موسوعة كاملة عن أباء الكنيسة وشهدائها وقديسها +++

Son Ava Karas

يســوع رفيقي
عضو مبارك
إنضم
29 يونيو 2011
المشاركات
1,258
مستوى التفاعل
54
النقاط
0
اسحق الدفراوي الشهيد


نشأته ولد القديس إسحق ببلدة دفرا، التابعة لطنطا، وعاش في حياة تقوية مقدسة. لما أثار الإمبراطور دقلديانوس الاضطهاد كان القديس قد بلغ الخامسة والعشرين من عمره، وإذ كان نائمًا في الحقل مع الحصادين رأى ملاك الرب يقول له: "سلام لك يا إسحق رجل الله التقي؛ لماذا أنت نائم والجهاد قائم؟!"، ثم أراه إكليلاً فالتهب قلبه بنوال بركة الاستشهاد. إذ لاح النهار ودّع الشاب والديه لينطلق إلى مدينة طوه، تابعة لببا بصعيد مصر، فمنعاه من الخروج. وفي منتصف الليل أضاء البيت كله بنور فائق، ثم ظهر الملاك وشجع إسحق لينطلق ويتمم شوق قلبه، وفي الحال ترك مدينته وانطلق إلى طوه. استشهاده التقى القديس إسحق بوالي المدينة. حيث أعلن إيمانه بقوة وشجاعة، فهدده وأمر بحبسه حتى يعود من نقيوس. انطلق إسحق مع أحد الجنود من أمام الوالي إلى الحبس، وفي الطريق التقى برجل أعمى، صلى إلى الله من أجله فانفتحت عيناه، وللوقت آمن الجندي نفسه، وعند عودة الوالي اعترف الجندي بالإيمان وسلّم رقبته للسيف لينال إكليل الشهادة بفرح. اغتاظ الوالي وصمم أن يذيقه كل أنواع العذابات، فأرسله إلى ككليانوس والي البهنسا ليقوم بالتعذيب. وإذ كان بالسفينة مقيدًا طلب من أحد النوتية قليل ماء فأعطاه، وإذ شرب أخذ القليل من الماء المتبقي وصلى عليه وسكبه على عين الرجل النوتي التي كانت عمياء فانفتحت وأبصر بها كما بعينه الأخرى. التقى القديس بوالي البهنسا، الذي بدأ أولاً بملاطفته ليستميله لترك إيمانه فلم يفلح، وعندئذ صار يعذبه، وكان الرب يشفيه. حدث أن كان أريانا يجول في البلاد يتشفى بمضايقة المسيحيين وتعذيبهم، وإذ التقى بككليانوس أخبره الأخير عن أمر إسحق الدفراوي، وروى له ما حدث معه، فاستلمه منه ليقوم هو أيضًا بدوره في التعذيب، وأخذه معه إلى أنصنا وصار يعذبه، وإذ لم يفلح أرسله إلى مدينة طوه حيث قطعت رأسه ونال إكليل الاستشهاد، وقد ظهر من جسده عجائب كثيرة. جاء بعض المؤمنين وحملوا جسده، وأتوا به إلى بلده دفرا، ودفنوه هناك بإكرام عظيم، وبنوا كنيسة باسمه. تعيِّد الكنيسة القبطية بعيد استشهاده في 6 بشنس، وعيد تكريس كنيسته في 6 طوبة.


 

Son Ava Karas

يســوع رفيقي
عضو مبارك
إنضم
29 يونيو 2011
المشاركات
1,258
مستوى التفاعل
54
النقاط
0
اسطفانوس الأول أسقف روما


أسقفيته ولد مع بداية القرن الثالث، كان من أشراف روما، لا نعرف شيئًا عن صبوته، لكنه كان معتبرًا جدًا لدى القديسين كرنيليوس ولوسيوس أسقفي روما. ولما تنيح الأخير أُختير الكاهن إسطفانوس خلفًا له، في 12 مايو 254 م، وقد عرف بتقواه وغزارة علمه. إذ تبوأ الكرسي الروماني ضغط عليه فوستينوس أسقف ليون أن يتدخل مع القديس كبريانوس في مقاومة ماركيان أسقف Arles لأنه اعتنق مبادئ نوفاتيان، الذي أغلق باب الرجاء في وجه مرتكبي بعض الخطايا بعد نوالهم سر المعمودية فلا يُقبلون مهما قدموا من توبة، خاصة إنكار الإيمان في وقت الاستشهاد (جاء هذا على أثر اضطهاد ديسيوس حوالي 250 م)، كما حرّم أيضًا الزواج الثاني. التجأ البعض إلى الخداع في أيام اضطهاد ديسيوس (داكيوس)، فكانوا يدفعون مالاً للقضاة لينالوا شهادة منهم أنهم قدموا بخورًا للأوثان دون أن يمارسوا ذلك، حفظًا لحياتهم وأموالهم، فقام الأسقف بمحاربة هذا العمل الشيطاني وحسبه إنكارًا للإيمان، يسقط من ارتكبه تحت التأديب الكنسي. دخل الأسقف في جدال قاسٍ ومرّ لزمن طويل مع القديس كبريانوس بسبب إعادة معمودية الهراطقة، إذ نادى القديس كبريانوس بأن ما يمارسه الهراطقة ليس عمادًا بسبب الهراطقة، وأن الكنيسة يلزمها أن تعمد من عمدهم الهراطقة، ولا يحسب ذلك إعادة للعماد، وقد عقد ثلاثة مجامع أفريقية كما عضده في ذلك فرمليانوس أسقف قيصرية الكبادوك. وقد رفض الأسقف إسطفانوس مقابلة الوفد القادم من قرطاجنة سنة 256 م في هذا الشأن وأيضاً وفد الأسقف فرماليانوس مهدداً بقطع من ينادي بذلك. تدخل القديس ديوناسيوس بابا الإسكندرية بحكمة بين الفريقين، وأعلن أن هذا الأمر يتطلب حبًا ووداعة في الجدال دون تهديدات بالحرمان حتى لا تنشق الكنيسة. أرسل إليه أحد عظماء رومية نيماسيوس رسولاً، سائلاً إياه أن يشفي ابنته العمياء، فصلى عنها وشفاها باسم السيد المسيح، فآمن الرجل وكل أهل بيته، بل وآمن عدد كبير من الوثنيين. سمع الوالي أولمبيوس فاستدعى نيماسيوس وابنته وسمبرونيوس وكيل بيته، وإذ تأكد أنهم صاروا مسيحيين، سأل الأخير أن يسلم كل ممتلكات سيده له، فأجابه بأن سيده قد وزع كل ممتلكاته على الفقراء بعد قبوله الإيمان بالسيد المسيح. أمره أن يسجد للأوثان، فنظر إليها باستخفاف وطلب من السيد المسيح أن يسحق الأصنام، فسقطت في الحال وصارت ترابًا، عندئذ أدرك الوالي تفاهتها، وعاد إلى بيته يروي لزوجته أوكسبيريا ما حدث، وكانت قد قبلت المسيحية سرًا، فشجعته لينال سرّ العماد على يدي الأسقف. استشهاده قيل أن فاليريان أثار الاضطهاد ضد المسيحيين، وقد نال هذا الأب إكليل الاستشهاد، وإن كان بعض المؤرخين يرون أنه قد رقد في الرب بدون تعرضه للاستشهاد.


 

Son Ava Karas

يســوع رفيقي
عضو مبارك
إنضم
29 يونيو 2011
المشاركات
1,258
مستوى التفاعل
54
النقاط
0
يتبـــــــــــــــــــــــــــــــــــع
 

Son Ava Karas

يســوع رفيقي
عضو مبارك
إنضم
29 يونيو 2011
المشاركات
1,258
مستوى التفاعل
54
النقاط
0
اغابوس الرسول


هو أحد السبعين رسولاً الذين اختارهم الرب ليكرزوا أمامه، وكان مع التلاميذ الاثني عشر في علية صهيون وامتلأ من مواهب الروح القدس المعزي ومُنِح نعمة النبوة كما يخبرنا سفر أعمال الرسل بقوله: "وبينما نحن مقيمون أيامًا كثيرة انحدر من اليهودية نبي اسمه أغابوس، فجاء إلينا وأخذ مِنطقة بولس وربط يديّ نفسه ورجليه وقال هذا يقوله الروح القدس: الذي له هذه المِنطقة هكذا سيربطه اليهود في أورشليم ويسلمونه إلى أيدي الأمم" (أع21: 10-11). وقد تمت هذه النبوة (أع21: 17-36)، وتنبأ أيضًا عن حدوث جوع عظيم بالمسكونة كلها، وقد تم ذلك في أيام كلوديوس قيصر (أع11: 27-28). ثم كرز هذا الرسول ببشارة الإنجيل مع الرسل القديسين وطاف بلادًا كثيرة معلمًا وهاديًا حتى ردَّ كثيرين من اليهود واليونان إلى معرفة السيد المسيح وطهرهم بسر المعمودية، فقبض عليه اليهود بأورشليم وضربوه كثيرًا، ثم وضعوا في عنقه حبلاً وجروه خارج المدينة حيث رجموه بالحجارة إلى أن أسلم روحه الطاهرة. عند ذلك نزل نور من السماء رآه الجمع الحاضر كأنه عمود متصلاً بجسده وبالسماء، وأبصرت ذلك امرأة يهودية فقالت: "حقًا إن هذا الرجل بار"، وصاحت بأعلى صوتها قائلة: "أنا مسيحية مؤمنة بإله هذا القديس"، فرجموها أيضًا. السنكسار، 4 أمشير.

---------------------


اغابي الشهيدة


تحتفل الكنيسة القبطية بعيد استشهاد العذارى القديسات الأخوات أغابي وإيريني وسيونية وشيونيةChionia في الثامن من شهر برموده. هؤلاء العذارى كن تقيات محبات للسيد المسيح، ارتبطن معًا بدالة المحبة القوية مع الرب، وكن يترددن على أحد أديرة الراهبات بتسالونيكي مدينتهن، وكن يمارسن بفرح الحياة التقوية النسكية متمثلات بالراهبات. إذ أثار دقلديانوس وشريكه مكسيمانوس الاضطهاد هربت هؤلاء العذارى إلى الجبل، وقد حملن معهن كتب الدير، اختبأن في مغارة، وصرن يداومن على الحياة النسكية. كانت سيدة عجوز تفتقدهن مرة كل أسبوع لتقدم لهم احتياجاتهن، وتبيع لهم عمل أيديهن، وتتصدق عنهن بما يفضل. حدث أن رآها أحد الأشرار فحسبها تخفي أشياء ثمينة في الجبل، فاقتفى أثرها من بعيد حتى عرف موضع المغارة، وإذ خرجت دخل ليجد عرائس المسيح يصلين، فربطهن وأحضرهن إلى الوالي. سألهن الوالي عن إيمانهن فاعترفن أنهن مسيحيات، عابدات يسوع المسيح، فصار يسخر بهن، ويطالبهن أن يأكلن مما ذبح للأوثان فرفضن. عندئذ أمر الوالي بإحضار الكتب التي في حوذة هؤلاء الأخوات، وأحرقها أمام الجميع. التقى أيضًا الإمبراطور بهن ودار بينه وبينهن حوارًا جاء فيه: أغابي: "أيها الإمبراطور المقدس، من شأنك أن تهتم بالأمم، وترعى الدولة، وتعتني بالجيش، لكن ليس لك أن تتحدث ضد الله الحيّ الذي بدونه لا تقدر أن تفعل شيئًا". وهنا يلتفت الوالي إلى شيونية ليقول: "أتجيبي أختك، فإنها غبية؟!" تجيب شيونية: "أختي في كمال الفهم، بحق تجحد التقدمات الشريرة". عندئذ يلتفت إلى إيريني أصغرهن ويقول لها أن تكون أحكم من أختيها، فتجيبه إن كان ما تقوله الأختان جنونًا فهي تقبله. أمر دقلديانوس بإلقائهن في السجن، فكانت القديسة أنسطاسية تفتقدهن وتعزيهن. وإذ ذهب دقلديانوس إلى مكدونية استدعاهن، وسلمهن للوالي هناك دولسيتوسDolcitius الذي رآهن فاشتعل قلبه بهن من أجل جمالهن. وإذ كانت السجون مكتظة حبسهن الوالي في مطبخ، وبالليل جاء ليتأكد من وجودهن، فكان المطبخ مظلمًا. سمعهن يرتلن المزامير، وإذ كان مخمورًا انطلق نحو المطبخ وظن أنه أمسك بواحدة فقبلها وإذ به يجد نفسه ممسكًا بقدر أسود متسخ خطأ، فارتبك جدًا. في الصباح استدعاهن للمحاكمة، وأمر بجلدهن وهن عراه، وإذ كان قد سهر الليل كله يسكر، نعس قبل التنفيذ، وعبثًا حاول أحد الحاضرين أن يوقظه. سمع دقلديانوس بما حدث فأمر بمحاكمة الفتيات بواسطة نبيل يدعى سيسينيوس، الذي ألقى الأختين أغابي وشيونية في النار، بينما هدد أصغرهن وأجملهن إيريني أن يبعث بها إلى بيت الدعارة. أما هي فلم تخف من التهديد وأكدت له أنها لن تترك إلهها، وإنه هو الحافظ لها من الفساد... أخيرًا ضُربت بسهم فأسلمت الروح ونالت مع أختيها إكليل الاستشهاد.


 

Son Ava Karas

يســوع رفيقي
عضو مبارك
إنضم
29 يونيو 2011
المشاركات
1,258
مستوى التفاعل
54
النقاط
0
اغابيطوس الأسقف


القديس الأسقف أغابيطوس أو أغابيتوس Agapitus في عهد الإمبراطور دقلديانوس وشريكه مكسيميانوس، وقد ربياه والده تربية مسيحية تقوية، وإذ كبر صار شماسًا. أحب الحياة الرهبانية فكان يزور أحد الأديرة ويخدم الشيوخ؛ متدربًا على يديهم الحياة النسكية والسهر الروحي، فتقدم في الفضيلة، ووهبه الله عطية صنع الآيات. سمع عنه ليكينيوس (ليسينيوس) Licinius الوالي فاستحضره وضمه إلى الجندية، فمارس حياته النسكية في الجيش. ولما ملك قسطنطين البار وكان له غلام مريض عزيز لديه سمع عن هذا الجندي من بعض القادة فتعجب كيف يوجد بين الجنود إنسان يصنع عجائب ويسلك بالنسك، فاستدعاه. صلى الجندي للغلام فوهبه الله الشفاء، وإذ أراد أن يكافئه الإمبراطور، سأله أن يطلقه من الجندية ليمارس حياته النسكية في حرية. وبالفعل عاد إلى حيث مسكنه الأول وانفرد للعبادة. سامه الأسقف بعد قليل كاهنًا، وإذ تنيح الأسقف أُختير للأسقفية فمارس العمل الرعوي بأمانة وحب، وكان الله يجري على يديه عجائب كثيرة. تحتفل الكنيسة القبطية بعيد نياحته في 24 من شهر أمشير.

---------------------

اغابيطوس الشهيد


في 18 أغسطس تحتفل الكنيسة اللاتينية بعيد استشهاد شاب يدعى أغابيطوس. نشأ في فاليسترينا Palestrina، قُدم أمام الوالي أنطيخوس في عهد الإمبراطور أورليان وتعرض لعذابات شديدة انتهت بقطع رأسه. ويرى الدارسون اللاتين – مع تأكيد حقيقة استشهاده –إلا أن العذابات التي وردت في سيرته حملت شيئًا من المبالغة، إذ جاء فيها أنه ألقي في السجن المظلم أربعة أيام بلا طعام أو شراب، فصار مريضًا وخائرًا، ولم يحتمل الشمس بعد فترة الظلام الدامس... وعندما سأله أنطيخوس أن يضحي للأوثان لم يستطع الإجابة وإنما اكتفي بتحريك رأسه يعلن الرفض. عندئذ أمر الوالي بإلقاء فحم ملتهب على رأسه وكتفيه، كما سُحب من قدميه وانهال عليه الضرب. وإذ فقد وعيه تمامًا، ألقي عليه ماء مغلي على صدره وبطنه، كما هُشم فكه بحجر... ومع ذلك بقى حيًا. قيل أنه إذ حدث هذا كله وأنطيخوس يمتع نظره بهذه العذابات سقط الأخير عن كرسيه ميتًا. سمع الإمبراطور أوريليوس بما حدث للوالي فأمر بتقديم الشاب للوحوش في المسرح العام لتأكله... وإذ كانت الجماهير تترقب هذا المنظر كعادتها لتجد متعة في افتراس الحيوانات للبشر... انطلقت الوحوش بسرعة هائلة لتأتي عند قدمي هذا المتألم تلحس قدميه، وكأنها تعلن خلال الطبيعة ما فقده البشر خلال الفكر والمنطق. تأثر جدًا المحامي أنسطاسيوس إذ رأى المنظر وقبل الإيمان في الحال... بينما قطعت رأس الشهيد أغابيطوس خارج باب المدينة.
 

Son Ava Karas

يســوع رفيقي
عضو مبارك
إنضم
29 يونيو 2011
المشاركات
1,258
مستوى التفاعل
54
النقاط
0
اغابيوس الشهيد


في عهد الإمبراطور دقلديانوس ومكسيميانوس، إذ أراد الأخير أن يحتفل بعيد ميلاده كما يروي لنا أوسابيوس القيصري، وجد في تعذيب المسيحيين تسلية تبهج قلوب الوثنيين، فقدم الشهيد أغابيوس وأخته تكلا للعذابات، إذ يقول: [في السنة الرابعة من الاضطهاد الذي وُجه ضدنا، في اليوم الثاني عشر قبل أول ديسمبر، وهو اليوم الأول من شهر ديوس، في اليوم السابق للسبت، وكان الطاغية مكسيميانوس حاضرًا يحتفل بعيد ميلاده بمظاهر غاية في الترف، تمت الحادثة التالية في مدينة قيصرية، وهي تستحق التدوين. بحسب العادة القديمة كان عند حضور الإمبراطور تُعرض مناظر أمام المشاهدين أكثر فخامة من أي وقت آخر، مناظر جديدة وغريبة بدلاً من المسليات العادية من استعراض لحيوانات أُحضرت من الهند أو أثيوبيا أو أية أماكن أخرى، أو عوض الألعاب الرياضية التي تدهش المتفرجين... فإذ كان الإمبراطور نقسه يقدم العرض وجب تقديم ما هو أكثر غرابة، فما عسى أن تكون هذه؟ أُحضر أحد المدافعين عن تعليمنا، وأقيم في الوسط، واحتمل الآلام من أجل الديانة الحقيقية الوحيدة، هو أغابيوس... كان مع تكلا التي قُدمت طعامًا للوحوش. أما هو فأُستدعى من السجن إلى المسرح مع المجرمين ثلاث مرات. أو أكثر، وفي كل مرة كان يُستبقى لنضال آخر بعد أن يهدده القاضي بعذابات متنوعة، وكان استبقاؤه إما شفقة به أو على رجاء أن يغيّر رأيه. في هذه المرة إذ كان الإمبراطور حاضرًا أُستدعي، وكأنه قد أُبقي لهذه الفرصة لكي تتحقق فيه كلمة المخلص التي أعلنها لرسله بمعرفته الإلهية، أنه يجب أن يساقوا أمام ملوك من أجل شهادتهم له (مت 10: 18). لقد أُخذ إلى وسط المسرح مع أحد المجرمين الذي قيل أنه كان متهمًا بقتل سيده. هذا القاتل إذ طُرح للوحوش أُعتبر مستحقًا أن يعامل بالرأفة والإنسانية – كما حدث مع باراباس في أيام مخلصنا – وامتلأ المسرح بأصوات الهُتاف والاستحسان لأن الإمبراطور قد عفى عنه وأهّله للحرية والكرامة. أما أغابيوس، المصارع من أجل الإيمان، فقد استدعاه الطاغية أولاً ووعده بالحرية إن جحد الإيمان. أما هو فشهد بصوت عالٍ أنه يكون سعيدًا أن يحتمل كل ما يحل به... وإذ قال هذا اندفع بنفسه ليلتقي بدُب أطلقوه عليه، مسلمًا نفسه باغتباط ليلتهمه، بعد هذا إذ بقي فيه نفسًا يردده طرح في السجن، وإذ عاش يومًا آخر ربطت حجارة في قدميه وأُغرق في البحر]. هذا ما سجله لنا يوسابيوس القيصري عن هذا الشهيد الذي حُسب كسيده مستحقًا للعذابات والموت، بينما تصرخ الجماهير لتطالب بالعفو عن القتلة والمجرمين... أما ما هو أعظم فهو أنه يجري بنفسه إلى الدب إذ يرى السموات مفتوحة والأيدي الإلهية تستقبله، فلا يرى موتًا وحرمانًا بل قيامة وشبعًا في الرب. يوسابيوس القيصري: شهداء فلسطين 6.


 

Son Ava Karas

يســوع رفيقي
عضو مبارك
إنضم
29 يونيو 2011
المشاركات
1,258
مستوى التفاعل
54
النقاط
0
اغاتودرس الشهيد


رسمه القديس هرمون بطريرك أورشليم، مع أوجانيوس وألبيدوس أساقفة بدون كراسي، قاموا بالكرازة في مدن كثيرة، فتعرضوا للرجم (15 برمهات).

---------------------

اغاثا الشهيدة العفيفة


إحدى شهيدات القرن الثالث، احتملت الكثير من أجل محبتها للسيد المسيح وشوقها للحياة البتولية من أجل الرب. وقد وُجد في روما كنيستان باسمها ترجعان للقرن السادس الميلادي. نشأتها نشأت في جزيرة سيسيلياSicily ؛ غالبًا ما وُلدت في مدينة باليرما Palermo، واستشهدت في مدينة كاتانياCatania نفس الجزيرة. اتسمت هذه الفتاة بجمالها البارع مع شرف نسبها وتقواها، فسمع عنها حاكم الجزيرة الوثني كينسيانوسQuintian فأراد الزواج بها، وقد عُرف بشره. أما هي فإذ عرفت كانت تصرخ في صلاتها، قائلة: "يا يسوع المسيح، رب الجميع، أنت ترى قلبي وتعرف اشتياقي. أنت تملكني بكليتي كما أنا. أنا من غنمك، اجعلني أهلاً أن أغلب الشيطان!" اضطهادها إذ أصدر داكيوس (ديسيوس) قيصر أمره باضطهاد المسيحيين وجد الحاكم فرصته لتحطيم ما في قلب العذراء أغاثا، وإلزامها بجحد مسيحها. سلم الحاكم هذه البتول لامرأة شريرة تدعى أفردوسيا، فتحت بيتها ومعها بناتها الست للدعارة، فكانت أغاثا في هذا الموضع تبكي ليلاً ونهارًا، وحينما كانت المرأة تحاول إثارتها بكلمات شريرة كانت البتول تنتهرها قائلة لها: "إني أحسب لسانك هو لسان الشيطان الساكن في قلبك لا لسان امرأة". حاولت المرأة أن تهددها بالعذابات التي يعدّها لها الحاكم إن لم تترك مسيحها وتتخلى عن بتوليتها، أما أغاثا فكانت ثابتة في إيمانها وعفتها. إذ بقيت شهرًا كاملاً في بيت الدعارة انطلقت أفردوسيا إلى الحاكم تخبره بثبات هذه البتول. فاستدعاها الوالي وصار يلاطفها ويعدها بكرامات كثيرة فلم تبال بكلماته، وإذ هددها لم ترتجف. أمر الحاكم بقطع ثدييها، لذا اعتادت الكنيسة الغربية أن تصورها حاملة طبقًا عليه ثديان. أُلقيت في السجن بعد قطع ثدييها دون علاج أو طعام، وقيل أن الرب أرسل لها القديس بطرس في السجن فأضاء السجن بنور سماوي حتى هرب الحراس، أما هي فنالت الشفاء ولم تهرب. استدعاها الحاكم وأمر بإلقائها في النار لتُحرق، وإذ كانت تحتمل بصبر حدث زلزال فمات اثنان من الذين يعذبونها. وإذ طُرحت في السجن صلت واستودعت روحها في يدي ربنا يسوع. تُعيِّد لها الكنيسة اليونانية في 6 فبراير، واللاتينية في 5 فبراير.
 

Son Ava Karas

يســوع رفيقي
عضو مبارك
إنضم
29 يونيو 2011
المشاركات
1,258
مستوى التفاعل
54
النقاط
0
اغاثانجيلوس الشهيد1


كلمة "أغاثانجيلوس"Agathangelus مكونة من كلمتين "أغاثو" معناها "صالح"، و"أنجيلوس" معناها "ملاك"، فيكون اسم الشهيد "الملاك الصالح". يدعى أيضا "أغاتيوس" وأيضًا "أكاكيوس" Acacius. قيل أنه كان أسقفًا لإنطاكية بيسيدية، وإن كان البعض يرى أنه كان أسقفًا لمدينة Melitene بأرمينيا الصغرى. إذ كان قلبه ملتهبًا غيرة، لم يكف عن العمل والرعاية فاستدعاه مارتيان الوالي، فأعلن الأسقف أن المسيحيين موالون وخاضعون للإمبراطور، يصلون من أجله بانتظام؛ وإذ طلب منه الوالي التعبد للإمبراطور رفض، ودخل معه في حوار ديني طويل. اتهمه مارتيان بالسحر وطلب منه أسماء السحرة المساعدين له، فأجاب الأسقف أنه ليس بساحر وأن المسيحيين يبغضون السحر. وإذ أخذ يهدده أظهر له الأسقف إيمانه بالله كأب صالح يخلصنا من الموت. ولما بدأ يُلح طالبًا أسماء المسيحيين، في قوة الروح أجابه الأسقف: "أنا تحت المحاكمة وأنت تطالبني بأسماء آخرين! إن كنت لا تقدر أن تغلبني فهل تظن أنك تقدر أن تغلب الآخرين؟! أنت تريد أسماء، حسنًا! أنا أدُعى أكاكيوس، وشهرتي أغاثانجيلوس! أفعل بي ما شئت!" ألقيّ أكاكيوس في السجن وأُرسل تقرير عنه للإمبراطور داكيوس Decius (249 - 251) الذي ثار عند قراءته. وقد قيل أنه نال عفوًا إمبراطوريًا في ظروف خاصة، لكنه عاد فاستشهد.

-----------------------

اغاثانجيلوس الشهيد2


استشهد هذا الشهيد الشماس مع أسقف أنقرة القديس اكليمنضس مشاركًا إياه في آلام سيده، وكان ذلك حوالي عام 308 (يُعيد لهما في الغرب في 23 يناير).


 

Son Ava Karas

يســوع رفيقي
عضو مبارك
إنضم
29 يونيو 2011
المشاركات
1,258
مستوى التفاعل
54
النقاط
0
اغاثوبس وثيؤديلوس الشهيدان


قدم الشماس أغاثوبس Theodulus Agathopus شهادة صالحة للإيمان في مدينة تسالونيكي، في بدء القرن الرابع. قُدما أمام الوالي فوستينوس الذي بذل كل الجهد معهما باطلاً لكي يتعبدا للأوثان. لقد ألقيا في السجن فنظرا رؤيا أنهما مبحران في سفينة وسط البحر، يقاومان ريحًا عنيفة جدًا. عندئذ انكسرت السفينة، وغطسا في الماء، لكنهما هربا إلى صخرة، وصعدا على تل. لقد تحقق ذلك في استشهادهما إذ أُلقيّ في البحر كأمر الحاكم، وقد ربط في عنقيهما حجارة، لكنهما سبحا في الماء وصعدا إلى جبل صهيون السماوي في حضرة الملك الرب.

--------------------------

اغاثوس الشهيد1


شهيد كبادوكي يدعى أغاثوس Agathus أو أكاكيوس Acacius، استشهد في عهد الإمبراطور دقلديانوس ما بين عامي 303، 305م. كان قائد مائة في الجيش، احتمل مع سبعة وسبعين من زملائه عذابات كثيرة من أجل تمسكه بالإيمان. حوكم أمام محكمة فرميوس Firmus لدى بيرنثوس Perinthus بتراسياThrace ، أمام قاض عنيف للغاية يدعى بيبينوس Bibienus. اقتيد مربوطًا بالسلاسل إلى بيزنطية حيث جُلد علانية وأخيرًا قُطعت رأسه. ضمت القسطنطينية كنيستين أو ثلاث باسمه "القديس أكاكيوس"، أحدهما أُنشأت في عهد قسطنطين الكبير، وقد دُعيت بالجوزة " شجرة جوز"، إذ قيل أنها ضمت شجرة الجوز التي عُلق عليها القديس وضُرب بالسياط. يُعيَّد له في الكنيسة الغربية في 8 مايو.


-----------------

اغاثوس الشهيد2


الابن الأكبر للشهيدة رفقة التي من قوص (عيد استشهادهم 7 توت).


 

Son Ava Karas

يســوع رفيقي
عضو مبارك
إنضم
29 يونيو 2011
المشاركات
1,258
مستوى التفاعل
54
النقاط
0
اغاثون البابا التاسع والثلاثون


حياته كلمة "أغاثو" أو "أغاثون" معناها "صالح"؛ وقد كان هذا الأب صالحًا كاسمه. نشأ أغاثو في منطقة مريوط محبًا لحياة التأمل بقلب منفتح نحو الخدمة، لهذا عندما اضطر البابا بنيامين (38) إلى الاختفاء بسبب الضيق الذي عاناه من الملكيين تخفى الكاهن أغاثو في زي نجار، يحمل أدوات النجارة جهرًا، ممارسًا أعمال الكهنوت الرعوية والسرائرية خفية، يشدّد الشعب على احتمال الضيق، ويقيم لهم الأسرار الإلهية. لهذا إذ عاد البابا بنيامين بعد دخول العرب مصر اتخذ الكاهن أغاثو سكرتيرًا خاصًا، فكان الإنسان التقي الأمين في خدمته لكنيسته ورعايته للشعب. مرض البابا بنيامين، وصار ملازمًا الفراش قرابة عامين فكان الكاهن أغاثو هو المتصرف في تدبير أمور الكنيسة، فتعلق به الشعب جدًا لأمانته ورقته ووداعته. سيامته بطريركًا إذ تنيح البابا بنيامين (38) أُنتخب بطريركًا، وإذ وجد عددًا كبيرًا أسرى من روم وصقليين وإيطاليين فكان يفتديهم بالمال، ويترك لهم حرية الاختيار أن يبقوا بمصر أو يعودوا إلى بلادهم. في عهده ذهب أحد التابعين لكنيسة الملكانيين (الأروام) بمصر يُدعى ثيؤدورس إلى دمشق والتقى بالخليفة زيد بن معاوية، وقدم له مبلغًا كبيرًا من المال لينعم عليه بسلطان على الإسكندرية ومريوط، وعاد إلى الإسكندرية يضايق البابا أغاثو، يطلب منه جزية سنوية ويرهقه بدفع كل ما ينفقه على النوتية في الأسطول. اضطر البابا أن يلتزم بالبقاء في قلايته ليلاً ونهارًا، إذ كان ثيؤدورس أوصى أتباعه أن من يراه يرجمه بالحجارة ويقتله، أما البابا فكان يصلي من أجله. لم يتوقف البابا عن العمل، فكان يرسم كهنة أتقياء خائفي الله يعملون، وكان يدبر أمور شعبه من قلايته. تنيح البابا سنة 677 م بعد أن بقى على الكرسي 17 عامًا. أسرع ثيؤدورس يغلق أبواب البطريركية ويختمها بالشمع الأحمر، فاستاء الشعب من ذلك، والتجأ الأراخنة بسخا إلى والي سخا، الذي تدخل ورفع هذا الثقل عن الشعب. غير أن الله لم يهمل ثيؤدورس إذ ضربه بمرض الاستسقاء ومات وسط آلام مرة. تحتفل الكنيسة القبطية بعيد نياحته في 16 من شهر بابه.


 

Son Ava Karas

يســوع رفيقي
عضو مبارك
إنضم
29 يونيو 2011
المشاركات
1,258
مستوى التفاعل
54
النقاط
0
اغاثون الشهيد

كان جنديًا وثنيًا ملتحقًا بالجيش الروماني المرابط بالإسكندرية. عاصر فترة الاستشهاد في عهد ديسيوس (داكيوس 249 – 251 م) وشاهد الشهداء يواجهون العذابات المرة بوجه باش وفرح حقيقي، مع ثبات في الإيمان وشجاعة، بغض النظر عن جنس الشهداء رجالاً ونساء، أو سنهم أو وظيفتهم أو مركزهم الاجتماعي. اجتذبته نعمة الله فأحب السيد المسيح والمسيحيين. لذلك عندما كُلف بحفظ النظام أثناء محاكمة الشهيدين يوليان وأونوس كان يهتم بحفظ الشهيدين من بطش الوثنيين، كما اهتم بحفظ جسدي الشهيدين وتسليمهما للمسيحيين. أُتهم بالتواطؤ مع أعداء الآلهة، ولما مثل أمام القاضي كان ينعته القاضي بأنه مسيحي كنوع من الاستخفاف، أما هو فكان في حديثه معه يعلن أن هذا مجد له وشرف لا يستحقه. نصحه القاضي أن يتعقل ويرجع عن ضلاله. أما هو فكان يعترف بالإيمان مسلمًا رأسه للقطع لينال إكليل الاستشهاد. بركة صلواته تكون معنا أمين.
 

Son Ava Karas

يســوع رفيقي
عضو مبارك
إنضم
29 يونيو 2011
المشاركات
1,258
مستوى التفاعل
54
النقاط
0
اغاثون القديس


هو أحد آباء البرية في القرن الرابع، عاش متغربًا لا يستقر في موضع، ولا يملك شيئًا قط، استطاع بحكمته الفائقة وتجرده مع محبته ولطفه أن يكون له أثره الفعّال في حياة الكثيرين من الرهبان. تتلمذ وهو حدث على يدي القديس بيمين، فكان الأخير يوقره، حتى إنه إذ كان يتحدث مع بعض المتوحدين وجاء ذكره دعاه "أبا أغاثون" فدهشوا لذلك، ولما سأله الأب يوسف أجاب أن فمه أكسبه هذا اللقب، إذ عُرف بالحكمة. ذهب إلى الإسقيط وعاش زمانًا مع تلميذيه إسكندر وزويل، اللذين صارا بعد نياحته تحت إرشاد القديس أرسانيوس. ترك الإسقيط ربما بعد هجوم البدو الأول وعاش مع تلميذه إبراهيم بجوار النيل بالقرب من طره. تعرف على الآباء القديسين أمون ومقاريوس ويوسف وبطرس في الأيام الأولى من الإسقيط. فيما يلي بعض ملامح حياته: 1. محبته مع ما اتسم به القديس من حياة نسكية قاسية كان همّه الأول منصبًا على حياته الداخلية، خاصة نقاوة قلبه من جهة علاقته مع الله والناس، يحرص ألا يشوب قلبه شيئًا، لذا قال: بدون حفظ الوصايا الإلهية لا يستطيع أحد أن يتقدم ولا في فضيلة واحدة! إني ما رقدت قط وأنا حاقد على أحد، وحسب طاقتي لم أترك أحدًا يرقد وهو حاقد عليّ. الغضوب وإن أقام ميتًا لن يكون مقبولاً لدى الله. لو كان ممكنًا أن ألتقي بأبرص أعطيه جسدي وآخذ جسده لكنت سعيدًا جدًا، لأن هذه هي المحبة الكاملة. يروى عنه أنه نزل يومًا إلى المدينة ليبيع عمل يديه فالتقى به مقعد على الطريق، فسأله أن يصنع به معروفًا ويحمله إلى المدينة، فحمله. وإذ باع بعض السلال سأله أن يشتري له كعكة بالثمن، وإذ باع أخرى طلب أطعمة أخرى، وهكذا حتى باع كل السلال. وعندئذ سأله المقعد أن يحمله إلى حيث وجده أولاً. جاء به إلى الموضع؛ اختفي الرجل وهو يقول له: "مبارك أنت في السماء وعلى الأرض" فأدرك أنه ملاك الرب أرسل لتزكيته. 2. اهتمامه بالحياة الداخلية يقدم لنا الأب أغاثون فهمًا حقيقيًا للحياة الرهبانية بل وللحياة المسيحية، بكونها ليست نضالاً نسكيًا بحتًا، وإنما هي حياة داخلية مقدسة ترتبط بالحياة النسكية بلا انفصال، إذ قيل: [ سأل أحدهم أبا أغاثون: أيهما أفضل: النسك الجسدي أم السهر الداخلي؟ فأجابه الشيخ: الإنسان يشبه شجرة، أوراقها النسك الجسدي والثمر هو السهر الداخلي. وإذ كُتب: "كل شجرة لا تأتي بثمر تقطع وتلقى في النار" (مت 3: 10)، فمن الواضح أنه يلزمنا الاهتمام بالثمار أي الاهتمام بالروح، ولكنها تحتاج إلى حماية الأوراق وزينته أي للنسك الجسدي ]. 3. تجرده عاش الأنبا أغاثون متجردًا من كل شيء، لا يملك شيئًا سوى سكينًا يشق بها الخوص أينما وُجد، لذا كان يغير مكانه دون تعب ولا حاجة أن يأخذ معه مؤونة. قيل أنه إذ كان يسير بين الحقول مع تلاميذه وجد أحدهم على الطريق حزمة من الحمص الأخضر (ملانه) فاستأذن أن يأخذها. نظر إليه الأب بتعجب، وقال: "هل أنت الذي وضعتها هنا؟ لماذا إذن تريد أن تأخذ ما لم تضعه في هذا المكان؟" "قدم له واحد من الشعب مالاً، فاعتذر عن قبوله، معلنًا له أن عمل يديه يكفي معيشته، فأصّر الرجل أن يقبل العطية ويقدمها للآخرين، فأجابه القديس: "إنه لأمر مخز أن أقبل ما لا حاجة لي، وأُعرض نفسي للتجربة بالمجد الباطل بإعطائي الآخرين مالاً ليس لي!" 4. حكمته اتسم القديس أغاثون بالحكمة، فقد جاءه الأب بطرس تلميذ الأب لوط يسأله كلمة منفعة، إذ كان يريد أن يقيم مع الإخوة، فأجابه: "ضع في ذهنك أنك غريب كل أيام حياتك مثل أول يوم تدخل فيه معهم، ولا تكن لك دالة معهم، وتدخل معهم فيما لا يعنيك، فسوف تقضي زمان غربتك في راحة". وإذ كان الأب مقاريوس حاضرًا سأله: "ماذا تصنع هذه الدالة؟" أجاب: "إنها تشبه ريحًا قوية محرقة، أينما حلّت يهرب كل شيء من أمامها، وتفسد ثمار الأشجار". عندئذ قال الأب مقاريوس: "هل لهذه الحرية في الكلام مثل هذا التأثير السيء؟" أجاب: "ليس هناك هوى أشر من اللسان غير المضبوط، إذ هو والد كل الأهواء..." إذ سمع أحد الإخوة عن نعمة التمييز التي اتسم بها، أرادوا أن يجربوه ليروا إن كان يغضب، فقالوا له: "أأنت هو أغاثون الذي نسمع عنك أنك متعظم؟" فقال: "نعم الأمر هو كذلك كما تقولون"، قالوا له: "أأنت أغاثون المهذار المحتال؟" قال لهم: "نعم أنا هو". قالوا له: "أأنت أغاثون الهرطوقي". أجاب: حاشا وكلا، إني لست مهرطقًا". ولما سُئل لماذا احتمل كل الإهانات ما عدا الاتهام بالهرطقة، أجاب: إنني أرى كل التهم الأولى في نفسي، وقبولها يعود عليّ بالنفع، أما أن يكون الإنسان هرطوقيًا، فهذا يعني أنه قد انفصل عن الله، وأنا لا أريد أن أنفصل عنه". فلما سمعوا هذا تعجبوا من هذه النعمة. هذا وقد قيل عنه أنه في بدء حياته الرهبانية كان يضع في فمه حجرًا صغيرًا ليتدرب على السكون، وذلك لمدة ثلاث سنوات. لكن ما هو أعظم أنه لم يكن صامتًا بلسانه فحسب، وإنما بقلبه لا يسمح لنفسه أن يدين أحدًا، يعرف أن يبني نفسه كما غيره بصمته كما بكلماته. بقى حريصًا على خلاص نفسه إلى النفس الأخير، ففي رقاده الأخير سأله الإخوة ماذا ينظر فقال لهم إنه ينظر دينونة الله... ولما ألحوا عليه أن يتكلم قال: "اصنعوا محبة ولا تتكلموا الآن لأني مشغول"، ثم رقد بفرح، وكانوا يرونه يرحل عنهم كمن يودع أصدقاء أحباء له. من كلماته التعرف على إرادة الله: هكذا يجب أن يكون فهم القديسين أن يعرف الإنسان مشيئة الله، وأن يكون بكليته سامعًا للحق، خاضعًا له، لأنه في صورة الله ومثاله. فاعلية الصلاة: سأله الإخوة بخصوص قتال الزنا، فقال: امضوا اطرحوا ضعفكم أمام الله فتجدوا راحة. الطريق الضيق: الذي يجد طريق القديسين ويمشي فيها يُسر بالأحزان، لأن سبيل الخلاص مملوء أحزانًا. التواضع وحب الذات: إكليل الراهب الإتضاع. لا يمكنك أن تحيا حياة مرضية أمام الله ما دمت محبًا للذات. محبة الاقتناء: إن كنت مشتاقًا إلى ملك السماء فاترك غنى العالم.


 

Son Ava Karas

يســوع رفيقي
عضو مبارك
إنضم
29 يونيو 2011
المشاركات
1,258
مستوى التفاعل
54
النقاط
0
اغريغوريوس أسقف نيصص القديس


أحد الآباء العظام، دعاه القديس غريغوريوس النزيانزي: "عمود الكنيسة كلها" ولقّبه الأب مكسيموس المعترف "معلم المسكونة". عاش في بداية حياته محبًا للعلم والأدب، وانطلق إلى حياة الخدمة والجهاد وكرس أواخر حياته للنسك والتأمل الإلهي في أعماق سماوية. نشأته وُلد حوالي عام 330 م من أبوين مسيحيين تقيين في مدينة قيصرية الكبادوك يُدعيان باسيليوس وإميليا ابنة شهيد، له تسعة إخوة من بينهم أسقفإن (باسيليوس الكبير وبطرس أسقف سبسطية)، والقديسة ماكرينة التي صارت رئيسة دير، وكان لها دورها الفعّال في حياة اخوتها بما تمتعت به من مواهب فكرية وتقوية ونسكية. لم يكن يميل إلى الحياة الدينية، طلبت منه والدته أن يشترك مع الأسرة في احتفالها بعيد شهداء سبسطية الأربعين، إذ كانت والدته قد بنت كنيسة على رفاتهم لكنه لم يرد الحضور وتحت الإلحاح حضر على مضض. وإذ نام في الاحتفال رأى بستانًا جميلاً أراد دخوله فمنعه الأربعون شهيدًا، عندئذ استيقظ من نومه نادمًا على ما فرط منه، وقرر أن يقبل الإيمان المسيحي طالبًا صلوات هؤلاء الشهداء. قيل أن والديه رقدا في الرب وهو صغير فاهتم به القديس باسيليوس والقديسة ماكرينا، فكان ينظر إليهما بكل وقار وتكريم. بين الزواج والبتولية كان غريغوريوس ميالاً للبلاغة والأدب، وقيل أنه قطع شوطًا كبيرًا في ذلك طامحًا في مراكز هذا العالم وشهرته، لكن صديقه القديس غريغوريوس النزينزي كان يحثه على تكريس حياته للخدمة الإلهية والعبادة كأخيه باسيليوس وأخته ماكرينا. تأثر غريغوريوس بكلمات صديقه، بعد أن كان قد تزوج بفتاة تدعى ثيوسيبيا Theosebia، التي مدحها فيما بعد عندما كتب عن البتولية، ودعاها القديس غريغوريوس النزينزي صديقته القديسة وأخته الطوباوية، بل وعند نياحتها رثاها، قائلاً: "فخر الكنيسة وبركة جيلنا". هكذا كان ينظر إليها القديس بإجلال وتقدير. على أي الأحوال، نال بعد ذلك القديس غريغوريوس الكهنوت ويرى البعض أنها بقيت معه في الخدمة يسلكان كأخين، وإن كان البعض يرى أنها انضمت إلى القديسة ماكرينا في ديرها. انطلق القديس غريغوريوس المتزوج ولكن بقلب التهب بالبتولية إلى فلسطين ومصر لزيارة الآباء الرهبان والنساك المتوحدين، وعاش فترة من الوقت سنة 358م في جبل أناسيس بمنطقة بونتيوس، وهناك التصق بصديقه النزينزي، وقد حاول القديس باسيليوس أن يجعله يستقر ويبقى في جبل أناسيس فلم ينجح في ذلك. سيامته أسقفًا في عام 370م رُسم القديس باسيليوس الكبير أسقفًا على قيصرية الكبادوك، ولما كان الإمبراطور فالنس قد بدأ يشن حملة اضطهاد ضد السالكين بإيمان مجمع نيقية، أراد القديس باسيليوس أن يحيط نفسه بمجموعة من الأساقفة المستقيمي الرأي، فسام القديس غريغوريوس النزينزي أسقفًا على زاسيما، وأخاه غريغوريوس على مدينة نيصص عام 373م وكانت زوجته مازالت تعيش كبتول أو قد تنيحت. في عام 374م أراد الإمبراطور فالنس بميوله الأريوسية التخلص من الأساقفة المستقيمي الإيمان، فاتهم غريغوريوس أسقف نيصص بتبديده أموال الكنيسة وأن سيامته باطلة، فنفاه لمدة أربع سنوات. كانت هذه الفترة فرصة للقديس يعيش فيها حياة التأمل، فصار يفكر بجدية في أفكار القديس باسيليوس النسكية، وبدأ يساعده في تأسيس الحركة الرهبانية بالكبادوك فكتب أول عمل له: "مقال في البتولية، كتبها كإنسان متزوج ارتبط بزوجته بعلاقة مقدسة ومحبة روحية، لكنه شعر بسمو الحياة البتولية التي خلالها يتفرغ القلب والفكر وكل طاقات الإنسان للعبادة والخدمة خارج العوائق الزوجية أو الالتزامات الزوجية. تجديد نشاطه الرعوي في نهاية عام 377 م عاد إلى مقر كرسيه بموافقة الإمبراطور جراتيان Gratian حيث اُستقبل بحفاوة شديدة وسط الأمطار الغزيرة. وفي عام 379م إذ تنيح أخوه القديس باسيليوس تأثر جدًا، وشعر بالالتزام أن يضاعف جهده، ليكمل رسالة أخيه من جهة نشاطه الرعوي وعمله اللاهوتي وتنظيم الحركة الرهبانية. في خريف عام 379م اشترك في مجمع إنطاكية، وفي رجوعه من أنطاكية وقف في أناسيس ليحضر نياحة أخته القديسة ماكرينا، ولما رجع إلى إيبارشيتة وجد أتباع أنوميوس قد احتلوها، فصار يجاهد لدحض بدعتهم التي حملت فكرًا أريوسيًا، إذ رفضوا أن الابن واحد مع الآب في الجوهر، إنما يحمل قوة من الآب لكي يخلق، وأن الابن خلق الروح القدس أولاً كأداة في يده لتقديس النفوس. وفي عام 380م دُعي إلي إيبورا بالقرب من أناسيس لمناسبة اختيار أسقف جديد لها. وفي عيد القيامة لعام 380م رجع إلي نيصص حيث ألقى ثلاث عظات عن "الصعود وحلول الروح القدس"، كما كتب رسالة إلي أخيه بطرس أسقف سبسطية. وفي عام 381م حضر مجمع القسطنطينية حيث كان له دور فعّال فيه، وخلاله اتجهت إليه الأنظار كأحد قادة الكنيسة العظماء في الشرق. حمَّله المجمع مسئولية رعاية بعض البلاد، والقيام بمصالحة أسقفين بالعربية. وفي عودته من العربية زار أورشليم وإذ رأي بعض الزوار يسيئون التصرف هناك كتب رسالة شديدة اللهجة في هذا الأمر. هناك أُتهم بهرطقة أبوليناريوس التي تتجاهل كمال ناسوت المسيح إذ تحسبه يحمل جسدًا بلا نفس بشرية، وإنما حل اللاهوت عوض النفس البشرية، فكتب القديس رسالة يدافع فيها عن نفسه. وفي نهاية عام 381م رجع إلي نيصص، وفي الشتاء الثاني كتب ضد هرطقة أبوليناريوس وأيضًا ضد أنوميوس. وفي عام 385م أُختير ليقول كلمة رثاء في وفاة الإمبراطورة فلاسيلا وابنتها بولكاريا. واجه القديس متاعب كثيرة من الأسقف هيلاديوس أسقف قيصرية مما دفعه إلي تكريس حياته للحياة التأملية حتى تنيح عام 395م. كتاباته يرى الدارسون أن كتاباته تعتبر أروع ما سجله الآباء الكبادوك العظام، فقد فاق في كتاباته القديس باسيليوس الكبير والقديس غريغوريوس النزينزي. كتاباته حملت فكرًا عميقًا ومتسعًا، تكشف عن نفس ملتهبة غيرة ومتقدة بالحيوية. أهم كتاباته هي: 1. مقالاته العقيدية: إذ كتب أربعة مقالات ضد أنوميوس، حملت أيضًا تفنيدًا للأريوسية، ومقال يوضح الأبولينارية كطلب بابا الإسكندرية ثاوفيلس (23)، ومقال يرد على كتاب أبوليناريوس موضحًا أن جسد المسيح لم ينزل من السماء، وأن اللاهوت لم يحل محل النفس البشرية، عظة عن الروح القدس ضد مقدونيوس، وعدة مقالات توضح الثالوث القدوس، موجهة إلى رجل كنسي يدعى أبلابيوس Aius. 2. أعماله التفسيرية: أهمها عمله الذي أراد أن يكمل به تكملة كتاب القديس باسيليوس عن "أيام الخليقة الستة Hexameron"، حياة موسى، عن عناوين المزامير، 15 عظة عن نشيد الأناشيد، عن الصلاة الربانية، (1مل 28) (العرافة وروح صموئيل النبي)، عن التطويبات، عظتان عن 1 كورنثوس. 3. أعماله النسكية: فقد دعي "أب الحياة الباطنية"، كتب عن البتولية، وعن اسم المسيحي وعمله، عن الكمال، حياة ماكرينا الخ... 4. عظاته: منها عظات ليتورجية مثل عيد الأنوار (عماد السيد المسيح)، في الفصح المقدس والقيامة، عن صعود المسيح، عن الروح القدس في عيد البنطقستي، عن ميلاد المسيح. كما قدم عظات أو ميامر في أعياد الشهداء والقديسين مثل عظاته عن القديس اسطفانوس، وعيد القديس غريغوريوس النزينزي، وفي مدح الشهيد ثيؤدور، والأربعين شهيدًا بسبسطية. وأيضًا مراثي في صلوات الجنازات، وعظات سلوكية. 5. رسائله القمص إشعياء ميخائيل: من مجد إلى مجد، 1982م.
 

Son Ava Karas

يســوع رفيقي
عضو مبارك
إنضم
29 يونيو 2011
المشاركات
1,258
مستوى التفاعل
54
النقاط
0
اغريغوريوس الأرمني القديس


يسمى "القديس غريغوريوس المستنير" St. Gregory The Illuminator، ذلك لأنه قدم نور السيد المسيح لشعب الأرمن بطريقة فائقة، حتى دعي "رسول أرمينيا". تدعوه الكنيسة القبطية "الشهيد بغير سفك دم"، وتذكره في مجمع القداس الإلهي، اختاره شعب نابولي بإيطاليا عام 1636م شفيعًا عن مدينتهم. إذ يرى بعض الدارسين أنه المؤسس الحقيقي لكنيسة أرمينيا، وإن كان البعض يرى أنه قد سبقه آخرون لكنه هو قام بدور رئيسي إذ استطاع أن يحول الملك إلى المسيحية، ليجعل المسيحية هي الديانة الرسمية للبلاد، وهو بهذا جعل أرمينيا أول بلد في العالم يقبل ملكها المسيحية، لذا يلزمنا أن نقدم في سطور قليلة عن الكنيسة الأولى في أرمينيا، فيمكننا تتبع سيرة هذا القديس. الكنيسة الأولى بأرمينيا يرى البعض أن المسيحية قد انطلقت إلى أرمينيا على يدي القديسين برثلماوس وتداوس منذ القرن الأول، وآخرون يرون أن المسيحية قد بدأت خلال بعثات تبشيرية في القرن الثاني جاءت من أنطاكية وفارس، غير أن الكل لا يتجاهل الدور الرئيسي الذي قام به القديس غريغوريوس المستنير، الذي سيم أسقفًا على أرمينيا بواسطة رئيس أساقفة قيصرية الكبادوك عام 294م، فجذب الملك تريداته الثالثTiridates III (238 – 314م) للإيمان، وحول كثير من الوثنيين إلى الإيمان بالمسيحية، لذا حُسب مؤسس الإيبارشية الرئيسية فيEtchmidzin بجوار جبل أراراط، وصار جاثليقًا على أرمينيا وقدم من نسله عددًا ممن نالوا هذا المركز، وكان رئيس أساقفة قيصرية يقوم بالسيامة حتى صارت كنيسة أرمينيا مستقلة عن قيصرية. في عام 390م انقسمت أرمينيا بين البيزنطيين والفارسيين، تتقاسمها الإمبراطوريتان، وفي أيام الجاثليق إسحق الكبير تم استقلالها تمامًا عن قيصرية الكبادوك، وانطلقت حركة أرمنية قومية خاصة بظهور حركة ترجمة ضخمة للكتاب المقدس والتراث المسجل باليونانية إلى اللغة الأرمنية. نشأته وُلد حوالي سنة 240م في مدينة فالارشياباط التي كانت أكبر مدن أرمينيا، عاصمة إقليم أراراط، من سلالة ملوكية. قام والدهParthian بتحريض البعض بقتل الملك خوسروف الأولKhosrov الأرمني، فقبض عليه الجند وقتلوه، أما غريغوريوس فكان مع أخيه طفلين استطاعت مربيتهما صوفيا أن تهرب بهما إلى قيصرية الكبادوك (بتركيا)، حيث قامت بتربيتهما في حياة تقوية مقدسة. كان غريغوريوس يتحلى بالحياة الفاضلة مع نبوغه أيضًا في العلم والفلسفة. تحت ضغط مربيته تزوج وأنجب طفلين ثم اتفق مع زوجته على الحياة البتولية لتكريس طاقتهما للعبادة لله، فانضمت زوجته إلى إحدى أديرة النساء، أما غريغوريوس فقد أراد التكفير عن خطأ والده فتقدم لخدمة ابن الملك القتيل، "تريداته الثالث" يخدمه بأمانة فائقة. دخل تريداته في حرب مع سلطان الغوط فانتصر عليه وقبض عليه وسلمه للإمبراطور الروماني فأنعم عليه بعرش والده وعينه واليًا على بلاد أرمينيا، فعاد إليها كملك عام 287 م. أراد تريداته أن يقدم ذبيحة شكر للآلهة التي حسبها أنها هي التي ردت له مُلك والده، طلب من غريغوريوس أن ينوب عنه في تقديم القرابين... أما الأخير ففي لطف أخبره أنه مسيحي ولا يعتقد بالأوثان... فقام الوالي (الملك) بتعذيب غريغوريوس بعذابات مرة خاصة وأن بعض رجاله أخبروه أن والد غريغوريوس هو قاتل والده. أعيت الوالي الحيل في تعذيب إغريغوريوس إذ كان الرب في كل مرة يخلصه ويشفيه حتى ألقى رصاصًا مغليًا في فمه، وأخيرًا أمر بإلقائه في جب عميق يموت فيه جوعًا وعطشًا. في طريقه إلى الجب، أمام مدينة فريزا تقدمت الجماهير ومعها المرضى يطلبون منه الصلاة، وكان الله يتمجد فيه، حتى آمنت زوجة الوالي وابنه فاستشهدا على يدي الوالي نفسه. في الجب تحول الجب إلى مقدس لله، فيه ينعم غريغوريوس بحياة تعبدية مفرحة وسط الضيق الخارجي، وقد أعد الله له سيدة عجوز أبصرت في رؤيا من يقول لها: "اصنعي خبزًا والقيه في ذلك الجب"، فكانت تفعل ذلك لمدة 14 عامًا. في هذه الفترة هام الإمبراطور دقلديانوس بحب فتاة تدعى "ريبسما"، وإذ كانت قد نذرت البتولية هربت إلى أرمينيا، طلب الإمبراطور من الوالي تريداته أن يبحث له عنها في أديرة النساء، وبالفعل وجدها وإذ رآها سقط في حبها أراد الزواج بها لكنها رفضت. قام بحبسها مع امرأتين لتحاولا إغراءها فلم تفلحا بل قاومتهما وقاومت الوالي نفسه وهربت، فأرسل وراءها جلادين قبضوا عليها وأحرقوها بالنار، وقتلوا 32 عذراء كن معها. تريداته الهائم في الأدغال اشتد الحزن بالوالي تريداته على ريبسما حتى دخل في حالة اكتئاب نفسي شديد، ولم يعد قادرًا على ممارسة عمله، فأخذه بعض رجاله إلى خارج المدينة في رحلة صيد لعله يستطيع أن ينسى، وإذ انتابه روح شرير صار كخنزير بري ينهش جسده ويصارع مع من حوله، وانطلق في الأدغال هائمًا. إذ علمت أخته بما أصابه، وكانت إنسانة نقية القلب، تولت أعمال الولاية وهي تبكي بمرارة من أجل أخيها، فظهر لها ملاك في ليل يعلمها أن أخاها لن يبرأ ما لم يخرجوا غريغوريوس من الجب. في الصباح أخبرت رجال الدولة بما رأت فحسبوا أن ما رأته إنما من قبيل الهواجس لشعورها بالذنب لما حدث مع غريغوريوس منذ 14 عامًا، لكن تكرر الحلم أربع مرات في الليلة التالية، وإذ أصرت على طلبها أرسلت بعضًا من رجال الدولة يلقون حبلاً في الجب ليرفعوا دانيال الجديد من الجب حيًا. استقبلت الجماهير هذا الأب باحتفال عظيم وانطلقت الأخت تطلب بدموع من القديس أن يصفح عنها وعن أخيها ويطلب من الله شفاءه. شفى القديس غريغوريوس الوالي تريداته باسم السيد المسيح مع ترك بعض علامات في جسده، لتذكره بالماضي إلى حين يتم شفاءه بالكامل، بعد قبول الإيمان المسيحي. تحولت حياته الباقية إلى عمل كرازي غير منقطع، وتحول الكثير من الوثنيين للإيمان المسيحي وبنيت الكنائس، ممارسًا أعمالاً فائقة باسم السيد المسيح. سامه رئيس أساقفة قيصرية الكبادوك ليونتيوس أسقفًا على أرمينيا عام 294م، فسام كهنة للخدمة وتفرغ للكرازة بين الوثنيين في بلاد أرمينيا. وقد أطال الله عمره حتى بداية حكم قسطنطين الكبير حيث زاره القديس مع الملك يوحنا لتقديم التهنئة له. مال في نهاية أيامه إلى حياة الوحدة فاعتزل في جبل قريب Mount Manyea وقد دُعي لحضور مجمع نيقية عام 325م فأرسل ابنه أريسطاشهAristakes ، الذي كان قد قام بالعمل كنائب عنه بناء على إلحاح الشعب، وخلفه كجاثليق أرمينا. قضى ستة أعوام في خلوته يمارس حياة النسك والتأمل، وإذ قربت لحظة انتقاله (حوالي عام 330م) دخل جوف شجرة ضخمة وركع يصلي لينتقل، فدفنه بعض الرعاة دون أن يعرفوا شخصه. فظهر في رؤيا لأحد الأتقياء يدعى كارنيكوس وأخبره عن جسده لينقله إلى طردانوس بعد حوالي 60 عامًا من انتقاله. الكنيسة الأرمنية تذكر له أربعة أعياد: طرحه في الجب، إخراجه من الجب، ظهور الرؤيا السماوية له، تذكار ظهور جسده؛ أما كنيستنا فتحتفل بإخراجه من الجب في 19 توت ونياحته في 15 كيهك.
 

Son Ava Karas

يســوع رفيقي
عضو مبارك
إنضم
29 يونيو 2011
المشاركات
1,258
مستوى التفاعل
54
النقاط
0
اغريغوريوس الراهب


ولد هذا القديس بصعيد مصر، وكان والداه غنيين وتقيّين، أدباه وثقفاه فتعلم الفصاحة والطب، كما درس العلوم الكنسية. سامه أسقف المدينة الأنبا إسحق شماسًا، وكان بطبعه يميل للحياة الرهبانية، فكان يتردد على القديس باخوميوس أب الشركة. وأخيرًا انضم إلى رهبان الدير وتتلمذ على يدي القديس ثلاثة عشر سنة. إذ زار القديس مقاريوس القديس باخوميوس، استأذن الراهب إغريغوريوس أبيه الروحي لينطلق إلى وادي النطرون، حيث أقام هناك عامين، ثم استأذن القديس مقاريوس ليعيش في مغارة يمارس حياة الوحدة، مكث بها سبع سنين، كان خلالها يزور القديس مقاريوس مرتين في العام، في عيدي الميلاد والقيامة. أخيرًا قبل نياحته بثلاثة أيام أعلمه ملاك بانتقاله فدعى شيوخ البرية وودعهم وطلب إليهم الصلاة عنه وتنيح بسلام. تحتفل الكنيسة بعيد نياحته في الرابع والعشرين من شهر توت.
 

Son Ava Karas

يســوع رفيقي
عضو مبارك
إنضم
29 يونيو 2011
المشاركات
1,258
مستوى التفاعل
54
النقاط
0
اغسطينوس القديس


من تاجست إلى قرطاجنة في 13 نوفمبر 354م بمدينة تاجست من أعمال نوميديا بأفريقيا الشمالية وُلد أغسطينوس، وكان والده باتريكبوس وثنيًا فظ الأخلاق، أما والدته مونيكا فكانت مسيحية تحتمل شرور زوجها وحماتها بصبر عجيب، وبطول أناتها كسبت الاثنين حتى أن رجلها قبل الإيمان واعتمد قبيل نياحته. كان كل همّ والده أن يرى ابنه رجلاً غنيًا ومثقفًا، وكان معلموه الوثنيين لا يهتمون بسلوك التلاميذ، فنشأ أغسطينوس مستهترًا في حياته ميالاً للكسل. إذ بلغ السادسة عشرة من عمره أرسله أبوه إلى قرطاجنة ليتمهر في البيان، هناك التقى بأصدقاء أشرار، وصار قائدًا لهم يفتخر بالشر، فتحولت حياته إلى المسارح والفساد. أما عن دراسته فقد عكف على دراسة الفقه والقوانين مشتاقًا أن يرتقي إلى المحاماة والقضاء، وقد تضلع في اللاتينية حتى افتتح مدرسة لتعليم البيان وهو في التاسعة عشرة من عمره. أعجب أغسطينوس بمذهب شيشرون، فقرأ كتابه "هورطانسيوس" الذي أثار فيه الشوق إلى العفة والبحث عن الحق. قرأ أيضًا الكتاب المقدس لكن ليس بروح الإيمان والتواضع وإنما في كبرياء، فأغلق على نفسه وسقط في "المانوية". إذ رأت مونيكا ابنها قد انحرف سلوكيًا وعقيديًا، وصار عثرة لكثيرين طردته من بيتها، لكن بمحبتها ردته ثانية، وكانت دموعها لا تجف طالبة خلاص نفسه. رأت القديسة مونيكا في حلم أنها واقفة على قطعة خشبية (ترمز للإيمان) والكآبة تشملها، وإذ بفتى يلمع بهاؤه أمامها ويشع الفرح من محياه ينظر إليها ويسألها عن سبب حزنها، وإذ أجابت، قال لها: "تعزي ولا تخافي، فها ولدك هنا وهو معك". التفتت مونيكا لتجد ابنها واقفًا معها على الخشبة، فتأكدت أن الله استجاب طلبتها. في روما في عام 382م أوعز إليه أصدقاءه بالسفر إلى روما لينال مجدًا وغنى أعظم، فحاولت والدته صده وإذ لم تفلح عزمت على السفر معه. احتال عليها بقوله أنه ذاهب ليودع صديقًا له على السفينة، فسافر تاركًا إياها غارقة في دموعها. في ميلانو أرسل حاكم ميلان إلى حاكم روما يطلب أستاذًا في البيان، فبعث إليه أغسطينوس، وقد دبرت له العناية الإلهية الالتقاء بالقديس أمبروسيوس أسقف ميلان، الذي شمله بحبه وحنانه فأحبه أغسطينوس وأعجب بعظاته، وكان مداومًا على سماعها لما فيها من قوة البيان دون اهتمام بالغذاء الروح الدسم. سمع من القديس أمبروسيوس تفاسيره الروحية للعهد القديم الذي كان المانيون يتجاهلونه، كما سمعه في رده على أتباع ماني وغيرهم من الهراطقة، فبدأ نور الحق ينكشف أمامه. هنا أدرك أغسطينوس ما للكنيسة من علامات أنها من الله: فيها تتحقق نبوات العهد القديم، وفيها يتجلى الكمال الروحي، وتظهر المعجزات، وأخيرًا انتشارها بالرغم مما تعانيه من ضيق. أبحرت مونيكا إلى ميلان ليلتقي بها ابنها ويبشرها بترك المانوية، لكن دون قبوله الإيمان الحق، إذ كان منهمكًا في الشهوات، حاسبًا حفظ العفة أمرًا مستحيلاً. بدأ أغسطينوس يقرأ بعض كتب الأفلاطونيين التي نقلت عن اليونانية بواسطة فيكتريانوس، التي انتفع بها لكنها لم تقده للإيمان. عاد يقرأ الكتاب المقدس خاصة رسائل معلمنا بولس الرسول فأعجب بها، خاصة في ربطها العهد القديم بالعهد الجديد... دبرت العناية الإلهية أن يزور سمبليانس حيث بدأ يخبره عن قراءته في كتب الفلسفة الأفلاطونية التي عني بنشرها فيكتريانوس، فأظهر سمبليانس سروره بذلك، ثم عرف أغسطينوس منه عن اعتناق فيكتريانوس للإيمان المسيحي بروح تقوي، فشبت فيه الغيرة للاقتداء به، لكنه كان لا يزال أسير العادات الشريرة. توبته زاره مؤمن حقيقي من كبار رجال الدولة يدعى بنسيانس، فوجده مع صديقه أليبوس وبجوارهما بعض رسائل معلمنا بولس الرسول، فظنها أحد الكتب الفلسفية، لكن أغسطينوس أخبره بأن له زمانًا لا يشغله سوى مطالعة هذه الأسفار، فدار الحديث بينهما حتى تطرق بنسيانس لسيرة القديس أنبا أنطونيوس وكيف تأثر بها اثنان من أشراف البلاط فتركا كل شيء ليسيرا على منواله، وهنا التهب قلب أغسطينوس بالغيرة، كيف يغتصب البسطاء الأميون الملكوت ويبقى هو رغم علمه يتمرغ في الرجاسات. وإذ مضى بنسيانوس، قام أغسطينوس إلى البستان المجاور لمنزله وارتمى على جذع شجرة تين، وتمثلت أمامه كل شروره، فصار يصرخ: "عاصفة شديدة... دافع عني... وأنت فحتى متى؟ إلى متى يارب؟ أتغضب إلى الأبد؟ لا تذكر علينا ذنوب الأولين. فإنني أشعر بأنني قد اُستعبدت لها. إلى متى؟ إلى متى؟ أ إلى الغد؟ ولما لا يكون الآن؟! لما لا تكن هذه الساعة حدًا فاصلاً لنجاستي؟" وبكى بمرارة... كان ذلك في عام 386م، بالغًا من العمر 32 عامًا حين تغيرت حياته وتجددت بنعمة الله، فتحولت القوة المحترقة شرًا إلى قوة ملتهبة حبًا... عاد أغسطينوس إلى أليبوس ليذهبا معًا إلى مونيكا يبشرانها أن صلواتها التي دامت قرابة 30 عامًا قد استجيبت، ونبوة القديس إمبروسيوس قد تحققت، هذا الذي سبق فرآها تبكي فقال لها: "ثقي يا امرأة أنه من المستحيل أن يهلك ابن هذه الدموع". عزم أغسطينوس بنعمة الله على ترك تدريس البيان وتكريس حياته للتأمل في كلمة الله والخدمة، فاعتزل ومعه والدته وصديقه أليبوس وابنه أدياتس (غير الشرعي) وبعض أبناء عمه وأصدقاءه في كاسيكاسيوم Cassiciacum بجوار ميلان حيث أقام ستة شهور يتأهب لنوال سرّ العماد، وفي ابتداء صوم الأربعين عام 387م ذهب إلى ميلان واعتمد على يدي الأسقف إمبروسيوس. نياحة مونيكا سافر القديس أغسطينوس مع ابنه ووالدته وأخيه وأليبوس إلى أوستيا منتظرين السفينة للعودة إلى وطنهم، وكانت الأم تتحدث مع أغسطينوس معلنة بأن رسالتها قد تحققت برؤيتها له كخادم أمين للرب. بعد خمسة أيام مرضت مونيكا بحمى شديدة، وإذ أُغمى عليها وأفاقت قالت لابنيها: "أين كنت أنا؟... هنا تدفنان والدتكم"... قالت هذا ثم سلمت روحها في يدي الله. في روما وأفريقيا بعد نياحة القديسة مونيكا قرروا العودة إلى روما، حيث جاهد أغسطينوس هناك لدحض بدعة المانويين. ومن هناك انطلق إلى أفريقيا حيث ذهب إلى قرطاجنة ثم إلى تاجست، فوزع كل ممتلكاته واختلى للعبادة والتأمل في كلمة الله ثلاث سنوات، ووضع كتبًا كثيرة. سيامته كاهنًا إذ كان أغسطينوس يزور رجل شريف بمدينة هيبو (تدعى حاليًا إيبونا من أعمال نوميديا) سامه الأسقف كاهنًا بالرغم من محاولته رفض السيامة بدموع، بل وجعله يعظ أكثر أيام الأسبوع. سكن في بستان ملك الكنيسة وجعله ديرًا حيث امتلأ بالرهبان الأتقياء، كما أنشأ ديرًا للراهبات تحت تدبير أخته. سيامته أسقفًا أقيم أسقفًا مساعدًا لفاليروس عام 395م الأمر الذي أفرح قلوب المؤمنين، وإن كان الهراطقة قد حزنوا وأثاروا شغبًا ضد الشعب وحاولوا قتله. امتاز هذا الأسقف القديس بحبه الشديد للفقراء حتى كان يبيع أحيانًا ما للكنيسة ويوزعه على الفقراء ويحرر به المسجونين. واهتم بدحض أصحاب البدع. وحضر مجمعًا بأمر الملك أونريوس عام 421م ضم 275 أسقفًا مؤمنًا و279 من الدوناتيين... فقام يجادلهم ويردهم إلى الإيمان المستقيم. نياحته إذ بلغ من العمر 72 عامًا استعان بأحد الكهنة في تدبير أمور الكنيسة راغبًا أن يكون خليفته، وبقى 4 أعوام يستعد للرحيل، وفي عام 430 م تنيح وهو في سن السادسة والسبعين، وكانت دموعه لا تتوقف. كتاباته بلغت حوالي 232 كتابًا، منها كتبه التاريخية مثل "اعترافاته" و"الاستدراكات"، ومقالاته الفلسفية مثل "الرد على الأكاديميين" و"الحياة السعيدة"، "خلود النفس"، "في الموسيقى"... وأيضًا أعماله الجدلية ضد اليهود والوثنيين، وضد أتباع ماني وضد الدوناتيين وضد البيلاجيين وضد الأوريجانيين، كما قدم كتبًا في تفسير التكوين والمزامير والرسالة الأولى إلى يوحنا، والموعظة على الجبل، وعن اتفاق الإنجيليين، وتعليقات على الرسالة إلى أهل غلاطية والرسالة إلى أهل رومية وإنجيل يوحنا. كما كتب كُتب في النسكيات والأخلاقيات...
 

Son Ava Karas

يســوع رفيقي
عضو مبارك
إنضم
29 يونيو 2011
المشاركات
1,258
مستوى التفاعل
54
النقاط
0
اغناطيوس الثيؤفورس القديس


وُلد حوالي عام 30م، قيل أنه نشأ في سوريا. يرى البعض أنه الطفل الذي حمله السيد المسيح مقدمًا إياه مثلاً للتواضع (مت 18: 2-4). إذ رأى الرسل فيه غيرته المتقدة رسموه أسقفًا على إنطاكية، وقد اختلف البعض في شخصية من سامه، فيرى البعض أن الرسول بطرس سام أفوديوس على اليهود المتنصرين والرسول بولس سام أغناطيوس على الأمم المتنصرين... وأنه لما تنيح الأول تسلم أغناطيوس رعاية الكنيسة بشطريها. على أي الأحوال اتسم بغيرته على خلاص النفوس فكسب الكثير من الأمم للسيد المسيح. اتسم بحبه الشديد لشعبه كما يظهر من حديثه مع مستقبليه في أزمير أثناء رحلته إلى روما للاستشهاد، إذ كان يذكر أمام مستقبليه شعبه ويطلب إليهم الصلاة من أجلهم. وضعه نظام التسبحة قيل إنه رأي في رؤيا الملائكة تسبح ممجدة الثالوث القدوس، فنقل النظام الذي لاحظه إلى الكنيسة الإنطاكية، حيث انتشر بعد ذلك بين بقية الكنائس. لقاؤه مع تراجان إذ سمع عنه تراجان من جهة غيرته على انتشار المسيحية استدعاه، ودخل معه في حوار من جهة "يسوع المصلوب"، انتهى بإصداره الأمر بأن يقيد أغناطيوس القائل عن نفسه أنه حامل في قلبه المصلوب، ويُقاد إلى روما العظمى، ليقدم هناك طعامًا للوحوش الضارية، إرضاءً للشعب. إذ سمع الأسقف بذلك ابتهج جدًا، إذ جاءت الساعة التي طالما ترقبها، وحسب هذا الأمر الإمبراطوري أعظم هدية قدمت إليه، إذ جثا وصرخ مبتهجًا: "أشكرك أيها السيد الرب، لأنك وهبتني أن تشرفني بالحب الكامل نحوك، وسمحت لي أن أُقيد بسلاسل حديدية كرسولك بولس". ولما صلى هكذا قبّل القيود، متضرعًا إلى الله أن يحفظ الكنيسة، هذه التي ائتمنه الرب عليها ليخدمها حوالي 40 عامًا. إلى روما خرج القديس في حراسة مشددة من عشرة جنود، وقد صاحبه اثنان من كنيسته هما فيلون وأغاتوبوس. إذ رأى الجند حب الشعب له والتفافهم حوله عند رحيله تعمدوا الإساءة إليه ومعاملته بكل عنف وقسوة، حتى دعاهم بالفهود بالرغم من لطفه معهم، وما دفعه الشعب لهم كي يترفقوا بأسقفهم. وصلوا إلى سميرنا حيث استقبله القديس بوليكربس أسقفها كما جاءت وفود كثيرة من كنائس أفسس وتراليا وماغنيزيا، فاستغل الفرصة وكتب رسائل لهذه الكنائس كما كتب رسالة بعثها إلى روما إذ سمع أن بعض المؤمنين يبذلون كل الجهد لينقذوه من الاستشهاد، جاء فيها: [ أخشى من محبتكم أن تسببوا لي ضررًا... صلوا ألا يوهب لي إحسان أعظم من أن أقدم لله مادام المذبح لا يزال مُعدًا... أطلب إليكم ألا تظهروا لي عطفًا في غير أوانه، بل اسمحوا لي أن أكون طعامًا للوحوش الضارية، التي بواسطتها يوهب لي البلوغ إلى الله. إنني خبز الله. اتركوني أُطحن بأنياب الوحوش لتصير قبرًا لي. ولا تترك شيئًا من جسدي، حتى إذا ما متّ لا أُتعب أحدًا، فعندما لا يعد العالم يرى جسدي أكون بالحق تلميذًا للمسيح ]. في ترواس أبحر بالسفينة من سميرنا إلى ترواس، ليكتب القديس أيضًا ثلاث رسائل "إلى فيلادلفيا، وسميرنا، والقديس بوليكربس". من ترواس أبحر إلى نيوبوليس، ثم فيلبي، ثمEpirus وTyrhene... وأخيرًا إلى منطقةPortus حيث التقى بالإخوة الذين امتزج فرحهم برؤيته بحزنهم لانتقاله. قابلهم بكل محبة سائلاً إياهم أن يظهروا المحبة الحقيقية ويتشجعوا. جثا على ركبتيه وصلى لكي يوقف الله موجة الاضطهاد عن الكنيسة، وأن يزيد محبة الإخوة لبعضهم البعض. أخيرًا أسرع به الجند إلى الساحة، وأطلقت الوحوش ليستقبلها بوجه باش، فوثب عليه أسدان ولم يبقيا منه إلا القليل من العظام. جمع المؤمنون ذخائره وأرسلوها إلى كنيسته بإنطاكية. تعيِّد له الكنيسة في 7 شهر أبيب. القس تادرس يعقوب: الشهيدان أغناطيوس وبوليكربس، 1964.


 

Son Ava Karas

يســوع رفيقي
عضو مبارك
إنضم
29 يونيو 2011
المشاركات
1,258
مستوى التفاعل
54
النقاط
0
افانتيوس الشهيد

يحتفل اللاتين بعيد استشهاد الكاهنين إفانتيوسEvantius وثيؤدولس مع القديس ألكسندروس الأول، أسقف روما. تم ذلك حوالي سنة 117م في عهد الإمبراطور هادريان وبواسطة الوالي أوريليانوس. ألقى الثلاثة في أتون نار وإذ لم يمسهم أذى، قُتل الكاهنان بالسيف بينما طعن الأسقف في كل جسمه بأدوات حديدية مسننة حتى أسلم الروح.


---------------------------

افبربيوس


اتسم الأب افبربيوس أو إبربيوسEuprepios بزهده الشديد في أمور هذه الحياة، حتى عندما سلبه بعض اللصوص كان يساعدهم على نقلها، ولما تركوا له العصا رآها فأخذها وسار وراءهم ليعطيهم إياها، وإذ خشوا منه سلمها لبعض المارة كي يسلمونها لهم. إذ تعرف أن الله أمين وقدير ليكن لك إيمان به فتشاركه ما له. كلنا نؤمن أنه القدير وأن كل شيء مستطاع لديه، فامسك بالإيمان به في أمورك الخاصة، إذ هو قادر أن يصنع معك معجزات أيضًا. الأمور الجسدية مادية؛ من يحب العالم يحب فرص السقوط. لهذا إن حدث وفقدنا شيئًا لنقبل هذا بفرح وامتنان متحققين أننا قد تحررنا من الاهتمام بما فقدناه. سأل أخ أبا إفبربيوس عن حياته، فأجاب الشيخ: "كلْ قشًا، البس قشًا، نمْ على قش، بمعنى احتقر كل شيء واطلب لنفسك قلبًا من حديد!" في أيامه الأولى زار أبا إفبربيوس شيخًا، وقال له: "أبا، قل كلمة لكي أخلص". أجابه: "إن أردت أن تخلص فإنك إن ذهبت لترى إنسانًا لا تبدأ بالكلام قبل أن يوجه إليك الحديث". فشعر أبا إفبربيوس بالندامة على ما نطق به، وصنع له مطانية، وهو يقول: "قرأت كتبًا كثيرة من قبل ولم أجد تعليمًا كهذا"، وخرج من عنده منتفعًا جدًا. إن اقتنى إنسان التواضع والفقر وعدم إدانة الآخرين، تحل مخافة الله فيه".


 
أعلى