هل فايروس كورونا هو غضب الله

حياة بالمسيح

خادمة الرب
عضو مبارك
إنضم
29 أبريل 2014
المشاركات
14,879
مستوى التفاعل
2,515
النقاط
76


[FONT=&quot]يقول الشاعر الحكيم :

[FONT=&quot]
[/FONT]
[FONT=&quot]مَن لم يعِ التاريخَ في صدرِه
[/FONT]

[FONT=&quot]لم يَدْرِ حُلوَ العَيشِ مِن مُرِّه
[/FONT]

[FONT=&quot]ومَن وَعَى التاريخَ في صَدْرِه [/FONT]


[FONT=&quot]أضافَ أعمارًا إلى عُمْرِه[/FONT]
[FONT=&quot]
[/FONT]
[FONT=&quot]هذا البيت قرأته في مقدمة المترجم في ترجمة كتاب " تاريخ اليهود " للمؤرخ الجليل الكبير يوسيفوس بن كربون .
[/FONT]

[FONT=&quot]
[/FONT]
[FONT=&quot]ومفادها أن نتخذ من التاريخ العظات والعبر التي نسترشد في ضوئها عن عواقب الأمور وتداعيات الأحداث .[/FONT]
[FONT=&quot]
[/FONT]
[FONT=&quot]وبالتالي ، فعلينا أن نفحص الكتب المقدسة – كما حثنا سيدنا المسيح – حتي ندرك النهج الإلهي في عقاب العصاة والآثمة والأشرار من نبع وحي الكلمة الناطق في الأنبياء الأطهار .
[/FONT]

[FONT=&quot]
[/FONT]
[FONT=&quot]وسوف استقي من هذا النبع الذي لا ينضب شاهد واحد – علي سبيل المثال لضيق وقتي - من شواهد الأسفار النبوية حتي تنظروا بأفئدتكم ذلك الوبأ اللعين في صورته الصحيحة النقية التي يخشي البعض أن يراه فيها.
[/FONT]

[FONT=&quot]
[/FONT]
[FONT=&quot]قال الوحي الإلهي علي لسان النبي العظيم حزقيال
[/FONT]

[FONT=&quot]
[/FONT]
[FONT=&quot]11 هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: اضْرِبْ بِيَدِكَ وَاخْبِطْ بِرِجْلِكَ، وَقُلْ: آهِ عَلَى كُلِّ رَجَاسَاتِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الشِّرِّيرَةِ[/FONT][FONT=&quot]، حَتَّى يَسْقُطُوا بِالسَّيْفِ وَبِالْجُوعِ وَبِالْوَبَإِ.[/FONT]
[FONT=&quot]
[/FONT]
[FONT=&quot]12 اَلْبَعِيدُ يَمُوتُ بِالْوَبَإِ، وَالْقَرِيبُ يَسْقُطُ بِالسَّيْفِ، وَالْبَاقِي وَالْمُنْحَصِرُ يَمُوتُ بِالْجُوعِ، فَأُتَمِّمُ غَضَبِي عَلَيْهِمْ[/FONT][FONT=&quot].[/FONT]
[FONT=&quot]
13 فَتَعْلَمُونَ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ، إِذَا كَانَتْ قَتْلاَهُمْ وَسْطِ أَصْنَامِهِمْ حَوْلَ مَذَابِحِهِمْ عَلَى كُلِّ أَكَمَةٍ عَالِيَةٍ، وَفِي رُؤُوسِ كُلِّ الْجِبَالِ، وَتَحْتَ كُلِّ شَجَرَةٍ خَضْرَاءَ، وَتَحْتَ كُلِّ بَلُّوطَةٍ غَبْيَاءَ، الْمَوْضِعِ الَّذِي قَرَّبُوا فِيهِ رَائِحَةَ سُرُورٍ لِكُلِّ أَصْنَامِهِمْ.[/FONT]

[FONT=&quot]
[/FONT]

[FONT=&quot] 14 وَأَمُدُّ يَدِي عَلَيْهِمْ، وَأُصَيِّرُ الأَرْضَ مُقْفِرَةً وَخَرِبَةً مِنَ الْقَفْرِ إِلَى دَبْلَةَ فِي كُلِّ مَسَاكِنِهِمْ، فَيَعْلَمُونَ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ[/FONT][FONT=&quot].[/FONT]
[FONT=&quot]
[/FONT]
[FONT=&quot]فمن هذا الشاهد ، وغيره من مئات الشواهد ، نستطيع أن نري بعين العقل الأسمي ، هذا الوبأ في هيئته الحقيقية ، وهو غضب المولي علي :[/FONT]

[FONT=&quot] إهمالنا الصلوات اليومية والتوبة والتناول بإستحقاق ،[/FONT]

[FONT=&quot] وتقاعسنا عن الصوم وإنسحاق الروح وإشباع النفس الذليلة ،
[/FONT]


[FONT=&quot] وتعدياتنا علي الغريب واليتيم والأرملة بعدم إيتاء الصدقة والعشور للهيكل ،[/FONT]

[FONT=&quot] وخطايانا وآثامنا التي تجاوزت عنان السماء .
[/FONT]

[FONT=&quot]
[/FONT]
[FONT=&quot]لابد أن نعترف بتقصيرنا لعل الرب ينظر إلي مذلتنا ويرحمنا .[/FONT]
[FONT=&quot]
[/FONT]
[FONT=&quot]أما عن الذين يخافون التأمل في هذه الصورة الرهيبة ، فهم يتمثلون – دون أن يدروا - بجماعة بني إسرائيل في حديثهم للنبي الجليل إشعياء حيث ذكر عنهم :
[/FONT]

[FONT=&quot]
[/FONT]
[FONT=&quot]10 الَّذِينَ يَقُولُونَ لِلرَّائِينَ: «لاَ تَرَوْا»، وَلِلنَّاظِرِينَ: «لاَ تَنْظُرُوا لَنَا مُسْتَقِيمَاتٍ. كَلِّمُونَا بِالنَّاعِمَاتِ. انْظُرُوا مُخَادِعَاتٍ.[/FONT]
[FONT=&quot]
[/FONT]
[FONT=&quot]11 حِيدُوا عَنِ الطَّرِيقِ. مِيلُوا عَنِ السَّبِيلِ. اعْزِلُوا مِنْ أَمَامِنَا قُدُّوسَ إِسْرَائِيلَ . »[/FONT]
[FONT=&quot]
[/FONT]
[FONT=&quot]ولا يسعني ، في نهاية مقالي ، إلا أن أورد لكم القول الماثل أمام ذهني للراهب الزاهد الجليل مار مقاريوس السكندري الكبير :[/FONT]
[FONT=&quot]
[/FONT]
[FONT=&quot](( لنبكِ أيها الإخوةُ ولتَسِل دموعُنا من أعيننا قبل أن نمضي إلى حيث تَحرِقُ دموعُنا أجسادَنا بدونِ نفعٍ.))[/FONT]
[FONT=&quot]
[/FONT]
[FONT=&quot]يا رب إشف عصياني ، واحفظ دخول وخروج شعبك .
[/FONT]

[FONT=&quot]
[/FONT]

[FONT=&quot]"[/FONT][FONT=&quot] اِرْجِعُوا أَيُّهَا الْبَنُونَ الْعُصَاةُ فَأَشْفِيَ عِصْيَانَكُمْ. " إرميا3 : 22 .[/FONT]
[FONT=&quot]
[/FONT]


بعد مضي اكثر من اربعة اشهر على تفشي الوباء في العالم بأسره عجز الاطباء والعلماء على احتوائه وايجاد علاج له ولقاح ضده وهم يعملون بقصارى جهودهم لانها هذه الجائحة ليس لها سابقة في العصر الحديث ولم يكن العالم بأسره مستعداً لها ولا توجد لديه دراسات وبحوث علمية مسبقاً لمواجهة هكذا وباء عالمي مميت لان العالم ومنذ الحرب العالمية الثانية كان مشغولا بالتسلح النووي والحروب ومتخضر لسيناريوهات الحروب اما سيناريو الاوبئة فلم يكن متحضراً ومستعداً وكل يوم يكتشف العلماء والاطباء وخلال هذه الاربعة اشهر شيئاً جديداً عنه وكل كلامهم نظريات وتوقعات لا ادلة علمية تثبت صحة كلامهم اذاً هو غامض لحد الان أليست هذه رسالة من الله المحب القدير بان لا احد صنٌعه في المختبر ولا احد سمح بانتشاره السريع هذا الا الله وحده ولا اقصد ان الله هو من صنعه اطلاقاً بل اقصد هذا امر الهي وهو رسالة محبة وتحذيرية بنفس الوقت رسالة محبة بان الله بينده على العايشين بعيداً عنه بأن يرجعوا اليه ويعبدوه لانه ان لم يكن مازال يحب البشر لتركهم لمواجهة مصيرهم الهلاك الابدي ورسالة تحذيرية وهي ان يؤمنوا بشخص الرب يسوع المسيح وان يعبدوه وان يحبوه من كل قلوبهم وان يملكوه عليهم وعلى حياتهم وأسرهم فان الله مازال يكلٌمنا وهذا كلام مباشر منه بأن من يتغطى بدم المسيح الطاهر الزكي ينجو فهو يدعوهم للتوبة عن طرقهم الردية وان يقدسوا انفسهم وان يعبدوه ويتبعوه فهو المخلص الوحيد لهم ولا خلاص بغيره تبارك اسمه القدوس للابد امين
[/FONT]
 

حياة بالمسيح

خادمة الرب
عضو مبارك
إنضم
29 أبريل 2014
المشاركات
14,879
مستوى التفاعل
2,515
النقاط
76
يعيش العالم في عصرنا هذا الفساد الاخلاقي والاباحية عبر الانترنت والادمان بكل اشكاله والكنيسة تزٌوج المثليين منذ عام 2013 في احدى الدول وكلها هذه خطايا تبعدنا عن قداسة وطهارة وكمال الله وكلها من تقاليد الشيطان المزيفة المضللة فالمحبة الالهية لنا هي تحرر انما تقليد الشيطان هذا يكبل بالقيود وبالمرارة والمحبة الالهية تشفي وتقليد الشيطان تمرمر الانسان في وحل عبوديته والمحبة الالهية تكفي وتشبع بينما تقليد الشيطان لا يشبع اذ يجعل الانسان يدمن على هذه الاشياء وتقوده الى الانتحار احياناً فلقد سمعنا الكثير من المشهورين قد انتحروا بجرعة زائدة من المخدرات وهؤلاء مصيرهم هلاكهم الابدي
وهذه الشرور قد وصلت لمسامع الله القدوس فسمح بالوباء لانه غاضب ليس علينا بل على شرورنا وخطايانا وهو سيرفعه ان انتبه العالم بأسره بوجوده في حياتهم وان يحصل على مابتع ومخافته واكرامه وتقديره وعبادته من الكل وائلا ستستمر الموجات من الوباء وستستغرق سنين عدة ولن يتوصلوا لعلاج او لقاح له لان ليس هذا هو الحل بل الحل هو الايمان بشخص المسيح وخلاصه وفدائه والاعتراف به رباً والهاً ومخلصاً وفادياً لحياتنا نحن البشر باجمعنا نحن خلائقه
 

حبو اعدائكم

حبو...
عضو مبارك
إنضم
9 أكتوبر 2011
المشاركات
14,191
مستوى التفاعل
4,784
النقاط
113
الإقامة
مصر
ايوا غضب الله --و من الانجيل نرى انه تكرر غضبه بضربات الوباء قبل كدا كذا مره!

-- ارفع غضبك عن العالم يا رب--
بس العالم يرجع و يتوب
 

خادم البتول

عضو نشيط
عضو نشيط
إنضم
13 أبريل 2012
المشاركات
1,168
مستوى التفاعل
1,172
النقاط
113
الإقامة
عابـــر سبيــــل

يعيش العالم في عصرنا هذا الفساد الاخلاقي والاباحية عبر الانترنت والادمان بكل اشكاله والكنيسة تزٌوج المثليين منذ عام 2013 في احدى الدول...


أمنا الغالية نعومة قمرتنا وبركتنا :) سلام المسيح ولعلك حاليا بحال أفضل وبكل خير ونعمة ومسرة.

سامحيني ولكن هذا التعبير غير دقيق يا أمي الغالية. الكنيسة لا تزوّج المثليين أبدا، لا في هذه الدولة ولا في أية دولة. هذا يشبه قول البعض إن "الكنيسة انقسمت" في تاريخ معين، وهو أيضا تعبير خاطئ تماما. كنيسة المسيح التي أسسها قبل ألفي عام لا ولم ولن تنقسم أبدا. الذي ينقسم هو المؤسسات وليس الكنيسة.

لو أن كاهنا انحرف أو ضل: هل نقول عندئذ إن الكهنوت انحرف أو ضل؟ حاشا! بل فقط "فرد" من الكهنوت انحرف أو ضل، أو عدة أفراد، أو حتى مؤسسته الزمنية كلها!

كذلك هنا: الصواب هو إن «المؤسسة الكنسية تزوّج المثليين في إحدى الدول»، وليس «الكنيسة». الكنيسة ـ كنيسة المسيح ـ لا يمكن أبدا أن تنحرف أو تخطئ أو تضل أو حتى تنقسم. أما المؤسسات الكنسية الزمنية فشأنها شأن العالم الذي تعيش فيه: ترتفع وتنخفض، تتقدم وتتأخر، تصيب وتخطئ، تتحد وتنقسم، تحيا أو حتى تموت وتختفي كليا. هذه ليست الكنيسة بل فقط المؤسسة!

***

وهذه الشرور قد وصلت لمسامع الله القدوس فسمح بالوباء لانه غاضب...


كنت أود التعليق على مسألة "الغضب الإلهي" أيضا، حتى فوجئت بهذه الرسالة الأخيرة من الغالية "حبو"! حتى حبو!! "حتى أنت يا بروتس"!!
icon10.gif
ألغيت بالتالي تعليقي، إذ يبدو أن هذا الفهم الغاضب يلقى رواجا عند الكثيرين! سبحان الله!

هل يعلم الأحباء هنا أن القول بـ"غضب الله" ليس مجرد خطأ لاهوتي فادح بل بالأحرى تجـديف صريح؟!

ولكن دعكم من اللاهوت ومن الكتاب ومن الإيمان كله واسمحوا لي فقط بالسؤال:

كيف يستطيع أي إنسان سليم العقل والضمير أن يقف أمام أم فقدت طفلها بسبب كورونا ثم ينظر في عينيها المحترقة بالدموع ويقول لها هكذا بثقة إن طفلها مات «لأن الله غاضب»؟!

صدقا أتساءل: كيف يجرؤ أي إنسان ـ مهما بلغ انحطاطه أو وقاحته ـ كيف يجرؤ أي إنسان لديه ذرة من عقل أو ضمير على فعل هذا، بغض النظر تماما عن سبب هذا "الغضب الإلهي" المزعوم؟!!

ولكن...

ليكن إذاً الغضب أيها الأحباء! ليكن هذا الوباء حقا غضب الله، طالما أن هذا ما ترون ـ أو بالأحرى ما تريدون! :)

 

حياة بالمسيح

خادمة الرب
عضو مبارك
إنضم
29 أبريل 2014
المشاركات
14,879
مستوى التفاعل
2,515
النقاط
76
الله قدوس وكامل وكله محبة واعماله كلها اعمال محبة وطعمه حلاوة ومشتهيات أخطات في التعبير استاذي الغالي المبارك خادم البتول فالله لا يغضب وانما سمح بالوباء ليحذر الناس وليشعرهم بوجوده وضرورة توبتهم ورجوعهم اليه وان تكون سيرة حياتهم مقدسة مرضية امام الله والله كلي المحبة والرحمة والعطف والحنان والصلاح والشفقة لا يغضب على البشر وانما سمح به لان كل شئ تحت سلطانه اللامحدود وليسامحني الله على نسب صفة له هي ليست من صفاته فهو غير متناهي في محبته وحنانه
 

خادم البتول

عضو نشيط
عضو نشيط
إنضم
13 أبريل 2012
المشاركات
1,168
مستوى التفاعل
1,172
النقاط
113
الإقامة
عابـــر سبيــــل

العفو يا أمي الغالية بل ضعفي الذي أتعلم منك وأسترشد دائما بكلماتك، ربنا يباركك ويخليكي لينا ويشفي يا رب كل أوجاعك. ثم أنه خطأ شهير، خاصة في مجال "الوعظ"، وفوق ذلك "تعبير كتابي" أيضا، لهذا فأنتِ معذورة بالطبع. لكنها الأمانة كما تسلمناها ولابد أن نسلمها، خاصة عندما وجدت "موجة الغضب" هذه تعلو بعد رسالة أستاذنا الحبيب عوبديا، بالتالي كان لابد على الأقل من الإشارة.


اسمحي لي أن أشرح الأمر بطريقة مبسطة (حسب رؤية قديسنا الكبير القديس أنطونيوس أبي الرهبان، فقط على سبيل المثال):

لو أن شخصا دخل إلى خرابة مظلمة فجلس فيها طيلة الليل: ماذا يحدث؟ ستأتيه كل أنواع الحشرات والعقارب والحيات، وسوف تؤذيه كثيرا، وسوف يتألم بلدغاتها ولسعاتها وسمومها الشديدة. فهل هذه الآلام عندئذ سببها أن الله سبحانه غاضب عليه؟!

بالمثل عندما يخطئ الإنسان: خطايانا نفسها هي ما يُدخلنا إلى الظلمة والألم والبؤس! خطايانا هي ما يأخذنا بعيدا عن عناية الرب لندخل بالأحرى تحت سلطان الشيطان ونصير ألعوبة يلهو بها! آلامنا عندئذ ليست أبدا لأن الله غاضب، حاشا. بل آلامنا سببها ببساطة خطايانا نحن ومعاصينا، حين تركنا أنوار القدوس ودخلنا بإرادتنا إلى خرائب الظلمة، وعندئذ وقعنا فريسة للشياطين تملأ عقولنا بكل فكر رديء وتملأ قلوبنا بالهم والمعاناة والمرارة والألم!

***

أختم أخيرا بفقرتين: الأولى من رسالة لضعفي لم تُنشر هنا من قبل:
إن وصف الإله بـ"الغضب" مثلا، كما يصفه الكتاب المقدس نفسه، ليس فقط خطأ لاهوتيا، وليس حتى خطأ فادحا، بل يقول عنه قديس كإسحق السرياني إنه بالأحرى "تجديف"! أما معلم الكنيسة القديس الكبير يوحنا كاسيان ـ الذي نقل الرهبنة والخبرة الروحية المصرية كلها إلى الغرب ـ فلا يكتفي حتى بهذا بل يقول إنه "تجديف فظيع"، ثم يصل في نهاية شرحه بالأمر إلى قمته حقا حين يستخدم وصفا حتى أشد من كل ذلك، يمكن ترجمته بـ"تجديف شنيع"، أو "رهيب"، أو "مروّع"! لنتأمل إذاً حجم المفارقة: "قديس كبير" يقول عن "نص كتابي" واضح إنه "تجديف رهيب"! ولكن هذا ما يتبين عندما يتحرر العقل حقا ويستنير القلب، فعندئذ يرى الإنسان أخيرا هذا الفرق الهائل بين "الحدود التي فرضتها بشريتنا نحن على النص المقدس في زمن معين" من ناحية، وبين "فضاء القدوس المطلق اللا متناهي الذي يقف وراء النص" من ناحية أخرى!

الفقرة الثانية من رسالة منشورة هنا بالفعل، قبل عام تقريبا:
المعاني نفسها يطرحها القديس أنطونيوس الكبير في الفيلوكاليا عند شرحه لماذا يبدو الله "متغيرا": يفرح بالأبرار ويُظهر رحمته لهم بينما يتحول عن الأشرار ويحجب وجهه عنهم. «إن الله لا يفرح ولا يغضب» هكذا يبدأ قديسنا حديثه. إنما هو نحن ـ بمشابهتنا لله ـ الذين نقترب حتى الاتحاد معه، أو بالعكس نبتعد ـ بخطايانا ـ فننفصل عنه. أخيرا بعد مزيد من الشرح يختم قديسنا الكبير شرحه بتشبيه جميل: «إننا إذا قلنا أن الله هو الذي يتحول بعيداً عن الأشرار نكون كمن يقول أن الشمس هي التي تحجب نورها عن الشخص الأعمي!».
***
أشكرك ختاما يا أمي الغالية على ردك الطيب كالعادة، المتضع بنعمة الرب وأنواره في قلبك الجميل، أيضا كالعادة. :) أرجو فقط في النهاية أن يكون واضحا ـ لمحبتكِ وللجميع ـ أن رسائلي، كلها دون استثناء، لا تشير أبدا إلى أي شخص هنا بعينه، بل حتى لا تقصد الأعضاء عموما، وإن كانت تبدو أحيانا خلاف ذلك. عندما سألت مثلا «لماذا نخاف من الموت؟» لم أكن بالطبع أقصد "نحن" هنـا تحديدا، أعضاء هذا المنتدى! حاشا! بالأحرى كنت أقصد الإنسان والإنسانية بوجه عام، وهكذا.

(فقط لزم التنويه، خاصة وأنني بلا فخر الفائز الأول بـ"جائزة سوء الفهم" على الإنترنت في الأعوام الثلاث الأخيرة)!
icon10.gif


تحياتي ومحبتي.


 

حياة بالمسيح

خادمة الرب
عضو مبارك
إنضم
29 أبريل 2014
المشاركات
14,879
مستوى التفاعل
2,515
النقاط
76
انا كنت مخطئة فعلاً ونادمة على نسبت لله شيئاً ليست من صفاته فما نراه نحن بالمجمل نحصد شر خطايانا اقصد البشر بأجعهم وليس نحن اعضاء منتدى الكنيسة بل البشرية جمعاء فما نزرعه في هذه الدنيا نحصده ايضاً هنا وفي ابديتنا فلان شرورنا كثيرة وخاضعين لسلطان الشيطان فهذه النتيجة وباء عالمي مميت ليس له علاقة بالله مطلقاً اما الله فكله محبة وكله حلاوة ومشتهيات وكل اعماله اعمال محبة وهو كلي المحبة والرحمة واللطف والاحسان وليس فيه صفة غير نقيه فهو طاهر وقدوس وكامل وهو بيحبنا كلنا نحن البشر بغض النظر ان كنا ابرار ام اشرار بل يمطر على الاشرار قبل الابرار لغرض اتاحة فرصة لتوبتهم ورجوعهم اليه وهو يتلهف ويتشوق لرجوعنا اليه ويتلذذ بعبادتنا له بترنمٍ اما الذين فقدوا احباء لهم فهذا ليس له علاقة بالله مطلقاً واقول لهم انه مكتوب للانسان في لحظة معينة يولد وفي لحظة معينة يفارق الحياة والكورونا ليست هي الفايروس الذي قتلهم بل هي سبب للوفاة اذ تعددت الاسباب والموت واحد والله في هذه الازمة العصيبة بيكلمنا ايضاً وبيقول توبوا لقد اقترب ملكوت السموات واتغطوا بدم المسيح وعيشوا ليه فقط
واتشوق ان يعطيني الله علامة بانه سامحني على نعته بانه غاضب لانني قلقة جداً لانني احزنت قلبه القدوس بسبب جهلي وشكراً للاخ المبارك خادم البتول على توعيتي وربنا يباركه ويبارك خدمته المباركة ربنا يحفظه بركة لنا جميعاً امين
 

حياة بالمسيح

خادمة الرب
عضو مبارك
إنضم
29 أبريل 2014
المشاركات
14,879
مستوى التفاعل
2,515
النقاط
76
صفة الغضب والانتقام بعيدتان كل البعد عن الله الكلي القداسة والطهارة والكمال والنقاوة وهو بيحبنا كلنا وبيحب الاشرار قبل الابرار ويمطر على الاشرار والظالمين قبل الصالحين والابرار والله كله محبة ورحمة وصلاح وحنان وعطف وشفقة ووداعة اما الغضب والانتقام فهي صفات بشرية اما الله فمنزه عنهما وما نراه هو لخطايانا ولانصياعنا للشيطان ولشرورنا نحن الشر ومع ذلك فالله بيفضل يحبنا ويكلمنا وواقف على باب قلوبنا بيقرع مستني حد يفتحله حتى يدخل قلبه ويتعشى معه ويسكن فيه ويكون له ابناً وبنتاً بل احباؤه اما المليون ونصف بشر الذين انتقلوا بسبب فايروس كورونا كان السبب في انتقالهم هو فايروس كورونا والسبب الثاني هو حان وقت انتقالهم المكتوب منذ ولادتهم والله ليس له اي علاقة لا بوباء كورونا بل هو حصاد شرورنا ولا بانتقال هؤلاء من هذا العالم فكل انسان له موعد ولادته وله موعد انتقاله فالله ليس له علاقة مطلقاً ولا الغضب والانتقام من صفاته
واتلهف ان يسامحني الله على خطيتي هذه وان يغفرها لي بنسبي ليه صفات ليست من صفاته
 

حبو اعدائكم

حبو...
عضو مبارك
إنضم
9 أكتوبر 2011
المشاركات
14,191
مستوى التفاعل
4,784
النقاط
113
الإقامة
مصر

في الأيام الأولى من الفزع والخوف والتحذيرات والاستغاثات والعزل الذاتي وحظر التجوال إلخ ـ مع تركيز الميديا كليا بالطبع، وكذلك عقولنا بالتبعية، على قصة كورونا ـ فوجئت بهذا الخبر... ثم بهذا الخبر... ثم أخيرا بهذا الخبر!


هل وصلت الرسالة؟ :)

متى يا سيدتي كان الموت بعيدا؟!

لقد توقفت طويلا عند ذلك الخبر الأخير تحديدا. هؤلاء الـ18 ضحية الذين رحلوا هكذا فجأة: فيمَ كانوا يفكرون حقا في تلك اللحظات الأخيرة التي سبقت موتهم مباشرة؟ فيمَ كانوا يتحدثون معا؟ ماذا كان خوفهم وهمّهم الأكبر وهم جلوس هكذا بسياراتهم ينتظرون العبور من أحد كمائن الحظر؟

لقد كانوا مثلنا جميعا في نلك الليلة: لا نفكر إلا في كورونا وكيف نستطيع "تأمين" أنفسنا من كورونا! هل أحضرنا المطهرات؟ هل لدينا الكمامات؟ هل نتذكر غسل أيدينا جيدا فور الوصول إلى البيت؟ هل نخلع أحذيتنا قبل الدخول؟ هل...

رغم ذلك كان للموت رأي آخر! بل جاءهم الموت من خلفهم يحصدهم حصدا، هكذا فجأة، وبطريقة أبشع حتى من كل ما كانوا يفكرون فيه أو يحتاطون لأجله أو يخافون منه!

فمتى يا سيدتي ـ ويا كل سادتنا ـ كان الموت بعيدا؟!

متى كنا ـ كبارا أو صغارا ـ في "أمان" حقا من الموت؟!


محنتنا اليوم ليست كورونا أبدا، بل هي فقط "وعينا" بأن الموت قريب جدا، أقرب مما نظن! لقد كنا نياما وانتبهنا، هذا كل ما بالأمر! الآن صرنا ندرك أن الموت حقا قريب، لكننا بالوقت نفسه نتناسى كليا أنه هكذا الموت دائما، قريب جدا، سيان أثناء كورونا أو قبلها أو بعدها! سيان بسبب كورونا أو بألف سبب آخر! فهل نصلي اليوم لأجل أن تنتهي حقا "محنة كورونا"؟ لا، بل نصلي كي نعود إلى النوم مرة أخرى.. كي "ننسى" مرة أخرى.. كي تتوارى "الحقيقة" عن وعينا مرة أخرى.. هذا باختصار هو كل ما نريد!

***

دعكِ بالتالي يا سيدتي من "أزمة كورونا" ومن "غضب الله" ومن "شرور الناس" ومن "التجربة" ومن "الفأس".. إلخ. بل أين حقا هذه "التجربة" التي يتحدثون عنها؟ هل مات أو حتى أصيب شخص واحد في كل هذا المنتدى مثلا بكورونا؟ التجربة يا أخوتي في عقولنا وأفكارنا فقط! التجربة والشدة والمعاناة: كل ذلك داخلنا ليس أبدا خارجنا!

المرنم يقول في الكتاب: حتى إذا سرت في وادي ظل الموت لا أخاف شرا، لأنك أنت معي.

بينما نحن هنا نتحدث ـ بل حتى يعاني بعضنا فعليا ـ من "تجربة" لم تحدث حتى أصلا في حياتنا، على الأقل على المستوى الشخصي المباشر!


دعكم بالتالي أيها الأحباء من كل هذه "القصص"، بل دعكم حتى من "الميديا" كلها وسائر ما يأتي من الميديا بشكل عام. سؤالنا الأول والأخير اليوم ـ ودائما ـ هو: لماذا نريد أن تتوارى حقيقة الموت عن وعينا؟ لماذا لا نريد أن نرى الموت قريبا حاضرا هكذا في حياتنا؟ لماذا ـ في كلمة واحدة ـ نخاف من الموت؟

هذا هو السؤال الحقيقي الوحيد الذي علينا جميعا إجابته لأنفسنا. وهذا هو "درس كورونا" الوحيد إذا كان بيننا مَن يريد أن يتعلم الدرس حقا، أن يستيقظ حقا، وأن يبقى مستيقظا، لا أن يعود فقط كما كان إلى النوم العميق مرة أخرى!


_______________________

الشكر طبعا وكل المحبة والتقدير والامتنان لأمنا الجميلة نعومة على هذه المتابعة والخدمة الحارة وعلى كل رسائلها الطيبة وحضورها الذي نتبارك به جميعا. لا أقصد برسالتي أي نقد بالطبع، أو حتى توجيه. بالأحرى كل ما أكتب هو فقط رجع الصدى لصوتها الجميل الذي يصدح بيننا بالتعزيات كل يوم. تحياتي لأجلك سيدتي ـ كذلك للأم الغالية أمة وأستاذنا الجميل أدمانتيوس ـ ومحبتي بلا حدود.

المشاركه دى لسى شيفاها


ربنا يباركك
 

حبو اعدائكم

حبو...
عضو مبارك
إنضم
9 أكتوبر 2011
المشاركات
14,191
مستوى التفاعل
4,784
النقاط
113
الإقامة
مصر
صفة الغضب والانتقام بعيدتان كل البعد عن الله الكلي القداسة والطهارة والكمال والنقاوة وهو بيحبنا كلنا وبيحب الاشرار قبل الابرار ويمطر على الاشرار والظالمين قبل الصالحين والابرار والله كله محبة ورحمة وصلاح وحنان وعطف وشفقة ووداعة اما الغضب والانتقام فهي صفات بشرية اما الله فمنزه عنهما وما نراه هو لخطايانا ولانصياعنا للشيطان ولشرورنا نحن الشر ومع ذلك فالله بيفضل يحبنا ويكلمنا وواقف على باب قلوبنا بيقرع مستني حد يفتحله حتى يدخل قلبه ويتعشى معه ويسكن فيه ويكون له ابناً وبنتاً بل احباؤه اما المليون ونصف بشر الذين انتقلوا بسبب فايروس كورونا كان السبب في انتقالهم هو فايروس كورونا والسبب الثاني هو حان وقت انتقالهم المكتوب منذ ولادتهم والله ليس له اي علاقة لا بوباء كورونا بل هو حصاد شرورنا ولا بانتقال هؤلاء من هذا العالم فكل انسان له موعد ولادته وله موعد انتقاله فالله ليس له علاقة مطلقاً ولا الغضب والانتقام من صفاته
واتلهف ان يسامحني الله على خطيتي هذه وان يغفرها لي بنسبي ليه صفات ليست من صفاته


حبيبتى حياه-- حسى الجمله دى فيها حاجه عملتهالك بالاحمر--- الله مش بيحب حد قبل حد و مش بيمطر على حد قبل حد--
و يا غاليتى الرب مسامحك و مسامحك من زماااان -اشكريه على محبته لينا-
 

حبو اعدائكم

حبو...
عضو مبارك
إنضم
9 أكتوبر 2011
المشاركات
14,191
مستوى التفاعل
4,784
النقاط
113
الإقامة
مصر
كنت أود التعليق على مسألة "الغضب الإلهي" أيضا، حتى فوجئت بهذه الرسالة الأخيرة من الغالية "حبو"! حتى حبو!! "حتى أنت يا بروتس"!!
icon10.gif
ألغيت بالتالي تعليقي، إذ يبدو أن هذا الفهم الغاضب يلقى رواجا عند الكثيرين! سبحان الله!

هل يعلم الأحباء هنا أن القول بـ"غضب الله" ليس مجرد خطأ لاهوتي فادح بل بالأحرى تجـديف صريح؟!
----------------


ايوا حتى انا يا غالى ---

بس احتمال مداخلتى المختصره جدا تكون اتفهمت غلط--
مش قاصدى ان الرب قاعد فوق و شاف فساد فقال ننزل بغضبنا و سخطنا على البشريه و ننتقم منهم-- لا يا غالى الى جاب لنا الكفيه احنا نفسنا

و زى شرحك الجميل بتاع الزريبه --
و الى دخل و قعد فيها فى الضلمه و جاب لنفسه الكافيه--
بس انا هنا بتكلم على السماح -- الرب سمح--
الرب سمح بالوباء او الفيروس دا--
و هنا بئا بتمطر على الابرار و الاشرار و تشرق على الابرار و الاشرار --
الكل سواسيه-
الاختلاف هيكون داخل كل واحد و حسب قربه او بعده من الرب-

خلقنا الرب على صورته و كشبهه -- ازاى انا ينفع اغضب و الرب مينفعش !
الرب ضابت الكل -- و هو يعلم متى يسمح حتى يضبط الكل

:smi411:مش قادرا اشوف التجديف --
غير لو اخذتها من ناحيه --الله المنتقم الجبار الى قاعد عنده فوق و بيرسل النار --
 

حياة بالمسيح

خادمة الرب
عضو مبارك
إنضم
29 أبريل 2014
المشاركات
14,879
مستوى التفاعل
2,515
النقاط
76
الله كلي الصلاح لينا نحن البشر وصلاحه واسع وثابت لكل واحد منا والى الابد رحمته وهو اله بيحبنا كلنا ومحبته المفرطة لنا قادته لان يرسل ابنه الوحيد ربنا رب المجد يسوع المسيح لكي يصلب ويموت عنا وهو حنان وحنانه واسع وشاملنا كلنا واحساناته مبتفارقناش منذ لحظة تصويرنا في ارحام امهاتنا والى لحظة انتقالنا من هذا العالم والله كله محبة واعماله اعمال محبة وهي كلها لخيرنا ولصالحنا وهو بيحبنا كلنا الخطاة والابرار الظالمين والصالحين وهو مابيميزش حد عن حد بمحبته وصلاحه وحنانه ورحمته واحساناته فكلنا سواسية عنده خلائقه وصنعة يداه وعاوز كل احد في العالم يخلص ولا يهلك وهو معانا مشبيفارقنا بيكلمنا وبيفضل يكلمنا بمختلف طرقه الالهية حتى نتوب ونرجعله حتى ولو استغرق ذلك عمرنا كله الى اللحظة الاخيرة فلربما نتوب ونخلص
 

حياة بالمسيح

خادمة الرب
عضو مبارك
إنضم
29 أبريل 2014
المشاركات
14,879
مستوى التفاعل
2,515
النقاط
76

العفو يا أمي الغالية بل ضعفي الذي أتعلم منك وأسترشد دائما بكلماتك، ربنا يباركك ويخليكي لينا ويشفي يا رب كل أوجاعك. ثم أنه خطأ شهير، خاصة في مجال "الوعظ"، وفوق ذلك "تعبير كتابي" أيضا، لهذا فأنتِ معذورة بالطبع. لكنها الأمانة كما تسلمناها ولابد أن نسلمها، خاصة عندما وجدت "موجة الغضب" هذه تعلو بعد رسالة أستاذنا الحبيب عوبديا، بالتالي كان لابد على الأقل من الإشارة.


اسمحي لي أن أشرح الأمر بطريقة مبسطة (حسب رؤية قديسنا الكبير القديس أنطونيوس أبي الرهبان، فقط على سبيل المثال):

لو أن شخصا دخل إلى خرابة مظلمة فجلس فيها طيلة الليل: ماذا يحدث؟ ستأتيه كل أنواع الحشرات والعقارب والحيات، وسوف تؤذيه كثيرا، وسوف يتألم بلدغاتها ولسعاتها وسمومها الشديدة. فهل هذه الآلام عندئذ سببها أن الله سبحانه غاضب عليه؟!

بالمثل عندما يخطئ الإنسان: خطايانا نفسها هي ما يُدخلنا إلى الظلمة والألم والبؤس! خطايانا هي ما يأخذنا بعيدا عن عناية الرب لندخل بالأحرى تحت سلطان الشيطان ونصير ألعوبة يلهو بها! آلامنا عندئذ ليست أبدا لأن الله غاضب، حاشا. بل آلامنا سببها ببساطة خطايانا نحن ومعاصينا، حين تركنا أنوار القدوس ودخلنا بإرادتنا إلى خرائب الظلمة، وعندئذ وقعنا فريسة للشياطين تملأ عقولنا بكل فكر رديء وتملأ قلوبنا بالهم والمعاناة والمرارة والألم!

***

أختم أخيرا بفقرتين: الأولى من رسالة لضعفي لم تُنشر هنا من قبل:
إن وصف الإله بـ"الغضب" مثلا، كما يصفه الكتاب المقدس نفسه، ليس فقط خطأ لاهوتيا، وليس حتى خطأ فادحا، بل يقول عنه قديس كإسحق السرياني إنه بالأحرى "تجديف"! أما معلم الكنيسة القديس الكبير يوحنا كاسيان ـ الذي نقل الرهبنة والخبرة الروحية المصرية كلها إلى الغرب ـ فلا يكتفي حتى بهذا بل يقول إنه "تجديف فظيع"، ثم يصل في نهاية شرحه بالأمر إلى قمته حقا حين يستخدم وصفا حتى أشد من كل ذلك، يمكن ترجمته بـ"تجديف شنيع"، أو "رهيب"، أو "مروّع"! لنتأمل إذاً حجم المفارقة: "قديس كبير" يقول عن "نص كتابي" واضح إنه "تجديف رهيب"! ولكن هذا ما يتبين عندما يتحرر العقل حقا ويستنير القلب، فعندئذ يرى الإنسان أخيرا هذا الفرق الهائل بين "الحدود التي فرضتها بشريتنا نحن على النص المقدس في زمن معين" من ناحية، وبين "فضاء القدوس المطلق اللا متناهي الذي يقف وراء النص" من ناحية أخرى!

الفقرة الثانية من رسالة منشورة هنا بالفعل، قبل عام تقريبا:
المعاني نفسها يطرحها القديس أنطونيوس الكبير في الفيلوكاليا عند شرحه لماذا يبدو الله "متغيرا": يفرح بالأبرار ويُظهر رحمته لهم بينما يتحول عن الأشرار ويحجب وجهه عنهم. «إن الله لا يفرح ولا يغضب» هكذا يبدأ قديسنا حديثه. إنما هو نحن ـ بمشابهتنا لله ـ الذين نقترب حتى الاتحاد معه، أو بالعكس نبتعد ـ بخطايانا ـ فننفصل عنه. أخيرا بعد مزيد من الشرح يختم قديسنا الكبير شرحه بتشبيه جميل: «إننا إذا قلنا أن الله هو الذي يتحول بعيداً عن الأشرار نكون كمن يقول أن الشمس هي التي تحجب نورها عن الشخص الأعمي!».
***
أشكرك ختاما يا أمي الغالية على ردك الطيب كالعادة، المتضع بنعمة الرب وأنواره في قلبك الجميل، أيضا كالعادة. :) أرجو فقط في النهاية أن يكون واضحا ـ لمحبتكِ وللجميع ـ أن رسائلي، كلها دون استثناء، لا تشير أبدا إلى أي شخص هنا بعينه، بل حتى لا تقصد الأعضاء عموما، وإن كانت تبدو أحيانا خلاف ذلك. عندما سألت مثلا «لماذا نخاف من الموت؟» لم أكن بالطبع أقصد "نحن" هنـا تحديدا، أعضاء هذا المنتدى! حاشا! بالأحرى كنت أقصد الإنسان والإنسانية بوجه عام، وهكذا.

(فقط لزم التنويه، خاصة وأنني بلا فخر الفائز الأول بـ"جائزة سوء الفهم" على الإنترنت في الأعوام الثلاث الأخيرة)!
icon10.gif


تحياتي ومحبتي.



املي بان لا يكون فوزك بسوء الفهم على مدى ثلاث سنين بشخصي وبخدمتي واملي بان تتابع مشاركاتك وارائك الخاصة وان لا تكون هذه اخر رد من حضرتك اللي بيزيدنا فهماً وبركةً ايها الاخ المبارك الغالي على قلب الله ماتحرمناش من مشاركاتك وردودك الرائعة المباركة
 

خادم البتول

عضو نشيط
عضو نشيط
إنضم
13 أبريل 2012
المشاركات
1,168
مستوى التفاعل
1,172
النقاط
113
الإقامة
عابـــر سبيــــل
ايوا حتى انا يا غالى ---
.
يعني مش مكسوفة؟! جاية كده تقوليها بالفُم المليان؟!
يا عينك يا جبايرك!
icon10.gif



و زى شرحك الجميل بتاع الزريبه --
.
إزاي "جميل" و"زريبة" في وقت واحد؟ إزاي يعني؟!
icon10.gif


وبعدين فين "الزريبة" دي اللي في شرحي؟! أنا جبت سيرة زريبة؟!!

"خرابة" يا هانم، خرابة، مش "زريبة"!

(بنت ناس أوي ومع ذلك مش عارف بتجيبي الألفاظ دي منين بصراحة! اللي هو انتي ـ أنا واثق ـ عمرك ما شفتي "زريبة" في حياتك أصلا)!
icon10.gif



خلقنا الرب على صورته و كشبهه -- ازاى انا ينفع اغضب والرب مينفعش!
.
منطق عجيب جدا! طيب ما انتي بتنامي يبقا الرب بينام؟!

طيب ما انتي بتاكلي وتشربي و...، لا مؤاخذة، يبقا ربنا بردو بياكل ويشرب ويشارك في كل الأمور البشرية دي، زيك تمام، لأنك على صورته ومثاله؟!

إيه المنطق ده؟!


الرب ضابط الكل -- و هو يعلم متى يسمح حتى يضبط الكل
.
ضابط الكل.. مش ضابط بوليس!
icon10.gif

اللي انتي بتتكلمي عليه ده ضابط بوليس!

ضابط الكل: يعني "النظام" أو الـ"order" نفسه اللي بينتظم ويقوم بيه كل الكون ـ دائما وفي كل لحظة وليس فقط في أوقات الوباء أو الشدة!

ضابط الكل اللي لولا ضبطه للكل ـ لحظيا وبشكل مستمر ـ لتبخر بل تلاشى الكون كله فوريا، في أقل من غمضة عين!

لكن مش ضابط الكل بمعنى ضابط البوليس اللي بيسيب "المنطقة" كلها تخرب وبعدين لما يزيد الشر أوي فـ"يسمح" بدورية اسمها الطوفان مثلا أو اسمها كورونا عشان تنزل "كبسة" تأدب سكان المنطقة دي وتعيد فيها "الضبط" والربط والنظام مرة أخرى!


ليه " مهما بلغ انحطاطه او وقاحته " ليه استخدمت الالفاظ دى
.
السؤال ده وصلني ومهم إجابته هنا لكي يتضح المقصود الجميع.

أحد أهم وأشهر وأجمل الملحدين المعاصرين هو كريستوفر هيتشنز (بل هو أجملهم مطلقا في تقديري، لأنه أكثرهم صدقا وإحساسا وضميرا). هيتشنز بيقول ـ من ضمن ما يقول ـ إن الدين هو الشيء الوحيد الذي يستطيع تحويل إنسان سوىّ عاقل متحضر إلى مجرم بدائي إرهابي، يرتكب أفظع الجرائم وهو راضي تماما، لأنه يفعل ذلك باسم الله، أو بدعوى الغيرة المقدسة!

استخدمت بالتالي هذه التعبيرات ـ الانحطاط والوقاحة ـ من باب التحذير، حتى لا نقع أيضا في هذه التهمة كما وقع فيها الكثيرون بالفعل سابقا. كأنني أقول: انتبهوا أيها السادة ـ لا تجعلوا ظاهر الآيات بالكتاب يأخذكم دون أن تشعروا إلى هذا الحد! هذا ليس غضبا إلهيا وليست غيرة أو تقوى حقا، كما قد تصوّر لكم عقولكم ـ (المليئة هي نفسها بالغضب وبالألم، ومن ثم تقومون بـ"إسقاط" ذلك كله على الله وتعيدون خلقه أيضا على صورتكم كما خلقكم هو على صورته!) ـ بل انتبهوا فهذا قد يأخذنا بالأحرى دون أن ندري إلى أدنى مستويات الانحطاط والدناءة والوقاحة!


مش قادرا اشوف التجديف –
.
الغضب في اللغة هو: «غليان دم القلب طلبا لدفع الأذى عند خشية وقوعه، أو طلبا للانتقام ممن حصل منه الأذى بعد وقوعه»!

هو ده ربنا اللي انتي تعرفيه؟ إله بتغلي الدماء في عروقه أو في قلبه؟ هو ده اللاهوت المسيحي؟!! إزاي مش قادرة تشوفي التجديف؟!!

***

عموما اسمحي لي بالمناسبة السعيدة دي أعرّفك أولا على ربنا اللي بنتكلم عليه (من خلال بعض المعلومات البسيطة):

الأرض ـ كل الأرض بما عليها ـ هي مجرد كوكب واحد في نظام أو مجموعة شمسية واحدة، وكل هذه المجموعة داخل مجرة يوجد بها ـ على الأقل ـ مائة مليار 100,000,000,000 شمس أخرى مثل شمسنا، إضافة إلى خمسين مليار 50,000,000,000 كوكب ـ أيضا على الأقل ـ مثل هذه الأرض. هذا كله مجرة واحدة فقط، من حوالي مائتي مليار 200,000,000,000 مجرة أخرى تجتمع معا فيما يسمى "عنقود". هذا العنقود يجتمع مع غيره من العناقيد فيشكّلون معا ما يُطلق عليه اليوم "الحائط المجرّي"، وهو أكبر التكوينات التي يتكون منها الكون المعروف لنا حاليا. طول "الحائط المجرّي" الواحد هو ـ على الأقل ـ 50 ميجابارسيك، وهي مسافة لا يستوعبها العقل البشري أصلا، لأن الميجابارسيك الواحد يساوي مليون بارسيك، والبارسيك الواحد هو 3,262,000 سنة ضوئية، والسنة الضوئية كما هو معروف هي مسافة ما يقطعه الضوء في سنة كاملة، وهو يتحرك بسرعة 300 ألف كيلو متر تقريبا في الثانية الواحدة!

بعبارة أخرى: لو أن الكون المنظور ـ فقط المنظور ـ كان بحجم قارة كاملة، فإن الأرض ـ بما عليها ـ سيكون حجمها أصغر من ذرة تراب تتطاير في هواء هذه القارة!

وماذا لو سافرنا في الاتجاه المعاكس، نحو الأصغر لا الأكبر؟ ماذا لو تأملنا الخلق فقط على ذرة التراب هذه؟ سنأخذ من كل هذا الخلق مجرد حشرة كالصرصور، ثم نأخذ من الصرصور فقط جهاز الرؤية لديه: داخل عين الصرصور تصطف معا خمسة ملايين 5,000,000 خلية مخروطية، تنتظم هندسيا على نحو مذهل ـ داخل كل عين من عيني كل صرصور على سطح الأرض ـ بحيث تتيح له بترتيبها وزواياها إمكانية الرؤية في الظلام... من ثم إذا انتقلنا في الاتجاه المعاكس فسوف يتوه العقل مرة أخرى ويقف عاجزا، قاصرا لا عن فهم الإعجاز فحسب أو حتى تخيله، بل نحن حتى لا نفهم كيف تصطف معا هكذا هذه الملايين من العدسات الحية، ولكل منها زاويتها الخاصة الدقيقة ـ حرفيا ملايين ـ كل ذلك فى تلك المساحة الميكروسكوبية التى لا تُرى أصلا بالعين المجردة!


الآن، وقد حار العقل وتاه صعودا كما حار وتاه هبوطا ـ أمام فقط "بعض" ما خلق الله ـ هل تأتينا الست حبو اليوم لتعلن من مطبخ بيتها العامر بمدينة القاهرة أن الوجود أو القوة المطلقة التي تقف وراء هذا كله: "تغـضــب"؟!
icon10.gif


وما سبب الغضب؟!

ما يفعله سكان "ذرة من تراب" اسمها الأرض؟!!

ولسه بتقولي مش شايفة تجديف؟!!
icon10.gif



 

خادم البتول

عضو نشيط
عضو نشيط
إنضم
13 أبريل 2012
المشاركات
1,168
مستوى التفاعل
1,172
النقاط
113
الإقامة
عابـــر سبيــــل
املي بان لا يكون فوزك بسوء الفهم على مدى ثلاث سنين بشخصي وبخدمتي واملي بان تتابع مشاركاتك وارائك الخاصة وان لا تكون هذه اخر رد من حضرتك اللي بيزيدنا فهماً وبركةً ايها الاخ المبارك الغالي على قلب الله ماتحرمناش من مشاركاتك وردودك الرائعة المباركة


لا يا أمي الغالية أبدا، سوء الفهم لا يرتبط بشخص معين أو بهذا المنتدى تحديدا، بل أتحدث بوجه عام. كما أنني في الحقيقة الذي يفتقر إلى كل ذلك، الذي يأتي هنا ليأخذ البركة والفهم منكِ ومن سائر الأحباء، ربنا يباركك ويخليكي لينا يا قمرتنا منوّرة الدنيا كلها دائما. :)

ثانيـــا ضعفي مجرد عابر سبيل يا أمي الغالية كما أقول دائما. أحضر فقط في زيارات، متباعدة أو متقاربة: ذلك ما يحدده الرب. هذه مشيئته هو سبحانه، كما أنني شخصيا أعتقد أن هذا بالفعل هو الأفضل، لي وللمنتدى عموما. (ما زلت على أي حال حاضرا حتى أفهم أين ذهبت هذه الفتاة التي ربطتني هكذا ثم تركتنا ولم تعد)!!
icon10.gif



ثالثــا وهو الأهـم: نحن يا أمي ـ بكل ما لدينا من علم أو فهم أو حتى حكمة روحية ـ مجرد أدوات يستخدمها الرب! ليس لي أي فضل مطلقا، بل كل ما عندي ـ كله بتمامه ـ هو عندك أيضا وعند الجميع دون استثناء! الفرق فقط هو أن بعضنا اكتشف ما بداخله فعلا، ولو كان جزءا بسيطا، بينما بعضنا ما زال يبحث ويفتش. في النهاية كل حكمة هي حكمته هو سبحانه، كل جمال هو قبس من جماله، وكل فضل هو فضله علينا جميعا، سيان "ظهر" ذلك في حياتنا عبر هذا الشخص أو ذاك!

دعكِ بالتالي يا أمي من "ساعي البريد" هذا، بل لا تلتفتي أو حتى تنظري إليه، فلا قيمة له على الإطلاق! بالأحرى ليكن كل فكرك وكل قلبك فقط مع الرب، في كل حين، واطمئني تماما واستريحي وثقي أنه لا ينساكِ أبدا، بل سوف يرسل هو بتدبيره كل ما تحتاجين ـ من فهم أو من رزق أو من غيره ـ في وقته المناسب تماما، في مكانه المناسب تماما، سيان عبر هذا أو ذاك أو تلك أو أية "وسيلة" أخرى من وسائله التي لا تنتهي! :)


أشكرك محبتك ختاما على هذا التقدير الكبير، كما أشكر فيروس كورونا الذي أتاح لنا هذا الحوار الجميل مع شخصك الطيب الكريم. :) صلي لأجل ضعفي، النعمة معك دائما وحتى نلتقي.


 

حبو اعدائكم

حبو...
عضو مبارك
إنضم
9 أكتوبر 2011
المشاركات
14,191
مستوى التفاعل
4,784
النقاط
113
الإقامة
مصر
يعني مش مكسوفة؟! جاية كده تقوليها بالفُم المليان؟!
يا عينك يا جبايرك!
icon10.gif
مكسوفه ! لا مش مكسوفه -- لو هتكسف هتكتم و هسكت و ساعتها هفضل مش فاهما!
.
إزاي "جميل" و"زريبة" في وقت واحد؟ إزاي يعني؟!
icon10.gif


وبعدين فين "الزريبة" دي اللي في شرحي؟! أنا جبت سيرة زريبة؟!!

"خرابة" يا هانم، خرابة، مش "زريبة"!

(بنت ناس أوي ومع ذلك مش عارف بتجيبي الألفاظ دي منين بصراحة! اللي هو انتي ـ أنا واثق ـ عمرك ما شفتي "زريبة" في حياتك أصلا)!
icon10.gif
هههههههه مش الزريبه هى الخرابه ؟
اعتقد الاتنين بنفس المعنى -- مش مهم التفاصيل -- المهم ان المعنى واصل --
ممكن الزريبه تبقى بحيوانات و الخرابه تبقى منغير بس فيه بعض الاحيان بحيوانات بردوا !

.
منطق عجيب جدا! طيب ما انتي بتنامي يبقا الرب بينام؟!
طيب ما انتي بتاكلي وتشربي و...، لا مؤاخذة، يبقا ربنا بردو بياكل ويشرب ويشارك في كل الأمور البشرية دي، زيك تمام، لأنك على صورته ومثاله؟!

إيه المنطق ده؟!

لا الى انت قايله فوق دا حجات مرتبطه بالجسد !
لما الرب كان فى الجسد كان بياكل و بيشرب و بينام ايوا! و لا انا فاهما غلط؟

ضابط الكل.. مش ضابط بوليس!
icon10.gif

اللي انتي بتتكلمي عليه ده ضابط بوليس!

ضابط الكل: يعني "النظام" أو الـ"order" نفسه اللي بينتظم ويقوم بيه كل الكون ـ دائما وفي كل لحظة وليس فقط في أوقات الوباء أو الشدة!

ضابط الكل اللي لولا ضبطه للكل ـ لحظيا وبشكل مستمر ـ لتبخر بل تلاشى الكون كله فوريا، في أقل من غمضة عين!

لكن مش ضابط الكل بمعنى ضابط البوليس اللي بيسيب "المنطقة" كلها تخرب وبعدين لما يزيد الشر أوي فـ"يسمح" بدورية اسمها الطوفان مثلا أو اسمها كورونا عشان تنزل "كبسة" تأدب سكان المنطقة دي وتعيد فيها "الضبط" والربط والنظام مرة أخرى!
ايوا يا غالى ما انا اقصد كدا انه ضابت كل شىء -- الى بيبقى ضابط كل شىء مش بيسيب الدنيا تسيب و تخرب و بعدين ينزل بدوريه إباده-لا- هو بقوانينه الى واضعها و ضبطه للكون كله بيمشى حسب ضبطه فبالتالى حسب شرور البشر بيسمح هو -بلاش بيسمح هو علشان بتزعلك- او بمعنى تانى بيحصل الى هو صبق و كان ضبطه و سامح بيه-
لسى هكمل كتابه شكل الكلام كتير و مش مكفى اكمل و لا ايه مش عارفا -- استنى كدا

 

حبو اعدائكم

حبو...
عضو مبارك
إنضم
9 أكتوبر 2011
المشاركات
14,191
مستوى التفاعل
4,784
النقاط
113
الإقامة
مصر
.ليه " مهما بلغ انحطاطه او وقاحته " ليه استخدمت الالفاظ دى

السؤال ده وصلني ومهم إجابته هنا لكي يتضح المقصود الجميع.
شكرا يا غالى انك اهتميت و جاوبت :)
أحد أهم وأشهر وأجمل الملحدين المعاصرين هو كريستوفر هيتشنز (بل هو أجملهم مطلقا في تقديري، لأنه أكثرهم صدقا وإحساسا وضميرا). هيتشنز بيقول ـ من ضمن ما يقول ـ إن الدين هو الشيء الوحيد الذي يستطيع تحويل إنسان سوىّ عاقل متحضر إلى مجرم بدائي إرهابي، يرتكب أفظع الجرائم وهو راضي تماما، لأنه يفعل ذلك باسم الله، أو بدعوى الغيرة المقدسة!

استخدمت بالتالي هذه التعبيرات ـ الانحطاط والوقاحة ـ من باب التحذير، حتى لا نقع أيضا في هذه التهمة كما وقع فيها الكثيرون بالفعل سابقا. كأنني أقول: انتبهوا أيها السادة ـ لا تجعلوا ظاهر الآيات بالكتاب يأخذكم دون أن تشعروا إلى هذا الحد! هذا ليس غضبا إلهيا وليست غيرة أو تقوى حقا، كما قد تصوّر لكم عقولكم ـ (المليئة هي نفسها بالغضب وبالألم، ومن ثم تقومون بـ"إسقاط" ذلك كله على الله وتعيدون خلقه أيضا على صورتكم كما خلقكم هو على صورته!) ـ بل انتبهوا فهذا قد يأخذنا بالأحرى دون أن ندري إلى أدنى مستويات الانحطاط والدناءة والوقاحة!
لا هنا بئا محتاجه اقراء تانى علشان استوعب -- انت عارف الى فيها

.
الغضب في اللغة هو: «غليان دم القلب طلبا لدفع الأذى عند خشية وقوعه، أو طلبا للانتقام ممن حصل منه الأذى بعد وقوعه»!

هو ده ربنا اللي انتي تعرفيه؟ إله بتغلي الدماء في عروقه أو في قلبه؟ هو ده اللاهوت المسيحي؟!! إزاي مش قادرة تشوفي التجديف؟!!

طب يسوع لما غضب و قلب موائد الباعه دا مكنش غضب--
و على كدا بئا كلام الانجيل كله تجديف و لا ايه ؟!

***
عموما اسمحي لي بالمناسبة السعيدة دي أعرّفك أولا على ربنا اللي بنتكلم عليه (من خلال بعض المعلومات البسيطة):


الآن، وقد حار العقل وتاه صعودا كما حار وتاه هبوطا ـ أمام فقط "بعض" ما خلق الله ـ هل تأتينا الست حبو اليوم لتعلن من مطبخ بيتها العامر بمدينة القاهرة أن الوجود أو القوة المطلقة التي تقف وراء هذا كله: "تغـضــب"؟!
icon10.gif

وما سبب الغضب؟!

ما يفعله سكان "ذرة من تراب" اسمها الأرض؟!!

ولسه بتقولي مش شايفة تجديف؟!!
icon10.gif
-- مناسبه سعيده اه ههههههههه
بص يا غالى -- هكذب لو قولت انى شايفه تجديف!
لانى استخدم نفس المسطلحات الى مستخدمه فى الكتاب--
الكتاب الى بيخاطب البشر حد قدرتهم --زى ما شرحت لى قبل كدا-
مممممم بس اعتقد كدا بدائت افهم--


 

خادم البتول

عضو نشيط
عضو نشيط
إنضم
13 أبريل 2012
المشاركات
1,168
مستوى التفاعل
1,172
النقاط
113
الإقامة
عابـــر سبيــــل

لا الى انت قايله فوق دا حجات مرتبطه بالجسد !
لما الرب كان فى الجسد كان بياكل و بيشرب و بينام ايوا! و لا انا فاهما غلط؟


أنا لا أتحدث على "الإله المتجسد" أنا أتحدث عن اللاهوت يا حبو. اللاهوت ذاته! اللاهوت الأزلي المطلق!

هذا اللاهوت لا يغضب أبدا، وحتى لا يفرح أيضا كما قال القديس أنطونيوس. هذا اللاهوت فوق "كل" المشاعر التي نعرفها وفوق حتى "كل" الأفكار التي نفكرها. هذا اللاهوت فوق العقل البشري تماما وكليا.

أما "الإله المتجسد" فيغضب ببساطة لأنه "متجسد"! كما أن جسده بشري، فكذلك غضبه ـ وكل مشاعره ـ بشرية!

بعبارة أخرى: "مفهوم" المشاعر نفسه يا حبو ـ من الأساس، من حيث المبدأ ـ لا ينصرف على اللاهوت أصلا! ربنا معندوش "نفسية" بتتأثر كده زي الإنسان بأي مثير خارجي! معندوش "مزاج" كده زي البشر ممكن يتعكر على الصبح بسبب أي شيء ـ حاشا ثم حاشا!

(من ناحية أخرى لا يصح طبعا أن نفصل بين اللاهوت والناسوت في شخص الكلمة المتجسد، لكن هذه "مفارقة" أو "سر" لا يمكن فهمه عقلا، بل فقط عبر خبرة روحية عميقة ومباشرة تزول فيها أولا جميع التناقضات العقلية، فعندئذ فقط ندرك كيف أن الإلهي في السيد المسيح هو هو نفسه البشري أيضا، في وحدة واحدة لا تتجزأ، وتلك بالطبع قضية أخرى).

********************

ايوا يا غالى ما انا اقصد كدا انه ضابط كل شىء -- الى بيبقى ضابط كل شىء مش بيسيب الدنيا تسيب وتخرب و بعدين ينزل بدوريه إباده-لا- هو بقوانينه الى واضعها وضبطه للكون كله بيمشى حسب ضبطه فبالتالى حسب شرور البشر بيسمح هو -بلاش بيسمح هو علشان بتزعلك- او بمعنى تانى بيحصل الى هو سبق و كان ضبطه و سامح بيه-

لا يا صديقتي. أقري تاني اللي قاله القديس أنطونيوس عشان تفهمي النقطة دي كويس. شرور البشر لا "تزعج" ربنا حتى مجرد إزعاج! الله سبحانه ثابت دائما مطلقا، لا يتغير أبدا، «ليس عنده تغيير ولا ظل دوران»!

لذلك:
«إننا إذا قلنا إن الله هو الذي يتحول بعيداً عن الأشرار نكون كمن يقول إن الشمس هي التي تحجب نورها عن الشخص الأعمي!».
مش ده اللي أرسلته بالفعل؟ يبقا ليه بقا سمح ولم يسمح؟ ليه متوّهة نفسك ومعقدة الموضوع؟! الإنسان ببساطة هو اللي بيختار بإرادته الظلمة (والنتيجة إنه بيتألم حتى في قلب الراحة) أو بالعكس بيختار النـور (والنتيجة إنه بيطمئن ويتعزى وحتى بيفرح ولو في قلب الشدة)!

من هنا يبدو ـ "يبـدو" ـ كما لو أن الله نفسه هو اللي بيتغير: يفرح بهذا ويغضب لذاك! بينما الله في الحقيقة أبدا لا يتغير (ولا يفرح ولا يغضب ولا تنصرف عليه عموما أيّا من هذه المشاعر البشرية)!

********************

وعلى كدا بئا كلام الانجيل كله تجديف و لا ايه ؟!

حاشا، مين اللي قال؟! مفيش في الإنجيل كله أي تجديف مطلقا!

إنما فيه أفكار معينة لو أخذناها بمعزل عن باقي الإنجيل ممكن نقع في التجديف. لذلك المفروض مش أي حد فينا يفسر ومش أي حد يدخل ياخد ظاهر الآيات من جزء معين ويتكلم بيها بغض النظر عن قواعد التفسير أو علم اللاهوت عموما.

الكتاب اللي بيقول إن ربنا بيغضب ويفرح ويحزن «فحزن الرب أنه عمل الإنسان في الأرض وتأسف في قلبه» هو نفسه الكتاب اللي أيضا بيقول «ليس عنده تغيير ولا ظل دوران»، بالتالي ما ينفعش يغضب ويرضى أو يفرح ويحزن! كما إنه هو نفسه أيضا الكتاب اللي بيقول ـ كقاعدة عامة ـ «أفكاري ليست أفكاركم ولا طرقكم طرقي... كما علت السماوات عن الأرض هكذا علت طرقي عن طرقكم وأفكاري عن أفكاركم».

أذاً لا نأخذ آية دون الباقي، وإذا أخذنا الكل فلابد من دراسة كيف ينتظم هذا الكل معا، وإلا واجهتنا تناقضات عديدة بالكتاب!


وهنا القاعدة تقول ببساطة: «كل صفة تستحيل حقيقتها على الله تُفسر بلازمها»!

بالتالي الغضب: صفة تستحيل حقيقتها على الله، لأن الغضب هو غليان الدم كما ذكرنا، بالتالي في كل مرة نقرأ عن "الغضب" في الكتاب لابد أن يكون التفسير بـ"لازم" الغضب، أي ما يقع بسبب هذا الغضب على الإنسان من عذابات وشدائد!

كذلك حتى صفة المحبة: تُفسر أيضا بلازمها، أي ما يشمل المحبوب من إكرام الله وإرضائه له!


ونقرأ نصا في علم اللاهوت:
«أما ما يُنسب إليه تعالى من صفات البشر كالفرح والحزن والمحبة والبغضة والرضا والغضب، فلا يمكن أن تكون حقيقية لأنها نقائص غير لائقة في حق الجلال الإلهي، وإنما هي أمور مجازية عبر بها الكتاب باصطلاحات بشرية ليستدل بواسطتها على ما وصلت إليه حالة الإنسان من خير وشر، أو تقدم في الفضيلة وانحطاط في الرذيلة»!
(علم اللاهوت ـ المجلد الأول ـ القمص ميخائيل مينا مدير الإكليركية بحلوان )
أي أن الكلام في الحقيقة عن الإنسان أصلا و"حالة الإنسان"، ليس أبدا عن "حالة الإله"، بالضبط كما شرح القديس أنطونيوس!

********************

بص يا غالى -- هكذب لو قولت انى شايفه تجديف!
لانى استخدم نفس المسطلحات الى مستخدمه فى الكتاب--
الكتاب الى بيخاطب البشر حد قدرتهم --زى ما شرحت لى قبل كدا-
مممممم بس اعتقد كدا بدائت افهم--


أيوه طبعا، وهو ده الفرق بين الكتاب وبين علم اللاهوت. الكتاب للجميع ولكن علم اللاهوت لقلة قليلة. لذلك حتى اليوم نستخدم هذه التعبيرات في مجال الوعظ مثلا كما ذكرت سابقا.

من ناحية أخرى: نفس هذه التعبيرات ـ مع تغيّر الزمن وتطور الوعي وارتقاء المتلقي الذي نقدم له الوعظ من حيث مستوى تعليمه وثقافته وذكائه إلخ ـ نفس هذه التعبيرات قد تبعد بالعكس الكثيرين عن هذا الإيمان، بل قد يلحد البعض بسببها كليا!

من هنا فحتى الواعظ يجب أن يكون حكيما فَطِنا ويجب أن يفهم أولا جمهوره جيدا قبل أن يفتح فمه بكلمة واحدة! ما يناسب جمهورا من العامة أو الفلاحين في قرية بأقصى الصعيد ليس هو أبدا ما يناسب شبابا جامعيا يبحث على الشبكة عن تفسير لكورونا مثلا!

فهل نقول لهؤلاء إن "الله غاضب"؟!

متى إذاً نخبرهم بشروح اللاهوت وكنوز الآباء وكل هذه الروائع الكامنة بالفعل في التراث المسيحي الباهر؟!

***

عموما نكتفي بهذا القدر. أعتقد أن الصورة واضحة تماما يا صديقتي. أعيدي فقط القراءة جيدا وسوف يتبين لك المقصود وتتضح المعاني كلها بمشيئة الرب. وفي الختام أشكرك بالطبع على هذا الحوار الشيق كالعادة. :)


 

خادم البتول

عضو نشيط
عضو نشيط
إنضم
13 أبريل 2012
المشاركات
1,168
مستوى التفاعل
1,172
النقاط
113
الإقامة
عابـــر سبيــــل

أعتقد أنني أفهم ما ترفضين، أفهم ما تقاومين ولا تقبلين ـ على الأقل نفسيا ـ يا حبو. أعتقد أن مشكلتك هي نزع كل هذه المشاعر وكل هذه العلاقة الشخصية التي تربطك بالرب. أنتِ ترينه ـ وتريدينه ـ إلها قريبا مُحبا ودودا راعيا، بينما رسائلي ـ أو حتى "علم اللاهوت" هذا عموما
icon10.gif
ـ يجعل منه بالعكس إلها بعيدا مجردا ثابتا محايدا.

إذا كانت هذه هي المشكلة حقا فلا بأس. ضعي اللاهوت جانبا. كنا نحاول عبر كل هذا فقط إجابة سؤال واحد، يتعلق بكورونا أو بأي وباء عموما. هذا هو ما جعلنا نفتح هذا الباب ابتداء، فقط كي نتجنب أية إساءة في تفسير الواقع أو تحميل الأمر بما لا يحتمل، خاصة في وقت مضطرب نحتاج فيه أكثر ما نحتاج إلى وضوح الرؤية وسلامة التفسير.


أما العلاقة الشعورية فلا مساس بها أبدا. بالعكس هذا ـ من حيث الممارسة ـ هو الطريق المسيحي الأصيل. الفرق فقط هو أنها ليست علاقة شخصية بالمعنى الذي تظنين، بين امرأة هنا على الأرض وإله يحبها ويرعاها من السماء. المحبة بالأحرى هي محبة "الوحدة" بين المسيح وكنيسته، لا بينكِ شخصيا وبينه، بل بينه وبين الجميع من خلالك. بينه ـ فيـكِ ـ وبين كل شخص من حولك. لأن المسيح إذا كان حقا فينا فنحن نراه تلقائيا في كل مَن حولنا أيضا، دون حتى أن يكون لنا نحن شخصيا أي حضور! ولأننا نراه فيهم فنحن عندئذ نحقق قوله دون إبطاء أو حتى تفكير: جعت فأطعمتموني، عطشت فسقيتموني، كنت غريبا فآويتموني، عريانا فكسوتموني...

فهذه هي محبة المسيح حقا، ليس لكِ فيها أنتِ شخصيا أي نصيب، ومع ذلك فمنك شخصيا تنبع كل هذه المحبة ومن قلبك الصغير تفيض نحوالجميع أنهارا! :)


إذا تحققت هذه "المفارقة" فلا عليكِ عندئذ حقا بعلم اللاهوت (بل ارمي عندئذ كل الكتب التي لديك عموما فلا حاجة لك بها أبدا مرة أخرى)!
icon10.gif



 
أعلى