أخوته وقالوا له :
ما الذى أخرك عن الحضور يوم نياحة العذراء لترى العجائب التى ظهرت على يديها، حقاً لقد فاتك أمر عظيم جداً.
فأجابهم : إن الروح القدس أعلمني بكل شيء فى حينه وأني كنت مشتغلاً وقتها فى عماد أكلوديا ابنه ملك الهند وها قد أتيت الآن وليَّ رغبة شديدة فى أن أنظر جسد سيدتي(يقصد بذلك ألا يخبرهم بحقيقة ما رآه مباشرة بل أراد تمهيد الطريق أولاً حتى لا يزعج أخوته) فأجابوه قائلين : أنه داخل المغارة ويصعب علينا رفع الحجر عن باب القبر لجسامته، فقال : أنا لا أصدق جميع ما تقولونه إن لم آره بعيني، فأجابوه : ألم تزل فى شكوك حتى الآن، ونسيت ما فعلته يوم قيامة المخلص، فقال : أنا هو توما الذى لا يصدق إلا إذا رآى، فقاموا معه ودحرجوا الحجر عن باب القبر بعد عناء شديد، ثم دخلوا إلى داخل فلم يجدوا جسد العذراء ....

فوقفوا باهتين متحيرين وهم يقولون ما الذي حدث؟! فوقف توما بينهم وهم حيارى وقال لهم لا تحزنوا يا أخوتي لأني رآيت اليوم جسد سيدتي العذراء محمولاً على أجنحة الملائكة وقت أن كنت آتياً على السحابة فطلبت إليهم أن يخبروني فأجابوني أن هذا جسد السيدة العذراء نحمله إلى الفردوس بأمر السيد المسيح فقبلته وتباركت منه وطوبته فتعجبوا جداً لأجل ذلك ومجدوا الله .....
أيتها الخدر الملوكي إن الروح القدس حل عليك وقوة العليَّ ظللتط لأن المولود منك حقاً هو كلمة الله وابن الآب الذى لا إبتداء له ولا نهاية، قد أتى وخلصنا من خطايانا، أنت أصل ذرية داود التى ولدت لنا مخلصنا يسوع المسيح وحيد الأب قبل كل الدهور، أنت القبة المدعوة قدس الأقداس والتابوت المصفح بالذهب من كل جانب، وألواح العهد المكتوبة بأصبع الله، والقسط الذهب والمن مخفى فيه مثال ابن الله الذى أتى وحل فيه وتجسد بوحدانية غير مفترقة؛ دعيتي أم الله الملك الحقيقي ومن بعد الميلاد بقيتي عذراء كما قال حزقيال النبي.
يا مريم ممجد هو عمانوئيل الذى ولدتيه من أجل هذا حفظك بغير فساد، تشبهتي بالسلم الذى رآه يعقوب مرتفعاً إلى علو السماء، السلام لك أيتها المنارة النقية التى حملت مصباح اللاهوت، إفرحي يا رجاء خلاص المسكونة كلها لأنه من أجل طهارتك صرنا أحراراً من لعنة حواء ومن أجلك صرناً مسكناً للروح القدس هذا الذى حل عليك وطهرك، من أجل هذا نحن نعيد عيداً روحانياً صارخين مع الملك داود المرتل قائلين:
قم يارب إلى راحتك أنت وتابوت موضع قدسك الذى إخترته الذى هو أنت يا مريم العذراء، السلام لك أيتها المائدة الروحانية التى منها أخذ خبز الحياة لكل أحد، السلام لك يا فخرنا ورجاءنا وثباتنا بظهور إلهنا ومخلصنا يسوع المسيح منك، نعظمك بإستحقاق مع أليصابات نسيبتك قائلين : "مباركة أنت فى النساء ومباركة هى ثمرة بطنك" السلام لفخر جنسنا التى ولدت لنا عمانوئيل نسألك أذكرينا أيتها الشفيعة الأمينة عند ابنك الحبيب ربنا يسوع المسيح ليغفر لنا خطايانا ويسامحنا على هفواتنا ويثبتنا على الإيمان المستقيم إلى النفس الآخير الذى له المجد الدائم إلى الأبد أمين.
 

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,102
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
ظهور العذراء للقديس يحنس كاما

zhorha_lel_kedes_yehnes_kama.jpg


وحدث أنه لما كان فى ليلة الأحد المقدسة قائماً يصلى دخلت إليه أم الله القديسة العذراء فى مجد عظيم لا ينطق به وبصحبتها جماعة من الملائكة فسقط القديس على وجهه من الخوف فأقامته أم النور وقالت له :



" السلام لك يا أبو يحنس حبيب إبنى يسوع المسيح تقو وأثبت لتصير إنساناً شديداً له صبر عظيم محارباً ضد الأرواح الشريرة التى تناضل ضدك . هوذا أكون معك حتى تغلبهم جميعاً وتكمل إرادة الرب، وهوذا أثبت عهدى معك واحفظ رحمتى لك ، لأنى سأسكن هذا الموضع معك لأنى أحببته ، وليكن لك شركة مقدسة وليصر لك بنون كثيرون ويدعى اسمك عليهم وتبنى كنيسة فى شركتك ( أى ديرك ) ويدعى اسمى عليها وبركة ابنى وسلامه وحفظه تحل فى شركتك والملائكة تحوط بديرك ويحافظون على أولادك حتى لا ينقب أحد المفسدين أسوار مسكنك إلى الأبد ، وإذا سار بنوك فى طرقك وصنعوا أوامرك وحفظوا وصاياك ونواميسك ، وأحبوا بعضهم البعض بالمحبة وبقوا فى الطهارة والبر أسكن معهم إلى الأبد وأبارك خدمتهم وعمل يديهم ويرثون الحياة الأبدية معك فى ملكوت السموات ثم أعطته ثلاثة دنانير ذهب عليها علامة الصليب وقالت له " خذ هذه وضعها فى كيس الدياكونية (أى خدمة الدير) وبركة إبنى ستكون فيها إلى الأبد " ولما قالت هذه الأمور له أعطته السلام وملأته بالقوة ثم اختفت عنه بمجد عظيم.
 

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,102
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
مع متياس الرسول، العذراء حلة الحديد، شفاعة العذراء، خلاص متياس الرسول وحل الحديد :
Guadalupe.jpg



بعد حلول الروح القدس على التلاميذ الأطهار تفرقوا إلى جميع أقطار الأرض يكرزون ببشارة الملكوت، وقد ذهب متياس الرسول إلى مدينة تدعى برطس بجوار غلاطية، وكان أهلها يعبدون الأصنام؛ فإبتدأ يبشر بالمسيح فى هذه المدينة ويصنع العجائب فآمن كثيرون مما سمعوه ورآوه، وصاروا يكسرون الأصنام؛ ولكن عدو الخير اذى يقاوم سبل الله المستقيمة دائماً أهاج سخط الوثنيين على متياس وسعوا لدى الوالي قائلين (مشتكيين) :



أنه شخص لا يحترم آلهة المدينة ولا قوانينها، فغضب الوالي وأمر بالقبض على الرسول ووضعه فى السجن وكذا سجن معه أيضاً كثيرين من الذين عَمدهم؛ فصلى متياس الرسول فى أعماق السجن إلى الله أن ينقذه من الأغلال فسمعت السيدة العذراء فى أورشليم أن متياس فى ضيق شديد؛ فصلت العذراء مريم وطلبت من إبنها أن يرشدها إلى مكان متياس؛ فأرشدها الروح القدس إلى مدينة برطس وهناك قابلت العذراء مريم إمرآه عجوز كانت قد آمنت على يد متياس الرسول فسألتها عن مكانه فأرشدتها إلى السجن فلما وصلت إلى السجن ورآت أنه مقفول بسلاسل من الحديد صلت السيدة العذراء مريم إلى الله أن ينحل الحديد ويذوب ويصير كالماء فسمع الله صلاتها، وذاب الحديد الموجود فى الأبواب والأقفال وذاب أيضاً كل الحديد فى المدينة، وحينئذ خرج المسجونيين بفرح من السجن فذهب السجانون إلى الوالي وأخبروه بما حدث فإضطرب ولم يصدق وأمر بإحضار سياف لقطع رؤوس المسجونيين الهاربين ولما حضر السياف قال له إن كل الحديد والنحاس قد ذاب وليس لدينا سيوف ولا آلات عذاب وحتى آلهتنا ذابت اليوم وفيما هم على هذه الحال حضر كثيرون من أهل المدينة مشتكين مما جرى ... أحدهم يشكو من ذوبان حديد أوتاد دابته وآخر يشكو من ذوبان حديد محراثه أو نورجه، وآخر يشكو من ذوبان حديد أقفال منزله، وإضطربت المدينة كلها فسأل الوالي عن السبب فقالوا له قد حضرت لمدينتا سيدة غريبة وعجيبة تبحث عن متياس الرسول المسجون فلما أوقفناها أمام أبواب السجن المغلقة بالأقفال صلت صلاة لم نفهمها ورآينا بعدها أبواب السجن والأقفال قد ذابت وخرج جميع المسجونيين وجرى هذا الحادث العجيب فى المدينة كلها، فأرسل الوالي فى طلبها ولما حضرت عنده سألها قائلاً: إخبريني من الذى حل الحديد ؟؟؟؟؟؟ أجابت البتول: إلهنا الحقيقي يسوع المسيح هو الذى جعلني أحل الحديد.

وكان للوالي ابن مجنون به شيطان فأمر بإحضاره أمام السيدة الطاهرة فلما رآها من بعيد صرخ قائلاً: هذه هى أم الله الواحد، فقالت له العذراء أخرج منه يا شيطان فخرج للحال وجلس يتكلم بعقل، ففرح الوالي جداً وآمن بالمسيح وهكذا أهل المدينة جميعاً؛ حينئذ سألوها أن ترجع لهم قوة الحديد ثانية فصلت إلى إبنها الحبيب فرجع الحديد فرجع الحديد جامداً كما كان، فطلب أهل المدينة جميعاً العماد فى الحال فعمدهم متياس؛ وحينئذ حطم الوالي كل الأصنام وأمر ببناء كنيسة عظيمة على إسم والده الإله أما السيدة العذراء فكرمها أهل المدينة جداً وطلبوا أن تشفع فيهم فى كل وقت.
 

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,102
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
كيف تقرأ الأيقونة
أيقونة السيدة العذراء وهي تحمل الطفل يسوع المسيح

sath2031gs8.jpg

:-تحمل السيدة العذراء الطفل يسوع على يدها وممسكا باحدى يديه برسالة إما مطوية أو مفتوحة وأحيانا يحمل عليها ما يشبه الكره وباليد الأخرى يشير لنا بأصبعه بطريقة خاصة .. وينتعل في قدميه بصندل أحد فردتيه مفكوكا ومعلق بقدمه كاد أن يسقط والأخر مربوطا بقدمه الأخرى ونجد في أعلى الأيقونة على اليمين واليسار ملاكين ممسكين بأشياء في أيديهم.
هذه هي أيقونة التجسد سوف نوضح الصورة بدقة :-
العذراء وهي تحمل الطفل يسوع نجدها لا تلتفت إليه وإنما تنظر إلى بعيد إلى مستفبل الأيام وإلى العذابات التي سيراها ابنها الوحيد الذي سيقدم نفسه فديه عن كثيرين . لذلك يرتسم على وجهها صورة آلام ابنها المستقبليه وحزنها يبدو واضحا على وجهها لان هذا الابن سيصلب من أجل خلاص البشر ولكنهم غافلون عن أمر وأهمية هذا الخلاص.
ملابس العذراء :
نجد العذراء دائما تلبس الأزرق الأحمر الأبيض
الأزرق أو السماوي :
لأنها السماء الذي حل في بطنها الله المتجسد فأصبحت سماء لهذا الابن – ويشير اللون إلى الحق السماوي .
اللون الأحمر القرمزي :
فهو لون معروف بانه اللون الملكي لا يلبسه الا الملوك والأباطره والعذراء بالطبع تلقبها الكنيسة بأنها الملكة وأم الملك فهي لذلك ترتدي اللون الأحمر القرمزي.
اللون الأبيض :
فهو رمز الطهارة ودائما نجد أنها تلبس طرحه بيضاء على رأسها فهي العذراء الطاهره النقية بلا دنس ولا غش.
النجوم :
نجد على العذراء مريم إما نجمتين أو ثلاث نجوم واحدة على الكتف الأيمن – والثانية على الرأس فوق الجبهة بقليل – والثالثة على الكتف الأيسر.
وهذا يعني أن العذراء مريم بتول قبل وأثناء وبعد ولادتها للطفل يسوع .
أما إذا وجد نجمتان فقط تعني أنها بتول قبل وبعد ولادتها للطفل يسوع والنجمتان واحدة على الكتف الأيمن تشير إلى البتوليه والثانية أعلى الجبهة فوق الرأس تشير إلى الطهارة فهي العذراء البتول الطاهرة.
ويضيفون في بعض الأيقونات أحيانا عدد النجوم الصغيرة جدا على الثوب الأزرق لأنها سماء ثانية والسماء الثانية بالطبع مزينة بالنجوم أي كمال الطهارة . ولكن لابد من وضوح النجمتين أو الثلاثة نجوم الكبار.
الطفل يسوع
لون الملابس
اللون الأبيض :
يرمز للطهارة
اللون الأصفر :
يرمز إلى النقاوه أي بلا خطية كالذهب المصفى ليس به شوائب وهو قد شابهنا في كل شئ ما خلا الخطية وحدها وأيضا هو لون النصرة والقيامة.
اللون الأحمر :
هو اللون الملكي فهو ملك الملوك ورمز الفداء للدم المسال عنا على الصليب علامة خلاصنا
اللون البنفسجي :
وهو اللون الوحيد الذي يرتديه السيد المسيح لأن الامبراطور في عصره كان يلبس فقط هذا اللون فهو قاصر على الأباطرة والملوك فقط
اللون الأخضر :
هو لون يرمز للشر وذلك من أيام الفراعنه فلا يرتديه أي من القديسين بل يرتديه يهوذا الاسخريوطي مثلا أو نجعل هذا اللون على التنين الذي يحاربه القديسين أو الملوك الطغاه الذين سقطوا صرعى تحت خيول القديسين كالملك الصريع تحت أرجل حصان القديس أبو سفين والقديس ديمتريوس
الصندل المفكوك :
هذا الصندل الذي نلاحظه مفكوكا في أحد قدمي الطفل يسوع ويكاد أن يسقط منه فهو رمز الفكاك . حيث كان في العهد القديم " عادة " ان الرجل الذي يموت دون أن ينجب أولا تتزوج زوجته من أخيه والابن الأول ينسب للزوج التوفي والابن الثاني ينسب للزوج الحالي وهو أخو الزوج الأول المتوفي حتى يقيم نسل لأخيه المتوفي فلعل يأتي المسيح المنتظر من هذا النسل واذا رفض أخو الزوج المتوفي أن يتزوج من زوجة أخيه كانت تخلع هذه الزوجة نعله من رجله وتبصق في وجهه وذلك أمام شيوخ مدينته – ويدعى اسمه مخلوع النعل (تث 25 : 8 –10 )
فجاء المسيح المنتظر وقام بفكنا من هذه العادات القديمة أو الطقس اليهودي القديم لأنه لا خوف بعد ذلك لأن المسيح قد جاء بالفعل وكانه يقول لنا :
لا تعودوا تتزوجوا زوجة الأخ المتوفي بغير نسل وما دمت قد جئت فقد فككتكم من هذا لأني "أنا هو وليس آخر سواي ".
الصندل الآخر المربوط :
عن الصندل المربوط في قدمه الاخرى فالانسان حينما اخطا عاقبه الله بان جعله في الأرض وهي تنبت شوكا وحسكا - أي الخطية – فإذا سار الانسان حافي القدمين على هذه الأرض المملوءة شوكا وحسكا فستدخل الخطية اليه . فكان لابد للانسان أن يحمي نفسه من الأشواك والحسك ويحمي هذه القدم العاريه فلابد أن ينتعل بشئ في قدمه ز فأخذ ذبيحه وذبحها وأخذ جلدها وعمل منه صندل أو حذاء ليحميه من الشوك والحسك.
فالذبيحة أو الخروف إشارة إلى المسيح فهو الذبيح الذي ذبح لكي يحمينا وينقذنا من الخطية أي أن المسيح هو الذي فدانا وقدم نفسه فداء عنا لكي يحمينا في هذا العالم.
في أيقونة القيامة نجد السيد المسيح حافي القدمين وكذلك أيقونة الصعود لأن هناك لاتوجد خطية أرض بلا شوك أو حسك . لاتحتاج إلى الفاصل أو الحاجز الذي أستخدمناه ونحن على أرض الشقاء.
يد الطفل
اليد الأولى :
تحمل ما يشبه الكرة فهي رمز للكون كله لأنه "ضابط الكون" "وخالق كل شئ بحكمته"والكل منقوش في كفه فنحن مركز اهتمامه وخلاصنا في يده.
وأحيانا بدلا من الكره يحمل رسالة مطويه أو مفتوحه وأحيانا في شكل كتاب . فهذه الرسالة هي رمز الحكمة.
فهو أتى لنا معلما وأتى بحكمته الالهيه التي ليست من هذا العالم أتى ومعه الدستور السماوي . الروح المعاش لكي نسير على هذا وليكون لنا حياة ويكون لنا أفضل.
اليد الثانية (اليمنى):
نجد أحيانا أنه يشير باصبع واحد (السبابه) لأنه واحد مع الاب. ويقول أنا هو الأول والاخر وليس اخر غيري هذا ايضا هو موضع البركه الذي نبارك شعبه وأولاده و يعطيهم الطمأنينه والأمان.
أجيانا أخرى نجد أصبعين متجاورين- السبابه والوسطى فهي تعني اني كامل في اللاهوت وكامل في الناسوت واللاهوت والناسوت إتحدا معا وذلك في نهاية الاصبعين ونجد في بعض الأيقونات يشيربأصبع الابهام إلى طرف الأصبع الرابع أو طرف البنصر وبذلك يشير للرقم 10 باليونانيه " باعتبارها ان الأصبع ثلاثة اجزاء " وهو حرف اليوطا. وكما نقول في التسبحه دلتنا اليوطا على اسم الخلاص فهو أول حرف من اسمه " ايسوس باخرستوس " أي يسوع المسيح.
الهالة :
يجب ان توضع هالة صفراء لكل من السيد المسيح والسيده العذراء والملائكة و لجميع القديسين حول رأسهم .
ولكن هالة السيد المسيح تكون أكبرهم حجما فهي تبدأ من الكتف من المنكبين الذي يحمل عليهما الخروف الضال ويرشده إلى الصواب والذي حمل عليه خشبة الصليب ليتمم الخلاص ويحررنا من خطايانا وهو بلا خطية . وأحيانا نجد في بعض الأيقونات ان هالة السيد المسيح على محيطها من الخارج ثقوب صغيرة تلفها كلها . دليل الآلام والجراحات التي كانت وقت الصلب.
ونجد دائما في هالة السيد المسيح الصليب مرسوما داخلها ورأسه في مركز الصليب وحول الرأس نقرأ هذين الحرفين "الألفا والأوميجا " أي البداية والنهاية .
الملاكان :
نجد في أعلى الصورة ملاكين أحدهما يمسك صليبا والثاني يمسك الحربة والقصبة الطويلة التي فوقها الاسفنجه والتي وضع عليها الخل حينما عطش السيد المسيح وطلب أن يشرب فرفعوها له على الصليب.
فهذه هي الأدوات التي استخدمت في عملية الصلب لتدل لنا على النبوءه والمستقبل بان هذا سيحدث ومن هذا جاء الميلاد وجاء التجسد ليتم الصلب ويتم الخلاص للبشرية كلها.
 

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,102
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
عذراء المغارة _ حواء الثانية

maryam11mh3.jpg



تمت أيامها لتلد وولدت ابنها البكر لفته وأضجعته في مذود البهائم كانوا فقراء لم يكن لهم مكان يؤون إليه وظهرت المغارة في عيني مريم بلاطا أنيقا ولدت في أفقر مكان في العالم

هل علمت مريم من المولود ؟

هل علمت أنه الغني الذي يمنح الغنى للأشرار والأخيار ؟

هل علمت مريم أن مولودها هو ازلي كان موجودا قبلها .


هل علمت مريم أنها ولدت آدم الثاني وأنها حواء الثانية ؟



حواء الأولى كانت سبب السقوط لكل البشر من ذريتها ، حواء الثانية كانت سبب الخلاص للبشرية كلها .



حواء الأولى ذاقت من عود الشجرة المُحًرمة بعد تسلل الكبرياء لقلبها ، حواء الثانية جلبت الثمرة التي خلصت كل المؤمنين بتناولهم من شجرة الحياة .



حواء الأولى تكبرت فكان كبريائها سبب هلاكها ، حواء الثانية قالت ها أنا ذا أمة الرب أي تواضعت فكان تواضعها سبب رفعتها للمجد .



حواء الأولى ولدت بنين بالجسد بحكم آلام الولادة ، حواء الثانية ولدت كل المؤمنين الذين آمنوا بالخلاص روحيا خارج حكم الآلام .



حواء الأولى ولدت نسلا فاسدا بعد أن فسدت بالخطيئة ، حواء الثانية ولدت الخلاص ليس بمشيئة رجل قد فسد .



حواء الأولى ماتت بالجسد بفساد الخطيئة ، حواء الثانية ماتت بالجسد لكنها غير فاسدة لذلك نقلها ابنها الإله بالنفس والجسد إلى ملكوته السماوي قائمة على يمينه .



جلست مريم حواء الجديدة تراقب أحداث الميلاد وتتفكر في قلبها صامتة متأملة بما يدور من حولها يا ترى لو لم تصمت وتكلمت


ماذا كانت تعدد وتتكلم هل كانت تكتب إنجيلا خامسا ؟


لو تكلمت لأفصحت أنها أول خزانة للقربان مصنوعة بيد الله لا بيد البشر .


لو تكلمت لقالت أنا تابوت العهد الجديد الذي حوى خلاص البشر من اللعنة .


لو تكلمت لقالت أنا مبخرة الذهب التي عطرت المؤمنين برائحة النعمة وحوت نار اللاهوت ولم تحترق .


لو تكلمت لقالت أنا الكرمة التي أنتجت عنقود الطهارة لكل البشر .


لو تكلمت لقالت أنا جرة المن السماوي الذي أشبع جوع المؤمنين .


لو تكلمت لقالت أنا الباب المغلق الذي دخل فيه الرب وأكل فيه خبزا بقي مغلقا لا يعبر منه أحد بعد الرب كما صرح بذلك حزقيال النبي ( حزقيال 44 ) فأنا العذراء قبل وأثناء وبعد الولادة أنا الدائمة البتولية .



لم تتكلم العذراء ولم تتفوه بشيء هل علمت أن الكتاب المقدس قد عوضها بدل الكلام صمتا مقدسا فقد وصفها وتحدث عنها بما يجعل كل فم يصمت بل ويتعجب منها .



صمتت عذراء المغارة في الوقت الذي كانت يجب أن تتكلم لكنها عاينت عجائب الميلاد وعلمتنا كيف يكون الصمت مقدسا كل التقديس وأبلغ من كل كلام بشري لا يستطيع التعبير عن مجد الله الذي عاينته منذ بشارتها .



بهذه الفضائل كلها تفكرت مريم بمراحم الله ولم تتكلم فكانت معلمة الصمت المقدس الأولى فلم يسبقها أحد في صمتها المتواضع .



ليتنا نتعلم من امنا حواء الجديدة صمتها وتأملها ، ليتنا نستقي من تواضعها تحطيما لكبريائنا . ليتنا نتعلم الصلاة الصامتة التي تخرج من عمق القلب وتشق السماء بحرارة كبيرة فتصل عرش الله .



دامت تلك الفضائل بركة للمؤمنين وشفاعة أمنا البتول تكون معنا وتساهم في تقديس قلوبنا بالميلاد العظيم ولنتأمل جميعا جلوسها على تراب المغارة تتأمل المولود ونتأمل معها في ذلك

 

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,102
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
من‏ ‏أسس‏ ‏صوم‏ ‏العذراء؟

17820the20virignqu8.jpg


للمتنيح‏ ‏الأنبا‏ ‏غريغوريوس

العذراء‏ ‏مريم‏ ‏هي‏ ‏التي‏ ‏بدأت‏ ‏هذا‏ ‏الصوم‏,‏لأنها‏ ‏خاصة‏ ‏بعد‏ ‏صعود‏ ‏المسيح‏ ‏إلي‏ ‏السماء‏,‏نالها‏ ‏كثير‏ ‏من‏ ‏التعب‏ ‏والمضايقات‏ ‏والمنغصات‏ ‏من‏ ‏قبل‏ ‏اليهود‏,‏الذين‏ ‏حاولوا‏ ‏أن‏ ‏يصبوا‏ ‏عليها‏ ‏غضبهم‏ ‏وضيقهم‏ ‏من‏ ‏المسيح‏, ‏وخاصة‏ ‏بعد‏ ‏أن‏ ‏قام‏ ‏من‏ ‏بين‏ ‏الأموات‏,‏فالعذراء‏ ‏نالت‏ ‏متاعب‏ ‏كثيرة‏ ‏جدا‏,‏وهي‏ ‏المرأة‏ ‏الرقيقة‏ ‏التي‏ ‏يجب‏ ‏أن‏ ‏لا‏ ‏تعامل‏ ‏بقسوة‏ ‏كما‏ ‏عاملها‏ ‏اليهود‏,‏كانت‏ ‏العذراء‏ ‏مقيمة‏ ‏في‏ ‏بيت‏ ‏يوحنا‏ ‏حتي‏ ‏تنيحت‏,‏نحو‏ ‏أربعة‏ ‏عشر‏ ‏سنة‏ ‏حسب‏ ‏وصية‏ ‏المسيح‏ ‏إليه‏ ‏عندما‏ ‏قال‏ ‏لهخد‏ ‏هذه‏ ‏أمكوقال‏ ‏للعذراء‏ ‏مريمخذي‏ ‏هذا‏ ‏ابنك‏.‏وكان‏ ‏يوحنا‏ ‏رسولا‏ ‏يكرز‏ ‏ويبشر‏ ‏وينتقل‏ ‏في‏ ‏كل‏ ‏أرض‏ ‏فلسطين‏.‏وكانت‏ ‏العذراء‏ ‏مريم‏ ‏تباشر‏ ‏العبادة‏ ‏من‏ ‏صلاة‏ ‏وصوم‏.‏وكانت‏ ‏تذهب‏ ‏إلي‏ ‏قبر‏ ‏المسيح‏ ‏له‏ ‏المجد‏,‏ومعها‏ ‏صويحباتها‏ ‏من‏ ‏عذاري‏ ‏جبل‏ ‏الزيتون‏,‏لقد‏ ‏اتخذن‏ ‏العذراء‏ ‏مريم‏ ‏رائدة‏ ‏لهن‏ ‏وقائدة‏ ‏لهن‏,‏وتمثلن‏ ‏بسيرتها‏ ‏فكن‏ ‏يتبعنها‏,‏وتألفت‏ ‏منهن‏ ‏أول‏ ‏جمعية‏ ‏للعذاري‏,‏وهو‏ ‏نظام‏ ‏العذاري‏ ‏السابق‏ ‏علي‏ ‏نظام‏ ‏الرهبنة‏ ‏بالنسبة‏ ‏للبنات‏.‏لأن‏ ‏في‏ ‏العصور‏ ‏القديمة‏ ‏قبل‏ ‏القرن‏ ‏الرابع‏ ‏للميلاد‏,‏كان‏ ‏هناك‏ ‏نظام‏ ‏اسمه‏ ‏نظام‏ ‏العذاري‏,‏لمن‏ ‏نذرن‏ ‏عذراويتهن‏ ‏للمسيح‏,‏وكان‏ ‏لهم‏ ‏خوروس‏ ‏أو‏ ‏قسم‏ ‏خاص‏ ‏في‏ ‏الكنيسة‏,‏ومذكور‏ ‏هذا‏ ‏في‏ ‏كتاب‏ ‏الدسقولية‏ ‏وهو‏ ‏تعليم‏ ‏الرسل‏,‏لم‏ ‏يكن‏ ‏هناك‏ ‏نظام‏ ‏للراهبات‏,‏إنما‏ ‏كان‏ ‏هناك‏ ‏صف‏ ‏العذاري‏.‏وعندما‏ ‏صار‏ ‏البابا‏ ‏ديمتريوس‏ ‏الكرام‏ ‏المعروف‏ ‏بطريركا‏,‏وكان‏ ‏في‏ ‏حياته‏ ‏الأولي‏ ‏رجلا‏ ‏متزوجا‏,‏وظل‏ ‏متزوجا‏ ‏سبعة‏ ‏وأربعين‏ ‏سنة‏ ‏قبل‏ ‏أن‏ ‏يدعي‏ ‏إلي‏ ‏البطريركية‏,‏غير‏ ‏أن‏ ‏زواجه‏ ‏كان‏ ‏من‏ ‏نوع‏ ‏الزواج‏ ‏الذي‏ ‏نسميه‏ ‏الزواج‏ ‏البتولي‏,‏مثل‏ ‏زواج‏ ‏آدم‏ ‏وحواء‏ ‏قبل‏ ‏السقوط‏ ‏في‏ ‏الخطيئة‏,‏وكزواج‏ ‏يوسف‏ ‏ومريم‏,‏عندما‏ ‏صار‏ ‏ديمتريوس‏ ‏الكرام‏ ‏البابا‏ ‏الثاني‏ ‏عشر‏ ‏من‏ ‏باباوات‏ ‏الإسكندرية‏,‏ضم‏ ‏زوجته‏ ‏إلي‏ ‏خورس‏ ‏العذاري‏ ‏في‏ ‏الكنيسة‏,‏أما‏ ‏نظام‏ ‏الرهبنة‏ ‏للبنات‏ ‏بدأ‏ ‏من‏ ‏القرن‏ ‏الرابع‏,‏في‏ ‏عهد‏ ‏الأنبا‏ ‏باخوميوس‏ ‏المعروف‏ ‏بأب‏ ‏الشركة‏.‏
العذراء‏ ‏مريم‏ ‏هي‏ ‏التي‏ ‏أنشات‏ ‏نظام‏ ‏العذاري‏,‏لأنها‏ ‏كعذراء‏ ‏بدأ‏ ‏يلتف‏ ‏حولها‏ ‏البنات‏ ‏العذاري‏ ‏بنات‏ ‏جبل‏ ‏الزيتون‏,‏وكن‏ ‏يتبعنها‏ ‏وكن‏ ‏يصلين‏ ‏معها‏ ‏وكن‏ ‏يذهبن‏ ‏معها‏ ‏إلي‏ ‏القبر‏ ‏المقدس‏,‏حيث‏ ‏كانت‏ ‏العذراء‏ ‏تسجد‏ ‏وتتعبد‏ ‏وتصلي‏ ‏وتصوم‏ ‏أيضا‏.‏
ولقد‏ ‏كانت‏ ‏العذراء‏ ‏مريم‏ ‏تقضي‏ ‏كل‏ ‏وقتها‏ ‏في‏ ‏العبادة‏ ‏والصلاة‏,‏وكانت‏ ‏تمارس‏ ‏الصوم‏,‏مكرسة‏ ‏كل‏ ‏طاقاتها‏ ‏لحياة‏ ‏التأمل‏ ‏الخالص‏,‏ولم‏ ‏يكن‏ ‏لها‏ ‏عمل‏ ‏آخر‏ ‏غير‏ ‏تقديس‏ ‏ذاتها‏,‏وتكميل‏ ‏نفسها‏ ‏بالرياضات‏ ‏الروحانية‏ ‏العالية‏.‏بعد‏ ‏أن‏ ‏نالت‏ ‏مع‏ ‏الرسل‏,‏موهبة‏ ‏الروح‏ ‏القدس‏ ‏في‏ ‏يوم‏ ‏الخمسين‏(‏أعمال‏ ‏الرسل‏1:13, 14),(2:1-4).‏والمعروف‏ ‏أن‏ ‏العذراء‏ ‏مريم‏ ‏لم‏ ‏تمارس‏ ‏عملا‏ ‏من‏ ‏أعمال‏ ‏الكهنوت‏,‏كما‏ ‏جاء‏ ‏في‏ ‏الدسقولية‏(‏تعاليم‏ ‏الرسل‏):‏النساء‏ ‏لا‏ ‏يعمدن‏.‏ونحن‏ ‏نعلمكم‏ ‏أن‏ ‏هذا‏ ‏الفعل‏ ‏خطيئة‏ ‏عظيمة‏ ‏لمن‏ ‏يفعله‏,‏وهو‏ ‏مخالف‏ ‏للشريعة‏....‏لأنه‏ ‏لو‏ ‏كان‏ ‏يجب‏ ‏أن‏ ‏يتعمد‏ ‏أحد‏ ‏من‏ ‏امرأة‏ ‏لكان‏ ‏السيد‏ ‏المسيح‏ ‏يتعمد‏ ‏من‏ ‏أمه‏(‏باب‏20).‏
وقد‏ ‏أحبتها‏ ‏نساء‏ ‏وبنات‏ ‏أخريات‏,‏منهن‏ ‏صويحباتها‏ ‏اللائي‏ ‏عرفنها‏ ‏في‏ ‏حياتها‏,‏وأثناء‏ ‏وجود‏ ‏المسيح‏ ‏ابنها‏ ‏علي‏ ‏الأرض‏,‏منهن‏:‏مريم‏ ‏المجدلية‏,‏وحنة‏ ‏زوجة‏ ‏خوزي‏ ‏أمين‏ ‏خزانة‏ ‏هيرودس‏ ‏وسوسنة‏ ‏وأخريات‏ ‏كثيرات‏(‏لوقا‏8:2, 3),(23:49, 55),(24:10).‏
ثم‏ ‏انضم‏ ‏إليهن‏ ‏عدد‏ ‏آخر‏ ‏من‏ ‏العذاري‏ ‏ممن‏ ‏عشقن‏ ‏حياة‏ ‏البتولية‏,‏والعفة‏ ‏الكاملة‏,‏تبعن‏ ‏العذراء‏ ‏مريم‏,‏واتخذنها‏ ‏رائدة‏ ‏لهن‏ ‏في‏ ‏حياة‏ ‏التأمل‏,‏والعبادة‏,‏والتكريس‏ ‏التام‏ ‏بالروح‏ ‏والنفس‏ ‏والجسد‏.‏وقد‏ ‏تألفت‏ ‏منهن‏ ‏بقيادة‏ ‏العذراء‏ ‏مريم‏,‏أول‏ ‏جماعة‏ ‏من‏ ‏النساء‏ ‏المتبتلات‏ ‏المتعبدات‏,‏عرفن‏ ‏بـعذاري‏ ‏جبل‏ ‏الزيتون‏,‏عشن‏ ‏حياة‏ ‏الرهبنة‏ ‏بغير‏ ‏شكل‏ ‏الرهبنة‏,‏وكن‏ ‏يعتزلن‏ ‏أحيانا‏ ‏في‏ ‏أماكن‏ ‏هادئة‏ ‏بعيدة‏ ‏عن‏ ‏صخب‏ ‏الحياة‏ ‏وضجيجها‏,‏رغبة‏ ‏في‏ ‏الانصراف‏ ‏إلي‏ ‏الله‏,‏في‏ ‏تعبد‏ ‏خالص‏.‏
ولقد‏ ‏صارت‏ ‏هذه‏ ‏الجماعة‏ ‏معروفة‏ ‏في‏ ‏الكنيسة‏ ‏الأولي‏,‏حتي‏ ‏أن‏ ‏المعجبات‏ ‏من‏ ‏النساء‏ ‏والبنات‏ ‏بمثل‏ ‏هذه‏ ‏الخلوات‏ ‏الروحية‏,‏كن‏ ‏يلحقن‏ ‏بالعذاري‏ ‏العفيفات‏,‏ويمارسن‏ ‏صوم‏ ‏العذراء‏,‏بالتقشف‏ ‏والنسك‏,‏في‏ ‏تلك‏ ‏الأماكن‏ ‏الهادئة‏.‏ولربما‏ ‏كان‏ ‏هو‏ ‏السبب‏ ‏في‏ ‏أن‏ ‏صوم‏ ‏العذراء‏,‏تصومه‏ ‏الكثيرات‏ ‏إلي‏ ‏اليوم‏,‏بزهد‏ ‏ونسك‏ ‏كثير‏.‏ويمتنعن‏ ‏فيه‏ ‏عن‏ ‏أكل‏ ‏الزيت‏,‏علي‏ ‏الرغم‏ ‏من‏ ‏أن‏ ‏صوم‏ ‏العذراء‏ ‏ليس‏ ‏من‏ ‏أصوام‏ ‏المرتبة‏ ‏الأولي‏.‏بل‏ ‏وكثير‏ ‏من‏ ‏الرجال‏ ‏أيضا‏ ‏صاروا‏ ‏يصومون‏ ‏صوم‏ ‏العذراء‏ ‏صوما‏ ‏نسكيا‏ ‏بالامتناع‏ ‏حتي‏ ‏عن‏ ‏الزيت‏ ‏أي‏ ‏يصومونه‏ ‏علي‏ ‏الماء‏ ‏والملح‏,‏نظرا‏ ‏لما‏ ‏للمرأة‏ ‏من‏ ‏أثر‏ ‏البيت‏ ‏المسيحي‏ ‏علي‏ ‏أولادها‏ ‏وزوجها‏.‏
فصوم‏ ‏العذراء‏ ‏مبدأه‏ ‏بالعذراء‏ ‏نفسها‏,‏العذراء‏ ‏هي‏ ‏التي‏ ‏صامت‏ ‏وظل‏ ‏هذا‏ ‏الصوم‏ ‏مقدسا‏ ‏علي‏ ‏الخصوص‏ ‏بين‏ ‏البنات‏,‏وفي‏ ‏عصور‏ ‏الكنيسة‏ ‏التالية‏ ‏بدأت‏ ‏البنات‏ ‏تخرج‏ ‏من‏ ‏البيوت‏ ‏ويذهبن‏ ‏إلي‏ ‏أماكن‏ ‏خلوية‏ ‏كالأديرة‏ ‏لكي‏ ‏يمارسن‏ ‏هذا‏ ‏الصوم‏ ‏بالصلوات‏ ‏وبالعبادة‏.‏وبفترات‏ ‏الخلوات‏ ‏الروحية‏ ‏الجيدة‏ ‏التي‏ ‏ترفع‏ ‏من‏ ‏المستوي‏ ‏الروحي‏.‏ولعل‏ ‏لهذا‏ ‏السبب‏ ‏أن‏ ‏الأقباط‏ ‏اليوم‏ ‏يقدسون‏ ‏هذا‏ ‏الصوم‏ ‏أكثر‏ ‏من‏ ‏أي‏ ‏صوم‏ ‏آخر‏.‏وذلك‏ ‏بفضل‏ ‏المرأة‏ ‏لأن‏ ‏المرأة‏ ‏عندما‏ ‏تهتم‏ ‏بهذا‏ ‏الصوم‏ ‏تقنع‏ ‏زوجها‏ ‏ثم‏ ‏أولادها‏,‏فيتربي‏ ‏الأولاد‏ ‏والبنات‏ ‏علي‏ ‏احترام‏ ‏صوم‏ ‏العذراء‏ ‏مريم‏,‏لدرجة‏ ‏أننا‏ ‏نري‏ ‏أن‏ ‏كثيرا‏ ‏من‏ ‏الأقباط‏ ‏يصومون‏ ‏صوم‏ ‏العذراء‏ ‏بالماء‏ ‏والملح‏,‏علي‏ ‏الرغم‏ ‏من‏ ‏أنه‏ ‏يجوز‏ ‏فيه‏ ‏أكل‏ ‏السمك‏.‏
وأيضا‏ ‏عندما‏ ‏أراد‏ ‏المسيح‏ ‏له‏ ‏المجد‏ ‏أن‏ ‏يضع‏ ‏حدا‏ ‏لآلام‏ ‏العذراء‏ ‏مريم‏,‏فظهر‏ ‏لها‏ ‏وقال‏ ‏أنا‏ ‏أعلم‏ ‏ما‏ ‏تعانينه‏ ‏من‏ ‏الآلام‏,‏وقربت‏ ‏الأيام‏ ‏التي‏ ‏فيها‏ ‏تخرجين‏ ‏من‏ ‏هذا‏ ‏الجسد‏ ‏وتكرمين‏,‏لأن‏ ‏جسدك‏ ‏هذا‏ ‏يصعد‏ ‏أيضا‏ ‏إلي‏ ‏السماء‏,‏ونزل‏ ‏المسيح‏ ‏له‏ ‏المجد‏ ‏بذاته‏ ‏ليتسلم‏ ‏روحها‏ ‏بعد‏ ‏أن‏ ‏مرضت‏ ‏مرضا‏ ‏خفيفا‏,‏وكانت‏ ‏قد‏ ‏بلغت‏ ‏نحو‏ ‏الستين‏ ‏من‏ ‏عمرها‏,‏أو‏ ‏علي‏ ‏الأدق‏ 58‏سنة‏ ‏و‏8 ‏أشهر‏ ‏و‏16‏يوما‏.‏
وبعد‏ ‏أن‏ ‏تمكن‏ ‏الآباء‏ ‏الرسل‏ ‏من‏ ‏أن‏ ‏يذهبوا‏ ‏ويدفنوا‏ ‏العذراء‏ ‏مريم‏ ‏في‏ ‏الجثسمانية‏,‏وهي‏ ‏موجودة‏ ‏بجوار‏ ‏جبل‏ ‏الزيتون‏ ‏وبجوار‏ ‏بستان‏ ‏جثسيماني‏,‏ظلوا‏ ‏يسمعون‏ ‏تهليل‏ ‏وترتيل‏ ‏الملائكة‏,‏فخجلوا‏ ‏من‏ ‏أن‏ ‏يتركوا‏ ‏الجثمان‏ ‏إلي‏ ‏حال‏ ‏سبيله‏ ‏فظلوا‏ ‏موجودين‏ ‏بجوار‏ ‏القبر‏ ‏ثلاثة‏ ‏أيام‏,‏إلي‏ ‏أن‏ ‏اختفت‏ ‏أصوات‏ ‏الملائكة‏ ‏فرجع‏ ‏الآباء‏ ‏الرسل‏ ‏في‏ ‏طريقهم‏.‏وهم‏ ‏في‏ ‏الطريق‏ ‏إلي‏ ‏أورشليم‏ ‏رأوا‏ ‏توما‏ ‏الرسول‏ ‏أنزلته‏ ‏سحابة‏ ‏علي‏ ‏الأرض‏,‏قالوا‏ ‏له‏ ‏أين‏ ‏كنت‏,‏لماذا‏ ‏تأخرت‏,‏العذراء‏ ‏مريم‏ ‏تنيحت‏,‏فطلب‏ ‏توما‏ ‏أن‏ ‏يعود‏ ‏إلي‏ ‏القبر‏ ‏ليتبارك‏ ‏من‏ ‏جسدها‏,‏فذهب‏ ‏معه‏ ‏الآباء‏ ‏الرسل‏ ‏إلي‏ ‏القبر‏ ‏الذي‏ ‏دفنت‏ ‏فيه‏ ‏العذراء‏ ‏مريم‏,‏ولما‏ ‏فتحوا‏ ‏القبر‏ ‏لم‏ ‏يجدوا‏ ‏جثمان‏ ‏العذراء‏ ‏مريم‏,‏إنما‏ ‏خرجت‏ ‏رائحة‏ ‏بخور‏ ‏ذكية‏,‏فخطر‏ ‏علي‏ ‏فكرهم‏ ‏أن‏ ‏اليهود‏ ‏رجعوا‏ ‏بعد‏ ‏أن‏ ‏تركوا‏ ‏القبر‏ ‏وأخذوا‏ ‏الجثمان‏,‏فلما‏ ‏رأي‏ ‏توما‏ ‏حزنهم‏ ‏قال‏ ‏لهم‏ ‏اطمئنوا‏ ‏يا‏ ‏إخوتي‏ ‏فإن‏ ‏جسد‏ ‏العذراء‏ ‏مريم‏ ‏حمل‏ ‏علي‏ ‏أجنجة‏ ‏الملائكة‏ ‏ورؤساء‏ ‏الملائكة‏,‏ولقصد‏ ‏حسن‏ ‏سمح‏ ‏الله‏ ‏أن‏ ‏أتأخر‏,‏أنا‏ ‏كنت‏ ‏في‏ ‏بلاد‏ ‏الهند‏ ‏وحملتني‏ ‏السحب‏ ‏لكي‏ ‏آتي‏ ‏فتأخرت‏,‏ولكني‏ ‏رأيت‏ ‏جسد‏ ‏العذراء‏ ‏مريم‏ ‏محمولا‏ ‏علي‏ ‏أجنحة‏ ‏الملائكة‏ ‏ورؤساء‏ ‏الملائكة‏,‏وكان‏ ‏ذلك‏ ‏فوق‏ ‏جبل‏ ‏أخميم‏,‏الذي‏ ‏بني‏ ‏فوقها‏ ‏الدير‏ ‏المعروف‏ ‏الآن‏ ‏بدير‏ ‏العين‏,‏وأحد‏ ‏الملائكة‏ ‏قال‏ ‏لي‏ ‏تعالي‏ ‏وتبارك‏ ‏من‏ ‏الجسد‏ ‏المقدس‏ ‏فتقدمت‏ ‏وقبلت‏ ‏الجسد‏,‏وأعطي‏ ‏توما‏ ‏الرسول‏ ‏الزنار‏ ‏الذي‏ ‏كانت‏ ‏العذراء‏ ‏تربط‏ ‏به‏ ‏ملابسها‏,‏والزنار‏ ‏كلمة‏ ‏سريانية‏ ‏وهي‏ ‏الحزام‏.‏
فالآباء‏ ‏الرسل‏ ‏سعدوا‏ ‏بهذا‏ ‏الخبر‏ ‏خصوصا‏ ‏أنه‏ ‏من‏ ‏توما‏,‏لأن‏ ‏توما‏ ‏له‏ ‏موقف‏ ‏سابق‏ ‏أنه‏ ‏شك‏ ‏في‏ ‏قيامة‏ ‏المسيح‏,‏وظهر‏ ‏له‏ ‏المسيح‏ ‏وقال‏ ‏له‏ ‏تعالي‏ ‏يا‏ ‏توما‏ ‏وضع‏ ‏يدك‏ ‏في‏ ‏أثر‏ ‏المسامير‏ ‏وضع‏ ‏يدك‏ ‏في‏ ‏جنبي‏,‏ولا‏ ‏تكون‏ ‏غير‏ ‏مؤمن‏ ‏بل‏ ‏مؤمنا‏,‏لأنه‏ ‏هو‏ ‏نفسه‏ ‏كان‏ ‏يقول‏ ‏إن‏ ‏لم‏ ‏أضع‏ ‏يدي‏ ‏مكان‏ ‏المسامير‏ ‏فلا‏ ‏أومن‏,‏ولكن‏ ‏الرسل‏ ‏طلبوا‏ ‏أن‏ ‏يروا‏ ‏هذا‏ ‏المنظر‏ ‏وأن‏ ‏يتأكدوا‏ ‏وأن‏ ‏يتوثق‏ ‏الاعتقاد‏ ‏عندهم‏ ‏بصعود‏ ‏جسد‏ ‏العذراء‏ ‏فصاموا‏,‏وفي‏ ‏نهاية‏ ‏هذا‏ ‏الصوم‏ ‏وعدهم‏ ‏المسيح‏ ‏أن‏ ‏يروا‏ ‏بأنفسهم‏ ‏جسد‏ ‏العذراء‏ ‏مريم‏.‏وبر‏ ‏المسيح‏ ‏بوعده‏ ‏فرأي‏ ‏الرسل‏ ‏جسد‏ ‏العذراء‏ ‏مرة‏ ‏أخري‏ ‏وكان‏ ‏هذا‏ ‏في‏ ‏اليوم‏ ‏السادس‏ ‏عشر‏ ‏من‏ ‏مسري‏.‏
كنيستنا‏ ‏تحتفل‏ ‏بظهور‏ ‏جسد‏ ‏العذراء‏ ‏في‏16‏مسري‏,‏وهو‏ ‏نهاية‏ ‏الصوم‏,‏لكن‏ ‏الواقع‏ ‏إذا‏ ‏أردتم‏ ‏الدقة‏ ‏أن‏ ‏يوم‏16‏مسري‏ ‏هو‏ ‏يوم‏ ‏ظهور‏ ‏الجسد‏ ‏مرة‏ ‏أخري‏ ‏الذي‏ ‏بر‏ ‏فيه‏ ‏المسيح‏ ‏بوعده‏,‏فرأي‏ ‏الآباء‏ ‏الرسل‏ ‏صعود‏ ‏جسد‏ ‏العذراء‏,‏إنما‏ ‏الصعود‏ ‏في‏ ‏الواقع‏ ‏كان‏ ‏قبل‏ ‏ذلك‏,‏لأنه‏ ‏إذا‏ ‏كانت‏ ‏العذراء‏ ‏تنيحت‏ ‏في‏21‏طوبة‏,‏فالمروض‏ ‏أن‏ ‏صعود‏ ‏جسدها‏ ‏يكون‏ ‏في‏24‏طوبة‏ ‏أي‏ ‏بعد‏ ‏ثلاثة‏ ‏أيام‏ ‏من‏ ‏نياحتها‏,‏ولكن‏ ‏كما‏ ‏يقول‏ ‏السنكسار‏:‏هذا‏ ‏هو‏ ‏اليوم‏ ‏الذي‏ ‏فيه‏ ‏بر‏ ‏المسيح‏ ‏بوعده‏ ‏للآباء‏ ‏الرسل‏ ‏بأن‏ ‏يروا‏ ‏جسدها‏ ‏مرة‏ ‏أخري‏.‏وصارت‏ ‏الكنيسة‏ ‏تعيد‏ ‏في‏ ‏السادس‏ ‏عشر‏ ‏من‏ ‏مسري‏ ‏بصعود‏ ‏جسد‏ ‏العذراء‏ ‏مريم‏.‏
فهذا‏ ‏الصوم‏ ‏بدأ‏ ‏بحياة‏ ‏العذراء‏ ‏مريم‏ ‏نفسها‏ ‏لأنها‏ ‏كانت‏ ‏إنسانة‏ ‏متعبدة‏,‏عذراء‏ ‏طاهرة‏ ‏حياتها‏ ‏كلها‏ ‏عبادة‏ ‏وصلاة‏,‏وعرفت‏ ‏الصوم‏ ‏منذ‏ ‏أن‏ ‏كانت‏ ‏طفلة‏ ‏في‏ ‏الهيكل‏,‏في‏ ‏السادسة‏ ‏والثامنة‏ ‏من‏ ‏عمرها‏ ‏كانت‏ ‏العذراء‏ ‏تصوم‏,‏وتعطي‏ ‏طعامها‏ ‏للفقراء‏ ‏وهي‏ ‏في‏ ‏الهيكل‏,‏عاشت‏ ‏في‏ ‏جو‏ ‏القداسة‏ ‏والصلاة‏ ‏والتسبيح‏,‏عرفت‏ ‏أن‏ ‏تصوم‏ ‏من‏ ‏طفولتها‏ ‏المبكرة‏ ‏مع‏ ‏الصلوات‏ ‏والعبادة‏ ‏والترنيم‏ ‏والترتيل‏.‏العبقرية‏ ‏المبكرة‏ ‏لطفلة‏ ‏في‏ ‏هذا‏ ‏السن‏ ‏عرفت‏ ‏الصوم‏,‏وأيضا‏ ‏عرفت‏ ‏العطاء‏,‏لأنها‏ ‏كانت‏ ‏تعطي‏ ‏طعامها‏ ‏للفقراء‏ ‏وتظل‏ ‏هي‏ ‏صائمة‏.‏ويقول‏ ‏عنها‏ ‏التاريخ‏ ‏والآباء‏ ‏القدامي‏ ‏إن‏ ‏الملائكة‏ ‏كانت‏ ‏تشفق‏ ‏علي‏ ‏مريم‏ ‏وهي‏ ‏طفلة‏ ‏فكانت‏ ‏تأتيها‏ ‏بطعام‏ ‏آخر‏,‏وهذا‏ ‏شرف‏ ‏مريم‏ ‏أنها‏ ‏وهي‏ ‏طفلة‏ ‏عرفت‏ ‏أن‏ ‏تصلي‏,‏وعرفت‏ ‏أن‏ ‏ترنم‏,‏وعرفت‏ ‏أن‏ ‏تصوم‏,‏وعرفت‏ ‏أن‏ ‏تعطي‏ ‏عطاء‏ ‏للفقراء‏ ‏والمحتاجين‏.‏
وبعد‏ ‏قيامة‏ ‏المسيح‏ ‏وصعوده‏ ‏إلي‏ ‏السماء‏ ‏أخذت‏ ‏تمارس‏ ‏الصوم‏,‏لأنها‏ ‏أيضا‏ ‏كانت‏ ‏محتاجة‏ ‏إليه‏ ‏من‏ ‏جهة‏ ‏تعبدية‏,‏ومن‏ ‏جهة‏ ‏أخري‏ ‏للمضايقات‏ ‏والمتاعب‏ ‏التي‏ ‏رأتها‏ ‏من‏ ‏اليهود‏,‏فكانت‏ ‏تصوم‏ ‏متعبدة‏ ‏مع‏ ‏العذاري‏,‏وبعد‏ ‏ذلك‏ ‏الآباء‏ ‏الرسل‏ ‏أيضا‏ ‏قدسوا‏ ‏هذا‏ ‏الصوم‏.‏وصارت‏ ‏الكنيسة‏ ‏علي‏ ‏هذا‏ ‏الخط‏,‏وصرنا‏ ‏نحن‏ ‏إلي‏ ‏اليوم‏ ‏نحتفل‏ ‏بهذا‏ ‏الصوم‏ ‏المقدس‏ ‏ونعتبره‏ ‏من‏ ‏أحسن‏ ‏الأصوام‏ ‏ومن‏ ‏أجمل‏ ‏الأصوام‏.‏
هذا‏ ‏الصوم‏ ‏لا‏ ‏يصام‏ ‏صوما‏ ‏عاديا‏,‏ولكن‏ ‏كثير‏ ‏من‏ ‏الناس‏ ‏يصومونه‏ ‏صوما‏ ‏نسكيا‏,‏فتجد‏ ‏كثيرا‏ ‏من‏ ‏الأقباط‏ ‏يأكل‏ ‏بالماء‏ ‏والملح‏,‏أي‏ ‏لا‏ ‏يأكل‏ ‏مأكولات‏ ‏أخري‏ ‏مطبوخة‏,‏ومن‏ ‏هنا‏ ‏ظهرت‏ ‏الشلولو‏,‏والشلولو‏ ‏كلمة‏ ‏قبطية‏,‏يأخذون‏ ‏الملوخية‏ ‏علي‏ ‏صورتها‏ ‏الطبيعية‏ ‏ويضعوا‏ ‏عليها‏ ‏الثوم‏ ‏والملح‏ ‏والبصل‏ ‏بلا‏ ‏طبخ‏ ‏علي‏ ‏الصورة‏ ‏الأولية‏,‏وهذه‏ ‏قمة‏ ‏ما‏ ‏يمكن‏ ‏تصوره‏ ‏من‏ ‏حالة‏ ‏النسك‏ ‏للإنسان‏,‏لأن‏ ‏كونه‏ ‏يستغني‏ ‏عن‏ ‏الطعام‏ ‏المطبوخ‏ ‏ويقنع‏ ‏بالشلولو‏ ‏فهذا‏ ‏نوع‏ ‏من‏ ‏الزهد‏.

 

ABOTARBO

أنت تضئ سراجى
مشرف سابق
إنضم
21 نوفمبر 2009
المشاركات
30,377
مستوى التفاعل
2,102
النقاط
0
الإقامة
Je rêve que je suis un papillon
781380354.gif

موضوعات أخرى عن والدة الإله مريم العذراء موجودة
بالقسم المسيحى الكتابى



لماذا إختار الله مريم العذراء؟

بدء الشهر المريمي 1 أيار

وصيـــــــــة الأبــــــــن بأمــــــــه.......

لماذا العذراء في الوراق؟

شرفتى يا عدرا..

فولدت ابنها البكر لوقا 2 : 6 ( مفهوم كلمة البكر )... للقديس كيرلس الكبير عمود الدين

هل حقا ولد المسيح من عذراء ؟؟؟؟؟؟

الليذر وتجلى العذراء :خواطرى

عيد سيدة الأيقونـة العجائبيـة (يوم 27 نوفمبر)

ملف كامل عن ام النور

اسم مريم

أن هذا الظهور له معان جميله

العدرا ظهرت فى مسرة

ماذا ترى فى صورة السيدة العذراء؟


هى العذراء الوحيده...والباقى عذارى

ظهور الملاك وبشارته للسيدة العذراء ( نيافة الانبا ابرام )

مديح يا م ر ي م

من فضلك استلم رساله جايالك من ماما العذراء

القديسه العذراء مريم واهم التواريخ

حوار مع امى الغاليه ام النور

تعالوا نشوف ماكتب عن عظمة العذرا

عيد صعود كليةالطهر امنا كلنا العدرا مريم

تطور صور العدرا على مر العصور

طوباك يا مريم :العذراء السنة دى غير كل سنة (موضوع متجدد)

طوباك يا مريم : كبر واشمل موضوع عن ظهور العذراء بالزيتون

الاسم التى تعطى لمريم + سجلات تارخية

هل رضع المسيح من السيدة العذراء عندما كان طفلاً ؟؟؟؟؟

رحلة العائلة المقدسة إلى أرض مصر

المسبحة الوردية

قبر العذراء مريم

مريم العذراء والخليفة هارون الرشيد

السلام لك أيتها العذراء !!!!!!!

العذراء مريم نموذج للعذارى للقديس امبروسيوس

شفيعة لكل البشريه !!!!!

القدّيسة مريم والمجمع المسكوني الثالث

مريم

السلام لكِ يا مريم...معجزة

كل ما يتعلق بصلاة مسبحه الورديه

ظهورات ورسائل السيدة العذراء فى يوغسلافيا

هكذا تكلم الرب يسوع عن العذراء مريم

ظهور السيد السيح والسيدة العذراء لفتاه من العراق

ظهورات ورسائل السيدة العذراء فى سوريا
 

asmicheal

احبك ربى ياقوتى
عضو مبارك
إنضم
16 يونيو 2009
المشاركات
14,498
مستوى التفاعل
232
النقاط
63
الإقامة
مصر ام الدنيا - القاهرة
بمنتهى الامانة

اروع موضوع قرائتة عن العذراء ام النور مريم

لم الحق اقرائة كلة

لكن ساعاود قرائتة مرات ومرات حتى انهية


موضوع فوق الرائع ربنا يباركك ميرو انجل + ابو تربو

احلى تقييم ان سمح المنتدى
 
التعديل الأخير:
أعلى