- إنضم
- 6 أكتوبر 2009
- المشاركات
- 16,056
- مستوى التفاعل
- 5,370
- النقاط
- 0
هناك فرق يا إخوتي بين المسيحي الشكلي والذي له صورة التقوى وينكر قوتها، وبين المسيحي الحقيقي الذي يحيا بالوصية لأنها هي منهج حياته في المسيح مع الكنيسة المقدسة، وهذه جزء من رسالة من القرن الثاني تظهر من هم المسيحيين الحقيقيين في ذلك الوقت، وهذا هو المفروض أن يكون عليه المسيحي الحقيقي، فهي موجهة لنا بالأساس، فقط فلنحيا حسب الدعوة التي دُعينا بها ونعمل أعمال تليق بدعوتنا وتوبتنا ان كنا تائبين حقاًَولنا إيمان حي عامل بالمحبة، لأن للأسف مسيحيين اليوم ليسوا على هذه الصورة التي كانت في القرون الأولى ...
_____________________________
(*) المقصود بمشاركة الفراش من جهة الزنا كما كان يفعل اليونانيين
[ أن المسيحيين لا يختلفون عن سواهم من أبناء البشر في الوطن أو اللغة و العادات. والواقع هو أنهم لا يقطنون مدناً خاصة بهم وحدهم, ولا يتكلمون لغة خاصة بهم, ولا يعيشون عيشة غريبة شاذة, وأن عقيدتهم ليست من مكتشفات أشخاص فضوليين خياليين متكبرين.
ولا يؤيدون كغيرهم عقيدة من صنع البشر. و مع انهم يسكنون في مدن يونانية و غير يونانية حسب نصيب كل منهم, ويسلكون بموجب عادات البلد الذي يحلون فيه من جهة الزي والطعام وأساليب المعيشة الأخرى, فأن أسلوب معيشتهم يستوجب الإعجاب والإقرار بأنه غير مُتوقع .
تراهم يسكنون البلدان و لكنهم غرباء. هم يشتركون في كل شيء كمواطنين و لكنهم يحتملون كل ما يحتمله الغرباء. كل بلد أجنبي وطن لهم و كل وطن لهم بلد غريب, يتزاوجون كغيرهم و يتوالدون, و لكنهم لا يهملون أولادهم ولا يعرضونهم للموت.
يفرشون طعامهم للجميع و لكنهم لا يفرشون فراشهم (*). هم موجودون في الجسد و لكنهم لا يعيشون للجسد. يقضون أيامهم على الأرض ولكنهم مرتبطون بوطن سماوي. يطيعون القوانين المرعية لكنهم يتقيدون بأكثر منها في حياتهم الخصوصية.
ولا يؤيدون كغيرهم عقيدة من صنع البشر. و مع انهم يسكنون في مدن يونانية و غير يونانية حسب نصيب كل منهم, ويسلكون بموجب عادات البلد الذي يحلون فيه من جهة الزي والطعام وأساليب المعيشة الأخرى, فأن أسلوب معيشتهم يستوجب الإعجاب والإقرار بأنه غير مُتوقع .
تراهم يسكنون البلدان و لكنهم غرباء. هم يشتركون في كل شيء كمواطنين و لكنهم يحتملون كل ما يحتمله الغرباء. كل بلد أجنبي وطن لهم و كل وطن لهم بلد غريب, يتزاوجون كغيرهم و يتوالدون, و لكنهم لا يهملون أولادهم ولا يعرضونهم للموت.
يفرشون طعامهم للجميع و لكنهم لا يفرشون فراشهم (*). هم موجودون في الجسد و لكنهم لا يعيشون للجسد. يقضون أيامهم على الأرض ولكنهم مرتبطون بوطن سماوي. يطيعون القوانين المرعية لكنهم يتقيدون بأكثر منها في حياتهم الخصوصية.
يحبون جميع الناس ولكن الجميع يضطهدونهم. تراهم مجهولين ولكنهم مُدانون. يُماتون ولكنهم يُعادون إلى الحياة. فقراء ولكنهم يغنون كثيرين. معتازين لكل شيء ولكنهم ينعمون بكل شيء. يُفترى عليهم ولكنهم يُبررون, يشتمون و لكنهم يباركون. يُهانون و لكنهم يكرمون الآخرين. يعملون الخير فيجازون كأشرار, حينما يُعاقبون (بالموت) يفرحون كأنهم يُقامون إلى الحياة. يحاربهم اليهود كأنهم أجانب, و يضطهدهم اليونانيون. و مع ذلك فالذين يكرهونهم يعجزون عن ذكر سبب كراهيتهم لهم . ]
من الرسالة إلى ديوجينيتيوس من دفاعيات القرن الثاني
ترجمة المركز الأرثوذكسي للدراسات الآبائية
من نص الرسالة إلى ديوجينيتيوس
الفصل الخامس
(*) المقصود بمشاركة الفراش من جهة الزنا كما كان يفعل اليونانيين