- إنضم
- 29 أبريل 2014
- المشاركات
- 14,879
- مستوى التفاعل
- 2,515
- النقاط
- 76
[YOUTUBE]Id6U2i1jxbA[/YOUTUBE]
[FONT="]يقول الشاعر الحكيم :
بعد مضي اكثر من اربعة اشهر على تفشي الوباء في العالم بأسره عجز الاطباء والعلماء على احتوائه وايجاد علاج له ولقاح ضده وهم يعملون بقصارى جهودهم لانها هذه الجائحة ليس لها سابقة في العصر الحديث ولم يكن العالم بأسره مستعداً لها ولا توجد لديه دراسات وبحوث علمية مسبقاً لمواجهة هكذا وباء عالمي مميت لان العالم ومنذ الحرب العالمية الثانية كان مشغولا بالتسلح النووي والحروب ومتخضر لسيناريوهات الحروب اما سيناريو الاوبئة فلم يكن متحضراً ومستعداً وكل يوم يكتشف العلماء والاطباء وخلال هذه الاربعة اشهر شيئاً جديداً عنه وكل كلامهم نظريات وتوقعات لا ادلة علمية تثبت صحة كلامهم اذاً هو غامض لحد الان أليست هذه رسالة من الله المحب القدير بان لا احد صنٌعه في المختبر ولا احد سمح بانتشاره السريع هذا الا الله وحده ولا اقصد ان الله هو من صنعه اطلاقاً بل اقصد هذا امر الهي وهو رسالة محبة وتحذيرية بنفس الوقت رسالة محبة بان الله بينده على العايشين بعيداً عنه بأن يرجعوا اليه ويعبدوه لانه ان لم يكن مازال يحب البشر لتركهم لمواجهة مصيرهم الهلاك الابدي ورسالة تحذيرية وهي ان يؤمنوا بشخص الرب يسوع المسيح وان يعبدوه وان يحبوه من كل قلوبهم وان يملكوه عليهم وعلى حياتهم وأسرهم فان الله مازال يكلٌمنا وهذا كلام مباشر منه بأن من يتغطى بدم المسيح الطاهر الزكي ينجو فهو يدعوهم للتوبة عن طرقهم الردية وان يقدسوا انفسهم وان يعبدوه ويتبعوه فهو المخلص الوحيد لهم ولا خلاص بغيره تبارك اسمه القدوس للابد امين[/FONT]
[FONT="]
[/FONT][FONT="]مَن لم يعِ التاريخَ في صدرِه
[/FONT]
[FONT="]لم يَدْرِ حُلوَ العَيشِ مِن مُرِّه
[/FONT]
[FONT="]ومَن وَعَى التاريخَ في صَدْرِه [/FONT]
[FONT="]أضافَ أعمارًا إلى عُمْرِه[/FONT]
[FONT="]
[/FONT][FONT="]هذا البيت قرأته في مقدمة المترجم في ترجمة كتاب " تاريخ اليهود " للمؤرخ الجليل الكبير يوسيفوس بن كربون .
[/FONT]
[FONT="]
[/FONT][FONT="]ومفادها أن نتخذ من التاريخ العظات والعبر التي نسترشد في ضوئها عن عواقب الأمور وتداعيات الأحداث .[/FONT]
[FONT="]
[/FONT][FONT="]وبالتالي ، فعلينا أن نفحص الكتب المقدسة – كما حثنا سيدنا المسيح – حتي ندرك النهج الإلهي في عقاب العصاة والآثمة والأشرار من نبع وحي الكلمة الناطق في الأنبياء الأطهار .
[/FONT]
[FONT="]
[/FONT][FONT="]وسوف استقي من هذا النبع الذي لا ينضب شاهد واحد – علي سبيل المثال لضيق وقتي - من شواهد الأسفار النبوية حتي تنظروا بأفئدتكم ذلك الوبأ اللعين في صورته الصحيحة النقية التي يخشي البعض أن يراه فيها.
[/FONT]
[FONT="]
[/FONT][FONT="]قال الوحي الإلهي علي لسان النبي العظيم حزقيال
[/FONT]
[FONT="]
[/FONT][FONT="]11 هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: اضْرِبْ بِيَدِكَ وَاخْبِطْ بِرِجْلِكَ، وَقُلْ: آهِ عَلَى كُلِّ رَجَاسَاتِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الشِّرِّيرَةِ[/FONT][FONT="]، حَتَّى يَسْقُطُوا بِالسَّيْفِ وَبِالْجُوعِ وَبِالْوَبَإِ.[/FONT]
[FONT="]
[/FONT][FONT="]12 اَلْبَعِيدُ يَمُوتُ بِالْوَبَإِ، وَالْقَرِيبُ يَسْقُطُ بِالسَّيْفِ، وَالْبَاقِي وَالْمُنْحَصِرُ يَمُوتُ بِالْجُوعِ، فَأُتَمِّمُ غَضَبِي عَلَيْهِمْ[/FONT][FONT="].[/FONT]
[FONT="]
13 فَتَعْلَمُونَ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ، إِذَا كَانَتْ قَتْلاَهُمْ وَسْطِ أَصْنَامِهِمْ حَوْلَ مَذَابِحِهِمْ عَلَى كُلِّ أَكَمَةٍ عَالِيَةٍ، وَفِي رُؤُوسِ كُلِّ الْجِبَالِ، وَتَحْتَ كُلِّ شَجَرَةٍ خَضْرَاءَ، وَتَحْتَ كُلِّ بَلُّوطَةٍ غَبْيَاءَ، الْمَوْضِعِ الَّذِي قَرَّبُوا فِيهِ رَائِحَةَ سُرُورٍ لِكُلِّ أَصْنَامِهِمْ.[/FONT]
[FONT="]
[/FONT]
[FONT="] 14 وَأَمُدُّ يَدِي عَلَيْهِمْ، وَأُصَيِّرُ الأَرْضَ مُقْفِرَةً وَخَرِبَةً مِنَ الْقَفْرِ إِلَى دَبْلَةَ فِي كُلِّ مَسَاكِنِهِمْ، فَيَعْلَمُونَ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ[/FONT][FONT="].[/FONT]
[FONT="]
[/FONT][FONT="]فمن هذا الشاهد ، وغيره من مئات الشواهد ، نستطيع أن نري بعين العقل الأسمي ، هذا الوبأ في هيئته الحقيقية ، وهو غضب المولي علي :[/FONT]
[FONT="] إهمالنا الصلوات اليومية والتوبة والتناول بإستحقاق ،[/FONT]
[FONT="] وتقاعسنا عن الصوم وإنسحاق الروح وإشباع النفس الذليلة ،
[/FONT]
[FONT="] وتعدياتنا علي الغريب واليتيم والأرملة بعدم إيتاء الصدقة والعشور للهيكل ،[/FONT]
[FONT="] وخطايانا وآثامنا التي تجاوزت عنان السماء .
[/FONT]
[FONT="]
[/FONT][FONT="]لابد أن نعترف بتقصيرنا لعل الرب ينظر إلي مذلتنا ويرحمنا .[/FONT]
[FONT="]
[/FONT][FONT="]أما عن الذين يخافون التأمل في هذه الصورة الرهيبة ، فهم يتمثلون – دون أن يدروا - بجماعة بني إسرائيل في حديثهم للنبي الجليل إشعياء حيث ذكر عنهم :
[/FONT]
[FONT="]
[/FONT][FONT="]10 الَّذِينَ يَقُولُونَ لِلرَّائِينَ: «لاَ تَرَوْا»، وَلِلنَّاظِرِينَ: «لاَ تَنْظُرُوا لَنَا مُسْتَقِيمَاتٍ. كَلِّمُونَا بِالنَّاعِمَاتِ. انْظُرُوا مُخَادِعَاتٍ.[/FONT]
[FONT="]
[/FONT][FONT="]11 حِيدُوا عَنِ الطَّرِيقِ. مِيلُوا عَنِ السَّبِيلِ. اعْزِلُوا مِنْ أَمَامِنَا قُدُّوسَ إِسْرَائِيلَ . »[/FONT]
[FONT="]
[/FONT][FONT="]ولا يسعني ، في نهاية مقالي ، إلا أن أورد لكم القول الماثل أمام ذهني للراهب الزاهد الجليل مار مقاريوس السكندري الكبير :[/FONT]
[FONT="]
[/FONT][FONT="](( لنبكِ أيها الإخوةُ ولتَسِل دموعُنا من أعيننا قبل أن نمضي إلى حيث تَحرِقُ دموعُنا أجسادَنا بدونِ نفعٍ.))[/FONT]
[FONT="]
[/FONT][FONT="]يا رب إشف عصياني ، واحفظ دخول وخروج شعبك .
[/FONT]
[FONT="]
[/FONT]
[FONT="]"[/FONT][FONT="] اِرْجِعُوا أَيُّهَا الْبَنُونَ الْعُصَاةُ فَأَشْفِيَ عِصْيَانَكُمْ. " إرميا3 : 22 .[/FONT]
[FONT="]
[/FONT]
يعيش العالم في عصرنا هذا الفساد الاخلاقي والاباحية عبر الانترنت والادمان بكل اشكاله والكنيسة تزٌوج المثليين منذ عام 2013 في احدى الدول...
وهذه الشرور قد وصلت لمسامع الله القدوس فسمح بالوباء لانه غاضب...
المشاركه دى لسى شيفاها
في الأيام الأولى من الفزع والخوف والتحذيرات والاستغاثات والعزل الذاتي وحظر التجوال إلخ ـ مع تركيز الميديا كليا بالطبع، وكذلك عقولنا بالتبعية، على قصة كورونا ـ فوجئت بهذا الخبر... ثم بهذا الخبر... ثم أخيرا بهذا الخبر!
هل وصلت الرسالة؟
متى يا سيدتي كان الموت بعيدا؟!
لقد توقفت طويلا عند ذلك الخبر الأخير تحديدا. هؤلاء الـ18 ضحية الذين رحلوا هكذا فجأة: فيمَ كانوا يفكرون حقا في تلك اللحظات الأخيرة التي سبقت موتهم مباشرة؟ فيمَ كانوا يتحدثون معا؟ ماذا كان خوفهم وهمّهم الأكبر وهم جلوس هكذا بسياراتهم ينتظرون العبور من أحد كمائن الحظر؟
لقد كانوا مثلنا جميعا في نلك الليلة: لا نفكر إلا في كورونا وكيف نستطيع "تأمين" أنفسنا من كورونا! هل أحضرنا المطهرات؟ هل لدينا الكمامات؟ هل نتذكر غسل أيدينا جيدا فور الوصول إلى البيت؟ هل نخلع أحذيتنا قبل الدخول؟ هل...
رغم ذلك كان للموت رأي آخر! بل جاءهم الموت من خلفهم يحصدهم حصدا، هكذا فجأة، وبطريقة أبشع حتى من كل ما كانوا يفكرون فيه أو يحتاطون لأجله أو يخافون منه!
فمتى يا سيدتي ـ ويا كل سادتنا ـ كان الموت بعيدا؟!
متى كنا ـ كبارا أو صغارا ـ في "أمان" حقا من الموت؟!
محنتنا اليوم ليست كورونا أبدا، بل هي فقط "وعينا" بأن الموت قريب جدا، أقرب مما نظن! لقد كنا نياما وانتبهنا، هذا كل ما بالأمر! الآن صرنا ندرك أن الموت حقا قريب، لكننا بالوقت نفسه نتناسى كليا أنه هكذا الموت دائما، قريب جدا، سيان أثناء كورونا أو قبلها أو بعدها! سيان بسبب كورونا أو بألف سبب آخر! فهل نصلي اليوم لأجل أن تنتهي حقا "محنة كورونا"؟ لا، بل نصلي كي نعود إلى النوم مرة أخرى.. كي "ننسى" مرة أخرى.. كي تتوارى "الحقيقة" عن وعينا مرة أخرى.. هذا باختصار هو كل ما نريد!
***
دعكِ بالتالي يا سيدتي من "أزمة كورونا" ومن "غضب الله" ومن "شرور الناس" ومن "التجربة" ومن "الفأس".. إلخ. بل أين حقا هذه "التجربة" التي يتحدثون عنها؟ هل مات أو حتى أصيب شخص واحد في كل هذا المنتدى مثلا بكورونا؟ التجربة يا أخوتي في عقولنا وأفكارنا فقط! التجربة والشدة والمعاناة: كل ذلك داخلنا ليس أبدا خارجنا!
المرنم يقول في الكتاب: حتى إذا سرت في وادي ظل الموت لا أخاف شرا، لأنك أنت معي.
بينما نحن هنا نتحدث ـ بل حتى يعاني بعضنا فعليا ـ من "تجربة" لم تحدث حتى أصلا في حياتنا، على الأقل على المستوى الشخصي المباشر!
دعكم بالتالي أيها الأحباء من كل هذه "القصص"، بل دعكم حتى من "الميديا" كلها وسائر ما يأتي من الميديا بشكل عام. سؤالنا الأول والأخير اليوم ـ ودائما ـ هو: لماذا نريد أن تتوارى حقيقة الموت عن وعينا؟ لماذا لا نريد أن نرى الموت قريبا حاضرا هكذا في حياتنا؟ لماذا ـ في كلمة واحدة ـ نخاف من الموت؟
هذا هو السؤال الحقيقي الوحيد الذي علينا جميعا إجابته لأنفسنا. وهذا هو "درس كورونا" الوحيد إذا كان بيننا مَن يريد أن يتعلم الدرس حقا، أن يستيقظ حقا، وأن يبقى مستيقظا، لا أن يعود فقط كما كان إلى النوم العميق مرة أخرى!
_______________________
الشكر طبعا وكل المحبة والتقدير والامتنان لأمنا الجميلة نعومة على هذه المتابعة والخدمة الحارة وعلى كل رسائلها الطيبة وحضورها الذي نتبارك به جميعا. لا أقصد برسالتي أي نقد بالطبع، أو حتى توجيه. بالأحرى كل ما أكتب هو فقط رجع الصدى لصوتها الجميل الذي يصدح بيننا بالتعزيات كل يوم. تحياتي لأجلك سيدتي ـ كذلك للأم الغالية أمة وأستاذنا الجميل أدمانتيوس ـ ومحبتي بلا حدود.
صفة الغضب والانتقام بعيدتان كل البعد عن الله الكلي القداسة والطهارة والكمال والنقاوة وهو بيحبنا كلنا وبيحب الاشرار قبل الابرار ويمطر على الاشرار والظالمين قبل الصالحين والابرار والله كله محبة ورحمة وصلاح وحنان وعطف وشفقة ووداعة اما الغضب والانتقام فهي صفات بشرية اما الله فمنزه عنهما وما نراه هو لخطايانا ولانصياعنا للشيطان ولشرورنا نحن الشر ومع ذلك فالله بيفضل يحبنا ويكلمنا وواقف على باب قلوبنا بيقرع مستني حد يفتحله حتى يدخل قلبه ويتعشى معه ويسكن فيه ويكون له ابناً وبنتاً بل احباؤه اما المليون ونصف بشر الذين انتقلوا بسبب فايروس كورونا كان السبب في انتقالهم هو فايروس كورونا والسبب الثاني هو حان وقت انتقالهم المكتوب منذ ولادتهم والله ليس له اي علاقة لا بوباء كورونا بل هو حصاد شرورنا ولا بانتقال هؤلاء من هذا العالم فكل انسان له موعد ولادته وله موعد انتقاله فالله ليس له علاقة مطلقاً ولا الغضب والانتقام من صفاته
واتلهف ان يسامحني الله على خطيتي هذه وان يغفرها لي بنسبي ليه صفات ليست من صفاته
كنت أود التعليق على مسألة "الغضب الإلهي" أيضا، حتى فوجئت بهذه الرسالة الأخيرة من الغالية "حبو"! حتى حبو!! "حتى أنت يا بروتس"!!ألغيت بالتالي تعليقي، إذ يبدو أن هذا الفهم الغاضب يلقى رواجا عند الكثيرين! سبحان الله!![]()
هل يعلم الأحباء هنا أن القول بـ"غضب الله" ليس مجرد خطأ لاهوتي فادح بل بالأحرى تجـديف صريح؟!
----------------
العفو يا أمي الغالية بل ضعفي الذي أتعلم منك وأسترشد دائما بكلماتك، ربنا يباركك ويخليكي لينا ويشفي يا رب كل أوجاعك. ثم أنه خطأ شهير، خاصة في مجال "الوعظ"، وفوق ذلك "تعبير كتابي" أيضا، لهذا فأنتِ معذورة بالطبع. لكنها الأمانة كما تسلمناها ولابد أن نسلمها، خاصة عندما وجدت "موجة الغضب" هذه تعلو بعد رسالة أستاذنا الحبيب عوبديا، بالتالي كان لابد على الأقل من الإشارة.
اسمحي لي أن أشرح الأمر بطريقة مبسطة (حسب رؤية قديسنا الكبير القديس أنطونيوس أبي الرهبان، فقط على سبيل المثال):
لو أن شخصا دخل إلى خرابة مظلمة فجلس فيها طيلة الليل: ماذا يحدث؟ ستأتيه كل أنواع الحشرات والعقارب والحيات، وسوف تؤذيه كثيرا، وسوف يتألم بلدغاتها ولسعاتها وسمومها الشديدة. فهل هذه الآلام عندئذ سببها أن الله سبحانه غاضب عليه؟!
بالمثل عندما يخطئ الإنسان: خطايانا نفسها هي ما يُدخلنا إلى الظلمة والألم والبؤس! خطايانا هي ما يأخذنا بعيدا عن عناية الرب لندخل بالأحرى تحت سلطان الشيطان ونصير ألعوبة يلهو بها! آلامنا عندئذ ليست أبدا لأن الله غاضب، حاشا. بل آلامنا سببها ببساطة خطايانا نحن ومعاصينا، حين تركنا أنوار القدوس ودخلنا بإرادتنا إلى خرائب الظلمة، وعندئذ وقعنا فريسة للشياطين تملأ عقولنا بكل فكر رديء وتملأ قلوبنا بالهم والمعاناة والمرارة والألم!
***
أختم أخيرا بفقرتين: الأولى من رسالة لضعفي لم تُنشر هنا من قبل:إن وصف الإله بـ"الغضب" مثلا، كما يصفه الكتاب المقدس نفسه، ليس فقط خطأ لاهوتيا، وليس حتى خطأ فادحا، بل يقول عنه قديس كإسحق السرياني إنه بالأحرى "تجديف"! أما معلم الكنيسة القديس الكبير يوحنا كاسيان ـ الذي نقل الرهبنة والخبرة الروحية المصرية كلها إلى الغرب ـ فلا يكتفي حتى بهذا بل يقول إنه "تجديف فظيع"، ثم يصل في نهاية شرحه بالأمر إلى قمته حقا حين يستخدم وصفا حتى أشد من كل ذلك، يمكن ترجمته بـ"تجديف شنيع"، أو "رهيب"، أو "مروّع"! لنتأمل إذاً حجم المفارقة: "قديس كبير" يقول عن "نص كتابي" واضح إنه "تجديف رهيب"! ولكن هذا ما يتبين عندما يتحرر العقل حقا ويستنير القلب، فعندئذ يرى الإنسان أخيرا هذا الفرق الهائل بين "الحدود التي فرضتها بشريتنا نحن على النص المقدس في زمن معين" من ناحية، وبين "فضاء القدوس المطلق اللا متناهي الذي يقف وراء النص" من ناحية أخرى!الفقرة الثانية من رسالة منشورة هنا بالفعل، قبل عام تقريبا:
المعاني نفسها يطرحها القديس أنطونيوس الكبير في الفيلوكاليا عند شرحه لماذا يبدو الله "متغيرا": يفرح بالأبرار ويُظهر رحمته لهم بينما يتحول عن الأشرار ويحجب وجهه عنهم. «إن الله لا يفرح ولا يغضب» هكذا يبدأ قديسنا حديثه. إنما هو نحن ـ بمشابهتنا لله ـ الذين نقترب حتى الاتحاد معه، أو بالعكس نبتعد ـ بخطايانا ـ فننفصل عنه. أخيرا بعد مزيد من الشرح يختم قديسنا الكبير شرحه بتشبيه جميل: «إننا إذا قلنا أن الله هو الذي يتحول بعيداً عن الأشرار نكون كمن يقول أن الشمس هي التي تحجب نورها عن الشخص الأعمي!».
***أشكرك ختاما يا أمي الغالية على ردك الطيب كالعادة، المتضع بنعمة الرب وأنواره في قلبك الجميل، أيضا كالعادة.
أرجو فقط في النهاية أن يكون واضحا ـ لمحبتكِ وللجميع ـ أن رسائلي، كلها دون استثناء، لا تشير أبدا إلى أي شخص هنا بعينه، بل حتى لا تقصد الأعضاء عموما، وإن كانت تبدو أحيانا خلاف ذلك. عندما سألت مثلا «لماذا نخاف من الموت؟» لم أكن بالطبع أقصد "نحن" هنـا تحديدا، أعضاء هذا المنتدى! حاشا! بالأحرى كنت أقصد الإنسان والإنسانية بوجه عام، وهكذا.
(فقط لزم التنويه، خاصة وأنني بلا فخر الفائز الأول بـ"جائزة سوء الفهم" على الإنترنت في الأعوام الثلاث الأخيرة)!![]()
تحياتي ومحبتي.
.ايوا حتى انا يا غالى ---
.و زى شرحك الجميل بتاع الزريبه --
.خلقنا الرب على صورته و كشبهه -- ازاى انا ينفع اغضب والرب مينفعش!
.الرب ضابط الكل -- و هو يعلم متى يسمح حتى يضبط الكل
.ليه " مهما بلغ انحطاطه او وقاحته " ليه استخدمت الالفاظ دى
.مش قادرا اشوف التجديف –
املي بان لا يكون فوزك بسوء الفهم على مدى ثلاث سنين بشخصي وبخدمتي واملي بان تتابع مشاركاتك وارائك الخاصة وان لا تكون هذه اخر رد من حضرتك اللي بيزيدنا فهماً وبركةً ايها الاخ المبارك الغالي على قلب الله ماتحرمناش من مشاركاتك وردودك الرائعة المباركة
يعني مش مكسوفة؟! جاية كده تقوليها بالفُم المليان؟!
يا عينك يا جبايرك!![]()
هههههههه مش الزريبه هى الخرابه ؟.
إزاي "جميل" و"زريبة" في وقت واحد؟ إزاي يعني؟!![]()
وبعدين فين "الزريبة" دي اللي في شرحي؟! أنا جبت سيرة زريبة؟!!
"خرابة" يا هانم، خرابة، مش "زريبة"!
(بنت ناس أوي ومع ذلك مش عارف بتجيبي الألفاظ دي منين بصراحة! اللي هو انتي ـ أنا واثق ـ عمرك ما شفتي "زريبة" في حياتك أصلا)!![]()
منطق عجيب جدا! طيب ما انتي بتنامي يبقا الرب بينام؟!
طيب ما انتي بتاكلي وتشربي و...، لا مؤاخذة، يبقا ربنا بردو بياكل ويشرب ويشارك في كل الأمور البشرية دي، زيك تمام، لأنك على صورته ومثاله؟!
إيه المنطق ده؟!
ايوا يا غالى ما انا اقصد كدا انه ضابت كل شىء -- الى بيبقى ضابط كل شىء مش بيسيب الدنيا تسيب و تخرب و بعدين ينزل بدوريه إباده-لا- هو بقوانينه الى واضعها و ضبطه للكون كله بيمشى حسب ضبطه فبالتالى حسب شرور البشر بيسمح هو -بلاش بيسمح هو علشان بتزعلك- او بمعنى تانى بيحصل الى هو صبق و كان ضبطه و سامح بيه-ضابط الكل.. مش ضابط بوليس!![]()
اللي انتي بتتكلمي عليه ده ضابط بوليس!
ضابط الكل: يعني "النظام" أو الـ"order" نفسه اللي بينتظم ويقوم بيه كل الكون ـ دائما وفي كل لحظة وليس فقط في أوقات الوباء أو الشدة!
ضابط الكل اللي لولا ضبطه للكل ـ لحظيا وبشكل مستمر ـ لتبخر بل تلاشى الكون كله فوريا، في أقل من غمضة عين!
لكن مش ضابط الكل بمعنى ضابط البوليس اللي بيسيب "المنطقة" كلها تخرب وبعدين لما يزيد الشر أوي فـ"يسمح" بدورية اسمها الطوفان مثلا أو اسمها كورونا عشان تنزل "كبسة" تأدب سكان المنطقة دي وتعيد فيها "الضبط" والربط والنظام مرة أخرى!
شكرا يا غالى انك اهتميت و جاوبت.ليه " مهما بلغ انحطاطه او وقاحته " ليه استخدمت الالفاظ دى
السؤال ده وصلني ومهم إجابته هنا لكي يتضح المقصود الجميع.
لا هنا بئا محتاجه اقراء تانى علشان استوعب -- انت عارف الى فيهاأحد أهم وأشهر وأجمل الملحدين المعاصرين هو كريستوفر هيتشنز (بل هو أجملهم مطلقا في تقديري، لأنه أكثرهم صدقا وإحساسا وضميرا). هيتشنز بيقول ـ من ضمن ما يقول ـ إن الدين هو الشيء الوحيد الذي يستطيع تحويل إنسان سوىّ عاقل متحضر إلى مجرم بدائي إرهابي، يرتكب أفظع الجرائم وهو راضي تماما، لأنه يفعل ذلك باسم الله، أو بدعوى الغيرة المقدسة!
استخدمت بالتالي هذه التعبيرات ـ الانحطاط والوقاحة ـ من باب التحذير، حتى لا نقع أيضا في هذه التهمة كما وقع فيها الكثيرون بالفعل سابقا. كأنني أقول: انتبهوا أيها السادة ـ لا تجعلوا ظاهر الآيات بالكتاب يأخذكم دون أن تشعروا إلى هذا الحد! هذا ليس غضبا إلهيا وليست غيرة أو تقوى حقا، كما قد تصوّر لكم عقولكم ـ (المليئة هي نفسها بالغضب وبالألم، ومن ثم تقومون بـ"إسقاط" ذلك كله على الله وتعيدون خلقه أيضا على صورتكم كما خلقكم هو على صورته!) ـ بل انتبهوا فهذا قد يأخذنا بالأحرى دون أن ندري إلى أدنى مستويات الانحطاط والدناءة والوقاحة!
.
الغضب في اللغة هو: «غليان دم القلب طلبا لدفع الأذى عند خشية وقوعه، أو طلبا للانتقام ممن حصل منه الأذى بعد وقوعه»!
هو ده ربنا اللي انتي تعرفيه؟ إله بتغلي الدماء في عروقه أو في قلبه؟ هو ده اللاهوت المسيحي؟!! إزاي مش قادرة تشوفي التجديف؟!!
-- مناسبه سعيده اه هههههههههعموما اسمحي لي بالمناسبة السعيدة دي أعرّفك أولا على ربنا اللي بنتكلم عليه (من خلال بعض المعلومات البسيطة):
الآن، وقد حار العقل وتاه صعودا كما حار وتاه هبوطا ـ أمام فقط "بعض" ما خلق الله ـ هل تأتينا الست حبو اليوم لتعلن من مطبخ بيتها العامر بمدينة القاهرة أن الوجود أو القوة المطلقة التي تقف وراء هذا كله: "تغـضــب"؟!![]()
وما سبب الغضب؟!
ما يفعله سكان "ذرة من تراب" اسمها الأرض؟!!
ولسه بتقولي مش شايفة تجديف؟!!
![]()