أخوتي واخواتي في المسيح ....
هذه قصة وجدتها في أحد المواقع وأعجبتني فهي رغم بساطتها وطرافتها أحياناً فهي تحوي عبرة و حكمة مهمة جداً لحياتنا ....
........................
طالما أحبَ رشيد إسعاد الآخرين ... بل بالأحرى عاش رشيد من اجل إسعاد الآخرين.
إن لم يكن الآخرون سعداء , لم يكون رشيد سعيدًا. لذا ابتدأ نهاره في كل صباح عازماً على إسعادهم ، لكن هذه ليست بالمهمة السهلة إذ أن ما يسعد أحدهم قد يغضب الآخر!
عاش رشيد في مدينة يلبسُ كل سكانها معاطف ! .
لم ينزع الناس معاطفهم ولو ليوم واحد . لم يسأل رشيد " لماذا؟"
لكنه سأل دوما ً : "أي معطف يجب أن أرتدي؟"
كانت والدة رشيد تحب اللون الأزرق... لذا لبس رشيد معطفاً أزرق لإسعادها . فكلما رأته مرتدياً الأزرق قالت بلهفة : " رائع يا رشيد! كم أحب أن ترتدي الأزرق!".
لذلك ارتدى رشيد معطفه الأزرق دائماً ... وبما أنه لم يغادر منزلهما قط ، ولم يرَ أحداً سوى والدته عاش رشيد سعيداً لأنه نجح في إسعادها .. وطالما سمعها تكرر قائلة: "رائع يا رشيد."
كبر رشيد وأصبح شاباً وحصل على وظيفة... وفي اليوم الأول من وظيفته الأولى نهض رشيد باكراً وارتدى افضل معاطفه الزرقاء وخرج إلى الشارع متوجها إلى عمله..
لكن شاءت الظروف أن الحشود في الشارع لم تحب اللون الأزرق .. بل أحبوا اللون الأخضر ... كان الجميع في الشارع يلبسون معاطف خضراء.... وفيما كان رشيد ماراً في وسطهم نظر الجميع إلى معطفه الأزرق وقالوا: " مقرف! " .
"مقرف!" يا لها من كلمة صعب على رشيد سماعها... لقد شعر رشيد بالذنب إذ جعل الآخرين يتفوهون بكلمة كهذه ... كان يحب أن يسمع كلمة "رائع"... كان يكره سماع كلمة "مقرف".
حين رأى الآخرون معطف رشيد الأزرق وقالوا "مقرف", أسرع رشيد إلى أقرب محل لبيع الملابس واشترى معطفا اخضر... فلبس المعطف الأخضر فوق معطفه الأزرق وعاد إلى الشارع...
"رائع" هكذا صرخ الناس كلما مر بأحدهم... وقد فرح رشيد لأنه نجح في إسعاد الآخرين.
وصل رشيد إلى مركز عمله ودخل مكتب مديره مرتدياً معطفه الأخضر.... لكن "مقرف!" قال المدير.
أسرع رشيد ليخلع المعطف الأخضر مظهراً معطفه الأزرق وقال: "آسف سيدي.. لا بد انك مثل والدتي."
"مقرف! ... مقرف!" هكذا أجاب المدير.. ثم نهض من مقعده متجها نحو الخزانة وأخرج منها معطفا أصفراً ... ثم قال: "نحن نحب اللون الأصفر ."
"ليكن بحسب قولك يا حضرة المدير": قال رشيد وقد شعر بالراحة إذ أدرك أنه يستطيع إسعاد مديره... فلبس المعطف الأصفر فوق المعطف الأخضر الذي كان بدوره فوق المعطف الأزرق.. وهكذا ابتدأ رشيد عمله.
عند انتهاء دوام العمل , نهض رشيد استعدادا للعودة إلى المنزل... فاستبدل المعطف الأصفر بالأخضر وخرج إلى الشارع ... وقبل دخوله إلى المنزل , ارتدى المعطف الأزرق فوق الأخضر و الأصفر.
أدرك رشيد أن الحياة بثلاثة معاطف صعبة للغاية مما يجعل حركته بطيئة ويشعره بالحر الشديد.... كما أن ياقة أحد المعاطف من تحت كانت أحياناً تظهر فوق المعطف الذي يرتديه من فوق مما قد يلفت انتباه أحدهم , لكن رشيد كان نبيهاً إذ أسرع بإدخال ياقته قبل أن يسمع كلمة "مقرف".
في أحد الأيام نسي رشيد أن يبدل معطفه قبل دخوله المنزل فما إن رأته والدته في معطفه الأخضر تبدلت ملامحها وبان عليها الشعور بالقرف وفتحت فمها لتقول : "مق...!"
لكن رشيد أسرع و بدل معطفه باليد الأخرى .. فما إن انتهى حتى هتفت: "رائع!"
مع مرور الأيام ابتدأ رشيد في اكتشاف موهبته الجديدة.. فهو يستطيع تغيير ألوان معاطفه بسهولة تامة! فمع الممارسة بات ماهراً في تبديل معطف بآخر في ظرف ثوان قليلة.. فبإمكانه أن يظهر في أي لون في أي وقت ليسعد الطرف الآخر.
هذه المهارة في التبديل السريع للمعاطف ساعدته في الترقي إلى مناصب عالية... فقد أحبه الجميع لأنهم ظنوا أنه مثلهم.. وبعد فترة تم انتخابه عمدة لمدينته.
كان خطابه الأول باهراً... فأولئك الذين أحبوا الأخضر ظنوا انه يلبس الأخضر... وأولئك الذين احبوا الأصفر ظنوا انه يلبس الأصفر.... أما والدته فكانت واثقة من ارتدائه الأزرق .. كان هو الوحيد الذي أدرك انه يغير ألوانه باستمرار.
لم يكن الأمر سهلا لكنه يستحق كل هذه المجهودات لأنه في النهاية كان يسمع الجميع يهتفون له : "رائع!"
هذه قصة وجدتها في أحد المواقع وأعجبتني فهي رغم بساطتها وطرافتها أحياناً فهي تحوي عبرة و حكمة مهمة جداً لحياتنا ....
........................
طالما أحبَ رشيد إسعاد الآخرين ... بل بالأحرى عاش رشيد من اجل إسعاد الآخرين.
إن لم يكن الآخرون سعداء , لم يكون رشيد سعيدًا. لذا ابتدأ نهاره في كل صباح عازماً على إسعادهم ، لكن هذه ليست بالمهمة السهلة إذ أن ما يسعد أحدهم قد يغضب الآخر!
عاش رشيد في مدينة يلبسُ كل سكانها معاطف ! .
لم ينزع الناس معاطفهم ولو ليوم واحد . لم يسأل رشيد " لماذا؟"
لكنه سأل دوما ً : "أي معطف يجب أن أرتدي؟"
كانت والدة رشيد تحب اللون الأزرق... لذا لبس رشيد معطفاً أزرق لإسعادها . فكلما رأته مرتدياً الأزرق قالت بلهفة : " رائع يا رشيد! كم أحب أن ترتدي الأزرق!".
لذلك ارتدى رشيد معطفه الأزرق دائماً ... وبما أنه لم يغادر منزلهما قط ، ولم يرَ أحداً سوى والدته عاش رشيد سعيداً لأنه نجح في إسعادها .. وطالما سمعها تكرر قائلة: "رائع يا رشيد."
كبر رشيد وأصبح شاباً وحصل على وظيفة... وفي اليوم الأول من وظيفته الأولى نهض رشيد باكراً وارتدى افضل معاطفه الزرقاء وخرج إلى الشارع متوجها إلى عمله..
لكن شاءت الظروف أن الحشود في الشارع لم تحب اللون الأزرق .. بل أحبوا اللون الأخضر ... كان الجميع في الشارع يلبسون معاطف خضراء.... وفيما كان رشيد ماراً في وسطهم نظر الجميع إلى معطفه الأزرق وقالوا: " مقرف! " .
"مقرف!" يا لها من كلمة صعب على رشيد سماعها... لقد شعر رشيد بالذنب إذ جعل الآخرين يتفوهون بكلمة كهذه ... كان يحب أن يسمع كلمة "رائع"... كان يكره سماع كلمة "مقرف".
حين رأى الآخرون معطف رشيد الأزرق وقالوا "مقرف", أسرع رشيد إلى أقرب محل لبيع الملابس واشترى معطفا اخضر... فلبس المعطف الأخضر فوق معطفه الأزرق وعاد إلى الشارع...
"رائع" هكذا صرخ الناس كلما مر بأحدهم... وقد فرح رشيد لأنه نجح في إسعاد الآخرين.
وصل رشيد إلى مركز عمله ودخل مكتب مديره مرتدياً معطفه الأخضر.... لكن "مقرف!" قال المدير.
أسرع رشيد ليخلع المعطف الأخضر مظهراً معطفه الأزرق وقال: "آسف سيدي.. لا بد انك مثل والدتي."
"مقرف! ... مقرف!" هكذا أجاب المدير.. ثم نهض من مقعده متجها نحو الخزانة وأخرج منها معطفا أصفراً ... ثم قال: "نحن نحب اللون الأصفر ."
"ليكن بحسب قولك يا حضرة المدير": قال رشيد وقد شعر بالراحة إذ أدرك أنه يستطيع إسعاد مديره... فلبس المعطف الأصفر فوق المعطف الأخضر الذي كان بدوره فوق المعطف الأزرق.. وهكذا ابتدأ رشيد عمله.
عند انتهاء دوام العمل , نهض رشيد استعدادا للعودة إلى المنزل... فاستبدل المعطف الأصفر بالأخضر وخرج إلى الشارع ... وقبل دخوله إلى المنزل , ارتدى المعطف الأزرق فوق الأخضر و الأصفر.
أدرك رشيد أن الحياة بثلاثة معاطف صعبة للغاية مما يجعل حركته بطيئة ويشعره بالحر الشديد.... كما أن ياقة أحد المعاطف من تحت كانت أحياناً تظهر فوق المعطف الذي يرتديه من فوق مما قد يلفت انتباه أحدهم , لكن رشيد كان نبيهاً إذ أسرع بإدخال ياقته قبل أن يسمع كلمة "مقرف".
في أحد الأيام نسي رشيد أن يبدل معطفه قبل دخوله المنزل فما إن رأته والدته في معطفه الأخضر تبدلت ملامحها وبان عليها الشعور بالقرف وفتحت فمها لتقول : "مق...!"
لكن رشيد أسرع و بدل معطفه باليد الأخرى .. فما إن انتهى حتى هتفت: "رائع!"
مع مرور الأيام ابتدأ رشيد في اكتشاف موهبته الجديدة.. فهو يستطيع تغيير ألوان معاطفه بسهولة تامة! فمع الممارسة بات ماهراً في تبديل معطف بآخر في ظرف ثوان قليلة.. فبإمكانه أن يظهر في أي لون في أي وقت ليسعد الطرف الآخر.
هذه المهارة في التبديل السريع للمعاطف ساعدته في الترقي إلى مناصب عالية... فقد أحبه الجميع لأنهم ظنوا أنه مثلهم.. وبعد فترة تم انتخابه عمدة لمدينته.
كان خطابه الأول باهراً... فأولئك الذين أحبوا الأخضر ظنوا انه يلبس الأخضر... وأولئك الذين احبوا الأصفر ظنوا انه يلبس الأصفر.... أما والدته فكانت واثقة من ارتدائه الأزرق .. كان هو الوحيد الذي أدرك انه يغير ألوانه باستمرار.
لم يكن الأمر سهلا لكنه يستحق كل هذه المجهودات لأنه في النهاية كان يسمع الجميع يهتفون له : "رائع!"