هل الكتاب المقدس والإنجيل كلام الله؟
كون الكتاب المقدس كلام الرب ام لا هو سؤال مهم جداً على كل مسيحي وعلى كل باحث عن الحق سواء كان مسلم ام ملحد ام من ديانة آخرى.
الكتاب المقدس هو أكثر كتاب ديني فيه أدلة داخلية وخارجية تثبت مصدره الإلهي وأنه كلام الرب. راجع الموضوع التالي الذي نطرح فيه الأدلة على إستحالة تحريف الكتاب المقدس هل الكتاب المقدس والإنجيل محرف؟ أسهل 10 براهين لاثبات إستحالة التحريف!
في هذا الموضوع سأطرح أقوى عشر أدلة تثبت ان الكتاب المقدس والإنجيل هو كلام الرب بطريقة تفوق أي كتاب آخر.
- الدليل الأول: الكتاب المقدس يعلن أنه كلام الرب
الكتاب المقدس يُعلن إنه كلمة الرب الإله وأنه مكتوب بواسطة الوحي المقدس على يد الأنبياء والرسل الأوفياء. للذكر لا الحصر نذكر نص من رسالة تيموثاوس الثانية (3 : 16) كُلُّ الْكِتَابِ هُوَ مُوحىً بِهِ مِنَ اللهِ، وَنَافِعٌ لِلتَّعْلِيمِ وَالتَّوْبِيخِ، لِلتَّقْوِيمِ وَالتَّأْدِيبِ الَّذِي فِي الْبِرِّ،
ونص آخر من رسالة بطرس الثانية (1: 20 - 21) 20. عَالِمِينَ هَذَا أَوَّلاً: أَنَّ كُلَّ نُبُوَّةِ الْكِتَابِ لَيْسَتْ مِنْ تَفْسِيرٍ خَاصٍّ، 21. لأَنَّهُ لَمْ تَأْتِ نُبُوَّةٌ قَطُّ بِمَشِيئَةِ إِنْسَانٍ، بَلْ تَكَلَّمَ أُنَاسُ اللَّهِ الْقِدِّيسُونَ مَسُوقِينَ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ.
- الدليل الثاني: وحدة الكتاب المقدس
الكتاب المقدس كتاب فريد من نوعه ويختلف عن أي كتاب آخر. الكتاب المقدس هو رسالة الله للبشرية وتمت كتابته بصورة متواصلة على مدة 1500 سنة منقسمة لحقبتين (العهد القديم من 1400 الى 500 قبل الميلاد و العهد الجديد من بين سنة 50 الى 90 بعد الميلاد) على يد 40 نبي ورسول أوحى لهم الرب ان يدونوا كلمته.
بالرغم من كثرة الكتبة وطول فترة كتابة الكتاب المقدس الان رسالته واحدة واضحة وغير متناقضة يصعب لبشر غير موحى لهم ان يتفقوا على كتابة هذه الرسالة. التفسير المنطقي الوحيد هو كون المصدر إلهي واحد بغض النظر عن إختلاف الأنبياء والفترة الزمنية الطويلة التي كُتبت فيها أسفار.
- الدليل الثالث: شريعة وأخلاقيات الكتاب المقدس
الكتاب المقدس يُقدم شرائع وقواعد أخلاقية واضحة على يد جميع الأنبياء والرسل الذي كتبوا بواسطة الوحي. هذه الشرائع والأخلاقيات هي ذو مستوى عالي وسامي تفوق أي شرائع وأخلاقيات البشر وبالتالي من غير الممكن أن يكون مصدرها بشري بل يُحتم ان يكون المصدر إلهي نظراً لسمو هذه التعاليم والشرائع والقواعد الأخلاقية. فمثلاً يُقدم الكتاب المقدس شريعة محبة الأعداء التي تُعتبر نهضة أخلاقية نشرها السيد المسيح لا يمكن ان يكون مصدرها بشري بسبب طبيعتنا الساقطة المائلة للخطيئة. شريعة وأخلاقيات الكتاب المقدس تفوق في سموها أي كتاب ديني آخر. - الدليل الرابع: إتمام نبؤات الكتاب المقدس
الكتاب المقدس هو موحى به من الرب وفيه ما يقارب ال 2000 نبوءة في عهديه القديم (1300 نبوءة) والجديد (600 نبوءة) فيها العدد الأكبر تحقق بالفعل بطريقة مطابق للنبوءة وبطريقة تصادق على وحي الكتاب المقدس ومصداقية مصدره الالهي.
الكتاب المقدس ينفرد عن أي كتاب آخر بذكر نبؤات بتفاصيل دقيقة جداً تفوق أي نبؤة أخرى. للذكر لا الحصر نذكر نص من سفر حزقيال (26) يذكر فيه تفاصيل عن هدم مدينة صور وهذه النبؤة تحقق عندما دخل الإسكندر الأكبر الى مدينة ودمرها بصورة مطابق للنبوءة. نفس الشئ نراه في شخصية المسيح اذ فيه تحققت اكثر من 300 نبؤة في المسيح مثل العذراء تحبل وتلد أبناً (إشعياء 7 : 14) والمسيح يُلد في بيت لحم (ميخا 5 : 2) وغيرها المئات. - الدليل الخامس: معجزات الكتاب المقدس
الكتاب المقدس هو الكتاب الوحيد الذي فاق فيه عن أي كتاب آخر بعدد وهول المعجزات التي قام بها الرب على أيدي أنبيائه ورسله. الكتاب المقدس فيه أكثر من 100 معجزة تمت على يد أكثر من نبي ورسول في العهد القديم والمعجزات العظيمة التي فعلها المسيح وتلاميذه. للذكر لا الحصر نذكر معجزة شق البحر الأحمر على يد النبي موسى (الخروج 14) ونجاة النبي دانيل من جب الأسود (دانيال 6) وشفاء الأعمى على يد المسيح (مرقس 8) - الدليل السادس: شهادة التاريخ وعلم الأثار
جميع الشخصيات والأماكن الجعرافية والشعوب والعادات والأحداث التاريخية التي ذكرها الكتاب هي صحيحة تماما وتم أثباتها تاريخيا. أضافة الى ذلك فأن علم الحفريات وصل الى معلومات دقيقة جداً مثل الحيثيين الذي ذكرها الكتاب المقدس ولم تكن معروفة في التاريخ قبل إكتشاف الحفريات الخاصة بهذا الشعب. كل هذه أدلة تدعم إن ما مذكور في الكتاب المقدس هو مدعوم بأدلة تاريخية خارجية يمكن فحص صحته من خلالها.
أضافة الى شهادة المؤرخين مثل يوسيفوس تاكيتوس المعاصرين لزمن المسيح، كلهم صادقوا على أحداث كثيرة حدثت في العهد الجديد بصورة تؤكد وحي العهد الجديد. - الدليل السابع: شهادة العلم
الكتاب المقدس كتاب روحاني الغرض منه خلاص البشرية من الخطيئة، لكن مع ذلك في الكتاب المقدس ذكر لبعض الحقائق العلمية الصحيحة الغير معروفة في ذلك الوقت (للذكر لا الحصر كروية الارض في أشعياء 40 : 22 وثبوت الأرض بقوة الجاذبية في أيوب 26 : 7 الخ).
شهادة العلم تثبت أن المصدر ليس بشري بل إلهي لعدم توفر هذه المعلومات العلمية في الوقت الذي كُتب فيه الكتاب المقدس وتم إكتشافها في وقت لاحق. - الدليل الثامن: شهادة السيد المسيح
السيد المسيح بنفسه أقتبس وقرأ وعلم من اسفار العهد القديم معترفاً بسلطة والوهية مصدر وحي الكتاب المقدس. فمثلاً السيد المسيح يقتبس في إنجيل مرقس (7 : 13) من شريعة موسى ويصفها بأنها كلام الرب. المسيح أعترف بسلطة ووحي العهد القديم وصادق على أن أسفار العهد القديم هي مصدرها الهي وهي مُكملة للرسالة التي أتى بها المسيح بنفسه. - الدليل التاسع: التغيير الروحي
الكتاب المقدس هو أقوى كتاب روحي له تأثير فوق الطبيعي على حياة الأشخاص الذين يؤمنون برسالته. فنرى تغيير شامل فوق الطبيعي لكل شخص يؤمن تشهد به توفاصيل حياة المؤمن التي تتغير. فنرى تغيير في حياة القداسة وفي القوة الإلهية التي هي فوق الطبيعة التي تعطي القوة للمؤمن النصرة على الخطيئة وعلى سيطرة الخطيئة على حياة الأنسان قبل الأيمان. - الدليل العاشر: التفاصيل المحرجة لكاتبي الأسفار
الكتاب المقدس هو الكتاب الوحيد الذي يصف الحقيقة الكاملة بل ويصفها في السيد المسيح . ليس ذلك فقط لكنه يذكر تفاصيل محرجة لكاتبي الأسفار لا يمكن أن يذكرها شخص يريد تأليف كتاب بصورة بشرية لغرض ومنفع شخصي. فمثلاً نرى ان تلاميذ المسيح خافوا وهربوا ونكروا معرفتهم عند صلب المسيح. هذه المعلومة هي محرجة لتلاميذ المسيح ولا يمكن ذكرها ان لم تكن صحيحة وان لم يكن مصدر الوحي إلهي وليس بشري.
الخلاصة هي ان بين أيدينا العديد من الأدلة التي تشير وبقوة الى ان الكتاب المقدس هو كلام الرب بصورة تفوق مقارنة أي كتاب آخر يدعي إنه كتاب إلهي.
أصلي أن يكون هذا التلخيص هو مصدر بركة ونعمة لكل قارئ.
سلام ونعمة
التعديل الأخير: