هل يمكن للنساء أن يكونوا وعاظا أو قساوسة؟

ناجح ناصح جيد

عبد الرب
عضو مبارك
إنضم
8 أبريل 2008
المشاركات
2,309
مستوى التفاعل
366
النقاط
83
الإقامة
مصر الغالية
هل يمكن للنساء أن يكونوا وعاظا أو قساوسة؟ منقول من مصادر مذكورة

السؤال: هل يمكن للنساء أن يكونوا وعاظا أو قساوسة؟ ماذا يقول الكتاب المقدس عن النساء فى الخدمة؟

الجواب: ربما لا يوجد موضوع يتم مناقشته فى الكنيسة اليوم أكثر من موضوع خدمة النساء كقساوسة أو وعاظا فى الكنيسه. نتيجة لذلك فأنه لا يجب النظر لهذا الأمر كالنساء ضد الرجال. هناك بعض النساء يؤمنون أنه لا يجب على النساء على الخدمه كقساوسة وأن الكتاب المقدس يضع بعض المحظورات على خدمه النساء كقساوسة والبعض الأخر من النساء يؤمنون أن المراة يمكنها أن تخدم كقس أو واعظ وأنه لا يوجد ما يقول عكس ذلك فى الكتاب المقدس. أن هذه ليست قضية تفرقة ضد المرأة بل هى قضية تفسير كتابى.

( تيموثاوس الأولى 11:2-12) يعلن " لتتعلم المرأة بسكوت فى كل خضوع . ولكن لست آذان للمرأة أن تعلم ولا تتسلط على الرجل بل تكون فى سكوت". أن الله يحدد أدوارا مختلفه للنساء والرجال فى الكنيسة. أن هذا نتيجه الطريقه التى خلق الله بها الأنسان (تيموثاوس الأولي 13:2) والطريقة التى دخلت بها الخطية الى العالم ( تيموثاوس الثانيه 14:2) أن الله من خلال كتابات الرسول بولس يحظر على النساء أن يخدموا كمعلمين روحيين للرجال. أن هذا يشمل خدمة النساء كقساوسة مما يشمل بدون شك الوعظ والتدريس والسلطة الروحية على الرجال.

هناك أعتراضات كثيرة على هذه النظرة للنساء فى الخدمه، النساء كقساوسة. أن من بين هذه الاعتراضات أن الرسول بولس يحظر على النساء التدريس لأنه في القرن الأول معظم النساء لم لم تكن متعلمات. ولكن فى تيموثاوس الأولي 11:2-14 لا يأتى ذكر الحالة التعليمية للنساء . أذا كان التعليم هو مقياسا للقبول فى الخدمه لكان أغلب تلاميذ المسيح ليسوا كفئا للخدمة. أن الأعتراض الثانى هو أن بولس كان يقصد نساء أفسس فقط اذ أن رسالة ثيموثاوس الأولى كتبت الى تيموثاوس الذى كان قسا فى كنيسة بأفسس. وأن مدينة أفسس كانت شهيرة بمعبد أرطيمس أحد آلهة الأغريق /الرومان وكان النساء لهم سلطة تقديم العبادة الي أرطميس. ولكن بولس ثيموثاوس الأولى لا يذكر أرطيمس على الأطلاق ولا الرسول بولس لم يذكر أرطيمس في رسالته أو كسبب لتعاليمه عن المرأة ( تيموثاوس الأولى 11:2-12).

الأعتراض الثالث هو أن الرسول بولس يتكلم عن الزوج والزوجه وليس عن النساء والرجال بصفة عامة. الكلمات اليونانيه فى ( تيموثاوس الأولي 11:2-14) يمكنها أن تدل على الأزواج والزوجات. ولكن المعنى الأساسي للكلمات هى رجل وأمراة . أن نفس الكلمات اليونانية مستخدمة فى الأعداد 8-10 . هل على الأزواج فقط أن يرفعوا أيادي مقدسه فى الصلاة بدون غضب أو جدال (عدد 8) ؟ هل على الزوجات فقط أن يزين ذواتهن بلباس الحشمه مع ورع وتعقل ويعبدوا الرب (أعداد 9-10)؟ بالطبع لا . أعداد 8-10 تشير الى النساء والرجال بصفه عامة وليس فقط للأزواج والزوجات. لا يوجد أى شىء فى مضمون الكلام يشير أنه قد تحول الكلام الى الأزواج والزوجات فى الأعداد (11-14).

هناك أيضا أعتراض مكرر الى هذا التفسير عن النساء القساوسة أو الوعاظ حيث أن بعض النساء كان لهم مناصب قيادية فى الكتاب المقدس مثل مريم ، ديبورا ، فيبي ، بريسكلا ، هيلدا ...الخ. أن هذا الأعتراض قد نسى بعض العوامل المهمة . بالنسبة الى ديبورا فأنها كانت القاضية الوحيدة بين 13 قاض رجل. وبالنسبة الى هيلدا فقد كانت النبيه الوحيدة ويوجد العديد من الأنبياء الرجال فى الكتاب المقدس. أن دور مريم القيادى الوحيد هو فى كونها أخت موسى وهارون. أن أهم مثلين لنساء قياديين فى ايام الملك : كانوا آثاليا وجيزابل - وهم بالكاد أمثله لنساء قاموا بدور قيادى دينيا.
فى سفر أعمال الرسل ، عدد 18 ، بريسكلا وأكيلا يتم الاشارة لهما كخدام أمناء للرب. لقد ورد أسم بريسكلا أولا أشارة الى أنها كانت نشطة فى الخدمة أكثر من زوجها. على أية حال فأنه لم يرد الاشارة الى بريسكلا على أنها تشارك فى الخدمه التى تناقض ما جاء فى (تيموثاوس الأولى 11:1-14). بريسكلا وأكيلا أخذوا أبولوس الى بيتهم وقام كلاهما بتلمذته، وتفسير كلمه الله له بشكل مفصل. (أعمال 26:18).
فى روميه 1:16 ، حتى لو تم أعتبار فيبى "شماسة" بدلا من "خادمه" - فأن هذا لا يدل على أن فيبى كانت خادمه فى الكنيسه. "أمكانية التعليم" قد أعطت كمؤهل للشيوخ وليس للشمامسه (تيموثاوس الأولى 1:3-13) و تيطس 6:1-9). الشيوخ/ أساقفه/ شمامسه موصوف "كزوج لزوجه واحده" ، " الرجل الذى يؤمن أولاده" ، "رجال جديرون بالأحترام" . بالاضافه الى ذلك فى (تيموثاوس الأولى 1:3-13) وتيطس 6:1-9) ، أن أفعال مذكرة تستخم للأشارة الى الشيوخ والأساقفه والشمامسه.
أن التكوين فى (تيموثاوس الأولى 11:2-14) يجعل "السبب" واضحا. عدد 13 يبدأ ب ولكن ويقدم "السبب" لما قاله بولس فى الأعداد 11-12. لماذا لا يجب على النساء أن يعلموا أو أن لا تكون لهم سلطة على الرجال؟ لأن الله خلق آدم أولا ثم حواء. وأن آدم لم يغوى بل كانت حواء هى التى أغويت. أن هذا هو السبب. لقد خلق الله آدم أولا ثم خلق حواء لتكون له "معينا". أن هذا الترتيب فى الخلق له تأثير فى الانسانيه فى العائله (أفسس 22:5-33) وفى الكنيسه. بسبب غواية حواء أن هذا سبب قوى بألا تكون النساء قساوسه أو أن يكون لهم سلطه روحيه على الرجال. أن هذا يدعو البعض الى الأعتقاد أنه لا يجب على المرأه أن تعلم لأنها أكثر عرضه للخداع. أن هذا المبدأ صعب تصديقه لأنه لو كانت المرأة سهلة الخداع لماذا تقوم بتعليم الأطفال "يسهل خداعهم" ونساء أخريات "بالتالى سهل خداعهم هم أيضا"؟ أن هذا ليس ما يقوله النص. ليس للنساء أن تعلم أو تكون لهم سلطه روحيه على الرجال لأنه سهل خداعهن. كنتيجة ، لقد أعطى الله الرجال مسؤولية التعليم الرئيسيه فى الكنائس.
أن النساء يتميزون فى هبة الأستضافة ، الرحمة ، التعليم والمساعدة. أن الكثير من خدمات الكنيسة تعتمد على النساء. أن النساء فى الكنائس ليس محظورعليهم الصلاة جهرا أو التنبوء (كورونثوس الأولي 5:11) فقط محظور عليهم سلطة التعليم الروحى على الرجال. لا يوجد فى أى مكان فى الكتاب المقدس ما يمنع المرأه من ممارسة ثمار الروح القدس (كورونثوس الأولى أصحاح 12). أن النساء كما الرجال مدعويين أن يبشروا للآخرين وأن يظهروا ثمار الروح (غلاطيه 22:5-23)، وتبشير الكتاب المقدس للضالين (متى 18:28-20 ، أعمال الرسل 8:1 ، بطرس الأولى 15:3).
أن الله قد رتب أن يكون الرجال فقط فى مناصب القيادة والتعليم الروحي فى الكنيسة. أن هذا ليس لأن الرجال لديهم قدرة على التدريس أفضل من النساء أو لأن النساء أقل ذكاء من الرجال. أن هذه هى ببساطه الطريقة التى أختارها الله للعمل فى للكنيسة. أن على الرجال أن يكونوا مثلا فى لقيادة الروحية، وفى حياتهم وكلماتهم. أن دور المرأة القيادى أقل من الرجل. هناك تشجيع للمرأة أن تدرس نساء أخريات (تيطس 3:2-5). أن الكتاب المقدس لا يحظر على المرأة تدريس الأطفال. أن النشاط الوحيد المحظور على المرأة هو تعليم أو السلطة الروحية على الرجال. من المنطقى أن يشمل ذلك عمل المرأة كقس أو واعظ. أن هذا لا يقلل من أهمية النساء بأى شكل من الاشكال بل يعطى لهم تركيزا فى الخدمة التى أهلهم الله لها.
www.gotquestions.org - أسئلة من الكتاب المقدس وأجوبتها
--------------------
الأدوار المقدسة في الكنيسة


درس8

" أريد أن تعلموا أن رأس كل رجل هو المسيح وأما رأس المرأة فهو الرجل ورأس المسيح هو الله" ( 1كو11: 3)
نري النظام واضحا في كل ما يعمله الله. فهو واضح في عملية الخلق ونظامه، والكون المادي بقوانينه الكثيرة. أسس الله نظاما للأمور بحسب حكمته وحكمه. هذا معني النظام وعكس النظام هو التشويش. ويخبرنا الكتاب المقدس بخصوص اجتماع الكنيسة " إلهنا اله سلام وليس إله تشويش" (1كو14: 33). حذر الله الكنيسة التي كانت في تشويش وعدم نظام.
ليس للنظام علاقة بالمساواة. لا يجب أن نخلط الفكرتين معا. يتعلق النظام بتحديد المسئولية أو بممارسة السلطة. في الأمور الأبدية نرى أن الله هو الرأس. توجد علاقة منظمة بين الأقانيم الثلاثة. الأب هو الرأس والابن والروح يخضعان له ولا يوجد في هذا عدم مساواة لأن كل أقنوم هو الله السرمدي. ينكر الوثنيون والمرتدون عن الإيمان المسيحي هذه العقيدة.
المسيح هو رأس الكنيسة كما أن رأس المرأة هو الرجل(1كو11: 3). ليس في هذا عدم مساواة أو دونية بل هو موضوع تنظيم القيادة. أستخدم الرسول بولس عبارة " خاضعين بعضكم لبعض"
(أف5: 22) لتأكيد فكرة الخضوع المتبادل، بمعني أنه يجب أن يخضع الشخص للآخر. ولا تذكر الآيات التي جاءت بعد ذلك هذه الفكرة حيث يوجد تعارض لأي إشارة في الخضوع المتبادل بل نقرأ فيها ما يلي" لكن كما تخضع الكنيسة للمسيح كذلك النساء لرجالهن في كل شئ" (أف5: 24) وفي نفس الرسالة يوصي الرسول الأولاد أن يطيعوا والديهم ويكونوا خاضعين لهم (أف6: 1) والعبيد " العاملين" أن يخضعوا لسادتهم " أصحاب العمل" (أف6: 5) فموضوع التبعية أو الخضوع واضح مثل الخضوع لأصحاب السلطان – السلطة الحكومية(رو13: 1-5) ومقاومة السلطة هو مقاومة الله. وبهذا يستوجب الشخص الحكم علي نفسه.
الأدوار المقدسة منذ البداية
من المفيد أن نتبع الأدوار المتميزة لكل من الرجل والمرأة بالرجوع إليهما في جنة عدن. لقد جبل أدم أولا(1تي2: 13) ثم جبلت حواء لتكون معينا له (تك2: 13).
كان علي الرجل أن يقود ويتخذ القرارات بينما علي المرأة أن تتبع وتخضع. في التجربة الأولي اتخذت المرأة قرارا قاتلا وتبعها الرجل (تك3: 6). المرأة هي التي أغويت أولا وليس الرجل
(1تي2: 14) وبدل من أن يطيع آدم الله بإرادته اتبع عواطفه وأخطأ. أغوي الشيطان كل منهما بمهارة في أن يقوم كل منهما بدور عكسي ومجال منافس.
جاءت دينونة الله علي المرأة بأن تحمل الأولاد بالآلام وبان يسود زوجها عليها وان يكون اشتياقها إليه (تك3 : 16) جاء حكم الموت عليهما وعلي نسلهما وكان حكم الله علي الرجل هو أن يتعب، يأكل خبزه بعرق جبينه في أرض ملعونة بسببه ( تك3: 17-19) ولم تتغير هذه الأدوار في القرون والأجيال اللاحقة كما يدعي البعض. لم يغير المسيح هذه الأدوار أو يلغيها. علي الزوج أن يكون هو القائد، العائل والحافظ. علي الزوجة أن تحمل الأطفال تحفظ البيت وتعاون زوجها. تتأكد هذه الأدوار في عصرنا الحاضر بالرجوع إلي ( تي2: 4-5) لم يقل شأن المرأة بل استفادت من دورها العجيب الذي وضعه الرب يسوع عليها. رفع شأنها من العبودية والمذلة. لم يغير دورهما الرئيسي في الأسرة. وضع الرب مسئولية أعظم علي الرجل بان يحب زوجته كما أحب المسيح الكنيسة(أف5: 25) لا يوجد مجال منافسة بين الرجل والمرأة في الأدوار والمساواة كوالدين فيما يسميه البعض " زواج المساواتية"فالرجل والمرأة شخصان يعملان كفريق لكل منهما دور مكمل للآخر. ليس الدور عملا واحدا داخل الكنيسة.
الأدوار المقدسة في عمل الكنيسة.
يوجد تنظيم للأدوار في مجال عمل الكنيسة. لا تنكر هذه الأدوار مساواة الرجل والمرأة في المسيح أو أمام الله. كلاهما واحد في المسيح يسوع (غل3: 26). ليس النظام وصفا بان تكون النساء أقل من الرجال كما أنه ليس تفويضا لسيادة طغيان أو قيادة ظالمة من الرجال. لكن لا يجب أن تعلم المرأة ولا تتسلط علي الرجل (1تي2: 12) الأمر واضح تماما لا غموض فيه والأسباب التي تأتي في عددي 13، 14 غير متعارضة بالإدعاء بأن السيادة كانت تتلاءم مؤقتا مع الحضارة. أو وضعت بسبب نوع من التعصب. إذا قلنا أن الرسل كانوا يتلاءمون مع حضارة عصرهم عندما نادوا بأن تصمت النساء في الكنائس فنحن ننكر وحي للكتاب المقدس وما يعلمنا به العهد الجديد.
علي أن غير المؤمنين يتمردون علي نظام الله في المجتمع. يأتي المؤمنون الدنيويون والجسديون بنفس روح العصيان إلي الكنيسة. يقومون بعمل تمويه بارع. لقد استقرت المبادئ الكتابية لقرون طويلة ولكنها الآن تقابل بالتحدي بتفسير خاص وأسلوب غير أصيل. الغرض من هذا هو جعل المكتوب يتناسب مع الأفكار العصرية في دور النساء – الديمقراطية أو المناسبة. لم يحدث اكتشاف شئ جديد بل يفسر العصريون المبادئ الإلهية في كلمة الله المقبولة منذ زمن طويل بطريقة تلائم تفكير الرجل العصري.
يوجد مناطق عديدة في النظام الإلهي تلمس الكنيسة. يوجد أولا نظام القيادة في الكنيسة. وضع الروح القدس الشيوخ ، الأساقفة أو النظار فوق القطيع( أع20: 28) يجب احترامهم وتقديرهم كأشخاص يشرفون علي الرعية (1تس5: 12) ويجب طاعتهم (عب13: 17).لا توجد نساء أساقفة لكن توجد شماسات ( 1تي3: 8-13، رو16: 1) رغم معارضة البعض لهذا. يجب علي الدارس الجاد للكتاب المقدس أن تكون له عقيدته الخاصة فيما يتعلق بهذا الأمر الأخير.
هناك نظام للمشاركة في اجتماعات الكنيسة العامة. يختص الرجال بخدمة الوعظ ، التعليم والصلاة (1تي2: 8-14، 1كو11: 3-16، 1كو14: 34-35 )ولا يجب أن تسلب المرأة الرجل في الأعمال التي خصه الله بها وحده في الاجتماعات العامة في الكنيسة
ومع إننا لم نخص هذا الفصل بالموضوع، يجب أن نتذكر انه يوجد أيضا دور مقدس للأسرة. الرجل هو الرأس وللوالدين السلطة علي الأولاد (أف5، 6) قد قامت الحركات العصرية بأسلوب التحدي لهذا في مجالات معينة من الدراسات البشرية" علم الاجتماع وعلم النفس" بطرق عديدة.
أدوار الرجال المقدسة
الرجل في الكنيسة وفي البيت هو القائد. الشيوخ والأساقفة من الرجال فقط (1تي3: 2) لقد عين الرب اثني عشر رسولا. انتشرت الحركات النسائية في العالم الإنجيلى تطلب رسامة النساء أساقفة، رعاة وقادة في الكنيسة لكي يعملن نفس دور الرجال. وتزايد عدد الراعيات ، الشيخات، القائدات من النساء في الكنيسة. هذا تجاهل لتعليم الكلمة المقدسة في هذا الموضوع وطرحها بعيدا
عند التنبؤ أو الصلاة علي الرجل أن يرفع غطاء رأسه لأنه إذا صلي وله غطاء علي رأسه فهذا مشين (1كو11: 4-7) في عدم وضع غطاء علي الرأس يعلن الرجل مجد الله وصورته فيه. تمثل رأسه المكشوفة مجد الله وصورته المكشوفة المعلنة في المسيح وتمثل راس المرأة المغطاة تغطية مجد الرجل.
يقوم الرجال بالرئاسة والقيادة في بيوتهم. وتشمل أيضا القيادة الروحية. كنموذج لمحبة المسيح لكنيسته يجب أن يحب الزوج زوجته(أف5: 25- 29) وعلى الرجل أن يقود الصلاة العائلية وتعليم أفراد الأسرة كلمة الله. أما اقتحام المرأة في القيادة في هذه المجالات فهو عكس النظام الإلهي بسبب عدم النضج الروحي من زوجها كمؤمن. يقوم الأب " كما أن الأم أيضا" بتربية الأولاد في خوف الرب وإنذاره (أف6: 4) يشترك الوالدان في هذا. أما إذا كان أحدهما غير مؤمن فيقوم الشخص الأخر بالعمل.
يجب معاملة الحدثات والمسنات بكل احترام من الرجل (1تي5: 2-3) يجب أن تعامل الكبيرات منهن كأمهات والحدثات كأخوات بكل طهارة. لكن هذا الاحترام اصبح نادرا في المجتمعات والكنائس المتعددة.
وعلي الرجال أن يعملوا لكي يعولوا أنفسهم وعائلاتهم (2تس3: 7-10) ظاهرة المرأة التي تعمل في الغرب، الزوج الذي يدرس أو يعمل شيئا أخرا بينما تقوم الزوجة بالإعالة أمر ليس له أساس في النظام الإلهي. هذا الأمر يقوض أدوار الأزواج ويزرع بذور عدم التفاهم المرير. الرجل العامل يرسل زوجته إلي ميدان العمل لرفع مستوي المعيشة بهذا يعرضها للتجربة ويسلب الأطفال أمهم علي الرجال أن يحملوا العبء ويحفظوا عائلاتهم سليمة.
أدوار النساء المقدسة
يجب أن يقدم التقدير الكامل لدور النساء الملحوظ في الكنيسة. منذ البدء كان لهن عمل متقدم في خدمة الرب. كن آخر الموجودات عند صلب المسيح وأول من ذهبن إلي القبر. في العصور الأخيرة تمثل النساء دور الأغلبية في العمل المرسلي نقول هذا لتخجيل الرجال. النساء هن العمود الفقري لأنشطة الكنيسة. تشمل خدماتهن خدمة الأعوان ، مدارس الأحد، العمل المرسلي، الصلاة وحضور الاجتماعات واللجان. تقوم النساء بأعمال كرازية اكثر من الرجال. تدرس النساء كتبهن المقدسة في البيوت. تكشف هذه الأنشطة ضعف الرجال في البيت والكنيسة. لا يوجد سبب أن يكون الرجال أقل أهمية في هذه المجالات إلا إذا كانوا لم يتعلموا كيف يحملون مسئولياتهم الصحيحة. تبتهج النساء في حمل المسئولية في معظم الحالات. لا يمكن للحركات النسائية ولا الزيجات المساواتية أن تحسن تأثير دور الرجال. لقد قوضت هذه الأعمال ما يمكن أن يعمله الرجال لتحقيق مسئولياتهم
يجب أن تقوم النساء بالكرازة لنساء أخريات عن طريق الشهادة الشخصية. يتلمذهن، يقدمن لهن المشورة، المتابعة ويقمن بتشكيل فرق صلاة، يقدمن العطاء بسخاء، يظهرن الرحمة، يساعدن في تعليم الأطفال أو مجموعات نسائية ويعملن أعمالا أخري مهمة كما ذكرنا.
مطلوب من النساء تغطية رءوسهن عند الصلاة أو التنبؤ وفي الاجتماعات العامة (1كو11: 5-7)
غطاء الرأس رمز لسلطة الرجل وسلطان الرب عليهن (1كو11: 10). الشعر الوارد ذكره في
(1كو11: 15) كغطاء ليس هو نفس غطاء الرأس كما يظن البعض. لم تذهب نساء الكنيسة الأولي إلي الاجتماعات بدون غطاء للرأس ولا جدال في ذلك (1كو11: 16) لا يزال يختلف في هذا كثيرون ويعتبرون أن غطاء الرأس أمر قد انتهي حضاريا وصار غير ضروري.
يتضح من (1تي5: 14، تي 2: 5) دور المرأة الرئيسي في البيت. لا يجب أن يتعارض هذا مع المرأة التي تعمل خارج البيت لإعالة الأسرة أو الأولاد. تزايد الضغط علي الزواج والعائلة في المجتمعات الحديثة تزايدا ضخما. نجحت النساء في العمل في الميدان المهني والميدان السياسي. ومهما كان الأمر فأن دور النساء الأساسي هو كزوجات وأمهات إذا تزوجن وأنجبن الأولاد.
يجب أن نقول كلمة عن غير المتزوجات. ليس عليهن أعباء منزلية. لهن الحرية لخدمة الرب حيث لا تواجههن مسئوليات عائلية. لهن دور كبير في خدمة الرب. يمتدح الكتاب المقدس عدم الزواج بالأخص إذا كان هذا يعطينا فرصة أفضل للخدمة (1كو7: 34، 35) من الأفضل عدم الزواج وخدمة الرب من زواج غير موفق بالأخص إذا كان الشريك غير مؤمن أو مؤمن جسدي.
خاتمة وتعليق
كثير من الأمور التي ذكرناها في هذا الدرس ضد التيار الشائع في هذه الأيام حتى في الدوائر الإنجيلية. نحتاج أن نقدم مناقشة مفصلة لتأييد القضايا المختلفة. لكن ككل بدون الاستناد إلي سلطات كتابية إضافية أو إلي عادات متغيرة فإن هذه الأمور والنصوص التي اقتبسناها تؤيد الوضع التاريخي للكنيسة في هذا المجال
ليس التقليد في خطر بل المكتوب هو الذي في خطر.
لدينا في هذه الأيام أفكار غريبة عن الحرية والمساواة. الحرية التى في المسيح هي الحرية من عبودية الخطيئة لكي نعمل إرادة الله. هذه الحرية لا تبحث عن التحقيق الذاتى. المساواة هي المساواة في القبول في المسيح بعمل دمه الثمين. ليست المساواة المنشودة هي المساواة بحسب الأفكار العالمية، لأن الله يقول "طرقى ليست طرقكم وليست أفكاري أفكاركم" وهذا حق.الأسلوب الكتابى هو إنكار النفس أما الأسلوب العصرى في تأكيد الذات وإسعادها والتغاضى عن تحقيق إرادة الله في الحياة.
أسس الله نظامه الذي علينا أن نحترمه في كل مجالات الحياة من أجل الفوائد التي ننالها ونحن نعمل داخل الخطة الإلهية، والأخطار التى يمكن أن تصيبنا عندما نتحدى إرادته.وعدنا الرب بأنه يمكن أن تزول السماء والأرض ، لكن كلامه لا يزول. ليكن كذلك.


الكنيسة النابضة

المرشد



أدوار الكنيسة المقدسة
درس 8
1-ماذا تقول عن دور النساء منذ خلق الله حواء؟( تك 2 :8 ، 3 : 6 )
2-كيف يمكن للنساء أن يمجدن الله في الكنيسة ( 1تي 2 : 9-15 )؟
3- اقرأ رو 16 :1 ، في 4: 2 ،3 ، أع9 : 36-39 ) وابحث في هذه النصوص عن أمثلة أخري لدور النساء في خدمة الله وشعبه ، قدم مثالا من الكتاب المقدس يلهمك إلى خدمة أفضل.
4-قارن غل3 :28 مع أف 5 : 22 ،6 :1 ، 6 :5. في أى الأساليب نحن متساوون في المسيح؟ وفي أى أدوار نختلف كرجال ونساء؟
5- ما هي واجبات الرجال في الكنيسة ( 1تى 2 :8 3 :1-2 ، 5 :1-2 ، 2تى 4 :2 )؟
6-إلى ما يرمز أن يرفع الرجال غطاء الرأس بينما تغطى النساء رءوسهن في الاجتماع
( 1كو 11 : 1-6)؟
7-كيف يشارك الرجال والنساء في خدمة الكلمة في الكنيسة وفي البيت(1كو14:29-35)؟
8-كيف تجيب على الاعتراض بأن التعليم الكتابي عن أدوار الرجال والنساء في الكنيسة يضع المرأة وكأتها أقل من الرجل ؟
موقع كلمة الحياة
 

ناجح ناصح جيد

عبد الرب
عضو مبارك
إنضم
8 أبريل 2008
المشاركات
2,309
مستوى التفاعل
366
النقاط
83
الإقامة
مصر الغالية
تكملة
كنيسة الله الحي
خادم الرب د. ك. كامبل
منشورات بيت عنيا

مكان المرأة
كل قارئ سليم التفكير لا شك يتفق معنا في أن الله قد أعطى المرأة مكاناً متميزاً وعجيباً في الدائرة العائلية وفي الدائرة الاجتماعية. وأن المرأة قد زودت من الله تزويداً خاصاً لتحتل هذا المكان الفريد الذي لا يستطيع الرجل أن يحتله كما يجب. والكتاب المقدس من بدايته إلى نهايته يرينا مكان المرأة الخاص بها في الخليقة، وعند سقوط البشرية، وتحت الناموس في العهد القديم، وتحت النعمة في الكنيسة في العهد الجديد. وسوف نرى في كلمة الله أن المرأة مكانها الخاص ومجال الخدمة الخاص بها وأنه لمكان مبارك جداً وفي غاية اللزوم.
ومع أن موضوعنا هو تناول مكان المرأة كتابياً في الكنيسة، ولكن يكون من المفيد جداً لفهم موضوعنا فهماً جيداً أن نتكلم أولاً عن مكانها في الخليقة، وفي السقوط، وفي البيت، وتحت الناموس. وتمييز المكان الذي أعطاه الله للمرأة في هذه الدوائر سيعطينا الخلفية الصحيحة للتأمل ولفهم مكانها في الكنيسة كتابياً.
مكان المرأة في الخليقة
نتعلم من تكوين 2 أن الرجل خلق أولاً، ومن واحدة من أضلاع آدم صنع الله امرأة وأحضرها إليه لتكون معيناً نظيره. وفي 1 كورنثوس 11: 8 - 12 يسجل روح الله التعليق الآتي "لأن الرجل ليس من المرأة، بل المرأة من الرجل. ولأن الرجل لم يخلق من أجل المرأة، بل المرأة من أجل الرجل. لهذا ينبغي أن يكون لها سلطان على رأسها، من أجل الملائكة. غير أن الرجل ليس من دون المرأة، ولا المرأة من دون الرجل، في الرب. لأنه كما أن المرأة هي من الرجل، هكذا الرجل أيضاً هو بالمرأة، ولكن جميع الأشياء هي من الله". هنا نرى عرضاً متوازناً محكماً للحق الخاص بالعلاقة بين الرجل والمرأة.
فإن حقيقة أخذ المرأة من الرجل تبرهن معادلتها له. إنها ليست أدنى منه بل هي صنوه وعديلته ومعينته. لكن مع هذه المعادلة يوجد الاختلاف. لقد خلقت المرأة من أجل الرجل وخلقت لتكون معه وإلى جانبه. ولم يقصد الله على الإطلاق أن تكون المرأة مستقلة عن الرجل، بل أن تكون شريكة له. وأن يكون الرجل والمرأة جسداً واحداً كرمز إلى المسيح وعروسه الكنيسة. والمرأة لا يكتمل جمالها الأدبي إلا إذا احتلت المكان الذي خلقت من أجله. هذا المكان هو أن تكون المعين المعادل للرجل.
ومع ذلك جدير بنا أن نلاحظ أن المرأة وقد صنعت من الرجل فإن هذا يشير إلى أن الرجل هو رأسها. وهذه هي الخلاصة التي يستخلصها روح الله في الفصل المقتبس من 1 كورنثوس حيث يقول "لهذا - أي لأجل أن المرأة لها هذا المكان في الخليقة - ينبغي أن يكون لها سلطان على رأسها (أي أن تتخذ علامة تشير إلى خضوعها تحت سلطان الرجل) من أجل الملائكة"، وفي عدد 3 يقول الرسول "أريد أن تعلموا أن رأس كل رجل هو المسيح وأما رأس المرأة فهو الرجل". إذن من أجل هذا الترتيب في الخلق ينبغي أن تعترف المرأة برئاسة الرجل وأن يكون لها على رأسها رمز لسلطانه عليها، عليها هو غطاء على الرأس، خاصة عندما تصلي أو تتنبأ أو عندما تكون بين الجماعة في الكنيسة (ع 5 - 10). فإن الملائكة يتطلعون ليروا ترتيب الله في الخليقة وفي الكنيسة.
وسنتكلم فيما بعد بالأكثر بخصوص غطاء المرأة لرأسها، ولكننا نكتفي هنا بالإشارة إليه بالإرتباط بمكانها في الخليقة، وما يتبعها من اعترافها بأن الرجل هو رأسها، وهذا ما يعنيه عندما تضع غطاء على رأسها بحسب قول الكتاب.
والرسول بولس في 1 كورنثوس 11: 14 و15 يتخذ أيضاً من الطبيعة ذاتها برهاناً آخر على التمييز بين الرجل والمرأة ومكانها الصحيح في الخضوع "أم ليست الطبيعة نفسها تعلمكم أن الرجل إن كان يرخي شعره فهو عيب له؟ وأما المرأة إن كانت ترخي شعرها فهو مجد لها، لأن الشعر (الطويل) قد أعطى لها عوض برقع"، فالله أعطى أن يكون للمرأة شعر طويل كعلامة مميزة لها عن الرجل، الذي رتب له أن يكون شعره قصيراً. هذا ترتيب طبيعي وضعه الله للمرأة أن يكون لها الشعر الطويل وللرجل الشعر القصير.
إن الشعر الطويل في الكتاب المقدس يشير بصفة عامة إلى الخضوع وعدم الاستقلال كما إلى الوداعة التي تليق بالمرأة كالإناء الأضعف، ومن أجل ذلك وجب على الرجل أن يعطيها كرامة (1 بط 3: 7). والنص الذي أمامنا في 1 كورنثوس 11 يتكلم عن الشعر الطويل كمجد للمرأة. والمرأة بلا شك تعكس المجد والجمال اللذين بهما يسربلها الله عندما تحتل مكانها المعطى لها من الله - مكان الخضوع وعدم الاستقلال، وتتمسك بخصائصها الأنثوية. وبقدر ما تكون المرأة هكذا بقدر ما تبدو أكثر جمالاً وبقدر ما تحظى برضي الله. وعلى العكس على قدر ما تحاول المرأة أن تتشبه بالرجل أو أن تحتل مكانه بقدر ما تفقد من جمالها وفضلها.
إن تعبير الكتاب "أم ليست الطبيعة نفسها تعلّمكم؟" يمكن تطبيقه على مدى واسع جداً في موضوعنا. فإن التركيب الطبيعي والمزاجي للرجل والمرأة جد مختلف. والله في حكمته جعل اختلافاً شاسعاً في التركيب الجسماني والعقلي والعاطفي عند كل من الرجل والمرأة. لقد جعل الرجل، بصفة عامة، أشد قوة وزوده بطاقة ذهنية أغنى نشاطاً، بينما زود المرأة بعذوبة طبيعية وعاطفة رقيقة ونشاط ذهني يتفق مع سائر خصائصها التي تؤهلها للدائرة المنزلية العائلية. إن الله الخالق قد ركبهما هذا التركيب بالخلق الطبيعي لكي يملأ كل منهما مكاناً يختلف عن مكان الآخر ومع ذلك يكمّل كل منهما الآخر ويتمم أحدهما الآخر.
وإذن، من الخليقة والطبيعة نتعلم أن للمرأة مكاناً متميزاً عن مكان الرجل في المجتمع البشري، وكذلك سوف نرى أن للمرأة مكاناً متميزاً أعطيت إياه من الله في الكنيسة وهو مكان يتفق ويتجاوب مع مكانها في الخليقة وفي الطبيعة. نعم سوف نرى أن مكانها في الخليقة يحدد مكانها في الكنيسة، وإن مكانها في الطبيعة هو توضيح لمكانها في النعمة، أو لعلاقتها مع الله كامرأة مسيحية. فالاثنان غير منفصلين. والله لا يعطي الرجل أو المرأة في الكنيسة مكاناً يتعارض مع مكانه في الخليقة أو في الطبيعة.
مكان المرأة بعد السقوط

رأينا في الخليقة أن مكان المرأة هو مكان الخضوع لرأسها في تعاون حبي معه، والآن نريد أن نعرف الدور الذي كان لها في قضية سقوط البشرية في جنة عدن، والمركز الذي أعطى لها نتيجة لهذا السقوط. ونتعلم من النص الكتابي في تكوين 3 أن الحية أغوت أمنا حواء لكي تأخذ من الثمرة المحرمة وكانت هي التي أخذت من الثمرة وأكلت وأعطت رجلها فأكل أيضاً مثلها (ع 1 و 6). ومن أجل ذلك قال الله لحواء "بالوجع تلدين أولاداً، وإلى رجلك يكون اشتياقك، وهو يسود عليك" (تك 3: 16).
وهنا نرى أول امرأة تمسك بزمام القيادة وتترك مكانها الطبيعي مكان الخضوع. وبدلاً من أن تصد هجوم الحية وتطلب حماية ومعونة رأسها المعطى لها من الله، نراها تتصرف بالاستقلال عنه فتنخدع وتغوى بالحية فتحصل في التعدي وعدم إطاعة وصية الله. من أجل ذلك نطق الله إليها مقرراً بكل تحديد أن مكانها هو مكان الخضوع لزوجها.
ولم نترك نحن لنستخلص من هذه الحقائق ما يروق لنا أن نستخلصه، بل إن الكتاب أشار إلى غواية حواء بالشيطان في رسالة تيموثاوس الأولى 2: 11 ويتخذ من هذه الحقيقة سبباً لعدم السماح للمرأة في عصر الكنيسة الحاضر أن تغتصب السلطان والسيادة على الرجل. وهكذا نقرأ "لتتعلم المرأة بسكوت في كل خضوع، ولكن لست آذن للمرأة أن تعلم ولا تتسلط على الرجل، بل تكون في سكوت. لأن آدم جبل أولاً ثم حواء، وآدم لم يغو لكن المرأة أغويت، فحصلت في التعدي".
هنا نجد سببين لماذا لا تعلم المرأة في الكنيسة، الأول: إن آدم له المكان الأول في الخليقة، وهذا يتضمن الرئاسة. والثاني: هو أن المرأة أغويت بالحية. إن آدم لم يغو كما أغويت المرأة، بل أخطأ وعيناه مفتوحتان ومن أجل ذلك كان ذنبه أكبر من ذنب امرأته، لكن المرأة هي التي أغويت. هذا هو الدور الذي كان لحواء في سقوط الجنس البشري ومنه برهنت بنفسها أنها قائد فاشل في هذا الصدد ولا تصلح أن تكون مرشداً أو رأساً. ولذلك في حكمة الله وتدبيره الحسن، حال بينها وبين التسلط على الرجل أو أن تأخذ مركز المعلم في الكنيسة. وهذا هو التحذير الصارخ الأول والقوي والذي يسمع دويه أن تأخذ المرأة دور القيادة. وهو بالتأكيد تحذير حي عند نقطة ابتداء رحلة الإنسان عبر بحر الزمن.
قال واحد هذه الملاحظة [عندما تخرج النساء عن مكانهن يضعن أنفسهن فريسة سهلة بين أنياب إبليس. إنها امرأة التي وردت في المثل والتي وضعت الخميرة في ثلاثة أكيال الدقيق - مت 13: 33] رمزاً لدخول المبادئ الفاسدة التي خمّرت الاعتراف المسيحي، وامرأة - حواء هي التي حصلت في التعدي.
[وأيضاً "نسيات محملات خطايا منساقات بشهوات مختلفة" هن اللواتي يسبيهن أناس أشرار في الأيام الأخيرة" 2 تي 3: 6. وامرأة مثل إيزابل تبرز في صفحات التاريخ القديم مثلاً لكل ما هو مستهجن وشرير واسمها يطلق في سفر الرؤيا كرمز للفساد الكنسي والخراب الروحي الذي لا مثيل له (1 ملوك 21، رؤيا 2: 20).
[وفي هذه الأيام نجد غالبية الوسطاء الروحانيين من النساء. ونظام الروحانية العصرية الذي بدأ بالنساء - وهن الأخوات الماكرات في أمريكا. وامرأة هستيرية مثل مسز هوايت قد صارت بادعاءاتها الكفرية قائدة ورائدة لذلك التعليم الشرير الذي ينادي به الأدفنتست وهم "مجيئيو اليوم السابع" Seventh day Adeventists.
[وامرأة هي مسز إدي بدأت المناداة بما يسمى "مذهب العلم المسيحي" الذي لا هو علمي ولا هو مسيحي (ونضيف هنا الإحصائية عن أطباء العلم المسيحي في مدينة كبيرة أن 75% منهم نساء R. K. C.). وثيوسوفي المعروفة في نصف الكرة الغربي أصبحت شعبية بفضل امرأة تدعى مدام بلافتسكي، واستمر بامرأة تدعى مسز بيزنت -( A. J. Pollovk) وغيرهن كثيرات من المبتدعات شروراً في رداء تقوى يخفي بين طياته خروجاً على مبادئ الله الصحيحة. وإلى هذه القائمة يمكننا أن نضيف حركة الألسنة الحاضرة، والمظاهر الهستيرية التي يتزعمها نساء متحمسات في الادعاء بالتكلم بالألسنة والتنبؤ.
لكن حاشا لنا أن نقول هذا لنقلل من شأن المرأة لأن المرأة من الناحية الأدبية بصفة عامة أرق في سجاياها من الرجل، وهي تفوقه في العواطف والإخلاص التقوي للمسيح. ولا نحن نقول ذلك لنناقش كفاءتها لأنها إذا قورنت بالرجل بأقل منه ذكاء أو قابلية للثقافة أو الكلام. لكننا نريد أن نقول من جهة المركز أن الرجل يأخذ مكاناً متقدماً عن المرأة والنقطة التي نريد أن نوضحها هنا هي هذه: عندما تخرج المرأة عن مكانها المعطى لها ومجال خدمتها المعين لها من الله وتأخذ مكان التعليم والقيادة للرجل غالباً ما تعرض نفسها لأن تصير الفريسة السهلة لغواية الشيطان. والوسيلة الفعالة لنشر هرطقاته وخرافاته. هذا هو الدرس الذي ينبغي أن نتعلمه من حواء في جنة عدن ومن تاريخ المرأة التي تبع ذلك.
ومن الناحية الأخرى عندما تستقر المرأة في مكانها الخاص بها، المعطى لها من الله تكون قوة فعالة ونافعة للخير، وحضورها وقوتها في خدمة المسيح تحت إرشاد الله، هو الأساس الضروري لنجاح واستمرار الكنيسة. والكتاب المقدس مليء بالأمثلة الحية من نساء متعاهدات بتقوى الله قمن بخدمات جليلة لمجد الله في مجالاتهن المعينة لهن من الله وعن هؤلاء سوف نتكلم بشيء من الإفاضة فيما بعد.
والآن يمكننا أن نلخص ما قلناه آنفاً في هذه العبارات :لأن حواء خدعها الشيطان وأخذت مركز القيادة في حادثة الخطية الأولى كانت النتيجة أن المرأة وضعت في المنزلة الثانية بالنسبة للرجل. منزلة التابع لا المتبوع، وعليها أن تتعلم في سكوت بكل خضوع وغير مأذون لها أن تتسلط على الرجل. هذا هو مركز المرأة كما يقرره الكتاب المقدس - وهذا الدستور الإلهي يبقى ثابتاً غير متغير في زمان النعمة الحاضر في الكنيسة - وعلاوة على ذلك، كما قلنا، فإن تاريخ المرأة في العالم قد برهن على كمال حكمة وعدالة الترتيب الإلهي لها.
نساء قديسات في العهد القديم

يتكلم الرسول بطرس في مجال تحريضه الزوجات المسيحيات على التصرف الحسن، عن نساء قديسات أمثال سارة. هذه الأقوال التي شاء الروح القدس أن يعطينا إياها على فم بطرس نافعة لنا في هذه الأيام، وفيها نقرأ "كذلكن أيتها النساء كن خاضعات لرجالكن حتى وإن كان البعض لا يطيعون الكلمة، يربحون بسيرة النساء بدون كلمة. ملاحظين سيرتكن الطاهرة بخوف. ولا تكن زينتكن الزينة الخارجية من ضفر الشعر، والتحلي بالذهب، ولبس الثياب، بل إنسان القلب الخفي، في (الزينة) العديمة الفساد، زينة الروح الوديع الهادئ، الذي هو قدام الله كثير الثمن. فإنه هكذا كانت قديماً النساء القديسات أيضاً، المتوكلات على الله، يزيّن أنفسهن، خاضعات لرجالهن، كما كانت سارة تطيع إبراهيم داعية إياه سيدها. التي صرتن أولادها صانعات خيراً وغير خائفات خوفاً البتة" (1 بطرس 3: 1 - 6).
هذه عبارات واضحة صريحة وتحتاج إلى تعليق محدود. وسارة التي من تاريخ العهد القديم، والتي قد نراها شخصية قوية ومستبدة لكنها مثالاً للنساء القديسات منذ القديم، اللواتي لازمن بيوتهن، خاضعات لرجالهن، متحليات بروح الوداعة والخضوع. هذا يعطينا صورة لمركز المرأة إزاء الرجل والممارسة العملية التي تليق بالقديسات.
تحت الناموس
وبالارتباط مع هذا نورد هنا إشارة إلى مكان المرأة تحت الناموس فإن بولس الرسول كتب للكورنثيين معلماً إياهم عن مكان المرأة في الاجتماع قائلاً "لأنه ليس مأذوناً لهن أن يتكلمن بل يخضعن كما يقول الناموس" (1 كو 14: 34). ولسنا نجد في الناموس عبارة محددة تقول هكذا أو معنى ينصرف إلى هذا بل المقصود إن كل كتاب العهد القديم يساير هذا المنحى، فإنه في كل التدبير الناموسي نجد أن مكان المرأة هو مكان الخضوع والطاعة وليس مكان القيادة والتسلط.
وعلى ذلك نحن نرى بكل وضوح أن الخليقة، والسقوط والناموس، جميعاً تتفق في إبراز مكان الخضوع الذي هو مكان المرأة المعين لها من الله. وبهذه الخلفية الكتابية لنتأمل الآن مكان المرأة في تدبير النعمة الحاضر سواء في البيت أو في الكنيسة.
المرأة في تدبير النعمة

لقد تأملنا طويلاً في مكان المرأة في الخليقة وفي سقوط البشرية وفي الناموس، ولاحظنا ما يذكره الكتاب عن مركزها في هذه الدوائر وما ارتبط بالتعليمات الخاصة إزاء مكانها في الكنيسة، والآن نريد أن ندرس بصفة خاصة مكانها في العهد الجديد أو في عصر النعمة الحاضر المعروف فترة الكنيسة.
في البيت
ذكرنا أن البيت يأتي كواحد من الدائر الهامة التي تميز المركز الخاص الذي أعطاه إياها الله. ومن الطبيعي يأتي المنزل قبل الكنيسة في الترتيب الأدبي وفي الترتيب الزمني باعتباره الأساس للمجتمع كله. ومن الصحيح كما رأينا في البداية المكان الخاص الذي يعطيه الكتاب للمرأة في هذه الدائرة المباركة جداً. وهذا سيساعدنا أيضاً أن نرى جيداً المركز الإلهي الممنوح للنساء في الكنيسة، لأن مكانها في البيت وفي الكنيسة هما بالضرورة في انسجام وتوافق، أحدهما مع الآخر، وإذا تعلمت المرأة أن تأخذ مكانها الصحيح في البيت فإنها ستميز أكثر مكانها الصحيح في الكنيسة.
إن العلاقة الأساسية للبيت هي علاقة الزوج بالزوجة، ثم إذا كان هناك أولاد بعد ذلك فهناك أيضاً تلك العلاقات السعيدة علاقات الأبوة والأمومة والبنوة. وفي هذه العلاقة الجميلة للزوجة، أو للزوجة والأم، تحتل المرأة مكانة هامة جداً ولها تأثيرها الواضح في البيت. والبيت لا يكون بيتاً حقيقياً بدون الزوجة التقية أو الأم التقية.
لقد سبقت الإشارة إلى المركز الذي أعطاه الله لحواء كالقرينة المعينة لآدم. لقد أحضرها الله له وأخذت مكانها إلى جواره كزوجة ومعينة أعدها الله له.. لقد خلقت لتكون شريكة ورفيقة حضنه، جسداً واحداً معه، وإذ جبل الرجل أولاً صار لها رأساً، ولما دخلت حالة السقوط، قال الله بالتحديد أن حواء تخضع لتعليمات وحكم زوجها. ولكن حاشا أن يكون معنى ذلك أن يدوسها بقدمه بل أن تكون إلى جانبه، وفي مساواة معه، تحت حماية ذراعه، وبالقرب من قلبه لتنعم بمحبته. هذه هي المكانة الخاصة التي تحتلها المرأة في علاقة الزوجية كما رتبها الله في الخليقة.
لكن من السقوط إلى الصليب لا نقرأ شيئاً في الكتاب المقدس عن مكان المرأة الصحيح في الخليقة، وكما قال واحد [إن الوثنيين حطوا من مقامها فجعلوها أمة مستعبدة للرجل. وتحت الناموس أعطيت لها الحماية من استعبادها وإذلالها في بعض الظروف (خر 21، لا 18: 18). ومع ذلك لم يكن لها في التدبير الموسوي مكانها الصحيح بالنسبة للرجل. لكن عندما ظهر الإنسان الثاني (المسيح) وتم عمل الكفارة أعيد الوضع من جديد حسب الترتيب الإلهي في الخليقة وتحصلت المرأة على مكانتها الصحيحة إلى جانب الرجل]. (س. ه. ستيوارت).
هذا الوضع الصحيح نراه مقرراً في أفسس 5: 22 و 23. حيث يطلب من الرجال أن يحبوا نساءهم كأجسادهم، كما أحب المسيح الكنيسة، وأسلم نفسه لأجلها.. كما يطلب إلى النساء أن يخضعن لرجالهن كما للرب، لأن الرجل هو رأس المرأة، كما أن المسيح هو رأس الكنيسة. لذلك كما تخضع الكنيسة للمسيح هكذا النساء لرجالهن في كل شيء. فبينما يرى أن الزوج يحب امرأته كنفسه، كذلك تلاحظ الزوجة إكرام رجلها واحترامه.
هذا هو ترتيب الله للرجل والمرأة في البيت في هذا التدبير الحاضر - تدبير النعمة. فالزوجة محط عناية زوجها بكل لطف ومحبة في أقصى تقدير لها، كما أنها تعترف له بأنه رأس البيت وتخضع له وتوقره. وهي تفعل ذلك "كما للرب" (أف 5: 22) حاسبة أن المسيح من وراء زوجها ومنه يستمد زوجها سلطانه. وعليها أن تتذكر أيضاً أنها بخضوعها تمثل خضوع الكنيسة للمسيح رأسها. ويا له من امتياز عجيب ومدهش!.
في 1 تيموثاوس 5: 14 نقرأ أن الرسول يريد أن الحدثات "يتزوجن ويلدن الأولاد ويدبرن البيوت" فتدبير البيت وترتيبه هو عمل المرأة الخصوصي أما الزوج فهو رأس البيت المسئول والمرأة التي تدّعي رئاسة البيت احتقاراً لزوجها وتقليلاً من مكانته فيه، لا شك أنها لن تكون سعيدة وبائسة، وسوف تجني حتماً ثمار تمردها وتعديها، ثماراً مرة في بنيها وبناتها الذين ينشأون على مبادئ مقلوبة ومعكوسة. ورغم أنه في هذه الأيام تتصايح النساء مطالبة بالحرية والمساواة في الحقوق مع الرجل واعتبار الخضوع النسوي أمراً غير مرغوب فيه عند قطاع متزايد وقد استبعدوه، لكن ما زال الله يأمر ويطالب الزوجات المؤمنات أن يكن خاضعات لرجالهن وبدون ذلك لا يمكن أن يكون هناك فرح أو بركة حقيقية أو بيتاً ذات قواعد صحيحة.
وإذ تكلمنا عن مركز المرأة في العلاقة الزوجية وفي دائرة البيت، نتقدم الآن للكلام عن خدمتها في هذه الدائرة المباركة. إن أغلب وقت المرأة الذي تصرفه في بيتها تقضيه في إنجاز مطاليب الحياة اليومية وفي ذلك يمكنها أن تقدم خدمة كبيرة لله. لأن الرسول في كولوسي 3: 23 و 24 يقول "وكل ما فعلتم، فاعملوا من القلب، كما للرب، ليس للناس ..لأنكم تخدمون الرب المسيح". فباهتمامها بأمور زوجها وأولادها وفي خلق جو سعيد في بيتها وجعله موئلاً للبهجة وملاذاً للراحة وسط اضطرابات الحياة واهتماماتها تستطيع المرأة أن تملأ مكاناً هاماً جداً.
إن الأم هي في الواقع مركز وقلب البيت. وجاذبيات البيت تتوقف إلى درجة كبيرة على روح وتصرف الزوجة واتجاهاتها. والزوجة المتعقلة التي تدبر بيتها بأسلوب حكيم، وتحلّي بيتها بنسمات النعمة والمحبة وأضواء البهجة، لا شك تكون بركة عظيمة لزوجها وأولادها ولكل من يدخل بيتها. إن نجاح أو فشل الزوج في الحياة غالباً ما يعتمد على مسلك الزوجة في البيت. وكثيرون يدينون بمراكزهم التي وصلوا إليها في الحياة لحكمة زوجاتهم وحسن تصرفهن.
وممارسة فضيلة ضيافة الآخرين تصبح سهلة إلى حد كبير بفعل الزوجة. هذه خدمة ثمينة وقيمتها غالية جداً في وسط كنيسة الله، ولها مجازاتها الحاضرة والمستقبلة. في هذا نصيب حقيقي موفور للنساء في خدمة المسيح، إنهن يخدمن أجلّ وأسمى خدمة لما يفتحن بيوتهن لخدام الرب ولشعب الرب وأيضاً لغير المخلصين ليسمعوا بشارة الإنجيل ويخلصوا. وما فعله أكيلا وبريسكلا لما فتحا بيتهما لأبولس وشرحا له طريق الله بأكثر تدقيق هو نموذج لمثل هذه الخدمة أعمال 18: 26.
ومن أثمن الخدمات أيضاً للأم في البيت خدمة تربية الأولاد. هذا هو عملها الخصوصي حيث أنها تصرف وقتاً أطول من الزوج مع أولادها في البيت، وتؤثر في حياتهم تأثيراً قوياً وكبيراً للخير أو للشر. ولاحظ كيف يذكر اسم الأم في أسفار الملوك وأخبار الأيام عند ذكر ملوك اسرائيل المختلفين. إن روح الله يشير لنا إلى العامل الفعال في تشكيل حياة الرجال الذين حكموا شعبه. إنه تأثير الأم.
إن أساسات أخلاق الطفل توضع في البيت عند تربية الأولاد. ويدا الأم هما الأداة التي يستخدمها الله في إرساء هذه الأساسات، إن عمل الم الأكثر أهمية، والمعين من الله، وعليها أن تكرس نفسها تماماً للعناية بهم وبتربيتهم وتنشئتهم، فإذا هي أهملت في هذه الخدمة في البيت أو تركتها لآخرين بينما سعت هي لتخدم الرب في مجالات أخرى فلا جدال في أنها بذلك تترك عملها وستفشل بالتأكيد في إنجاز أي عمل آخر لم تدعى إليه. إن تعليم وتنشئة الأطفال التي يتحصلون عليها من أمهاتهم في سنواتهم المبكرة عندما تكون حاسياتهم رقيقة، والتي تترك تأثيراتها العميقة في حياتهم كلها كما تترك انطباعات على طفولتهم الغضة والمرنة، وعقولهم المتفتحة وقلوبهم التي لا تنمحي أبداً. كم هو مهم إذن عمل الأمهات في البيوت. ليته لا يهمل.
لذلك فإننا نلاحظ ويجب أن نعلن أن في دائرة البيت مجالاً خصوصياً للمرأة فيه تخدم الله وتمجده بطريقة لا يصلح فيها سواها. إنها في تلك الدائرة حيث مجالها الخاص جداً، تملأ جوه نوراً وبهجة، وتجتهد أن تؤثر للخير أعظم تأثير. فإن الحياة العائلية التي تحتقرها وتتنصل منها المرأة في هذه الأيام هي أصلح مجال يوافق نشاط المرأة الطبيعي.
على أننا لسنا بذلك نريد أن نقول أنه لا توجد للمرأة خدمات أخرى يمكنها أن تؤديها، أو أنه لا يوجد عمل آخر تقوم به المرأة في الحياة الكنسية، بل أننا نريد أن نقرر إن البيت، أو الدائرة العائلية، هي أوسع وأفضل ميدان لخدمة المرأة. وفي هذه الدائرة البيتية فإن مكانها بحسب الكتاب هو في خضوعها وطاعتها لزوجها.
فيما سبق نكون قد تكلمنا أساساً عن مركز وخدمة النساء المتزوجات في الدائرة المنزلية. وأيضاً في تلك الدائرة البيتية تجد غير المتزوجات مجالاً رحباً للخدمة المسيحية. فلهن أن يخدمن حاجات زمنية كثيرة، ويعتنين بالصغار والمرضى والعجائز وبأيد راضية يفعلن كما فعلت "غزالة" قديماً ويقدمن تعب محبتهن منسوجاً ليسترن به أجساد المحتاجين (أعمال 9: 39).
وإذ تناولنا حتى الآن مكان المرأة في الخليقة، ودورها في السقوط. ومكان تحت الناموس، وفي البيت في هذا التدبير الحاضر، فإننا نأتي إلى مكان المرأة كتابياً جهاراً وفي كنيسة الله.
التعليم جهاراً
بالارتباط مع دور المرأة في سقوط البشرية في عدن، كنا قد اقتبسنا الكلام الوارد في 1 تيموثاوس 2: 11 - 14، ولاحظنا المحاذير الحكمية التي وضعت أمام النساء ومن المستحسن أن نورد هذه الأعداد مرة أخرى هنا. "لتتعلم المرأة بسكوت في كل خضوع. ولكن لست آذن للمرأة أن تعلم، ولا تتسلط على الرجل، بل تكون في سكوت. لأن آدم جبل أولاً ثم حواء. وآدم لم يغو لكن المرأة أغويت فحصلت في التعدي".
هذه الأعداد تنطبق على دائرة أوسع بكثير من دائرة اجتماع الكنيسة معاً. إنها ترسم معالم المسلك الصحيح بين الرجل والمرأة. وتتضمن أية شهادة علنية فيها يكون كلا الجنسين حاضرا. وهي تشير إلى التعليم الجهاري حيث يكون المستمعون من الجنسين. فإن المرأة غير مأذون لها أن تأخذ مكان المعلم لأنها حينئذ تمارس نوعاً من السلطان على الرجل، والرجل حينئذ يكون في مكان من يتلقى التعليم عند قدمها، وفي هذا قلب للترتيب الإلهي ومسخ للأوضاع الطبيعية.
لقد جبل آدم أولاً وهو الذي يمثل سلطان الله وهو الرأس للخليقة الأرضية، وينبغي أن يحتفظ بمركزه الصحيح كالرأس والمعلم. ولأجل أن حواء اتخذت دور القيادة في حادثة التعدي وخدعت من الشيطان (فبرهنت بذلك على أنها لا تصلح للقيادة) ولأجل ذلك في ترتيب الله وأحكامه التنظيمية، نهى المرأة عن أن تأخذ مركز المتسلط على الرجل أو مركز المعلم له. بل لتتعلم المرأة في سكوت وخضوع. ومن أجل ذلك ينبغي أن لا تأخذ المرأة مركزاً يخولها أن تقف وسط الجماعة المجتمعة ككنيسة لتعلم بكلمة الله، أو تعلم في كنيسة. أو تمارس هذا المركز في أي مجتمع آخر، حيث يكون السامعون خليطاً من الجنسين، وفيه تأخذ مكاناً متعادلاً أو أعلى قليلاً من الرجال لأنها حينئذ تكون مختلسة نوعاً من التسلط على الرجل.
على أننا نجد في تيطس 2: 3 تحريضاً للنساء المتقدمات في السن أن يكن "معلمات الصلاح لكي ينصحن الحدثات - الخ". هنا نجد أن للنساء حق التعليم، لكن في دائرة محدودة، فهن يعلمن الحدثات، ويعلمهن بصفة غير رسمية، في موضوعات عملية تختص بالبيت والعائلة (عدد 3 - 5)، وأيضاً نقول أنه إذا ساعدن غير العارفات بالإنجيل لشرح كلمة الله لهن واشتركن معهن في كلمة الله فهذا صحيح تماماً.
ونحن نشجع الأخوات أن يعملن باجتهاد لأجل الرب في مثل هذه الدوائر. وحتى إذا اشتركت النساء مع الرجال في مناقشة روحية هادئة بأسلوب تقوي لائق، فإن تصرفن يكون سليماً ما دام المجال ليس مجال تعليم جهاري. ومثل هذا العمل إذا اتخذ شكل التعليم الرسمي فهذا يخرج المرأة من مكانها الصحيح. وإذا اتخذ شكل المحاضرات الكتابية بصورة جهارية منتظمة، حتى لو كان النساء فقط حاضرات، فنحن نعتقد أنها اتخذت مكان المعلم وتعدّت على ما جاء في 1 تيموثاوس 2: 12 "لست آذن للمرأة أن تعلّم".
ومثل هذا العمل يبدأ في البيت ويكمل في مدرسة الأحد وفي اجتماعات الأطفال. ومدرسة الأحد في الكنيسة هي ببساطة امتداد للاجتماع العائلي، والذي نقل من البيت إلى دائرة أوسع ومناطق أكثر راحة. ولذلك فمن المناسب والصحيح تماماً للأخوات أن يعلمن في فصول مدرسة الأحد للأطفال أو للشابات، خاصة عندما يشرف عليها الإخوة، وهن يخدمن تحت إشرافهم. أما إذا كان هناك شباب صغير أو بعض الإخوة في فصول اجتماعات مدرسة الأحد فنحن نعتقد أن هذا مخالف للكتاب لأن أي أخت تصبح مسئولة عن مدارس الأحد فإنها تمارس سلطاناً على الرجل.
إن صلاتنا أن نساء أمينات أكثر ينشطن في عمل الرب ويتشجعن بهذا العمل في تلك الدوائر التي تكلمنا عنها حيث ميدان خدمة المرأة. فالحاجة إلى مثل هؤلاء يتعاظم في هذه الأيام التي نرى فيها عمل الرب يتضاءل لنقص خدمات التقيات والأخوات ذوي الطاقات الحارة. ليت الرب يبارك في غناه كل امرأة تعمل عملاً له.

المرأة في الكنيسة

في 1 كورنثوس 14: 34 - 38 يعطينا تعليمات واضحة بالنسبة لمكان المرأة في الكنيسة المجتمعة "لتصمت نساؤكم في الكنائس، لأنه ليس مأذوناً لهن أن يتكلمن، بل يخضعن كما يقول الناموس أيضاً. ولكن إن كن يردن أن يتعلمن شيئاً، فليسألن رجالهن في البيت، لأنه قبيح بالنساء أن تتكلم في كنيسة. أم منكم خرجت كلمة الله؟ أم إليكم وحدكم انتهت؟. إن كان أحد يحسب نفسه نبياً أو روحياً فليعلم ما أكتبه إليكم أنه وصايا الرب ولكن إن يجهل أحد فليجهل".
في هذا وضوح ليس بعده من مزيد من جهة التعليمات التي تقرر مكان المرأة في الكنيسة المجتمعة. ليس مأذوناً للمرأة أن تتكلم في الكنيسة. وعبارة "في كنيسة" أو "في الكنائس" تستعمل خمس مرات في هذا الإصحاح، وفي جميعها تعني اجتماع المؤمنين كجماعة أو الاجتماع معاً للكنيسة كلها. ففي مثل هذه الاجتماعات ليس للمرأة أن تقف وتتكلم على الإطلاق، بل أن تصمت وتكون في خضوع.
وفي كورنثوس الأولى 11: 5 يقول الرسول "وأما كل امرأة تصلي أو تتنبأ الخ ...". وهذا النص يسمح بمثل هذا النشاط الذي تقوم به المرأة ولكنه لم يبين في ذلك الموضع أين تمارس المرأة ذلك، أما الإصحاح الرابع عشر فقد أوضح بكل صراحة أن خدمة مثل هذه ممنوعة منعاً باتاً على النساء في الكنائس وذكر بكل وضوح وجوب صمتها وخضوعها. فواضح إذن أن ممارسة المرأة لخدمة الصلاة أو التنبؤ تكون خارج الكنيسة. وبولس ورفقاءه نجدهم في أعمال 21: 8 - 9 في بيت فيلبس المبشر وكان لهذا "أربع بنات عذارى كن يتنبأن" والمفهوم من سياق الكلام أنهن كن يتنبأن في البيت وليس في الكنيسة، وهذا ترتيب واضح وفي مكانه.
ومن المهم جداً أن نلاحظ أن هذا الحظر على النساء فلا يتكلمن في كنيسة، ليس مجرد كلام للرسول بولس - وهو رجل أعزب كما قد يحتج البعض - بل هو "وصايا الرب" (1 كو 14 - 37). فإن كان أحد - رجلاً أو امرأة - له ذوق روحي ويسلك في رضا الرب فعليه أن يعلم أن هذه هي تعليمات ووصايا الرب. إن المسألة مسألة إطاعة مشيئة الله. ومحاولة المداورة والمحاورة حول فصل كتابي مثل هذا، واضح غاية الوضوح، كما يفعل الكثيرون وهم مستمرون في عصيانهم وعدم طاعتهم - برهان على أن القلب ليس راغباً في عمل مشيئة الله وعلى عدم احترام كلمته.
ولعل الكورنثيين ظنوا - كما يظن كثيرون في هذه الأيام، أنهم أحرار يفعلون ما يحسن لديهم من جهة هذا الأمر. والرسول من أجل ذلك يقول لهم "أم منكم خرجت كلمة الله؟ أم إليكم وحدكم انتهت؟" (ع 36) وكأنه يقول لهم: [هل لكم سلطان من قبل الرب من جهة ما تقررونه في هذا الخصوص؟. إن كلمة الله لم تخرج منكم بل إليكم جاءت] ولهذا لا بد أن يخضعوا لوصايا الرب من الرسول.
أحياناً يقال إن كلمة "تتكلم" المذكورة في هذا الفصل تعني الانصراف إلى حديث خاص وتبادل أطراف الحديث مع الآخرين همساً أو بصوت مسموع أثناء الخدمة وهذا ما يحذر ضده الرسول (ثرثرة أو نشر القيل والقال to chatter, "gassip).غير أن هذا تعبير خاطئ ومضلل وبعيد كل البعد عن الصواب. فإن موسوعة يونج Youngs concordance تبين أن هذه الكلمة اليونانية "Laleo" التي ترجمتها "تتكلم" تستعمل في كل الإصحاح بمعنى الكلام بقصد الخدمة. إنها ترد 241 مرة في العهد الجديد ولها نفس المعنى الوارد في عدد 29 من نفس الإصحاح عن تكلم الأنبياء في الكنيسة "أما الأنبياء فليتكلم اثنان أو ثلاثة" وأيضاً "لست آذن للمرأة أن تتكلم" فإن ذات الكلمة عينها هي المستعملة في الموضعين.
وآخرون يقولون أن هذا المنع مقصور على النساء في كورنثوس فقط حيث النساء كن جاهلات صخابات وليس في مقدورهن القيام بخدمة عامة، غير أن هذا مردود بالقول بأن الفكرة الأولى التي تقول بأن المنع مقصور على نساء كورنثوس فكرة مغلوطة من أساسها ولا تستند إلى أي دليل كتابي، أما ما يقال عن نساء كورنثوس فهو مجرد افتراض وادعاء. وافتتاحية هذه الرسالة ترينا أنها موجهة من بولس "إلى كنيسة الله التي في كورنثوس ...مع جميع الذين يدعون باسم ربنا يسوع المسيح في كل مكان".
هذا التقديم قاطع وحاسم لأن تعليمات وتحريضات هذه الرسالة ليست لها مجرد الصفة المحلية بل هي أيضاً موجهة إلى دائرة المسيحية المعترفة في كل مكان. وفي الفصل المطروح أمامنا يتكلم الرسول عن سكوت النساء وصمتهن "في الكنائس" ولم يقل للكورنثيين في "كنيستكم" بل "في الكنائس".
إن مكان المرأة في الكنيسة هو مكان الخضوع والسكوت وليس مكان القيادة. وكما أن الرجل في دائرة البشرية يمثل الرأس والفكر فإن المرأة تمثل القلب. ومكان القلب في الحنايا غير منظور بينما الرأس هو الظاهر للعيان. فالذين يأخذون المكان الظاهر في الكنيسة هم الذين يقودون الجماعة سواء في الصلاة أو الترنيم أو الخدمة وهذا المركز لم يعط للمرأة.
إن كثيرين لا يدركون أن من يصلي جهاراً أي من يصلي بين الجماعة المجتمعة فإنه يقود الكنيسة في صلاته. إنها ليست صلاة فردية بل تعبر عن الكنيسة في الصلاة أو التسبيح. لذلك إذا كانت المرأة تصلي في اجتماع الصلاة أو في أي اجتماع مختلط فمعنى ذلك أنها تأخذ مكان القيادة على خلاف ما جاء في الكتاب. وفي 1 تيموثاوس 2: 8 "فأريد أن يصلي الرجال في كل مكان" فإن هذه الحرية المطلقة في الصلاة الجهارية ليست ممنوحة للمرأة.
في هذا الخصوص نتعلم من حنة في 1 صموئيل 1: 9 - 17. إن تلك المرأة التقية صلّت في بيت الرب والعباد مجتمعون. فكيف صلت؟ يقول الكتاب "كانت تتكلم في قلبها وشفتاها فقط تتحركان وصوتها لم يسمع" (ع 13). فإنه ما كان يليق بها أن تصلي بصوت مسموع في حضور جمهرة مختلطة من العباد ولكنها استطاعت أن تصلي في قلبها والله سمع وأجاب. هكذا في هذه الأيام وعلى هذا المنوال تصلي النساء وتسبح في قلوبهن في الكنيسة المجتمعة ويشتركن في "الآمين" عند كل صلاة علنية مسموعة.
غطاء الرأس
نتأمل الآن في مسألة وجوب تغطية المرأة رأسها إذا ما صلّت أو تنبأت في الكنيسة. في هذا الخصوص يعطينا الرسول تعليمات في 1 كورنثوس 11: 3 - 16 قائلاً "ولكن أريد أن تعلموا أن رأس كل رجل هو المسيح، وأما رأس المرأة فهو الرجل، ورأس المسيح هو الله. كل رجل يصلي أو يتنبأ وله على رأسه شيء يشين رأسه. وأما كل امرأة تصلي أو تتنبأ ورأسها غير مغطى فتشين رأسها، لأنها (والمرأة) المحلوقة شيء واحد بعينه، إذ المرأة إن كانت لا تتغطى فليقص شعرها، وإن كان قبيحاً بالمرأة أن تقص أو تحلق فلتتغط. فإن الرجل لا ينبغي أن يغطي رأسه لكونه صورة الله ومجده. وأما المرأة فهي مجد الرجل. لأن الرجل ليس من المرأة، بل المرأة من الرجل. ولأن الرجل لم يخلق من أجل المرأة، بل المرأة من أجل الرجل. لهذا ينبغي للمرأة أن يكون لها سلطان على رأسها من أجل الملائكة، غير أن الرجل ليس من دون المرأة، ولا المرأة من دون الرجل في الرب. لأنه كما أن المرأة هي من الرجل، هكذا الرجل أيضاً هو بالمرأة. ولكن جميع الأشياء هي من الله. احكموا في أنفسكم هل يليق بالمرأة أن تصلي إلى الله وهي غير مغطاة؟".
من هذا الفصل نرى أن الله قد وضع ترتيباً معيناً يريدنا أن نعترف به ونحافظ عليه. فليست المسألة مجرد عادة أن يكشف الرجال رؤوسهن، أو أن تغطي النساء رؤوسهن في حضرة الرب. بل إن هذا الترتيب له معنى كتابي ويستند إلى سبب كتابي حقيقي.
إن الله هو رأس المسيح، والمسيح هو رأس الرجل، والرجل هو رأس المرأة. ولأن الرجل هو صورة الله ومجده والمسيح هو رأس الرجل فإنه يكون من المهانة للمسيح أن يغطي الرجل رأسه عندما يصلي أو يتنبأ (يتكلم جهاراً). فإن مجد المسيح ينبغي أن يكشف لا أن يغطى.
لكن المرأة خلقت لأجل الرجل ومن الرجل وهي مجد الرجل، ولأجل ذلك ينبغي أن تغطي رأسها عندما تصلي أو تتنبأ، لأن مجد الرجل ينبغي أن لا يرى وبصفة خاصة في الكنيسة المجتمعة. إذ هناك ينبغي أن مجد المسيح وحده وليس مجد الرجل هو الذي يستعلن.
وأكثر من ذلك يقول في عدد 10 أنه "ينبغي للمرأة أن يكون لها سلطان على رأسها من أجل الملائكة" أي أن يكون لها على رأسها غطاء رمزاً لسلطان الرجل الذي هي خاضعة له. فعندما تضع المرأة غطاء على رأسها في حضرة الرب، إنما بذلك تصادق على أن الرجل هو رأسها المعين لها من الله. وإذا دخلت امرأة إلى حضرة الرب ورأسها غير مغطى فإنها تظهر بذلك أنها تريد أن تكون مثل الرجل وترفض مركز الخضوع. إنها تشين رأسها (تشين كرامته) وربما تفعل ذلك دون وعي، بل عن جهل، لكن هذا هو معنى ما تفعله.
إن الملائكة نظاراً في الاجتماع وينبغي أن يشهدوا (يتفرجوا) على ترتيب الله ومراعاة أصوله هناك. إنهم يرون في السماء وفي كل الخليقة ترتيباً دقيقاً محفوظاً وينبغي أن لا يروا بين المسيحيين عدم الترتيب. إن السرافيم يغطون أنفسهم في حضرة الرب (أش 6: 1 - 3)، ويسرهم أن يروا النساء كذلك إطاعة لكلمة الله. وقصد الله أن "الرؤساء والسلاطين في السماويات" تعرّف "بواسطة الكنيسة بحكمة الله المتنوعة" (أف 3: 10 و 11). وهذه الحكمة الإلهية هي في سر المسيح والكنيسة الذي يرمز إليه بالزوج وامرأته : الواحد يشغل مركز الرأس والآخر تشغل مركز الخضوع له (أف 5: 22 - 32).
وتغطية الرأس أمر واجب على النساء غير المتزوجات كما على المتزوجات. لأن الأعداد الواردة في 1 كورنثوس 11 هنا تتكلم عن الرجل بصفة عامة وعن المرأة بصفة عامة. وفي سفر العدد 30: 3 - 5 نقرأ عن وجوب خضوع البنت في صباها في بيت أبيها لسلطان أبيها، ونذورها والتزاماتها تثبت متى أجازها أبوها. فإن لم يوافق الأب عليها لا تثبت نذورها أو عهودها التي قطعتها على نفسها وبالمثل نذور الزوجة والتزاماتها تثبت متى وافق عليها الزوج وعلى ذلك فالمرأة ينبغي أن تعترف بسلطان الرجل أباً كان أو زوجاً. وغطاء رأسها وهي في حضرة الرب هو علامة هذا الخضوع.
عيب الرأس غير المغطاة
"وأما كل امرأة تصلي أو تتنبأ ورأسها غير مغطى فتشين رأسها لأنها والمحلوقة شيء واحد بعينه. إذ المرأة إن كانت لا تتغطى فليقص شعرها، وإن كان قبيحاً بالمرأة أن تقص أو تحلق فلتتغط" (1 كو 11: 5 و 6).
وفي العهد القديم كان كشف رأس المرأة وحلق شعرها علامة تحقير وإذلال كما نرى في العدد 5: 18 كان يكشف شعر رأس الزوجة إذا شك الزوج وأحاطها بالشبهات، وفي التثنية 21: 10 - 13 إذا سبيت امرأة جميلة أو وقعت في الأسر. وهنا في 1 كورنثوس 11 يقول الرسول أنه إذا كانت المرأة تصلي أو تتنبأ ورأسها غير مغطى فهي والمحلوقة شيء واحد بعينه. وإذا كان قص شعرها أو حلقه علامة عار عليها أن تتغطى. يجب أن لا توصم وهي في حضرة الرب بوصمة ما. ينبغي أن لا تظهر أمام الله وأمر أمانتها لزوجها محل شك. بل ظهورها ورأسها مغطى فيه بيان وفيه علامة عن اعترافها بأن الرجل رأس لها وأنها تتمتع بكامل ثقته فيها.
واضح من كلام الأعداد في 1 كورنثوس 11 أنه قبيح بالمرأة أن تقص أو تحلق لكن "إن كانت ترخي شعرها فهو مجد لها" (ع 15). وهذه كلمات حاسمة ينبغي أن تقف سداً عالياً في وجه السخافات العصرية وأمام روح التبذّل العصري باسم "المودة". هل يليق بامرأة تقية أن تقتطع جزءاً من مجدها وتلقي به؟ إن في هذا عصياناً شائناً. وهل تستطيع امرأة كهذه أن تمسح قدمي الرب بشعرها كما فعلت هاتان التقيتان المخلصتان في لوقا 7: 38 ويوحنا 12: 3؟
الشعر الطويل ليس هو الغطاء
نقرأ في 1 كورنثوس 11: 15 "وأما المرأة إن كانت ترخي شعرها فهو مجد لها لأن الشعر قد أعطي لها عوض برقع". ومن هذه العبارة راح البعض يعلمون أن الشعر الطويل هو غطاء الرأس للمرأة ولا حاجة لها إلى غطاء آخر. ولكن هذا التفسير خاطئ جداً، ولا يؤدي نفس المعنى المقصود من النص. فإن المعنى المفهوم من العبارة أن الشعر الطويل قد أعطى للمرأة بالطبيعة كبرقع تتشح به، فهو ليس غطاء الرأس الذي يصر الرسول بولس عليه في الأعداد السابقة فإنه إذا كان لا بد أن يغطى مجد الرجل في حضرة الله، "والمرأة هي مجد الرجل". إذن فشعر المرأة الذي هو مجدها الشخصي ينبغي أن يغطى أيضاً في حضرة الله.
لقد بيّن الرسول بولس الفرق بين الرجل والمرأة وقال أن الرجل لا ينبغي أن يغطي رأسه، أما المرأة فينبغي أن تغطي رأسها. ثم ينتقل إلى الكلام عن سبب آخر يدعو المرأة لأن تغطي رأسها، وهو الآداب السليمة، واللياقة المبنية على التركيب الطبيعي للرجل والمرأة، وهو تركيب جد مختلف عند كليهما. إنه يقول "احكموا في أنفسكم هل يليق بالمرأة أن تصلي إلى الله وهي غير مغطاة؟ أم ليست الطبيعة نفسها تعلمكم؟" (ع 13 و 14). فحتى في الطبيعة الله أعطى المرأة الشعر الطويل كبرقع تستتر به. فالمرأة إذن يليق بها كل اللياقة أن تغطي رأسها عندما تصلي إلى الله.
ليس لنا عادة مثل هذه
ثم يقول الرسول "ولكن إن كان أحد يظهر أنه يحب الخصام فليس لنا نحن عادة مثل هذه ولا لكنائس الله". فلقد أوضح الرسول فكر الله في هذا الأمر. فإذا راح البعض يناقضون ويناقشون بالمجادلة في هذا الموضوع فبكل بساطة يحسم الجدل بقوله "ليس لنا نحن عادة مثل هذه ولا لكنائس الله".
إنه في مثل هذه الأمور الصغيرة كتغطية الرأس أو عدم تغطيتها تظهر حالة القلب - وفيها امتحان لإرادتها هل هي راغبة في الخضوع لله ولكلمته أو أنها متحفزة للوقوف ضد الكلمة والانسياق في تيار المودة والروح العصرية.. إن العادات والمودات تتغير، لكن كلمة الله ومبادئ الله في هذا الأمر وفي غيره من الأمور تبقى ثابتة.
أمثلةعن المرأة من الكتاب المقدس
لا تحتل مركزاً جهارياً:
رأينا في فصول كثيرة من الكتاب المقدس أن مكان المرأة في الكنيسة ليس هو مكان الخدمة العلنية، بل بالحري مجالها هو ميدان خدمة خصوصية، فسيح الأرجاء يتسع لأنواع عديدة من النشاط التقوي لخدمة ربها ومخلصها. ولقد تأملنا فيما سبق فيما حرّم على النساء أن يمارسنه والآن لنفتش الكتاب لنرى مراكز أو وظائف معينة لم تكلف بها النساء على الإطلاق.
في الكتاب المقدس ستة وستون سفراً جميعها كتبت بواسطة رجال. والله لم يختر امرأة واحدة لكتابة جزء واحد من فصول هذا الكتاب. كذلك لم يسمح لامرأة من سبط لاوي أن تتقلد كهنوتية للخدمة في خيمة الاجتماع أو في الهيكل في العهد القديم. أيضاً لم يختر الرب امرأة واحدة بين الإثني عشر رسولاً الذين كانوا جميعاً رجالاً. وبالإضافة إلى هؤلاء الإثني عشر أرسل الرب سبعين آخرين ولم نسمع عن أي منهم كان من النساء. وفي أعمال 6 انتخب سبعة رجال مشهوداً لهم ومملوئين من الروح القدس والحكمة لأجل خدمة الموائد وحاجات الأرامل وليس بينهم امرأة واحدة. وفي 1 كورنثوس 15 ذكر شهود كثيرون لتثبيت قيامة الرب وسميت أسماء رجال كثيرين ليس من بينهم اسم امرأة واحدة. وهذا له معناه الخصوصي، لأن مريم وهي أول من رأي الرب المقام والتي أرسلت منه بأول بشارة عن القيامة، ولكن حذف اسمها ضمن قائمة الشهود، أليس هذا دليلاً قوياً على أن الكتاب لا يعطي المرأة مكاناً في الشهادة العلنية؟
وفي الكنيسة الأولى ذكر عن إقامة أساقفة وشمامسة وشيوخ على التفصيل الوارد في رسالتي تيموثاوس الأولى ورسالة تيطس وجميع هؤلاء كانوا رجالاً ليس بينهم امرأة واحدة. كما أننا لا نقرأ عن امرأة مبشرة أو راعية أو معلمة بالمعنى العام المعروف في العهد الجديد. كذلك ولا امرأة واحدة ورد اسمها بين من صنعوا المعجزات العلنية. وفي رؤيا 11 نقرأ عن شاهدين نبيين من الرجال، وليست نبيتين، ولا نبي ونبية، بل إثنين من الرجال.
وبكل تأكيد عدم الإشارة إلى النساء في كل هذه المراكز والوظائف العلنية المختلفة يرينا أن مجال الخدمة العلنية ليس هو مجال نشاط المرأة. والآن ننتقل إلى الكلام عن أمثلة إيجابية في الكتاب المقدس لنساء تقيات وخدماتهن العاطرة المقبولة لأجل مجد الله.
مريم (أو مريام)
في خروج 15: 2 نقرأ أن مريم النبية أخت هرون أخذت الدف بيدها وخرجت جميع النساء وراءها بدفوف ورقص وأجابتهم مريم "رنموا للرب فإنه قد تعظم". كانت هذه خدمة جليلة من مريم. لقد قادت النساء في الترنيم والتسبيح للرب ولم تحاول قيادة الرجال. كانت هذه الخدمة منها مقبولة جداً. لكن في وقت متأخر انظر كيف وقعت عليها يد الرب المؤدبة لما قادت هرون أخاها في حركة التذمر على موسى، لقد ضربت بالبرص من أجل هذه الخطية (العدد 12).
نساء في خروج 35: 22 - 26
نقرأ بالارتباط مع بناء خيمة الاجتماع القول "وجاء الرجال مع النساء. كل سموح القلب، جاء بخزائم وأقراط وخواتم. وقلائد، كل متاع من الذهب، تقدمة ذهب للرب. وكل النساء، الحكيمات القلب، غزلن بأيديهن، وجئن من الغزل، بالاسمانجوني، والأرجوان، والقرمز، والبوص. وكل النساء اللواتي انهضتهن قلوبهن بالحكمة، غزلن شعر المعزى". وبهذه الخدمات الطيبة كان للنساء نصيب جميل في بناء مقدس الله.
دبورة
كانت دبورة نبية، وكانت امرأة متزوجة، وقضت لإسرائيل في أيام الانحطاط والخراب الروحي (قضاة 4). لقد انحطت حالة اسرائيل جداً، وأقام الله لهم دبورة قاضية لما خبت في اسرائيل نخوة الرجال تماماً، فأقامها الله ليكسر نير العدو الأجنبي. ودائماً في أوقات الخراب وأيام الانحطاط تتقدم المرأة الصفوف وهذه علامة سوء الحال. ومع ذلك ينبغي أن نلاحظ كيف حاولت دبورة أن لا تتخطى حدودها وكيف حاولت أن تبقى في مكانها الصحيح. كانت دبورة جالسة تحت نخلة وكان بنو اسرائيل يصعدون إليها للقضاء وأرسلت ودعت باراق بن أبينوعم وقالت له أن يذهب ويحارب سيسرا، فلما امتنع باراق وتذرع بأنه يذهب إذا هي ذهبت معه وإن لم تذهب هي معه فلن يذهب هو، رضيت دبورة أن تذهب معه لكنها قالت له "إنه لا يكون لك فخر في الطريق التي أنت سائر فيها لأن الرب يبيع سيسرا بيد امرأة". ومعنى هذه الكلمات أنه إن كان عاراً على باراق أن يقتل سيسرا بيد امرأة فهذا العار ليس بأقل من العار الملحوظ أن تضطر امرأة بسبب هوان الرجولة في الرجال إلى الجلوس على كرسي القضاء لإسرائيل. إن إيمانها وشجاعتها شددت من عزم باراق الجبان. وهكذا أخوات يمكنهن أن يشجعن الإخوة المتراخين والكسالى ودبورة لم تتقدم باراق لكنها شجعته وذهبت معه.
امرأة من شونم
في سفر الملوك الثاني 4: 8 - 37 نقرأ عن هذه المرأة العظيمة، فإن اهتمامها الخصوصي وكرم ضيافتها لرجل الله أليشع مما يعتبر مضرب الأمثال. لقد أشارت على رجلها أن تعمل علّية صغيرة ليميل إليها النبي كلما مر بذلك الطريق وجهزتها بالأثاث اللازم وبذلك ترجمت إيمانها عملياً، ولا زالت هذه الخدمة الجميلة تذكر عاطرة إلى هذا اليوم.
نساء العهد الجديد
في مناسبتين عظيمتين أكرم الله المرأة أكثر من الرجل في العهد الجديد.
المناسبة الأولى: كانت عندما ولد المسيح من امرأة هي العذراء مريم. والمناسبة الثانية كانت بعد القيامة عندما ظهر الرب أولاً لامرأة هي مريم المجدلية. هاتان الامرأتان لهما مكان عجيب في العلاقة بالرب يسوع فالأولى يتكلم عنها الكتاب بالقول "المنعم عليها" و"مباركة في النساء" (لو 2: 28) ومريم المجدلية عرف عنها إخلاصها وعميق شعورها من نحو الرب فحباها الرب امتيازاً سامياً إذ حمّلها أعجب وأول بشارة عن القيام لتبلغها للتلاميذ.
وحنّة النبية كانت تتعبد لله (تخدم الله) "بأصوام وطلبات ليلاً ونهاراً" وعندما دخل بالصبي يسوع أبواه إلى الهيكل "وقفت تسبح الرب وتكلمت عنه مع جميع المنتظرين فداء في أورشليم" (لوقا 2: 27). وخدمة مثل هذه بابها مفتوح أمام كل أخت في يومنا الحاضر بل والحاجة ماسة إليها جداً.
أيضاً في لوقا 8: 2 و 3 نقرأ عن بعض النساء ممن شفاهن الرب من أرواح نجسة وأمراض كن يتبعن الرب مع الإثني عشر تلميذاً، وأخر كثيرات "كن يخدمنه من أموالهن". وكانت تلك أيضاً خدمة مباركة حقاً.
ومرثا قبلت الرب يسوع في بيتها وكانت تخدمه بينما كانت أختها مريم تجلس عند قدميه لتسمع كلامه. وفي مناسبة أخرى صنعوا له عشاء ومريم دهنت قدميه بطيب كثير الثمن كانت قد حفظته لأجل تكفينه (لوقا 10: 38، يوحنا 12: 1 - 3).
وبالارتباط بموت الرب نقرأ عن جمهور كثير من الشعب والنساء اللواتي كن يلطمن أيضاً وينحن عليه... وتبعنه نساء كن قد أتين معه من الجليل ونظرن القبر وكيف وضع جسده" (لوقا 23: 27 و 55). وفي أول الأسبوع جاءت نساء إلى القبر حاملات حنوطاً وأطياباً. وفي كل ذلك نرى خدمة مخلصة من النساء نحو الرب في حياته ومماته. إنها الخدمة الحبية الشخصية هي التي تبدو في خدمات مثل هذه من جانب الأخوات.
وفي سفر الأعمال 9: 36 - 39 نقرأ عن طابيثا التي كانت ممتلئة أعمالاً صالحة وإحسانات. وعند موتها جاءت جميع الأرامل يبكين ويرين أقمصة وثياباً مما كانت تعمل وهي معهن. ويالها من خدمة جليلة كانت تؤديها طابيثا إلى الفقراء. وفي سفر الأعمال 12: 12 نقرأ عن مريم أم يوحنا الملقب مرقس. إنها فتحت بيتها لاجتماع الصلاة. وفي ص 16: 13 نرى جمعاً من نسوة يجتمعن عند نهر حيث جرت العادة أن تكون صلاة، كما نرى ليديا تفتح بيتها للرسول بولس والذين معه (ص 16: 15).
ومن بين الأسماء التي تذكر للتنويه الشخصي في رومية 16 نجد أسماء نساء أمثال فيبي خادمة كنيسة كنخريا التي صارت مساعدة لكثيرين. وبريسكيلا مع زوجها أكيلا اللذين عملا مع الرسول ووضعا عنقيهما من أجل حياته. وفي رومية كان بيتهما هو محل اجتماع الكنيسة لأن بولس يقول "سلموا على الكنيسة التي في بيتهما" وأيضاً ذكرت مريم التي تعبت لأجل بولس والذين معه.
ولما كتب بولس لأهل فيلبي ذكر أفودية وسنتيخي اللتين جاهدتا معه في الإنجيل (في 4: 3). أولئك لم يعملن معه أو يتعبن معه في الكرازة والتبشير كما يظن البعض، وهذا واضح بجلاء من كتاباته في مواضع أخرى، لكنهن كن عاملات متفانيات معه في مشاركته أتعاب وصعاب الإنجيل. لقد ساعدنه بكل وسيلة ممكنة من فتح بيوتهن ليكرز فيها، إلى إضافة العاملين في الكرازة، إلى حثّ الآخرين على حضور الاجتماعات، على إقامة صلوات خاصة لجلهم، إلى غير ذلك مما يفوق الحصر مما تستطيع النساء أن يعملنه بصورة أفضل من الرجال. وبولس قدّر أمثال هؤلاء وخدماتهن وتكلم عنهن كأنهن عاملات معه في الإنجيل، ولا تزال أمثال هذه الخدمات المباركة من أجل الإنجيل متاحة أمام الأخوات وفي مقدورهن أن يزرن المرضى وأن يوزعن النبذ أيضاً.
إن الحقل واسع أمامهن لمثل هذه الخدمات وتلك الأمثلة الواردة في الكتاب للنساء قديماً ينبغي أن تشجع الأخوات بيننا على التعب من أجل الرب. وخدماتهن لا تقل في أهميتها عن خدمة الكرازة العلنية وليست منسية من الرب بل لها مجازاتها وأجرتها.
وعلى ذلك يمكننا أن نستخلص مما سبق أن ما قلناه في الصفحات السابقة عن مكان المرأة، إن مكانها متميز كل التمييزعن مكان الرجل، وأنه ليس مما يتفق وتعليم الكتاب المقدس أن تعمل المرأة ما هو من صميم اختصاص الرجل من جهة خدمة الرب. نسمع أحياناً من يحتج بما جاء في غلاطية 3: 38 ليؤيد عكس ما نقول إذ يتمسك بعبارة "ليس ذكر وأنثى لأنكم جميعاً واحد في المسيح يسوع"، لكن هذه العبارة لا تتكلم عن السلوك والترتيب في الكنيسة بل هي تتكلم عن عائلة الله المفدية، وأنه لا فرق بين الرجل والمرأة من جهة الخلاص بالنعمة، تماماً كما لا يوجد أي فرق بين يهودي ويوناني أو بين العبد والحر. ولقد سبق أن بينا أن ترتيب الله في الخليقة لم يزل قائماً أيضاً في الكنيسة.

 
التعديل الأخير:
أعلى