« فقال مفيبوشث للملك فليأخذ الكل أيضاً بعد أن جاء سيدي الملك بسلام إلى بيته » (2صم30:19)
لقد شهد الروح القدس لولاء مفيبوشث.
فإن غياب سيده المحبوب داود كان يدعوه للنوح (2صم24:19) . وهذه صورة حقيقية لِما يجب أن يكون عليه المؤمن الآن مدة غياب السيد عنه.
فإن الشركة مع السيد الغائب تدعو المسيحي بالانفصال التام عن العالم وجميع مظاهره الخلابة الكاذبة، ولا تنحصر فيما هو حلال وما هو حرام. بل إن القلب النابض بالمحبة ليعلن الطريق الصريح الواجب على المسيحي السير فيه حتى رجوع الملك.
وما أجلّ نوع العمل الذي يوجبه علينا غياب السيد « إن كنتم قد قمتم مع المسيح فاطلبوا ما فوق » (كو1:3) . ولو سُئل المسيحي الحقيقي: لماذا تمتنع عن هذه وتلك، فإنك تسمع جوابه الصريح « لأن المسيح غائب ».
فلا نحتاج إلى قوانين كنسية مجدبة لتنظيم أحوالنا، ولكننا نحتاج إلى محبة عميقة شديدة لشخص المسيح الرب، ورغبة قوية لرجوعه إلينا سريعاً - ذاك الذي نقلنا من الموت إلى الحياة، ومن المزبلة إلى العرش. يا ليتنا نطلب سرعة رؤية وجهه، ويا ليت قلوبنا تستطيع أن تُجيب بالإيجاب على كل رغبات قلبه.
لقد ظهر الفرق بين صيبا ومفيبوشث. فالأول يطلب المال، والثاني يطلب التقرب إلى الملك.
وهذا واضح من قول مفيبوشث « فليأخذ الكل أيضاً بعد أن جاء سيدي الملك بسلام إلى بيته ». ولقد ظهرت بساطة استقامة قلبه، ولا عجب فإن قلبه كان متعلقاً بشخص داود لا بأموره الخاصة، مكتفياً بأن الملك قد رجع بسلام إلى بيته. إن التقرب لشخص الملك، ملأ قلب مفيبوشث وأشبعه حتى استطاع دون صعوبة أن يهب صيبا كل ما حاول هذا نيله بالخديعة والنميمة.
هكذا يجب أن يكون الحال مع جميع الذين يحبون اسم ابن الله. فإن رجاء ظهوره المجيد يُميت في قلوبهم الميل لأمور هذا العالم.
ولو كان المسيحيون يتحققون قوة هذا الرجاء المبارك، لكان سيرهم أعلى وأبعد عن العالم. والعدو نفسه يعرف هذا، ولذا فإنه يعمل بنشاط حتى ينزل درجة هذا الرجاء إلى مجرد الخيال بلا قوة عملية ولا أساس ثابت. وقد نجح العدو نوعاً في غواية البعض الذين وضعوا مجيء الرب في زوايا الإهمال. على أنه يوجد علاج واحد ناجح لهذا كله، وهو المحبة العميقة والرغبة الأكيدة لمجيء الرب. __________________ مفيبوشث والنعمة المخلصة .. بالنعمة أنتم مخلصون (أف2: 5)
نحن أمام صورة جميلة عن الخلاص بالنعمة من أجل المسيح.
وتبدأ قصة مفيبوشث منذ كان عمره خمس سنوات وسقط من مربيته فصار أعرج الرجلين (2صم4) منفياً في لودبار يتيماً فقيراً، بعد موت أبيه يوناثان وجده شاول الملك.
وفي مفيبوشث نرى صورتنا بحسب الطبيعة كضعفاء عاجزين (أعرج من رجليه كلتيهما) وبعيدين عن أورشليم مكان السجود، عائشين في لودبار حيث الجدب والقحط، بلا مرعى ولا راعي، مُباعين تحت الخطية (ماكير).
وكنا ننفث عاراً (معنى اسم مفيبوشث)، حنجرتنا قبر مفتوح، سُم الأصلال تحت شفاهنا، ينتظرنا القضاء والدينونة كبيت شاول « وُضع للناس أن يموتوا مرة ثم بعد ذلك الدينونة ».
وفي مشهد مفيبوشث المعيب، يظهر داود بنعمة فائقة ليقدم إحسان الله لا لشيء، بل من أجل يوناثان. وهكذا أنعم الله علينا في المحبوب .. ونجد داود يقدم إحسانات متوالية لمفيبوشث:
لا تخف: يطمئن قلبه ويعطيه سلام « فإذ قد تبررنا بالإيمان لنا سلام مع الله ».
تأكل خبزاً على مائدتي: شركة وتمتع ووجود في دائرة الرضى - الإقامة في النعمة.
دائماً: مركز المؤمن وثباته.
كواحد من بني الملك: يا له من امتياز « أما كل الذين قبلوه أعطاهم سلطاناً أن يصيروا أولاد الله » (يو1: 12).
أرُّد لك حقول شاول أبيك: ويا له من ميراث « ميراث لا يفنى ولا يتدنس ولا يضمحل » (1بط1: 4).
سكن في أورشليم: ونحن سيرتنا هى في السماوات ولنا أورشليم السماوية، ومسكننا في بيت الآب.
وإن ظل مفيبوشث أعرج الرجلين، لكن داود كان يرى فيه صورة يوناثان حبيبه (ونحن نُرى في الحبيب قديسين، بلا لوم ولا شكوى).
ولقد ظل مفيبوشث مديناً بالفضل مكرساً حياته لداود. ليتنا نكرس الحياة للرب منتظرين مجيئه ليغيِّر شكل جسد تواضعنا، ليكون على صورة جسد مجده.
*** من انا ؟ أنا من هزت كلمات الله حياتي فتغيرت ؟؟ ***
أنا رجل من أريحا كنت رئيسا للعشارين وجباة الضرائب ، كرهني اليهود لأنى ظلمتهم وحبستهم في سجون الرومان ونظرا لقصر قامتي نعتني الناس بنعوت مضحكة
لم تكن لي علاقة بالله رغم قرب أريحا من هيكل أورشليم ولم اذكر أنى أعطيت شيئا لفقير أو أرملة وكان المال هو معبودي
ذات يوم وأنا أمام دفاتري قال لي احد أصدقائي هل سمعت بيسوع المسيح فأجبته بالنفي فحكى لي عن شاب غنى طلب منه يسوع أن يبيع ماله ويوزعه على الفقراء فكون له كنز في السماء ويأتي وراء يسوع حاملا صليبه ولكن الشاب رفض ومضى حزينا فقال يسوع: ما أعسر دخول ذوى الأموال إلى ملكوت الله لان دخول جمل من ثقب إبرة أيسر من أن يدخل غنى إلى ملكوت الله
شعرت بخوف رهيب من هذه الكلمات ثم حكى صديقي عن بارتيماوس الأعمى في مدينتنا أريحا كيف فتح يسوع عينيه لما صرخ قائلا يا يسوع ابن داود ارحمني
أغلقت دفاتري بسرعة وقلت لصديقي هيا إلى يسوع ولكني لم أتمكن من رؤيته بسبب الجموع وقصر قامتي وبقلبي المشتاق وليس بعقلي الحسابي تسلقت جميزة وفوق أغصانها انتظرت ظهر يسوع على الطريق وحوله ألوف وكان يتوقف أحيانا ليبارك طفلا أو يقبل ولدا أو يلمس مريضا أو يخرج شيطانا واقترب من جميزتي
كان يسوع بهيا في طلعته لدرجة أن منظره جعلني أنسى محبة المال وعمل الشهوات وتمنيت أن اللحظات إلتي أراه فيها تصبح سنينا، وقلت في نفسي كم أنت حلو يا يسوع مسكين أنا من يرويني من مائك الحي ومن يطعمني من الفتات الساقط من مائدتك ومن يهبني لمسة من أناملك من؟
وبينما أنا في هذه الأفكار إذ به يقف عند الجميزة فكاد قلبي هو الذي يقف رفع عينيه إلى وارتفعت إلى ألوف العيون ذاب قلبي وجذبتني خيوط محبته الذهبية وأدخلتني في شباك نعمته وامتلاء قلبي بشذا طيب رائحته الذكية
ناداني بصوته الحلو قائلا يا زكا أسرع وانزل لأنة ينبغي أن امكث اليوم في بيتك
لم أفكر في من اخبره عنى ولكني قفزت من الجميزة أردت أن أضمه ولم أتمكن من قصر قامتي إذ لم تكن لي قامة المواهب الروحية أو قامة الصلاح لكنه هو ضمني إلى صدره الحنون
تلامس قلبي الميت مع قلبه الحي فنلت الحياة
تلامست أناملي الدنسه مع أنامله المقدسة فتقدست الأعمال
تلامس راسي الجاهل مع رأسه المبارك فوهبني الحكمة
تلامس خدي الحقير مع خده الجميل فجملني بالنعمة
أمنت انه المسيا ولا اعرف سر إيماني
جريت إلى بيتي سألوني ماذا بك من يردي الفتك بك؟
قلت لهم حبيبي آت إلى جنته ليأكل ثمره النفيس واندهشوا إذ رأوني أحطم أواني الخمر والتماثيل الرديئة وحرقت الأحجبة والأعمال السحرية ودخل حبيبي يسوع إلى بيتي وأنا تحت ظل جناحيه تذمر البعض قائلين انه دخل ليبيت عند رجل خاطىء حقا أنى خاطىء لكن محب للخطاة الرب يسوع قبلني وغيرني
وقفت في أناة وحب وقلت للرب ها انذا يأرب أعطى نصف أموالى للمساكين وان كنت قد وشيت بأحد أرد أربعة أضعاف فسمعت صوت مخلصي الحبيب يقول اليوم حصل خلاص لهذا البيت إذ هو أيضا ابن إبراهيم لان ابن الإنسان قد جاء لكي يطلب ويخلص ما قد هلك (لو19:9)
وأنت عندما تذوق نفسك حلاوة المسيح فلن تفتش عن حلاوة أخرى
انه عجيب: فهو يسبى القلب بحبه العجيب. ويذيب النفس بدفئه الروحاني. ويحلى الفم بمذاقه الحسن. ويزين الحياة بمجده الفائق
انه عجيب: إذا نزلت إلى عمق المحيطات فلن تصل إلى عمق يسوع وإذا صعدت إلى علو السماوات فلن تصل إلى علو المسيح.
انه عجيب: هو يسوع وسيظل دائما هو يسوع
هذه قصتي مع حبيبي الرب يسوع، وأنت ما هي قصتك؟
أنا نزلت من الجميزة ولم أضع الفرصة، وأنت هل نزلت من جميزة برك الذاتي أو محبة العالم الفاني أو الكبرياء أو اليأس أو الخطايا المحبوبة أو الفلسفات البشرية ؟
أنا قبلته فرحا، وأنت هل فرحت به؟
أنا أدخلته بيتي، وأنت هل أمسكته ولم تتركه وأدخلته بيت قلبك؟
أنا أعطيت المساكين ورددت الظلم، وأنت ماذا رددت؟ ؟؟؟
أتدرون من انا أنا زكا العشار الذي خلص بكلمة من يسوع هزت قلبه وها انا احكيكم قصتي اليوم وأدعوكم لتنعموا بالخلاص مثلي ....
*** النبي ميخا ***
في القرن الثامن ق.م،
شرع النبي ميخا كاتب هذا السفر بإرشاد من الله،
في إنذار كل من مملكة يهوذا ومملكة إسرائيل.
كان ميخا يقطن في بلدة صغيرة تقع إلى الجنوب من أورشليم،
ولكنه وجه رسالته إلى عاصمتي المملكتين: أُورشليم والسامرة.
لقد أدان ظلمهما وشرهما وكبرياءهما وجشعهما وفسادهما وتقواهما الزائفة وغطرستهما.
كان على هاتين المدينتين كأهم مدينتين في المملكتين أن تكونا مثالا يحتذى في البر والصلاح وليس في ارتكاب المعاصي والفجور، لهذا أصبحتا في نظر القدوس البار مسئولتين عن شر أفعالهما.
إن محور هذا الكتاب
هو بر الله ومطالبة الله جميع الناس بممارسة البر.
يطالب الرب بسيادة العدل والتواضع والمحبة بين المؤمنين به،
فلا تكون تقواهم تقوى المظاهر الخادعة .
أما الذين يثابرون على التمرد واقتراف المظالم والكبرياء
فإن الله
حتما يدينهم.
كذلك يتنبأُ ميخا
بمجيء المسيح
كما يذكر المكان الذي سيولد فيه،
وقد اقتبس مستشارو هيرودس هذه النبوءة عندما جاء المجوس يبحثون عن الطفل يسوع(متى 2: 4*6).
كان الأشوريونَ قد قضوا على السامرة في سنة 722 ق.م. ولكنهم لاقوا نفس هذا المصير من جراء كبريائهم ووحشيتهم في سنة 612 ق.م.
يصف ناحوم بقسوة أسباب دمار نينوى فيشير إلى عبادتها للأصنام، وفظاظتها، وجرائمها، وأكاذيبها، وخيانتها، وخرافاتها، ومظالمها.
كانت مدينة مليئة بالدم (3: 1)، ومثل هذه المدينة لا يحق لها البقاء.
تنم رسالة هذا الكتاب عن
قداسة الله وعدله وقوته.
يتحكم الله بالأرض قاطبة حتى بأُولئك الذين لا يعترفون به.
هو يعيِّن تخوم الأُمم، وكل أُمة تتعدى على شريعته مآلها الدمار.
ومع ذلك،
وعلى الرغم من قضاء الدينونة فهناك أيضا رسالة رجاء تُومض في ظلمات هذا الليل المخيف:
إن الله بطيء الغضب (1: 3)،
وصالح (1: 7)؛
ويقدِّم البشائر السارَّة لكلِّ من يطلب البركة بدلاً من دينونة الله (1: 15).
*** يعقوب الرسول .. من شخصيات الكتاب المقدس ***
ورد في العهد الجديد 3 أشخاص باسم يعقوب.
1. يعقوب بن زبدي (مت 10: 2) أحد الإثنى عشر تلميذًا، وأخ يوحنا الإنجيلي. ولا يمكن أن يكون كاتب الرسالة
2. يعقوب بن حلفى (مت 10: 3) وتوجد أبحاث كثيرة لتحقيق ما إذا كان هو نفسه يعقوب أخو الرب أم شخص آخر.
3. يعقوب أخو الرب، (غل 1: 19) أي ابن خالته، وقد أجمع الرأي على أنه كاتب الرسالة.
وفيما يلي موجز لحياته:
ا. إن لم يكن هو نفسه يعقوب بن حلفي أحد الإثني عشر (مت 10: 3، مر 3: 18، لو 6: 15، أع 1: 13) وشقيق يوسي ويهوذا وسمعان،
يرى البعض أنه لم يكن مؤمنًا بالرب أثناء حياة السيد على الأرض، وذلك كقول الإنجيلي: "لأن إخوته أيضًا لم يكونوا يؤمنون به" (يو 7: 5) وقد آمن به بعد القيامة إذ جاء في (أع 1: 14) إن التلاميذ كانوا مجتمعين هم وإخوة يسوع.
ب. يذكر القديس إيرونيموس، كما يؤكد التاريخ، أنه رُسم أسقفًا على أورشليم، وبقى فيها حتى يوم استشهاده، وقد وضع قداسًا مازال الأرمن يُصلون به.
ج. قال عنه إبيفانيوس وأوسابيوس أنه كان نذيرًا للرب من بطن أمه، فكان لا يشرب خمرًا ولا مسكرًا ولا يحلق شعر رأسه ويقتات بالبقول.
د. دُعِيَ يعقوب البار،
إذ كان مُحبًا للعبادة ومن كثرة ركوعه للصلاة كانت ركبتاه كركبتي جمل. ويذكر القديس ايرونيموس إن اليهود في بداية الأمر كانوا يهابونه جدًا، ويتهافتون على لمس ثيابه. وفي إحدى المرات جاءوا به إلى جناح الهيكل لكي يشهد ضد المسيح، فقال لهم:
"إن يسوع الآن جالس في الأعالي عن يمين الآب... وسيُدين الناس". فلما سمعوه يقول هذا، صرخ البعض قائلين:
"أوصنا لابن داود"، فحنق عليه الكتبة والفريسيون وثاروا ضده، وهم يقولون:
"لقد ضلّ البار"، ثم طرحوه من فوق إلى أسفل.
أما هو إذ وقع انتصب على ركبتيه طالبًا الغفران لهم،فأسرعوا برجمه
ثم أتى صباغ وضربه بمدقةٍ على رأسه،
فاستشهد في الحال نحو سنة 62م
ووُدفن في موضع استشهاده بالقرب من الهيكل.
ويقول يوسيفوس المؤرخ:
[أن من أسباب خراب أورشليم أن أهلها قتلوا يعقوب البار. فنزل غضب الله عليهم.]
ه. في حوالي سنة 52م رَأسَ المجمع الأول في أورشليم بخصوص إيمان الأمم، وقد أعلن القديس يعقوب قرار المجمع (أع 15).
ز. دعاه الرسول بولس أحد أعمدة الكنيسة، وذكره قبل بطرس ويوحنا (غل 2: 9).
*** يوحنا المعمدان .. من شخصيات الكتاب المقدس ***
لا خلاف حوله، إذ كان يوحنا المعمدان متميزاً وفريداً.
فقد كان يلبس ملابس غريبة ويأكل طعاماً غريباً ويكرز برسالة غير عادية لليهود الذين ذهبوا إليه في البرية ليروه.
لم يهدف يوحنا إلى التميز من أجل التميز ذاته، بل بالعكس كان يهدف إلى الطاعة.
كان يعلم أن له دوراً خاصاً يلعبه في العالم وهو المناداة بمجيء المخلص، وقد شحذ كل طاقاته من أجل هذه المهمة.
ويخبرنا لوقا أن يوحنا كان في الصحراء حينما جاءته كلمات التوجيه من الله. وكان يوحنا ينتظر مستعداً.
إن الملاك الذي بشر زكريا بولادة يوحنا قد أوضح أن هذا الطفل سيكون نذيراً أي مفرزاً لخدمة الله.
وقد ظل يوحنا أميناً لهذا النذر.
لم يكن لهذا الرجل البادي الخشونة أية قوة أو جاه في النظام السياسي اليهودي إلا أنه كان يتحدث بسلطانٍ لا يقاوم.
وكانت كلماته تحرك الناس لأنه يتكلم بالحق، كان يحث الناس على ترك خطاياهم وكان يعمدهم كرمز لتوبتهم، وقد استجابوا له بالمئات.
وحتى عندما تزاحم الناس حوله كان يشير إلى أبعد من ذاته، غير ناسٍ أن دوره الأساسي هو المناداة بمجئ المخلص.
وكانت كلمات الحق التي حركت الكثيرين إلى التوبة تدفع الآخرين إلى الرفض والمقاومة.
وقد حث يوحنا الملك هيرودس على الاعتراف بخطيته. أما هيروديا التي تزوجها هيرودس مخالفاً للشريعة، فقررت أن تتخلص منه.
وبرغم أنها تمكنت من قتله إلا أنها لم تقدر أن توقف رسالته. فقد جاء المسيح الذي كان يوحنا ينادي به وبدأ خدمته، وأتم يوحنا إرساليته.
لقد أعطى الله لكل واحد فينا هدفاً يحيا لأجله، ويمكن أن نثق في الله ليرشدنا. ولم يكن لدى يوحنا الكتاب المقدس كاملا كما لدينا الآن.
إلا أنه ركز حياته على الحق الذي عرفه من أسفار العهد القديم المتاحة له. ويمكننا، بالمثل، أن نكتشف في كلمة الله الحقائق التي يريدنا هو أن نعرفها.
عمل الروح القدس فى قلبى كنار الأحراق وشعرت كأنه يقول لى: تأمل يا ديماس فى حصاد خطاياك المر
حيث تنتظرك دينونه رهيبه هيا يا ديماس
فهوذا الرب يسوع المسيح مخلص العالم القدوس الذى بلا خطيه بجوارك
الق خطاياك عليه قبل ما ينفصم حبل الفضه وتنقصف البكره على العين
بدأ الأيمان يغمرنى وفاض قلبى
بحب عجيب للمسيح وفرح لاينطق به
فجأه واذا بصوت زميلى جستاس أماخوس يشق الصمت قائلا
ان كنت أنت المسيح فخلص نفسك وايانا وحينئذ قلت له :
أولا أنت تخاف الله
اذ انت تحت هذا الحكم بعينه أما نحن
فبعدل لأننا ننال استحقاق ما فعلنا
وأما هذا فلم يفعل شيئا
ثم التفت ا لى الرب يسوع قائلآ :
أذكرنى يا رب متى جئت فى ملكوتك
كنت واثقا أنه لن يرفضنى
وجاءتنى أجابته سريعا التى أنارت لى الحياه والخلود
الحق أقول لك أنك اليوم تكون معى فى الفردوس
حينئذ امتلأ قلبى بسلام الله
الذى يفوق كل عقل
هذه هى توبتى وايمانى
توبه كان فيها الأعتراف
وامتلأت بمخافة الله
وباعلانى عن لاهوت المسيح
ومجيئه الثانى
وقدمتها فى تذلل
وحقا تذللت فخلصنى
أعطنا ربى كمثل هذا الأيمان
الذى فى لحظه أدخل ديماس الى الملكوت
بارتيمــــــــــاوس
كان هناك المئات من الأشخاص حول يسوع. ضجة... كلام... الناس تتدافع... لكن وسط كل هذه الضجة كان هناك صوت يقول: "يا يسوع ابن داود إرحمني." المسيح نظر حوله لم يرى غير أعمى جالس على جانب الطريق. حاول الجميع إسكاته. الأعمى وغيره من المعاقين كانوا من الناس المرفوضين في تلك الفترة من الزمن. اعتقد الناس أن يكون الإنسان أعمى يعني أنه شخص خاطئ عاقبه الله أو عاقب عائلته. حاول الناس إسكاته ولكنه صرخ بصوت أقوى وأقوى، فسأله يسوع وقال له: "ماذا تريد أن أفعل بك؟" فقال الأعمى: "يا سيدي أن أبصر،" فقال له يسوع: "اذهب إيمانك قد شفاك،" فللوقت أبصر وتبع يسوع في الطريق (مرقس 10: 46-52).
بارتيماوس إنسان عرف أن لديه مشكلة، عرف أن لديه ضعف وعدم قدرة، ولكنه صرخ من أجل المساعدة. كم من المرات منعتنا كبريائنا من أن نطلب المساعدة؟ نريد من جميع الناس أن يعرفوا إننا مسيطرين على حياتنا بكل جوانبها. بارتيماوس كان أعمى ولكن في نفس الوقت كان يسمع، وسمع أن الرب يسوع قادم، سمع أنه قادر على شفاء الناس. اخوتي يقول يوحنا في الرؤيا 7:2 "من له أذن فليسمع." اخوتي الكتاب المقدس يدعوك من خلال كلمات يسوع إلى الإيمان. الإيمان يتضمن الاعتراف بالضعف والطلب من الله أن يساعدنا.
بعد أن نعرف أن لدينا مشكلة ونرى الضعف وعدم القدرة على إدارة شؤون حياتنا تأتي المرحلة الثانية وهي الذهاب والاعتراف لله بها، الذهاب إلى قدمي يسوع (رومية 23:3 "إذ الجميع أخطاؤا وأعوزهم مجد الله"). اخوتي كلنا خطاة ولكن الرب يسوع جاء إلى الأرض، جاء لي ولك وإلى بارتيماوس. لنقرأ في 1 تيموثاوس 15:1 "صادقة هي الكلمة ومستحقة كل قبول أن المسيح جاء إلى العالم ليخلص الخطاة الذين أولهم أنا". بارتيماوس كان بإمكانه أن يبقى بجانب الطريق بقية عمره ولكنه كان يعرف أن الرب يسوع هو الذي لديه الحل لتغيير حياته، وكان لديه الشجاعة ليقف أمام كل هذه الجموع الغفيرة وينادي أكثر من مرة.
يجب علينا أن لا نخاف من طلب المساعدة (يعقوب 2:4 "ولستم تمتلكون لأنكم لا تطلبون")، الكثير يخاف أن يعترف أنه خاطئ. البعض قد يطلب المساعدة ولكنه في نفس الوقت غير مصدق أن الله سيستجيب. بارتيماوس صرخ وكان مؤمناً أن يسوع سيستجيب. آمن بارتيماوس أن الله ممكن أن يعمل فرق في حياته، آمن أنه سوف يبصر. قد يكون البعض متشكك في صحة الكتاب المقدس أو حتى في وجود الله، ولكن الله موجود كما في الأمس واليوم والغد وإلى الأبد. ولكن في نفس الوقت يجب علينا أن نؤمن وأن نتخذ قرار، هذا القرار هو الإيمان والاتباع.
عندما تذهب إلى الله يجب أن تكون مثل بارتيماوس، إنسان متواضع. لا يمكن أن تذهب إلى الله بكبرياء وعنجهية. بارتيماوس عندما ذهب إلى الرب يسوع ذهب بدون أي شروط، فقط كان يطلب الرحمة. يجب علينا أن نكون مثابرين، قد لا تسمع الرد على صلاتك ولكن بارتيماوس ظل يصرخ ويصرخ، ونحن يا اخوتي يجب علينا أن نصلي ونصرخ ونطلب المساعدة من الله.
كان هنا صديقان، واحد شيوعي والثاني مسيحي. مر أمامهم شحاذ، قال الشيوعي: الشيوعية ستمنح هذا الشحاذ ملابس. قال المسيحي رداً على ذلك: المسيح سيضع إنسان جديد داخل هذه الملابس. المسيح فقط هو الذي ممكن أن يغير حياتك كما غير حياة بارتيماوس. بارتيماوس اتخذ قرار مهم كان ضروري بحياته وهو طلب المساعدة من الله، ألا تفعل أنت كذلك؟ أمن بارتيماوس أن الله ممكن أن يغير حياته هل تريد أن تفعل مثله؟ لم يكن بارتيماوس مهتم بما أراده الآخرون، حاول الجميع إسكاته ولكنه صرخ وصرخ.
عندما تطلب المساعدة والسماح من الله هل تهتم بما يفكر به الناس؟ تبع بارتيماوس الرب يسوع، هل تريد أنت أيضاً أن تتبعه؟
اخيراً، رد الناس على بارتيماوس يعلمنا شيء مهم، الكثير منا يحكم على الاشخاص من مظهرهم الخارجي. بارتيماوس كان مجرد شحاذ فقير ذو رائحة كريهة وليس لديه أي مال، هل من الممكن أن يُضيع يسوع وقته مع هذا الشخص؟ لكن يسوع جاء من أجل الضعفاء، من أجل المغلوب على أمرهم. الرب يسوع يحب كل شخص بدون النظر إلى لونه أو اصله. قد يحاول البعض أن يمنعوك أن تذهب إلى الرب يسوع، قد يمنعوك من الصراخ ولكن كن أقوى من الظروف المحيطة، اصرخ ونادي على الرب يسوع.
الرب يسوع واقف على الباب ويقرع، مقبض الباب من الداخل، أنت الوحيد القادر على إدخال يسوع إلى بيتك وقلبك.
وقال إيليا التشبي.. لآخاب حي هو الرب إله إسرائيل الذي وقفت أمامه
(1مل17: 1)
إن معنى اسم إيليا « إلهي هو يهوه » أو « يهوه هو إلهي » وهو اسم معبِّر لأنه إن كان الشعب المرتد قد اتخذ من البعل إلهاً له، إلا أن اسم النبي أعلن عن اسم إله إسرائيل الحقيقي. ومن الوحي المقدس نفهم أن هذا الاسم لقّبه به أبواه غالباً بإلهام إلهي أو نتيجة للشركة مع الله لأنه متوافق تماماً مع خدمته، وكلما تأمل فيه تشجع.
كما قصد الروح القدس أيضاً أن يكون هو « التشبي » أي غريب، وكان من قاطني جلعاد التي تعني صخرية ـ لِما لتلك المدينة من طبيعة جبلية. ومثل هذا الشخص هو الذي يُقيمه الرب ليستخدمه في الأوقات الحرجة: إنه رجل منفصل عن الفساد الديني المنتشر في يومه، ويسكن في الأعالي، فوق الانحطاط الرهيب، حاملاً شهادة الله على قلبه. فهو رجل عادي بلا شهرة، متسربل برداءٍ متواضع، أرسله يهوه، فخرج من عزلة جلعاد مجهولاً ليظهر أمام ملك إسرائيل المرتد، مُمسكاً بيده مفاتيح السماء، مُعلناً له عن دينونة مُريعة قادمة عليه. هكذا يفعل شهود الحق الذين يستخدمهم الله. فبأمره يذهبون ويجيئون وهم لا يبرزون من منزلة رفيعة، ولا هم ذوو نفوذ لأنهم ليسوا من منتجات نظام هذا العالم، والعالم لا يكترث بهم.
لقد كان كلام إيليا للملك ذا معانٍ كثيرة: أولاً عبارة « حي هو الرب إله إسرائيل » ألقت بالضوء على علاقة الرب الخاصة بشعبه المحبوب: فهو ملكهم وقائدهم وهو مَنْ يجب عليهم أن يعبدوه لأنهم دخلوا معه في عهد.
ثانياً: أن آخاب قد أُحيط علماً بأن الله حي وهذه الحقيقة الواضحة لا شك أنها كانت في طريقها إلى النسيان، لأنه بتوالي الملوك الأشرار على الحكم، أهان إسرائيل يهوه وتحداه دون وقوع دينونة عليه، فتفشت بينهم فكرة خاطئة أن الرب ليس بموجود.
ثالثاً: إن الجزم في عبارة « حي هو الرب إله إسرائيل » أشارت إلى التناقض التام بين الله وبين الأوثان البُكم الذين وضحت الآن عدم قدرتهم على حماية أتباعهم المخدوعين من غضب الله.
لقد أرسل إيليا ليوصل أثقل رسالة إلى أعظم رجل في كل إسرائيل، إلى الملك ذاته ـ الرأس المسئول الذي كان في سلطانه تصحيح الخطأ بإزالة كل الأوثان من أرض مُلكه، لكنه بكل أسف تقاعص فنال جزاءه الرادع.
***القديس كرنيليوس القائد *** من شخصيات الكتاب المقدس
قبوله الإيمان
كان رئيسًا على مائة جندي بقيصرية فلسطين وكان يعبد الكواكب، فلما سمع عن التلاميذ ورأى الآيات التي كانت تُعمل على أيديهم مما تعجز عن عملها قوى البشر والآلهة الوثنية ذُهل عقله وتحيّر ودخله الشك في آلهته.
ترك عبادة الكواكب، وبدأ يرفع قلبه إلى الله بالصوم والصلاة والرحمة، وكان يقول في صلاته:
"أيها الرب الإله إني قد تحيّرت في معرفتك فأرشدني وأهديني إليك".
فتحنن الله عليه وقَبِل صلاته وصدقته وأرسل له ملاكًا يبشر له بقبولهما وصعودهما إليه، ويأمره أن يرسل إلى مدينة يافا فيدعو بطرس الرسول الذي كان نازلاً عند سمعان الدبّاغ فيعلمه ماذا ينبغي أن يفعل. فأرسل واستحضره ولما دخل بطرس استقبله كرنيليوس وسجد واقعًا على قدميه، فأقامه بطرس قائلاً:
"قم أنا أيضًا إنسان". ولما دخل بيته وجد جماعة كبيرة من الأمم فقال لهم:
"أنتم تعلمون أن شريعة التوراة تمنعني من مخالطة غير المختونين، إلا أن الله قد أراني أن لا أقول على إنسان ما أنه دنس أو نجس. فلذلك جئت إذ استدعيتموني فماذا تريدون؟"
قال كرنيليوس: "منذ أربعة أيام إلى هذه الساعة كنت صائمًا وفى التاسعة كنت أصلى في بيتي، وإذا رجل قد وقف أمامي بلباس لامع وقال: يا كرنيليوس سُمِعت صلاتك وذُكِرت صدقاتك أمام الله. فأرسل إلى يافا واستدع سمعان الملقب بطرس إنه نازل في بيت سمعان رجل دباغ عند البحر، فهو متى جاء يكلمك. فأرسلت إليك حالاً وأنت فعلت حسنًا إذ جئت. والآن نحن جميعًا حاضرون أمام الله لنسمع جميع ما أمرك به الله".
فتح بطرس فاه وقال: "بالحق أنا أجد أن الله لا يقبل الوجوه بل في كل أمة الذي يتقيه ويصنع البرّ مقبول عنده". ثم بشره بيسوع المسيح رب الكل، وأعلمه سرّ تجسده وصلبه وقيامته وصعوده وعمل الآيات بإسمه.
فآمن كرنيليوس وأهل بيته وكل غلمانه وأكثر الذين معه وتعمّدوا بإسم الآب والإبن والروح القدس فحلّت عليهم نعمة الروح القدس في الحال (أع10).
أسقف مدينة قيصرية
بعد ذلك ترك كرنيليوس الجندية وتبع الرسل، ثم رسمه القديس بطرس أسقفّا علي مدينة قيصرية من أعمال فلسطين، فمضي إليها وبشّر فيها بالمسيح، مبينًا لهم ضلالة الأصنام، فاستنارت عقولهم بمعرفة الله وآمنوا به. ثم ثبّتهم بما صنعه أمامهم من الآيات والمعجزات وعمّدهم جميعًا، وكان بينهم ديمتريوس الوالي، ثم تنيّح بسلام ونال إكليل المبشرين.
بطرس الرسول او القديس بطرس هو سمعان بن يونا الملقب بسمعان بطرس Πέτρος باليونانية ( بالعربية الصفا وبالسريانية شمعون كيفا) وبالإنكليزية Simon Peter ومعنى اللقب بطرس هو الصخرة وقد نال لقبه هذا من السيد المسيح بحسب رواية الكتاب المقدس . كان بطرس الرسول واحد من نخبة الرسل ْ{ إثنى عشر رسولا } الذين اختارهم المسيح من بين أتباعه وسميوا بالتلاميذ . وقد دونت بعض محطات حياته في الكتاب المقدس { الأناجيل الأربعة و أعمال الرسل } .
حياته
ولد ونشأ بطرس في قرية بيت صيدا في فلسطين و عمل هناك صيادا للسمك مع اخيه أندراوس قبل أن يدعوه يسوع ليكون أحد اتباعه . وأصبح بعد ذلك قائدا لبقية رسل المسيح (1) كما أن الكنيسة الاولى أقرت بسلطته .
بعترف أغلب المسيحيين بقداسة سمعان بطرس وبأنه أول باباوات روما بما في ذلك الكاثوليك الشرقيين . بينما تعتبره طوائف مسيحية أخرى بأنه أول أساقفة أنطاكية ومن ثم أصبح أسقف روما .ولكن لا يؤخد هذا بأنه كان يملك سلطانا أسقفيا على بقية الأسقفيات أو الأبرشيات في مختلف أنحاء العالم.
ومع هذا يوجد فئة أخرى من المسيحيين لا تر بأن بطرس كان يمتلك فعلا مهام الأسقف . ذلك بأن هذه الوظيفة أو المهمة تحددت خصائصها و طبيعتها في الكنيسة في فترة لاحقة لزمن هذا الرسول. وعلاوة على ذلك فأن الكثير من المسيحيين البروتستانت لا يستعملون لقب القديس في الحديث عنه ويكتفون بلقب تلميذ أو رسول
وفاته
يؤكد كل من بابياس وإيرونيموس وإكليمندس الإسكندري وترتوليانوس وكايوس وأوريجانوس ويوسابيوس وهم من اباء أو مؤرخي الكنيسة القدامى بأنه استشهد قي 29 حزيران-يونيو من عام 64 م . بينما يذهب بعض الباحيثين إلى ان وفاته كانت في 13 تشرين الأول-أوكتوبر من عام 64 م . وبحسب تقليد مختلف الكنائس يعتقد بأنه قتل صلبا بيد السلطات الرومانية . واستنادا إلى أحد كتب الأبوكريفا /أي الكتب الدينية المرفوضة من أباء الكنيسة/ . والذي يسمى بكتاب أعمال بطرس فإنه صلب بشكل مقلوب أي رأسه إلى الأسفل وقدماه للأعلى . ويحدد تقليد الكنيسة الكاثوليكية مكان دفنه تحت المذبح العالي في بازيليك القديس بطرس في الفاتيكان.
بطرس الرسول يصلب رأسا على عقبنستطيع أن نتبين ملامح شخصية بطرس الرسول من خلال ما ذكر عنه في الكتاب المقدس بأنه كان شخصية حماسية مندفعة كماأنه كان متسرعا في كثير من الأحيان في إطلاق الأحكام و الوعود.
ويرجح بعض دارسي العهد الجديد بأنه كان في البدئ تلميذا ليوحنا المعمدان ( النبي يحيى ) قبل أن يلتحق بالسيد المسيح ويصبح الشخص الأبرز بينهم حيث تم ذكره بشكل أكبر من بقية التلاميذ في الإنجيل فكان السباق في طرح الأسئلة على سيده كما أنه كان السباق أيضا في إعطاء الأجوبة . أضافة إلى ذلك اختصه السيد المسيح مع يعقوب ويوحنا بمعاينة أحداث عظيمة يرويها الإنجيل كحادثة التجلي و غيرها . يتحدث الكتاب المقدس عن إنكار بطرس معرفته بالمسيح ثلاث مرات أثناء المحاكمة التي سبقت الصلب ولكنه ندم على ذلك لاحقا وقبلت توبته وبعد قيامة السيد المسيح من الموت نال بطرس ورفاقه الرسل قوة من الروح القدس واندفعوا يبشرون بإيمانهم في كل مكان .
يعتقد أن الرسول بطرس كتب سفرين من اسفار العهد الجديد هما رسالة بطرس الاولى والثانية ، في معظم اللوحات التي رسمت له نراه يحمل في يديه مفاتيح ملكوت السموات ( رمز قيادته للكنيسة ) .
إن الحياة الروحية للأنسان المسيحى يصعب فيها النمو إن خلت من فضيلة التأمل ، فالتأمل هو الدخول الى العمق، كما أن التأمل هو ليس مجرد فكر إنما هو خلط الفكر بالقلب ..
إن التفكير العقلى البحت لا ينتج تأملاً... بل قد ينتج علماً أو فلسفة.. وهنا يبدو الفرق بين العالم والعابد أو بين الدارس والمتأمل ( البابا شنودة )
وجميع الأباء القديسين لم يصلوا الى الدرجات الروحية العالية إلا عن طريق التأمل الروحى ، تابع معى تلك السلسلة من التأملات والتى ستكون معظمها فى سير القديسين
+ شخصية من وجهه نظرى المتواضعة لن تتكرر أبدأ ....
لم يتعب اى رسول مثل تعبه ... لم يخسر أى رسول مثل خسائره ... لم يكرز اى رسول لهذا العدد من البشر مثل كرازته " و لكن بنعمة الله انا ما انا و نعمته المعطاة لي لم تكن باطلة بل انا تعبت اكثر منهم جميعهم و لكن لا انا بل نعمة الله التي معي ( 1كو 15 : 10 ) "
هذا الرجل له فى السماء مكانة الرسول والشهيد والخادم والقديس والبار انه الكازر الأكبر للعالم كله .... أنه " بولس الرسول "
لا يمكن بأى حال من الأحوال ان ألخص سيرة هذا الرسول فى رسالة واحدة لذلك سأكتفى ان نتأمل سويا فى نقطتين فقط من عشرات النقاط فى حياته لكى يصل إليك قليلا من عظمة هذا الرسول الذى لن يتكرر مرة أخرى .
ولكن لابد لى ان نعرف اولا من هو بولس الرسول ؟
بولس الرسول هو الذى كان قبلا " شاول الطرسوسى " مضطهد الكنيسة ومجدف على المسيح يسوع
بولس الرسول جمع بين ثلاث اشياء لم تكرر مع اى شخصية اخرى
1. جنسية رومانية .
ومعروف فى هذا الوقت ان الذى كان يحكم العالم هم الرومان . لذلك كان يتمتع بجنسية لها كل المميزات فى اى مكان يدخله . يعتبر مواطن من الدرجة الأولى فى العالم .
2. ثقافة يونانية .
هى كانت الثقافة الأولى فى العالم . حيث كان يوجد الفلاسفة العمالقة فى اليونان امثال افلاطون وارسطو . لذلك من كان يدرس هذا الفلسفة هما الفئة المميزة من الشعب .
3. ديانة يهودية .
كان فريسى ابن فريسى . حافظ عهد قديم كويس قوى والفريسى الصح كان تقى ومتدين غير الفريسين المراؤون .
ده بجانب انه كان غنى جدا لأنه كان من طرسوس بسوريا وهى مدينة للأكابر فى الدولة كما كان أيضا بتول ويتمتع بشباب وحيوية .
يعنى بأختصار هذا الرجل كان يتمتع بمزايا لا حصر لها من خلال جنسيته كما كان مرشح ان يكون من الفلاسفة المشهورين فى جيله بسبب ثقافته كما كان مرشح ان يكون من معلمى الناموس المميزين وذلك لأنه كان من تلاميذ غمالائيل احد اعمدة اليهود الأتقياء ...
ومع ذلك اسمع ماذا يقول فى رسالته لأهل فيليبى " بل اني احسب كل شيء ايضا خسارة من اجل فضل معرفة المسيح يسوع ربي الذي من اجله خسرت كل الاشياء و انا احسبها نفاية لكي اربح المسيح وأوجد فيه ( في 3 : 8-9 ) "
لو تأملت فى كلمة نفايه وسألت نفسك ليه لم يقل مثلا (زبالة) ....!!!
هتلاقى انه كان عارف ان الزبالة ممكن تتباع وتجيب فلوس من اعادة تصنيعها مرة أخرى .
يبقى الزبالة لسه ليها قيمة اما هو فقال نفاية يعنى الحاجة اللى متنفعش لآى حاجة ومتجبش مليم
كل كلمة فى الأنجيل يا جماعة ليها اعماق ومعانى مالهاش حصر بس المهم اللى يدور ويفتش على اعماقها .
وهو طبعا خسر كل الحاجات اللى قلناها دى من اجل انه اصبح مسيحى . بولس الرسول مكنش معاه ولا مليم بعد لما بقى مسيحى . ساب كل حاجة واستغنى عن اى حاجة ممكن تعطله عن مسيحه ووفر كل وقته لخدمة ربنا والكرازة بأسمه
وكان طول النهار مع الناس يبشرهم بالمسيح والملكوت ويسهر طول الليل يشتغل فى صنع الخيام عشان يصرف على حاجته وحاجات اللى بيخدموا معاه حتى لا يثقل على اى حد فى اى مصاريف" انتم تعلمون ان حاجاتي و حاجات الذين معي خدمتها هاتان اليدان ( اع 20 : 34 ) "
بولس الرسول لقب برسول الأمم .
لأن العالم كان منقسم إلى يهود وأمم ( المقصود بالأمم الوثنين الذين لا يعبدون الله ) والرسل اعطوا له يمين الشركة وان يكون هو الكارز للأمم
وطبعا العالم كله كان اغلبه أمم . لأن اليهود كانت نسبتهم قليلة لو قارنها بباقى سكان العالم وده يبين اد ايه حجم الكرازة لبولس الرسول اللى لف العالم كله يكرز ويبشر .
هذا الرجل بجهده وتعبه ونعمه الله الكائنه فيه باستمرار حول العالم كله إلى المسيحية فى ايامه ولكن هل هذه الكرازة كانت سهلة ؟؟؟
هذا الرسول تحمل ما لم يحتمله بشر لكى يوصل كلمة الله لكل انسان فى العالم .
تأمل ما كتبه عن بعض الألأمات فى حياته لأهل كورونثوس
" في الاتعاب اكثر في الضربات اوفر في السجون اكثر في الميتات مرارا كثيرة . من اليهود خمس مرات قبلت اربعين جلدة الا واحدة . ثلاث مرات ضربت بالعصي مرة رجمت ثلاث مرات انكسرت بي السفينة ليلا و نهارا قضيت في العمق . باسفار مرارا كثيرة باخطار سيول باخطار لصوص باخطار من جنسي باخطار من الامم باخطار في المدينة باخطار في البرية باخطار في البحر باخطار من اخوة كذبة . في تعب و كد في اسهار مرارا كثيرة في جوع و عطش في اصوام مرارا كثيرة في برد و عري . عدا ما هو دون ذلك التراكم علي كل يوم الاهتمام بجميع الكنائس ( 2كو 11 : 23-28 ) "
ركزت فى كلمه (فى الميتات مرارا كثيرة) دى . الراجل ده مات كتير بسبب المسيح ومن كتر ميتاته مبقاش يعد . هو يموت وربنا يقومه تانى .
الواحد لازم يخجل من نفسه ان فى ناس بتخدم ربنا وبتحبه بالشكل ده واحنا لسه عمالين نجادل ونناقش فى ( الكفتة الصيامى صح ولا غلط فى الصيام . والأغانى تليق ولا لا تليق . والخمرة مسموحة فى الأعياد ولا لا .
طيب والصلاة تنفع واحنا قاعدين ولا لازم نقف . طيب والتناول ينفع يبقى كل شهرين مرة . و و و .......!!!!!! )
هنفوق امتى بقى يا جماعة ونبقى مسيحين بجد ...!!!
صدقونى انا ماقلتش اى حاجة من شخصية هذا العملاق ولا اديته حقه . شخصية بولس الرسول لا يكفيها مجلدات .
هذا الرسول صاحب شخصية مليئة بمئات الدروس لكل خادم غيور على مسيحه وأيضا لكل متهاون ومتخاذل فى حياته .
أستير هو السفر السابع عشر من أسفار التوراه بحسب طبعة دار الكتاب المقدس.
غير أنة يوضع بعد سفر يهوديت بحسب عقيدة الكنيستين الكاثوليكية والأرثوذكسية.
وإستير كلمه هندية بمعنى "سيدة صغيرة"
كما أنها أيضاً كلمه فارسية بمعنى "كوكب"،
غير أن إستير كان لها اسم آخر عبرانى هو "هدسة" ومعناه شجرة الآس ويعنى بها نبات الريحان العطر.
وينطق بلغة أهل بلاد اليمن العرب "هدس".
وأستير أو هدسة وصفها الكتاب بأنها فتاه يهودية يتيمه "لم يكن لها أب ولا أم..
وعند موت أبيها وأمها اتخذها مردخاي لنفسه ابنة" (إس2: 7)
ويفهم من السفر
أنها (إبنه أبيجائل) عم مردخاى (إس2: 15)
وكون مردخاى بحسب وصف الكتاب له أنه (ابن يائير بن شمعى بن قيس رجل يمينى) (إس2: 5)
وهو ابن عم استير،
هذا يرجع أن مردخاى وإستير كانا من سبط بنيامين.
وقد كان الاثنان أصلاً من مدينة أورشليم.
فلما سبى مردخاى من أورشليم مع السبى الذى سبى منيكنيا ملك يهوذا الذى سباه نبوخذ نصر ملك بابل، أخذ مردخاى أبنة عمة معه الى مدينه (شوش) التى كانت عاصمة مملكة فارس.
وكانت إستير "جميلة الصورة وحسنة المنظر" (إس2: 7)
فلما طلب الملك أحشويرس أن يجمعوا لة كل الفتيات العذارى الحسنات المنظر ليختار من بينهم واحده تملك مكان "وشتى" الملكة السابقة التى احتقرت الملك ولم تطع امره.
أخذت إستير إلى بيت الملك مع باقى الفتيات المختارات.
وبالنظر لأنها حسنت فى عينى الملك ونالت نعمة من بين يدية، فقد انتخبت ضمن السبع الفتيات المختارات اللواتى نقلن إلى أحسن مكان فى بيت النساء.
"ولما بلغت نوبة أستير لتمثل أمام الملك فى الشهر العاشر فى السنة السابعة لملكة، أحبها الملك أكثر من جميع العذارى. فوضع تاج الملك على رأسها وملكها مكان وشتى"
*** يونان النبى ***
كتب يونان النبي سفره بإرشاد من روح الله،
في نحو القرن الثامن ق.م.
كان النبي يونان من مواليد إسرائيل (2مل 14: 25)
وقد دعاه الله ليحمل رسالة التوبة إلى مملكة أشور التي كانت عاصمتها نينوى،
وهي المملكة التي قامت بتدمير مملكة إسرائيل في سنة 722 ق.م.
عندما تسلم يونان الرسالة من الله أبت عليه روحه الوطنية أن يبشر بالخلاص أُمة وثنية،
فحاول الهرب من الله على ظهر سفينة،
ولكن بعد سلسلة أحداث طُرِحَ يونان إلى أعماق البحر فابتلعه حوت.
ثم ما لبث الحوت أن لفظه عند شاطيء البحر.
وأخيرا أذعن يونان إلى أمر الرب
فانطلق إلى نينوى ليبشر أهلها بالخلاص.
بيد أن نجاحه هناك وإقبال الناس على التوبة أثارا غضبه،
فلقنه الله درسا عمليا مستخدما مثال النبتة.
لقد أشار العهد الجديد إلى قصة يونان واختباره في بطن الحوت (متى 12: 38*41) واستشهد بها كرمز لدفن يسوع.
نجد خلاصة موضوع هذا الكتاب في (4: 11)
حيث عبر الله عن محبته لكل الجنس البشري سواء كانوا من بني إسرائيل أو من الأمم.
لم يكن في وسع يونان أن يُخْلِص الحب لشعب أشور،
غير أن الله لم يشأْ لهم سوى كل خير وخلاص ،
لهذا أرسل لهم نبيا ليعرض عليهم التوبة فيحيون.
كذلك، يجسد هذا الكتاب قوة الله وتحكمه بقوى الطبيعة
*** صفنيا النبى - من شخصيات الكتاب المقدس *
**
من المرجح أن صفنيا قد دون لنا هذا السفر بإرشاد روح الله في وقت ما سابق لسنة 621 ق.م.
كان صفنيا
نبياً في مملكة يهوذا في العقود الأخيرة من وجودها، أي قبل دمارها في سنة 586 ق.م.
وكان يوشيا هو ملك يهوذا حينذاك،
ولا شك أن كرازة صفنيا كان لها بعض الأثر في حث الملك على إجراء إصلاحات شاملة في سنة 621 ق.م.
غير أن هذه الإصلاحات لم تكن وافية تماما بالغرض، كما أنها تمت في وقت متأَخر،
إذ ما لبث الناس أن غرقوا في مستنقعات الخطيئة من جديد فسقطت مدينة أُورشليم في أيدي البابليين الغزاة.
رسالة صفنيا
اتسمت بالشدة، كما بينت على دينونة الله العادلة.
ولم تقتصر نبوءات صفنيا على مملكة يهوذا بل تخطتها إلى الممالك المجاورة التي تحتم عليها أن تقاسي من قضاء الله ودينونته أيضا.
لقد أمل أهل يهوذا
أن يترفق بهمِ الله في يوم قضائه على الرغم مما اقترفوه من آثام، وأن ينصب احتدام غضبه على أعدائهم.
بيد أن صفنيا قال لهم بصريح العبارة إنه عندما يدين الله الخطيئة فإن الذين يتمتعون بمعرفة أكثر تكون دينونتهم أعظم.
تبدأُ الدينونة بيهوذا وتنتهي بالأُمم الأُخرى.
ولكن إن تاب أهل يهوذا من كل قلوبهم فإن الله يكف عنهم دينونته وينعم عليهم بالحياة والبركة.
اولا : مريم اخت موسى وهارون و هى تميزت بثلاثة اشياء
* اظهرت حكمة عندما تقدمت لابنة فرعون واشارت عليها ان تاخذ موسى لترضعه امها .
* اظهرت غيرة عندما رنمت بالدف عند عبور بنى اسرائيل البحر الاحمر
* اخطات عندما تكلمت على موسى النبى فضربت بالبرص .
وهكذا لنحرس حتى لا نكون ذوى لسانين لسان يرنم ولسان يدين
ثانيا : مريم المجدلية وتميزت بثلاثة اشياء
* اخرج منها الرب سبعة شياطين وطهرها من خطاياها
* خدمت الرب وتلاميذه مع بقية النساء التقيات من اموالهن
* كانت اول من ظهر لها رب المجد بعد قيامته وامرها ان تبشر التلاميذ بقيامته .
مبارك هو القلب الذى يملاه المسيح بعد ان يطهر ه من العالميات والشياطين
ثالثا : مريم اخت لعازر وتميزت بثلاثة اشياء
* هى جلست عند قدمى السيد المسيح واختارته النصيب الصالح لحياتها وابديتها
* بكت فى حزن عند قدمى المسيح عندما مات لعازر وحينئذ بكى يسوع
* امنت بموت المسيح على الصليب وطيبها المسكوب كان تعبيرا عن ذلك .
ما احلى ان نختار المسيح نصيبا لنا نفتح له كنوزنا وقارورة طيب تعبدنا وشكرنا
* هى لم تفارق اختها العذراء فى احزانها ووقفت بجوارها عند الصليب
* قدمت ابناءها للرب وهم يهوذا تداوس ويعقوب الصغير التلميذين وسمعان ويوسى من السبعين رسولا .
ما اجمل ان نقدم قلوبنا وابناءنا لخدمة المسيح القدوس
خامسا : مريم ام مرقس (يوحنا )
* هى قدمت العلية لياكل فيها السيد المسيح الفصح ويصنع سر الافخارستيا
* ربت ابنها معلمنا مرقس فى خوف الله واختاره الرب رسولا و كارزا فى مصر وهو كتب انجيل مرقس اول انجيل كتب فى العالم
* تحول بيتها الى اول كنيسة فى العالم اذ ظهر فيها الرب بعد قيامته . ليت بيوتنا تكون للرب كنيسة
سادسا : مريم التى تعبت فى الخدمة
"سلموا على مريم التى تعبت لاجلنا كثيرا " (رو 16 :6)
* فهى تعبت لاجل الخدمة والرسل وتعب المحبة لا يذهب باطلا
* وهى مثال للخدام والخادمات الامناء الذين يحبون بعضهم بعضا
* هى لم تنل مديحا من الناس بل من الرب
" لانه ليس من مدح نفسه هو المزكى بل من يمدحه الرب " (2 كو 10 :18 )
سابعا : هى العذراء القديسة مريم
اما انت ففقت عليهن جميعا
تلقبها الكنيسة : ثيؤطوكوس اى والدة الاله
* العذراء الجميلة فى طاعتها للرب فقالت للملاك جبرائيل المبشر :
هوذا انا امة الرب وجميلة فى اتضاعها ومحبتها فذهبت لتخدم اليصابات زوجة الكاهن زكريا وجميلة فى ايمانها اذ امنت بما قيل لها من قبل الرب وجميلة فى محبتها للهيكيل فهى بقيت تخدم فيه حتى عمر 12 سنة وجميلة فى تبيحها فنطقت بتسبحتها الجميلة :
لنطوب العذراء التى قالت : هوذا منذ الان جميع الاجيال تطوبنى .
لنطوب العذراء التى لم تتذمر اذ مات ابواها يواقيم وحنة وهى طفلة صغيرة .
لنطوب العذراء لان مجدها كان من الداخل .
لنطوب العذراء التى اجتاز السيف قلبها كما تنبا عنها سمعان الشيخ وهى راضية .
لنطوب العذراء التى لما رات الاوانى فرغت من الخمر (عصير العنب ) فى عرس قانا الجليل تشفعت لاجلهم .
لنطوب العذراء المحتشمة فى لبسها الجميلة فى فضائلها الطاهرة فى سيرتها الامينة فى شفاعتها النقية فى اعمالها المصلية فى ضيقاتها .
لنطوبها فهى فاقت عليهن جميعا
*** اسا الملك ***
واجه آسا الملك خطراً عظيماً للغاية تمثل فى هجوم شرس علي مملكته من جيش ضخم قوامه مليون جندى من الكوشيين واللوبيين .. أمام هذا الهجوم أدرك آسا كم هو عاجز ، فأتي إلي الرب مُسلّماً له طريقه ، فقال :
« أيها الرب ليس فرقاً عندك أن تساعد الكثيرين ومن ليس لهم قوة . فساعدنا أيها الرب إلهنـا لأننا عليك اتكلنـا » ( 2 أى 14 : 11 )
+ أدرك آسا عجزه الذاتى فاستند بالكامل علي إلهه ، فماذا حدث ؟ .. قاده الرب إلي انتصار معجزى ساحق علي أثره اغتنت مملكته جداً .. ولكن عندما تعرض لخطر أقل بكثير ، لم يسلم للرب طريقه ولجأ إلي التحالف مع ملك أرام الوثنى .. لم يشعر باحتياجه إلي الرب كما فى المرة السابقة وتصرف دون أن يستشير الرب معتمداً علي حكمته الخاصة .. وما أمر نتائج ما فعل ، أتي إليه حنانى الرائى حاملاً إليه رسالة ثقيلة :
« ألم يكن الكوشيون واللوبيون جيشاً كثيراً بمركبات وفرسان كثيرة جداً . فمن أجل أنك استندت علي الرب دفعهم ليدك . لأن عينى الرب تجولان فى كل الأرض ليتشدد مع الذين قلوبهم كاملة نحوه » ( 2 أى 16 : 8 ، 9 )
ووبخه حنانى النبى قائلاً :
« مـن أجـل أنـك اسـتندت عـلي ملك أرام ولم تسـتند علي الـرب إلهـك .. فـقد حمقت فى هذا حتي إنه من الآن تكـون عليـك حـروب » ( 2 أى 16 : 7 ، 9 )
عن كتاب : يقودنى
ملعون من اتكل على ذراع بشر
الرب هو الملجأ والمعين ..من لجأ اليه لا يحتاج الى شىء اخر
كان من سبط لاوى , من فرقة ابيا , تقيا يخاف الله ..
جاءه الملاك جبرائيل ليبشره بيوحنا فتشكك فى كلامه لان امرأته اليصابات كانت عاقرا .. فضرب بالصمت لانه لم يصدق .....
"وهاانت تكون صامتا ولاتقدر ان تتكلم الى اليوم الذى يكون فيه هذا لانك لم تصدق كلامى الذى سيتم فى وقته - لو 1 : 19 .
ولما ولد يوحنا اراد الاقرباء ان يسموه زكريا كأبيه , ولكن اليصابات قالت لهم ان اسمه ... يوحنا , فلما اومأوا الى زكريا كتب لهم "يوحنا " وفى الحال انفك لسانه ونطق بتسبيحته التى تختص بميلاد المخلص ...
لذلك تقرأ فى الانجيل ايام الاحاد من شهر كيهك فى صوم الميلاد .. وفيها يقول :
+ واقام لنا قرون خلاص . + خلاص من اعدائنا . + معرفة الخلاص .
كما انه فى نفس التسبحة يقول زكريا لابنه :
" وانت ايها الصبى نبى العلى تدعى , لانك تتقدم امام وجه الرب لتعد طرقه "
اما اليصابات
فكانت فى شركة حب للرب مع رجلها , وهذا هو سبيل نجاح أى اسرة ,
قيل عنهما " وكانا بارين امام الله سالكين فى جميع وصايا الرب واحكامه بلا لوم ".
+ فاض قلبها بتسبيح جميل عندما سمعت سلام العذراء فى بيتها .
+ سجد ابنها وهو لم يزل جنين فى بطنها للمسيح وهو فى بطن العذراء .
+ طوبت العذراء بلسان حلو " مباركة انت فى النساء ومباركة هى ثمرة بطنك .
+ كان اتضاعها عجيبا امام العذراء , فى الوقت الذى هى فيه فى عمر جدتها , وزوجة رئيس كهنة " من اين لى هذا ان تأتى ام ربى الى " .
+ طوبت العذراء ايضا لانها رأتها اعظم من زكريا رئيس الكهنة , فزكريا لم يصدق البشارة مع علمه وخبرته بحدوث مثل هده الامور فى الشعب ...
بينما امنت العذراء بالبشارة وهى بتول ... لذا قالت عنها اليصابات " طوبى للتى امنت ان يتم ماقيل لها من قبل الرب - لو 1 : 45 .
*** القديسة حنة ***
هي والدة السيدة العذراء مريم والدة الإله. وكانت هذه الصدِّيقة إبنة لماثان بن لاوي بن ملكي من نسل هارون الكاهن، وإسم أمها مريم من سبط يهوذا.
وكان لماثان هذا ثلاث بنات:
الأولى :مريم باسم والدتها وهي أم سالومي القابلة.
والثانية :صوفية أم أليصابات والدة القديس يوحنا المعمدان.
والثالثة :هي هذه القديسة حنة زوجة الصديِّق يواقيم من سبط يهوذا ووالدة السيدة العذراء مريم أم مخلص العالم.
بذلك تكون السيدة البتول وسالومي وأليصابات بنات خالات.
وإن كنا لا نعلم عن هذه الصدِّيقة شيئًا يذكر إلا أن إختيارها لتكون أمًا لوالدة الإله بالجسد لهو دليل على ما كان لها من الفضائل والتقوى التي ميزتها عن غيرها من النساء حتى نالت هذه النعمة العظيمة.
إذ كانت عاقرًا كانت تتوسل إلى الله أن ينزع عنها هذا العار، فرزقها إبنة بركة لها ولكل البشر، هي العذراء مريم أم مخلص العالم.
*** يعبيص ***
« وكان يعبيص أشرف من إخوته .. ودعا يعبيص إله إسرائيل قائلاً ليتك تباركني وتوسع تخومي وتكون يدك معي..فأتاه الله بما سأل » (1أخ9:4،10)
لم يكن يعبيص « أشرف من إخوته » لأنه كان رجلاً غنياً أو نابهاً أو مُعتبراً في دوائر زراعته أو تجارته.. الخ. فإن الروح القدس لا يذكر شيئاً من ذلك، بل يشير إلى ناحية واحدة فقط هي أنه دعا إله إسرائيل بالصلاة. كان شريفاً لأنه كان رجل صلاة. فلنتفكر لنعرف كيف يصبح الإنسان شريفاً في تقدير الله.
لقد تشبث يعبيص بطلب بركة الله عليه « ليتك تباركني ». لقد آمن فسأل، وسأل قصداً شريفاً، وقصد إلهاً غنياً. والله يكرم الذين يكرمونه.
وكان يعبيص شريفاً لما طلب النمو الروحي « ليتك ... توسع تخومي ». ليس مما يسر الله أن يقنع المؤمن بالقليل من الإدراك والاختبار الروحي. ليست الغاية هي أن نخلص من الدينونة فقط، بل يجب أن نتقدم إلى الكمال - كمال النمو في النعمة وفى معرفة ربنا ومخلصنا يسوع المسيح (2بط18:3) .
وكان يعبيص شريفاً لما طلب صُحبة الله له .. « تكون يدك معي ». إن المحب يشتاق إلى الشركة مع المحبوب. ولذلك ينبغي أن يملأنا الشوق إلى التمتع بحضرته وبشركة موصولة معه، وهذه تتوفر لنا بالطاعة له « إن أحبني أحد يحفظ كلامي ويحبه أبى وإليه نأتي وعنده نصنع منزلا » (يو23:14) .
وكان شريفاً لأنه كان يرفض الشر وينفر منه « ليتك ... تحفظني من الشر ». إننا في طريق سياحتنا هنا نحتك بالعالم وبالشيطان، وفينا الجسد. ومن هذه الثلاثة يتفجر الشر في كل وقت. وما أحرانا أن نطلب القوة آلتي تحرسنا. وإذا نحن عرفنا جاذبية الخطية للجسد وحاولنا أن نحفظ أنفسنا منها بقوتنا الذاتية، فلن نفلح. لكننا نكون حقاً شرفاء إذا نحن نفرنا بأمانة من كل شر وسعينا صادقين في أثر القداسة، طالبين القوة من الله.
وكان يعبيص شريفاً حين طلب أن يختبر الفرح في الرب .. « تحفظني من الشر حتى لا يتعبني ». إن الرغبة في اختبار هذا الفرح تعبر عن نية الطاعة والخضوع للرب.
طلب يعبيص من قلبه كل هذه الطلبات النبيلة « وآتاه الله بما سأل ». والله هكذا يوافى كل واحد منا - كل مَنْ يصلى كما صلى يعبيص بكل إخلاص وبكل صدق.
+ ايليا يمثل شخصية عظيمة في التاريخ النبوي لبني اسرائيل ولنا كمسحيين. ولم يذكر لنا الكتاب شيئا عن تاريخة. وقد اخفاه الله ليعلمنا انه قادر ان يستخدم اي انية او قلب او وسيلة لمجد اسمه طالما القلب قد قدم له .وقد استخدمة الله منذ شبابه عكس موسى النبي الذي بدا يخدم في سن 80 سنة.
+ كان من مستوطني جلعاد (شرق الاردن) ودعاه الرب للخدمة في وقت صعب ايام ملك اخاب وايزابل زوجته "و لم يكن كاخاب الذي باع نفسه لعمل الشر في عيني الرب"(1مل 21 ) .
+ سمي بالنبي الناري : لحراة خدمته وقوتها :طلب فنزلت نار من السماء واكلت الذبيحة ,مرة اخرى لتاكل اعداءه ,راى نارا عجيبة في وسط الجبال ,واختطفه الرب للسماء في مركبة نارية, كانت قوة ايليا في كونه رجل صلاة ,لم يكن له جيش او اتعاب في الشعب با قال لاخاب " حي هو الرب الذي انا واقف امامه "
+ دعاه الرب فانذر اخاب " حي هو الرب لا يكن مطر الا عند قولي " وبالفعل انقطعت الامطار ثلاث سنوات ونصف وسببت ضيقا عظيما للشعب ( كما سيدث ايام المسيح الدجال كقول سفر الرؤيا ).
+ بدلا من ان يتوب اخاب بدا يبحث عن ايليا ليقتله , لكن الرب يعول ايليا عن طريق الغربان بجوار نهر صغير , وبعد جفاف النهر ارسله لصرفة صيدا بلبنان حيث عالته ارملة اجنبية فقيرة , لكن الواقع ان الرب عال الجميع ببركته في كوار الدقيق الذي لم يفرغ وكوز الزيت الذي لم ينقص.
+سمح لها الله بتجربة موت ابنها رغم الخير الذي فعلته مع ايليا وايمانها بالله, وحاول الشيطان كما يفعل معنا بتشكيكها في محبة الله وقدرته , تذكرت خطيتها القديمة واعترفت بها وتابت عنها , اقام الرب الطفل بصلاة ايليا وفرحت الارملة بابنها وايضا بتوبتها , فالتجربة وراءها دائما خير " كل الاشياء تعمل معا للخير للذين يحبون الله "
+بعد ثلاث سنوات ونصف امر الرب ايليا ان يترائى لاخاب ليعطي مطرا , لكن يجب اولا ان تنتهي عبادة البعل من وسط الشعب والتي تسبب فيها اخاب واسرته , يجب ان يرجع الشعب الى الله حتى تاتي بركة المطر " توبوا وارجعوا لتمحى خطاياكم وتاتي اوقات الفرج من عند الرب "
+ جمع انبياء البعل وكهنتة مع الملك والشعب بينما كان ايليا وحده مع الله قال للشعب " حتى متى تعرجون بين الفرقتين اذا كان الرب هو الله فاتبعوه وان كان البعل فاتبعوه ,الذبيحة التي تنزل نار من السماء وتاكلها تكون هي المقبولة " , تدخل الله ومنع نزول نار كاذبة لذبيحة البعل , وترك ايليا ليتهكم على البعل وكهنتة , حتى الساعة الثالثة ( ميعاد صلب السيد المسيح على الصليب ) فرمم المذبح وقدم ذبيحة وصلى بهدوء لله فارسل نار اكلت الذبيحة والمذبح ولحست الماء فامن الشعب بالله , وصعد ايليا لجبل الكرمل ووضع راسه بين ركبتيه وصلى سبع مرات حتى ارسل الله المطر وحدثت نهضة روحية في الشعب
+ ايليا يضعف انذرته ايزابل بقطع راسه في الغد , بدلا من اللجوء الى الله انهار وهرب وجلس تحت شجرة طالبا الموت لنفسه , ونسى كل قدرة الله معه , لكن الله ارسل له ملاكه واطعمه مرتين واعطاه قوة غير عادية ليسير بها اربعين نهارا وليلة لجبل الله حوريب وهناك كلمه الله بصوت ريح خفيف واوصاه وصايا واعلمه انه لايترك نفسه بلا شاهد , حيث يوجد 7000 زكبة لم تجث لبعل , وهذا يرينا ان الانسان ضعيف مهما بلغت درجة ايمانه وقوته متى اتكل على نفسه ونسى قوة الله
كانت هذه بعض التاملات في حياة رجل الله ايليا النبي
*** يهوذا الرسول ... ونبذه عن السفر ***
ذكره في العهد الجديد
يُدعى أيضًا تداوس ولباوس ويهوذا أخا الرب تمييزًا له عن يهوذا الإسخريوطي الذي أسلم الرب.
يؤكد التقليد القديم أنه أخو يعقوب كما ذكر القديس لوقا في إنجيله وفي سفر الأعمال. وهو أحد الأربعة المذكورين في كتاب العهد الجديد أخوة الرب، حيث كان أبناء الخال أو الخالة أو العم أو العمة يُحسبون أخوة.
لا يذكر الإنجيل متى دُعي هذا الرسول للرسولية، لكن تذكره الأناجيل وسفر الأعمال ضمن جداول الرسل الاثني عشر. لا يذكره الإنجيل إلا في موضع واحد، فحينما كان الرب يتكلم عقب العشاء الخير قال: "الذي عنده وصاياي ويحفظها فهو الذي يحبني. والذي يحبني يحبه أبي وأنا أحبه وأظهر له ذاتي" قال يهوذا للرب: "يا سيد ماذا حدث حتى أنك مزمع أن تظهر ذاتك لنا وليس للعالم؟" (يو 14: 21-22).
كرازته
يذكر التقليد أنه بشّر في بلاد ما بين النهرين وبلاد العرب وبلاد فارس، ويبدو أنه أنهى حياته شهيدًا في إحدى مدن بلاد فارس.
رسالة يهوذا
تُنسَب إلى هذا الرسول الرسالة التي تحمل اسمه بين الرسائل الجامعة، وهي رسالة قصيرة ويذكر في مقدمتها أنه: "عبد يسوع المسيح وأخو يعقوب".
كُتبت للمسيحيين بوجه عام، حوالي عام 68م، مشيرًا إلى النبوة الواردة في رسالة بطرس الثانية؛ كُتبت قبل خراب أورشليم وإلا كان قد ذكره.
أما غايتها فهو التحذير من المعلمين المزيفين الذين اتسموا بالآتي: فساد الإيمان المُسلم مرة للقديسين، وإنكارهم للآب وللرب يسوع، والافتراء على الملائكة، وأنهم متعجرفون ليس فيهم روح الخضوع للكنيسة وكانوا إباحيين يطلبون ملذاتهم، وأنانيين. وجاءت نغمة الرسالة هي: حفظ الإيمان.
أسماء رسل المسيح
أسماء الرسل حسب ذكرهم في الأناجيل الأربعة:
أندراوس: صياد من بيت صيدا في الجليل و هو أول رسول دعاه يسوع وكان قبل ذلك تلميذ ليوحنا المعمدان.
سمعان بطرس: أخو أندراوس وهو صياد من بيت صيدا في الجليل.
فيلبس: من بيت صيدا في الجليل
يعقوب بن زبدي: من بيت صيدا في الجليل
يوحنا بن زبدي: الملقب بإبن الرعد وأخو يعقوب. كتب إنجيل يوحنا ورسائل يوحنا الأول والثانية والثالثة في الإنجيل
برثولماوس أو نثنائيل
يعقوب بن حلفى
يهوذا لَبَّاوس الملقب تَدَّاوس: أخو يعقوب بن حلفى وذُكر أسمه كيهوذا بن حلفى في بعض آيات الإنجيل وهو ليس يهوذا الإسخريوطى.
متى العشار: من كفرناحوم في الجليل وكان عشار يجمع الجباية. كتب إنجيل متى.
توما: كان يقال له التَّوأم أيضاً حيث أن إسمه مشتق الإسم الآرامى "توماس" الذى يعنى التَّوأم.
سمعان القانوي: ويلقب أيضاً بسمعان الغيور
يهوذا الإسخريوطي: الذى باع يسوع بثلاثين من الفضة. تم إستبداله بماتياس بعد موته منتحراً.
"1 ثم دعا تلاميذه الاثني عشر و اعطاهم سلطانا على ارواح نجسة حتى يخرجوها و يشفوا كل مرض و كل ضعف.
2 و اما اسماء الاثني عشر رسولا فهي هذه الاول سمعان الذي يقال له بطرس و اندراوس اخوه. يعقوب بن زبدي و يوحنا اخوه.
3 فيلبس و برثولماوس. توما و متى العشار. يعقوب بن حلفى و لباوس الملقب تداوس.
4 سمعان القانوي و يهوذا الاسخريوطي الذي اسلمه" (متى 10 : 1-4)
وحدث جوع في الأرض. فانحدر أبرام إلى مصر ... (تك12: 10)
قيل عن أبرام: « ثم ارتحل أبرام ارتحالاً متوالياً نحو الجنوب ». لقد ترك مكان الخيمة والمذبح ثم حدث الجوع في الأرض، فانحدر أبرام إلى مصر، وما أخطر هذا الانحدار .. لو سقط المؤمن وهو صاعد تكون الخطورة أقل، لكن الخطورة شديدة إذا سقط وهو نازل كما حدث مع أبرام. وفي نزوله وانحداره إلى مصر خسر أموراً كثيرة :ـ
1 ـ خاف أبرام: هذا الذي في يوم من الأيام جرَّ غلمانه المتمرنين وحارب أربعة ملوك واستطاع أن ينتصر عليهم، لكنه في انحداره إلى مصر خاف وقال لساراي: « فيقتلونني ويستبقونك » بينما لا يوجد خوف في جو الشركة « لا خوف في المحبة بل المحبة الكاملة تطرح الخوف إلى خارج » (1يو4: 18).
2 ـ كذب وقال لساراي « قولي إنك أختي » فالانحدار إلى العالم يوجد الخوف في النفس ويقود إلى الكذب.
3 ـ أُخذت منه سارة، التي تشير إلى النعمة « النعمة التي نحن فيها مُقيمون ». وهكذا تم فيه القول « الذين يراعون أباطيل كاذبة يتركون نعمتهم » (يون2: 8).
4 ـ أحضر معه هاجر المصرية التي ولد منها اسماعيل.
5 ـ أضاع أوقاتاً ثمينة من عمره لأنه بعد ذلك رجع إلى بيت إيل « إلى المكان الذي كانت خيمته فيه في البداءة ... إلى مكان المذبح الذي عمله هناك أولاً.. ».
6 ـ أعطاه فرعون ثروة كبيرة: صنع إلى أبرام خيراً بسببها. وصار له غنم وبقر وحمير وعبيد وإماء وأتن وجمال .. وكانت هذه الثروة سبب المشاكل والخصام بين رعاته ورعاة مواشي لوط.
7 ـ أضرَّ بلوط الضعيف لما أخذه إلى مصر ـ فعندما رأى دائرة الأردن قال عنها « كجنة الرب كأرض مصر ». فعندما ينحدر مؤمن قوي يضرّ بالآخرين كما حدث في العهد الجديد مع بطرس عندما قال « أنا أذهب لأتصيَّد. قالوا له (باقي التلاميذ) نذهب نحن أيضاً معك » (يو21). فما أخطر الانحدار!
ليُعطنا الرب نعمة لكي لا ننزل إلى العالم، أما إذا أُنزلنا كيوسف بحسب مشيئة الله لأشغال نمارس - آذار - ها، فإن الرب سيعطينا النجاح في شهادتنا التي نقوم بها لمجده.
يوسف بين الخير والشر
القمص فليمون الأنبا بيشوي
هل إستطاع أخوة يوسف أن يميتوه؟
هل هدأت نفوس اخوته بعد أن باعوه وتخلصوا منه؟
هل إستطاع بئر جاف أن يوقف مسيرة الله معه؟
هل صمت الرب عن يوسف تاركاً الشر ينال منه؟
هل انتصر الشر على يوسف البار؟
ما موقف المتآمرين منه بعد أن رأوه متوجاً بل إلهاً لفرعون؟
هل في بداية التجربة كان يوسف يدرك الخطة الإلهية في حياته؟
لو لم يبع يوسف عبداً ولو لم يرذل من إخوته ماذا كانت نهايته؟
إنها قصة كل فرد منا فيه ينهزم الشر مهما طال، ويتبدد الظلام مهما انتشر ،
وتظهر الحقيقة حتى ولو بعد أجيال وأجيال.
فقال لهم يوسف لا تخافوا. لأنه هل أنا مكان الله.
أنتم قصدتم لي شراً ، أما الله فقصد به خيراً ، لكي يفعل كما اليوم ، ليحيى شعباً كثيراً (تك 50 : 19 – 20)
بين شكيم ودوثان :
هناك في شكيم كانت بداية اللقاء ، لقد مضى أولاد يعقوب يرعون غنم أبيهم ، وطال الفراق وانقطعت الأخبار ، فدعى يعقوب إبنه الذي يحبه يوسف قائلاً:
إذهب انظر سلامة اخوتك وسلامة الغنم ورد لي خبراً (تك 37 : 12) وخرج يوسف من لدن أبيه حاملاً سلامه ورسالته . وهناك في شكيم لم يكن له مكان ، في البرية كان تائهاً ضالاً إلى أن وجده أحد الرجال الذي أشار إليه بالتوجه إلى دوثان (تك 37 : 17).
وصل إلى دوثان والتعب قد أخذ منه ، ولكن حينما أبصره إخوته من بعيد احتالوا عليه ليميتوه ، فقال بعضهم لبعض: هوذا صاحب الأحلام هذا قادم ، فالآن هلم نقتله ونطرحه في إحدى الآبار ونقول وحش ردئ أكله .. فقال لهم رأوبين لا تسفكوا دماً إطرحوه في هذه البئر التي في البرية ولا تمدوا إليه يداً ..
فكان لما جاء يوسف إلى إخوته .. خلعوا قميصه الملون الذي عليه ، وأخذوه وطرحوه في البئر .. ثم جلسوا ليأكلوا طعاماً .. واجتاز رجال مديانيون (تجار) فسحبوا يوسف وأصعدوه من البئر وباعوا يوسف للإسماعيليين بعشرين من الفضة فأتوا بيوسف إلى مصر (تك 37: 18 – 29).
أهكذا يكون الجميل ؟ أهكذا يعامل الأبرار ؟!
ماذا كان شعور يوسف وقتها ؟! وفيما كان يفكر ؟
ولو نحن في مكانه ماذا كان تفكيرنا ؟ يأتي لسلام اخوته فيفكروا في قتله!!
لقد ضاقت نفسه مسترحماً اخوته بدون جدوى ، كانت قلوبهم كحديد مطروق أمام توسلاته واسترحماته لهم "حقا إننا مذنبون إلى أخينا الذي رأينا ضيقة نفسه لما استرحمنا ولم نسمع (تك 42: 22).
كيف استطاعوا أن يمدوا أيديهم إلى أخيهم ليوثقوه ويطرحوه حياً في بئر ؟ وهل هانت عليهم قلوبهم أن يتركوه يموت جوعاً ، أو ملتهماً من الوحوش البرية ، بعد أن التهموه ببغضة قلوبهم ؟ أين ضمائرهم ومخافتهم لإلههم ؟
ألقوه في البئر وجلسوا يأكلون !! إنها قسوة ما بعدها قسوة بل جحود ونكران لم نرى مثله من قبل .. كيف استطاعوا الجلوس للأكل . لقد ظنوا أنهم سيتخلصون منه ونسوا تماماً عناية الرب..
حقاً إن الأمور كلها تعمل معاً للخير وكل ما يعمل لا يعمل جزافاً بل بسماح من الله ، لمجد الإنسان والتسبيح إسم القدوس المبارك (بل لتظهر أعمال الله فيه يو 9 : 3):
احتالوا عليه ليميتوه ثم أوثقوه ، ملقين إياه في البئر. ثم مبيعين إياه بعشرين من الفضة وكأنما الفضة أثمن من أخيهم الذي جاء للسؤال عنهم حاملاً خيرات أبيه لبطونهم!!
أين هو الله ؟ ولماذا سمح بهذا ؟ أين العناية الإلهية؟
لا بد أن هذا كان تفكير يوسف الصديق ، الشاب الذي كان يحيا مع الله فكان ناجحاً في كل أعماله .
إن مشكلة الإنسان الكبرى هي عدم الصبر والحكم على الأمور بسرعة من الساعات الأولى للأحداث.. لقد تخلص أبناء يعقوب من يوسف وظنوا أن ملف القضية قد أغلق .. ولم يعلموا أن الله يحول الشر إلى خير ..
تآمروا عليه من بعيد .. أما الرب فبدد مؤامراتهم .
صمموا على قتله .. أما الرب فأعطاه عمراً.
تركوه جوعاناً .. فمد الرب يده وأطعمه.
ربطوه ظلماً .. فمد الرب يده وفكه.
عروه حقداً وحسداً فكان الرب ستره !! إيه يا نفسي إيه ؟هل أدركت عنايته ، هل أحسست بدفء محبته ورعايته..
في أرض مصر : جاء يوسف إلى مصر واشتراه فوطيفار خصي فرعون رئيس الشرط .. وهو رجل مصري .. من يد الإسماعيليين الذين أنزلوه إلى هناك وكان الرب مع يوسف فكان رجلاً ناجحاً (تك 39 : 1 ، 2).
سار يوسف في غربته عبداً مقيداً خلال قافلة الإسماعيليين ، يشعر بالوحدة والغربة وعدم الوفاء ، سار مع القافلة وقلبه مطحوناً مجروحاً من إخوته ولم يدرى أن الرب يرافقه إنه أمر مخفي عن عينيه وما أجمل الوحي حينما يكشف لنا "وكان الرب مع يوسف" (تك 39 : 1).
لو تنكر لي الآخرون حتى ولو كانوا بنو أمي فإن الرب معي لن يتركني وحيداً ، وكما كان مع يوسف هكذا يكون مع أولاده في الضيقة حتى لو أخفى عن عيونهم.
وهناك في مصر ظهرت اليد الإلهية تسانده ووجد يوسف نعمة في عيني سيده وخدمه فوكله على بيته ودفع إلى يده كل ما كان له ، وكانت بركة الرب على كل ما كان له (تك 39).
وجد يوسف تكريماً ونعمة في عيني سيده ولكن شعوره بالغربة ، شعوره ببعده عن أبيه يعقوب ، شعوره بمرارة حقد إخوته وما صنعوه ، إحساسه كعبد وهو من أحب إخوته إلى قلب أبيه .. إنها أحاسيس كانت تراوده ، وأفكاراً كانت تهاجمه ولم يكن يعلم أنها لخيره بل لخير قبيلته وعشيرته..
هل كان يعلم وقتها ما هو لسلامه ؟ كلا.
وهناك في بيت سيده أتهم زوراً وشكك في طهارة سلوكه ، ولم يدافع عن نفسه ولم يبرر من موقفه ولكن عينا الرب كانت له راصدة ، وعنايته حافظة ، وقوته مدبرة، ويده مخططة ، وإرادته نافذة .. أجل .. إزدادت التجربة ، ماذا كان شعوره وإحساسه؟ لمن يشكو ومع من يتكلم؟
إقتادوه إلى السجن بعد أن أمسكوه عارياً ، فالمرأة ألقت بإتهاماتها عليه ، والثوب في يديها شاهد على صدق قولها ، ويوسف أمامها عارياً لا يملك من الكلمات أو المواقف ما يدافع به عن نفسه !!
كيف كانت حياته ؟ ما مقدار الفضيحة حوله؟
وبماذا يواجه العبيد وسيده؟
ورغم أن العناية الإلهية كانت ترافقه كان لا بد من الآلام والتجارب.
سجين على كرسي الولاية: في درج السجن أودع البار ، لقد حكم عليه من الكل أنه إنسان شرير ، أجل ليس المهم حكم أو رأي الناس "كان الرب مع يوسف وبسط إليه لطفاً وجعل نعمة له في عيني رئيس السجن .. لأن الرب كان معه ومهما صنع كان الرب ينجحه" (تك 39 : 21 – 23).
وهناك في السجن أكمل يوسف جولته ورغم ما انتشر حوله من القيل القال كان الرب له ناصراً ومعضداً ، وهنا يتساءل الناس أو ربما لو كنا في موقفه لكنا لله سائلين:
لماذا لا تظهر الحق سريعاً؟ لما لا تنتقم لأنفسنا ؟ لماذا تسمح بهذا لأولادك؟
أجل إنه يحول الشر إلى خير ومن الجافي يخرج حلاوة !
وهناك في السجن كان يوسف منسياً لم يذكره رئيس السقاه كما أخبره بل نسيه (تك 40 : 23) ولكن حتى لو نسيت الأم الرضيع فإن الله لا ينسى أولاده ، ومهما طال الظلام لا بد من ضوء النهار.
وبعد سنتين من الزمان أن فرعون رأى حلماً (تك 41 : 1) سبع بقرات حسنة المنظر سمينة وسبع بقرات قبيحة المنظر ونحيفة، فأكلت البقرات النحيفة البقرات السمينة ، وسبع سنابل سمينة وسبع سنابل نحيفة فأبتلعت السنابل النحيفة السنابل السمينة واستيقظ فرعون من نومه منزعجاً، فأرسل ودعا جميع سحرة مصر وجميع حكمائها وقص عليهم فرعون حلمه فلم يكن من يفسره لفرعون (تك 41 : 1 – 8) فتذكر رئيس السقاه يوسف وأخبر فرعون فأرسل فرعون ودعا يوسف من السجن ليفسر له أحلامه (تك 41: 17).
وحسن كلام يوسف في عيني فرعون ، يوسف المباع من إخوته ، الغريب عن موطنه، المطعون في شرفه وكرامته، الصامت عن الدفاع عن نفسه حسن كلامه في عيني فرعون وفي عيون جميع عبيده فقال فرعون لعبيده هل نجد مثل هذا رجلاً فيه روح الله ؟! أهكذا يطيل الله أناته ؟ حقاً أن يوماً عند الله في السجن يحدث هذا ؟ أهكذا يطيل الله أناته ؟ حقاً إن يوماُ عند الله كألف سنة عند البشر ، والله لا يقيس الإنسان ولا تقاس أعماله بسنين أو أيام .. إنه يختار الوقت المناسب إنه في عنايته بنا يتخير أوقات النصرة لنا ، لو كان رئيس السقاه ذكر يوسف حال خروجه من السجن أي من سنتين قبل حلم فرعون ربما كان فرعون أطلق سراحه ورجع يوسف إلى وطنه دون أن يدخل في المجد ، أما التأخير حتى يحلم فرعون حلماً هاماً فكان الطريق إلى أن يتولى يوسف مسئولية البلاد الخيرة وخير إخوته.
وفال فرعون ليوسف بعدما أعلمك الله كل هذا ليس بصير وحكيم مثلك ، أنت تكون على بيتي وعلى فمك يقبل جميع شعبي .. انظر قد جعلتك على كل أرض مصر وخلع فرعون خاتمه من يده وجعله في يد يوسف ، والبسه ثياب بوص ، ووضع طوق ذهب في عنقه ، وأركبه في مركبته الثانية ونادوا أمامه : إركعوا .. وجعله على كل أرض مصر .. ودعا فرعون إسم يوسف مخلص العالم وكان يوسف ابن ثلاثين سنة (تك 41 : 37 – 46).
وهكذا كانت عناية الله ومحبته ليوسف الذي ربما لم يدركها ولم يفهمها في حينها ، وهكذا أصبح يوسف على كل أرض مصر ، لقد أنساه الله كل تعبه وكل عناء بيت أبيه وجعله مثمراً في أرض مذلته (تك 41 : 51 – 52).
لم يعلم يوسف في حينه أن الله كان يعده لكي ينقذ كل بيت أبيه من موت الجوع بل الجوع الذي كاد يهدد كل الأرض، وحينما يدرك يوسف قصد العناية الإلهية يقف الآن منشداً نشيد النصرة وتسبحة الحمد لله الذي اختاره ورعاه وحول الشر في نظر يوسف إلى خيراً:
فلولا بيع إخوته له ما وصل إلى مصر،
ولولا إفتراء إمرأة فوطيفار ما دخل السجن،
ولولا السجن ما تقابل مع رئيس السقاه وفسر حلمه،
ولولا رئيس السقاه ما أخبر فرعون بيوسف،
ولولا حلم فرعون ما جلس يوسف على العرش .
إنها سلسلة متشابكة الحلقات، رتبت حلقاتها بعناية إلهية فائقة. إن وصول يوسف إلى هذا المكان يرجع إلى إخوته الحاقدين عليه ، هم قصدوا به موتاً أما الرب فقصد به حياه لشعبه (مخلص العالم) فكم ينبغي أن يشكرهم ويتناسى إساءاتهم لذلك صرخ من أعماقه بعد أن كشفت له النعمة الخطة الإلهية لحياته: هل أنا مكان الله أنتم قصدتم لي شراً، أما الله فقصد بي خيراً لكي يفعل كما اليوم ليحيى شعباً كثيراً (تك 50 : 19).
الآن وضعت الفأس على أصل الشجرة ، وكشف المحجوب وتباينت المقاصد الإلهية:
لقد بيع يوسف عبداً وعاش غربته ألماً لكي يحيى شعباً كثيراً، كما كانت بهجته وعمق فرحته حينما حصد ثمرة تألمه !
وهكذا تعمل الأمور معاً للخير ولخير الإنسان مهما بدا من شر وضيق وإضطهاد.. إنها العناية الإلهية.
يوسف وإخوته في أرض مصر:
في دوثان كان الخير مهزوماً، وفي مصر كان الشر مقهوراً.
تآمروا عليه من بعيد ، أما هو فأشفق عليهم حين رآهم.
عروه من قميصه، أما هو فسترهم بتسامحه وحبه .
تركوه جوعاناً ، أما هو فأطعمهم من مخازن الله.
أرادوا قتله ، أما هو فأراد لهم حياة.
باعوه بعشرين من الفضة ، أما هو فرد فئة كل واحد إلى عدله.
لما وجدوه بكوا على أنفسهم ندماً، أما هو فبكى عليهم حباً وقبلهم.
فقدوه وهو في السابعة عشر من عمره ، ووجدوه وهو في السابعة والثلاثين من عمره.
قالوا ليعقوب يوسف مات ، أما العناية الإلهية فقالت : لا بل حيّ هو.
في أرض مصر : إشتد الجوع وجاءت كل الأرض إلى مصر ، إلى يوسف لتشتري قمحاً "لأن الجوع كان شديداً في كل الأرض" (تك 41: 57) وقال يعقوب لبنيه لماذا تنظرون بعضكم إلى بعض. إني سمعت أنه يوجد قمح في مصر.. إنزلوا إلى هناك واشتروا لنا من هناك لنحيا ولا نموت (تك 42 : 1 – 3) . ولم يكن يعلم يعقوب أن إبنه الصغير هو الذي سينقذه وينقذ أولاده من موت الجوع.. ولم يكن يعلم يعقوب أنه لا تستطيع قوة في الوجود أي كانت أن تضره أو تنزع فلذة قلبه بعيداً عنه بدون سماح من الله .. لم يكن يعلم أن العناية الإلهية ترافقه وترافق وليده.
فمهما حاولت اليد الأثمة أن تنزع إبنه من حضنه فلن تستطيع.. حتى ولو نجحت لفترة قصيرة ظن فيها أن كل شيء قد نسىّ .. ولم يكن يعلم إخوة يوسف أن الحق باق وأنه سيظهر حتى لو أخفى إلى حين، وسيكلل الصابرون ويتوج الأمناء .. إنها مفاجئة الأجيال بل عبرة الأجيال بل درس عميق في الإيمان.
أتى إخوة يوسف تاركين أخاهم بنيامين ونزلوا إلى أرض مصر ، ولم يكن في حسبانهم أو فكرهم أن دم التيس الكاذب الذي غسلوا قميص أخيهم فيه سيفضح كذبهم ويكشف قسوة وغيرة قلوبهم ، معلناً أن الوحش الردئ الذي إفترس أخاهم هم أنفسهم . وأن ذاك الوحش لم يفترس يوسف بل افترسهم هم.. ولا بد أن يمزق يعقوب ثيابه ، ويضع مسحاً على حقويه ، نائحاً لا على يوسف بل عليهم ، أولئك الذين تراجعت الرحمة من قلوبهم (تك 37 : 32).
في نفس الطريق الذي سلكه أخوهم عبداً إلى مصر سلكوه هم أيضاً كم كانت فضيحتهم وكم تكون آلامهم ، وما نظرة يعقوب لهم بل ما هي أحاسيسهم ؟ ذهبوا ليبتاعوا قمحاً وحينما تواجهوا مع أخيهم ودون أن يعرفوه سجدوا له بوجوههم على الأرض (تك 42: 6) لقد تحول الأحرار إلى عبيد وفك العبد فصار سيداً .
وهكذا فعلوا دون أن يعلموا ما أمرت به السماء يوم أن قص عليهم حلمه ، وانتهره أبوه وقال له " ما هذا الحلم الذي حلمت ، هل نأتي أنا وأمك وإخوتك لنسجد لك إلى الأرض (تك 37 : 10) وقالوا بعضهم لبعض هوذا صاحب الأحلام قادم.
سجدوا له طالبين رضاه متوسلين إليه أن ينقذهم من موت آت صارخين .. عبيدك جاءوا ليشتروا طعاماً .. ليس عبيدك .. جواسيس (تك 42 :10) ورجعوا إلى أنفسهم وقالوا بعضهم إلى بعض حقاً إننا مذنبون إلى أخينا الذي رأينا ضيقة نفسه ، لما استرحنا ولم نسمع ، لذلك جاءت علينا هذه الضيقة، وهم لم يعلموا أن يوسف فاهم .. فتحول عنهم وبكى (تك 42: 24).
سجدوا بوجوههم .. وأحسوا بذنبهم ولم يعلموا أن أخاهم في وسطهم عجباً !! ظنوا أن قافلة الإسماعيليين ستخلصهم من أخيهم وتريح داخلهم ولكن هيهات هيهات ، لا دب ولا وحش ولا بئر تستطيع أن تضر النفس التي في يد الله مسلمة أمرها ، لا بد وأن يتحقق المكتوب ، ولا بد أن توافق السماء قبل الأرض، فحياتنا في يد إلهنا ومهما حدث وظهر الظلم مسيطراً فلا بد له من قاهر ، إن صوت المعمدان سيظل صارخاً حتى لو فارق الجسد.
أجل ثم أجل .. لقد تواجه يوسف مع إخوته معلناً وكاشفاً ومؤكداً عناية الله بأولاده ، ومهما كان الشر ظاهراً إلا أن باطنه خيراً لاولاد الله ، لذا صرخ يوسف وأخفق صوته بالبكاء قائلاً لأخوته :
أنا يوسف أحي أبي بعد؟! (تك 45: 3)
لقد أحس يوسف بحب الرب وعنايته وحفظه له ، بعد أن رأى اليد الإلهية وهي تقود مسيرة حياته وتقيس خطواته قال لإخوته: والآن لا تتأسفوا ولا تغتاظوا لأنكم بعتموني إلى هنا ، لأنه لإستيفاء حياة أرسلني الله قدامكم .. فقد أرسلني الله قدامكم ليجعل لكم بقية في الأرض وليستبقي لكم نجاه عظيمة ، فالآن ليس أنتم أرسلتموني إلى هنا بل الله ، وهو قد جعلني أباً لفرعون وسيداً لكل بيته ، ومتسلطاً على كل أرض مصر .. فصعدوا من مصر وجاءوا إلى أرض كنعان إلى يعقوب أبيهم وأخبروه قائلين يوسف حي بعد (تك 45: 26).
وهكذا الذين حملوا بشارة قتل يوسف إلى يعقوب ، هم الذين حملوا بشارة حياة يوسف ليعقوب.
لم ينقص يوسف مقدار ذرة واحدة، أمام غدرهم وإضطهادهم ومؤامراتهم.
الذين رفضوا له السجود بإرادتهم، سجدوا له دون أن يدروا . كانوا متأهلين لقتله، والآن طلبوا أكثر من مرة الصفح عما إرتكبوه ضده. والذين ظنوا أن الكذب سيغطيهم، كشف عورتهم وخزيهم.
وبقي يوسف كما هو يوسف مؤكداً كل يوم أن يوسف حي لم يمت .. لأن الساقطين تحت الظلم لا تصيبهم جراحات ، إنما يرجع الآذى على رأس مدبري المكايد والمؤامرات!!!
وهكذا صدق أشعياء النبي حينما قال : "قولوا لخائفي القلوب، تشددوا لا تخافوا ، هوذا إلهكم .. هو يأتي ويخلصكم (أش 35: 4).
كانت حياة اسحق على الارض 180 سنه،أجمل ما فيها أنها كانت مليئه بالرموز والإشارات عن رب المجد يسوع ..
فاسحق كان الابن الوحيدلابراهيم الذى أعطى له فى شيخوخته وكذلك المسيح هو وحيد الأب .
وتسم اسحق بهذا الاسم قبل ان يولد إذ قال الرب لابراهيم " بل ساره امرأتك تلدلك ابناً وتدعو اسمه اسحق" (تك 19:17).. كماتسمىالرب يسوع له المجد قبل ولادته اذ قالالملاك "وها انت تحبلين وتلدين ابناًوتسمينه يسوع" ومعنى اسم اسحق ضحك أو"سرور"وقالت ساره عن ولادته " قد صنع الى الله ضحكاً كل من يسمع يضحك لى"(تك6:21).. أىأنشأ لى سروراً..والمسيح يسوع ايضاً هو ينبوع الفرح الدائم لكل إنسان"نؤمنون به فتبتهجون بفرح لا ينطق به (1بيط7:1) وفى طاعة اسحق لأبيه إبراهيم عندما طلب منه الرب أن يقدمه محرقه على جبل المريا كان رمز لطاعة الابن الوحيد يسوع السيح "وضع نفسه وأطاع حتى الموت موت الصليب "(فى8:2)
وعودة اسحق حياً رمز لقيامة رب المجد يسوع. حتى زواج اسحق من رفقه- التى لم يتزوج غيرها طوال حياته هو رمز لأقتران المسيح العريس بالكنيسه (العروس) .
الدروس المستفاده من حياة اسحق
* أول وأهم درس نستفيده هو الطاعه الكامله والتى ينبغى أن تكون طابع حياة أولاد الله "أيها الآولاد اطيعوا والديكم فى كل شئ لأن هذا مرضى فى الرب "(كز20:2).وأبناء الطاعة تحل عليهم البركه.
* حياة أسحق كانت كلها رموز وإشارات لحياة رب المجد يسوع.. كم يكون جميلا أن تكون حياتنانحن أيضاً هى شهادة حيه للمسيح " فأحيا لا انا بل المسيح يحيا فى"(غل2:2) .
أبشالوم وأبية داود
أبشالوم يثور على أبيه
كيف أخطأ داود إلى الله. وقد بدأ يحصد أجرة الخطيئة التي وقع فيها. بدأ الفساد ينخر بيته ثم مملكته، فقد ثار أبشالوم ابنه ضده، وجمع جيشاً كبيراً، وكاد يحدث انقلاباً في المملكة ضد أبيه، فهرب داود من عاصمة مُلكه، ودخلها أبشالوم بعده. وذهب داود إلى الصحراء حزيناً مكسور القلب. ولولا أن الرب تدخل وأنقذه، لكان ضاع، ولكن الله لم ينزع رحمته عنه ولا عن بيته، فأنقذه في اللحظة الأخيرة.
سبب ثورة أبشالوم:
ترى لماذا فكر أبشالوم بن داود أن يثور على أبيه؟ هناك عدة أسباب يمكن أن نجدها في الثورة. السبب الأول أن داود كان يفرّق في معاملة أولاده. كان أبشالوم يتضايق من أبيه لأنه كان يحب سليمان أكثر مما يحبه، وكان يريد أن يُملّكِ سليمان مكانه. ورأى أبشالوم أنه الوارث الأول للمُلك. كان أخواه الكبيران قد ماتا، وبقي أبشالوم أكبر الأبناء الأحياء، فله الفرصة أن يملك مكان أبيه.
رأى أبشالوم أيضاً أنه الوحيد الذي يجيء من أصل ملكي، فإن أمه معكة كانت ابنة ملك جشور، أما بقية إخوته، بمن فيهم سليمان، فإنهم أبناء سيدات عاديات. وهكذا رأى أبشالوم أنه الوارث الوحيد للعرش، وأنه وحده الذي يستحقه، فكيف يحاول أبوه داود أن يجعل من سليمان ملكاً؟
إن أكثر ما يُخرب البيوت هو التفريق في معاملة الأبناء. فرّق يعقوب أبو الأسباط في معاملة أولاده، وأعطى يوسف الابن الأصغر القميص الملون، وفضله على بقية إخوته، فكانت النتيجة أن باعه إخوته لأنهم كرهوه. وكل أب يجب أن يحترس من إظهار المحبة لأحد أولاده أكثر من الباقين. إذ يجب أن عامِل كل أولادك معاملة متساوية وحقِّق لهم تكافؤ الفرص.
وهناك سبب آخر هو عدم إيمان أبشالوم. لم يكن أبشالوم قريباً من الله. لقد عرف من ناثان النبي أن سليمان أخاه سيرث كرسي داود أبيه، ولكن كلام ناثان النبي لم يعجبه، فأراد أن يقوم بالثورة ليأخذ العرش.
كان هذا نفس ما عمله الملك السابق شاول، إذ أراد أن يقتل داود حتى لا يأخذ المملكة منه، بينما كان يعلم تماماً أن الله وعد داود أن يكون ملكاً على بني إسرائيل. غير أن الله حقق وعده لداود رغم كل مقاومة شاول. وأبشالوم يفعل الشيء نفسه مع أبيه ومع سليمان أخيه.
ومع أننا لا نعفي أبشالوم من مسئولية عدم إيمانه، إلا أننا نلوم داود الذي لم يهتم بأولاده كما يجب. صحيح أنه عندما نقل تابوت الرب إلى أورشليم اهتم بأهل بيته في العبادة، لكن أولاده كانوا يحتاجون إلى رعاية روحية أكثر من الرعاية التي قدمها لهم. لكن كيف يستطيع داود أن يعطي أولاده رعاية روحية وهو متزوج بنساء كثيرات وله أولاد كثيرون؟
أيها الآباء أولادكم عطية من الله في أيديكم، فعلِّموهم كلمة الله واهتموا بتنشئتهم في مخافته. وهناك سبب ثالث جعل أبشالوم يقوم بانقلابه. كان أبشالوم جميل المنظر. تقول التوراة عنه إنه لم يكن مثله في كل الشعب في جماله. من رأسه إلى قدميه لم يكن فيه عيب. كان شعره الطويل الذهبي غزيراً يحلقه كل سنة، فأحب الناس جمال منظر أبشالوم، والناس دوماً ينظرون إلى المظاهر. وكان أبشالوم ذكياً، فكان يجلس مبكراً على جانب الطريق حيث يجلس الملك وقضاة الشعب.
ويبدو أن الملك داود كان يتأخر عن الحضور إلى مجلس القضاء، فكان أبشالوم يقابل أصحاب الشكاوى ويقول لهم كلاماً صالحاً، ويشكو من نقص الإنصاف في المملكة، ثم يقول: »مَنْ يَجْعَلُنِي قَاضِياً فِي الْأَرْضِ فَيَأْتِيَ إِلَيَّ كُلُّ إِنْسَانٍ لَهُ خُصُومَةٌ وَدَعْوَى فَأُنْصِفَهُ؟« (2صموئيل 15:4). ولم يكن يقبل أن يسجد له أحد، بل كان يمسك الناس ويقبِّلهم، فأحب الناس أبشالوم وأعجبتهم وعوده الجميلة. وعندما سمع الناس صوت البوق يدعو: قد ملك أبشالوم، أطلقوا أصواتهم يؤيدون ذلك الدعاء.
وكان هناك سبب رابع. كان أبشالوم شاباً صاعداً في الحياة، وكان داود يكبر وينزل في طريق الشيخوخة. كان أبشالوم يحيط نفسه بخمسين رجلاً يجرون أمامه، وأغلب الظن أن داود كان مريضاً منطوياً في قصره. ويقول بعض المفسرين إن داود كتب المزمور الحادي والأربعين وهو مريض في تلك الأيام، وفيه يقول: »الرَّبُّ يَعْضُدُهُ وَهُوَ عَلَى فِرَاشِ الضُّعْفِ. مَهَّدْتَ مَضْجَعَهُ كُلَّهُ فِي مَرَضِهِ. أَنَا قُلْتُ: يَا رَبُّ ارْحَمْنِي. اشْفِ نَفْسِي لِأَنِّي قَدْ أَخْطَأْتُ إِلَيْكَ« (مزمور 41:3 و4).
وكان الشعب قد عرف قصة سقوط داود في خطيئته، ولكنهم رأوه يجمع المواد اللازمة لبناء الهيكل. ولعل الشعب تساءل: »كيف يقتل هذا الرجل ويزني، وفي الوقت نفسه يعمل على بناء بيت الرب؟«. لا بد أنهم لم يعرفوا أن داود قد تاب، لذلك أسرع كثيرون وراء ا لملك الجديد أبشالوم.
كيف قام أبشالوم بثورته:
حاول أبشالوم أن يسرق قلوب الشعب، فجعل يتظاهر أمامهم أنه لا يوجد عدل في المملكة، وأنه لو تولّاها وأصبح هو الملك لأجرى العدل والقضاء لجميع المظلومين، فأحبه الشعب وجعلوا يتطلعون إلى اليوم الذي يعتلي فيه العرش.
بعد أن اطمأن أبشالوم إلى أن الشعب أحبه وتعلق به قال لأبيه إنه نذر للرب نذراً في حبرون، وطلب الإذن أن يذهب ليقدم تقدمات للرب، فسمح داود له، وهو لا يعلم أن ابنه قد دبّر انقلاباً ضده. وأرسل أبشالوم جواسيس في كل البلاد لينادوا في وقت واحد أنه قد ملك، حتى إذا سمع الناس صوت البوق يخرجون وراءه.
وأخذ أبشالوم معه مئتي رجل من عظماء المملكة، لا يعرفون فكرة الثورة ضد داود. وقد أراد أبشالوم أن يكون هؤلاء الرجال مشيرين له. وعندما سمع داود بخبر الثورة وعرف أن كثيرين تبعوا أبشالوم هرب من أورشليم هو والمخلصون له. ولكنه رفض أن يأخذ معه تابوت الرب المقدس، وطلب من الكاهن أن يُرجع التابوت إلى مكانه.
كان داود يعلم أن إله العهد معه، فإذا قبل توبته أرجعه إلى أورشليم بسلام ليعبده هناك. مع أن داود أخطأ، إلا أنه كان يدرك أن الرب راعيه. لقد قال هو: »اَلرَّبُّ رَاعِيَّ فَلَا يُعْوِزُنِي شَيْءٌ. فِي مَرَاعٍ خُضْرٍ يُرْبِضُنِي. إِلَى مِيَاهِ الرَّاحَةِ يُورِدُنِي. يَرُدُّ نَفْسِي. يَهْدِينِي إِلَى سُبُلِ الْبِرِّ مِنْ أَجْلِ اسْمِهِ« (مزمور 23:1-3). كان داود يعلم أنه حتى لو كان أخطأ فإن الله لا بد أن يردّ نفسه إلى سبل البر، سواء كان تابوت العهد معه أو لم يكن، فإن الله الحيّ الدائم الوجود معه يؤازه.
هرب داود من أورشليم ومعه أصدقاؤه المخلصون له، وطلب من مشيره وصديقه حوشاي أن يذهب إلى أبشالوم ليتكلم ضد مشورة رجل اسمه أخيتوفل الجيلوني، كان قد تبع أبشالوم.
كان داود حزيناً لأن أخيتوفل الذي انضم إلى أبشالوم كان صديقاً له، ومع ذلك فقد خانه. وفي هذا كتب داود مزموره الخامس والخمسين وقال فيه: »فَرِّقْ أَلْسِنَتَهُمْ، لِأَنِّي قَدْ رَأَيْتُ ظُلْماً وَخِصَاماً فِي الْمَدِينَةِ... لِأَنَّهُ لَيْسَ عَدُوٌّ يُعَيِّرُنِي فَأَحْتَمِلَ. لَيْسَ مُبْغِضِي تَعَظَّمَ عَلَيَّ فَأَخْتَبِئَ مِنْهُ. بَلْ أَنْتَ إِنْسَانٌ عَدِيلِي، إِلْفِي وَصَدِيقِي، الَّذِي مَعَهُ كَانَتْ تَحْلُو لَنَا الْعِشْرَةُ. إِلَى بَيْتِ اللّهِ كُنَّا نَذْهَبُ فِي الْجُمْهُورِ« (مزمور 55:9-14).
نهاية الثورة:
وسار أبشالوم وأصحابه من حبرون إلى أورشليم، وهناك أشار أخيتوفل أن يهاجم أبشالوم دواد أباه مباشرة. ولكن حوشاي أشار مشورة ضد مشورة أخيتوفل. قال أن يتأخر أبشالوم حتى يجمع رجالاً من كل أسباط إسرائيل، ثم يسير معهم ليحارب أباه. وأُعجب أبشالوم بمشورة حوشاي، مع أن مشورة أخيتوفل كانت أفضل لأن الله لم يُرد لثورة أبشالوم أن تنجح.
وأسرع حوشاي يخبر داود عن عزم أبشالوم على الهجوم على أبيه بعد أن يدعو كل أسباط إسرائيل. وكان الوقت الذي قضاه أبشالوم في جمع أسباط بني إسرائيل يكفي لأن يعبر داود نهر الأردن ويهرب إلى محنايم، ويستعد مع الرجال الذين معه للموقعة. وأقام أبشالوم قائداً على جيشه ونزل إلى محنايم.
وقسم داود جيشه إلى ثلاثة أقسام، وحارب جيشُ داود جيشَ أبشالوم ابنه، وانتصر. في ذلك اليوم مات من جيش أبشالوم عشرون ألفاً، وكان عدد الذين ماتوا بين أشجار الغابة أكثر من الذين ماتوا بالسيف. وكان من ضمن القتلى أبشالوم نفسه.
كان راكباً على بغل، دخل تحت أغصان شجرة بطم، فتعلّبق رأس أبشالوم في غصن، ومرّ البغل وبقي أبشالوم معلقاً من شعره الغزير في فرع تلك الشجرة. وعرف يوآب قائد جيش داود بمكان أبشالوم، فأخذ ثلاثة سهام ضربها في قلب أبشالوم وهو حي، فقتله، ودفنوه في حفرة كبيرة بالقرب من المكان الذي مات فيه، وأقاموا عليه كومة كبيرة من الحجارة، حسب عادة اليهود في تحقير المجرمين.
داود يبكي ولده:
وعندما عرف داود أن أبشالوم مات جعل يبكي بكاء مراً. وجلس الشعب حائراً حزيناً ليس لهم ملك. داود هرب من الأرض أمام أبشالوم ومات أبشالوم مقتولاً، والملك ليس في عاصمته. عرف داود أن أهله الذين هم سبط يهوذا لن يتحركوا ليدعوه ليعود إلى عاصمته لأنهم كانوا في خجل شديد بسبب مؤازرتهم للانقلاب، فأرسل إليهم كاهنين يقولان لهم إنه غفر لهم، وينتظر منهم أن يُرجعوه إلى عرشه.
ثم أرسل لعماسا قائد جيش أبشالوم ووعده أن يجعله رئيس جيشه، وقصد داود بذلك أن يُرضي رجال يهوذا، كما قصد أن يُرضي الذين آزروا ابنه. وقبل رجال يهوذا كلام الملك وأرسلوا إليه يقولون: »ارجع أنت وعبيدك«. فرجع الملك داود ليملك، ولاقاه الشعب عند نهر الأردن. وجاء إليه كثيرون يوضحون له محبتهم ويهنئونه بسلامة الرجوع. لقد كان ذلك اختباراً مراً جاز فيه داود، لكن الله أنقذه. صحيح أن داود خسر ولده لكنه تعلم درساً من جديد في محبة الله له.
الإسخريوطي وأخيتوفل
أنا أعلم الذين اخترتهم. لكن ليتم الكتاب: الذي يأكل معي الخبز رفع عليَّ عقبه (يو 13: 18 )
في عشاء الفصح الأخير في العُلية، وجّه الرب تحذيرًا إلى التلميذ الذي كان مزمعًا أن يخونه. وفي هذا التحذير أشار الرب إلى جريمة مُشابهة أخذت مكانها على مسرح أحداث العهد القديم؛ جريمة الخائن القديم أخيتوفل الذي خان سيده الملك داود، مسيح الرب، الأمر الذي أدى به في النهاية إلى الانتحار. لقد قال الرب مُحذرًا «الذي يأكل معي الخبز، رفع عليَّ عقبه» (يو 13: 18 ؛ مز41: 9). أما كان يجب أن يسترجع يهوذا من كلمات التحذير الجديد صورة العقاب الذي يُصيب الإنسان بسبب رفضه محبة ابن الله؟
لقد كان موقف يهوذا من الرب هو تمامًا موقف أخيتوفل من داود .. خان أخيتوفل سيده داود، وها يهوذا يحيك المؤامرة كي يخون سيده الرب يسوع.. أكل أخيتوفل من خبز داود، وها يهوذا يأكل مع الرب يسوع من صحفة واحدة .. وخيانة أخيتوفل أدّت به في النهاية إلى الانتحار .. فحذار يا يهوذا ... حذار .. إن الطريق الذي تسير فيه خطر!
أَوَ لم يعلن الرب أيضًا، في محبته ورحمته، القضاء الرهيب: «إن ابن الإنسان ماضٍ، كما هو مكتوبٌ عنه، ولكن ويل لذلك الرجل الذي به يُسلّم ابن الإنسان. كان خيرًا لذلك الرجل لو لم يولد!: (مت 26: 24 ؛ مر14: 21)؟ وكان قصد الرب يسوع من كلمات ذلك القضاء أن يتذكر يهوذا الخطر الذي كان يُسرع إليه، فيتراجع عن الجريمة التي أوشك أن يرتكبها. وبكل أسف، لم يرَ يهوذا ذلك التشابه بينه وبين أخيتوفل، ولم يصدّق شيئًا مما قيل أمامه. فيا للإصرار!! .. ويا للعناد!!
وخرج يهوذا من العُلية ليتمم العمل الذي كان مزمعًا أن يأتيه.. خرج إلى ليلٍ حالك السواد، لم تخفف من حدة سواده سوى ومضة واحدة، وذلك عندما حاول الرب مرة أخرى في البستان أن يمس قلب يهوذا بهذه الكلمات: «يا صاحب، لماذا جئت؟» .. «أ بقُبلة تسلِّم ابن الإنسان؟» (مت 26: 50 ؛ لو22: 48). ومَنْ كان يتصوّر مثل هذه الرقة في ظرف كهذا؟! في نظر الكثيرين كان من الأنسب أن يقول له الرب: «اذهب عني يا شيطان»، لكننا نسمع صوتًا كنبرات صوت أبٍ مُحب أراد أن يرُّد نفس الابن السائر في طريق الغواية. وها هو يقرع قرعة أخيرة على باب قلبه.
اسم عبري بمعني "كلب" وهو اسم : كالب بن يفنة من سبط يهوذا.
كالب بن يفنة هو
الشخص الذي قيل عنه 6 مرات في الكلمة إنه "اتبع الرب تماماً".
وعلى الرغم من أنه لم يُذكر بالاسم في لائحة الشرف في عبرانيين 11، لكنه يتم فيه قول الكاتب: "بالإيمان ... نالوا مواعيد" (ع33).
كان واحداً من الجواسيس الاثني عشر الذين أرسلهم موسى رجل الله من قادش برنيع، في برية فاران، ليستكشفوا أرض كنعان (عد 13 :6).
وبينما أشاع عشرة من الجواسيس "مذمة الأرض" (عد 13 :22)، مما أصاب الشعب بالإحباط عندما سمعوا أن "الشعب الساكن في الأرض معتز والمدن حصينة عظيمة جداً.
أيضاً قد رأينا بني عناق هناك" (عد 13 :28). فإن كالب ويشوع شجعا الشعب قائلين: إننا نصعد ونمتلكها لأننا قادرون عليها، "والرب معنا" (عد 13 :30و14 :6-9).
ومع أن بني إسرائيل لم يقدروا أن يدخلوا إلى أرض كنعان في ذلك الوقت لعدم الإيمان، وقال الرب:
"إن جميع الرجال الذين رأوا مجدي وآياتي... ولم يسمعوا لقولي، لن يروا الأرض التي حلفت لآبائهم، وجميع الذين أهانوني لن يروها، أما عبدي كالب، فمن أجل أنه كانت معه روح أخرى، وقد اتبعني تماماً، أدخله الأرض التي ذهب إليها وزرعه يرثها" (عد 14 :22-24و30).
ويقف كالب بطلاً من أبطال الإيمان لأنه اتبع الرب تماماً هو ويشوع بن نون (عد 32 :12، تث 1 :36).
وفي نهاية الأربعين السنة من التجوال في البرية تأديباً لهم من الله، دخل كالب ويشوع إلى أرض الموعد،
وأصبح على كل سبط أن يمتلك الأرض التي منُحت له بالقرعة
ومع أن كالب كان قد أصبح متقدماً في الأيام ، ابن خمس وثمانين سنة، إلا أنه كان مازال رجل الإيمان، متشدداً بالرب، وطلب من يشوع أن يعطيه الجبل وقرية أربع الرجل الأعظم في بني عناق العمالقة الذين أخافوا الجواسيس من قبل (يش 41 :6-15)
وكأنه كان يريد أن يثبت للشعب أنه كان في إمكان آبائهم أن يدخلوا إلى الأرض ويمتلكوها منذ أربعين سنة لو أنهم آمنوا واتكلوا على الرب، وطرد كالب من هناك بني عناق الثلاثة (يش 15 :14).
وأراد كالب أن يحرض الشباب حوله، فقال لهم: "من يضرب قرية سفر ويأخذها، أعطيه عكسة ابنتي امرأة (يش 15 :16، قض 1 :12)، فأخذها عثنيئيل بن قناز - ابن أخي كالب - فأعطاه عكسة ابنته امرأة (يش 15 :17 -19، قض 1 :13-15) وأصبح عثنئيل أول قاض لإسرائيل لمدة أربعين سنة (قض 3 :9 -11)
حقاً إنه تحدِّ صعب، فالأسهل على الإنسان أن يركب الموجة ويسير مع التيار. لكن الأمانة لله تتطلب أن يقف الإنسان منفرداً إذا لزم الأمر لكي يشهد للحق ويمجد الله.
قيل لأثناسيوس:
لقد أضحى العالم كله ضدك، فأجاب: وأنا ضد العالم.
وتعرَّض لوثر لأكبر مُحاكمة في التاريخ
إذ وقف أمام الإمبراطور شارل الخامس وأمام عدد من القضاة يتجاوز المائتي قاضٍ، وصاح صيحته الشهيرة: "هنا أقف، ولا أفعل غير ذلك، وليعني الله".
" ولكن عبدى كالب روحا مختلفة، وقد تبعنى بكل قلبه، فسأدخله إلى الأرض التى ذهب إليها، وسيرثها نسله من بعده" (عد14: 24)
*** راحاب الزانية ***
لنقرأ معاً فى سفر يشوع صـ2
"فأرسل يشوع بن نون من شطين رجلين جاسوسين سراً قائلاً اذهبا انظرا الأرض واريحا، فذهبا ودخلا بيت امرأة زانية اسمها راحاب واضطجعا هناك فقيل لملك اريحا هوذا قد دخل إلى هنا الليلة رجلان من بني اسرائيل لكى يتجسسا الأرض...
وأما هى فاطلعتهما على السطح ووارتهما بين عيدان كتان لها منضدة على سطح واقاهما فقبل ان يضطجعا صعدت اليهما إلى السطح وقالت للرجلين
علمت ان الرب قد أعطاكم الأرض وأن رعبكم قد وقع علينا وان جميع سكان الأرض ذابوا من اجلكم ... فالأن احلفا لي بالرب وعطيانى علامة أمانة لأنى قد عملت معكما معروفاً بأن تعملا أنتما أيضاً مع بيت أبي معروفاً وتستحييا أبي وأمى واخواتى وكل ما لهم وتخلصا أنفسنا من الموت..
هوذا نحن نأتى إلى الأرض فاربطى هذا الحبل من خيوط القرمز فى الكوة التى انزلتنا منها واجمعن اليك فى البيت أباك وأمك واخواتك وسائر بيت ابيك فيكون ان كل من يخرج من ابواب بيتك إلى خارج خدم على رأسه ونحن نكون بريئيين وأما كل من يكون معك فى البيت مزحه على رأسنا إذا وقعت عليه يد،
راحاب
المرأة التى أخذها الله من المزبلة
معنى الأسم: اسمها يعنى "الوقاحة" ، "الوحشية" أو "الاتساع"، "سعة المكان".
ونعرف عن شخصية راحاب أنها
* أصبحت أما لبوعز الذى تزوج راعوث، ومن ابنه عوبيد، جاء يسى والد داود، الذى ولد يسوع من نسله. فإن راحاب التى كانت قبلا وثنية زانية أصبحت الجدة الكبرى ليسوع.
* والجميل الذى كان يكنه سلمون (أحد الجاسوسين ) لراحاب أسفر عن حب، وعندما محت النعمة حياة العار السابقة لها، جعلها زوجة له.
* تعلمت راحاب حقائق خروج إسرائيل ومعجزة البحر الأحمر، وفعندما جاء إليها الجاسوسان اللذان أرسلهما يشوع يطلبان مكانا للاختباء فيه، علمت أنه عاجلا أم أجلا فإن ملك أريحا سوف يعرف يعرف المكان الذى خبأتها فيه، نجد هاهنا رجلين مختلفين عن الرجال الأخرين الذين جاءوا يطلبون منها معروفا. هؤلاء كانوا رجال الله، وليسوا وثنيين، وكان لهم هدف واحد ألا وهو الإطاحة بأعداء شعبة، وقد دبرت بذكاء حمايتهم وهروبهم.
* على الرغم من أن راحاب كانت زانية، إلا أن الله قد أعطاها بصيرة لتعرف أن الجاسوسين كانا رجال الله.
* تضحيتها: عندما خبأت راحاب الجاسوسين، وساعدت الجاسوسين على الهروب والذوبان فى ظلال الليل، والقاء فى مكان خفى حتى يصلا ليشوع بتقريرهما، فإنها بذلك قد وضعت روحها على كفيها. فلو تم اكتشاف هذين الجاسوسين فى منزلها، لكانت قد قتلت على يد ملك أريحا.
نحن الآن اعزائي أمام قصة النعمة المطلقة التى تقوم على مبدأ الإيمان،
فعندما نقرأ قصة راحاب المدونة فى الأصحاحين الثاني والسادس من سفر يشوع وما دون عنها فى العهد الجديد فى أنجيل منى صـ1 ورسالة العبرانيين صـ 11 ورسالة يعقوب صـ 2
فلا يسعنا إلا أن نهتف مع الرسول بولس بفرح وانتصار:
"لأنكم بالنعمة فكيف إذن تحولت هذه المرأة التى توغلت فى حياة الأثم بين عشية وضحاها إلى واحدة من أشهر القديسات المؤمنات بل تثير احدى جدات ربنا يسوع المسيح حسب الجسد المذكورات فى سلسلة تشبه (مت 1) ؟
انها النعمة المتفاضلة التى تدرك اشر الخطاة وتجعله فى المسيح خليقة جديدة.
*** بنات صلفحاد ***
لماذا يُحذف اسم أبينا مِنْ بين عشيرته لأنه ليس له ابن. أعطنا مُلكاً بين إخوة أبينا. فقدم موسى دعواهن أمام الرب
(عد27: 4،5)
جاءت بنات صلفحاد إلى موسى بشكوى وتظلم، ليطلبن من موسى أن يكون لهن نصيب في ميراث أبيهن، إذ مات أبوهن ولم يكن له ابن، فقدم موسى دعواهن أمام الرب. ليتنا كلنا نتبع مثال موسى عندما نعجز عن كشف فكر الرب بخصوص أية مشكلة. وقد تنازل الرب بالإجابة فوراً وأعطى وصية بخصوص ذلك « أيُما رجل مات وليس له ابن تنقلون مُلكه إلى ابنته » (عد27: 8).
وفي سفر العدد 36 نجد مشكلة أخرى نتجت عن تسوية المشكلة الأولى، فقد خشى رؤساء عشيرة بني جلعاد من انتقال نصيب بنات صلفحاد إلى سبط آخر إن هن تزوجن في سبط آخر. ومرة ثانية سلَّم موسى الأمر لله، فجاءه الجواب: لا ينقل الميراث بعيداً « وكل بنت ورثت نصيباً من أسباط بني إسرائيل تكون امرأة لواحد من عشيرة سبط أبيها لكي يرث بنو إسرائيل كل واحد نصيب آبائه » (عد36: 8). وهكذا سوّيت المشكلة تماماً بالنسبة لذلك الوقت ولكل المستقبل.
وتوجد بعض مبادئ هامة يمكن أن نتعلمها من هاتين الحالتين نذكر منها ما يأتي:
أولاً: لا شيء في ما يتعلق بشعب الله يُقرر بواسطة الحكمة الإنسانية، كل قضية أو مشكلة لا بد وأن تُقدم أمام الله.
ثانياً: إذا أعوزتنا حكمة، فالله دائماً على استعداد ليعطي، وليعطي بسخاء، وأي شيء يمس مصالح شعبه ولو كان طفيفاً يجب أن نُحضره أمامه.
ثالثاً: نلاحظ أن الرب كان يعلم بقيام هذه المشكلة، ولكنه انتظر حتى يُحضرها خادمه أمامه، وعندئذ أعطى رأيه في الأمر. ولقد سبق فرأى المشكلة الثانية مع الأولى على السواء، ولكنه أراد أن يستمر شعبه متكلاً عليه. وهكذا ينبغي الالتجاء إليه وحده ليعطي الكلمة الفاصلة في كل مشكلة.
رابعاً: من الجميل أن نلاحظ استعداد الجميع للخضوع حسب أمر الرب، فكلمته كانت كل ما اشتهوا، وحصولهم عليها أثمر خضوعهم برضى.
إن رؤساء الآباء من عشيرة جلعاد، وبنات صلفحاد، وبالفعل جميع الشعب أطاعوا كلمة الله وقبلوها بواسطة موسى. حقاً إن طريق الطاعة هو الطريق الوحيد للبركة.
بناياهو بن يهوياداع ابن ذي بأسٍ كثير الأفعال من قبصئيل ...
(2صم23: 20)
في شخصية بناياهو بن يهوياداع صورة رمزية جميلة للرب يسوع المسيح الذي هو الله الظاهر في الجسد، والذي فيه اجتمع اللاهوت والناسوت بكيفية عجيبة.
(1) « بناياهو« .. اسم عبري معناه « مَنْ بناه يهوه » أو « مَنْ يهيئه يهوه ».
وهذا الاسم يتكلم إلينا عن تجسد ابن الله « والكلمة صار جسدا ». إنه ـ له المجد ـ قَبِل من الله أبيه جسدأً هيأه له، وعند دخوله إلى العالم بهذا الجسد أعلن أن الله أتمَّ نبوة المزمور « أُذُنيَّ فَتْحت » (أو « حفرت لي أذنين » أو هيأت لي جسداً بحسب الترجمة السبعينية) (عب10: 5؛ مز40: 6). فلأن دم ثيران وتيوس لا يمكن أن يرفع خطايا.
دخل الابن مشهد عالم الخراب هذا، دخل بمحض إرادته، وفي طاعة مُطلقة، مُستتراً في الناسوت الذي تهيأ له، مُخلياً نفسه من هالة المجد وساتراً صورة الله تحت صورة العبد، لكي يستطيع أن يفعل مشيئة الله ويتمم ما اتفق عليه في غرفة المشورات الإلهية في الأزل، لمجد الله وخلاص الخطاة.
(2) وهو ابن « يهوياداع ». والاسم معناه « مَنْ يعرفه يهوه » أو « الله يعرف ».
وهذا الاسم يتكلم إلينا عن شخص المسيح الفائق الذي لا يعرفه إلا الآب « فليس أحد يعرف مَنْ هو الابن إلا الآب » (لو10: 22؛ مت11: 27).
فبالإجماع كانت حقيقة شخصه عجيبة ومجيدة إلى هذا المقدار حتى أنها لا تُدرك من البشر. ونحن نعرف الابن كالمخلِّص ولكن شخصه مَنْ يَعْرفُ، فإنه سما وفاق.
وفي موته أيضاً هناك شيء لا يعرفه إلا الله. فالمحرقة كانت تُقدَّم بتمامها لله.
(3) وهو من « قبصئيل ». وهي مدينة على تخم يهوذا الجنوبي (يش15: 21) وقد أُعيد بناؤها مرة ثانية بعد العودة من السبي وسُميت « يقبصئيل » (نح11: 25).
ومعنى الاسم « مجموع من الله ».
والاسم في العبرية يشير إلى الشيء الذي أُريق وسُفكَ، ولكن الله أعاد جمعه « مجموع من الله ».
وفي معنى الاسم نرى صورة رمزية لموت ثم قيامة ربنا يسوع المسيح الذي سأل حياة القيامة من الله أبيه وأُستجيبَ له من أجل تقواه (مز21: 4؛ مز16: 11؛ عب5: 7).
بناياهو بن يهوياداع (2)
بناياهو هو الذي ضرب أسدي موآب وهو الذي نزل وضرب أسداً في وسط جب يوم الثلج وهو ضرب رجلاً مصرياً ذا منظر..
(2صم23: 20،21)
بن يهوياداع ابن ذي بأسٍ كثير الأفعال من قبصئيل ...
(2صم23: 20)
تأملنا في شخصية بناياهو باعتباره صورة رمزية للرب يسوع الذي هو الله الظاهر في الجسد.
ونواصل اليوم المزيد من التأملات في هذه الشخصية الرائعة:
(4) بناياهو رمز للرب يسوع في نُصرته على الشيطان. فهو الذي قتل أسداً في وسط الجُب يوم الثلج، وهو في هذا يعطينا صورة لنُصرة المسيح على الشيطان في الجلجثة.
ولقد قهر بناياهو أيضاً اثنين من أقوى رجال موآب؛ أسدي موآب، أي رجلين كالأسود. والموآبيون يعطوننا صورة للجسد غير المحكوم عليه (تك19: 37). ولقد أظهر بناياهو أيضاً قوته بقتل المصري الذي كان ذا منظر؛ ومصر تُمثل العالم بما فيه من جاذبية.
ألا يذكّرنا هذا بأن إنساننا العتيق قد صُلب أيضاً معه ليُبطل جسد الخطية كي لا نعود نُستعبد أيضاً للخطية (غلا6: 15). وهكذا يمكننا اليوم، بعمل المسيح، الانتصار على كل الأعداء: الجسد (موآب)، والشيطان (أسد الجب) والعالم (المصري).
(5) كان بناياهو رئيس الجيش الثالث في أيام داود، وكان في فرقته أربعة وعشرون ألفاً، وكان من فرقته عميزاباد ابنه (1أخ27: 5،6). والاسم « عميزاباد » معناه « شعبي قد أُعطي » أو « شعبي عطية ». فالاسم يتكلم إلينا عن شعب الله، المؤمنين الحقيقيين أولاد الله، الذين هم عطية الآب للابن كالإنسان الممجد (يو17).
(6) بناياهو رمز للرب يسوع المسيح في نقمته ودينونته وبطشه بأعدائه عند ظهوره ومُلكه. فقد رفّعه سليمان وجعله رئيساً على الجيش في بداية مُلكه (1مل2: 35)، وهو ـ أي بناياهو ـ الذي قام بتنفيذ حكم الموت في أدونيا بن حجيث (1مل2: 25)، وفي يوآب بن صروية (1مل2: 29-34)، وفي شمعي بن جيرا (1مل2: 46).
وهذا يذكِّرنا بالرب يسوع المسيح الذي سيؤسس مُلكه على البر والسلام، وعندما يؤسس ملكوته بالمجد سيبدأ بالقضاء على جميع أعدائه (مز45: 12-5). وسيكون هناك يوم للمُجازاة (مت25: 31-46)، وفيه سيتحدث إلى البعض بالحياة الأبدية، وإلى البعض الآخر بالعذاب الأبدي.
*** توما الغائب ***
أما توما أحد الاثني عشر الذي يُقال له التوأم، فلم يكن معهم حين جاء يسوع
(يو20: 24)
كم خسر توما بتغيبه عن الاجتماع الذي أظهر الرب فيه نفسه حياً للتلاميذ. ولكن توما لم يَعِ مقدار خسارته، وعندما أخبره التلاميذ « قد رأينا الرب » لم يصدقهم.
ونحن لا نعرف كم من التلاميذ كانوا حاضرين في مساء ذلك اليوم، يوم القيامة، ولكن بكل تأكيد كان عدد الشهود الذين رأوه وسمعوه ولمسوه كافياً جداً.
ألا يُعدّ أمراً خطيراً ومُحزناً أن يشك في شهادة قوية كهذه؟
ولكن توما لم يعبأ بكل هذا. كان عنده شروط معينة يجب أن تتم. يجب أنه هو شخصياً يرى ويلمس « إن لم أُبصر .... لا أؤمن » (يو20: 25).
كم كانت هذه الكلمات سبب خجل شديد له فيما بعد. لقد كانت هذه الكلمات في أساسها هى نفس التعبيرات التي استخدمها أعداء الرب في إصرارهم على أن تُعطى لهم آية « حتى نرى ونؤمن » (يو6: 30؛ مت12: 38، 27: 42).
ولكننا نجد التلاميذ يجتمعون ثانية في اليوم الأول من الأسبوع التالي « وتوما معهم » (يو20: 26).
لقد تعلم على الأقل خلال هذا الأسبوع أن لا يتغيب مرة أخرى. ولم يخيّب الرب توقعاتهم « فجاء يسوع والأبواب مُغلّقة ووقف في الوسط وقال سلام لكم ».
ويمكننا أن نقول إن هذه الزيارة كانت بالأخص لأجل توما. فلقد التفت الرب مباشرة له « ثم قال لتوما هات أصبعك إلى هنا وأبصر يدىّ، وهات يدك وضعها في جنبي، ولا تكن غير مؤمن بل مؤمنا » (ع27).
يا لها من نعمة عجيبة، وفي نفس الوقت يا لها من مواجهة مُخجلة! ألم يحدث معنا مثل هذا الأمر أحياناً.
وما يُثير دهشتنا أكثر، أن الرب تكلم مع توما بنفس الكلام الذي سبق أن طلب أن يكون له! فهو العارف بقلوب الجميع وهو الذي يعرف حاجة كل واحد ويستطيع أن يتقابل مع كل واحد حيث يوجد، وفي ذات الموقع الذي هو فيه.
وبهذا الصبر من المعلم الصبور، وبهذا التنازل من السيد الشفوق، زال الشك من قلب توما فأجاب وقال له « ربي وإلهي » (يو20: 28).
إن الإيمان بدون الرؤية هو المميز لمفديي عهد النعمة الحالي. وحقاً طوبى للذين لم يروا وآمنوا (يو20: 29- 1بط1: 8).
أيها القارئ العزيز ...
هل تنتمي لهذه الجماعة المطوّبة؟ ...
إنه يعرف خاصته، مَنْ ينظرون إليه نظرة الإيمان، ويتكلون على مَنْ لم يروه كأنهم يرونه تماماً.
فبَقىَ يعقوب وحده. وصارعه إنسان حتى طلوع الفجر. ولما رأى أنه لا يقدر عليه ضرب حق فخذه. فانخلع حق فخذ يعقوب في مصارعته معه
(تك32: 24،25)
يتصوّر البعض هذا الصراع الذي استمر ليلة بأكملها، كان من جانب يعقوب ليحصل على البركة من الله،
لكن مَنْ يقرأ الحادثة بدقة سيفهم
أنه ليس يعقوب الذي صارع الله ليأخذ بركته، بل إن الله هو الذي صارع يعقوب ليأخذ منه قوته، ويستأصل منه اتكاله على ذاته، ويفرغه من كل ثقة في الجسد.
وهذا ما يوافقه تماماً معنى كلمة « يبوق » حيث مكان الصراع ـ والتي تعني « إنه سيُفرَغ »، وفي قاموس آخر تعني « استأصل ليحل محل »،
وهذا عين ما حدث هنا إذ كان الله يستأصل من يعقوب قوته ليحل هو فيه بقدرته، يُفرغه من الاتكال على الجسد ليملأه بشعور الضعف الذي يجعله مسكيناً بالروح مستنداً على الله (2كو12: 9، 10).
وكان خلع حق فخذ يعقوب هي الوسيلة التي استعملها الله أخيراً لينهي هذا الصراع الذي طال، فيا ترى
ماذا يعني خلع حق الفخذ؟
إن حق الفخذ هو مفصل الفخذ، وهو أهم مفصل يجعل الإنسان ينتصب واقفاً ويمشي معتدلاً؛ فهو المفصل الذي ينقل كل ثقل الجسد على الرِجْل لكي تحمل صاحبها، وبدونه ليس فقط لا تستطيع الرِجْل أن تحمل صاحبها، بل تصبح هي نفسها ثقلاً على صاحبها، عليه أن يحملها، وعندئذ لا بد لهذا الإنسان من آخر يستند عليه. فمخلوع الحُق لا يقدر أن يسير بمفرده، لكنه يحتاج لآخر.
ومع نسمات الفجر المُنعشة، وضوئه المطمئن، أجرى الله امتحاناً ليعقوب ليرى هل فهم الدرس أم لا؟
أو قُل هو اختبار أجراه الجرَّاح لمريضه ليرى هل نجحت العملية أم لا؟
فقال له « اطلقني »،
أي أن الرب كان يريد أن يعرف مِن يعقوب هل يستطيع يا تُرى أن يسير بعد اليوم بمفرده؟
هل يستطيع أن يخطط لنفسه كما كان يفعل من قبل مستنداً على ذكائه ومكره؟
هل سيتخذ قراراته بنفسه؟
أم أنه سيُظهر احتياجه لله؟
وفي الحقيقة كان النجاح عظيماً،
إذ نرى يعقوب قد تحوّل من مُصارع رهيب إلى غريق مسكين، يتشبث بمن يقوى على إنقاذه، بل يبكي أمامه ويسترحمه (هو12: 4) قائلاً له:
لن أطلقك إن لم تباركني.
وعندئذ أعلن الرب نهاية المباراة.
ورفع يد يعقوب على الحلبة مُعلناً فوزه الكبير مُسجلاً هذه العبارة الخالدة « جاهد (صارع) مع الملاك وغلب. بكى واسترحمه » (هو12: 4).
*** حنة أم صموئيل ***
ثم حين فطمته أصعدته معها... وأتت به إلى الرب في شيلوه والصبي صغير. فذبحوا الثور وجاءوا بالصبي إلى عالي
(1صم1: 24،25)
فارقت حنة طفلها الوحيد « صموئيل » بمجرد أن فطمته. كان هذا بلا شك تجربة قاسية لها، خصوصاً وأنها كأم تقية عرفت جيداً أنها لن تترك ابنها في وسط عائلة يسود فيها الترتيب الإلهي. لكن « حنة » كانت تعلم بمن آمنت، والله من جانبه لم يخيِّب إيمانها.
ولكن ما هو الدافع لها في تصرفها هذا؟
ربما نُجيب:
نذرها الذي نذرته للرب.
لكن هذه الإجابة ليست كافية. فيفتاح نذر للرب أيضاً،
لكن لم تكن هناك مُصادقة إلهية على نذره. أما حنة فكانت لها هذه المُصادقة.
ففي سفر الخروج، بعد أن فدى الرب أبكار بني إسرائيل من الدينونة بدم خروف الفصح، اعتبر الرب هؤلاء الأبكار ملكه (خر13).
وأفرز سبط لاوي بدلاً منهم لكي يخدموه « وها إني قد أخذت اللاويين من بني إسرائيل بدل كل بكر فاتح رحم من بني إسرائيل فيكون اللاويون لي. لأن لي كل بكر... » (عدد3: 12،13).
لقد عرفت حنة هذه الحقيقة عندما صلَّت إلى الرب لكي يعطيها زرع بشر لأن زوجها كان لاوياً. كما أنها كانت شاهد عيان للإهمال الذي ساد في مقادس الله إذ رأت بعينيها مظاهر عدم الاهتمام بمجد الرب وكرامته.
لهذا اشتاقت أن يعطيها الرب صبياً يعرف مطالب الله ويقدّرها، فيكون كشعاع ساطع في وسط الظلمة الداكنة. وإذا لم يكن هناك مَنْ يخدم الرب الخدمة التي تليق بمحضره، فيمكن لهذا الصبي الصغير أن يتمم هذا.
لم تشّن حنة هجوماً على فَعَلة الشر، ولم تفضح طرقهم الشريرة، لكنها اهتمت بغرض واحد فقط وهو مُراعاة مجد الرب بالالتصاق الأمين بكلمته في الوقت الذي كان جميع الذين حولها قد أهملوا هذه الكلمة وتركوها.
وفي شريعة الله لشعبه أمرهم أن يعدوا بني لاوي كل ذكر من ابن شهر فصاعداً ليكونوا له بدلاً من أبكار بني إسرائيل لخدمته.
لهذا كان نذر حنة بأن تعطي طفلها للرب كل أيام حياته متوافقاً مع مشيئة الرب المُعلنة.
كما أن زوجها وافقها على هذا الأمر، وكان هذا ضرورياً أيضاً (عدد30: 6،7؛ 1صم1: 23).
كانت الخيمة في شيلوه وعندما أخذت حنة ابنها صموئيل لتقدمه هناك، كانت تنفذ ما هو مكتوب في تثنية18: 6،7.
وعندما قدمت الثيران كانت تتبع الترتيب الإلهي للتقديس (عدد8). ثم في تقديمها صموئيل لعالي كانت تطيع وصية الرب في عدد3: 9.
« فصلت حنة وقالت. فرح قلبي بالرب. ارتفع قرني بالرب، اتسع فمي على أعدائي لأني قد ابتهجت بخلاصك »
(1صم1:2)
حقيقة جديرة بالانتباه أن روح الله لم يشأ، ولا في حادث واحد، أن يستخدم امرأة لكتابة الكتاب المقدس. ولا شاء الرب أن يضع امرأة في الزمرة الرسولية، مع أنه له المجد كان محوطاً بنساء لم يكن أقل من الاثنى عشر رسولاً في المحبة والتكريس لشخصه المبارك. لكنه حقيقة أيضاً أن عدداً من أسمى الترانيم في كلمة الله قد انسكبت من شفاه نساء مكرسات. فنشائد مريم أخت موسى وكذلك دبورة وحنة ومريم أم الرب يسوع تؤلف كنزاً روحياً ثميناً.
وحنة صلـّت وأنشدت، وصارت أماً لصموئيل المصلى، وجدة لهيمان مرنم الهيكل. والرب في جوده سمع صرخة جاريته، وفى الوقت المعين وُلد الابن وسمى صموئيل الذي معناه « مسئول من الله » لأنها قالت « من الرب سألته ». ومن تلك اللحظة كرسته الأم للرب طبقاً لنذرها في صلاتها. وهى في ذلك قدوة كريمة للأمهات المؤمنات في كل العصور. ولنقف هنا قليلاً ونسأل أنفسنا نحن الوالدين عما إذا كانت لدينا الرغبة في أن يكون لأولادنا - فوق كل شيء - انفصال لله؟ أو هل نرجو لهم أن يكونوا شهوداً للمسيح في هذا المشهد الذي ليس المسيح فيه؟
وكم ذا قرأنا في سجلات ملوك إسرائيل هذه العبارة « وكان اسم أمه ... » هل تعنى هذه العبارة أنه كان للأمهات تأثير كبير في تشكيل أخلاق أولادهن؟ المحقق أن تيموثاوس يدين بالفضل الكثير لجدته لوئيس وأمه أفنيكي.
لما فطمت حنة ابنها أخذته إلى شيلوه وعلى أساس الذبيحة قدمته للرب. فالعجل الذبيح مُحرقة يحدثنا عن المسيح في موته التكريسي المطلق، وتحدثنا إيفة الدقيق عما كان له المجد في ناسوت اتضاعه أمام عيني الله، كما يكلمنا زق الخمر عن الفرح الذي وجده الله في شخصه الكريم.
والآن تنطلق حنة في نشيد نبوي. والقارئ المدقق يلحظ تشابهاً عجيباً بين نشيد حنة و « تعظيم » مريم. كلتاهما تمثلان بجدارة البقية الأمينة في زمانها. كلتاهما أحستا بعمق بحالة شعب الله، كلتاهما أحستا بأنه لا رجاء في الإنسان، وفى نعمة الله الغنية المتجهة نحو الذين يعتمدون عليه وثقت كلتاهما، وبنصرته على أعدائه في آخر المطاف.
وفى عصر الملك الشرير آخاب وزوجته الوثنية الشريرة إيزابل انتشرت عبادة الأوثان التى كانت منذ أيام يشوع والقضاة فى صراع مع عبادة الله الحى، الواحد الحقيقى، بصفة خاصة عبادة بعل وعشتاروث من آلهة الشعوب المجاورة.
وكانت الملكة إيزابل قد قتلت أنبياء الرب وشجعت عبادة هذه الأوثان وكانت تُجلس على مائدتها 450 نبياً للبعل و400 نبياً لعشتاروث.
وسار كل الشعب وراءها وعبدوا الأوثان مع الله، ولم يعد أحد يعبد الله وحده سوى "مئة نبى خبأهم عوبيديا أحد رجال الملك، وذلك ضمن سبعة آلاف قال عنهم الله "وقد أبقيتُ فى إسرائيل سبعة آلف كل الركب التى لو تجثُ للبعل وكل فم لم يقبله.
وفى هذا العصر الشرير ظهر إيليا النبى النارى
وكان كما يصفه الكتاب "رجل أشعر متمنطق بمنطقة من جلد على حقويه.
وكان ثائراً غيوراً على الرب وعلى عبادته وشريعته
وكانت رسالته هى إبادة عبادة الأوثان وإبادة القائمين عليها حتى لا يباد الشعب نفسه ويهلك.
كانت رسالته نارية وليس فيها سلام ولم يكن داعياً هو للسلام
"كانت رؤية السلام محجوبة عن عينيه، محفوظة لأنبياء سيجيئون من بعده، كان عليه هو إعداد الطريق،
وفى أول ذكر له فى الكتاب المقدس يقول الكتاب
أنه جاء برسالة من الله تعلن أن الله هو الإله الحقيقى وحده، الإله الواحد والوحيد فى الكون وأنه سيمتنع المطر ويحدث قحط ومجاعة شديدة بسبب عبادة الأصنام،
ويستمر الحال كذلك حتى يقدر لله النهاية بإعلان للنبى
"حي هو الربُّ إله إسرائيل الذى وقفتُ أمامهُ أنهُ لا يكون ظل ولا مطر فى هذه السنين إلا عند قولى،
وذهب إيليا وأختبأ عند نهر كريت فأعاله الله عن طريق الغربان التى كانت تحضر لهُ خبزاً ولحماً صباحاً ومساءً وكان يشرب من النهر إلى أن جفت مياههُ.
ثم أعاله الله عند أرملة صرفة صيدا والتى بسبب وجوده عندها جعل الله كوار الدقيق عندها لا يفرغ وكوز الزيت لا ينقص حتى نزل المطر بعد توقف دام أكثر من "ثلاث سنين وستة أشهر" كما يقول السيد المسيح ويعقوب الرسول.
وبصلاته أقام الله ابن الأرملة من الموت.
وبعد هذا المدة الطويلة من الجدب والقحط والمجاعة تراءى لآخاب الملك بأمر الله وأعلن عن انتهاء ذلك ونزول المطر.
ثم واجه عبادة البعل والأوثان أمام الشعب
وعرض على أنبياء البعل الـ 450 وأنبياء السوارى الـ 400 أن يقدم هو ذبيحة،
ثوراً لله وأن يقدموا هم ذبيحة ثوراًَ لآلهتهم
ويدعو كل منهم باسم الرب إلهه الذى يعبده "والإله الذى يجيب بنار هو الله فوافق الشعب.
وفشل كهنة البعل وعشتاروث ولم تحدث أى استجابة لصلواتهم وطقوسهم.
وصلى هو لله
"فسقطت نار الرب وأكلت المحرقة والحطب والحجارة والتراب ولحست المياه التى فى القناة.
فلما رأى الشعب ذلك سقطوا على وجوههم وقالوا
الرب هو الله الرب هو الله.
ثم أمسك بجميع أنبياء البعل وذبحهم عند نهر قيشون وخلص الشعب من عبادة الأوثان لفترات طويلة.
كان إيليا النبى غيوراً جداً على الرب وعلى عبادته وشريعته وكان عمله مُركز فى قوله
"قد غرت غيرة الرب إله الجنود لأن بنى إسرائيل قد تركوا عهدك ونقضوا مذابحك وقتلوا أنبيائك.
ولذلك واجه اضطهاد الملك آخاب وانتقام الملكة إيزابل التى قررت قتله فهرب إلى البرية وجلس تحت رتمة
"وطلب الموت لنفسه وقال قد كفى الآن يا ربُّ خذ نفسى لأنني لست خيراً من آبائى..
فجاءه ملاك الرب بكعكة وكوز ماء "فقام وسار بقوة تلك الأكلة أربعين نهاراً وأربعين ليلة إلى جبل الله حوريب. وهناك كلمة الله بعد سلسلة من علامات الظهور الإلهى؛ ريح عاصفة وزلزلة ونار، بـ "صوت منخفض خفيف.
وطلب من الله أن يمسح حزائيل ملكاً على أرام وياهو بن نمشى ملكاً على إسرائيل وإليشع نبياً عوضاً عنه
وذلك لكى يتعاون هؤلاء الثلاثة فى تنفيذ قضاة الله على المرتدين عن عبادة الله الحى
"فالذى ينجو من سيف حزائيل يقتله ياهو والذى ينجو من سيف ياهو يقتله إليشع.
وأعلن لآخاب الملك قضاة الله بهلاكه
هلاك بيته بسبب شروره وإستيلائه على كرم نابوت وتأمره على وقتله،
كما تنبأ بموت الملك أخزيا خليفة آخاب وأبنه
فأرسل خمسين جندياً وقائدهم للقبض عليه فطلب إيليا ناراً من السماء فنزلت وأكلتهم فأرسل إليه خمسين آخرين وقائدهم ففعل بهم نفس الشئ،
فأرسل إليه فرقة ثالثة فتوسل إليه قائدها فطلب منه ملاك الرب أن ينزل معهم فنزل
وأكد للملك حتمية موته،
وعند نهاية خدمته شق مياه نهر الأردن بردائه وعبر إلى الجهة الأخرى
ثم جاءت مركبة من نار وخيل وصعد فى عاصفة إلى السماء.
*** إليشع النبى ***
وخلف إيليا النبى تلميذه إليشع
أكثر من لقب ب لقب "رجل الله" والذى قيل عنه "رجل الله مُقدّس"
وأكمل ما بدائه مُعلمه وأستأصل عبادة البعل ونقى عبادة الله الواحد الحقيقى الحى،
وكان راعياً أميناً لشعب الله فى حسم وحزم وقسوة أحياناً،
كان رجل معجزات مثل معلمهُ إيليا النبى ومسح الملوك بالدهن المقدس مسح هو حزائيل ملكاً على أرام وأرسل أحد تلاميذه من بنى الأنبياء ليمسح ياهو بن يهوشافاط ملكاً على إسرائيل،
وكان مستشاراً روحياً لملوك إسرائيل ويهوذا وآدوم. وناداه ملوك إسرائيل "يا أبى"،
"يا أبى يا أبى يا مركبة إسرائيل وفرسانها" مثلما نادى هو إيليا النبى، مُعلمهُ، من قبل واستشاره ملك أرام أيضا فى مرضه.
وكان أباً ومعلماً ورئيساً لجماعات الأنبياء فى عصره،
كانوا يجلسون أمامه ويأتمرون بأمره ويستجيب لحاجاتهم وحاجات أسرهم فى حالة وفاتهم،
كما كان الله يكشف له ما يحدث فى أماكن أخرى فيرى بعينيه الروحيتين ما لا يراه غيره من البشر،
وتنبأ بما سيكون وما سيقع من أحداث فى المستقبل.
كان نبياً وراعياً ومُعلماً ورجلاً من رجال الله، بل وأكثر من لُقب بلقب رجل الله فى العهد القديم، وكان أعظم من الملوك وأباً لهم.
وقد بدأت خدمته وعمله النبوى بعد أن كلف الله إيليا النبى بمسحه نبياً فألقى بردائه عليه وهو يحرث أرض أبيه فترك الأرض والبقر" وركض وراء إيليا النبى "وكان يخدمهٌ"، "وكان يصبُّ ماء على يدى إيليا".
وعند مفارقة إيليا لهُ أخذ نصيب أثنين من روح الله التى كانت على إيليا
"ولما رآه بنو الأنبياء. قالوا قد استقرت روح إيليا على إليشع فجاءوا وسجدوا له".
وبدأ خدمته بإبراء نبع ماء فى أريحا كانت مياههُ ردية والأرض حوله مُجد به عندما طرح فيه بعض الملح.
ولعن بعض الأولاد فى بيت إيل عندما نادوه "يا أقرع"،
"فخرجت دبتّان من الوعر وافترست منهم أثنين وأربعين ولداً"،
وبرغم هذه القسوة كان يتصف بالرحمة وعمل الرحمة، فلما صرخت إليه "امرأة من نساء بنى الأنبياء" بسبب ما عليها من ديون، طلب منها أن تستعير أوعية كثيرة من جيرانها ففعلت، ولم يكن لديها "إلا دهنة زيت"، فامتلأت هذه الأوعية بالزيت من هذه الدهنة، وقال لها "بيعى الزيت وأوفى دينك وعيشى أنت وبنوك بما تبقى".
وأثناء خدمته كان يمر فى شونم على امرأة شونمية وزوجها فطلبت المرأة من زوجها أن يصنع لهُ عليه يقيم فيها عند مروره عليهم وبصلاته أعطاها الله إبناً ولما مات هذا الولد أقامه الله من الموت بصلاته،
عندما تعرضت جماعة الأنبياء فى الجلجال للموت بسبب أكل مسمم كانوا يطبخونه بالقدر ألقى عليه بعض الدقيق وأكلوا "كأنه لم يكن شئ ردئ فى القدر".
وأطعم مئة رجل من بنى الأنبياء بعشرين رغيف شعير وسنابل حنطة وفاض عنهم، يقول الكتاب انه قال لخادمه "أعط الشعب فيأكلوا لأنهُ هكذا قال الربُّ يأكلون ويفضل عنهم. فجعل أمامهم فأكلوا وفضل عنهم حسب قول الرب".
وشفى برص نعمان السريانى رئيس جيش ملك أرام بأن طلب منه أن يغتسل "سبع مرات فى نهر الأردن"، ولما فعل نعمان ذلك يقول الكتاب "فرجع لحمهُ كلحم صبى صغير وطهر".
وجعل فأس من الحديد سقطت من أحد بنى الأنبياء فى نهر الأردن تطفوا على سطح الماء.
ورأى بعينيه الروحيتين غلامه جيحزى وهو يكذب على نعمان السريانى ويطلب منه هدايا ثياب باسم النبى فحكم عليه وعلى نسله بالبرص إلى الأبد.
وقال عنه عبيد ملك أرام "ولكن إليشع النبى الذى فى إسرائيل يخبر ملك إسرائيل بالأمور التى تتكلم بها فى مخدع مضجعك"، فأرسل ملك أرام للقبض عليه "خيلاً ومركبات وجيشاً ثقيلاً وجاءوا ليلاً وأحاطوا بالمدينة"، ولما رأى غلام النبى ذلك صرخ متأوهاً "آه يا سيدى كيف نعمل؟"،
فكأنه النبى وصلى لله "ففتح الرب عينى الغلام فأبصر وإذا بالجبل مملوء خيلاً ومركبات نار حول إليشع". وصلى لله فضربهم بالعمى وقادهم إلى ملك السامرة الذى لما أراد قتلهم
رفض إليشع النبى وطلب منه أن يضع لهم خبز وماء فأكلوا وشربوا وأعادهم إلى سيدهم
ولما كانت السامرة محاصرة والمجاعة شديدة فيها تنبأ إليشع بانتهاء الحصار والمجاعة وبرخص أثمان الطعام وتم ذلك فى اليوم التالى مباشرة.
ولما مات إليشع ودفن كان بعض الناس يدفنون ميت فرأوا غزاة من موآب قادمين فألقوا بالميت "فى قبر إليشع فلما نزل الرجل ومس عظام إليشع عاش وقام على رجليه".
وكان العهد القديم قد أعلن أن نبياً سيسبق المسيح الآتى ليعد طرقه
وقد وصف فى سفر أشعياء بـ "صوت صارخ فى البرية أعدوا طريق الرب،
وفى سفر ملاخى بقوله "هأنذا أرسل ملاكى فيهيئ الطريق أمامى،
و"هأنذا أرسل إليكم إيليا النبى قبل مجيء يوم الرب.
وعندما بشر الملاك زكريا أباه بولادته قال له أنه سيتقدم أمام الرب "بروح إيليا وقوته ليرد قلوب الآباء إلى الأبناء والعصاة إلى فكر الأبرار لكى يهيئ للرب شعباً مستعداً،
وقال عنه السيد المسيح أنه ليس مجرد نبى عادى، بل وأفضل من نبى وأعظم مواليد النساء وأنه هو نفسه إيليا الذى أعلن عنه الروح القدس بفم ملاخى النبى لأنه جاء بروح إيليا وفكره وأسلوبه وحتى طريقة لبسه.
فإن هذا هو الذى كتب عنه ها أنا أرسل أمام وجهك ملاكى الذى يُهيئّ طريقك قدامك. الحق أقول لكم لم يقم من بين المولودين من النساء أعظم من يوحنا المعمدان …
جميع الأنبياء والناموس إلى يوحنا تنبأوا.
وإن أردتم أن تقبلوا فهذا هو إيليا المزمع أن يأتى.
وبعد التجلى وظهور كل من موسى وإيليا مع المسيح أمام التلاميذ على جبل التجلى، سأل التلاميذ السيد قائلين
"لماذا يقول الكتبة أن إيليا ينبغى أن يأتى أولاً. فأجاب يسوع وقال لهم أن إيليا يأتى أولاً ويرد كل شئ. ولكنى أقول لكم أن إيليا قد جاء ولم يعرفوه بل عملوا به كل ما أرادوا … حينئذ فهم التلاميذ أنه قال عن يوحنا المعمدان.
أ- كان يوحنا المعمدان آخر ممثل لأنبياء العهد القديم ومكملاً لسلسلتهم حسب قول السيد المسيح "لأن جميع الأنبياء والناموس إلى يوحنا تنبأوا، "كان الناموس والأنبياء إلى يوحنا.
وقد تنبأ مثلهم عن المسيح "يأتى بعدى من هو أقوى منى الذى لستُ آهلاً أن أحمل حذاءه. هو سيعمدكم بالروح القدس ونار.
وكان الفرق بينه وبينهم هو أنهم تنبأوا عن المسيح قبل مجيئه بأزمنة وقرون، أما هو فقد وجد فى أيامه وجاء ليعد الطريق أمامه ويشهد له
"كان إنسان مُرسل من الله اسمه يوحنا. هذا جاء للشهادة ليشهد للنور لكى يؤمن الكل بواسطته. لم يكن هو النور بل ليشهد للنور،
وقال عن نفسه ما سبق أن أنبأ به عنه أشعياء النبى
"صوت صارخ فى البرية قوموا طريق الرب كما قال أشعياء النبى.
كما قال أيضا
"لست أنا المسيح بل أنى مُرسل أمامه،
وقد عرف عند الشعب أنه نبى "لأن يوحنا كان عند الجميع مثل نبى، و"بالحقيقة نبى، و"واثقون بأن يوحنا نبى،
وكان هيرودس الملك، كما يقول الكتاب "أنه رجل بارّ وقديس وكان يحفظهُ.
ب- كان أسلوب يوحنا المعمدان وطريقة دعوته وتوصيله لكلمة الله مثل أنبياء العهد القديم؛
يقول الكتاب
"كانت كلمة الله على يوحنا بن زكريا فى البرية فجاء إلى جميع الكورة المحيطة بالأردن يكرز بمعمودية التوبة لمغفرة الخطايا.
وواجه هيرودس الملك بخطيئته قائلاً
"لا يحل أن تكون لك امرأة أخيك،
وذلك بنفس الأسلوب الذى واجه به صموئيل النبى شاول الملك،
وناثان النبى عندما واجه داود الملك،
وكذلك إيليا عندما واجه اخآب الملك،
وكان اسلوبه حاداً ونارياً مثل
إيليا النبى فقد جاء بأسلوبه وروحه وقوته وحتى فى طريقة ملابسه، فقد كان إيليا "رجل أشعر متنطق بمنطقة من جلد على حقويه، وكان رداء يوحنا المعمدان من "وبر الإبل ومنطقة من جلد على حقويه.
جـ- وكما أضطهد بنو إسرائيل الأنبياء وقتلوا بعضهم، كما قال السيد المسيح "جلدوا بعضاً وقتلوا بعضاً ورجموا بعضاً، وأيضا
"لذلك ها أنا أرسل إليكم أنبياء وحكماء وكتبة فمنهم تقتلون وتصلبون ومنهم تجلدون فى مجامعكم، "إذ تشهدون وترضون بأعمال آبائكم لأنهم هم قتلوهم وأنتم تبنون قبورهم،
وقال القديس استيفانوس فى مجمع لليهود
"أى الأنبياء لم يضطهده آباؤكم وقد قتلوا الذين سبقوا فأنبأوا بمجيئ البار(90)"،
وقال بولس الرسول
"قتلوا الرب يسوع وأنبيائهم واضطهدونا نحن،
هكذا أيضا قتلوا يوحنا المعمدان عندما قطع هيرودس الملك رأسه إرضاء لهيروديا امرأة أخيه التى تزوجها بعد أن قتل زوجها.
v "كان كلام الرب إلى جاد النبى رائى داود قائلاً" (2صم 11:24).
v "فكلم الرب جاد رائى داود وقال" (1 أخ 25:29).
v "حسب أمر داود وجاد رائى الملك" (2 أخ 25:29).
ويظهر فى الكتاب للمرة الأولى عندما كان داود هارباً من وجه شاول الملك مختبئاً عند ملك موآب فى الحصن،
فنصحه جاد النبى أن يرجع إلى أرض يهوذا، "فقال جاد النبى لداود لا تُقم فى الحصن. اذهب وأدخل أرض يهوذا" فعمل داود بنصيحته "فذهب داود وجاء إلى وعر حارث،
وفى المرة الثانية عندما أحصى داود الملك الشعب، مع أن الله سبق أن حذر موسى النبى من ذلك. وقد أعتبر الإحصاء الذى قام به داود ليعرف قدرته الحربية نقص فى الثقة بالله لأنه كان يجب أن يعتمد على الله وحده فقط،
ومن ثم كان "كلام الرب إلى جاد النبىّ رائى داود قائلاً أذهب وقل لداود هكذا قال الرب. ثلاثة أنا عارض عليك فأختر لنفسك واحداً منها فأفعله بك.
وخيره بين سبع سنين جوع، أو أن يهرب أمام أعدائه ثلاثة شهور، أو يكون هناك ثلاثة أيام من الوباء فى الأرض. فقال داود "فلنسقط فى يد الربّ لأن مراحمه كثيرة ولا أسقط فى يد إنسان. فضرب الربُّ الأرض بالوباء فمات "سبعون ألف رجل".
ولما ندم داود الملك وأعترف بخطيئته وذنبه "جاء جاد (النبى) فى ذلك اليوم وقال لهُ اصعد وأقم للرب مذبحاً فى بيدر أرونة اليبوسى. فصعد داود حسب كلام جاد كما أمر الرب، "وبنى هناك مذبحاً للربّ وأصعد محرقات وذبائح سلامة واستجاب الربًّ من أجل الأرض فكفت الضربة عن إسرائيل.
وكان جاد الرائى والنبى قد ساعد داود الملك مع ناثان النبى فى تنظيم العبادة فى بيت الرب.
كما كان أحد كُتّاب أسفار صموئيل الأول والثانى وملوك الأول، كما بينا أعلاه.
ويضيف الكتاب أيضا كل من هيمان وآساف ويدثون كرائين للملك داود.
ابونا عبد المسيح بسيط
*** تأمل رائع فى حياة مريم المجدلية ***
يحدّثنا العهد الجديد عن مريمات كثيرات. وكلّهنّ مؤمنات، تقيّات قدّيسات. منهنّ مريم العذراء التي نحبّها ونطوّبها، ومريم أم يوحنّا مرقس التي فتحت بيتها وقلبها للأخوة، ومريم أخت لعازر التي تخرّجت من كلية "قدمي السيّد"، ومريم المجدليّة التي انتشلها "نور العالم" من الظلمة إلى النور، وأخريات غيرهنّ لا يتّسع المجال لذكرهنّ،
لكنني الآن أشعر بدافع للكتابة عن مريم الأخيرة وهي المجدليّة.
ربّما كان ذلك لأنّ مريم تعطينا صورةً حية جليّة عن عمل النعمة الإلهية في قلب التائب الآتي إلى الربّ. ولأنّها بالتالي صورة حقيقية للمحبّة الحقيقية لينبوع الحقّ ـ يسوع. خلّصها يسوع فأخلصت له. أحبّها فأحبّته وتعلّق قلبها به لدرجة أنّها صارت له أتبع من ظلّه.
أخرج منها الأرواح الشريرة وملأها بروحه، فعزمت على اتباعه إلى النهاية. تبعته وخدمته إلى أن جاء الوقت الذي فيه سلخ عنها من تحبّه نفسها. فشعرت عندئذٍ وكأنّ قلبها يقتلع من مكانه كشجرة تقتلعها عاصفةٌ مجنونة. مع هذا لم تتخلَّ عنه بل سارت وراءه.. إلى الصّليب.
فكانت بين الواقفات عند صليب يسوع وهي تذرف دمعاً غزيراً على سيّدها وحبيبها وفاديها. بقيت هناك حتى أُنـزل الجسد عن الصّليب ووُضع في القبر. وهكذا اطمأنّت إلى سلامة مخلّصها. وفي صباح القيامة أيضاً، إذ طلعت شمس البرّ قبل شمس الطبيعة، جاءت مريم إلى القبر لترى من ودّعته قبل أيّامٍ ثلاثة. فكانت آخر من ودّع يسوع وأوّل من استقبله. ها هي الآن وقد جاءت تطلب سيّدها في فجر الأحد.
وإليك صورةً عمّا حدث معها:
1
- طلبته فما وجدته،
صحيح أنها أحبّت يسوع لكنّها ظنّته ما زال ميتاً فجاءت تطلبه بين الموتى. وهل يُطلب الحيّ بين الأموات؟ إنّه قام كما قال. لذلك لم تحظَ مريم بطلبها بل وجدت القبر فارغاً. نعم فارغاً، وسيبقى فارغاً إلى الأبد ـ هللويا.
نحن المؤمنين نقع أحياناً كثيرةً في الخطأ نفسه. ننسى أن مسيحنا حيّ. ونحيا وكأنه ميت ونتكلّم وكأنّه ميت ونتصرّف وكأنّه ميتيسوع حيّ وحياته يجب أن تظهر فينا.
هناك فئة من الناس، وقد أعماها رئيس هذا الدهر، تضع يسوع في مصاف الموتى الذين ظهروا على مسرح التاريخ وبقاياهم ما برحت في قبورهم أمثال المصلحين، والفلاسفة، والمشترعين، والأنبياء، والعلماء، والآلهة.
كلّهم ماتوا وما زالوا أمواتاً، أما يسوع فحيّ لا يموت.
2- وجدته فما عرفته،
إنّه لأمرٌ غريب. يسوع بقربها فتراه ولا تعرفه بل تظنّ لأوّل وهلة أنه البستاني. نعم هذا ما حدث. وسرعان ما يزول العجب
حين تعرف السبب..
(1) الظلام: "جاءت.. إلى القبر باكراً والظلام باقٍ"..
وهل يستطيع من في الظلام أن يتبيّن الأمور على حقيقتها؟ فمع أنّها كانت قد عاشت مع يسوع وعرفته جيداً، إلاّ أنّ الظلام هذه المرة وقف حائلاً بينها وبينه. فلم تعرفه والذي يعيش في الظلام لا يمكن أن يرى يسوع، ذلك لأنّ يسوع نور، ومن يسلك في الظلمة يبغض النور ولا يقبل إلى النور لئلاّ توبّخ أعماله. وهذا يعني أنّ الذين يعيشون في الظلمة هم تحت سلطان رئيس الظلمة، أي إبليس.
(2) الدموع: "كانت واقفةً عند القبر خارجاً تبكي"
بكت لدرجة أنّ العبرات التي سكبتها أمست كغشاءٍ على عينيها. فلم تعد الرؤية واضحةً لناظريها. لأنّ الصور، والحالة هذه، تظهر وكأنها تتراقص وتهتزّ. فلا يعود الناظر يرى الشيء على صحّته. وهكذا لم تعرف يسوع.
ألا يخبرنا الكتاب يا ترى أنّ رئيس هذا الدهر يضع غشاءً بل برقعاً بل حجاباً كثيفاً على عيون الناس لكي لا يروا الحقّ (كورنثوس الثانية 4:4). إنّ الذين يرغبون في رؤية يسوع وجمال يسوع ومجد يسوع وخلاص يسوع يجب أن يطلبوا إليه أن يزيل تلك الغشاوة عن عيونهم.
(3) الانحناء: "انحنت إلى القبر"
وما عسى المنحني أن يرى! فعيناه لا تقعان إلاّ على رقعة ضيّقة من الأرض. ومهما يكن الشيء الذي يراه قيماً فإنه لن يغنيه عن يسوع. عندما انحنت مريم إلى القبر رأت ملاكين.. ومع هذا بقيت تبكي. ذلك لأنّ رؤية الملائكة شيء ورؤية السيّد شيء آخر.
منظر الملائكة جميل لكنّ الذي يشبع فراغ القلب وشوق القلب إنّما هو يسوع الذي هو أبرع جمالاً من كلّ اللائكة والبشر.
ما أكثر المنحنين في عصرنا الحاضر! نظراتهم أرضية أفكارهم أرضية، ميولهم أرضية اهتماماتهم أرضية. كلّهم إلى أسفل ومصيرهم أيضاً ـ إن لم يقوّمهم يسوع ـ إلى أسفل.. إلى الهلاك.
(4) "التفتت إلى الوراء فنظرت يسوع"
هذا يعني أنّ ظهرها كان نحو المسيح. مع أنها التفتت ونظرت يسوع واقفاً فلم تعلم أنه يسوع. لأنّ النظرة كانت سطحية عابرة غير مركّزة. ليس مركز يسوع في المؤخّرة وراءنا بل في الطليعة أمامنا.
لكنّ الشيء الذي يُؤسف له حقاً هو أنّ الأكثرية الساحقة من الناس قد أداروا القفا للربّ وهم يسلكون حسب شهوات أنفسهم. إنّ هؤلاء بأشدّ الحاجة إلى التوبة والرّجوع إلى الربّ.
وما التوبة سوى تغيير الوقفة والموقف من الربّ يسوع المسيح. وبعبارة أخرى هي تحويل القفا للعالم والخطيّة والشيطان وتثبيت الوجه نحو المخلّص.
(5) عرفته فما تركته، كان يسوع قد خاطبها قبلاً بقوله "يا امرأة.."
لكنّها لم تعرفه. وأما الآن فقد ناداها باسمها قائلاً "يا مريم" فكان صوته كريشة عازف تداعب أوتار قلبها. فهبّت من مكانها وهرولت نحوه وارتمت عند قدميه وأمسكت بهما وهتفت قائلةً "ربوني" أي معلّمي (راجع يوحنا 20: 16) وهنا شعرت وكأن حملاً ثقيلاً قد أُزيل عن كاهلها إذا وجدت ضالتها المنشودة.
فقال لها يسوع "لا تلمسيني" وهو يعني "لا تمسكيني" لأنّه أحسّ أنّ مريم تشبّثت بكلتا قدميه ولم ترد إفلاتهما وهو مزمع على الانطلاق إلى الآب.
نعم هذا هو الشعور الذي يستولي على النفس التي تتعرّف بيسوع. فهي تعشق يسوع ولا تريد التخلّي أو الابتعاد عنه وشعارها "حبيبي لي وأنا له" هذا ما اختبرته عروس النشيد حين وجدت من تحبّه نفسها فأمسكته ولم ترخه. وهذه كانت أمنية مجنون كورة الجدريين، حين سأل الربّ أن يبقيه معه.
إنّ طلبتي يا إلهي هي أن لا تسمح لأيّ شيء أن يفصلني عنك. بل كلما مرّت الأيام والأعوام أزداد إليكَ اقتراباً وفيك ذوباناً إلى أن يأتي الوقت الذي فيه أختفي أنا وتظهر أنت وحدك. وهكذا نصبح واحداً لا اثنين فيما بعد. آمين.
(6) تركته فما أنكرته،
لا يكفي أن نعيش بقرب الربّ ونتمتّع ببركاته لوحدنا بل يجب إشراك الآخرين بما خبرناه وعرفناه لكي يذوقوا وينظروا ما أطيب الربّ، وإلاّ اعتبرنا أنانيين. إنّ مريم، بالرّغم من رغبتها في البقاء مع يسوع،
لم تتأخّر لحظةً واحدة في تنفيذ أمر الربّ لها بالذهاب إلى التلاميذ لتخبرهم بما رأت وسمعت. إنّ المسؤولية علينا نحن المؤمنين لكي نذهب ونخبر بكم صنع الربّ بنا. ألم يأمرنا الربّ يسوع في مرقس 16: 15، قائلاً "اذهبوا إلى العالم أجمع واكرزوا بالإنجيل للخليقة كلّها"؟!
هذا ما فعلته السامريّة هذا ما فعله مجنون كورة الجدريين هذا ما فعله المولود أعمى هذا ما فعله الرسل والتلاميذ وهذا ما يجب أن نفعله نحن
هو سمعان إبن يونا الملقب بسمعان بطرس باليونانية وصفا بالعربية ومعنى اللقب بطرس هو الصخرة وقد نال هذا اللقب من السيد المسيح بحسب رواية الكتاب المقدس. كان بطرس الرسول واحد من نخبة الرسل (إثنى عشر رسولاً ) الذين إختارهم يسوع المسيح من بين أتباعه وسميوا بالتلاميذ وقد رمز إليهم فى العهد القديم بأبناء يعقوب الإثنا عشر آباء أسباط بنى إسرائيل ورمز إليهم أيضاً بأثنى عشر عين ماء (خر27:15 ) كما يرمز إليهم أيضاً بأنبياء العهد القديم الإثنى عشر والذين لهم أسفار فى نهاية التوراة. ويرمز للقديس بطرس برأوبين الإبن الأكبر من أبناء يعقوب لأنهما يتشابهان فى الشخصية والتصرفات ونجد يعقوب يقول عن رأوبين عندما بارك أبنائه قبل وفاته: أنت بكرى قوتى وإول قدرتى فضل الرفعة وفضل العز فائر كالماء لاتتفضل إشارة إلى تسرعه فى الوعود والأحكام. وتستطيع أن تتبين ملامح شخصية بطرس الرسول من خلال ماذكر عنه فى الكتاب المقدس بإنه كان شخصية حماسية مندفعة كما أنه كان متسرعاً فى كثير من الأحيان فى إطلاقه الأحكام والوعود وكان السباق فى طرح الأسئلة على السيد المسيح كما أنه كان السباق أيضاً فى إعطاء الأجوبة مثل رأوبين إبن يعقوب. قال بطرس الرسول ليسوع إن شك فيك الجميع فأنا لاأشك فيك وقال أيضاً لو إضطررت أن أموت معك لاأنكرك ثم أنكره فى نفس الليلة ثلاث مرات. (مت33:26 ،34 ) وكلم رأوبين أباه قائلاً إقتل إبنى إن لم أجىء إليك ببنيامين سلمه بيدى لأنزل به إلى مصر وأنا أرده لك مع أنه لايملك هذا ولو عاد بدونه فأن يعقوب لايمكن أن يقتل إبن رأوبين إنتقاماً منه. (تك37:42 ). لذلك فإن البكورية أخذت من رأوبين وأعطيت ليوسف أخيه وأخذت منه الرياسة أيضاً وأعطيت ليهوذا أخيه. أما القديس بطرس فإنه بعد ان ندم على إنكاره للسيد المسيح فقد قبلت توبته بعد قيامة الرب يسوع من الأموات بل وأعطيت له الرياسة لرعاية خراف الله وغنمه وقد دونت بعض محطات حياته فى الأناجيل الاربعة وأعمال الرسل. ولد ونشأ بطرس الرسول فى قرية بيت صيدا فى فلسطين وعمل هناك صياد سمك مع أخيه أندراوس قبل أن يدعوه يسوع ليكون أحد أتباعه. وأصبح بعد ذلك قائداً لبقية رسل المسيح كما أن الكنيسة الأولى أقرت بسلطته. يعترف أغلب المسيحيين بقداسة سمعان بطرس وبأنه أول باباوات روما بما فى ذلك الكاثوليك الشرقيين. بينما تعتبره طوائف مسيحية أخرى بأنه أول أساقفة أنطاكية. ومن ثم أصبح أسقف روما. ولكن لايؤخذ هذا بأنه كان يملك سلطاناً أسقفياً فعلياً على بقية الأسقفيات أو الأبرشيات فى مختلف أنحاء العالم. ومن هنا يوجد فئة أخرى من المسيحين لاترى بأن القديس بطرس الرسول كان يمتلك فعلاً مهام الأسقف. ذلك لأن هذه الوظيفة أو المهمة تحددت خصائصها وطبيعتها فى الكنيسة فى فترة لاحقة لزمن هذا الرسول. وعلاوة على ذلك فإن الكثيرين من المسيحين البروتسانت لايستعملون لقب القديس فى الحديث عنه ويكتفون بلقب تلميذ أو رسول. يؤكد كل من بابيس وإبرونيموس وإكليمندس الإسكندرى وترتوليانوس وكايوس وأريجانوس ويوسبيوس وهم من آباء أو من مؤرخى الكنيسة القدامى بأنه أستشهد فى 29 يونيو من عام 64م بينما يذهب بعض الباحثين إلى أن وفاته كانت فى 13 أكتوبر من عام 64م. وبحسب تقليد مختلف الكنائس يعتقد بأنه قتل صلبا بيد السلطات الرومانية وإستناداً إلى كتب الأبوكريفا أى الكتب الدينية المرفوضة من الكنيسة والذى يسمى بكتاب أعمال بطرس فإنه صلب بشكل مقلوب أى رأسه إلى أسفل وقدماه للأعلى ويحدد تقليد الكنيسة الكاثوليكية مكان دفنه تحت المذبح العالى فى بازيليك القديس بطرس فى الفاتيكان. ويرجح بعض دارسى العهد الجديد بأنه كان فى البدء تلميذاً ليوحنا المعمدان قبل أن يصبح تلميذاً للمسيح ويصبح الشخص الأبرز بينهم حيث تم ذكره بشكل أكبر من بقية التلاميذ فى الأناجيل الأربعة. إضافة إلى ذلك إختصه السيد المسيح مع يعقوب ويوحنا بمعاينة أحداث عظيمة يرويها الإنجيل كحادثة التجلى وغيرها. ويتحدث الكتاب المقدس عن إنكار بطرس معرفته بالمسيح ثلاث مرات أثناء محاكمته التى سبقت الصلب ولكنه ندم على ذلك لاحقاً وقبلت توبته. وبعد قيامة السيد المسيح من الموت نال بطرس ورفاقه الرسل قوة من الروح القدس وإندفعوا يبشرون بإيمانهم فى كل مكان. يعتقد أن الرسول بطرس كتب سفرين من أسفار العهد الجديد هما رسالة بطرس الأولى والثانية. فى معظم اللوحات التى رسمت له نراه يحمل فى يديه مفاتيح ملكوت السموات. ( رمز قيادته للكنيسة ). بطرس هو سمعان بن يونا وهو أخو أندراوس. ولد فى بيت صيدا فى الجليل وكانت مهنته صيد السمك. ولما جاء به أخوه أندراوس إلى يسوع أبتدره الرب قائلاً: "أنت تدعى كيفا اى الصخرة" . ثم دعاه يسوع ثانية وأخاه قائلاً: أتبعانى فاجعلكما صيادى الناس. وللوقت تركا الشباك وتبعاه. وبعد هذه الدعوة الثانية لازم بطرس يسوع ولم يفارقه إلى النهاية. ولما أعلن السيد المسيح جسده مأكلاً حقيقياً ، ودمه مشرباً حقيقياً مشيراً بذلك إلى سر القربان الأقدس، أستصعب الرسل كلامه ورجعوا إلى الوراء فقال لهم: ألعلكم أنتم أيضاً تريدون أن تمضوا؟ فأجاب سمعان بطرس: إلى من نذهب يارب وكلام الحياة الأبدية عندك؟ سأل بطرس معلمه: كم مرة أغفر لأخى، يومياً، إذا خطىء إلى، أإلى سبع مرات؟ أجابه يسوع: "لاأقول لك سبع مرات، بل سبعين مرة سبع مرات". وهذا تبيان للضعف البشرى الصادر من الإنسان، وواجب أن نغفر دائماً مادامت النية سليمة صافية. وكم كان متحمساً للدفاع عن معلمه عندما أعلن يسوع عن كيفية ميتته فقال له سمعان بطرس: أنى مستعد أن أمضى معك إلى السجن وحتى إلى الموت فقال له يسوع: " أن الروح مستعد وأما الجسد فضعيف. وستنكرنى ليلة الآمى ثلاث مرات قبل صياح الديك مرتين. وهكذا كان. ولكن عاد بطرس فندم على خطيئته بذرف الدموع مدة حياته كلها. ومن يتصفح النصوص الواردة فى العهد الجديد، يتضح له جلياً أن بطرس هو أول من تبع المسيح وأعترف به. وكان أميناً لأسراره وقد رافقه فى جميع مراحل حياته. وقد جعله الرب زعيماً للرسل ورئيساً على كنيسته... وبدأ بالتبشير فى السامرة، وطاف مدن سواحل فلسطين ولبنان وعمد كرنيليوس القائد برؤيا عجيبة مؤثرة جداً. وهو من خرج من أورشليم، قبل الرسل. وبعد صعود الرب بشر بطرس فى فلسطين وفينيقية وآسيا خمس سنوات، ثم أقام كرسية سنة 44 للميلاد. ثم عاد إلى أورشليم فى السنة نفسها، فألقاه هيرودس اغريبا فى السجن وخلصه ملاك الرب. فأستأنف التبشير وعقد المجمع الأول مع الرسل وكتب رسالته الأولى. ثم رجع إلى روما حيث أسقط سيمون الساحر من الجو واخزاه هو وخداعه، وكان سيمون عزيزا على نيرون الملك. غضب الملك على بطرس، فأخذ يترقبه وبوحى إلهى عرف بدنو أجله فكتب رسالته الثانية. ومالبث أن قبض نيرون عليه وسجنه، ثم أمر بصلبه، ولعمق تواضعه أبى أن يصلب إلا منكساً. وقد أثبت القديسون: ديونيسيوس وأيريناوس وأوسابيوس وأيرونيموس كما تبين ايضاً من الآثار التاريخية المكتشفة حديثاً فى روما. أن بطرس ذهب إلى روما بالأتفاق مع بولس. وبعد أن أسس كنيستها أستشهد فى عهد نيرون عام 67م. صلاته معنا. إستشهاد القديسين الرسولين بطرس وبولس وفطر صوم الرسل فى 5 أبيب حسب السنكسار. فى مثل هذا اليوم أستشهد القديسان العظيمان الرسولان بطرس وبولس. أما بطرس فكان من بيت صيدا وكان صياداً فأنتخبه الرب ثانى يوم عماده بعد أنتخابه لأخيه إندراوس. وكان ذا إيمان حار وغيرة قوية ولما سأل الرب التلاميذ. ماذا يقول الناس عنه. أجابوا: " إيليا أو إرميا أو أحد الأنبياء" فقال بطرس "أنت هو المسيح إبن الله " وبعد أن نال نعمة الروح المعزى جال فى العالم يبشر بيسوع المصلوب ورد كثيرين إلى الإيمان وقد أجرى الله على يديه آيات كثيرة وكتب رسالتين إلى جميع المؤمنين. ولما دخل رومية وجدهناك القديس بولس الرسول وبكرازتهما آمن أكثر أهل رومية فقبض عليه نيرون الملك وأمر بصلبه فطلب أن يصلبوه منكساً وأسلم روحه بيد الرب. أما بولس الرسول دخل رومية ونادى بالإيمان فأمن على يديه جمهور كثير وكتب لهم الرسالة الى أهل رومية وهى أولى الرسائل الأربع عشرة التى له. وأخيراً قبض عليه نيرون وعذبه كثيراً وأمر بقطع رأسه. وبينما هو ذاهب مع السياف التقت به شابة من أقرباء نيرون الملك كانت قد آمنت على يديه فسارت معه وهى باكية إلى حيث ينفذ الحكم. فعزاها ثم طلب منها القناع ولف به وجهه وأمرها بالرجوع وقطع السياف رقبته وتركه وكان ذلك فى سنة 67م فقابلت الشابة السياف أثناء عودته إلى الملك وسألته عن بولس فأجابها: " أنه ملقى حيث تركته. وراسه ملفوف بقناعك " فقالت له: " كذبت لقد عبر هو وبطرس وعليهما ثياب ملكية وعلى رأسيهما تاجان وناولنى القناع. وهاهو " وأرته إياه ولمن كان معه فتعجبوا من ذلك وأمنوا بالسيد المسيح. ولقد أجرى الله على يدى بطرس وبولس آيات عظيمة حتى أن ظل بطرس كان يشفى المرضى (أع15:5) ومناديل ومآزر بولس تبرىء الكثيرين فتزول عنهم الأمراض وتخرج الأرواح الشريرة( أع12:19) صلاتهما تكون معنا، ولربنا المجد دائماً. آمين + هذا هو اليوم الذى تعيد فيه الكنيسة بفطر الرسل ويعمل اللقان بعد رفع بخور باكر فى الخورس الثالث وبملابس الخدمة.
نياحته 4 كيهك هو اخو بطرس الرسول , ولأن اندراوس يهودى الاصل فان اسمه اندراوس قد لا يكون اسمه الحقيقى من حيث انه ليس اسما اراميا او عبريا . و يدعى اندراوس باليونانية و معناه الرجل , و بالانجلزية أندرو , و يلقب فى التقليد الارثوذكسى بروتوكليتوس اى أول المدعويين، بحسب التقليد الكنسى فأن أندراوس ولد فى بيت صيدا قرب بحر الجليل (بحيرة طبرية) وكان يعيش مع بطرس فى مدينة كفر ناحوم، كان اندراوس تلميذاً ليوحنا المعمدان ويعد ذلك أصبح من أوائل من تبعوا يسوع المسيح وبحسب الإنجيل فأن أندراوس كان من بين مجموعة التلاميذ الأكثر قرباً ليسوع والذين أختصهم لمعاينة أحداث مهمة للغاية، وقد ذكر مرة واحدة فقط فى سفر أعمال الرسل . بحسب المؤرخ الكنسى أوسابيوس القيصرى (275-339م) فإن أندراوس قام بالتبشير بالديانة المسيحية فى آسيا الصغرى وسيكثيا وعلى طول ساحل البحر الأسود حتى نهر الفولغا لذلك فقد أصبح القديس الشفيع الرئيسى لكل من روسيا ورومانيا. ويعد تقليدياً أول أساقفة بيزنطة (قسطنطينية) وقد أختير أن يمضى إلى مدينة اللد وإلى بلاد الأكراد، فدخل مدينة اللد وكان أكثرها قد آمن على يدى بطرس، وكان معه تلميذه فليمون وهو شجى الصوت، فأمره أن يصعد المنبر ويقرأ.فلما سمع كهنة الأوثان بمجىء أندراوس الرسول أخذوا حرابهم وأتوا إلى الكنيسة ووقفوا خارجاً ليسمعوا مااذا كان يجدف على الهتهم ام لا ، فسمعوه يقرأ قول داود النبى: " أصنامهم فضة وذهب عمل أيدى الناس، لها أفواه ولاتتكلم، لها عين ولاتبصر، لها آذان ولاتسمع لها مناخر ولاتشم، لها أيد ولاتلمس، لها أرجل ولاتمشى ولاتنطق بحناجرها. مثلما يكون صانعوها بل كان من يتكل عليها" (مز4:115- 8 ) فأبتهجت قلوبهم من حسن صوته ولانت عواطفهم ودخلوا الكنيسة وخروا عند قدمى أندراوس الرسول، فعلمهم ومن ثم آمنوا بالسيد المسيح فعمدهم وكل من بقى من عابدى الأوثان. ثم خرج من عندهم وأتى إلى بلاد الأكراد ومدن أكسيس وأرجناس وأسيفوس، وكان قد مضى مع برثولماوس قبل ذلك إلى مدينة عازرينوس وكان أهلها أشراراً لايعرفون الله. فلم يزالا يبشرانهم ويعلمانهم حتى أهتدى إلى معرفة الله جمع كثير منهم بسبب الآيات والعجائب التى صنعاها أمامهم. أما الذين لم يؤمنوا فقد تآمروا عليه، وأرسلوا يستدعونه حتى اذا أقبل عليهم يثبون عليه ويقتلونه، فلما وصل إليه الرسل وسمعوا تعاليمه الحسنة ورآوا بهجة وجهه النورانية آمنوا بالسيد المسيح ولم يعودوا إلى الذين أرسلوهم. وحينئذ عزم غير المؤمنين على الذهاب إليه وحرقه فلما أجتمعوا حوله لتنفيذ عزمهم صلى الرسول إلى الرب فرآوا ناراً تسقط عليهم من السماء فخافوا وآمنوا. وشاع ذكر الرسول فى جميع تلك البلاد وآمن بالرب كثيرون، ومع هذا لم يكف كهنة الأوثان على طلب آندراوس حيث ذهبوا إليه وأوثقوه وضربوه كثيراً، وبعد أن طافوا به المدينة عرياناً القوه فى السجن حتى اذا كان الغد يصلبونه. وكانت عادتهم اذا أماتوا أحداً صلباً أنهم يرجمونه أيضاً، فقضى الرسول ليلة يصلى إلى الله، فظهر له السيد المسيح وقواه. وقال له: " لاتقلق ولاتضجر فقد قرب أنصرافك من هذا العالم" ، وأعطاه السلام وغاب عنه، فابتهجت نفسه بما رأى. ولما كان الغد أخذوه وصلبوه على خشبة ورجموه بالحجارة حتى تنيح، فأتى قوم من المؤمنين وأخذوا جسده المقدس ودفنوه. وقد ظهرت منه آيات وعجائب كثيرة. يُعتقد بأنه قتل صلبا فى مدينة باتراى فى اليونان وكان صليبه على شكل حرف x وبسببه أخذ هذا الشكل من الصلبان لاحقاً أسم صليب القديس أندراوس، وبحسب التقليد الكنسى فأن جثمانه دفن فى مدينة باتراى وبعد ذلك نُقل منها إلى القسطنطينية ومن هناك نقل مرة أخرى إلى بلدة سميت باسم القديس أندراوس تقع على الساحل الشرقى لأستكلندا، وتتحدث القصص الشعبية المحلية عن أن جثمان هذا القديس بيع للرومان على يد الكهنة المحليين مقابل أن ينشأ الرومان خزان مياه للمدينة، وفى السنين التالية حفظ الجسد فى مدينة الفاتيكان ولكنه أعيد لمدينة باتراى اليونانية عام 1964م بأمر من البابا بولس السادس. أن صندوق جثمان الرسول أندراوس والذى يحتوى على أصبعه وجزء من جمجمته محفوظ اليوم فى كنيسة أندراوس فى مدينة باتراى فى مقام خاص، ويقام له أحتفال مميز فى 30 من نوفمبر / تشرين الثانى من كل عام. يقدم أنداروس فى معظم الايقونات واللوحات على أنه رجل عجوز متكىء على صليبه ذو الشكل x وهناك عدة أماكن يظن بأنها تحتوى على جزء من جثمانه وهى:- بازيليك القديس أندراوس، باتراى – اليونان قبة القديس أندراوس، أمالفى – أيطاليا كاتدرائية القديسة مريم، إيدينبورغ ( الضريح الوطنى للقديس أندراوس) إسكتلندا كنيسة القديسيين أندراوس وألبيرت، وآرسو- بولندا. يوجد كتاب سمى بــ " أعمال أندراوس" وهو من كتب الأبوكريفا ( الكتب الغير قانونية بالنسبة للكنيسة ) تحدث عنه أوسابيوس القيصرى وآخرون، يصنف هذا الكتاب ضمن مجموعة الكتب التى تتحدث عن أعمال الرسل ويتوقع أنه تمت كتابته فى القرن السادس، تم تنقيح هذا الكتاب ونشره بواسطة قسطنطين فإن تيشوندروف فى المانيا عام 1821م. القديس أندراوس، فى التراث، هو الرسول الذى دعاه الرب يسوع أولاً، وأسمه معناه الشجاع أو الصنديد أو الرجل الرجل . كان تلميذاً ليوحنا المعمدان أول أمره (يوحنا 35:1) فلما كان يوم نظر فيه معلمه الرب يسوع ماشياً بادر أثنين من تلاميذه كانا واقفين معه بالقول: " هوذا حمل الله"! (يوحنا 36:1) فتبع التلميذان يسوع. "فالتفت يسوع ونظرهما يتبعان فقال لهما ماذا تطلبان؟ فقالا ربى الذى تفسييره يامعلم أين تمكث؟ فقالا لهما تعاليا وأنظرا. فأتيا ونظرا أين يمكث ومكثا عنده ذلك اليوم. وكان نحو الساعة العاشرة" ( يوحنا 38:1 -39) . أندراوس كان واحداً من الأثنين. من تلك الساعة صار للرب يسوع تلميذاً. إثر ذلك، أقبل أندراوس على أخيه بطرس وأعلن له: " وقد وجدنا مسياً الذى تفسيره المسيح" ( يوحنا 41:1)، ثم أتى به إلى يسوع. موطن أندراوس وبطرس كان الجليل الأعلى، وعلى وجه التحديد بيت صيدا فيها ومنها فيليبس الرسول أيضاً (يوحنا44:1). كانت مهمة أندراوس كأخيه بطرس صيد السمك (مرقص16:1) ، وكان له بيت فى كفر ناحوم (مرقص29:1). ورد أسمه ثانياً فى لائحة الرسل، فى كل من أنجيلى متى (2:10) لوقا (14:6) بعد بطرس، فيماورد رابعاً فى كل من أنجيل مرقس (16:3) وأعمال الرسل من 13:1 بعد بطرس ويعقوب ويوحنا. أقصر ماورد ذكر أندراوس الرسول فى أنجيل يوحنا، فإلى ماسبق ذكره نلقاه فى الإصحاح السادس رقم 8 يبلغ الرب يسوع، قبل تكسير الخبز والسمك، بأن " هنا غلاماً معه خمسة أرغفة شعير وسمكتان. ولكن ماهذا لمثل هؤلاء". ونلقى أندراوس مرة أخرى فى الأصحاح الثانى عشر حينما تقدم يونانيين إلى فيلبس وسألوه قائلين نريد أن نرى يسوع " فأتى فيليبس وقال لأنداروس ثم قال أندراوس وفيلبس ليسوع. وأما يسوع فأجابهما قائلاً قد اتت الساعة ليتمجد إبن الإنسان" ( 20- 23) . هذا جل مانستمده عن اندراوس الرسول من الأناجيل وأعمال الرسل. أما فى التراث، فقد أورد أفسافيوس فى تاريخه أنه كرز بالأناجيل فىسكيثيا، أى إلى الشمال والشمالى الشرقى من البحر الأسود، وفى آسيا الوسطى، بين كازخستان و أوزباكستان. كما ذكر كل من أيرونيموس وثيودوريتوس أنه بشر فى أقليم أخانية فى جنوبى اليونان، فيما آشار نيقيفوروس إلى آسيا الصغرى وتراقيا، فى البلقان، شمالى البحر الإيجى. وفى بيزنطية، التى كانت أنئذ مدينة متواضعة، يقولون أن القديس أندراوس اقام عليها أستاخيس، أول أسقف. ويقولون أيضاً أنه رفع الصليب فى كييف وتنبأ بمستقبل المسيحية بين الشعب الروسى. والقديس أندراوس شفيع أسكتلندا حيث يبدو أن سفينة غرقت بالقرب من المكان المعروف باسمها هناك وكانت تحمل بعض بقايا القديس. اما رقاد الرسول فكان أستشهاداً على صليب مافتىء معروفاً منذ القديم باسم صليب القديس أندراوس وهو على شكل x . جرى ذلك فى باتريا فى أخائية اليونانية حيث نجح الرسول فى هداية الوثنيين إلى المسيح إلى درجة أثارت القلق لدى أجايتوس الحاكم، لاسيما بعدما أكتشف أن زوجته ماكسيمللا قد وقعت فى المسيحية هى أيضاً. وكان صلب أندراوس مقلوباً. لكن عدالة الله شاءت أن يقضى الحاكم بعد ذلك بقليل عقاباً. اما رفات القديس قتوزعت فى أكثر من مكان، إلا أن جمجمته عادت أخيراً إلى باتريا فى 26 آيلول 1974م، فيما بقيت له يد في موسكو والبقية هنا وهناك. الرسول أندراوس تعيد له الكنيسة فى 30 تشرين الثانى هو أخو بطرس الرسول وكان صياداً أيضاً كان فى الأصل تلميذ يوحنا المعمدان. بشر الانجيل فى سيكيثيا بيزينطية والأراضى على طول نهر الدانوب وروسيا وحول البحر الاسود وأخيراً فى اليونان . عذبه الحاكم Aegeatus وصلبه. ويعتقد أن صليبه كان بشكل حرف x ويعرف اليوم باسم " صليب القديس أندراوس" . أستشهاد القديس أنداروس أحد الإثنى عشر رسولاً السنكسار فى 4 كيهك فى مثل هذا اليوم أستشهد القديس اندراوس الرسول أخى بطرس، صلاته تكون معنا، ولربنا المجد دائماً أبدياً آمين.