مين هو الانسان فى نظر الله ؟

Desert Rose

I have a dream
عضو مبارك
إنضم
10 نوفمبر 2010
المشاركات
8,448
مستوى التفاعل
1,987
النقاط
113


انا برضو بطلت اسأل او اعلق .. عشان تكتب و تقول رأيك و فى الاخر يتحذف ^_^ طيب ما اخليه لنفسى و اقصر ..


اعتقد ان الاستاذة desert rose بتفكر بصوت عالى و تربط كلام موجود فى دينكم بالحياة و تقول لنا هى استنتجت ايه .. و ده كويس .. استمرى

ليه ياجاكس يتحزف ليه بس ؟ وليه بطلت تسأل وتعلق ده مش حلو كده
احنا عايزين نسمع رأيك

انا فعلا بفكر بصوت عالى وهى فعلا عملية ربط بين ايمانى والحياة العملية
لكنها مش ادعاء انها اجابة على كل اسئلة الالم بتاعت الناس
ولو تلاحظ انا قولت كده فى الاخر انى بطلت الى حد كبيرالوم الله على كل كارثة بتحصل
يعنى لازالت بردو الاسئلة بتيجى فى دماغى من حين لاخر وانا مقدرش امنع الطيور انها تطير فوق راسى لكن اقدر امنعها انها تبنى عشها فى عقلى
وده اللى انا بحاول اعمله هنا , بدل ما كلنا الطيور تبنى عشها فى عقولنا ونعقد سلبيين وبسلبيتنا بنأذى نفسنا وغيرنا
طيب ما نفهم دورنا فى الحياة ونقوم نتحرك ونعمل حاجة
its better than nothing
 

خادم البتول

عضو نشيط
عضو نشيط
إنضم
13 أبريل 2012
المشاركات
1,079
مستوى التفاعل
1,056
النقاط
113
الإقامة
عابـــر سبيــــل
..............................
يمكن المشاركة تتحذف....يمكن اتحذف انا نفسي...


اخترت هذه المرة الرسالة دي للتعليق، مش بس لأهميتها وحساسيتها، ومش بس لأنها تنطوي على "مشكلة الشر" الشهيرة، وإنما كمان لأن صاحبها الجميل "جوني" من أقرب أحبائي في المنتدى. وأعترف بسر: جوني من القلائل اللي بيقدروا يضحكوني في صمتي، لما ألاقيه داخل شمال مع الإدارة نفسها، متمرد بطبعه، بيطالب بحرية لا أحد يملكها، مشاكس عنيد، وبوجه عام بيمثل "كابوس" لأي مشرف، أو بالأحرى أي "سلطة". يمكن كان زمان أكتر "تهور" من دلوقت.. كان بيعبر عن رأيه بدون تحفظ ويعارض أي "قيادة" بدون تردد، من أول المنتدى لحد "الكنيسة القبطية" ذاتها، وبالتالي كانوا يطردوه، ثم يرجع، وبعد شويه يطردوه تاني، ثم يرجع... أكتر واحد في جميع منتديات الشبكة شفته انطرد ورجع! في ليلة كنت باتكلم معاه قاللي: "أصل فيه مشرف هنا مستقصدني ـ حاططني في دماغه".. بعد لحظة ـ واحنا لسه بنتكلم ـ لقيت جوني فجأة سكت.. عملت إعادة تحميل للصفحة لقيت اسمه واخد شرطة وتحتها "مفصول لمخالفة قوانين المنتدى"! كنت مش مصدق عيني.. ده كان لسه "حالا" بيتكلم معايا! وطبعا وقعت ليلتها من الضحك! :smile01

بالتالي فوجئت لما رجعت لقيته لسه موجود وكمان مبارك.. وعموما من ملاحظتي سعيد بالنسخة الجديدة ليبرتوس.. أعتقد إنها أكثر نضج وعمق وحكمة (لكن طبعا يموت الزمار يا جوني :)... إنما حبيبي كله كوم والأستاذ عبود كوم.. أوعى تزعل الراجل ده بالذات.. فاهم؟) :)


....................
انما ان يضع انسان، رهينة لرغبات إنسان آخر....وﻻ يتدخل وﻻ يفعل شيئاً.....فدي في رأيي ليست احترام للإنسانية أبداً..

عندما يترك مئات الملايين من البشر يموتون من الجوع، ويتركهم لرحمة الآخرين....ان ارادوا ان يطعموهم او ﻻ....هذا ليس تقدير للانسان في رايي...وخصوصاً عندما يعدهم انهم افضل من عصافير كثيرة وﻻ تهتموا ماذا تأكلون وماذا تشربون..

الحقيقة انهم يموتون!
الحقيقة انه كان هناك عبودية (وﻻزال....مش انتي برضو متضايقة من الtrafficking ؟ )
والرب ﻻ يتدخل وﻻ يفعل شيئاً....ويتركهم رهينة....ربما يفعل احد الخدام شيئاً، وربما ﻻ
.........................



صديقي: هذه هي مشكلة الشر، لكنها "الرؤية" لا أكتر ولا أقل!

تعالى ناخد ظاهرة "الإنسان" على سبيل المثال: احنا بنقول القلب عضو.. الرئة عضو.. الكبد عضو.. صح؟ القلب نفسه جزء من "الجهاز الدوري".. الرئة جزء من "الجهاز التنفسي".. صح؟


لأ.. مش صح. خطأ. كل اللي فات ده خطأ، أو على الأقل غير دقيق. كل اللي فات ده هو فقط "الرؤية"، هو "المنظور" أو "الإطار" أو "النموذج" اللي احنا بنيناه بعقولنا، بس عشان نقدر ندرس ونفهم. لكن الحقيقة تختلف قليلا: كل دي مش "أعضاء" و"أجهزة" وإنما بالأحرى عمليات (Process) مستمرة، لا تنفصل لحظة عن بعضها ولا تسكن لحظة أو تتوقف عن الحركة. كل "عضو" من الأعضاء، بل كل "خلية"، كلها في حالة تفاعل مستمر مع "الكل". الفرق في الرؤية يمكن يبدو بسيط، لكن نتايجه كبيرة: الإنسان هنا هو بالأحرى مجموعة "أحداث" مفتوحة ومتغيرة، مش مجموعة "أعضاء" مستقلة وثابتة.. حاول تشوفه من المنظور ده وتفهمه بالفعل في حقيقته: إن الإنسان ـ أي إنسان ـ هو بالأحرى "عملية واحدة" مستمرة، "حدث شامل" مفتوح، و"حالة كليّة" من الحركة ومن البناء والهدم، وبعبارة أدق من التكوّن المستمر.


بالمثل هذا العالم: احنا مش "أفراد" بيعيشوا مقابل "أفراد" بيموتوا، "أفراد" بيتألموا مقابل "أفراد" بيفرحوا، وإنما جميعنا "كل واحد متصل" بينبض بحركة شاملة وبعملية لا تتوقف من البناء والهدم والتكون المستمر. بلايين الخلايا بتموت يوميا في الجسد، في كل "عضو" من الرأس إلى القدم، وزيها بيتولد، لكننا مش بنقف أبدا عند كل ده ومش بنبكي على أي خلية لما تموت أو نقيم لها العزاء، وبالجملة مش بنوصف أبدا قانون الحياة بعد ما فهمناه ـ مش بنوصف أبدا هذا الدفق الفياض والحراك المحموم ـ على أنه "شـــر"!


الشر إذن مفهوم إنساني، "رؤية عقلية"، وليس في مملكة الله كلها أي شر. لما يكلمنا الكتاب عن الشر فهو بالأحرى بيخاطب "وعينا" احنا وبيعلمنا حسب "عقولنا" احنا، وليس أبدا حسب "العقل الإلهي" اللي خلق كل شيء حسن. لذلك الشجرة لم تكن شجرة "الخير والشر" وإنما "معرفة الخير والشر": فالمعرفة بالشر، في العقل وليس في العالم، هي أساس كل الدراما الإنسانية. الألم إذن ـ الألم الوحيد في كل الوجود ـ هو فقط الانفصال عن الله وعن مملكة الله! الشر والخطية والجريمة والعذابات والآلام والجحيم نفسه هي كلها أعراض الانفصال عن مملكة الله! بل الموت نفسه ليس إلا الخروج من مملكة الله، لأنه هو ذاته الحياة "أنا هو الحياة"!


الشيطان نفسه مش قوة مضادة أو كيان مقابل لله، وإنما في الحقيقة هو فقط غياب القوة الإلهية عن الحضور في القلب. الشر مالوش وجود في ذاته، وإنما هو فقط الخروج عقليا من "النطاق" الإلهي. بالتالي "داخل مملكة الله": مفيش ألم أو شر أو موت. ليه السيد المسيح على الأرض عندما أراد أن يحيي الموتى كان بالأحرى "يراهم" نيام لا موتى؟ ليه كان ييوصفهم بالنوم؟ ليه؟ ببساطة لأنه ده هو "الفكر الإلهي"، وليس في "عقل الله" أو في "مملكة الله" أي موت! ابنة يايرس جاء أبوها نفسه يقول: "ابنتي الآن ماتت"، لكن رغم كده السيد بعد وصوله للبيت بيقول للباكين والنائحين: "لا تبكوا لم تمت، لكنها نائمة"، وهنا بالطبع: "ضحكوا عليه، عارفين أنها ماتت"! هكذا الفكر الإلهي اللامحدود حيث كل شيء مستطاع: "الصبية نائمة"، مقابل الفكر البشري المحدود والمغرور: "ضحكوا عليه، عارفين.."! بالمثل لما مات لعازر: يقول السيد له المجد: "لعازر حبيبنا قد نـــــام، لكني أذهب لأوقظه"، فهكذا كان العقل الإلهي المطلق، الذي لا يعرف الموت، ولكن مرة أخرى لم يفهمه العقل البشري المحدود: "فقال تلاميذه: يا سيد، إن كان قد نام فهو يشفى"، وهنا انتقل العقل الإلهي أخيرا ليخاطب العقل البشري حسب فكره وطاقته ولغته: "فقال لهم يسوع حينئذ علانية: لعازر مات"!

* * *

هل بتتألم لأجل الشر اللي في العالم؟ نعم، لأنك إنسان، ولأن عندك في العالم مهمة لابد من إنجازها: هي أن تداوي كل هؤلاء المرضي وتجبر كل هؤلاء المنكسرين وتعزي كل هؤلاء الحزانى، وده لا يكون أبدا إلا بـ"الله" اللي بيسكنك، بماء الحياة اللي بينبع داخلك، وبشعاع النور التي بيتلألأ في قلبك. وكده بس تتحقق مهمتك: تصير "معبر" بين السماء والأرض، تصير "قناة" خلالها تفيض رحمات الرب وبركاته إلى العالم، تصير بالتالي "إعلان" الله عن ذاته لكل خليقته، وهكذا بك يتمجد القدوس حقا وبك تشرق في القلوب شمسه!


أما لو سمحت ـ أنت لا الله ـ أن يستولي عليك الألم ده نفسه، إذا سمحت أن تتعذب أنت نفسك، إذا سمحت ألا "تفرح في الرب كل حين"، ألا "تبتهج نفسك" بالذي حررها، ألا "يمتلئ فاهك ضحكا ولسانك ترنما" ـ إذا سمحت بكده فأنت هنا المريض، أنت اللي بتحمل أعراض المرض، أنت نفسك لا العالم! وأنت نفسك اللي يكاد يسقط، اللي يكاد يعثر أو حتى يكفر، واللي يكاد ـ بالتالي ـ يفتح باب الشر، إن لم تكن فتحته فعلا بدون أن تشعر.. أنت نفسك لا الآخرين! ليه؟ لأن الله بالفعل حي داخلك، وأنت اللي بتقتله! لأنه الله بالفعل يسكن قلبك، وأنت اللي بتطرده! ولأنه في الأخير الكل يبطل وينتهي ـ هكذا تعلمنا ـ فلا يبقى إلا "الإيمان والرجاء والمحبة": جسورك الثلاثة إلى مملكة الله، واللي هي أصلا بالفعل داخلك! فإذا أحرقت أنت جسورك ـ عامدا، أو غافلا ـ فلا تسأل بعدها أين الله حقا، أو تتعجب لماذا ترك الله العالم!


............................ (يتبع)


 

خادم البتول

عضو نشيط
عضو نشيط
إنضم
13 أبريل 2012
المشاركات
1,079
مستوى التفاعل
1,056
النقاط
113
الإقامة
عابـــر سبيــــل
............................................

- بالنسبة للوحي.....وهذه ايضاً من اكبر "الاخطاء" (او خلينا نقول: الغاز)....ومن الاسباب المهمة التي تؤدي الى فقدان البعض إيمانهم....
لانه لم يعد باستطاعتنا تحديد ما هو الجزء الإلهي، وما هو البشري، الخاضع لحدود اللغة والتاريخ والثقافة عند كاتبها...
اي شيء غير تاريخي نقول انه ليس كتاب تاريخ والمهم الفكرة...اي شيء غير علمي نقول هو ليس كتاب علمي..(سفر التكوين مثلاً)




ليس مهما.. وإيه اللي يهمك؟؟؟ وهل توقف الوحي عند تلك اللحظة قبل ألفي عام؟ وهل استقال الروح القدس بعدها أو توقف عن العمل أو ترك الخدمة؟ كان هذا الكتاب ـ وما زال ـ يخاطب البشر حسب عقولهم ولغتهم وتاريخهم وثقافتهم، نعم، ولكن إياك أن تتصور أنت أنه بلغ بالفعل منتهاه أو استنفذ نفسه. بعض الآباء الأوائل كان يفسر هذا "التكوين" وكل قصة الخلق نفسها تفسيرا رمزيا لا حرفيا، وكان العلامة أوريجانوس ـ وهو العلامة ـ شهيرا بآرائه التي يخالف فيها الجميع، وكان القديس أوغسطينوس ـ وهو القديس ـ يخالف بعض ما استقر عليه السابقون جميعا، وكم من آباء وفقهاء عبر التاريخ اختلفوا فيما بينهم، بل كم من طوائف ومذاهب ـ حتى اليوم ـ وكم من "أفهام" و"مدارك"! ثم ماذا بعد؟ ما زال "الحرف يقتل" يا أخي الحبيب. أما السابحون في بحار الأنوار، الصاعدون في سماء الجمال والإشراق والمجد، الأنقياء الأصفياء الذين يطلبون ملكوت الله حقا لا يطلبون سواه، فهؤلاء لا يعنيهم كثيرا كل هذا، فلا يشغلهم ـ على سبيل المثال ـ هل يصح التعميد بالرش أم لا يصح، بل حتى لا يشغلهم ـ أيضا على سبيل المثال ـ إذا كان الروح ينبثق حقا من الآب والابن أم ينبثق من الآب فقط! هم يختارون رأيا من الآراء وطريقا من الطرق، ثم بعد ذلك يتفرغون لما هو أروع وأرقى وأسمى، عارفين أن الكل سوف يلتقي في النهاية عند عتبة أبي الأنوار، بل قبل ذلك نلتقي جميعا بمجرد أن نتجاوز تلك "المعابر" و"الحدود" العقلية الأولى، ثم بعد ذلك معا بالروح ننطلق نحو الممالك والآفاق والفضاءات الخافية وراءها.


كان شيخنا وأستاذنا وحبرنا الجليل العلامة الأب متى المسكين يريد أن يشرح إنجيل يوحنا، لكنه سعيا وراء المعاني الجليلة لم يجرؤ على الكتابة قبل أن يقترب أكثر من السفر ومن صاحبه. وكما غاص ذهبي الفم قبل 16 قرنا في بحر بولس الرسول ونشأت بينه وبين الرسول العظيم لسان العطر تلك العلاقة الروحية العجيبة، كذلك غاص شيخنا الجليل متى المسكين في بحر يوحنا الحبيب، حتى كان "يتمثله"، يريد أن "يدرك" مكنون قلبه وخلجات روحه حين جلس يكتب بشارته، يريد أن يصل للأعماق الرسولية وأن يفهم كيف كان رسول المحبة حقا يفكر وكيف كان يشعر وماذا كان يقصد. ولكن هكذا انتظر أبونا متى المسكين عشرين عامة كاملة يتأمل في إنجيل يوحنا قبل أن يجرؤ أخيرا على شرحه، ثم حين بدأ الكتابة جاءت المقدمة فقط في 400 صفحة! ومضى حبرنا الجليل في عمله حتى انتهى في مجلدين كبيرين، إلى أن قال ذات مرة في أحد اللقاءات إنه في الحقيقة لم يكتب سوى "ربع" ما كان يريد! فقط "الربع" مما كان يريد كتابته!

لماذا يا شيخنا لم تكتب كل ما لديك؟

أجاب الأب متى المسكين قائلا إن سبب ذلك ببساطة هو "القارئ واللغة"! إن ما "عرفه" و"أدركه" وأراد أن يكتبه عن إنجيل يوحنا لم يكن ممكنا أن يستوعبه القارئ.. ثم أحيانا لم يكن مستطاعا أن تحمله اللغة نفسها!


فهذا ـ أخي الحبيب ـ مثال معاصر لمحب يغوص في الكتاب كي يفك الرموز ويدرك روح الحياة وجوهر المعاني الكامنة وراء الحرف.. مثال لقلب يبذل عشرين عاما من القراءة والتأمل والصلاة كي يبلغ أخيرا عمق الوحي في سفر واحد فقط من أسفار الكتاب المقدس!


لذلك، وكما يقول مارك توين في عبارة ساخرة: "لا تدع المدرسة تقف في طريق تعليمك"، أقول اليوم بنفس المعنى تقريبا: لا تدع العقل يقف في طريق الروح. إن العقل أعظم وأروع أداة منحها الله للإنسان، لكنه يبقى آداة لا أكثر، أما الروح فهي ذاتك نفسها وهي كيانك وجوهر وجودك كله. العقل من ثم تحت سلطان الروح، وليست الروح تحت سلطان العقل ـ هكذا يجب أن نحيا دائما، وهكذا بالحري تكون قراءة الوحي المقدس. ولا يعني هذا أبدا أن نسقط العقل بالكلية، بل فقط يعني أن نترك جانبا كل ما يعثر عقولنا الآن، خاصة أثناء قراءة هذا الكتاب، وأن نتقدم إلى الأعماق، لأننا بعد قليل سنبلغ "الإدراك الروحي" الأشمل، والذي نعود بعده فنجد العقل والقلب كلاهما قد قنع تماما واطمأن.


أعتذر أخي الحبيب عن الإطالة، وكالعادة لا تشغل نفسك بالرد.. أتمنى فقط أن تصلك الرسالة. :)


* * *
 

Strident

مفصول لمخالفة قوانين المنتدى
إنضم
29 مارس 2009
المشاركات
4,927
مستوى التفاعل
374
النقاط
0
الإقامة
Egypt



اخترت هذه المرة الرسالة دي للتعليق، مش بس لأهميتها وحساسيتها، ومش بس لأنها تنطوي على "مشكلة الشر" الشهيرة، وإنما كمان لأن صاحبها الجميل "جوني" من أقرب أحبائي في المنتدى. وأعترف بسر: جوني من القلائل اللي بيقدروا يضحكوني في صمتي، لما ألاقيه داخل شمال مع الإدارة نفسها، متمرد بطبعه، بيطالب بحرية لا أحد يملكها، مشاكس عنيد، وبوجه عام بيمثل "كابوس" لأي مشرف، أو بالأحرى أي "سلطة". يمكن كان زمان أكتر "تهور" من دلوقت.. كان بيعبر عن رأيه بدون تحفظ ويعارض أي "قيادة" بدون تردد، من أول المنتدى لحد "الكنيسة القبطية" ذاتها، وبالتالي كانوا يطردوه، ثم يرجع، وبعد شويه يطردوه تاني، ثم يرجع... أكتر واحد في جميع منتديات الشبكة شفته انطرد ورجع! في ليلة كنت باتكلم معاه قاللي: "أصل فيه مشرف هنا مستقصدني ـ حاططني في دماغه".. بعد لحظة ـ واحنا لسه بنتكلم ـ لقيت جوني فجأة سكت.. عملت إعادة تحميل للصفحة لقيت اسمه واخد شرطة وتحتها "مفصول لمخالفة قوانين المنتدى"! كنت مش مصدق عيني.. ده كان لسه "حالا" بيتكلم معايا! وطبعا وقعت ليلتها من الضحك! :smile01

أنا المشاركة دي هاطبعها وابروزها :)

انا بجد سعيد بكل كلمة فيها :)



بالتالي فوجئت لما رجعت لقيته لسه موجود وكمان مبارك.. وعموما من ملاحظتي سعيد بالنسخة الجديدة ليبرتوس.. أعتقد إنها أكثر نضج وعمق وحكمة (لكن طبعا يموت الزمار يا جوني :

هو بصراحة المشرفة العزيزة دونا ظبطت لي الحكاية تاني....هي صحيح لسه بتحذف لي مشاركات وتقفل لي مواضيع بس ما بقتش تحذفني شخصياً :)

وسعيد ان حضرتك تقول كلام زي "عمق" او "نضج" لان دي شهادة اعتز بيها :)
وعلى فكرة ليبرتوس أكثر جراة في مساءلة أي سلطة برضو :)



)... إنما حبيبي كله كوم والأستاذ عبود كوم.. أوعى تزعل الراجل ده بالذات.. فاهم؟) :)

[/SIZE][/FONT][/COLOR]

صدقني هو اللي بيزعل مش انا اللي بازعله :) هو انا غاوي يعني :)








صديقي: هذه هي مشكلة الشر، لكنها "الرؤية" لا أكتر ولا أقل!

تعالى ناخد ظاهرة "الإنسان" على سبيل المثال: احنا بنقول القلب عضو.. الرئة عضو.. الكبد عضو.. صح؟ القلب نفسه جزء من "الجهاز الدوري".. الرئة جزء من "الجهاز التنفسي".. صح؟


لأ.. مش صح. خطأ. كل اللي فات ده خطأ، أو على الأقل غير دقيق. كل اللي فات ده هو فقط "الرؤية"، هو "المنظور" أو "الإطار" أو "النموذج" اللي احنا بنيناه بعقولنا، بس عشان نقدر ندرس ونفهم. لكن الحقيقة تختلف قليلا: كل دي مش "أعضاء" و"أجهزة" وإنما بالأحرى عمليات (Process) مستمرة، لا تنفصل لحظة عن بعضها ولا تسكن لحظة أو تتوقف عن الحركة. كل "عضو" من الأعضاء، بل كل "خلية"، كلها في حالة تفاعل مستمر مع "الكل". الفرق في الرؤية يمكن يبدو بسيط، لكن نتايجه كبيرة: الإنسان هنا هو بالأحرى مجموعة "أحداث" مفتوحة ومتغيرة، مش مجموعة "أعضاء" مستقلة وثابتة.. حاول تشوفه من المنظور ده وتفهمه بالفعل في حقيقته: إن الإنسان ـ أي إنسان ـ هو بالأحرى "عملية واحدة" مستمرة، "حدث شامل" مفتوح، و"حالة كليّة" من الحركة ومن البناء والهدم، وبعبارة أدق من التكوّن المستمر.


بالمثل هذا العالم: احنا مش "أفراد" بيعيشوا مقابل "أفراد" بيموتوا، "أفراد" بيتألموا مقابل "أفراد" بيفرحوا، وإنما جميعنا "كل واحد متصل" بينبض بحركة شاملة وبعملية لا تتوقف من البناء والهدم والتكون المستمر. بلايين الخلايا بتموت يوميا في الجسد، في كل "عضو" من الرأس إلى القدم، وزيها بيتولد، لكننا مش بنقف أبدا عند كل ده ومش بنبكي على أي خلية لما تموت أو نقيم لها العزاء، وبالجملة مش بنوصف أبدا قانون الحياة بعد ما فهمناه ـ مش بنوصف أبدا هذا الدفق الفياض والحراك المحموم ـ على أنه "شـــر"!


الشر إذن مفهوم إنساني، "رؤية عقلية"، وليس في مملكة الله كلها أي شر. لما يكلمنا الكتاب عن الشر فهو بالأحرى بيخاطب "وعينا" احنا وبيعلمنا حسب "عقولنا" احنا، وليس أبدا حسب "العقل الإلهي" اللي خلق كل شيء حسن. لذلك الشجرة لم تكن شجرة "الخير والشر" وإنما "معرفة الخير والشر": فالمعرفة بالشر، في العقل وليس في العالم، هي أساس كل الدراما الإنسانية. الألم إذن ـ الألم الوحيد في كل الوجود ـ هو فقط الانفصال عن الله وعن مملكة الله! الشر والخطية والجريمة والعذابات والآلام والجحيم نفسه هي كلها أعراض الانفصال عن مملكة الله! بل الموت نفسه ليس إلا الخروج من مملكة الله، لأنه هو ذاته الحياة "أنا هو الحياة"!


الشيطان نفسه مش قوة مضادة أو كيان مقابل لله، وإنما في الحقيقة هو فقط غياب القوة الإلهية عن الحضور في القلب. الشر مالوش وجود في ذاته، وإنما هو فقط الخروج عقليا من "النطاق" الإلهي. بالتالي "داخل مملكة الله": مفيش ألم أو شر أو موت. ليه السيد المسيح على الأرض عندما أراد أن يحيي الموتى كان بالأحرى "يراهم" نيام لا موتى؟ ليه كان ييوصفهم بالنوم؟ ليه؟ ببساطة لأنه ده هو "الفكر الإلهي"، وليس في "عقل الله" أو في "مملكة الله" أي موت! ابنة يايرس جاء أبوها نفسه يقول: "ابنتي الآن ماتت"، لكن رغم كده السيد بعد وصوله للبيت بيقول للباكين والنائحين: "لا تبكوا لم تمت، لكنها نائمة"، وهنا بالطبع: "ضحكوا عليه، عارفين أنها ماتت"! هكذا الفكر الإلهي اللامحدود حيث كل شيء مستطاع: "الصبية نائمة"، مقابل الفكر البشري المحدود والمغرور: "ضحكوا عليه، عارفين.."! بالمثل لما مات لعازر: يقول السيد له المجد: "لعازر حبيبنا قد نـــــام، لكني أذهب لأوقظه"، فهكذا كان العقل الإلهي المطلق، الذي لا يعرف الموت، ولكن مرة أخرى لم يفهمه العقل البشري المحدود: "فقال تلاميذه: يا سيد، إن كان قد نام فهو يشفى"، وهنا انتقل العقل الإلهي أخيرا ليخاطب العقل البشري حسب فكره وطاقته ولغته: "فقال لهم يسوع حينئذ علانية: لعازر مات"!

* * *

هل بتتألم لأجل الشر اللي في العالم؟ نعم، لأنك إنسان، ولأن عندك في العالم مهمة لابد من إنجازها: هي أن تداوي كل هؤلاء المرضي وتجبر كل هؤلاء المنكسرين وتعزي كل هؤلاء الحزانى، وده لا يكون أبدا إلا بـ"الله" اللي بيسكنك، بماء الحياة اللي بينبع داخلك، وبشعاع النور التي بيتلألأ في قلبك. وكده بس تتحقق مهمتك: تصير "معبر" بين السماء والأرض، تصير "قناة" خلالها تفيض رحمات الرب وبركاته إلى العالم، تصير بالتالي "إعلان" الله عن ذاته لكل خليقته، وهكذا بك يتمجد القدوس حقا وبك تشرق في القلوب شمسه!


أما لو سمحت ـ أنت لا الله ـ أن يستولي عليك الألم ده نفسه، إذا سمحت أن تتعذب أنت نفسك، إذا سمحت ألا "تفرح في الرب كل حين"، ألا "تبتهج نفسك" بالذي حررها، ألا "يمتلئ فاهك ضحكا ولسانك ترنما" ـ إذا سمحت بكده فأنت هنا المريض، أنت اللي بتحمل أعراض المرض، أنت نفسك لا العالم! وأنت نفسك اللي يكاد يسقط، اللي يكاد يعثر أو حتى يكفر، واللي يكاد ـ بالتالي ـ يفتح باب الشر، إن لم تكن فتحته فعلا بدون أن تشعر.. أنت نفسك لا الآخرين! ليه؟ لأن الله بالفعل حي داخلك، وأنت اللي بتقتله! لأنه الله بالفعل يسكن قلبك، وأنت اللي بتطرده! ولأنه في الأخير الكل يبطل وينتهي ـ هكذا تعلمنا ـ فلا يبقى إلا "الإيمان والرجاء والمحبة": جسورك الثلاثة إلى مملكة الله، واللي هي أصلا بالفعل داخلك! فإذا أحرقت أنت جسورك ـ عامدا، أو غافلا ـ فلا تسأل بعدها أين الله حقا، أو تتعجب لماذا ترك الله العالم!


ليس مهما.. وإيه اللي يهمك؟؟؟ وهل توقف الوحي عند تلك اللحظة قبل ألفي عام؟ وهل استقال الروح القدس بعدها أو توقف عن العمل أو ترك الخدمة؟ كان هذا الكتاب ـ وما زال ـ يخاطب البشر حسب عقولهم ولغتهم وتاريخهم وثقافتهم، نعم، ولكن إياك أن تتصور أنت أنه بلغ بالفعل منتهاه أو استنفذ نفسه. بعض الآباء الأوائل كان يفسر هذا "التكوين" وكل قصة الخلق نفسها تفسيرا رمزيا لا حرفيا، وكان العلامة أوريجانوس ـ وهو العلامة ـ شهيرا بآرائه التي يخالف فيها الجميع، وكان القديس أوغسطينوس ـ وهو القديس ـ يخالف بعض ما استقر عليه السابقون جميعا، وكم من آباء وفقهاء عبر التاريخ اختلفوا فيما بينهم، بل كم من طوائف ومذاهب ـ حتى اليوم ـ وكم من "أفهام" و"مدارك"! ثم ماذا بعد؟ ما زال "الحرف يقتل" يا أخي الحبيب. أما السابحون في بحار الأنوار، الصاعدون في سماء الجمال والإشراق والمجد، الأنقياء الأصفياء الذين يطلبون ملكوت الله حقا لا يطلبون سواه، فهؤلاء لا يعنيهم كثيرا كل هذا، فلا يشغلهم ـ على سبيل المثال ـ هل يصح التعميد بالرش أم لا يصح، بل حتى لا يشغلهم ـ أيضا على سبيل المثال ـ إذا كان الروح ينبثق حقا من الآب والابن أم ينبثق من الآب فقط! هم يختارون رأيا من الآراء وطريقا من الطرق، ثم بعد ذلك يتفرغون لما هو أروع وأرقى وأسمى، عارفين أن الكل سوف يلتقي في النهاية عند عتبة أبي الأنوار، بل قبل ذلك نلتقي جميعا بمجرد أن نتجاوز تلك "المعابر" و"الحدود" العقلية الأولى، ثم بعد ذلك معا بالروح ننطلق نحو الممالك والآفاق والفضاءات الخافية وراءها.


كان شيخنا وأستاذنا وحبرنا الجليل العلامة الأب متى المسكين يريد أن يشرح إنجيل يوحنا، لكنه سعيا وراء المعاني الجليلة لم يجرؤ على الكتابة قبل أن يقترب أكثر من السفر ومن صاحبه. وكما غاص ذهبي الفم قبل 16 قرنا في بحر بولس الرسول ونشأت بينه وبين الرسول العظيم لسان العطر تلك العلاقة الروحية العجيبة، كذلك غاص شيخنا الجليل متى المسكين في بحر يوحنا الحبيب، حتى كان "يتمثله"، يريد أن "يدرك" مكنون قلبه وخلجات روحه حين جلس يكتب بشارته، يريد أن يصل للأعماق الرسولية وأن يفهم كيف كان رسول المحبة حقا يفكر وكيف كان يشعر وماذا كان يقصد. ولكن هكذا انتظر أبونا متى المسكين عشرين عامة كاملة يتأمل في إنجيل يوحنا قبل أن يجرؤ أخيرا على شرحه، ثم حين بدأ الكتابة جاءت المقدمة فقط في 400 صفحة! ومضى حبرنا الجليل في عمله حتى انتهى في مجلدين كبيرين، إلى أن قال ذات مرة في أحد اللقاءات إنه في الحقيقة لم يكتب سوى "ربع" ما كان يريد! فقط "الربع" مما كان يريد كتابته!

لماذا يا شيخنا لم تكتب كل ما لديك؟

أجاب الأب متى المسكين قائلا إن سبب ذلك ببساطة هو "القارئ واللغة"! إن ما "عرفه" و"أدركه" وأراد أن يكتبه عن إنجيل يوحنا لم يكن ممكنا أن يستوعبه القارئ.. ثم أحيانا لم يكن مستطاعا أن تحمله اللغة نفسها!


فهذا ـ أخي الحبيب ـ مثال معاصر لمحب يغوص في الكتاب كي يفك الرموز ويدرك روح الحياة وجوهر المعاني الكامنة وراء الحرف.. مثال لقلب يبذل عشرين عاما من القراءة والتأمل والصلاة كي يبلغ أخيرا عمق الوحي في سفر واحد فقط من أسفار الكتاب المقدس!


لذلك، وكما يقول مارك توين في عبارة ساخرة: "لا تدع المدرسة تقف في طريق تعليمك"، أقول اليوم بنفس المعنى تقريبا: لا تدع العقل يقف في طريق الروح. إن العقل أعظم وأروع أداة منحها الله للإنسان، لكنه يبقى آداة لا أكثر، أما الروح فهي ذاتك نفسها وهي كيانك وجوهر وجودك كله. العقل من ثم تحت سلطان الروح، وليست الروح تحت سلطان العقل ـ هكذا يجب أن نحيا دائما، وهكذا بالحري تكون قراءة الوحي المقدس. ولا يعني هذا أبدا أن نسقط العقل بالكلية، بل فقط يعني أن نترك جانبا كل ما يعثر عقولنا الآن، خاصة أثناء قراءة هذا الكتاب، وأن نتقدم إلى الأعماق، لأننا بعد قليل سنبلغ "الإدراك الروحي" الأشمل، والذي نعود بعده فنجد العقل والقلب كلاهما قد قنع تماما واطمأن.


أعتذر أخي الحبيب عن الإطالة، وكالعادة لا تشغل نفسك بالرد.. أتمنى فقط أن تصلك الرسالة. :)


* * *
[/SIZE][/FONT]
[/SIZE][/FONT][/COLOR]



وااااو.....أنا فعلاً مش هارد....ﻷن الكﻻم جميييل وعمييييق جداً.....بقالي كتيييير ما قريتش حاجة كده....
منظور مختلف تماماً (زي ما حضرتك شرحت: ان اللي باعمله هو مجرد إطار لمحاولة فهم حاجة ومش هو الحقيقة او مش ﻻزم يكون هو الحقيقة)

انا مش هاعرف ارد لاني لازم اقرا الكﻻم ده تاني وتالت....لحد ما اهضمه كله لان كل كلمة عميقة جداً يا استاذي الحبيب :)

بجد اشكرك انك تعبت نفسك وكتبت كل ده :)

الكﻻم ده المفروض يتبروز ويتحط فوووق كده في الفورم عشان الناس تقراه مش انا بس :)[/SIZE][/FONT][/COLOR]
 

حبو اعدائكم

حبو...
عضو مبارك
إنضم
9 أكتوبر 2011
المشاركات
14,191
مستوى التفاعل
4,782
النقاط
113
الإقامة
مصر
روز--- وحشتينى فروحت اقلب فى مواضيعك كعادتى مع الكل--
افتكرت الموضوع الرائع دا -- بجد يستحق الرفع --
استمتعت تانى انى اقراه
 
أعلى