يوحنا (1: 35-40)
نلاحظ تلميذا يوحنا كيف تركا معلماهما عندما أشار المعمدان إلى يسوع المسيح قائلاً:
هذا هو حمل الله
ما لذي نلمسه من موقف يوحنا المعمذان؟
انه تواضع كلي وتمييز عميق إلى أن دوره قد انتهى، هيأ الطريق وأدى شهادة الحق لمن هو الطريق والحق والحياة.
أما التلميذان اتخذا موقف يدل على نضج روحي خالي من أي تعلق عاطفي بمعلميهما مركزين على الهدف من تعليمهم ألا وهو الالتقاء بالمسيح المنتظر، واثقين بشهادة معلميهما.
ينتبه يسوع وهما يتبعانه فيلتفت إليهما ويسألاهما : ماذا تريدان؟
ألا يعلم حقاً مبتغياهما!
إنما يعلم جيداً ماذا يريدان لكنه يريد أن ينقي دوافعهما وذلك من خلال مواجهتهم لأنفسهم.
هل نتبع المسيح حقاً لننال الخلاص ممجدين اسمه في كل مكان؟
أم نريد راحتنا ومصالحنا أو إثبات وجودنا؟
الغريب أن التلميذان يجيبان السؤال بسؤال (أين تقيم؟)، لأنهما لا يعرفان حقاً ما لذي يريدانه، لكن لهما رغبة صادقة في المغامرة والسعي حيث يقيم يسوع ليقتربا منه أكثر وأكثر.
أجاباهما يسوع جوابا حدياً وحاسماً وببالغ الحكمة قائلاً " تعالا وانظرا " وهذا يعني؛ أختبر ثم قرر بكامل وعيك وبحرية تامة هل تتبعني أم لا ؟
أترى أين يقيم؟
مكان إقامته ليس مكانا محدداً ليشير إليه، إن محل إقامته هو مطلق غير خاضع لمقاييس الزمان والمكان فهو الرب يسوع يقيم في حضن الله ألآب أمس واليوم وغداً.
نعم مكان إقامته يعني الدخول معه في علاقة منفردة ومتميزة، يعني حياة نعيشها معه وفيه وله، يعني اهتداء وولادة جديدة.
وهذه الولادة تتطلب البحث والمثابرة والتخلي للوصول إلى الإقامة معه.
هذا الوقت السعيد الذي يتوج باللقاء الأول مع يسوع له ذكرى عزيزة على القلب ومحفورة في الذاكرة، ولهذا يذكر الإنجيلي يوحنا " إنها كانت نحو الساعة الرابعة بعد الظهر ".
التلميذان هما اندراوس اخو بطرس، والآخر هو يوحنا الحبيب كاتب الإنجيل الرابع.
:_:_:_:_:_:_:_:_:_:_:
وأنت تعلم يسوعنا ما فينا وليس غيرك يداوينا