صلاواتي لأجلك يا أختي الغالية. ربنا يغسل عن قلبك أحزانه ويشمله بسلامه ورحمته ويعطيكي ويعطينا الصبر والقوة والحكمة أمام كل محنة. الموضوع غير حواري طبعا وبالتالي لا أمللك سوى ملاحظة عابرة:
تعبنا مش سببه اللي بيحصل أبدا يا أختي الطيبة. تعبنا سببه
مقاومتنا للي بيحصل.
رفضنا ليه.
تقييمنا احنا
وحكمنا عليه إنه "مش مفروض" يحصل أبدا والمفروض يحصل شيء تاني أفضل أو أجمل. هو ده سبب تعبنا الحقيقي: داحلنا مش خارجنا. مش اللي بيحصل وإنما
أفكارنا عن اللي بيحصل.
تفسيرنا الخاطئ لللي بيحصل. وليه خاطئ؟ لأن الحقيقة بالعكس تماما: إن كل اللي بيحصل هو دائما في غاية الكمال والروعة، هو
بالضبط اللي المفروض يحصل، هو
بالضبط اللي احنا محتاجين يحصل، وإلا ماكانش ربنا أبدا خلقه أو سمح لنا بخلقه. لكن لأننا مش عايشين أصلا في اللي بيحصل ـ عايشين بالأحرى في "
مقاومتنا" للي بيحصل و"
رفضنا" ليه وكل "
أفكارنا" وبالتالي "
مشاعرنا" السلبية عنه ـ النتيجة طبعا إننا بنعاني ونتألم وتتحول حياتنا إلى كابوس طويل!
كل المطلوب بالتالي هو "
القبول" يا أختي الغالية. علينا أن نقبل كل شيء. نقبل كل لحظة كما هي تماما، بدون مقاومة، بالعكس بكل محبة. حتى لو كانت لحظة مؤلمة: نقبل حتى ده نفسه. نقبل ببساطة حقيقة إننا بنتألم. بالتالي لا نقاوم، لأن خلاصنا ليس أبدا بالمقاومة ولكن
بالتسليم الكامل للمشيئة الإلهية في حياتنا. تسليم ليس أعمى ولكن مبني على الفهم: وهو إن هدف الحياة مش إنها تسعدنا وتراضينا وتحقق رغباتنا، ده بالأحرى هدف عقولنا وذواتنا وإنساننا العتيق. أما هدف الحياة فهو أن
نكبر ونتطور ونرتفع. لذلك قلنا كل اللي بيحصل هو
بالضبط اللي المفروض يحصل واللي احنا
محتاجين يحصل، وهو بالتالي دائما في غاية الكمال والروعة. كل خبرة بنعيشها مقصودة تماما وليست اعتباطا. وكل لحظة بلا استثناء ـ مهما كان الألم، أو بالأحرى التحدي ـ تم تصميمها بكل عناية ودقة لكي نتطور ونعلو ونسمو، لكي ننمو في
المحبة وفي
الحكمة والشجاعة والقوة والصبر والتعاطف والفهم والرحمة!
صلاواتي لأجلك.
_______________________
ملاحظة بمناسبة "فهم اللي بيحصل": هل احنا فهمنا الأرض نفسها أولا حتى نفهم السماء؟ يعني إذا كانت كورونا مثلا ـ مثلا ـ هي البديل فعلا عن حرب عالمية ثالثة كما يرى البعض، ألا تكون كورونا في هذه الحالة ـ رغم كل ألامها وأحزانها ـ هي بالعكس من لطف الله ورحمته بنا؟