من هو كاتب إنجيل متى؟ 10 أدلة قوية تشير الى متى!

My Rock

خدام الكل
مدير المنتدى
إنضم
16 مارس 2005
المشاركات
27,311
مستوى التفاعل
3,159
النقاط
113
الإقامة
منقوش على كفيه

من هو كاتب إنجيل متى؟​

6751319520.jpg


في أواخر القرن الثامن عشر بدأت تظهر اراء تحاول التشكيك بمن هو كاتب إنجيل متى كمحاولة للطعن في مصداقية الإنجيل وما ينقله لنا من حقائق تاريخية نابعة من شاهد عيان عاين السيد المسيح. هذه الأراء كانت وما زالت نابعة من عند الملحدين ويستخدمها اخوتنا المسلمين أيضاً في وقتنا الحالي لأنها طريقة تتماشى مع إيمانهم الذي يرفض إلوهية المسيح وصلبه وقيامته.

في هذا الموضوع سنرد على هذه الشبهات وسنقدم الأدلة الكافية التي تدعم إيمان المسيحيين بأن متى هو بالفعل من كتب إنجيله. فكل الأدلة وابراهين تشير الى أن متى هو من كتب إنجيله ورفض هذا الشئ والتشكيك به هو بكل بساطة رفض للأدلة والبراهين وليس إتباع الدليل.

أطرح بين أيديكم يا أحبة خلاصة أبحاث متواصلة مجموعها أكثر من 200 ساعة بحث وفحص وتجميع الأدلة والبراهين وتدوين أهم الإعتراضات والرد عليها. اضع بين يديكم خلاصة هذه الأبحاث مصلياً ان تكون سبب بركة للباحثين عن الحق.

هل كاتب إنجيل متى مجهول؟​

الكثير يستخدم هذا العنوان الرنان الذي يدعي انه كاتب إنجيل متى هو مجهول لإن نص إنجيل متى لا يذكر من هو كاتبه. فأنجيل متى مكتوب بضمير الغائب لاسباب كثيرة منها انه الإسلوب المعتاد عليه في ذلك الوقت من الفين سنة خاصة في كتابة السيرة الشخصية إضافة الى التواضع والتركيز على شخصية ورسالته المسيح بدلاً من التركيز على الكاتب.
وعدم الإشارة الى إسم الكتاب في النص لايعني ان الكاتب مجهول. هناك الكثير من الكتب والوثائق (كمثل زينوفون) التي بين أيدينا لا تذكر إسم الكاتب في نصوصها لكن إسم الكتاب ممكن التعرف عليه من خلال التاريخ وشهادات الأشخاص عبر التاريخ.

كيف يمكننا ان نعرف من هو كاتب إنجيل متى وإسم الكاتب ليس مُعلن في الإنجيل؟​

المسيحييون تعرفوا على هوية كاتب إنجيل متى عن طريق تتبع الأدلة والبراهين التي يذكرها لنا التاريخ وتلاميذ الرسل وأباء الكنيسة الأولى والمخطوطات.

فما هي أدلة أن متى كتب إنجيله؟ هنا نذكر عشرة أدلة بأختصار وتلخيص تثبت فيها أن متى هو كاتب إنجيله.

الدليل 1: كل المخطوطات تنسب الإنجيل الى متى
كل المخطوطات التي بين أيدينا بدون إستثناء تحتوي على عنوان "الإنجيل بحسب متى". فلا توجد أي مخطوطة معنونة بأي إسم آخر غير إسم متى ولاتوجد أي مخطوطة تعنون كاتب الإنجيل بالغير المعروف او المجهول. كل المخطوطات تحمل إسم متى في بداية الإنجيل.

الدليل 2: كل أباء الكنيسة الأولى ينسبون الإنجيل الى متى
كل أباء الكنيسة الأولى ينسبون الإنجيل الى متى. فكبار اباء الكنيسة الأولى على سبيل الذكر لا الحصر كمثل بابياس (125) وجيستن الشهيد (150) وأيروناوس (180) وكليمندس الاسكندري (185) وأوريجن ويوسبوس وجيروم وترتليان وغيرهم الكثير كلهم يشهدون على أن متى هو من كتب إنجيل متى.
فلا يوجد أي إسم آخر عند أباء الكنيسة سوى إسم متى وهذا الشئ لا يمكن أن يتفق عليه الجميع بإختلاف أماكنهم الجغرافية التي تبعد بينهم الالف الكيلومترات. لايمكن لأشخاص بهذا الإبتعاد الجغرافي والتاريخي ان يتفقوا على شئ مُصطنع في وقت لاحق.

الدليل 3: لا دليل على أي كاتب آخر غير متى
أباء الكنيسة لم يتفقوا فقط على إن كاتب الإنجيل هو متى بذاته، لكنهم لم يذكروا أي إسم آخر ولم يقحترحوا أي إسم آخر. ليس هذا فقط بل حتى لم يذكروا إحتمالية أي إسم آخر ممكن أن يكون كتب إنجيل متى وكل الأدلة والبراهين التي بين أيدينا في اول 1500 سنة تشير وبدون أي تشكيك الى أن متى هو كاتب إنجيل متى ولاوجود ذكر لأي إسم آخر. المشكك لا يملك أي دليل على وجود أي إسم آخر يُنسب الى الإنجيل.

الدليل 4: الإجماع على كاتب الإنجيل كان مبكراً ومقارباً لتاريخ كتابة الإنجيل
الإجماع
الكنسي والتاريخي على إن متى هو كاتب إنجيله يرجح ان هذا الإجماع هو متأصل ومبكر وملازم لتاريخ كتابة الإنجيل وتداوره بين المسيحيي الأوائل. هذا الإجماع أيضاً يرجح انه من غير الممكن ان يكون مصطنع في وقت لاحق في القرن الثاني كما يدعي البعض لانه لا يمكن ان يصطنع إسم جديد ويعطى للأنجيل وان يتفق عليه كل المسيحيين في مختلف البلدان والمدن على أختلاف الأزمان. لو كان الإسم مصطنع في وقت لاحق لكان لدينا مخطوطات وإقتباسات من أباء الكنيسة تقتبس من إسماء شخص آخرين غير متى وهذا الشئ بطبيعة الحال غير موجود.

الدليل 5: الدليل الداخلي يتفق مع شخصية كاتب الإنجيل بكونه متى
بالرغم من إنجيل متى لا يذكر بالنص من هو كاتبه الى أن شخصية كاتب الإنجيل تتوافق تماماً مع متى وخلفيته اليهوديه والمهنية. الأدلة الداخلية كثيرة ويمكن كتاب عشرات الصفحات عنها، لكن للإختصار نذكر إن الأنجيل مكتوب بواسطة شخص يهودي مُلم بالعهد القديم وفيه إشارات كثيرة من حياة وشخصية المسيح الى النبؤات النصوص الكتابية في العهد القديم. كاتب الإنجيل مُلم بتفاصيل حياة المسيح وبتفاصيل جغرافية المدن وعادات المجتمع ما يدل على إنه شخص كان يعيش في تلك المنطقة. إضافة الى ان الكاتب مُلم بالتفاصيل المالية والرياضية (كمثل تقسيم نسب المسيح بصورة رياضية) التي تتفق مع خلفية متى بكونه عشار وله معرفة بالتفاصيل المالية والرياضية.
كل هذه هي إشارات تؤكد إنسجام شخصية كاتب الإنجيل مع الرسول متى بكونه يهودي له معرفة بالعهد القديم وتفاصيل الجغرافية التقاليد الثقافية وبكونه عشار سابقاً له معرفة قوية بالرياضيات والامور المالية.

الدليل 6: الإقتباسات من إنجيل متى
أباء الكنيسة الأولى أقتبسوا وبكثرة من إنجيل متى (وبقية العهد الجديد) لدرجة نستطيع من خلالها إعادة جمع نص الإنجيل بتكامل تام. هذه الإقتباسات كمثل أجناتيوس وبوليكارب وغيرهم.
الإقتباسات تدل على ان ما مقتبس منه هو مصدر ثقة ونزاهة يُعتمد عليها. وهذا الشئ ليس بغريب علينا حالياً فعندما يكتب الاكاديميين ويقتبسون من نصوص آخرى سيقتبسون من مصادر موثوقة ومعروفة ومعتمد عليها عند القراء. وهذا الشئ نفسه فلما كان اباء الكنسية الأولى الذين هم بالمناسبة تلاميذ لتلاميذ الرسل يقتبسون من إنجيل متى كانوا متأكدين من مصداقية ونزاهة هذا الإنجيل في الوسط المسيحي وبالتالي الإقتباس منه كان له ثقله وحجته في الأوساط المسيحية في ذلك الوقت.

الدليل 7: لا وجود لسطلة كنسية في القرون الثلاثة الأولى تستطيع ترتيب فبركة إسم كاتب الإنجيل
القرون الأولى من حياة المسيحيين والكنيسة الأولى كانت صعبة وتحت إضطهاد وقتل وملاحقة شرسة من اليهود والرومان. فالمسيحيين كانوا يلتقون ويصلون بالخفية ولم تكن هناك أي سلطة كنسية شاملة لكل المسيحيين في كل انحاء المسكونة. هذا الشئ ينفي نظرية المؤامرة التي تدعي ان الكنيسة أختارت بشكل عشوائي إسم متى ونسبته للإنجيل في وقت لاحق.
فلا وجود الى سلطة كنسية في ذلك الوقت تستطيع ان تُقرر مثل هكذا قرار ولا وجود لأي دليل بأن هذا الشئ ممكن أن يحدث. فالمشكك هنا يبني تشكيكه على نظرية المؤامرة وليس على أدلة ملموسة.

الدليل 8: إسم متى ليس أقوى أسماء التلاميذ والرسل
متى كان أحد التلاميذ ال 12 المقربين للمسيح لكنه لم يكن أقوى الاسامي ولم يكن من القادة البارزين مثل بطرس ويوحنا ويعقوب. فمتى كان متعلم يعرف الكتابة القراءة والرياضيات إستخدم تعليمه وموهبته لتسجيل الأحداث التي عاينها مع المسيح ولم يكن قائداً بارزاً. هذا الشئ يرجح ان نسب الإنجيل لمتى هو مبني على صدقية هذا النسب وليس نسب عشوائي أختارته الكنيسة في وقت لاحق لتزيد من مصداقية الإنجيل. لانه لو كان الهدف أختيار أسم قوي وبارز من تلاميذ المسيح لكان الأجدر إختيار إسم بطرس او يعقوب.
فكون إسم متى هو كاتب الإنجيل وليس إسم آخر آقوى وأبرز يرجح مصادقية واصالة ونزاهة هذا الإسم.

الدليل 9: قانونية إنجيل متى

أنجيل متى (وبقية الأناجيل) مقبول وبإجماع بأنه كتاب موحى به مكتوب على يد تلميذ ورسول المسيح متى. كل الشروط القانونية إجتمعت في إنجيل متى، فهناك إجماع تام من كل الكنائس بأن الكاتب هو متى وتوافق تام فيما ينقله لنا الإنجيل مع بقية العهد الجديد. هذا الشئ لم يكن المسيحيين مجبرين على قبوله لو لم يكن صحيحاً لانه كانت هناك أسماء كتب آخرى منسوبة لبطرس وتوما وغيرهم كتبت في وقت متأخر رفضتهم الكنيسة لانه لم تكتمل فيها شروط القانونية كما سنرى في الدليل القادم.

الدليل 10: الكنيسة رفضت أسماء كتب آخرى
التاريخ يذكر لنا ان الكنيسة الأولى واباء الكنيسة لم يكونوا مجبرين على قبول أي كتاب يحمل أي إسم من اسم الرسل. بل كانوا أمناء ومدققين بعناوين الكتب ومحتواها وتطبيق شروط قانونية الأسفار على محتوى الكتب. فمثلا في القرن الثالث ظهرت كتب أغنوصية (التي تؤمن بأن المسيح ليس له جسد مادي) تحاول ان تروج هذه الفكر. هذه الكتُب نسبت للرسل مثل بطرس وتوما، لكن الكنيسة الأولى لم تقبلها بسبب الأسم البارز الذي نًسب الى هذه الكتب. بالعكس، الكنيسة الأولى فحصت المحتوى ووجدت ان هذه الكتب بالرغم من عنوانها البارز لا توفي شروط القانونية وبالتالي رفضت هذه الكتب بالكامل. ليس هذا فقط بل الكنيسة الأولى والمجتمع في ذلك الوقت كانوا يدينون عملية نسب أي عمل أدبي لشخص آخرى غير صاحبه. فمثلاُ يوسيبوس يذكر لنا قبوله التام للرسل مثل بطرس وغيرهم لكن يسجل رفضه الى أي أعمال تنسب زوراً لهم.
وهذا الشئ ليس بغريب علينا حالياً فحتى الطلبة والاكاديميين لا يستطيعون الإقتباس من أي كتاب او صفحة من الانترنت بدون الإشارة اليها لأن اداب المهنة تمنع هذه السرقة.
فهذا التدقيق والفحص وهذه الأمانة في ورفض كتب آخرى بأسماء أبرز من إسم متى يرجح المصداقية والنزاهة عند الكنيسة الأولى التي كانت أمينة ومهتمة في قبول الكتب والمصادقة على كاتب السفر.

الخلاصة
الموضوع يحتوي على أقوى عشر أدلة تثبت أن متى هو كاتب إنجيله وان كل الادلة والبراهين تشير الى هذه الخلاصة. أي محاولة للطعن بأصالة كاتب الإنجيل هي محاولة غير مبنية على أي دليل وليست أمينة في تقبل البراهين والدلائل التي بين أيدينا.
الأدلة تم ذكرها بشكل مختصر، فكل دليل يمكن كتابة عشرات الصفحات عنه. لكن للإختصار والتلخيص والوصول الى لب الموضوع أخترت هذه الطريقة التي أتمنى ان يكون بسيطة وسلسة على القارئ.

الادلة واضحة وصريحة بما لا تدع مجالاً للشك بأن كاتب إنجيل متى هو متى الرسول بذاته. لكن في الموضوع القادم سأرد على أهم عشرة إعتراضات عن كون متى هو كاتب إنجيله. تابعونا.

سلام ونعمة.
 
التعديل الأخير:
أعلى