.
ملاكان اثنان: "بثياب بيضاء" (يوحنا)، يرتديان "حلة بيضاء" (مرقس)، بيضاء جدا كأنها "براقة" (لوقا)، بل كان منظرهما "كالبرق" بالفعل وثيابهما مرة أخرى "بيضاء كالثلج" (متى).
على أي حال لم يظهر هذان الملاكان طوال الوقت معا. أحدهما فقط هو الذي ظهر (متى) في هيئة شاب (مرقس)، نفس الهيئة التي ظهر الاثنان بها أيضا كشابين أو رجلين حين ظهرا معا (لوقا). أما يوحنا فلم يذكر اللقاء الأول كليا (بين الملاكين والنساء) لأنه لم يصدقه في حينه واكتفي فقط بتسجيل اللقاء الثاني (بين الملاكين والمجدلية)، أي بعد أن "رأى بنفسه فآمن" (يوحنا 8:20). أما اللقاء الأول فكانت المجدلية والنساء يحكين عنه وهن في حالة خوف شديد وصل لحد "الرعدة" (مرقس 8:16) بل "تراءى كلامهن كالهذيان ولم يصدقهن أحد" (لوقا 11:24). أسقط يوحنا بالتالي هذا "الهذيان" كليا من ذاكرته ومن كتابه، بل ربما حتى لم يستوعب آنذاك أصلا ما كانت النساء يحاولن شرحه وهن في هذه الحالة الشعورية العنيفة من الرعدة الاهتزاز والرعب.
على أي حال هدأت المجدلية تدريجيا وامتلكت زمام نفسها فأخذته مع بطرس جانبا وقالت لهما فقط ما يمكنهما تصديقه ولا خلاف عليه: «أخذوا السيد من القبر ولسنا نعلم أين وضعوه!» (يوحنا 2:20). وبالفعل صدقها الرجلان هذه المرة وانطلقا نحو القبر..... وتوالت الأحداث.